الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه (1203-1266هـ/1789-1850م): - ولد الولي الصالح العارف بالله الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد ابن أحمد الخنقي عام1203 هـ/1789م بخـنقـة سيدي ناجي و فيها حفـظ الـقـران و تعـلم علو م الديـن الإسلامي علي يد عدة علمـاء من اشهـرهـم الشيخ الصديق الونـجـني . -هاجر الى طولقة والتقى بالشيخ سيدي محـمد بن عـــزوز البرجــي وتعلم منه علوم الدين واخـذ عـنه الطريقة الرحمانـية العـزوزيـة وبقي في خدمته الى ان توفي عام 1233هـ/1818 م فـتـولــــى التدريس في زاوية الشيخ سيدي"محمد بن عزوز البرجــــــــــي" وكــثف تعاونه مع زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز بنفطة بتونس في نشرالطريـقـــــة الرحمانية العزوزية والقران وعلوم الدين والتصوف وتربية المريـديــن - عاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الى خنقة سيدي ناجي واسـس بــــــهـا زاويته في القرن13 هـ وتـم حفر بئـرين للمياه (جددت زاويته على يــد السيد حـفـيظي رشـــــيد في25مـاي عا م1975م، واعيد تـــرمـيمـهـــا مــن الــداخـــل والخـــارج مـــن طــــرف ابـنه الســيد حـفـيظــي بـشيـر عام 2006م،وكتبت الايات القــرانـيــــــة داخل الضريح عام 2005م ) |
- قام الشيخ سيدي عبد الحـفـيظ في زاويته على تعـليم اخـوانــه علوم الدين الاسلامي والطريقه الرحمـانية العزوزية الخلوتـيــة القائمة على ذكر الله تعالى وطاعة الله ورسوله مما جعل اتبـــاع الشيخ يتــأ ثـــرون بتـربيته الروحـــانـية وصـار له مـريـــدون فـي الجـزائـر وفي تـونـس. - قاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الجها د ضد الاحـتلال الفرنسـي بجـــيش قوامه 5000 مجـاهـــد من خـنـقـة سيدي ناجـــي وششــار والاوراس والتحق به الشيخ الصـادق بالـحـاج والشيـخ مــحمـــد الصغــيـرلـفـــك الحصار على مدينة بسكرة ودعم مقاومة الزعاطشة ودارت معركة واد براز قرب سريانة في مكان مكشوف على ضفة واد براز شمـــال سيدي عـقـبة التي قتل فيها قائد القوات الفرنسية سان جارمان وكانت المعركة غير متكافـئة في 29 اوت 1849م .
*****((مؤرخون يكشفون حقيقة معركة ''واد أبراز'' التاريخية:************* 3000 مجاهد جابهوا القوات الفرنسية بقيادة خليفة الأميرعبد القادر بالزيبان كشف المؤرخون المشاركون مؤخرا في الندوة الوطنية بالمتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية ببسكرة الذين نشطوا الندوة المنظمة من طرف الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة التي خصصت هذا اللقاء لدراسة خلفيات ومسار ونتائج معركة ''واد إبراز'' التي حاول المحتل الفرنسي التقليل من أهميتها في ذكرلها الـ ,160 الذي جرت وقائعها سنة 1949 م بضواحي بلدية عين الناقة النائية بالزيبان، أن هذه المعركة التي يجهل حقيقتها الكثير من الجزائريين باعتبار كل الروايات التاريخية المدونة اليوم بالوطن تعود مراجعها إلى تقارير مؤرخين وضباط عسكريين فرنسيين قللوا من شأنها حسب رؤيتهم الاستدمارية للجزائر. كانت المعركة بمثابة إحدى المحطات الحاسمة في تاريخ المقاومات الشعبية المسلحة في وجه العدو الاستعماري في الجزائر قادها زعماء روحيون للطريقة الرحمانية بزعامة الشيخ عبد الحفيظ الخنقي والشيخ الصادق بلحاج، وخليفة الأمير عبد القادر بمنطقة الزيبان الشيخ لخضر بن كريبع الذي حضرت حفيدته هنية كريبع الندوة. للإشارة، نشط الندوة التي حضرتها السلطات المحلية العسكرية والأسرة الثورية بالزيبان وكذا الباحثين ورجال الإعلام، عدد من الدكاترة والمؤرخين منهم الدكتور العربي الزبيري من جامعة الجزائر والدكتور خرنان من جامعة باتنة الاستاد نصرالدين مصمودي من جامعة بسكرة والدكتور نصر الدين وهابي من جامعة الوادي وغيرهم. معركة واد إبراز 17 سبتمبر 1849م بعدما أرسل الشيخ أحمد بوزيان قائد ثورة الزعاطشة رسائل عديدة يدعو فيها للجهادترجعها بعض الروايات إلى عهد الفتوحات الإسلامية الأولى، حيث وقعت مبارزات عديدة على مجرى الوادي لذلك سمي بواد أبراز الذي يعد احد فروع الواد الأبيض الذي يعبر منطقة الاوراس ليضيق عند مصب فم الغرزة منخفض الصحراء هذا الذي يسقي عند مروره عدة قرى ومداشر وواحات من بينها موقع المعركة ببلدية عين الناقة بدائرة سيدي عقبة. استعدادات المقاومين فما كان أمام الشيخ عبد الحفيظ الخنقي سوى تلبية النداء وإغاثة إخوانه المسلمين المحاصرين في واحة الزعاطشة، فقام لتوه مبادرا بتجهيز الجيش بعد أن نادى للجهاد فانضمت إليه قبائل المنطقة وأتته من كل حدب وصوب، حيث شاركت أغلب أعراش الزاب الشرقي كعرش الخدران أولاد عمر أهالي الخنقة، سيدي مصمودي ليانة الفيض سيدي عقبة قرطة تهودة، حيث تحرك المجاهدون من خنقة سيدي ناجي في طريقهم نحو بسكرة وفي كل قرية يمرون بها يجدون استقبالا حارا من طرف السكان. وكان المتطوعون ينضمون بالمئات لنصرة دين الله ليصل عددهم 3000 مقاتل و 200فارس، مع الإشارة إلى نقص السلاح عند البعض منهم حسب تقديرات الأميرعبد القادر على الزيبان على رأس 500 مجاهد. وساندهم الشيخ الصادق بلحاج القادم من جبل احمر خدو ومعه 700 فارس ومجاهد ليصل عددهم الإجمالي 5000 مجاهد. عندما وصلوا إلى واد أبراز، أصدر الشيخ عبد الحفيظ الخنقي أمره بالتمركز على الضفة اليسرى لمجرى الوادي لقضاء الليلة هناك وعندما أبرق القائد بن شنوف حاكم سيدي عقبة الموالي للعدو محاولا ضمه إلى المقاومين لكن الخائن أسرع في تبليغ القائد سان جرمان حاكم بسكرة على حركة الثوار وتمركزهم على واد إبراز والخطر الذي يهددهم. سير المعركة لما بلغ الخبر القائد الفرنسي سان جرمان قام بجمع قواته التي يقدرها المؤرخ العسكري الفرنسي سيروكا بـ150 من المشاة و70 من القناصة الإفريقية و55 من الصبايحية و200 من القوم الفرسان و 300 فارس من قوات اللفيف. وصلت قوات القائد سان جرمان على الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم 17 سبتمبر 1849م وهو يوم المعركة إلى واحة تهودة، حيث أمرها القائد الفرنسي بأخد قسط من الراحة بعد مسيرة شاقة وسريعة في الوقت الذي بعث بقوة صغيرة للاستطلاع على أوضاع خصمه وعندما تم اكتشاف نقطة ضعف المجاهدين بتركهم قرية سريانة بدون تحصين كما اطلع على تمركز القوات المقاومة على الجهة اليسرى للوادي. أما الخيالة فكانت تجوب بين سريانة وجبل احمر خدو ونظرا لقلة الحراسة وهدوء المخيم استطاع الرائد سان جرمان أن يباغت المجاهدين وذلك بمحاصرتهم والسيطرة على الأماكن الإستراتيجية لخوض المعركة ومع طلوع الفجر انطلقت الرصاصات الأولى معلنة بداية المعركة ومع كل هذه الاستعدادات والتموقع الممتاز فإن الثوار كانوا مصممين على القتال ولم تثنيهم المباغتة ولم تقلل من عزيمتهم أنهم خرجوا طالبين الشهادة في سبيل الله واستطاعوا في الساعات الأولى للمعركة أن يهزموا فريقا من قوات العدو ويقتلوا قائدهم الرائد سان جرمان، إلا أن طول مدة المعركة وقلة العدة لدى بعض المجاهدين -حسب ما ذكره المؤرخ الفرنسي سيروكا- لم يمكنهم من الصمود ولم تأت الساعة السادسة من مساء نفس اليوم إلا والشيخ عبد الحفيظ الخنقي يأمر جيوشه بالانسحاب والالتحاق بالجبال القريبة منهم لينتشر في مناطق الزاب الشرقي كالفيض وعين الناقة وزريبة حامد والخنقة وليانة..إلا أن التراجع لم يكن بسبب الهزيمة والتخاذل كما يذكر الدكتور سعدالله في كتابه ''الحركة الوطنية الجزائرية'' في جزئه الأول -حسب الباحث نصرالدين مصمودي- حيث يرى سعدالله بأنها جاءت لترتيب القوات وجمعها ولمّ الشمل خاصة وأن الهجوم كان مباغتا عليهم .إن الانسحاب الذي جاء بعد يوم شاق من الجهاد تكبد فيه المجاهدون خسارة ما يزيد عن 100 شهيد ومجموعة من العتاد والمؤن، لم يقتل في نفس المجاهدين وقائدهم الشيخ عبد الحفيظ الخنقي روح الجهاد والمقاومة ولكنهم بقوا في تدبر وانتظار ليوم عظيم كهذا الذي خاضوه وها هو في يوم 4 نوفمبر 1849 يعقد الشيخ القائد اجتماعا عاما مع خليفة الأمير عبد القادر الشيخ محمد الصغير بلحاج والشيخ الصادق بالحاج ليقرروا فيه تنظيم جيش قوي للتوجه به إلى بسكرة وتحريرها من أيدي العدو من جديد ولم يكن له أن شارك في المعارك اللاحقة ووفته المنية بعد عودته من الجريد التونسي متأثرا بمرض الكوليرا يوم 13 جويلية 1850م ودفن بخنقة سيدي ناجي ليحمل المشعل من بعده طلبته وأبناء الجزائر البررة ليواصلوا المعركة الطويلة مع العدو الفرنسي
|
وعاد الى خنقة سيدي ناجــــي
ليــجمع ويـوحــد صفــوف الاخـوان من جديد لكن الوقـت لم يكـــن في صالحه
فوصلت قـوات الاحـتلا ل الي خـنـقـة سـيدي نـــاجـي
وارادو الامـساك بــــه فصلي لله وطـلب لقاءه فستجاب الله دعؤه، وعـــاد الفرنسيــون خـائبـيـن عــــــام 1266 هـ / 1850م ودفــن خـلف زاويته ولا يـزال ضريحه الطـاهـرمزارا تـشــع منه الانـواروالبركــات لكـل العارفين بالله والاخــوان في الطريقة الرحمانية. ودفـن معه في الضريح: شاعـره : ابن الطاهر، وسيــدي الطـيـب بن الحفناوي بن عبدالحفـيــــظ رحمهم الله ورضي الله عنهم وقــــد س الله اســــرارهــــم. اولاده:1/ سيدي محمد الازهاري بن عبدالحفيظ |
(ولد في عام 1237هـ وتوفي في04 ذوالحجة 1313 هـ الموافـق لـ 1837م / 1896م وبني له ضريح بجوار زاويته الرحمانـية من قبـل الصديـق بن احمد الشاوش عام 1314 هـ/1897 م في بلدية خـيـران التابعة لولاية خنشلة حاليا .
2/ سيدي الحفـناوي:ضريحه في زاوية توزر بتونس. 3/ سيـدي مـحـمـود: ضريحه في تونس العاصمة. 4/سـيدتي صـفـية . وممن اخذوالطريقة الرحـمانية عن الشيخ سـيـدي عـبد الحفيـظ الشيخ الولي سيدي الصادق بن رمضان في بسكرة . اثاره: ترك عدة مؤلفات وقصائد في سلوك الطريقة الرحمانيةأهمها : كتاب الجواهر المكنونة في العلوم المصونة طبع في تونس 1315 هـ - كتاب "غاية البداية في حكم النهاية" طبع في تونس 1314 هـ - كتاب "الحكم " عام 1257 هـ /1830م |
الشيخ عاشوربن محمد الخنقي: (1264 / 1348هـ = 1847/ 1938م)
هو أبو الفيض عاشور بن محمد بن عبيد بن أبي عبد الله محمد المسعود بن ابي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي الخنقي، المشهور بالشيخ عاشور.
ولد ببلدة خنقة سيدي ناجي وهي إحدى قرى الزاب الشرقي. صبيحة يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر صفر الخير عام أربعة وستين ومائتين وألف 1264هـ = 1847م. نشأ يتيما بمسقط رأسه، وحفظ القرآن بها حفظا متقنا في مدة خمسة أعوام ونصف وعمره يومئذ أقل من تسع سنوات، على أيدي ثلاثة مشائخ من أشراف القرية.
توجـه إلى الجريد التونسي طلبا للعلم، وأخذ عن جماعة من أكابر العلماء بزاوية نفطة الشهيرة منهم: الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي، محمد المدني بن عزوز، محمد الصالح العبيدي، إبراهيم بن صمادح النفطي وغيرهم.
مكث الشيخ عاشور بنفطة قرابة العشر سنوات، حـتى حصل أكثر من عشرين علما من العلوم المعتبرة، تحصيلا تاما بلغ فيها رتبة التأليف والشرح.
لمـا مرض شيخه سيدي محمد المدني بن عزوز مرضه الذي توفي فيه، جمع تلامذتـه ـ ومنهم الشيخ عاشور ـ وأوصاهم أن لا يتولى أحد منهم الوظيف، وأكد بالخصوص على طلبة الغرب ـ أي بلاد الجزائر ـ أن يبتعدوا كل البعد عن الوظيف وتوفي الشيخ المدني سنة 1285هـ = 1868م.
مكث الشيخ عاشور مدة عام بعد وفاة شيخه المدني بن عزوز، ثم عاد إلى بلده خنقة سيدي ناجي،
فمكث بها ستة أشهر يبث العلوم، ولما لم يجد من أهلها إقبالا على العلم غادرها إلى مدينة قسنطينة
حوالي سنة 1287هـ = 1870م.
فمكث بها ستة أشهر يبث العلوم، ولما لم يجد من أهلها إقبالا على العلم غادرها إلى مدينة قسنطينة
حوالي سنة 1287هـ = 1870م.
استقر الشيخ عاشور بمدينة قسنطينة يدرس بمساجدها وزواياها، ووجد إقبالا كبيرا وانتفع به الخلق انتفاعا عظيما، ولم ينقطع عن التدريس طيلة هذه الفترة إلا في ما ندر.
وفي قسنطينة اجتمع بالشيخ الحداد شيخ الطريقة الرحمانية، وشيخ زاوية صدوق ببلاد القبائل، وذلك في سجنه بعد الثورة العظيمة التي قام بها رفقة المقراني.
توفي الشيخ الحداد ليلة الثلاثاء أول ليلة من شهر ربيع الأول عام 1290هـ = 1873م. حدثت له بعد ذلك حوادث حيث منعته السلطات الاستعمارية من التدريس بمساجد قسنطينة، فشد الرحال إلى زاوية الهامل أين استقبله شيخها الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي، واعتمده مدرسا للعلوم الشرعية بالزاوية وعيّن له مرتبا شهريا قدره مائة فرنك من ميزانية الزاوية. وكانت وفاة الشيخ سييدي محمد بن أبي القاسم فاتح محرم 1315هـ = 2 جوان 1897م. ولما تولت ابنته الصالحة التقية السيدة زينب أبقت المترجم على ما كان عليه في حياة والدها.
نفي الشيخ عاشور بسبب المشاكل التي وقعت له جراء ظهور أجزاء لم تكمل من كتابه : منار الإشراف إلى إقليم " تعظميت " بأقصى جبال العمور، وهو منطقة جرداء قاسية موحشة شديدة البرودة، ومكث في هذا المنفى أزيد من سبع سنوات، قاسى فيها كل أنواع العذاب والابتلاء، وتوسطت له السيدة زينب رضي الله عنها والشيخ السعيد بن زكري مفتي الجزائر لدى السلطات الاستعمارية فأفرج عنه بكفالة السيدة زينب وضمانتها ، فعاد على نشاطه وحركته العلمية الدءوب بالزاوية القاسمية العامرة. وشرع في تنقيح كتابه (منار الإشراف( وتصحيحه، وقدمه للطبع بعد أن أوصى بإحراق ما عداه من النسخ الخطية التي كانت تسربت إلى الأيدي قبل أن تنقح.
وتوفيت السيدة زينب ليلة الحادي عشر من رمضان عام 1323هـ = 1905م. وبعد وفاتها عاد إلى قسنطينة.
عـاش الشيخ عاشور 91 سنة، وفي آخر أيامه كف بصره، فكان لا يمشي إلا بدليل، وقد ولـد له ثلاث بنات توفيت صغراهن وهي في سن المراهقة وبقيت اثنتان ( فاطمة وأم كلثوم.كان رحمه الله حاد الطبع عصبي المزاج، يتأثر لأدنى الأسباب وينفعل لأدنى مغاضبة، ولما أدركه الكبر والعجز لزم منزله ن إلى أن توفاه الله، في جمادى الثانية من عام 1348هـ = 1938 م، ودفن بمقبرة قسنطينة على حافة الطريق الأوسط وقبره غير بعيد من قبر خصمه في الدنياالمرحوم الشيخ "صالح بن مهنا الأزهري القسنطيني". كان الشيخ عاشور معروفا بحب السادة الأشراف ومواليهم من الأطراف، إلى حد أنه "جعل حياته وعلومه وقفا على خدمتهم والذب عنهم " كما تشهد بذلك كتاباته
. وفيهم وضع كتابه الذي سماه ((منار الإشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم من الأطراف))
المطبوع طبعا حجريا بالجزائر في مطبعة أحمد مراد التركي في سنة 1332هـ = 1914 م، مقتديا في موقفه بمن سبقه من صالح سلف الأمة الإسلاميةفي احترام آل البيت وإجلالهم.
المدرسة الناصرية بجامع سيدي المبارك بن قاسم رضي الله عنه خنقة سيدي ناجي:
ان المدرسة الناصرية كانت مركز إشعاع علمي في خنقة سيدي ناجي وعلى مستوى عمالة قسنطينة آنذاك .فقد كان يقصدهاالطلاب من كل حدب و صوب للتعلم وللاستفادة من العلوم على مختلف أنواعها وخاصة العلوم الدينية.
وقد توقف نشاط المدرسة الناصرية نهائيا في فترة الاحتلال الفرنسي والى الان وهي في حاجة ماسة لمن يعيد تعميرها بالعلماء وطلبة العلم بالاضافة الى مسجد سيدي المبارك الذي لم يبقى له نشاط سوى اداء صلاة الجمعة وهو في حاجة ماسة لامام خطيب لتعميره وكذلك زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه تستغيث حاليا .....بالاخوان في الطريقة الرحمانية والذاكرين الله كثيرا لتعميرها
بالمصليين والذاكرين المخلصين لله.... ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم.
وقد تحول السكان الي المباني الجديدة التي بنوها بالبرج على بعد1.5كلم بسبب تهدم مبانيهم القديمة، وهي مسافة لاينبغي ان تكون سببا في ترك تراث خنقة سيدي ناجي ومساجدها العتيقة عرضة للضياع وهي اليوم في حاجة ماسة للترميم ولمن يسكنها ويعمر مساجدا وبساتينها فهل من مغيث.....فمن يعيدها الى سابق غهدها وحضارتها .....قبل فوات الاوان.
فالطريقة الناصرية قد أتى بها سيدي المبارك من المغرب الأقصى و أما المسجد فقد بني على منوال جامع الزيتونة.كما ساهم بكل حيوية في الثورة التحريرية إذ أن بعض العلماء الذين تخرجوا من المدرسة الناصرية قاموا بتوعية أهاليهم للقيام بالثورة ضد الاستعمار الفرنسي.وزيادة على مسجد سيدي المبارك هناك عدد من المساجد القديمة مثل زاوية الشيخ عبد الحفيظ الو نجلي ناشر الطريقة الرحمانية في القرن الثالث عشر 13 هـ ومسجد السوق الذي تم بناؤه خلال القرن 18 م ونظرا لمكانة البلدة فقد تغنى بها عدد من الشعراء ورثوا لحالها في الأزمنة الحديثة مثل الشيخ خليفة بن حسن القماري فقيه الصحراء الذي أفتى بتغريم السارق بالقيافة (الحرة) و أنكر عليه ذلك علماء البلدة فأرسل لهم قصيدة منشورة منها قوله:
سلام له في الصالحات أصــــول يوافــــيه من عندي سلام وصول
إلى الشرح الا ثبات من آل خنقة لهــم في الدور الواقعات نقــــول
رؤوس سداد صالــــحون أجــلة شمــوس رشـاد مالهن أقــــــــول
وقد تخرج من المدرسة الناصرية بجامع سيدي المبارك ومن جامع الزيتونة بتونس عدة علماءمن خنقة سيدي ناجي
استفادت الامة بعلومهم من اشهر علماء خقة سيدي ناجي:
علماء الدين
- المكي بن الصديق بلمكي شارح سيدي خليل وحكم سيدي عبد الحفيظ
- الأمين بلمكي الذي قد جمع علوم الدين والأدب
- محمد المدني بن المكي بن الصديق الذي اقترح تسمية(البصائر ) على الإمام عبد الحميد بن باديس
- محمد زروق بلمكي الذي جمع علوم الدين والكيمياء والفلك والأدب وكان مفتيا بمسجد سيدي مبارك بصفة رسمية
القضـــــاة
- الشيــخ محمد الطيب بن أمحمد الحاج بن حسين الخنقي الذي كان قاضيا بأولاد جلال .
- الشيخ عــمراني مسعود الذي كان قاضيا بوادي سوف.
- الشيخ محمد بن إبراهيم مكي الذي كان قاضيا بسيدي عقبة.
-الشيخ سيدي المكي امام بمسجد سيدي المبارك
علماء في الطب
- قوبع عمارة الذي بلغ درجة كبيرة في الطب .
- الشهيد محمود قوبع الذي كان طبيبا لجيش ت الوطني أثناء الثورة.
- أ ما في الرياضيات فنذكر سيدي عبد الله بن عبد الواحد الذي جمع علوما عديدة و خاصة علوم الرياضيات و الهندسة , وهو الذي بث في قضية المياه المتنازع عليها آنذاك بين أهالي عاصمة الزيبان بسكرة فرضوا بحكمه بعد خصام طويل.
علماء الفلك
- السيد حسين بن ناصر احد حكام البلدة الذي كان يجمع بين الفلك و الطب و علوم الدين
- الشيخ الازهاري بن سيدي عبد الحفيظ الذي كان أيضا شيخ في الطريقة الرحمانية
الأدبــــــاء
- الشيخ صالح تومي الذي كان عالما في الأدب و العلوم الدينية.
- الشيخ عاشور كليبي الذي كان بحرا واسعا في اللغة وشاعر و كاتبا ومفسرا للقرآن.
- الشــــيخ عبد المجيد بن حسين وهو من اقترح تسمية (الشهاب )على الإمام عبد الحميد بن باديس
- الشيخ العربي التبسي كان بحــرا في اللغة و الشعر و الفقه.
* الأستاذ الشاذلي مكي الذي كان يمثل الجزائر في الدول العربية وهو ثالث من صمم العلم الوطني الجزائري
- الأستاذ الشاعر مكي الجنيدي الذي كان محاميا بمدينة عنابه:
الجنيد أحمد المكي رحمه الله
علماء خقة سيدي ناجي
الجنيد أحمد المكي
- 1311 هـ
- 1893 م
سيرة الشاعر:
ولــــد فـــي بلدة خنقة سيدي ناجي في 1311هـ/1893م (قـــرب بسكــرة بالجنوب الجزائري(
عاش في الجزائر وتوفي فيها.
تلقى مبادئ القراءة والكتابة بمسقط رأسه «خنقة سيدي ناجي» قرب بسكرة، وبها حفظ القرآن الكريم، ثم انخرط في المدرسة الفرنسية حيث نال الشهادة
الابتدائية عام 1909. دخل مدرسة قسنطينة، ثم المدرسة العليا بالجزائر العاصمة، فتمكن من إتقان اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية.
عمل مدرساً في مدارس الجزائر الرسمية التي كانت تديرها السلطة الاستعمارية الفرنسية، ثم انتقل في عام 1922 للتدريس في غرب إفريقيا حيث أسندت إليه إدارة مدرسة في إحدى المستعمرات الفرنسية .
الإنتاج الشعري:
- ليس له ديوان، له قصائد قلائل منشورة في كتاب: «شعراء الجزائر في العصر الحاضر»، وقصائد أخرى نشرتها الصحف الجزائرية في عصره.
شعره من القليل الجيد، عبارته عربية قوية، يترسم في أسلوبه خطى القديم من الشعر والنثر، نزعته مزيج من فلسفة التشاؤم والسبحات الرومانسية.
مصادر الدراسة:
- محمد الهادي السنوسي الزاهري: شعراء الجزائر في العصر الحاضر (جـ1) - المطبعة التونسية - تونس 1926.
عناوين القصائد:
القرآن
ألا إنَّ ذا القرآن إن سالَ سائلُ ___________________________________ | هو البدرُ والبدور منه تَضاءلُ ___________________________________ | |
ألا إن ذا القرآن هَدْيٌ ورحمةٌ ___________________________________ | ونورُ الدياجي والنجوم أوافل ___________________________________ | |
تباهتْ به زُهْرُ العصور وفاخرتْ ___________________________________ | به بعضُها بعضاً وحقَّ التَّطاول ___________________________________ | |
وسارت به الركْبانُ شرقًا ومغربًا ___________________________________ | وهامتْ به نوابغٌ وفطاحل ___________________________________ | |
رواه لَبيدٌ فارعوى عن نشيده ___________________________________ | وقال أبعدَ الفصل ينطق هازل ___________________________________ | |
وأصغت إليه العرب مع بعد صيتها ___________________________________ | وألقت عصاها واستكان المناصل ___________________________________ | |
فابلى الزمان كل معجزة اتت ___________________________________ | ومعجزة القرآن دوما تساجل ___________________________________ | |
هو الحجة الغراء إن صال صائل ___________________________________ | هو المنهج الوضاح أن زاغ جاهل ___________________________________ | |
هو الصارم البتار بادت بهديه ___________________________________ | جراثم جهل ايدتها اوائل ___________________________________ | |
فكان كشمس اشرقت فانزوت بها ___________________________________ | اباطل كانت بالظلال تواصل ___________________________________ | |
فناجى بني قحطان بالسلم وانبرى ___________________________________ | إلى معشر الرومي جهرًا يسائل ___________________________________ | |
فاضحى ودور العرب منه اواهل ___________________________________ | وامسى ودور العجم منه نواهل ___________________________________ | |
وما ذاك عن رغم ولا عن عصابة ___________________________________ | ولكن هدى والدهر حيران ذاهل ___________________________________ | |
آهذا يثير الحرب عن أمم الدنا ___________________________________ | فدع هذيانا ابرزته النواقل ___________________________________ |
حقيقة لا خيال
إن ملتُ للعُرْب قالوا ___________________________________ | أللعُريبي وصالُ؟ ___________________________________ | |
أو ملت للسود قالوا ___________________________________ | ذا أبيضٌ مختال ___________________________________ | |
أو ملت للروم قالوا ___________________________________ | صفاءُ هذا خيال ___________________________________ | |
يا ليت شعري لماذا ___________________________________ | هذا القلى والمقال ___________________________________ | |
والأصل أصلٌ فريدٌ ___________________________________ | والمرء للمرء آل ___________________________________ | |
لما رأيتُ نفورًا ___________________________________ | والخِبُّ داءٌ عضال ___________________________________ | |
خطبتُ للوحش ودّاً ___________________________________ | فجاء منه غزال ___________________________________ | |
يحفُّه من نضارٍ ___________________________________ | وفضة سربال ___________________________________ | |
وزانه وشي حلَّى ___________________________________ | وجيده المعطال ___________________________________ | |
كأنه حين يبدو ___________________________________ | لناظري هلال ___________________________________ | |
ياحسْنَهُ من أنيسٍ ___________________________________ | عداه قيلٍ وقال ___________________________________ | |
واسى «سهيلٌ» غريبًا ___________________________________ | جفاه خِلٌّ وخال ___________________________________ | |
إن مال للغير مالوا ___________________________________ | عنه وجُذَّتْ حبال ___________________________________ | |
هيا الْهِني عن أناسٍ ___________________________________ | لغير ودِّيَ مالوا ___________________________________ | |
وكن صفيَّ صفيٍ ___________________________________ | فصفو غيرك آل ___________________________________ |
أين الجدود؟
سُنَّ ذا الموتُ لا مفرَّ من الـمَوْ ___________________________________ | تِ، ولو سمْنا في السُّها تَحْصينا ___________________________________ | |
يَعْترينا فردًا ففردًا رضينا ___________________________________ | أم كرهْنا فالحكمُ لله فينا ___________________________________ | |
أين آباؤنا وأين جدودٌ ___________________________________ | وجدود الجدود للأوَّلينا ___________________________________ | |
حاولوا مثلَنا البقاءَ وظلُّوا ___________________________________ | زمنًا فوق ظهرها آمنينا ___________________________________ | |
فدعاهم رَيْبُ المنون فلبَّوْ ___________________________________ | هُ، وساروا إلى الفنا مسرعينا ___________________________________ | |
هذه عِبرةٌ تُذكِّرُ جيلاً ___________________________________ | بعد جيلٍ بقومه الأقدمينا ___________________________________ | |
دَرَّ دَرُّ الذين لم تُغْوِهم لذْ ___________________________________ | ذَةُ عيشٍ لم تصْفُ للسابقينا ___________________________________ | |
فأعدُّوا للهول تقوى وبِرّاً ___________________________________ | ولِصِرْفِ الزمان درعًا حصينا ___________________________________ |
وقفة بجبل عالي الناس
جبل يقع قرب مسقط رأس الشاعر |
يا عاليَ الناس بالحوّار والسينا ___________________________________ | إرعَ الذمارَ ولا تكن كمسّينا ___________________________________ | |
بالطور فجر ينابيع النسيم على ___________________________________ | قلبٍ يكنُّ به الدهر البراكينا ___________________________________ | |
أم أنت «كالأم» في لينٍ وفي كنفٍ ___________________________________ | بوعدها وأباطيل توالينا ___________________________________ | |
فلنتركِ النار للنيران تطفئها ___________________________________ | الداء للداء يبْريه ويبْرينا ___________________________________ | |
أخا السحاب أبا الهضاب قد بلغتْ ___________________________________ | أسبابَ فرعك في العلياء تمكينا ___________________________________ | |
ماذا الشموخ لعالم الهواء فهل ___________________________________ | طاولتَ فرعون أم سابقتَ نيرونا ___________________________________ | |
رفعت عرشك عن سهلٍ وعن جبل ___________________________________ | وشِدْتَ للوحش والعقبان تحصينا ___________________________________ | |
لواء مجدك خفاقٌ على قممٍ ___________________________________ | سناؤها لبعاد الأفق يدنينا ___________________________________ | |
بك الوكور وأطيارٌ مغرِّدةٌ ___________________________________ | بك البروج بحسن الصنع تنبينا ___________________________________ | |
سلاسلٌ ومراسٌ في الصخور بدت ___________________________________ | يحكي تشعُّبُها الرُّقْط الثعابينا ___________________________________ | |
لا يدرك الفكر فحواها ولا يقفَنْ ___________________________________ | على حقيقتها إن رام تبيينا ___________________________________ | |
هي الرياح وأكداس الثلوج وتكـ ___________________________________ | ـرار الدهور يزيد الكون تكوينا ________ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق