بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، ملك يوم الدين ،ونساله التوبة والمغفرة.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري ياربي لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري ياربي لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين
بطاقة التعريف بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الاسم : محمد صلى الله عليه وسلم
اسم الأب : عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة . اسم الأم : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة محل وتاريخ الولادة : مكة المكرمة - قرب الصفا - دار أبي طالب - [ وهي موجودة حتى اليوم وتقوم مكانها مكتبة مكة ] الإثنين 12 ربيع الأول 53 ق.هـ 20 نيسان 571 م . محل وتاريخ البعثة : مكة المكرمة - غار حراء 27 رمضان 13 ق.ه / 17 آب 609 م . محل وتاريخ الوفاة : المدينة المنورة الإثنين 12 ربيع الأول 11 هـ / 6 حزيران 632 م . الجنس : سيد الرجال . الديانة : سيد المسلمين . العنوان المختار : مكة المكرمة ثم المدينة المنورة . المسجد النبوي المهنة : رعي الغنم ومن ثم تاجر حتى الأربعين ثم خير المسلمين وخاتم النبيين . طبيعة العمل - رحمة للعالمين كافة للناس . العلامات المميزة : خاتم النبوة بين الكتفين - تظله غمامة أينما رحل . الأوصاف :لون الوجـه : أبيض مشبع بالحمرة . لون العينين : سوداوين . لون الشعر : أسود . الـــــطول : متوسط مربوع الجسم . اسم المولدة : الشفاء بنت عوف [ أم عبد الرحمن ] . اسم الحاضنة : أم أيمن . اسم المرضعة : ثويبة الأسلمية [ مولاة أبي لهب ] ثم حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية زوجها الحارث بن عبد العزي . إخوته من الرضاعة : 1- من ثويبة : عبد الله بن جحش وحمزة بن عبد المطلب وأبو سلمة بن عبد الأسد ومسروح ابن ثويبة . 2- من حليمة السعدية : عبد الله وأنيسة وحذافة [ الشيماء ] أبناء الحارث . الزوجات : خديجة بنت خويلد -سودة بنت زمعة - عائشة بت أبي بكر - حفصة بنت عمر - زينب بنت خزيمة - [ أم سلمة ] هند بنت حذيفة - زينب بنت جحش - جويرية بنت الحارث - صفية بنت حيي - رملة بنت أبي سفيان - ميمونة بنت الحارث - مارية بنت شمعون . الأولاد : 1- الذكور : القاسم - عبد الله [ الطيب أو الطاهر ] - إبراهيم . 2- الإناث : زينب - رقية - أم كلثوم - فاطمة . الأحفاد : 1- الذكور : علي - عبد الله - الحسن - الحسين - محسن . 2- الإناث : أمامة - أم كلثوم - زينب . الأعمام : الزبير [ أبو الطاهر ] أبو طالب [ عبد مناف ] - العباس - ضرار - حمزة - المقوم - حجل - الحارث - أبو لهب [ عبد العزى ] الغيدق - عبد الكعبة - قثم . العمات : أم حكيم البيضاء - عاتكة - أميمة - أروى - برة - صفية . الأخوال : الأسود بن يغوث - عبد الله بن الأرقم بن يغوث . الجنسية : مسلم عربي قرشي . |
التعريف بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
نسبه :
محمد بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
ابن إلياسبن مضرين بن نزار بن معد بن عدنان.
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة
ابن إلياسبن مضرين بن نزار بن معد بن عدنان.
مولده :
يوم الأثنين, 12 ربيع الأول, عام الفيل ( 571 م ).
يوم الأثنين, 12 ربيع الأول, عام الفيل ( 571 م ).
مرضعاته :
آمنه بنت وهب ( أمه ), ثويبة مولاة أبي لهب, حليمة السعدية.
آمنه بنت وهب ( أمه ), ثويبة مولاة أبي لهب, حليمة السعدية.
حواضنه :
آمنه بنت وهب ( أمه ), ثويبة مولاة أبي لهب, حليمة السعدية, الشيماء, أم أيمن بركة.
آمنه بنت وهب ( أمه ), ثويبة مولاة أبي لهب, حليمة السعدية, الشيماء, أم أيمن بركة.
أسمائه :
محمد, أحمد, المتوكل, الماحي, الحاشر, العاقب, نبي التوبة, نبي الرحمة, نبي الملحمة,
الفاتح, الأمين, القتال, الشاهد, المبشر, البشير, النذير, القاسم, الضحوك, عبد الله, السراج المنير,
سيد ولد آدم, صاحب لواء الحمد, صاحب المقام المحمود, الصادق, المصدوق, الرءوف الرحيم.
محمد, أحمد, المتوكل, الماحي, الحاشر, العاقب, نبي التوبة, نبي الرحمة, نبي الملحمة,
الفاتح, الأمين, القتال, الشاهد, المبشر, البشير, النذير, القاسم, الضحوك, عبد الله, السراج المنير,
سيد ولد آدم, صاحب لواء الحمد, صاحب المقام المحمود, الصادق, المصدوق, الرءوف الرحيم.
زوجاته :
خديجة بنت خويلد, سودة بنت زمعة, عائشة بنت أبي بكر, حفصة بنت عمر,زينب بنت خزيمة,
أم سلمة هند بنت أبي أمية, زينب بنت جحش, جويرية بنت الحارث, أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان,
صفية بنت حيي, ميمونة بنت الحارث.
خديجة بنت خويلد, سودة بنت زمعة, عائشة بنت أبي بكر, حفصة بنت عمر,زينب بنت خزيمة,
أم سلمة هند بنت أبي أمية, زينب بنت جحش, جويرية بنت الحارث, أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان,
صفية بنت حيي, ميمونة بنت الحارث.
أولاده :
القاسم, عبد الله, إبراهيم, زينب, رقية, أم كلثوم, فاطمة.
القاسم, عبد الله, إبراهيم, زينب, رقية, أم كلثوم, فاطمة.
أعمامه :
حمزة, العباس, أبو طالب ( عبد مناف ), أبو لهب ( عبد العزى ), الزبير,
عبد الكعبة, المقوم, ضرار, قثم, المغيرة ( حجل ), الغيداق ( مصعب ).
حمزة, العباس, أبو طالب ( عبد مناف ), أبو لهب ( عبد العزى ), الزبير,
عبد الكعبة, المقوم, ضرار, قثم, المغيرة ( حجل ), الغيداق ( مصعب ).
عماته :
صفية, عاتكة, برة, أروى, أميمة, أم حكيم البيضاء.
صفية, عاتكة, برة, أروى, أميمة, أم حكيم البيضاء.
خدامه :
أنس بن مالك وكان على حوائجه, عبد الله بن مسعود صاحب نعله وسواكه,
عقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الأسفار, بلال بن رباح وكان على نفقاته,
أسلع بن شريك وكان صاحب رحلاته, أيمن بن عبيد وكان على مطهرته وحاجته,
معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي وكان على خاتمه, سعد مولى أبي بكر, أبو ذر الغفاري.
أنس بن مالك وكان على حوائجه, عبد الله بن مسعود صاحب نعله وسواكه,
عقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الأسفار, بلال بن رباح وكان على نفقاته,
أسلع بن شريك وكان صاحب رحلاته, أيمن بن عبيد وكان على مطهرته وحاجته,
معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي وكان على خاتمه, سعد مولى أبي بكر, أبو ذر الغفاري.
مواليه :
من الرجال: زيد بن الحارثة, أبو رافع, ثوبان, أبو كبشة سليم, شقران, رباح نوبي, يسار نوبي, ومدعم,
كركرة نوبي, أنجشة الحادي, سفينة, أنسة أبا مشرح, أفلح, عبيد, طهمان أو كيسان, ذكوان, مهران,
مروان, حنين, سندر, فضالة يماني, مأبور, واقد, أبو واقد, قسام, أبو عسيب, أبو مويهبة.
ومن النساء: سلمى أم رافع وميمونة بنت سعد وخضرة ورضوى ورزينة وأم ضمير
وميمونة بنت أبي عسيب ومارية وريحانة.
من الرجال: زيد بن الحارثة, أبو رافع, ثوبان, أبو كبشة سليم, شقران, رباح نوبي, يسار نوبي, ومدعم,
كركرة نوبي, أنجشة الحادي, سفينة, أنسة أبا مشرح, أفلح, عبيد, طهمان أو كيسان, ذكوان, مهران,
مروان, حنين, سندر, فضالة يماني, مأبور, واقد, أبو واقد, قسام, أبو عسيب, أبو مويهبة.
ومن النساء: سلمى أم رافع وميمونة بنت سعد وخضرة ورضوى ورزينة وأم ضمير
وميمونة بنت أبي عسيب ومارية وريحانة.
مؤذنيه :
بلال بن رباح, إبن أم كلثوم, سعد القرظ, أبو محذورة.
بلال بن رباح, إبن أم كلثوم, سعد القرظ, أبو محذورة.
حراسه :
سعد بن معاذ حرسه يوم بدر حين نام في العريش, محمد بن مسلمة حرسة يوم أحد,
الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق, عباد بن بشر.
سعد بن معاذ حرسه يوم بدر حين نام في العريش, محمد بن مسلمة حرسة يوم أحد,
الزبير بن العوام حرسه يوم الخندق, عباد بن بشر.
شعرائه وخطبائه :
كعب بن مالك, عبد الله بن رواحة, حسان بن ثابت, وكان خطيبه ثابت بن قيس بن شماس.
كعب بن مالك, عبد الله بن رواحة, حسان بن ثابت, وكان خطيبه ثابت بن قيس بن شماس.
سلاحه وأثاثه وملابسه :
السيوف: مأثور (أول سيف ملكة ورثه من أبيه), العضب, ذو الفقار (أشهرهم),
القلعي, البتار, الحتف, الرسوب, المخذم, القضيب.
الدروع: ذات الفضول, ذات الوشاح, ذات الحواشي, السعدية, فضة, البتراء, الخرنق.
الأقواس: الزوراء, الروحاء, الصفراء, البيضاء, الكتوم, السداد.
الجعبة: الكافور.
التروس: الزلوق, الفتق.
الرماح: المثوي, لمثني.
الحِراب: النعبة, البيضاء, العنزة.
المغافر: الموشح, السبوغ أو ذو السبوغ.
الراية: العقاب.
الفسطاط: الكن.
الأقداح: الريّان.
القصعة: الغراء.
العمامة: السحاب.
السيوف: مأثور (أول سيف ملكة ورثه من أبيه), العضب, ذو الفقار (أشهرهم),
القلعي, البتار, الحتف, الرسوب, المخذم, القضيب.
الدروع: ذات الفضول, ذات الوشاح, ذات الحواشي, السعدية, فضة, البتراء, الخرنق.
الأقواس: الزوراء, الروحاء, الصفراء, البيضاء, الكتوم, السداد.
الجعبة: الكافور.
التروس: الزلوق, الفتق.
الرماح: المثوي, لمثني.
الحِراب: النعبة, البيضاء, العنزة.
المغافر: الموشح, السبوغ أو ذو السبوغ.
الراية: العقاب.
الفسطاط: الكن.
الأقداح: الريّان.
القصعة: الغراء.
العمامة: السحاب.
دوابه :
الخيل:السكب, المرتجز, واللحيف, الظرب, سبحة, الورد.
البغال: دلدل, فضة.
الحمير:عفير.
الإبل: القصواء, العضباء, الجدعاء.
الخيل:السكب, المرتجز, واللحيف, الظرب, سبحة, الورد.
البغال: دلدل, فضة.
الحمير:عفير.
الإبل: القصواء, العضباء, الجدعاء.
وفاته :
يوم الأثنين, 12 ربيع الأول, سنة 11 للهجرة632م , عن 63 سنة.
يوم الأثنين, 12 ربيع الأول, سنة 11 للهجرة632م , عن 63 سنة.
**********************************************
المصدر
: كتاب التقاويم - لمؤلفه محمد محمد فياض - نهضة مصر للطباعة والنشر
والتوزيع .
******************************
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ]
سيدنا محمد صلوات الله عليه
مولده
بعثته وفاته
+
عام الفيل
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي الرسول الأمي العظيم لا تكفيه عشرات
المجلدات لوصف سيرته العطرة مهما بذلنا من الجهد في ذلك .
نحن موقع الأرقام بكوننا نعنى بلغة الأرقام سنحاول تسليط الضوء على الجوانب
التي ترتبط بالجانب العددي في حياة الرسول العظيم صلوات الله عليه ضمن
فصول متتابعة ، مثل تاريخ ميلاده ، تاريخ وفاته ،
هجرته ، وجود بعض الظواهر
الرقمية ، أمثلة من الإعجاز البياني في بعض ألفاظه ، ونحو ذلك ، حيث أن هذا
الجانب من الطرح يهم الكثير من المسلمين والذين يجدون المشقة في الحصول على
مثل هذه المعلومات . نقصد من هذا الثواب من الله سبحانه وتعالى .
كما نحب أن ننوه بأنه من الأفضل الاطلاع قبل قراءة هذا المقال على تاريخ
التقويم الهجري والذي تجدونه بموقع الأرقام تحت رابط فلك وتقاويم
للاستعانه به
.
1 - تاريخ مولد
النبي صلى الله عليه وسلم :
حتى يومنا هذا لم يتفق مؤرخو السيرة النبوية
على تاريخ محدد لمولد رسولنل العظيم صلوات الله عليه ، حيث أن بعض التواريخ
التي ذكروها خليط من تقاويم
مختلفة بحيث يصعب تحديد تاريخ بالضبط، وإليكم فيما يلي أهم الروايات عن مولده
:
-
جاء في الجزء الأول من السيرة الحلبية عن قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن يوم الإثنين فقال : ذلك يوم ولدت فيه .
-
قال الشيخ الإمام شمس الدين بن سالم في كتابه الجفر الكبير : "وقد صحّ أن النبي ولد في شهر ربيع الأول في العشرين من نيسان عام الفيل وفي عهد كسرى أنو شروان" .
-
جاء في كتاب الإرشاد للبيروني أن النبي سُئل عن يوم الإثنين فقال : هذا يوم ولدت فيه ، وبعثت فيه ، وأنزل عليّ فيه ، وهاجرت فيه .
-
ذكر جرجس بن أبي إلياس بن أبي المكارم بن أبي الطيب المعروف بابن العميد في كتابه "مختصر التاريخ" أن النبي ولد ببطحاء مكة في الليلة المسفرة عن صباح يوم الإثنين لثمان خلون من ربيع الأول ، يوافقه من شهور الروم الثاني والعشرين من نيسان سنة 882 للإسكندر .
-
قال المسعودي "في مروج الذهب" : الذي صحّ من مولده أنه كان بعد قدوم أصحاب الفيل مكة بخمسين يوما وكان قدومهم يوم الإثنين لـ (13) ليلة بقيت من المحرم سنة 882 من عهد ذي القرنين ، وكان مولده لثمان خلون من ربيع الأول .
-
ورد أيضا لابن العميد في مختصر التاريخ أن محمدا بلغ الثامنة من عمره وقت أن مات كسرى أنو شروان ، وحيث أن وفاته كانت في سنة 579 ميلادية فتكون ولادة النبي صلى الله عليه وسلم سنة 571 ميلادية .
-
هناك روايات أخرى كثيرة تقول بأن مولده في ربيع الأول من اليوم الثامن أو العاشر أو الثاني عشر .
ماذا نستخلص من
هذه الروايات ؟ :
نستخلص من هذه الروايات ثلاث حقائق متفق عليها , وهي أن مولده كان :
-
يوم الإثنين .
-
وفي شهر ربيع الأول .
-
وفي سنة 571 ميلادية ، وهذه السنة توافق سنة 882 للإسكندر (راجع التويم السورياني) .
ومن هذه الحقائق يمكن أن نستنبط التاريخ الحقيقي لمولد النبي ، وسنتبع
الطريقة التي سلكها لهذا الغرض العالم المصري محمود باشا الفلكي وهي مبينة في
الخطوات التالية :
-
نعين اسم اليوم الذي بدأت به سنة 571 ميلادية , وبالحساب نجده الخميس .
-
نحسب التاريخ العربي الذي يوافق أول يناير سنة 571 ميلادية ، كما يأتي :
أول المحرم سنة 1 هـ . يوافق 15 يوليو سنة 622 م.
نحسب عدد الأيام من
أول يناير سنة 571 إلى 15 يوليو سنة 622 فنجدها 18823 يوما ، وذلك باتباع
الطريقة السابق توضيحها في رابط آخر .
نرجع بهذه الأيام
مبتدئين بأول المحرم سنة 1 هجرية على اعتبار أن السنين العربية كانت قمرية
وليس فيها كبس .
18823 ÷ 354.367 =
54 سنة قمرية تقريبا
وإذا رجعنا 54 سنة
من أول المحرم سنة 1 هجرية نصل إلى أول المحرم سنة 54 قبل الهجرة .
54 سنة قمرية = 54
× 354.367 يوما
= 19135.818 يوما
= 19136 يوما
وهذه الأيام تزيد
على الأيام التي يلزم أن نرجعها بقدر 313 ، فنتقدم من أول المحرم سنة 54 قبل
الهجرة بقد 313 يوما فنصل إلى 19 ذي القعدة من هذه السنة .
إذن الخميس أو ل
يناير سنة 571 يوليانية يوافق 19 ذي القعدة سنة 54 قبل الهجرة .
نتقدم من الخميس 19
ذي القعدة سنة 54 قبل الهجرة إلى أول ربيع الأول سنة 53 قبل الهجرة ، وهذه
الفترة = 101 يوم .
ذو القعدة | ذو الحجة | المحرم | صفر | ربيع الأول | المجموع |
11 | 30 | 30 | 29 | 1 | 101 |
ويلاحظ أن ذا الحجة اعتبر 30 يوما لأنه آخر السنة الرابعة والعشرين في الدورة
الثانية قبل الهجرة وهي كبيسة .
وبما أن 101 يوم تساوي عددا صحيحا من الأسابيع ، وثلاثة أيام ، فإن أول ربيع
الأول سنة 53 قبل الهجرة يأتي بعد الخميس بثلاثة أيام ، أي يوم الأحد .
وإذا تقدمنا 101 يوم من الخميس أول يناير سنة 571 وصلنا إلى الأحد 12 إبريل
سنة 571 .
ونستخلص من البحث المتقدم ما يأتي :
أول ربيع الأول سنة 53 قبل الهجرة يوافق الأحد 12 إبريل سنة 571 ميلادية ،
وبما أن النبي ولد يوم الإثنين في هذا الشهر وهذه السنة ، فإن أول يوم إثنين
يوافق 2 ربيع الأول .
وبعده الإثنين 9 ربيع الأول ثم 16 ربيع الأول وهكذا ....
ولكن الروايات عن مولده تتراوح بين 8 - 12 ربيع الأول .
إذن المولد الحقيقي هو الأقرب لهذه التواريخ وهو 9 ربيع الأول .
إذن تاريخ مولد النبي هو الإثنين 9 ربيع الأول سنة 53 قبل الهجرة ويوافق
الإثنين 20 إبريل سنة 571 ميلادية .
وتتفق هذه النتيجة مع روايات الإمام شمس الدين السابق ذكرها من أن المولد كان
في العشرين من نيسان عام الفيل ، لأن نيسان يوافق إبريل .
ونختلف قليلا عما ذكره ابن العميد من أن المولد كان يوم الإثنين 8 ربيع الأول
الذي يوافق 22 نيسان سنة 882 للإسكندر .
2 - العرب لم يستعملوا الكبس في
الفترة من مولد النبي إلى هجرته
سبق أن أثبتنا
أن العرب لم يستعملوا
الكبس من سنة الهجرة إلى السنة العاشرة الهجرية .
وقد افترضنا في حساب مولد النبي أنهم لم يستعملوه في الفترة بين مولده وهجرته
، وغرضنا الآن إثبات صحة هذا الفرض .
ونعتمد على ما يأتي :
-
ثابت ان نبينا دخل قباء يوم الإثنين 8 ربيع الأول .
-
من الروايات السابق ذكرها عن مولد النبي ترى أنهم حسبوا المولد في 8 ربيع الأول ، فكان هناك عددا صحيحا من السنين العربية بين مولده ودخوله قباء .
-
كذلك نرى من هذه الروايات أن مولده كان في سنة 571 ميلادية ، وفي يوم 20 أو 22 نيسان ، ونيسان من التقويم السورياني يقابله إبريل في التقويم اليولياني ، فكأن مولده حسب حوالي 20 إبريل سنة 571 ميلادية .
نحسب المدة من دخول النبي قباء إلى مولده لنرى إذا كانت عددا صحيحا من السنين
القمرية أم لا .
ودخول النبي قباء كان في 8 ربيع الأول سن 1 هجرية ، وإذا حسبنا التاريخ
الميلادي الموافق له وجدناه 20 سبتمبر سنة 622 على اعتبار أن مبدأ التاريخ
الهجري بالرؤية 16 يولية سنة 622 ، وإذا حسبنا المدة من 20 إبريل سنة 571 إلى
20 سبتمبر سنة622 وجدناها 18781 يوما .
وإذا قسمنا هذه الأيام على طول السنة القمرية وهو 354.367 يوما كان الناتج 53
سنة ينقصها بضع ساعات .
فكأن المدة بين مولد النبي ودخوله قباء عدد صحيح من السنين القمرية البحتة .
وإذا فرضنا أن العرب أدخلوا الكبس في هذه الفترة فإن 18781 يوما لا تساوي
عددا صحيحا من السنين ، وذلك للسبب الآتي :
الروايات عن طرق الكبس هي :
-
إضافة 9 شهور لكل 24 سنة فيكون متوسط طول السنة 365.441 يوما .
-
إضافة 7 شهور لكل 19 سنة فيكون متوسط طول السنة 365.246 يوما .
-
إضافة شهر لكل 3 سنين فيكون متوسط السنة 364.11 يوما .
وبقسمة 18781 على كل من هذه المتوسطات
لا يكون الناتج مساويا لعدد صحيح من السنين ، ففي الحالة الأولى ينتج 51.39
سنة ، وفي الحالة الثانية 51.417 سنة , وفي الحالة الثالثة 51.563 سنة , وأقل
هذه الكسور يزيد على 150 يوما .
ونستخلص من هذا البحث أن العرب لم يستعملوا الكبس في الفترة من مولد النبي
إلى هجرته .
وهناك دليل آخر نسوقه فيما يأتي :
يُستدل من الروايات السابق ذكرها عن مولد النبي أنه كان في ربيع الأول ،
وثابت ان وفاته كانت في 13 ربيع الأول سنة 11 هجرية ، فكأن الفترة من مولده
إلى وفاته قدرت بعدد صحيح من السنين مضافا إليها بضعة أيام ، فهل هي سنون
قمرية بحتة أم أُدخِل فيها الكبس .
ويُستدل أيضا من هذه الروايات أن المولد كان حوالي 20 إبريل سنة 571 ميلادية
.
فنحسب المدة من مولده إلى وفاته .
المولد 20 إبريل سنة 571 .
والوفاة 13 ربيع الأول سنة 11 هجرية ، وهذا التاريخ يوافق 8 يونية سنة 632
ميلادية .
ومن 20 إبريل سنة 571 إلى 8 يونية سنة 632 يوجد 22330 يوما ، وبقسمة هذه
الأيام على طول السنة القمرية (354.367 يوما) ينتج 63 سنة ونحو أربعة أيام .
ويُستخلص من هذا أنه في الفترة بين مولد النبي ووفاته كانت السنون قمرية
خالصة من الكبس .
3 - تاريخ وفاة النبي :
أجمع المؤرخون عل أن الله - سبحانه وتعالى -
استأثر بروح نبيه يوم الإثنين 13 ربيع الأول سنة 11 هجرية ، ويتفق هذا
التاريخ مع 8 يونية سنة 632 ميلادية على اعتبار مبدأ التاريخ الهجري بالرؤية
الجمعة 16 يولية سنة 622 .
إذا حسبنا الفترة بين مولده ووفاته أي من 20 إبريل سنة 571 إلى 8 يونية سنة
632 وجدناها 61 سنة يوليانية و 49 يوما وتساوي 22330 يوما .
وبقسمة هذه الأيام على 354.367 ينتج 63 سنة قمرية وخمسة أيام وهو عمر النبي
صلوات الله عليه .
ويمكن تطبيق الحساب الاصطلاحي كما يأتي :
دورة 30 سنة قمرية = 10631 يوما .
بقسمة 22330 على 10631 ينتج أكثر من دورتين .
إذن 60 سنة قمرية = | 21262 يوما |
نضيف 3 سنين بكل منها 354 يوما = | 1062 يوما |
من هذه السنين واحدة كبيسة فنضيف لها يوما = | 1 يوما |
إذن مجموع 63 سنة قمرية = | 22325 يوما |
وهذا المجموع ينقص خمسة أيام عن 22330 .
إذن عمر النبي يساوي 63 سنة قمرية وخمسة أيام .
ويعزز هذه النتيجة أن النبي في حجة الوداع نحر 63 ناقة ، أي واحدة عن كل سنة
من عمره .
4 - تاريخ بعثة الرسول :
لتحديد هذا التاريخ نعتمد على حقيقتين ثابتتين هما :
-
أن القرآن نزل أول ما نزل في شهر رمضان بدليل قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {185} البقرة .
-
ان أول نزول القرآن كان في يوم الإثنين ؛ لأن النبي لما سئل عن هذا اليوم قال : ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه وأنزل *عليّ فيه وهاجرت فيه .
وهناك رواية تقول بأن النبي بعث على رأس الأربعين , أي لما بلغ 40 سنة كاملة
من عمره ، وإذا أخذنا بظاهر معنى هذه الرواية كان يوم البعثة 9 ربيع الأول سن
13 قبل الهجرة ؛ لأن مولده كان في ربيع الأول سنة 53 قبل الهجرة .
والمدة بين هذين التاريخين وهي 40 سنة قمرية تساوي :
40 × 354.367 = 14174.68 أي 14175 يوما .
وهذه الأيام تساوي عددا صحيحا من الأسابيع ، وبما أن 9 ربيع الأول سنة 53 قبل
الهجرة يوافق الإثنين ، فإن 9 ربيع الأول سنة 13 قبل الهجرة يوافق الإثنين
أيضا . فهذه الرواية صحيحة من ناحية واحدة وهي أنها تجعل البعثة يوم الإثنين
، ولكنها تخالف الحقيقة في اسم الشهر ، إذ جعلته ربيع الأول في حين أنه رمضان
.
ويكاد يكون هناك إجماع على أن نبينا تلقى الرسالة بعد أن تخطى الأربعين ، فلا
بد أن تكون البعثة قد وقعت في رمضان من السنة الحادية والأربعين لعمره ، وهذه
السنة تبدأ بيوم الإثنين 9 ربيع الأول كما أثبتنا ، وبما أن المدة من 9 ربيع
الأول إلى أول رمضان 169 يوما وهي عدد صحيح من الأسابيع مضافا إليها يوم واحد
فينتج أن أول رمضان يوافق الثلاثاء وأول إثنين من رمضان هو اليوم السابع منه
، وهناك أثانين أخرى في هذا الشهر موقعها (14 ، 21 ،
28) منه .
ويوم البعثة في أحد هذه الأثانين الأربع وليس هناك من الأدلة ما يرجح أحدها .
ويجدر بنا أن نشير إلى أن بعض مؤرخي السيرة النبوية حدد يوم البعثة بيوم
الإثنين 17 رمضان من السنة الحادية والأربعين لميلاد النبي ، أي 17 رمضان سنة
13 قبل الهجرة ، والخطأ في هذا واضح ؛ لأن هذا التاريخ يوافق الخميس لا
الإثنين .
وقد اعتمد المؤرخون على قوله تعالى في سورة الأنفال :
(....
إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ
الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ....ٌ
{41} الأنفال .
ففسروا يوم الفرقان باليوم الذي نزل فيه
القرآن ففرق بين الحق والباطل ، ويوم التقاء الجمعين بيوم غزوة بدر الذي هزم
فيه المشركون ، وكان في اليوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية الهجرية
، وقالوا : إن الله جمع بين هذين اليومين لوقوعهما في تاريخ واحد هو 17 رمضان
ولو لم يكونا في سنة واحدة .
ولا شك في أن هذا التفسير افتعالا واضحا ، فظاهر من الآية أن يوم الفرقان
ويوم التقاء الجمعين يوم واحد فرق الله فيه بين الحق والباطل بانتصار
المسلمين في بدر ، ويتبين ذلك باستعراض الآية كلها وهي :
(وَاعْلَمُواْ
أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ
وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن
كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ
الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ {41} الأنفال .
فهذه الآية خاصة بتوزيع الغنيمة التي جمعها
المسلمون يوم بدر وبما أوحى به إلى النبي في هذا اليوم ، وليس لها أية علاقة
بأول نزول الوحي .
ونستنتج مما تقدم أن تاريخ البعثة ، أي أول نزول الوحي كان في شهر رمضان في
السنة الحادية والأربعين لمولد النبي صلوات الله عليه ، وفي يوم الإثنين (7
أو 14 أو 21 أو 28) من هذا الشهر .
*
نحن موقع
الأرقام أشرنا في عدة روابط على الفرق في التفسير بين (الإنزال والتنزيل) ،
كما ذكره الكثير من الأساتذة أمثال الأستاذ د . محمد شحرور والأستاذ محمد
هداية وغيرهم . فهل القرآن أنزل على الرسول أو تنزل
؟!!!! ليقودنا التفسير الصحيح لصحة لفظ الحديث .
******************************
من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي. وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم 4 ]
ويقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
أحسن منك لم تر قط عيني ... وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب ... كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن)
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب ... كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن)
صحيح مسلم.
فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.
عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري
ما المقصود بحُسن الخلق ؟
عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ..)) رواه مسلم [ رقم : 2553 ]
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية:
حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.
أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره.
على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .
عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي"
فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.
عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري
ما المقصود بحُسن الخلق ؟
عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ..)) رواه مسلم [ رقم : 2553 ]
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية:
حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.
أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره.
على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام .
عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي"
- رواه أحمد ورواته ثقات.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" - رواه أبو داود والنسائي
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :
كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .
وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.
كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم
وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" - رواه أبو داود والنسائي
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله :
كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) سنن الترمذي .
وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.
كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم
وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم،
وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب.
(عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.
قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.
(وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.
عدل النبي صلى الله عليه وسلم :
كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) (النساء:135)
كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.
فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني
قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد, لقطعت يدها).
كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه
وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء: عُرِفَ في وجهه
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الاطفال
وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.
وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)
وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.
" قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )
قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.
قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم
تواضعه صلى الله عليه وسلم :
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].
فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.
كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.
كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.
كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.
عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.
الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.
مجلسه صلى الله عليه وسلم
كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط،
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.
عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.
زهده صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.
كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )
وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين .
عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.
عبادته
كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.
فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: (... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه البخاري.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.
وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) [ الأحزاب 35 ].
وقال تعالى : (( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )) [البقرة 152 ].
ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.
كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني.
دعوته
كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .
وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :
المرتبة الأولى: النبوة. الثانية: إنذار عشيرته الأقربين. الثالثة: إنذار قومه. الرابعة: إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة. الخامسة: إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر
وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى.
ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.
فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.
وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12]
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ]
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .
وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه.
كرم النبي صلى الله عليه وسلم
كان اكرم خلق الله من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم
صبر النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..
قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29
ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.
فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ]
تعاون النبي صلى الله عليه وسلم
قال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه).
(عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم.
طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم
علينا بطاعة الله واتباع سنة رسول الله والأخذ بسيرته.
قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70].
وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21].
فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)).
قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)).
(عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد.
قال صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل" رواه مسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.
(وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها) رواه البخاري.
ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري.
عدل النبي صلى الله عليه وسلم :
كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين.
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ) (النساء:135)
كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة.
فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني
قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد, لقطعت يدها).
كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه
وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء: عُرِفَ في وجهه
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الاطفال
وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم.
كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.
عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي.
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله.
وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود.
عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم".
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)
وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم.
" قال عليه الصلاة والسلام : اللهم إنما أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته ، فاجعلها له زكاة و أجراً " رواه مسلم كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فرفق بهم ، فارفق به )
قال صلى الله عليه وسلم : (هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم) رواه البخاري.
قال تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ..) (آل عمران:159)
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: ( أهل الجنة ثلاثة وذكر منهم ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواه مسلم.
عفو النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود.
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم
يقول كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني رضي الله عنه
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني*** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً*** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ*** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةِ ولَـمْ*** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ*** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُول
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً*** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ*** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةِ ولَـمْ*** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ*** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُول
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].
فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.
كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.
كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.
كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية.
عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.
الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث.
مجلسه صلى الله عليه وسلم
كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط،
عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه.
عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن.
زهده صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.
كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك )
وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين .
عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.
عبادته
كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً.
فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: (... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه البخاري.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.
وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : (( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً )) [ الأحزاب 35 ].
وقال تعالى : (( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )) [البقرة 152 ].
ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.
كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني.
دعوته
كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .
وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب :
المرتبة الأولى: النبوة. الثانية: إنذار عشيرته الأقربين. الثالثة: إنذار قومه. الرابعة: إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة. الخامسة: إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر
وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى.
ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى.
فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد.
وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12]
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ]
مزاح النبي صلى الله عليه وسلم
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني .
وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه.
كرم النبي صلى الله عليه وسلم
كان اكرم خلق الله من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها صلى الله عليه وسلم
صبر النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..
قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29
ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.
فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون ]
تعاون النبي صلى الله عليه وسلم
قال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه).
(عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم.
طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم
علينا بطاعة الله واتباع سنة رسول الله والأخذ بسيرته.
قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70].
وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21].
فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)).
قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)).
*************************************
جبل النور حيث يوجد غار حراء مهبط الوحي
صورة لغار حراء
غار حراء...باعلى مكة على يسار الذاهب منها الى منى يرتفع 634متر واهل مكة يسمونه جبل النور .في اعلاه الغار الذي كان يتعبد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.وهذا الغار عبارة عن فجوة بابها نحو الشمال تسع نحو خمسة اشخاص جلوسا وارتفاعه قامة متوسطة.والواقف على هذا الجبل يرى مكة وابنيتها كما يرى جبل ثور.قمة الجبل تشبه سنام الجبل فلا يوجد جبل بمكة ولا بالدنيا كلها يشبه جبل حراء فهو جبل فريد الشكل.ويمتاز جبل حراء عن بقية الجبال بـــ:
1.كان الاساس الاول القديم للكعبة من حجارة جبل حراء
2.كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه قبل البعثة
3.كان بدء الوحي في غار حراء -سورة العلق-
4.وقوف جبريل عليه السلام في غار حراء وضمه النبي صلى الله عليه وسلم واقرائه اول اية نزلت من القران"اقرا باسم ربك الذي خلق"
صوره لغار ثور
يقع في جبل ثور في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام على نحو 4 كم وارتفاعة نحو 748متر من سطح البحر ونحو 458متر من سفح الجبل .وهذا الغار صخرة مجوفة اقصى ارتفاعه 1.25 واقصى طوله وعرضه 3.5×3.5 متر وله فتحتان فتحة في ناحية الغرب وهي التى دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم وفتحة في الشرق .وهذا الغار دون القمة وصعب المرتقى ويستغرق الصعود اليه نحو ساعة ونصف .
عن ابي بكر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت أثار المشركين .قلت يار سول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا .قال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم
"من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فعليك إثم جميع الآريسيِّين". {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ،ولا نشرك به شيئا،ولا يتخذ بعضنا بعضا آربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}آل عمران:64.
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم مصر
من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من أتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوة الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ،ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولو فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}آل عمران:64. وتقول الرواية: إن المقوقس لما قرأ الكتاب سأل حامله (حاطب بن أبى بلتعة): ما منع صاحبك إن كان نبيا أن يدعو على من أخرجوه من بلده فيسلط الله عليهم السوء ؟ فقال حاطب: وما منع عيسى أن يدعو على أولئك الذين تآمروا عليه ليقتلوه فيسلط الله عليهم ما يستحقون ؟
غار حراء...باعلى مكة على يسار الذاهب منها الى منى يرتفع 634متر واهل مكة يسمونه جبل النور .في اعلاه الغار الذي كان يتعبد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.وهذا الغار عبارة عن فجوة بابها نحو الشمال تسع نحو خمسة اشخاص جلوسا وارتفاعه قامة متوسطة.والواقف على هذا الجبل يرى مكة وابنيتها كما يرى جبل ثور.قمة الجبل تشبه سنام الجبل فلا يوجد جبل بمكة ولا بالدنيا كلها يشبه جبل حراء فهو جبل فريد الشكل.ويمتاز جبل حراء عن بقية الجبال بـــ:
1.كان الاساس الاول القديم للكعبة من حجارة جبل حراء
2.كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه قبل البعثة
3.كان بدء الوحي في غار حراء -سورة العلق-
4.وقوف جبريل عليه السلام في غار حراء وضمه النبي صلى الله عليه وسلم واقرائه اول اية نزلت من القران"اقرا باسم ربك الذي خلق"
صوره لغار ثور
يقع في جبل ثور في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام على نحو 4 كم وارتفاعة نحو 748متر من سطح البحر ونحو 458متر من سفح الجبل .وهذا الغار صخرة مجوفة اقصى ارتفاعه 1.25 واقصى طوله وعرضه 3.5×3.5 متر وله فتحتان فتحة في ناحية الغرب وهي التى دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم وفتحة في الشرق .وهذا الغار دون القمة وصعب المرتقى ويستغرق الصعود اليه نحو ساعة ونصف .
عن ابي بكر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت أثار المشركين .قلت يار سول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا .قال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم
"من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فعليك إثم جميع الآريسيِّين". {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ،ولا نشرك به شيئا،ولا يتخذ بعضنا بعضا آربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}آل عمران:64.
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم مصر
من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من أتبع الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوة الإسلام ، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين {يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ،ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولو فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}آل عمران:64. وتقول الرواية: إن المقوقس لما قرأ الكتاب سأل حامله (حاطب بن أبى بلتعة): ما منع صاحبك إن كان نبيا أن يدعو على من أخرجوه من بلده فيسلط الله عليهم السوء ؟ فقال حاطب: وما منع عيسى أن يدعو على أولئك الذين تآمروا عليه ليقتلوه فيسلط الله عليهم ما يستحقون ؟
قال المقوقس: أنت حكيم جئت من عند حكيم.
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي
كتاب رسول إلى النجاشي: من محمد رسول الله إلى النجاشى ملك الحبشة: سلام عليك إنى أحمد الله إليك ،الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده ، وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل ، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحى، والسلام على من اتبع الهدى. وقد أدت الرسائل كلها مهمتها خير أداء.
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي
كتاب رسول إلى النجاشي: من محمد رسول الله إلى النجاشى ملك الحبشة: سلام عليك إنى أحمد الله إليك ،الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده ، وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل ، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحى، والسلام على من اتبع الهدى. وقد أدت الرسائل كلها مهمتها خير أداء.
اللهم صل وسلم وبار ك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والارضين عليه اجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
************************
فأنتَ نورُ الهدى فى كلِّ (مُنْسلَكٍ) * وأنتَ سرُّ الندى يا خيـــرَ معتمــدِ
وأنتَ حقًا غياثُ الخلقِ (ســيِّدُهُمْ) * وأنتَ هادى الورى للهِ ذى السّــدَدِ
يا مــن يقومُ مقــامَ الحمــدِ منفردًا * للواحـــــدِ الفردِ لـم يولــد ولـم يلــدِ
فى الأبيات السابقة، يمدح السلطان عبد الحميد، النبى الكريم، ويستعرض "اليوم السابع"، فى التقرير التالى، أهم المصادر التاريخية فى وصف الحجرة الشريفة، ويطلق الاسم على بيت النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان يقيم فيه مع أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وقد أكرم الله تعالى عائشة بأن جعل فى حجرتها قبر النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه (الصديق، والفاروق) رضى الله عنهما. وتقع الحجرة الشريفة شرقى المسجد النبوى الشريف، وكان يفتح بابها على الروضة الشريفة لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعطى رأسه لعائشة رضى الله عنها تسرحه، وهو معتكف بالمسجد. ولما انتقل النبى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كان فى حجرة عائشة، لأنه استأذن من أمهات المؤمنين أن يُمرَّض فى حجرة عائشة رضى الله عنها ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم تبادل الصحابة الرأى فى المكان الذى يدفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الصديق رضى الله عنه إنه سمع حديثاً من رسول صلى الله عليه وسلم: "إن كل نبى يدفن حيث قبض" فدفن فى الحجرة وكان قبره فى جنوبى الحجرة الشريفة. وظلت عائشة رضى الله عنها تقيم فى الجزء الشمالى منها، ليس بينها وبين القبر ساتر، فلما توفى الصديق رضى الله عنه أذنت أن يدفن مع النبى صلى الله عليه وسلم، فدفن خلف النبى صلى الله عليه وسلم بذراع ورأسه مقابل كتفيه الشريفين، ولم تضع عائشة رضى الله عنها بينها وبين القبرين ساتراً، وقالت: إنما هو زوجى وأبى، وبعد أن توفى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أذنت أن يدفن مع صاحبيه، فدفن خلف الصديق بذراع، ورأسه يقابل كتفيه، فعند ذلك جعلت عائشة رضى الله عنها ساتراً بينها وبين القبور الشريفة، لأن عمر ليس بمحرم لها فاحترمت ذلك حتى بعد وفاته -رضى الله عنهم جميعاً. أما فاطمة رضى الله عنها فليس قبرها فى الحجرة الشريفة -كما يذكر بعض المؤرخين- بل دفنت فى بقيع الغرقد.
روت كتب التاريخ الإسلامى خمس محاولات لسرقة القبور الثلاثة والمدفونة فى الحجرة النبوية، وهى الأولى حدثت فى بداية القرن الخامس الهجرى، بإشارة من الحاكم العبيدى "الحاكم بأمر الله"، وعلى يد أحد جنوده ويدعى أبو الفتوح، وذلك بنقله إلى مصر، وانتهت بريح أُرسِلت كادت تزلزل الأرض من قوّتها، فعَرَف أبو الفتوح بأنه كان على خطأ فرجع إلى مصر تائباً.
المحاولة الثانية أيضاً بإشارة من الحاكم العبيدى "الحاكم بأمر الله"، إذ أرسل ناساً فسكنوا بدارٍ قربَ المسجد النبوى، وحفروا تحت الأرض ليصلوا إلى القبر، فاكتشف النّاس أمرَهم فقتلوهم.
أما الثالثة فخطط لها بعض ملوك المسيحيين، ونفذها اثنان من المغاربة سنة 557 هـ فى عهد السلطان نور الدين زنكى، وتذكر كتب التاريخ أن السلطان نور الدين زنكى رأى فى نومه النبى محمد يخبره بأمر الرجلين، فقدم المدينة المنورة، فاكتشف أمرهما وكانا يحفران سرداباً يصل إلى الحجرة، فأمر بهما فقُتلا. بعد ذلك أمر نور الدين زنكى ببناء خندق رصاصى متين حول القبور الثلاثة منعاً لأى محاولة سرقة.
وحدثت الرابعة سنة 578 هـ، حيث كانت مجموعة من الروم من مسيحيى الشام وصلوا البحر الأحمر وقتلوا عددا من المسلمين، عازمين على التوجّه للمدينة المنورة وإخراج جسد النبى محمد من القبر، حتى إذا كانوا قرب المدينة أدركهم قوم من مصر فقتلوا منهم وأسروا من بقى.
ووقعت المحاولة الخامسة فى منتصف القرن السابع الهجرى، عندما حاول 40 رجلاً من حلب من سوريا إخراج جسد أبى بكر وعمر بن الخطاب، وذلك بعد أن بذلوا لأمير المدينة المنورة الأموال الكثيرة، وطلبوا منه أن يمكّنهم من فتح الحجرة، فلما اقتربوا من الحجرة النبوية، ابتلعتهم الأرض. وقد وردت آثار وأحاديث تفيد بأن الملائكة يحفون بالقبر الشريف ليلاً ونهاراً، ويصلون على النبى صلى الله عليه وسلم، كما فى الدارمى والبيهقى.
مرت الحجرة الشريفة بالعديد من الإصلاحات والترميمات:
1 - فى زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه للمسجد النبوى الشريف عام 17 هـ أبدل بالجريد الذى كان فى البيت جداراً
قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
باب الغرفة المشرفة
************************
تفاصيل 5 محاولات فاشلة لسرقة قبر الرسول..
والفاطميون والروم مرتكبوها..
والحجرة الشريفة تضم 6 أبواب ورممت 12 مرة..
وقديما أرسلت
مصر الكسوة كل 6 سنوات.. وتتكون من ديباج أسود مزركش بالحرير ومطرز بالذهب
الأحد، 05 أكتوبر 2014 - 04:31 ص كتبها لؤي علي جريدة اليوم السابع
يَا سيِّدى يا رســولَ الله خُذْ بيدِى * ما لى سِواكَ ولا أَلْـــوى
على أحدِ
فأنتَ نورُ الهدى فى كلِّ (مُنْسلَكٍ) * وأنتَ سرُّ الندى يا خيـــرَ معتمــدِ
وأنتَ حقًا غياثُ الخلقِ (ســيِّدُهُمْ) * وأنتَ هادى الورى للهِ ذى السّــدَدِ
يا مــن يقومُ مقــامَ الحمــدِ منفردًا * للواحـــــدِ الفردِ لـم يولــد ولـم يلــدِ
فى الأبيات السابقة، يمدح السلطان عبد الحميد، النبى الكريم، ويستعرض "اليوم السابع"، فى التقرير التالى، أهم المصادر التاريخية فى وصف الحجرة الشريفة، ويطلق الاسم على بيت النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان يقيم فيه مع أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وقد أكرم الله تعالى عائشة بأن جعل فى حجرتها قبر النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه (الصديق، والفاروق) رضى الله عنهما. وتقع الحجرة الشريفة شرقى المسجد النبوى الشريف، وكان يفتح بابها على الروضة الشريفة لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعطى رأسه لعائشة رضى الله عنها تسرحه، وهو معتكف بالمسجد. ولما انتقل النبى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كان فى حجرة عائشة، لأنه استأذن من أمهات المؤمنين أن يُمرَّض فى حجرة عائشة رضى الله عنها ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم تبادل الصحابة الرأى فى المكان الذى يدفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الصديق رضى الله عنه إنه سمع حديثاً من رسول صلى الله عليه وسلم: "إن كل نبى يدفن حيث قبض" فدفن فى الحجرة وكان قبره فى جنوبى الحجرة الشريفة. وظلت عائشة رضى الله عنها تقيم فى الجزء الشمالى منها، ليس بينها وبين القبر ساتر، فلما توفى الصديق رضى الله عنه أذنت أن يدفن مع النبى صلى الله عليه وسلم، فدفن خلف النبى صلى الله عليه وسلم بذراع ورأسه مقابل كتفيه الشريفين، ولم تضع عائشة رضى الله عنها بينها وبين القبرين ساتراً، وقالت: إنما هو زوجى وأبى، وبعد أن توفى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أذنت أن يدفن مع صاحبيه، فدفن خلف الصديق بذراع، ورأسه يقابل كتفيه، فعند ذلك جعلت عائشة رضى الله عنها ساتراً بينها وبين القبور الشريفة، لأن عمر ليس بمحرم لها فاحترمت ذلك حتى بعد وفاته -رضى الله عنهم جميعاً. أما فاطمة رضى الله عنها فليس قبرها فى الحجرة الشريفة -كما يذكر بعض المؤرخين- بل دفنت فى بقيع الغرقد.
روت كتب التاريخ الإسلامى خمس محاولات لسرقة القبور الثلاثة والمدفونة فى الحجرة النبوية، وهى الأولى حدثت فى بداية القرن الخامس الهجرى، بإشارة من الحاكم العبيدى "الحاكم بأمر الله"، وعلى يد أحد جنوده ويدعى أبو الفتوح، وذلك بنقله إلى مصر، وانتهت بريح أُرسِلت كادت تزلزل الأرض من قوّتها، فعَرَف أبو الفتوح بأنه كان على خطأ فرجع إلى مصر تائباً.
المحاولة الثانية أيضاً بإشارة من الحاكم العبيدى "الحاكم بأمر الله"، إذ أرسل ناساً فسكنوا بدارٍ قربَ المسجد النبوى، وحفروا تحت الأرض ليصلوا إلى القبر، فاكتشف النّاس أمرَهم فقتلوهم.
أما الثالثة فخطط لها بعض ملوك المسيحيين، ونفذها اثنان من المغاربة سنة 557 هـ فى عهد السلطان نور الدين زنكى، وتذكر كتب التاريخ أن السلطان نور الدين زنكى رأى فى نومه النبى محمد يخبره بأمر الرجلين، فقدم المدينة المنورة، فاكتشف أمرهما وكانا يحفران سرداباً يصل إلى الحجرة، فأمر بهما فقُتلا. بعد ذلك أمر نور الدين زنكى ببناء خندق رصاصى متين حول القبور الثلاثة منعاً لأى محاولة سرقة.
وحدثت الرابعة سنة 578 هـ، حيث كانت مجموعة من الروم من مسيحيى الشام وصلوا البحر الأحمر وقتلوا عددا من المسلمين، عازمين على التوجّه للمدينة المنورة وإخراج جسد النبى محمد من القبر، حتى إذا كانوا قرب المدينة أدركهم قوم من مصر فقتلوا منهم وأسروا من بقى.
ووقعت المحاولة الخامسة فى منتصف القرن السابع الهجرى، عندما حاول 40 رجلاً من حلب من سوريا إخراج جسد أبى بكر وعمر بن الخطاب، وذلك بعد أن بذلوا لأمير المدينة المنورة الأموال الكثيرة، وطلبوا منه أن يمكّنهم من فتح الحجرة، فلما اقتربوا من الحجرة النبوية، ابتلعتهم الأرض. وقد وردت آثار وأحاديث تفيد بأن الملائكة يحفون بالقبر الشريف ليلاً ونهاراً، ويصلون على النبى صلى الله عليه وسلم، كما فى الدارمى والبيهقى.
مرت الحجرة الشريفة بالعديد من الإصلاحات والترميمات:
1 - فى زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه للمسجد النبوى الشريف عام 17 هـ أبدل بالجريد الذى كان فى البيت جداراً
2 - فى زيادة
الوليد بن عبد الملك عام 88-91هـ أعاد عمر بن عبدالعزيز بناء الحجرة الشريفة بأحجار
سوداء بنفس المساحة التى بنى بها بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بنى حول
الحجرة الشريفة جداراً ذا خمسة أضلاع بصورة شكَّل معها فى المؤخرة مثلثاً حتى لا
تشبه الكعبة المشرفة فى بنائها
3 -فى عام
557هـ حفر الملك العادل نور الدين الشهيد، خندقاً حول الحجرة الشريفة، وصب فيه
الرصاص للحيلولة بين الجسد الشريف ومن يريد الوصول إليه ،وكانت محاولة النصارى سنة
سبع وخمسين وخمس مائة، فكشف الله تعالى أمرهم برؤيا رآها الملك الصالح الشهيد نور
الدين محمود زنكى بمصر، وكان لهذا الملك ورد من الليل يقوم ويصلى وينام، فنام ليلة
بعد تهجده فرأى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول: أنقذنى
من هذين، فاستيقظ فزعا فتوضأ وصلى ركعتين ونام فرأى الرؤيا نفسها أيضاً، فقام
وتوضأ وصلى ركعتين ونام، فرأى نفس الرؤيا، وفى المرة الثالثة قال: لم يبق نوم،
فقام فى الحال إلى وزيره جمال الدين الموصلى وأخبره بما رأى، فقال له: حدث شىء بالمدينة
أرى أن تكتم ما رأيت ونخرج الآن إلى المدينة فخرج بعشرين من القادة صحبة الوزير
ومعه أموال كثيرة، وقبل دخول المدينة اغتسل ودخل المسجد وصلى فى الروضة وزار، ثم
جلس فى المسجد لا يدرى ماذا يصنع، وقد اجتمع إليه الناس، فقال الوزير: إن السلطان
حضر للزيارة وأحضر معه أموالاً لتوزيعها على سكان المدينة النبوية فاكتبوا من
عندكم وأحضروا أهل المدينة كلهم، فحضر الناس وجعل يوزع الأموال ويعطى الهدايا، وكل
من حضر ليأخذ يتأمله السلطان ليجد فيه الصفة التى أراها له النبى صلى الله عليه
وسلم فى المنام وقد انطبعت فى ذهنه فلا يجد الصورة إلى أن انقضت الناس، فقال
السلطان: هل بقى من أحد؟ قالوا: لا، فقال: تفكروا وتأملوا، فقالوا: لم يبق إلا
رجلان مغربيان لا يتناولان من أحد شيئاً وهما صالحان غنيان يكثران من الصدقة وأعمال
الخير. انشرح صدر السلطان، وقال: على بهما،
فرآهما، فإذا هما الرجلان اللذان أشار إليهما النبى صلى الله عليه وسلم بقوله:
أنقذنى من هذين، فقال لهما: من أين جئتما؟ قالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجين
فاخترنا المجاورة والسكن بالمدينة النبوية، فقال: أصدقانى، فصمما على ذلك، فقال:
أين منزلهما؟ فأخبر بأنهما بمنزل قرب الحجرة الشريفة فأمسكهما وخرج إلى منزلهما
فوجد مالا كثيراً ومصحفين وكتبا فى الرقائق، ولم ير شيئاً، فأثنى عليهما أهل
المدينة بالخير وبأدائهما للصلاة، وزيارة البقيع كل يوم، وقُباء كل سبت، وبقى السلطان
حائراً يطوف بالبيت بنفسه فرفع حصيراً فى البيت فرأى تحته سرداباً محفوراً إلى جهة
الحجرة الشريفة فارتاع الناس لذلك، فقال لهما السلطان: أصدقانى
حالكما، فأصرا على حجتهما فضربا، فاعترفا بأنهما بعثا فى زى مغاربة للاحتيال على
تنفيذ جريمتهما التى سول لهما الشيطان أن بالإمكان تنفيذها، فلما اعترفا وظهر
حالهما سجد السلطان شكراً لله تعالى، وأمر بضرب أعناقهما، ثم أمر بحفر خندق عظيم
من كل الجهات على الحجرة الشريفة حتى بلغ الماء فجعل فيه الرصاص المذاب ليكون
حائطاً وسوراً داخلياً على الحجرة.
-4 وفى عام 668هـ أقام الظاهر بيبرس مقصورة
خشبية ذات حواجز ولها ثلاثة أبواب
5- وفى عام
694هـ زاد الملك العادل زين الدين كتبغا على حاجز المقصورة حتى أوصله إلى سقف
المسجد
6- وفى عام
678هـ أقام السلطان محمد بن قلاوون الصالحى قبة فوق الحجرة الشريفة وكانت مربعة فى
أسفلها مثمنة فى أعلاها وصفحت بألواح من الرصاص
7- وفى عام
881هـ جدد القبة الناصر حسن بن محمد بن قلاوون
8- وفى عام
886هـ تأثرت القبة من جراء الحريق الثانى الذى وقع فى المسجد
9- وفى عام
887هـ فى عهد السلطان قايتباى، جدد بناء القبة ووضعت لها دعائم قوية فى أرض
المسجد، وبنيت بالأجر، كما جعلت للمقصورة الشريفة نوافذ من النحاس من جهة القبلة
فى أعلاها شبك من النحاس أيضاً أما فى الجهات الشمالية والشرقية والغربية فقد جعلت
للمقصورة نوافذ من الحديد فى أعلاها أشرطة من النحاس وفيها 76 (طاقة).
-10وفى عام 892هـ أعيد بناء القبة مرة أخرى بالجبس الأبيض بعد أن تشقق
أعلاها، وكان ذلك فى عهد السلطان قايتباى أيضاً.
-10وفى عام
1233هـ فى عهد السلطان محمود بن عبد الحميد أعيد بناء القبة لآخر مرة، حيث تشققت
القبة فى عهده، فأمر بهدم أعلاها وإعادة بنائه من جديد، حيث لا تزال قائمة إلى
اليوم.
12-وفى عام 1253هـ أمر السلطان عبد الحميد العثمانى بصبغ القبة باللون الأخضر
فأصبحت القبة تعرف بعد ذلك بالقبة الخضراء، وكانت تسمى فيما سبق القبة الزرقاء أو
القبة البيضاء أو القبة الفيحاء وتولى المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد
العزيز آل سعود جل اهتماماتها بالحجرة الشريفة وبالقبة الخضراء، فحافظت على البناء
العثمانى للمسجد الشريف، وعملت على تدعيمه وترميمه كلما دعت الحاجة إلى ذلك،
وتتفقد الحجرة الشريفة وتعمل على صيانتها بكل أدب واحترام وتعهد ذلك إلى من تثق فى
دينه وأمانته، كما تحرص على رعاية وطلاء القبة الخضراء كلما انكشف اللون نتيجة للعوامل
الجوية.
أبواب الحجرة الشريفة للحجرة الشريفة – ويطلق عليها المقصورة الشريفة
أيضاً – ستة أبواب كما يلى الباب الجنوبى: ويسمى باب التوبة، وعليه صفيحة فضية كتب
عليها تاريخ صنعه فى عام1026هـ الباب الشمالى: ويسمى باب التهجد الباب الشرقى:
ويسمى باب فاطمة الباب الغربى: ويسمى باب النبى ويعرف بباب الوفود وباب على يمين
المثلث داخل المقصورة وباب على يسار المثلث داخل المقصورة.
ويعتبر أول من كسا الدائر المخمس (الخيزران) أم هارون الرشيد، ثم (ابن
أبى الهيجاء) وزير مصر ثم أرسل (المستضىء) كسوة من الديباج البنفسجى بعد سنتين، ثم
كساه الديباج الأسود الخليفة الناصر، ثم صارت ترسل الكسوة من مصر كل 6 سنوات من
الديباج الأسود المزركش بالحرير الأبيض والمطرز بالذهب والفضة ثم كساها آل عثمان
من بعد ذلك وأول من جعل الستائر على الأبواب عبيد الله الحارثى سنة 138هـ . ويبلغ طول ضلع السور النحاسى الخارجى للمقصورة (16) متراً لضلعيه
الشمالى والجنوبى، (15) متراً لضلعيه الشرقى والغربى وتتراوح أطول الأضلاع من الداخل
مابين (4-5-6) أمتار ويبلغ ارتفاع الحجرة (8) أمتار تقريباً، وارتفاع الدائر
المخمس من أرض المسجد (7) أمتار تقريباً الروضة الشريفة تمثل الروضة الشريفة
المكان الواقع بين بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو بيت عائشة رضى الله عنها
وبين المنبر الشريف، قال النبى صلى الله عليه وسلم: "ما بين بيتى ومنبرى روضة
من رياض الجنة" وهو الذى اعتمده المؤرخون الذين أرَّخوا للمسجد النبوى
الشريف، وقد وردت عدة أقوال فى تحديدها، ويبدو أن حدودها من الشرق دار عائشة رضى
الله عنها، ومن المغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب القبلة، ومن الشمال الخط الموازى
لنهاية بيت عائشة رضى الله عنها وذلك لقول الخطيب (فعلى هذا تسامت الروضة حائط
الحجرة من جهة الشمال، وإن لم تسامت المنبر، أو تأخذ المسامتة مستوية)، وتقدر
مساحة الروضة بـ(330م2)، (حيث يبلغ طول الروضة 22م وعرضها 15م). وتعتبر الصلاة فى الروضة الشريفة أفضل من أى مكان فى المسجد إلا
المكتوبة فإنها فى الصف الأول، ولو كان خارج الروضة بأفضل منها فى الروضة، ويحرص الزائرون
لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلاة النافلة فى الروضة الشريفة، قال ابن
القاسم "أحب مواضع الصلاة فى مسجده صلى الله عليه وسلم فى النفل العمود
المخلق (أى فى الروضة) وفى الفروض الصف الأول".
قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
باب الغرفة المشرفة
حجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الداخل
خلف هذا الستار يوجد قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وسيدنا ابي بكرالصديق وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
*****************************************
اللهم صل وسلم وبار ك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والارضين عليه اجري يارب لطفك الخفي
في أمورنا والمسلمين.
*****************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق