بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
الأنفس السبعة
أعلم أخي المريد أن الأنفس السبعة هي من أهم الأمور فالله جل وعلا خلق النفس البشرية وجعل فيها طباعاً كثيرة منها طباع الخير ومنها طباع الشر ومنها طباع بين الخير والشر قال تعالى((إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا *سورة الدهر)) وكما جاء في كتاب قوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي أن الله خلق الإنسان وجعل في نفسه أربعة أنواع من الصفات وهي:
· صفات الربوبية: مثل الكبرياء – حب المدح والشكر والثناء – الجبروت وهذه لا تنبغي إلا لله تعالى
· صفات العبودية: مثل الخضوع لله – الذل – التواضع – الرحمة – المودة والمحبة – الرحمة – الشفقة
· صفات حيوانية: مثل الأكل- الشرب – النوم – النكاح والتزاوج –
· صفات شيطانية: مثل الكذب – التكبر – العجب –الخداع – المكر- الإغواء – حب المخالفة
والمطلوب من الإنسان أن يتخلى عن صفات الربوبية والصفات الشيطانية وأن لا يكون أكبر همة الصفات الحيوانية وأن يتمسك ويتحلى بصفات العبودية وبذلك يكون كما أراد الله له أن يكون في قوله تعالى في القرآن الكريم((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) سورة الشمس )) والناس في تزكية نفوسهم على درجات كل حسب همته في السير إلى الله والتزامه على منهج الله وكما ورد في الأثر أن الله تعالى خلق الإنسان بعقل وشهوة وخلق الملائكة بعقل دون شهوة وخلق الحيوان بشهوة دون عقل فالإنسان إذا غلب عقله على شهوته صار أفضل من الملائكة وإن غلبت شهوته على عقله صار أدنى من الحيوان.
وقد قسم سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني وشيوخ الطريقة الرحمانية -الخلوتية - النفس إلى سبعة أقسام عرفت بالأنفس السبعة وجعلوا لها منهجاً عظيماً من أجل التزكية وصنف أورادها وأذكارها وصفاتها وفروعها وهذه الأنفس هي :
1. النفس الأمـــارة
2. النفس اللـوامــة
3. النفس الملهـــمة
4. النفس المطمـئنة
5. النفس الراضـية
6. النفس المرضية
7. النفس الكــــاملة
جدول أسماء الأنفس السبعة مع صفاتها
م
|
اسم النفس
|
صفات كل نفس من الأنفس السبعة
|
1
|
الأمــارة
|
البخل – الحرص- الأمل- الكِبْر- الشهرة- الحسد- الغفلة
|
2
|
اللـــوامة
|
اللوم- الفكر- القبض- العجب- الاعتراض
|
3
|
الملهــمة
|
السخاوة- القناعة- العلم- التواضع- التوبة- الصبر- تحمل الأذى-
|
4
|
المطمئنة
|
الجود- التوكل- الحكم- العبادة- الشكر- الرضا
|
5
|
الراضية
|
الزهد- الإخلاص- الورع- الوفاء- ترك مالا يعنيه
|
6
|
المرضية
|
حسن الخلق- ترك ما سوى الله- اللطف بالخلق- التقرب إلى الله-التفكر-الرضا
|
7
|
الكـــاملة
|
جميع ما ذكر من الصفات الحسنة السابقة
|
علامات النفس الأمارة
يرى صاحب هذه النفس في منامه غالباً صفات الكفر والعناد مثل : الخنزير: وهو صفة الحرام- الكلب : وهو صفة الغضب – الفيل : وهو صفة العجب – العقرب : وهي صفة العذاب – الحية: وهي صفة لسان النفاق - الفارة : أفعال عن الخلق مستورة وللحق معلومة – البراغيث و القمل : ارتكاب للمكروهات – الحمار: فعل ما لا ينفع – المز ابل : الميل إلى الدنيا – الخمر و الحشيش والمخدرات : فعل الحرام- الخبائث : التفكر بالحرام– الماء الراكد الكدر و الماء الجاري الكدر و النجاسات : التعلق بالفعل الفاسد
علامات النفس اللوامة
يرى صاحب هذه النفس في منامه: الغنم وهي الحلال ، و يرى البقر وهي دلالة على نفع الناس ، ويرى الجمل وهو دلالة تحمل الأذى من الناس ، و يرى السمك وهو كسب الحلال ، و يرى الإوز والحمام والدجاج وأشكالها من الطيور وكلها تدل على الحلال ، و يرى نحل العسل وهو يدل على الأخلاق الحميدة ، و يرى الأطعمة المطبوخة إشارة لطبيعة نفسه ، و يرى الثمار وهي دلالة إصلاح وإخلاص نفسه من الكلام والكدورات ، و يرى الدكاكين والبيوت والعمارات وهي دلالة سكن النفس
علامات النفس الملهمة
يرى صاحب هذه النفس في منامه: النساء وهي دلالة على نقصان عقله ، ويرى الكفرة وهي دلالة على نقصان الدين ، ويرى الملحدين والضالين وهي دلالة على نقصان المذهب ، ويرى مقصوص اللحية أو حالقها وهي دلالة على نقص في تطبيق الشرع ، ويرى الأعرج وهو دلالة على أنه يدعو إلى الخير والحق ولا يمتثل إليه ، والأعمى كتمان الشهادة ، ويرى الأطرش الأصم وهو دلالة على انه لا يسمع للشريعة ولا إلى الوعظ ، ويرى الأخرس وهو دلالة على عدم التكلم بالحق، ويرى العبد الأسود ومعناه لا يتكلم في عيوب الآخرين في وجوههم ، ويرى الأجرد وهو دلالة على ترك السنة ، ويرى السكران وهو دلالة على عشق الخلق ، ويرى القماري والمصارع والحكوي وهي دلالة على ترك العبادة والوقوع بالحرام ، ويرى السارق وهو دلالة على الرياء ، ويرى الدلال وهو دلالة على النظر إلى الحرام والكذب ، ويرى القصاب وهو دلالة على قسوة القلب ، ويرى الأحول وهو دلالة على الضلال عن الحق
علامات النفس المطمئنة
يرى صاحب هذه النفس في منامه : القرآن الكريم وهذه صفة صفاء القلب ، ويرى الأنبياء والمرسلين وهذه صفة قوة الإيمان والإسلام ، ويرى السلاطين وهذه صفة الانصراف إلى رضا الله ، ويرى المفتون والعلماء وهذه صفة الاستقامة وأفكاره مع عبادة الله تعالى ، ويرى الخيرات والمشايخ وهذه صفة إرشاد نفسه ، ويرى القضاة وهذه صفة الإطاعة لأمر الله تعالى ، ويرى الكعبة الشريفة والمدينة المنورة والقدس المبارك وهذه صفة طهارة القلب من الغش والوسواس ، ويرى الجوامع والمساجد والعلم وهذه صفة عمارة القلب ، ويرى السنجق والسهم والقوس والمنجنيق وهذه صفة الانتصار على الوساوس الشيطانية .
علامات النفس الراضية
يرى صاحب هذه النفس في منامه: الملائكة والحور العين وهي دلالة على كمال العقل ، ويرى الولدان والجنة والبراق والحلل وهذه دلالة على التقرب إلى الله تعالى وزيادة في كمال العقل والدين
علامات النفس المرضية
يرى صاحب هذه النفس في منامه: السماوات وهي دلالة على تعلق نظره بالله تعالى ، ويرى النجم وهو دلالة على نور نفسه ، ويرى النار وهي دلالة على الفناء في المحبة ، ويرى الرعد وهو دلالة على التنبيه من الغفلة، ويرى الشمس وهي دلالة على أنوار الروح ، ويرى القمر وهو دلالة على نور القلب المريد الكامل .
علامات النفس الكاملة
يرى صاحب هذه النفس في منامه: المطر والثلج والبرد والنهر والعين والبئر والبحر وهذه هي مصادر الماء الطاهر المطهر وهي دلالة على تزكية النفس وتطهيرها والوصول إلى السلوك الكامل
معاني الأسماء السبعة
لا إله إلا الله : لا معبود ولا مقصود بحق إلا الله جل جلاله
اللـــه : هو الاسم العظم الموجود بذاته الغني عن سواه
هـــــو: لا إله إلا هو أي لا إله غيره
الحـق : الثابت المطابق للواقع
الحـي : من قامت به الحياة
القـيوم: القائم بإمرة السماوات والأرض ومن فيهما
القهار: صاحب القهر العظيم الذي يقهر عباده بالموت
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
فضل آل البيت وأولياء الله الصالحين
القصيدة الميمية للفرزدق في مدح الإمام
زين العابدين
يذكر ابو الفرج الاصفهاني
سبب إنشاد هذه القصيدة في الأغاني وهي تدل علي جرأة الشاعر في الولاء لأهل البيت رضي
الله عنهم حيث يغامر في مدح أهل البيت و يعرض نفسه للمخاطر من أجلهم، نورد هذه الرواية: "حج هشام بن عبدالملك في خلافة أبيه ومعه
رؤساء أهل الشام، فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس، فنصب له منبر، فجلس
عليه ينظرإلي الناس، وأقبل علي بن الحسين وهو أحسن الناس وجها، وأنظفهم ثوبا، وأطيبهم
رائحة، فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر الأسود تنحى الناس كلهم، وأخلوا له الحجر ليستلمه
هيبة وإجلالا له، فغاظ ذلك هشاما وبلغ منه، فقال رجل لهشام: من هذا أصلح الله الأمير؟
قال: لا أعرفه، ( وكان به عارفا، ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام، ويسمعوا منه) فقال
الفرزدق ـ وكان لذلك كله حاضرا ـ أنا أعرفه يا شامي، قال: ومن هو؟ فأشده هذه القصيدة"
.
القصيدة الميمية للفرزدق في مدح الإمام
زين العابدين
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحـاءُ
وَطْأتَـهُ وَالبَيْـتُ يعْرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هذا ابنُ خَيـرِ عِبـادِ
الله كُلّهِـمُ هذا التّقـيّ النّقـيّ الطّاهِرُ العَلَـمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ ، إنْ
كُنْتَ جاهِلَـهُ بِجَـدّهِ أنْبِيَـاءُ الله قَـدْ خُتِمُـوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ : مَن
هذا ؟ بضَائـرِه العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ
وَالعَجـمُ
كِلْتا يَدَيْـهِ غِيَـاثٌ
عَـمَّ نَفعُهُمَـا يُسْتَوْكَفانِ ، وَلا يَعرُوهُمـا عَـدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ ،
لا تُخشـى بَـوَادِرُهُ يَزِينُهُ اثنانِ : حُسنُ الخَلقِ وَالشّيـمُ
حَمّالُ أثقالِ أقـوَامٍ
، إذا افتُدِحُـوا حُلوُ الشّمائلِ ، تَحلُو عنـدَهُ نَعَـمُ
ما قال : لا قـطُّ ، إلاّ
فِي تَشَهُّـدِهِ لَوْلا التّشَهّـدُ كانَـتْ لاءَهُ نَعَـمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسـانِ
، فانْقَشَعَـتْ عَنْها
الغَياهِبُ والإمْـلاقُ والعَـدَمُ
إذ رَأتْـهُ قُـرَيْـشٌ
قـال قائِلُهـا إلـى مَكَـارِمِ هَذا يَنْتَهِي الكَـرَمُ
يُغْضِي حَياءً ، وَيُغضَى
من مَهابَتِـه فَمَـا يُكَلَّـمُ إلاّ حِيـنَ يَبْتَسِـمُ
بِكَفّـهِ خَيْـزُرَانٌ
رِيـحُـهُ عَبِـقٌ من كَفّ أرْوَعَ ، فِي عِرْنِينِهِ شـمَمُ
يَكـادُ يُمْسِكُـهُ عِرْفـانَ
رَاحَتِـهِ رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَـاءَ يَستَلِـمُ
الله شَـرّفَـهُ قِـدْمـاً
، وَعَظّمَـهُ جَرَى بِـذاكَ لَهُ فِي لَوْحِـهِ القَلَـمُ
أيُّ الخَلائِـقِ لَيْسَـتْ
فِي رِقَابِهِـمُ لأوّلِـيّـةِ هَـذا، أوْ لَـهُ نِـعـمُ
مَن يَشكُـرِ الله يَشكُـرْ
أوّلِيّـةَ ذا فالدِّينُ
مِن بَيتِ هذا نَالَـهُ الأُمَـمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ
التـي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ ، وعن إدراكِها القَـدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْـلُ
الأنْبِيـاءِ لَـهُ وَفَضْلُ أُمّتِـهِ دانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ
مُشْتَقّـةٌ مِـنْ رَسُـولِ
الله نَبْعَتُـهُ طَابَتْ مَغارِسُـهُ والخِيـمُ وَالشّيَـمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى
عن نورِ غرّتِـهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُـمْ
دِينٌ ، وَبُغْضُهُـمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُـمُ مَنجـىً وَمُعتَصَـمُ
مُقَـدَّمٌ بعـد ذِكْـرِ
الله ذِكْرُهُـمُ فِي كلّ بَدْءٍ ، وَمَختومٌ بـه الكَلِـمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى
كانـوا أئِمّتَهـمْ أوْ قيل من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل هم
لا يَستَطيعُ جَـوَادٌ
بَعـدَ جُودِهِـمُ وَلا يُدانِيهِـمُ قَـوْمٌ ، وَإنْ كَرُمُـوا
هُمُ الغُيُوثُ ، إذا
ما أزْمَـةٌ أزَمَـتْ وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى ، وَالبأسُ
محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً
من أكُفّهِـمُ سِيّانِ
ذلك : إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُـوا
يُستدْفَعُ الشـرُّ وَالبَلْـوَى بحُبّهِـمُ وَيُسْتَـرَبّ بِهِ الإحْسَـانُ وَالنِّعَـم
-------------------------------------------------
قصيدة :لسيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه
شربنا كأس من نهوى جهارا= فصرنا
بعد رؤيته حيارى
غمضنا الحال والكيسان تجلي= ظننا أن في الكيسان نارا
مشعشعة لها نور عظيم = ولا للقلب عنها اصطبارا
شربنا نقطة منها فهمنا = فان متنا فلا في الموت عارا
فان متنا فلا عار علينا = ولا في شرعنا للقتل عارا
فمنا من يموت على وضوء = ومنا من يموت على طهارا
ومنا من يكن على رأس جبل = ومنا من يكن في قاع غارا
ومنا من يصوم ولا يبالي = فطوره الملح وعشب القفارا
ومنا من يصم يوما بيوم = ومنا من ليس يدري كيف صارا
ومنا من اختصه الله بعز = لا بكثرة صيام ولا سهارا
ومنا من يكن شيخا مربي = رئيس القوم صاحب الوقارا
يصبغ كل من التجأ اليه = ويصدقه
ولو خلع العذارا
ومنا من يهيم على علوم = وقرآن وذكر وافتكارا
ومنا من يهيم على سماع = ببندير
وعود ونقر طارا
ومنا من يكون مجنونا فيها= سليب العقل يرمي بالحجارا
ومنا من يكون عريانا فيها = يغيب عن
البرودة والحرارا
ومنا من يكون خفيا فيها = خفي لا
يزور ولا يزارا
ومنا من يطير
في الهواء = ومنا من له الخطوة أين سارا
ومنا من له الأحوال طرا= تسأله حالا يعطيك أخبارا
ومنا من له الشرق والغرب = والآفاق
بين يديه دارا
فأحوال الرجال بحر عميق = كبحر ليس
يدرك له قرارا
فسلم للرجال عن كل حال = ولا تغتب
ولا ترمي اشارا
فرضي الله عنهم أجمعين = رجال الله صغارا أو كبارا
وأنا الشاذلي مشهور اسمي = وجدي محمد صاحب الوقارا
وأنا أبو الحسن مشهور اسمي = بفخم ليس عندي افتخارا
فنسأل اللاله في كل حين = أن يغفر
لنا ويستر كلما دارارضي الله عنهم
أجمل-ما-أنشد-علي-طرمون-الجزائري
لسيدنا ابو الحسن الشاذلي رضي الله عنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق