بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنامحمدوعلى
آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري ياربي لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
تسميتها بليلة القدر:
سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول
فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة
، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه
.
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول
النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
) متفق عليه
وقوله " فيها يفرق كل أمر حكيم
" أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء
والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل
ما أراده الله تعالى في تلك السنة .
والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر
-والله أعلم - أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ .
قال ابن عباس " أن الرجل يُرى يفرش الفرش
ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات " أي انه كتب في ليلة القدر انه من الأموات . وقيل
أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة .
ومعنى ( القدر ( التعظيم ، أي أنها ليلة ذات
قدر ، لهذه الخصائص التي اختصت بها ، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر . وقيل : القدر
التضييق ، ومعنى التضييق فيها : إخفاؤها عن العلم بتعيينها ، وقال الخليل بن أحمد
: إنما سميت ليلة القدر ، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة ، من
( القدر ) وهو التضييق ، قال تعالى : ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) سورة الفجر
/16 ، أي ضيق عليه رزقه .
وقيل : القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال
- وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى : (فيها يفرق كل أمر حكيم)
ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها .
فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها
وجلالة مكانتها عند الله ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها فهي ليلة المغفرة كما
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام
ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري ( 1910) ، ومسلم (
760 ).
ليلة القدر فضلها وعلامتها ووقتها
قال الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر
* وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزّل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر ) وقال صلى الله عليه وسلم : من قام
ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه ( متفق عليه ) وأجمع اهل العلم
على أن الإنسان إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كل ليلة تحقق له شهود ليلة القدر لقول
النبي صلى الله عليه وسلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة . لقد تحدث
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر حديث قال: إلتمسوها في العشر الأواخر
في الوتر . متفق عليه . وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : إلتمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقي ، في سابعة تبقى
، في خامسة تبقى . رواه البخاري . وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج
النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين ، فقال : خرجت
لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فَرُفعت ، وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها
في التاسعة والسابعة والخامسة . رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم
قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها ، فليتحرها في السبع الأواخر . متفق
عليه . وقد قرر أهل العلم رحمهم الله تعالى أنها في الأوتار آكد كما هو ظاهر حديث النبي
صلى الله علي وسلم .
احاديث النبي صلي الله عليه وسلم
في ليلة القدر
1: فضل ليلة القدر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر لله ما تقدم من ذنبه
.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخل رمضان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر
من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر .
وعنها رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يرغِّب الناس في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر فيه فيقول من
قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع وقد أراني عبد
الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد
.
2 تحديد وقت ليلة القدر
لقد اخفي الله ميعاد ليلة القدر حتي يجتهدوا
في تحري هذه الليله الطيبه المباركه ولكي يعظم الله جميع ليالي شهر رمضان العظيم
ولو علمت ليلة القدر وعصيت الله ليلتها سوف
يكون عقاب الله شديد
ولها فائدة لك في اخذ اجر جميع الليالي التي
اجتهدت فيها بفضل الله
وكلها حكم الله في اخفاء ليلة القدر فالله
حكيم عظيم كما اخفي الله ساعة الاستجابه في يوم الجمعه لندعوه في جميع الساعات
ليلة القدر في شهر رمضان يقينًا، لأنها الليلة
التي أنزل فيها القرآن، وهو أنزل في رمضان،
لقوله
تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) البقرة : 185.
والواضح من جملة الأحاديث الواردة أنها في
العشر الأواخر، لما صح عن عائشة قالت: كان رسول الله يجاور في العشر الأواخر من رمضان،
ويقول: " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان "، (متفق عليه، اللؤلؤ
والمرجان -726).
وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم،
خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم، وقال: "إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها - أو نسيتها
- فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر" (متفق عليه، المصدر نفسه -724). وفي
رواية: "ابتغوها في كل وتر " (نفسه 725).
ومعنى (يجاور): أي يعتكف في المسجد، والمراد
بالوتر في الحديث: الليالي الوترية، أي الفردية، مثل ليالي: 21، 23، 25، 27، 29.
وإذا كان دخول رمضان يختلف - كما نشاهد اليوم
- من بلد لآخر، فالليالي الوترية في بعض الأقطار، تكون زوجية في أقطار أُخرى، فالاحتياط
التماس ليلة القدر في جميع ليالي العشر.
ويتأكد التماسها وطلبها في الليالي السبع
الأخيرة من رمضان، فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا
ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أرى رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها
في السبع الأواخر" (متفق عليه، عن ابن عمر، المصدر السابق -723). وعن ابن عمر
أيضًا: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع
البواقي" (رواه أحمد ومسلم عن ابن عمر كما في صحيح الجامع الصغير 1242).
والسبع الأواخر تبدأ من ليلة 23 إن كان الشهر
29 ومن ليلة 24 إن كان الشهر 30 يومًا.
ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي
الله عنهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها،
واشتهر ذلك لدى جمهور المسلمين، حتى غدا يحتفل بهذه الليلة احتفالاً رسميًا.
والصحيح: أن لا يقين في ذلك، وقد تعددت الأقوال
في تحديدها حتى بلغ بها الحافظ ابن حجر 46 قولاً.
وبعضها يمكن رَدُّه إلى بعض. وأرجحها كلها:
أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل، كما يفهم من أحاديث هذا الباب، وأرجاها
أوتار العشر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين، وعند الجمهور ليلة
سبع وعشرين (فتح الباري -171/5 ط. الحلبي).
روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج
النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين (أي تنازعا
وتخاصما) فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت (أي من قلبي
فنسيت تعيينها) وعسى أن يكون خيرًا لكم".
3 علامات ليلة القدر
1 : ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها
لا شُعاع لها . مسلم ( 762 )
2 : ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة ،
ورواه الطيالسي في مسنده ، وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر
ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ) صحيح ابن خزيمة
( 2912 ) ومسند الطيالسي .
3 : روى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة
بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة بلجة
" أي مضيئة " ، لا حارة ولا باردة ، لا يرمى فيها بنجم " أي لا ترسل
فيها الشهب " ) رواه الطبراني في الكبير انظر مجمع الزوائد 3/179 ، مسند أحمد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق