بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
التعريف بخنقة سيدي ناجي
ولاية بسكرة الجزائر
تعرف بالصور على خنقة سيدي ناجي -النواة القديمة-
من اليوتوب على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=5QtJcjfrOvY&context=C4918090ADvjVQa1PpcFNl2LMW1-h7-132gcWG6jcOIZAMHvV4qMU=
صورة لحفل تاسيس بلدية خنقة سيدي ناجي عام 1946م
تاسست بلدية خنقة سيدي ناجي عام 1946م
وهي تنتمي حاليا إلى
دائرة زريبة الوادي ولاية بسكرة.
وتقع على بعد 105 كلم
شرق بسكرة بمحاذاة حدود ولاية خنشلة
على سفح جبل الأوراس
وعلى ضفة واد العرب الكبير.
ويسكنها حوالي 4000نسمة.
نشأة خنقة سيدي ناجي
تعود نشأة خنقة سيدي
ناجي إلى العهد الروماني حيث توجد بها اثار ساقية
رومانية لجلب الماء من واد العرب تمتد تحت الارض وعلى
سطح الارض في المكان المعروف بكاف المحلة إلى فيض السلة لتمر
إلى ليانة وبادس.
تأسست خنقة سيدي ناجي في عام 1602م / 1010هـ
على يد الشيخ سيدي المبارك
بن قاسم (توفي عام 1622م/1031هـ) وسماها على اسم جده سيدي ناجي تبركا به.
اشتهرت خنقة سيدي ناجي
في بداية تأسيسها بزاويتها التي استقطبت طلاب العلم
من كل المناطق المجاورة،
ثم اشتهرت بزراعة النخيل والأشجار المثمرة
فتوسعت وذاع صيتها في
البلاد.
كان لشيوخ الخنقة سمعة
طيبة واحترام كبير لدى كل سكان المنطقة وكذلك لدي حكام الدولة
العثمانية آن ذاك مما أدى إلى التوسيع في امتيازاتهم والاتساع في نفوذهم
إلى كل الزاب الشرقي ومنطقة ششار.
اشتهرت خنقة سيدي ناجي
بالمدرسة الناصرية نسبة لمؤسسها أحمد بن ناصر عام1171هـ/1758م،
فكانت قبلة لطلبة الزيبان
وواد سوف والأوراس و قسنطينة و عنابة وحتى
تونس وطرابلس.
كانت تحتوي المدرسة
على 15 غرفة في طابقين لإيواء الطلبة،وبها مكتبة ومطهرة وأحواض
ماء لمحو الألواح،وكانت تهتم بإطعام الطلبة
والتكفل بهم طيلة دراستهم،
كما اشتهرت المدرسة
بالنحو بجانب تدريس علوم القرآن وتحفيظه،والأدب واللغة والصرف
والبلاغة والعروض والفقه والحديث.
ولعل ما زاد من شهرة
، خنقة سيدي ناجي بالإضافة إلى ذلك،أنها كانت محطة رئيسية
لقوافل الحج،فكان الحجاج الوافدون
من المغرب في اتجاههم نحو البقاع المقدسة يمرون بها كنقطة عبور
يجدون فيها الراحة والإرشادات الضرورية لسفرهم
الطويل قبل توجههم إلى
توزر بتونس، وقد سجل بعض الحجاج و الزائرين
انطباعاتهم عن الخنقة
مثل الإدريسي والبكري والورتلاني،هذا الأخير الذي أشاد
بخنقة سيدي ناجي فقال :“الخنقة قرية طيبة مباركة
ذات نخل وأشجار وسط واد بين جبلين”،وقال عن أهلها :
” إن محلهم مشهور بالفضل
والعلم والهمة…”،
” إنهم حازوا المعالي
منذ قديم الزمان”.
غير أن أوضاع خنقة سيدي
ناجي بدأت تتدهور شيئا فشيئا
أثناء فترة الاحتلال
الفرنسي البغيض، فعرفت نتيجة لذلك تقهقرا كبيرا،فتصدعت مبانيها، واندثرت
معالمها العلمية والحضارية. وهاجر منها اهل العلم
والتصوف ومريدوهم، تاركين فراغا لايسده الا خلف مثلهم.
ولم يبق منها اليوم
سوى آثارا على وشك الضياع وتراثا مدفونا ينتظر من ينفض عنه غبار
النسيان. وبعد ان هجرها السكان
نتيجة لتصدع مساكنهم.
أوالبحث عن العمل وحياة
افضل عبر المدن الجزائرية..ولم يبقي في خنقة سيدي
ناجي -النواة القديمة - سو ى عدد قليل جدا من
السكان.
وبقي من مساجدها الخمس
مسجدين هما:
1/ جامع سيدي المبارك
رضي الله عنه وتؤدى فيه صلاةالجمعة.
بينما بقيت المدرسة
الناصرية به متوقفة عن العمل الى اليوم .
2/ زاوية ومسجد سيدي
عبد الحفيظ رضي الله عنه
وتؤدى بها الصلوات الخمس
وأذكار الطريقة الرحمانية ،
ولايزال ضريح سيدي المبارك
وسيدي عبد الحفيظ رضي الله عنهما
قبلة لزيارة بعض المريدين
من اهل الطرق الصوفية
والمتبركين والمرضي
والسياح .
كانت لخنقة سيدي ناجي
منذ نشأتها تاريخ زاخر يشهد به القاصي والداني،
لقد أسست خنقة سيدي
ناجي على تقوى من الله
وتطورت اقتصاديا وثقافيا
بفضل ما كان لأبنائها من عزم واجتهاد ومثابرة،
حتى أصبحت في وقت ما
منارة أضاءت ما حولها، وعرفت بتونس الصغيرة.
وقبلة أمها الأباعد
فضلا عمن بجوارها، فاستفادوا منها، واستعانوا بأهلها،
واغترفوا من معارفها،
وتخرج منها علماء ذوو شهرة لا تنكر،
لا زالت أسماؤهم خالدة
على مر الزمان.
كما ساهمت خنقة سيدي
ناجي أثناء حرب التحرير الكبرى
بقسط وافر – ولا شكر
على واجب- فكان لها من بين قوافل الشهداء العدد الكبير،
وعانت من ويلات هذه
الحرب الكثير، فبرز منها مجاهدون عديدون،
لهم عند رفقائهم كامل
التقدير والإعجاب، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
ولايزال الصور الذي
يحيط بخنقة سيدي ناجي دليلا ماديا عن المحتشد
الذي عاش بداخله سكانها
والمعانات والقهرالذي عانوا منه طوال فترة الثورة
من قبل المحتلين الفرنسيين
واعوانهم .
ورغم ذلك ساهم السكان
في تقديم الدعم بالرجال والدعم المادي والمعنوي
للثورةالجزائريةالى ان تحقق النصر والاستقلال.
بلدية خنقة سيدي ناجي بعدالاستقلال2011/1962م:
عرفت خنقة سيدي ناجي
منذ الاستقلال جهودا كبيرة لتعميرها من جديد فقد تم توفير ضروريات
الحياة الاساسية وهي الان تتوفر على:
ابتدائية الاخوة هزابرة
ومتوسطة بلمكي محمد وثانوية الشيخ عاشور بن محمد
ودار للشبلاب ومركز
للبريد والمواصلات،ومركز صحي صغير،والهاتف والكهرباء والغاز
الطبيعي .
السيد / العربي الواعر
يزيح الستار عن لوحة
تدشين الغاز الطبيعي
في البرج
يوم 11رجب1430هجرية الموافق
04-07-2009
يوم 11رجب1430هجرية الموافق
04-07-2009
خنقة سيدي ناجي ولاية
بسكرة الجزائر
التنمية الاقتصادية
في خنقة سيدي ناجي
تبقى خنقة سيدي ناجي
بأمس الحاجة إلى مشاريع اقتصادية لتنبض فيها الحياة
من جديد وليخرج شبابها
من دائرة البطالة والآفــات الاجتماعية التي تتربص بهم.
وتدعمت هذه المشاريع
الرامية إلى إحياء خنقة سيدي ناجي
بتدشين وزير المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية:
مصطفى بن بادة لمصنع
الفخار ومصنع الزجاج بالنفخ:
للمستثمر السيد:خبزي عبد المجيد حفظه الله
صور لمصنع الفخار
انتاج الفخار في خنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة الجزائر
مصنع الفخار خنقة سيدي ناجي
***يستحق الزيارة والتشجيع***
بعض معروضات المتحف التاريخي
مئذنة مسجد سيدي المبارك
ليلة 12-12-2016
محراب مسجد سيدي المبارك
ليلة 12-12-2016
خنقة سيدي ناجي2011
البوابة الرئيسية خنقة سيدي ناجي
خنقة سيدي ناجي
***متحف خنقة سيدي ناجي***
***حماية للتراث والمحافظة عليه*** ***يستحق الزيارة والتشجيع***
بعض معروضات المتحف التاريخي
تعرف على المتحف التاريخي بالنواة
القديمة
خنقة سيدي ناجي/ولاية بسكرة/الجزائر
دشن في 15/11/2009
ويعرض بعض مابقي من تراث خنقة
سيدي ناجي عبر التاريخ
ليتعرف عليه السياح الوافدون من كل مكان.
وفي ذلك محافظة وحماية للتراث الوطني.
وقدمت له بلدية خنقة سيدي ناجي كل الاجراءات والتسهيلات للقيام
بهذه المشاريع والتي ساهمت في
تنشيط الحركة السياحية .
وتنشط الجمعية السياحية بخنقة سيدي ناجي والتي يشرف عليها:
دريدي نجيب النشاط السياحي والتعريف بالمعالم التاريخية والطبيعية والدينية
.
ومن خلال هذه المشاريع يرتقب أن يفسح المجال
لتشغيل حوالي50 شابا،ذلك أن قطاع الصناعة التقليدية
أصبح يلعب دورا كبيرا في دعم الإستراتيجية
التي سطرتها الوزا رة في مجال التنمية المحلية
من خلال البرامج الواعدة المعتمدة،
على غرار نظام الإنتاج المحلي لإحداث التنمية المحلية ،
عن طريق تطوير نشاطات الصناعة التقليدية.
ولا تتوقف الجهود الرامية إلى إنعاش الحياة بخنقة سيدي ناجي
عند هذه الحدود، فتبعا لما صرح به:
السيد قاسي حاتم مدير مركز التكوين المهني والتمهين
الكائن بدائرة زريبة الوادي،فإن المنطقة ستستفيد من مشروع:
إنجاز ملحقة للمركز المذكور آنفا رصد لها مبلغ35مليون سنتيم،
إذ يرتقب إنجازها خلال الفترة الممتدة من 2010 - 2013
مما يتيح فرصة الاستفادة من تربصات لأبناء المنطقة في مجال المهن اليدوية
التي تشمل: النسيج، البناء العام، البلاط، الفسيفساء، الطرز على القماش،
اللباس التقليدي وتربية النحل.
أما في مجال استغلال المؤهلات السياحية للمنطقة فان برج السطحة
الذي تعود اثاره الى عهد الأتراك بخنقة سيدي ناجي
سيستفيد من مشروع تأسيس منتجع سياحي،
تشرف عليه وزارة السياحة بالتنسيق مع ولاية بسكرة.
وتبقي هذه المشاريع وغيرها تعطي
لنا الامل في قيام نهضة جديدة
لخنقة سيدي ناجي انظلاقا من النواة القديمة،
التي كانت سببا في قيام خنقة سيدي ناجي الجديدة المعروفة بالبرج.
تبقى خنقة سيدي ناجي معلما مصنفا للتراث الوطني
ينبغي حمايته والمحافظة عليه من الجميع
بمايتميز به من معالم طبيعية واثار عمرانية تاريخية
(مسجد سيدي المبارك رضي الله عنه
والصريا والتي تعود للعهد العثماني )
وهي منطقة للسياحة الروحية
(زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه/الطريقة الرحمانية)
لكل الاخوان والمريدين والصالحين.
***********************************************
الجديد في خنقة سيدي ناجي ***النواة القديمة***
* تم يوم الاربعاء 02 شعبان 1431 هـ الموافق لـ 14/07/2010م
تشغيل الانارة العمومية عبر الطريق الرابط بين البرج وخنقة سيدي ناجي
(النواة القديمة)
*توقف العمل بمصنع الفخار بخنقة سيدي ناجي -النواة القديمة - في جوان2011
بسبب عدم توصيل الغاز الطبيعي للمصنع على بعد حوالي 2كلم
- ومازال مصنع الفخار ومصنع النفخ لصناعة الزجاج متوقفين ونحن في شهرديسمبر 2018 بسبب عدم توصيل الغاز الطبيعي للمصنعين.
مما ادى الى فشل وتوقف المشروعين عن الا نتاج وغلق ابوابهما.
وبقي حل واحد يقترحه صاحب المصنع على البلدية وهو تصنيع الفخار بالمصنع ونقل المنتوج الى الفرن على بعد2كلم بالبرج بخنقة سيدي ناجي حيث يتوفر الغاز الطبيعي
- ومازال مصنع الفخار ومصنع النفخ لصناعة الزجاج متوقفين ونحن في شهرديسمبر 2018 بسبب عدم توصيل الغاز الطبيعي للمصنعين.
مما ادى الى فشل وتوقف المشروعين عن الا نتاج وغلق ابوابهما.
وبقي حل واحد يقترحه صاحب المصنع على البلدية وهو تصنيع الفخار بالمصنع ونقل المنتوج الى الفرن على بعد2كلم بالبرج بخنقة سيدي ناجي حيث يتوفر الغاز الطبيعي
مئذنة مسجد سيدي المبارك
ليلة 12-12-2016
محراب مسجد سيدي المبارك
ليلة 12-12-2016
محراب مسجد سيدي المبارك
في 20-01-2018البوابة الرئيسية خنقة سيدي ناجي
خنقة سيدي ناجي
***زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه***
http://maps.google.com/maps?ll=34.820489,6.702135&spn=0.00137,0.003484&t=h&z=19&lci=com.panoramio.all
من المعالم الطبيعية في خنقة سيدي ناجي
خنقة سيدي ناجي
عرض ملخص يعرف بخنقة سيدي ناجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه
مقدمة:
من المدن الجزائرية ذات التاريخ العريق والمميزات الطبيعية والسياحية مدينة
خنقة سيدي ناجي ( عرفت بمورد النعام . تونس الصغيرة ) .الخنقة اسم جغرافي يعني الفج
أو المضيق بين جبلين ، تقع خنقة سيدي ناجي بالجنوب الشرقي للأوراس على الضفة الشرقية
لوادي العرب وهي إحدى البلديات التابعة لدائرة
زريبة الوادي تبعد عن الدائرة ب25 كلم وتتوسط
ولايتي بسكرة وخنشلة بمسافة 105 كلم (الطريق
الوطني 83 ) يحدها من الشمال بلدية الولجة
ومن الشرق بلدية جلال ومن الجنوب والغرب بلدية زريبة الوادي
ومن الشمال الغربي بلدية كيمل .
تأسســت
بلدية خنقة سيدي ناجي في عام 1946 ويقطنها حاليا حوالي 4000 نسمة.
- كـل من قرأ ما كتبه الرحالون والدارسون عـــن هذه
المنطقة قبل الاحتلال الفرنسي تحن نفسه إلى رؤيتها اليوم للإطلاع على ما بقي من آثارها و تعــــريفا بها هـــذا عرض موجز عــــنها:
نشأتهـا وتأسيسها:
كانت خنقة سيدي ناجي قبل تأسيسها عبارة
عن غابات ونباتات متنوعة من أشجار العـرعار والقصب تحيط بها الجبال من جميع الجهات ويجري بها وادي العرب وعرفت بمورد
النعام ولرؤية رآها سيدي المبارك في المنام طلب منه فيها التوجه إلى هذا المكان فوصلها
مع عدة قبائل ( صدراتة - هزا برة - زهانة - دريد ــ زناته ــ
روقه ـ نهــد)
مع بداية القرن الحادي عشر للهجرة عام
1010 هـ /1602 م وبنى بها زاوية للصلاة لتعليم العلوم ونشر الطريقة الناصرية الشاذلية .
وبعد وفاة سيدي المبارك عام 1031 هـ/1622 م واصل ابنه سيدي احمد بن المبارك تعميرها . وقد ظهرت البلدة في أول صورها على شكل حي صغير يدعى : كرزدة يؤمونها شتاء ويرحلون عنها صيفا.والذي أصبح فيما بعد أحد أحيائها العريقة و الذي هدم إبان الاستعمار الغاشم عدا بعض الآثار التي لازالت إلى يومنا هذا خير شاهد عن ذلك الحي - وقسمت خنقة سيدي ناجي إلى خمسة أحياء وهي: كـرزدة - الســــوق ــ مــوسى ــ صدراتة ــ اللواتة
وبعد وفاة سيدي المبارك عام 1031 هـ/1622 م واصل ابنه سيدي احمد بن المبارك تعميرها . وقد ظهرت البلدة في أول صورها على شكل حي صغير يدعى : كرزدة يؤمونها شتاء ويرحلون عنها صيفا.والذي أصبح فيما بعد أحد أحيائها العريقة و الذي هدم إبان الاستعمار الغاشم عدا بعض الآثار التي لازالت إلى يومنا هذا خير شاهد عن ذلك الحي - وقسمت خنقة سيدي ناجي إلى خمسة أحياء وهي: كـرزدة - الســــوق ــ مــوسى ــ صدراتة ــ اللواتة
وأما حارة الحبس فقد تركــت وقفا على من
قصدها ولــم يجــــد مأوى.
و يعود التقسيم إلى خمسة أحياء تيمنا و
تبركا بأركان الإسلام الخمسة
حيث يوجد بها خمسـة احياء وكل حي به بابان
يغـلقان ليلا ,بهما حـراس يعملون بالتناوب وبها خمســـــة سواقي وبها خمســـة مساجد
وكان أباء سيد ي المبارك يسكنون الأندلس
في عهد الخلفاء الأمويين وبعد سقوط غرناطة هاجرو نحو تونس حيث عاش جد الأسرة سيدي ناجي
الأكبر وابنه سيدي قاسم فالتف حولهما العديد
من الأتباع والموردين وكان سيدي ناجي الأكبر من أولياء الله الصالحين وهو مدفون في
ضريح بساحة الخيل بتونس العاصمة ،وهكذا انتقلت الولاية إلى سيدي لمبارك الذي تنقل عبر بلاد
المغرب الى ان استقر به المقام في خنقة سيدي ناجي مع أتباعه .
-
أسبـاب تأسيسهـــا :
من المسلم به أن جل الحضارات أقيمت على ضفاف الأودية والأنهار
و لهذه الأسباب قصد سيدي المبارك هذه المنطقة التي
تدعى مورد النعام و لسان حاله يردد قوله تعالى : ( ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غيرذي زرع عند
بيتك المحرم ، ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) سورة إبراهيم الآية : 37 .وفي القرن الحادي الهجري حل سيدي المبارك
بالمنطقة وجعـــل منها مركزا العلم و المعرفة فبلغت مبلغ قل ما وصلت إليه أي منطقة
في تلك الحقبة .وقد عمرت خنقة سيدي في الأول من سبع فرق على التوالي (صدراتة - هزا
برة - زهانة - دريد ــ زناته ــ روقه ـ نهـد ) وقد واجهت تلك القبائل عدة صراعات و
ضغوطات من القبائل المجاورة رغم ذلك واصل سيدي المبارك العمران والنشاط وأول ما بني كما آنفا هو الزاوية و قام مع أتباعه
بغرس أشجار النخيل منها و سميت المنطقة بخنقه سيدي ناجي من طرف سيدي المبارك ناسبا
إليها تبركا إلى جده سيدي ناجي الأكبر دفين ساحة الخيل بتونس العاصمة بدلا من اسم مورد النعام.
وقد أنجب سيدي المبارك أربعة 04 أبناء وهم :( احمد .التواتي . محمد . وعبد الحفيظ
) وبعد وفاته حملت الزاوية اسم مسجد سيدي المبارك الذي عرف
التجديد الأول سنة 1147 هـ
/1134 على يد الولي الصالح سيدي محمد بن محمد الطيب وتم توسيعه للمرة الثانية عام 1171 هـ
/1758 م على يد الشيخ احمد بن ناصر بن محمد بن الطيب.
نظام الأمن :
كانت البلدة محاطة بسور له بابان يغـلقان ليلا ,بهما حـراس يعملون بالتناوب
، والسوار مازال قائما إلى اليوم ، كـما أحيط كل حي من الأحياء الخمسة بســور له بابان
كذلك .
-اشتهرت خنقة سيدي ناجي بالمدرسة الناصرية وكانت مصدر إشعاع يؤمها طلاب العلم من كــل ناحية و بنيت عام 1171 هـ/ 1758 م على يد الشيخ احمد بن ناصر بن محمد بن الطيب وهي مركزا للإشعاع العلم الشرعي وبها 15 غرفة صغيرة لطلاب العلم من البلدة وخارجها وكان بها نظام الداخلي حيث كان إطعام الطلبة الوافدين على حساب القائمين على مسجد سيدي المبارك وقد ساهمت هذه المدرسة في نشر العلوم الشرعية واللغوية فانتشر حفاظ القران والسنة النبوية والفقهاء وتخرج منها العديد من العلماء تابع بعضهم دراستهم في جامع الزيتونة بتونس والجامع الأزهر
-قام سيدي أحمد بن الناصربن محمد بن الطيب ببناء برج السطحة المطل على البلدة لحمايتها من الاخطاربداية من 12رمضان 1174هـ وتم الانجاز في 10جمادى الاول 1175هـ بتكلفة 10000دراهم ، ويتكون من دار و12غرفة يحيط بها سور به أربعة ابراج للحراسة.
الوثيقة التاريخية التالية:
ترجمة وثيقة تاريخ بناء برج السطحة بخنقة سيدي ناجي
سنة 1174هجرية علي يد السيداحمد بن ناصر رحمه الله.من ماله الخالص المقدر بعشرة الاف درهم..................
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : ترجمة الوثيقة داخل الإطار كالأتي : وفي هذه السنة نفسها يوم الأحد المبارك الثاني عشرخلت من رمضان المفضل من عام 1174 التاريخ إفتتحنا في بناين القصر المبارك الذي جعله الله على يدنا فوق بلدنا الخنقة عمرها الله بالتقوى وصرف عنها كل بلوى ءامين ، قاصدين به حرصا إلى البلاد وقمعا إلى الحساد ومكيدنا إلى أهل الفساد بحق من بعث رحمة للعباد ، شرعنا فيه متوكلين على الله تعالى ونسأله جل وعلى المدد الرباني والعون الصمداني إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، فمكثنا في بنيان هذا القصر المبارك نحو ثمانية أشهر ،وكان تمام صوره ودارَ سكنا والإثنا عشر بيتا الذي مع الصور وسقيفة الباب والأبراج الأربعة الذي في مناكب الصور ثم بحول الله وقوته ووافق تمامه عاشر يوم من جمادي الأول سنة 1175 خمسة وسبعين مائة وألف والحمد لله على ذلك ، وأما مصروفه وجميع مخروجه الذي جعله الله على يد الشيخ أحمد بن الناصربن محمد بن الطيب مايزيد على عشرة آلاف دراهم تقريا من غير مؤونة ولو تتبعنا ذلك لكان أكثر من ذلك أضعافا مضاعفة ، اللهم اجعله مباركا علينا وعلى أهل بلدنا واجعله سعيا مشكورا بين يديك ياأرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين ...هذا أهم شطر يتحدث عن القصر وبنائه وتاريخ البناء ومصروفه وهندسة القصر ومحتواه والغرض من بنائه ومن قام بذلك ... ...ترجمة بولعراس يوسف بن محمد الصالح .
-اشتهرت خنقة سيدي ناجي بالمدرسة الناصرية وكانت مصدر إشعاع يؤمها طلاب العلم من كــل ناحية و بنيت عام 1171 هـ/ 1758 م على يد الشيخ احمد بن ناصر بن محمد بن الطيب وهي مركزا للإشعاع العلم الشرعي وبها 15 غرفة صغيرة لطلاب العلم من البلدة وخارجها وكان بها نظام الداخلي حيث كان إطعام الطلبة الوافدين على حساب القائمين على مسجد سيدي المبارك وقد ساهمت هذه المدرسة في نشر العلوم الشرعية واللغوية فانتشر حفاظ القران والسنة النبوية والفقهاء وتخرج منها العديد من العلماء تابع بعضهم دراستهم في جامع الزيتونة بتونس والجامع الأزهر
-قام سيدي أحمد بن الناصربن محمد بن الطيب ببناء برج السطحة المطل على البلدة لحمايتها من الاخطاربداية من 12رمضان 1174هـ وتم الانجاز في 10جمادى الاول 1175هـ بتكلفة 10000دراهم ، ويتكون من دار و12غرفة يحيط بها سور به أربعة ابراج للحراسة.
الوثيقة التاريخية التالية:
ترجمة وثيقة تاريخ بناء برج السطحة بخنقة سيدي ناجي
سنة 1174هجرية علي يد السيداحمد بن ناصر رحمه الله.من ماله الخالص المقدر بعشرة الاف درهم..................
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : ترجمة الوثيقة داخل الإطار كالأتي : وفي هذه السنة نفسها يوم الأحد المبارك الثاني عشرخلت من رمضان المفضل من عام 1174 التاريخ إفتتحنا في بناين القصر المبارك الذي جعله الله على يدنا فوق بلدنا الخنقة عمرها الله بالتقوى وصرف عنها كل بلوى ءامين ، قاصدين به حرصا إلى البلاد وقمعا إلى الحساد ومكيدنا إلى أهل الفساد بحق من بعث رحمة للعباد ، شرعنا فيه متوكلين على الله تعالى ونسأله جل وعلى المدد الرباني والعون الصمداني إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، فمكثنا في بنيان هذا القصر المبارك نحو ثمانية أشهر ،وكان تمام صوره ودارَ سكنا والإثنا عشر بيتا الذي مع الصور وسقيفة الباب والأبراج الأربعة الذي في مناكب الصور ثم بحول الله وقوته ووافق تمامه عاشر يوم من جمادي الأول سنة 1175 خمسة وسبعين مائة وألف والحمد لله على ذلك ، وأما مصروفه وجميع مخروجه الذي جعله الله على يد الشيخ أحمد بن الناصربن محمد بن الطيب مايزيد على عشرة آلاف دراهم تقريا من غير مؤونة ولو تتبعنا ذلك لكان أكثر من ذلك أضعافا مضاعفة ، اللهم اجعله مباركا علينا وعلى أهل بلدنا واجعله سعيا مشكورا بين يديك ياأرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين ...هذا أهم شطر يتحدث عن القصر وبنائه وتاريخ البناء ومصروفه وهندسة القصر ومحتواه والغرض من بنائه ومن قام بذلك ... ...ترجمة بولعراس يوسف بن محمد الصالح .
كفاح أبناء البلدة أثناء الثورة التحريرية
كان سكان هذه البلدة يعيشون في وضعية جد صعبة كغيرها من البلاد
المجاورة وتحت سلطة المستعمر فقدر محتوم
لا مجال لتغييره ، بدأت الحركة الوطنية تجمع حولها البعض من الشباب الخنـقي فاشتركوا
فـــــي الأحزاب المناهضة للسياسة العامة لفرنسا في الجزائر فكونت خلايا لحركةانتصار
الحريات الديمقراطية وبدأت في جبال الأوراس
والى حدود البلدة انتفاضات الثائرين على الأوضاع كانت فرنسا تطلق عليه( المنافقين)
مثل
ماقام به المجاهد الشهيد قرين بلقاسم من
تمرد على المستعمر واستمر كذلك الى اندلعت الثورة فانضم إليها ومات شهيدا رحمه الله وكان من آثار ثورة قرين ورفاقه شاهدو أهل البلدة في الخمسينات بعض الفرق العسكرية
من سنغال وفرنسيين يتنقلون في دوريات وطلعات
للجبال المجاورة ثم استقدمت فرقة من المغاربة كان اسمهم : (القوم) فأقاموا في منازل الشاغرة حي صدراتة .
وفي ليلة أول نوفمبر 1954 سمــــع أهل البلدة
كغيرهم بالحوادث التي وقعت بهذا اليوم وعلى الخصوص مدن الأوراس... ،ولم يمر أسبوع حتى
بدأت الجيوش تنتشر هنا وهناك وتشدد من أحكامها على البلدة وبدأت نار الثورة على المستعمر
هنا وهناك واستحدث مكتب عسكري بالبلدة للاستنطاق في أول شهر للثورة كان قسما
مدرسيا يدعى مقر المحكمة سابقا يستنطق فيه المشتبه من البلدة أو القادمون من القرى
المجاورة ليتم التسليط عليهم بأنواع التعذيب من ضرب وتعريضهم للتيار كهربائي - تأثر
أهل البلدة بما أصبحوا يرونه من أمور مستجدة يقوم بها العسكر يوميا فتحرك الشعور بالوطنية
في نفوسهم وتطلع الشباب للالتحاق بصفوف المجاهدين أو العمل على مساندهم بكل الطرق حتى بدا الشباب الخنقي يلتحقون بإخوانهم المجاهدين رحم الله الشهداء والذي عددهم اكثرمن 52 شهيد المجد والخلود لشهدائنا وكذا المجاهدين
الأحرار
اقتصادها :
كانت آنذاك الفلاحة هي أهم المصادر لجلب القوات و الرزق و خاصة منتوج التمر
المعروف بالتمر الذهبي العلكي ، و كذا الحبوب من قمح و شعير ، حيث كانت تلك المنتوجات
تلقى رواجا كبيرا في السوق المحلي للبلدة الذي يؤمه التجار من أنحاء القطر و كذا من
الدول المجاورة
أما عن الحرف فقد ظهرت بكثرة منها : الصياغة
حيث كانت تمتهن من طرف عائلة بوغد يري و كذلك الحدادة و الحياكة و الصيد له أين اشتهرت
عائلة قوبع التي استخدمت الأعشاب الطبية في تحضير جل الأدوية النافعة وهذا حسب الطرق
التي انتهجتها عباقرة الطب المسلمين ( ابن سيناء الرازي ) كما اشتهرت صناعة العطور على عدة أنواع ، إضافـة
إلـى ذلــك فقـد ظهرت حركة رياضية : سباق الخيل ــ الصيد ــ السباحة ــ الرماية
...
- اشهر العلماء
- اشهر العلماء
* علماء الدين
- الشيخ سيدي المكي بن الصديق بلمكي شارح سيدي خليل وحكم سيدي عبد الحفيظ
- الشيخ سيدي المكي بن الصديق بلمكي شارح سيدي خليل وحكم سيدي عبد الحفيظ
- الأمين بلمكي الذي قد جمع علوم الدين والأدب
- محمد المدني بن المكي بن الصديق الذي اقترح تسمية(البصائر )
على الإمام عبد الحميد بن باديس
- محمد زروق بلمكي الذي
جمع علوم الدين والكيمياء والفلك والأدب وكان
مفتيا بمسجد سيدي مبارك بصفة رسمية
القضـــــاة
- الشيــخ محمد الطيب بن أمحمد الحاج بن حسين الخنقي الذي
كان قاضيا بأولاد جلال .
- الشيخ عــمراني مسعود الذي كان قاضيا
بوادي سوف.
- الشيخ محمد بن إبراهيم مكي الذي كان قاضيا بسيدي عقبة.
الأدبـــــــاء
- الشيخ صالح تومي الذي كان عالما في
الأدب و العلوم الدينية.
- الشيخ عاشور كليبي الذي كان بحرا
واسعا في اللغة وشاعر
و كاتبا ومفسرا للقرآن.
- الشــــيخ ع المجيد بن حسين وهو من
اقترح تسمية (الشهاب )
على الإمام عبد الحميد بن باديس
- الشيخ العربي التبسي كان بحــرا في اللغة و الشعر و الفقه.
- الأستاذ الشاعر مكي الجنيدي الذي كان محاميا بمدينة عنابه.
* الأستاذ الشاذلي مكي الذي كان يمثل
الجزائر في الدول العربية
وهو ثالث من صمم العلم الوطني الجزائري
- علماء
في الطب
- قوبع عمارة الذي بلغ درجة كبيرة في
الطب .
- الشهيد محمود قوبع الذي كان طبيبا لجيش ت الوطني أثناء الثورة.
- أ ما في الرياضيات فنذكر سيدي عبد
الله بن عبد الواحد الذي جمع علوما عديدة و خاصة علوم الرياضيات و الهندسة , وهو الذي
بث في قضية المياه المتنازع عليها آنذاك بين أهالي عاصمة الزيبان بسكرة فرضوا بحكمه
بعد خصام طويل.
-
علماء الفلك
- السيد حسين بن ناصر احد حكام البلدة
الذي كان يجمع بين الفلك و الطب و علوم الدين .
-
الشيخ الازهاري بن سيدي عبد الحفيظ الذي كان أيضا شيخ في الطريقة الرحمانية.وعلى
العموم فان المدرسة الناصرية كانت مركز إشعاع على مستوى عمالة قسنطينة آنذاك .فقد كان
يقصده الطلاب من كل حدب و صوب للاستفادة من العلوم على مختلف أنواعها وخاصة العلوم
الدينية
وحفظ القرآن ، كما انه كان يعتبر رمز لوحدة المغرب
العربي الكبير ،
فالطريقة الناصرية أتى بها سيدي المبارك
من المغرب الأقصى و أما المسجد فقد بني على منوال جامع الزيتونة.كما ساهم بكل حيوية
في الثورة التحريرية إذ أن بعض العلماء الذين تخرجوا من المدرسة الناصرية قاموا بتوعية
أهاليهم للقيام بالثورة ضد الاستعمار الفرنسي.وزيادة على مسجد سيدي المبارك هناك عدد
من المساجد القديمة مثل زاوية الشيخ عبد الحفيظ الو نجلي ناشر الطريقة الرحمانية في
القرن الثالث عشر 13 هـ
ومسجد السوق الذي تم بناؤه خلال القرن
18 م ونظرا لمكانة البلدة في العهود العابرة فقد تغنى بها عدد من الشعراء ورثوا لحالها
في الأزمنة الحديثة مثل الشيخ خليفة بن حسن القماري فقيه الصحراء الذي أفتى بتغريم
السارق بالقيافة (الحرة) و أنكر عليه ذلك علماء البلدة فأرسل لهم قصيدة منشورة
في عدة كتب منها ((الصروف)) للشيخ إبراهيم
الحوا صل و منها قوله:
سلام له في الصالحات أصــــول يوافــــيه من عندي سلام وصول
إلى الشرح الا ثبات من آل خنقة لهــم في الدور الواقعات نقــــول
رؤوس سداد صالــــحون أجــلة شمــوس رشـاد مالهن أفـــــــــول
مقاومة الشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي رضي الله عنه
بعـد الحملة الواسعة التي قام بها الشيخ
عبد الحفيظ الخنقي بمساعدة احمد بلحاج خليفة الأمير عبد القادر و التي حرص فيها سكان
سيدي عقبة و الجهات المحاذية لسفح الأوراس الجنوبي و مؤيدي الطريقة الرحمانية في الخروج
للجهاد و المقاومة
وفي يوم 14سبتمبر 1849 خرج الشيخ عبد الحفيظ الخنقي واحمـــــد بلحاج على رأس
المقاومين من خنقة سيدي ناجي و ليانة والتقــيا مع الشيخ الصادق بن الحاج قادما من
احمر خـدو و معه حوالي 700 فارسا و مقاتل و انضم المقاومون مع بعضهما البعض تحت قـيادة
الشيخ عبد الحفيظ الو نجلي و تحركت هذه القوة التي بلغ عددها حوالي 5 آلاف مقاتل متجهين
إلى مدينة بسكرة و عندما بلغ الخبر القائد العسكــــري الفرنسي ببسكرة الرائد"سان
جرمان " تحرك بقواته للتصدي قبل وصولهــــــم إلى المدينة حيث تمركزت القوتان
على حافة وادي براز " نواحي سريانه."
و في يوم 17 سبتمبر 1849 صباحا بدأت المعركة
الحامية دامت يوما كاملا اشتد فيها القتال و تم القضاء على القائد الفرنسي " سان
جرمان" الذي نقل جثمانه إلى مدينة بسكرة و ابنه الجنرال كانروير توعد بالانتقام
له فيما فضل المجاهدون الانسحاب من الميدان بسبب قلة التنظيم و التمركز و في يوم 4
نوفمبر 1849 اجتمع الشيخ عبد الحفيظ الخنقي و الشيخ الصادق بلحاج و محمد الصغير بن احمد بلحاج و قرروا مواصلة
المقاومة و تكوين جيش قوي للتوجه به مرة
أخرى إلى مدينة بسكرة في
محاولة استردادها غير أن هذا القرار لم
ينفذ بسبب علمهم بوصول نجدات
سريعة بقيادة كل من العقيد كرئبيسا و العقيد
هيربون لتعزيز مركز بسكرة
لكن ذلك لم يمنع الشيخ عبد الحفيظ الخنقي من الاستمرار في مقاومة المستعمر بمختلف
الوسائل إلى غاية استشهاده سنة 1850 م تاركا
عدة مؤلفات منها : التعريف بالإنسان الكامل - الجواهر المكنونة و العلوم المصونة -
سر التفكير في أهل التذكير - غاية البداية في حكم النهاية .
خنقة سيدي ناجي حاليا بها
مدرستين ابتدائيتين باسماء الشهداء
:
الاولى بسم البطل :محمد الصالح بلعباس
والثانية بسم :الاخوة هزابرة
ومتوسطة سميت بسم: الشهيد محمد بلمكي
وكذا ثانوية سميت: بسم :الشيخ عاشور بن
محمد
وبها دار للشباب
وبها أيضا مصنع الفخار وكذا مصنع نفخ الزجاج ومتحف تاريخي
للمستثمرالسيد: خبزي عبد المجيد حفظه الله
وتعتبر خنقة سيدي ناجي من البلديات ذات المعالم السياحية :
تراثية - دينية - تقليدية - سياحة
طبيعية
*** منقول *** من إعداد : محمد رواقـد ROUAGUED
*************************************
تعرف على خنقة سيدي ناجي عبر قوقل ايرث :
خنقة سيدي ناجي - النواة القديمة -2016
مدخل خنقة سيدي ناجي 2016
12-12-2016
2016
الرحبة - خنقة سيدي ناجي
2016
السبيل : مجلة التاريخ والاثار والعمارة المغاربية العدد 1- 2016
التواصل بين إيالتي تونس والجزائر:
وقف علي باي الحسيني على زاوية سيدي عبد الحفيظ بخنقة سيدي ناجي (1774)
وقف علي باي الحسيني على زاوية سيدي عبد الحفيظ بخنقة سيدي ناجي (1774)
أحمد السعداوي(*)
الملخص ↑ |
في
هذه الورقة توصلنا إلى عدة استنتاجات منها أن خنقة سيدي ناجي كانت تسمي في
بدايتها بمورد النعام، وخلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، أي مدّة
طويلة بعد تأسيسها، أخذت اسمها الحالي من اسم الزاوية. وكانت الخنقة خلال
القرنين السابع والثامن عشر إمارة شبه مستقلة، ويمتلك شيخ الزاوية سلطة
سياسية وجبائية، إلى جانب السلطة الدينية والمعنوية، تتجاوز البلدة لتشمل
منطقة تكون أحيانا شاسعة من بلاد الزاب والصحراء، وهو يتصرف مثل الأمير
ويمتلك قصر، يسمى السريا، لا يقل أبهة عن القصور الملكية. هذه البلدة كانت
لها علاقة وطيدة بمدينة تونس منذ نشأتها وإلى فترة قريبة. ذلك أن الشيخ
المؤسس كان تونسي الأصل وكانت للبلدة وشيوخها علاقات متواصلة بحكام تونس
خلال عصر الدايات وفترة حكم البايات المراديين والحسينيين. وكان شيوخ زاوية
الخنقة يمتلكون الأراضي والدور بتونس، ويستقبلون عند قدومهم إليها استقبال
الأمراء. وما الوقف الذي أنشأه علي باي على زاوية سيدي عبد الحفيظ إلا
دليل آخر على العلاقة الحميمية التي تجمع بين المدينتين. ويتجلى هذه
التقارب بقوة في مجال العمارة والفنون، وأشار قوستاف مارسيي Gustave Mercier أن
الخنقة تشبه في عمارتها المدن التونسية، بل نجد بها بعض القطع الفنية التي
تعتبر من أجمل ما أنتج الفن التونسي في العصر الحديث. لذلك لا نستغرب أن
تحمل البلدة من ضمن تسمياتها اسم « تونس الصغيرة ».
الكلمات المفاتيح ↑ |
وقف، خنقة سيدي ناجي، تونس الصغيرة، الزاوية الناصرية، سيدي مبارك، سيدي عبد الحفيظ
الفهرس: ↑ |
المقدمة
ملحق عدد 1 : نص وقفية علي باي على زاوية سيدي عبد الحفيظ بن الطيب الكائنة بخنقة أولاد سيدي ناجي
ملحق عدد 2 : مقتطافات من الأرسيف الوطني التونسي – دفتر عدد 2306 : نسخ لرسوم الأوقاف التي حبسها علي باشا باي ابن حسين باي
ملحق عدد 1 : نص وقفية علي باي على زاوية سيدي عبد الحفيظ بن الطيب الكائنة بخنقة أولاد سيدي ناجي
ملحق عدد 2 : مقتطافات من الأرسيف الوطني التونسي – دفتر عدد 2306 : نسخ لرسوم الأوقاف التي حبسها علي باشا باي ابن حسين باي
المقال: حمل ↑ |
المقدمة
خلال دراستنا لمنشآت علي باي (1759-1782) المعمارية بمدينة تونس اعترضتنا وقفية تتعلق بزاوية سيدي عبد الحفيظ الكائنة بخنقة أولاد سيدي ناجي مسجلة بدفتر بالأرشيف الوطني التونسي دونت فيه رسوم أوقاف الباي على مؤسسات دينية وخيرية عديدة (1) . تثير هذه الوثيقة عديد الاستفهامات، منها التساؤل عن دوافع اهتمام الباي بهذه البلدة البعيدة التي توجد في عمق صحراء قسنطينة ؟ لماذا لا تشير الوثيقة أصلا إلى أن الواحة توجد خارج حدود الإيالة ؟ لماذا خصّ التحبيس زاوية سيدي عبد الحفيظ وليس الزاوية الأم التي بها ضريح سيدي مبارك مؤسس الخنقة ؟ سنحاول في هذه الورقة الاجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، وذلك بإدراج الوثيقة في سياق العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط خنقة أولاد سيدي ناجي بتونس.
خلال دراستنا لمنشآت علي باي (1759-1782) المعمارية بمدينة تونس اعترضتنا وقفية تتعلق بزاوية سيدي عبد الحفيظ الكائنة بخنقة أولاد سيدي ناجي مسجلة بدفتر بالأرشيف الوطني التونسي دونت فيه رسوم أوقاف الباي على مؤسسات دينية وخيرية عديدة (1) . تثير هذه الوثيقة عديد الاستفهامات، منها التساؤل عن دوافع اهتمام الباي بهذه البلدة البعيدة التي توجد في عمق صحراء قسنطينة ؟ لماذا لا تشير الوثيقة أصلا إلى أن الواحة توجد خارج حدود الإيالة ؟ لماذا خصّ التحبيس زاوية سيدي عبد الحفيظ وليس الزاوية الأم التي بها ضريح سيدي مبارك مؤسس الخنقة ؟ سنحاول في هذه الورقة الاجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، وذلك بإدراج الوثيقة في سياق العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط خنقة أولاد سيدي ناجي بتونس.
1. خنقة سيدي ناجي
ورد
في الوثيقة أن علي باي حبس على زاوية سيدي عبد الحفيظ أرضا سقوية كائنة
بولجة سيدي عبد الله بن موسى بخنقة سيدي ناجي محاذية للبلد، « تسقى
بالساقية ومأمونة السقي ». وتشمل الأرض المحبسة أربع قطع، تسميها الوثيقة
حبال، وقع تحديد مكانها، ابتاعها الباي بثمن قدره 250 ريالا « من الفضة
كبيرة من ضرب الكفرة »، من محمد بن عبد الرحمان اليملولي النابتي من أولاد
نابت بن عبيد ومن بلقاسم بن الطاهر من أولاد سيدي عبد الله بن موسى. ناب في
شراء الأرض من أصحابها وكيل الباي بالخنقة الشيخ أبو عبد الله محمد بن
ناجي بن الطيب الناجي الخنقي وذلك حسب رسم مؤرخ بـ20 شوّال 1187/3 جانفي
1774، شهوده مجموعة من فقهاء البلد. ثمّ حبس الباي في مرحلة ثانية، بعد أن
أقرّ قاضي باردو بصحة عقد البيع معتمدا في ذلك على شهادة الفقيهين أحمد بن
زروق بن بركات الخنقي وأحمد بن بلقاسم بن عبد الحفيظ الخنقي أيضا، جميع
العقار المحدود المذكور بحقوقه وعامة منافعه وما عدّ منه، ونسب في القديم
والحديث إليه، وسواقيه ومساقيه، على زاوية الشيخ الولي سيدي عبد الحفيظ بن
الطيب التي بها ضريحه، الكائنة بالمكان المذكور. يصرف ما يتحصل من ريع
العقار المذكور على الزاوية المذكورة ومسجدها من رمّ وبناء ومرتب إمام
ومؤذن وطعام من يكون قاطنا به من الغرباء المتجولين، وغير ذلك مما يستحقه
المسجد المذكور من جميع مصالحه وسائر الضروريات اللازمة له. ويعود تاريخ
التحبيس إلى أواخر ذي القعدة 1187/10 فيفري 1774، أي أن إنشاء الوقف تمّ
بعد تاريخ الشراء بشهر وبضعة الأيام. نستطيع أن نستنتج من هذه الوثيقة
معلومات هامة عن تاريخ واحة خنقة سيدي ناجي وعن العلاقة الخاصة التي كانت
تربط البلد وشيوخ الزاوية بالسلط التي تحكم تونس خلال الفترة العثمانية.
وتعني
« الخنقة »الفج أوالمضيق بين جبلين، وفعلا تقع خنقة سيدي ناجي في منخفض
حيث يمرّ وادي العرب الذي ينزل من جبل ششار ويشق الجبل في مستوى البلدة.
توجد الواحة بالزاب الشرقي، جنوب شرقي الأوراس، وهي تبعد 110 كلم عن بسكرة
و120 كلم عن خنشلة وتقابل جغرافيا قفصة. يصفها الورثيلاني في رحلته كما
يلي: « والخنقة قرية مباركة طيبة ذات نخل وأشجار وسط واد بين جبلين، وقد
قيل أنها تشبه مكة في وضعها وفي البركة »(2).
وهذه البلدة حديثة تعود إلى العصر العثماني أسسها زاوية وحاضرة علمية، عام
1011/1602،الشيخ المبارك بن قاسم، المتوفى عام 1031/1622، وسمى الزاوية
على اسم جده سيدي ناجي تبركا به.
من هو سيدي عبد الحفيظ ولماذا خصّ علي باي زاويته بالوقف؟
يذكر محمد الأخضر بن محمد بن حسين بن محمد الطيب، وهو من أعقاب سيدي مبارك، في رسالة دوّن فيها تاريخ عائلة سيدي ناجي (3)، أن محمد الطيب بن أحمد بن مبارك، حفيد مؤسس الخنقة، توفي عام 1107/1695 وترك ابنين عبد الحفيظ ومحمد. خلف محمد والده في مشيخة الزاوية، وأما عبد الحفيظ فتحول إلى المكان المسمى طويبية أحمد، أعلى الخنقة وأحياه بالزراعات وغراسة الأشجار والنخيل، واستقر به وترك به ذريته، وكان وليّا صالحا ذائع الصيت في كامل بلاد الأوراس والصحراء.
أخذ الشيخ عبد الحفيظ الطريقة الناصرية الشاذلية عن الإمام اللغوي النحوي الشيخ أحمد بناصر الدرعي شيخ الزاوية الأم بتمكورت (درعة)، والمتوفى عام 1129/1717(4)، وصاحب الرحلة الناصرية. يبدو أن الشيخ أحمد بناصر الدرعي كان أول من نشر الطريقة الناصرية في الخنقة عند مروره بها في طريقه إلى الحجّ، لقّن شيخ زاوية سيدي ناجي محمد بن محمد الطيب مبادئ الطريقة، وأصبحت الزاوية تتبع الطريقة الناصرية، كذلك لقّن سيدي عبد الحفيظ أورادها وأذكارها، وأصبحت زاويته هي الأخرى تتبع زاوية درعة. ذكر الورثيلاني، الذي زار الخنقة في شهر رجب من سنة 1179/ ديسمبر1765، أنه لم يدرك الولي الصالح الشيخ عبد الحفيظ الذي توفي شهرين قبل مروره بالبلدة، لذلك لم يأخذ مبادئ الطريقة الناصرية وعلم النحو عنه مباشرة وإنما أدرك « الذي أخذ طريقه وهو سيدي بركات وإخوانه وأولاده وسيدي السعيد ومدرس المسجد وغيرهم من طلبة العلم وفضلاء الوقت »(5). باعتماد روايتي مؤرخ الخنقة والورثيلاني يكون الشيخ عبد الحفيظ ولد في الثلث الأخير من القرن السابع عشر، بما أن أباه توفي عام 1695، و توفي في خريف 1765.
من هو سيدي عبد الحفيظ ولماذا خصّ علي باي زاويته بالوقف؟
يذكر محمد الأخضر بن محمد بن حسين بن محمد الطيب، وهو من أعقاب سيدي مبارك، في رسالة دوّن فيها تاريخ عائلة سيدي ناجي (3)، أن محمد الطيب بن أحمد بن مبارك، حفيد مؤسس الخنقة، توفي عام 1107/1695 وترك ابنين عبد الحفيظ ومحمد. خلف محمد والده في مشيخة الزاوية، وأما عبد الحفيظ فتحول إلى المكان المسمى طويبية أحمد، أعلى الخنقة وأحياه بالزراعات وغراسة الأشجار والنخيل، واستقر به وترك به ذريته، وكان وليّا صالحا ذائع الصيت في كامل بلاد الأوراس والصحراء.
أخذ الشيخ عبد الحفيظ الطريقة الناصرية الشاذلية عن الإمام اللغوي النحوي الشيخ أحمد بناصر الدرعي شيخ الزاوية الأم بتمكورت (درعة)، والمتوفى عام 1129/1717(4)، وصاحب الرحلة الناصرية. يبدو أن الشيخ أحمد بناصر الدرعي كان أول من نشر الطريقة الناصرية في الخنقة عند مروره بها في طريقه إلى الحجّ، لقّن شيخ زاوية سيدي ناجي محمد بن محمد الطيب مبادئ الطريقة، وأصبحت الزاوية تتبع الطريقة الناصرية، كذلك لقّن سيدي عبد الحفيظ أورادها وأذكارها، وأصبحت زاويته هي الأخرى تتبع زاوية درعة. ذكر الورثيلاني، الذي زار الخنقة في شهر رجب من سنة 1179/ ديسمبر1765، أنه لم يدرك الولي الصالح الشيخ عبد الحفيظ الذي توفي شهرين قبل مروره بالبلدة، لذلك لم يأخذ مبادئ الطريقة الناصرية وعلم النحو عنه مباشرة وإنما أدرك « الذي أخذ طريقه وهو سيدي بركات وإخوانه وأولاده وسيدي السعيد ومدرس المسجد وغيرهم من طلبة العلم وفضلاء الوقت »(5). باعتماد روايتي مؤرخ الخنقة والورثيلاني يكون الشيخ عبد الحفيظ ولد في الثلث الأخير من القرن السابع عشر، بما أن أباه توفي عام 1695، و توفي في خريف 1765.
2. الخنقة: تعني الفج أو المضيق بين جبلين
أفرد
علي باي زاوية الشيخ عبد الحفيظ بتحبيسه وذلك نظرا إلى العلاقة المتميزة
التي تربطه بالشيخ، وترجع جذور هذه العلاقة إلى فترة الصراع على السلطة
داخل العائلة الحسينية، ذلك أنه إثر استيلاء علي باشا (1740-1756) على
الحكم وقتل حسين باي وفرار ابنائه إلى إيالة الجزائر وقضائهم سنوات عديدة
في الغربة بعيدا عن البلاد، خلال فترة التّغرّب هذه مكث محمد الابن الأكبر
لحسين بن علي في ضواحي الجزائر في دار أطلق عليها اسم باردو، وأما علي
الابن الثاني فبقي بقسنطينة وتنقل في صحرائها في أحياء العرب كما ذكر مؤرخه
حمودة بن عبد العزيز، وخلد الشاعر محمد الورغي سنوات التشرد و الترحال هذه
في قصيدة طويلة ألقاها أمام الباي نذكر منها :
تذكر
المصار التونسية أن علي باي، وخلال فترة التجوال هذه أقام مدة في الخنقة،
ويضيف محمد الأخضر مؤرخ البلدة أن الأمير التونسي أقام سبعين يوما في ضيافة
الزاوية وشيخها أحمد بناصر(6).
والتقى خلال هذه الاقامة بالشيخ عبد الحفيظ وأخذ عنه الطريقة الناصرية
الشاذلية. ويتفق هذا مع ما ذكره حمودة بن عبد العزيز في تاريخه : « فقد أخذ
ورد الامام العلامة سيدي أحمد بن ناصر الدرعي عن الشيخ سيدي عبد الحفيظ
الخنقي، وهو يرويه عن صاحبه سيدي أحمد بن ناصر رحمه الله تعالى. وقد أجازه
الشيخ سيدي عبد الحفيظ عن سيدي أحمد بن ناصر بسنده المعروف في الطريقة »(7).
وأورد المؤرخ نفسه أن يوسف بن محمد بن محمد بن ناصر ابن أخي سيدي أحمد
القائم مقامه خلال التاريخ، أي تولي مشيخة الزاوية الناصرية الدرعية، قد
جدّد الإجازة وكتبها في وثيقة بعثها إلى الباي بتاريخ 24 صفر 1187/16 ماي
1773(8).
ولا شك في أن التحبيس الذي جاء أقل من سنة بعد ورود الوثيقة، مرتبط بهذه
الإجازة التي تؤكد من جديد انتماء الباي إلى الطريقة الناصرية وتعلقه
بمختلف فروعها وخاصة فرع الخنقة حيث تلقن مبادئ الطريقة وحفظ أورادها.
وتكمن وراء هذه العلاقة الخاصة الأسباب التي دعت الباي إلى أن يخصّ زاوية
سيدي عبد الحفيظ بوقفه.
توجد اليوم زاوية سيدي عبد الحفيظ بالخنقة، وهي تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الزاوية الكبرى التي نجد بها ضريح سيدي مبارك بن قاسم مؤسس الخنقة والمدرسة الناصرية التي أسسها أحمد بن ناصر، وكانت قبلة لطلبة وادي سوف والأوراس وقسنطينة وعنابة. على أن عمارة الزاوية التي تحمل اليوم اسم سيدي عبد الحفيظ حديثة جدا في أغلبها (1975)، وهي تتبع الطريقة الرحمانية، ويعتقد سكان البلدة أن مؤسسها هو الولي الصالح عبد الحفيظ الونجلي الخنقي الذي قاد المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي بالزاب الشرقي عام 1846، واستشهد عام 1850. وفي صورة ما إذا أثبت التحقيق الميداني أن زاوية سيدي عبد الحفيظ اليوم ترتفع في مكان الزاوية الأولى التي أسسها عبد الحفيظ بن الطيب بن أحمد بن مبارك فذلك يعني أنّ تحول الزاوية إلى الطريقة الرحمانية في النصف الأول من القرن التاسع عشر أدى بمرور الزمن، ونظرا إلى الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ المجاهد عبد الحفيظ الونجلي إلى نسيان المؤسس الأول وإلى زوال الطريقة الناصرية الشاذلية. وبذلك تكون وقفية علي باي قد ساعدتنا على إصلاح خطأ شائع وعلى تأريخ أحد أهم معالم الخنقة.
تحدد الوثيقة أن زاوية سيدي عبد الحفيظ كان بها مسجد وضريح الشيخ، ونفترض أنها كانت تشتمل على بعض البيوت لإيواء « الغرباء المتجولين » الذين شملهم الوقف ومطبخ لإطعامهم. وتتضمن الوثيقة معلومات تاريخية أخرى تتعلق بالمدينة، فتذكر الاسم السائد لساقيتن من سواقى الواحة، ساقية البلد وساقية الحمام، وتذكر أسماء بعض الأماكن (ولجة الشيخ الولي الصالح سيدي عبد الله بن موسى) وتشير إلى أسماء بعض الجماعات التي تسكن الناحية (أولاد سيدي عبد الله بن موسى وأولاد نابت بن عبيد)، وتورد أسماء جماعة من فقهاء البلدة وعدولها خلال التاريخ (1774) : أبو العباس أحمد بن عمر الناجي، وأبو القاسم بن أبي الطيب الصايغي الخنقي، وأبو عبد الله حسين ابن الشيخ أحمد بن الناصر الخنقي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد زروق الخنقي، وأبو عبد الله محمد بن ناجي بن الطيب الناجي الخنقي، وأحمد بن زروق بن بركات الخنقي، وأحمد بن بلقاسم بن عبد الحفيظ الخنقي.
توجد اليوم زاوية سيدي عبد الحفيظ بالخنقة، وهي تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الزاوية الكبرى التي نجد بها ضريح سيدي مبارك بن قاسم مؤسس الخنقة والمدرسة الناصرية التي أسسها أحمد بن ناصر، وكانت قبلة لطلبة وادي سوف والأوراس وقسنطينة وعنابة. على أن عمارة الزاوية التي تحمل اليوم اسم سيدي عبد الحفيظ حديثة جدا في أغلبها (1975)، وهي تتبع الطريقة الرحمانية، ويعتقد سكان البلدة أن مؤسسها هو الولي الصالح عبد الحفيظ الونجلي الخنقي الذي قاد المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي بالزاب الشرقي عام 1846، واستشهد عام 1850. وفي صورة ما إذا أثبت التحقيق الميداني أن زاوية سيدي عبد الحفيظ اليوم ترتفع في مكان الزاوية الأولى التي أسسها عبد الحفيظ بن الطيب بن أحمد بن مبارك فذلك يعني أنّ تحول الزاوية إلى الطريقة الرحمانية في النصف الأول من القرن التاسع عشر أدى بمرور الزمن، ونظرا إلى الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها الشيخ المجاهد عبد الحفيظ الونجلي إلى نسيان المؤسس الأول وإلى زوال الطريقة الناصرية الشاذلية. وبذلك تكون وقفية علي باي قد ساعدتنا على إصلاح خطأ شائع وعلى تأريخ أحد أهم معالم الخنقة.
تحدد الوثيقة أن زاوية سيدي عبد الحفيظ كان بها مسجد وضريح الشيخ، ونفترض أنها كانت تشتمل على بعض البيوت لإيواء « الغرباء المتجولين » الذين شملهم الوقف ومطبخ لإطعامهم. وتتضمن الوثيقة معلومات تاريخية أخرى تتعلق بالمدينة، فتذكر الاسم السائد لساقيتن من سواقى الواحة، ساقية البلد وساقية الحمام، وتذكر أسماء بعض الأماكن (ولجة الشيخ الولي الصالح سيدي عبد الله بن موسى) وتشير إلى أسماء بعض الجماعات التي تسكن الناحية (أولاد سيدي عبد الله بن موسى وأولاد نابت بن عبيد)، وتورد أسماء جماعة من فقهاء البلدة وعدولها خلال التاريخ (1774) : أبو العباس أحمد بن عمر الناجي، وأبو القاسم بن أبي الطيب الصايغي الخنقي، وأبو عبد الله حسين ابن الشيخ أحمد بن الناصر الخنقي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد زروق الخنقي، وأبو عبد الله محمد بن ناجي بن الطيب الناجي الخنقي، وأحمد بن زروق بن بركات الخنقي، وأحمد بن بلقاسم بن عبد الحفيظ الخنقي.
3. توجد زاوية سيدي ناجي، جد سيدي مبارك مؤسس الخنقة برحبة الخيل، بمدينة تونس
على
أن العلاقة بين خنقة سيدي ناجي وتونس قديمة، تتجاوز سيدي عبد الحفيظ
وزاويته الناصرية، هذه العلاقة تعود إلى بدايات نشأة البلدة. ذلك أن جدّ
العائلة سيدي ناجي الذي تحمل الخنقة اسمه، تونسي المنشأ و مقبور في العاصمة
وزاويته التي بها ضريحه توجد برحبة الخيل(9).
أورد مؤرخ الخنقة، وهو من أعقاب سيدي ناجي، أن عائلة الولي من أصول شريفة
قرشيّة، عاشت مدة في الأندلس ومنها قدمت إلى تونس بعد سقوط غرناطة حيث عاش
سيدي ناجي وابنه قاسم وكانت لهما بها شهرة وصيت(10).
وبعد موت أبيه وجده غادر الشيخ مبارك تونس إلى بلاد ورغلة صحبة عدد من
الأتباع، ثم انتقل منها إلى بسكرة وامتلك بها أراض شاسعة، وفي سنة
1011/1602 تحول إلى صحراء الزاب الشرقي وبنى بعون من أتباعه وأصحابه زاوية
وقام باستصلاح الأراضي وحفر القنوات لسقي النخيل والأشجار، أولها ساقية
موسى. وكانت القرية تسمى في البداية بمورد النعام، وهذا ما لم يذكره المؤرخ(11)،
الذي يضيف أن إشعاع الزاوية ونفوذ الشيخ مبارك سرعان ما امتد على الصحراء
والجبال المحيطة لذلك كلّفه حاكم تونس، يوسف داي (1610-1637)، بإدارة
المنطقة ورفع الضرائب. وهذا ما يعني أن البلدة في بدايتها كانت تتبع إيالة
تونس، ويؤكد ذلك ما ورد في الرسالة نفسها من أن حمودة باشا المرادي
(1631-1666) أعاد تكليف شيخ الزاوية بحكم بلاد الزاب الشرقي وجبل ششار.
ويبدو أن تبعية الخنقة لتونس تواصلت حتى نهاية الستينيات من القرن السابع
عشر، وألحقت بعد ذلك ببايلك قسنطينة، أورد مؤرخ الخنقة أن خير الدين باي
قسنطينة (1672-1676) أرسل عام 1084/1673-1674 ظهيرا يكلف فيه شيخ زاوية
الخنقة المهام نفسها التي كان كلّفه بها المراديون من قبل، وتواصل الأمر من
بعده مع كل باي جديد يتولى حكم قسنطينة.
ويحيلنا التغير في تبعية الخنقة من الولاء إلى تونس إلى الولاء إلى الجزائر على إشكاليات الحدود بين الإيالتين خلال العصر العثماني. وقد أدت هذه الاشكاليات إلى أكثر من مواجهة مسلحة بين الطرفين أشهرها حرب ماي 1628 التي انتهت بصلح، تم التوقيع عليه في جويلية من العام نفسه، اعتبرت بمقتضاه قلعة أرق (قلعة سنان) مكانا محايدا « تخرج منها النوبة ويهدم ما فيها من البناء ولا يتعاطاها جيش تونس ولا عسكر الجزائر بعمارة ولا بوجه من الوجوه وتبقى على حال خراب ». كما تم التأكيد على اعتبار وادي سراط حدا جبائيا وبشريا بين العمالتين مع تمديده في اتجاه الشمال حتى البحر(12).على أن الاتفاقية تتجاهل الحدود في المناطق التي تمتد جنوب وادي سراط وقلعة سنان، حيث بقيت وضعية القبائل والطرق والزوايا النافذة في تلك الأقاليم محددة بالولاءات أكثر منها بالمجال الترابي.
خلال نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن الموالي كانت المجموعات القبلية التخومية في هذه المناطق وخاصة منها فصائل الحنانشة وحلفائهم الشابيّة في صراع مع السلطة المركزية في تونس(13). وفضلت زاوية سيدي ناجي، منذ النشأة، الدخول في حلف مع سلطات تونس، انجرّ عنه عداوة الحنانشة والشابيّة، وتواصل الحلف بشكل أو بآخر طيلة القرنين. وكانت الخنقة خلال القرنين السابع والثامن عشر إمارة طرقية شبه مستقلة. ويمتلك شيخ الزاوية سلطة سياسية وجبائية، إلى جانب السلطة الدينية والمعنوية، تتجاوز البلدة لتشمل منطقة تكون أحيانا شاسعة من بلاد الزاب والصحراء، وهو يتصرف مثل الأمير ويمتلك قصر، يسمّى السراية، لا يقل أبهة عن القصور الملكية.
وذكر مؤرخ الخنقة أن محمد بن محمد الطيب الذي تولّى مشيخة الزاوية لمدة طويلة من النصف الأول من القرن الثامن عشر(1695-1741) كانت له علاقة متميزة مع حكام تونس، والمقصود هنا أساسا حسين بن علي (1705-1740)، وكان كثيرا ما يتدخل لحل الخلافات بينهم وبين بايات قسنطينة. وازدادت هذه الصلة متانة خلال مشيخة الابن أحمد بناصر (1741-1780). ذلك أنه أثناء سنوات تشرّد علي باي بن حسين بن علي في الشرق الجزائري استضافه شيخ الزاوية، ولقنه سيدي عبد الحفيظ، عم الشيخ، مبادئ الطريقة الناصرية وبعد تولي علي الحكم لم ينس فضل الرجلين عليه، فمنح الشيخ أحمد بناصر أرضا فلاحية بجهة ماطر تمسح 26 ماشيّة، وحبس أراضي بالخنقة على ضريح سيدي عبد الحفيظ، وهي موضوع هذه المداخلة.
ويروي مؤرخ الخنقة حادثة ذات دلالة خاصة حول العلاقة بين أحفاد سيدي مبارك وبايات الدولة الحسينية. ذكر أن الشيخ أحمد بناصر كان مغرما بالبناء والتشييد فبعد أن انتهى من تجديد القبة التي على ضريح جده سيدي مبارك ومن بناء المدرسة الناصرية التي تحمل اسمه إلى اليوم، بنى برجا في أعلى الخنقة لحمايتها من غارات البدو وبذل في ذلك ثروة هائلة تفوق عشرة آلاف ريال. لكن بعض شيوخ الشابيّة وليانة وشوا به لدى باي قسنطينة صالح القلّي (1757-1771) واتهموه ببناء قلعة وتجهيزها بالمدافع لغاية الانفصال عن بايليك قسنطينة وإعلان الولاء إلى باي تونس.فأمره الباي بهدم البرج ولم تقنعه حجج الشيخ من أن الحصن بني لحماية البلد. يروي نفس المؤرخ أن الشيخ أحمد بناصر قتل بعد ذلك بسنوات طويلة، عام 1780، قتله أبو زيان الشابي وهو في طريقه لزيارة تونس.
ويحيلنا التغير في تبعية الخنقة من الولاء إلى تونس إلى الولاء إلى الجزائر على إشكاليات الحدود بين الإيالتين خلال العصر العثماني. وقد أدت هذه الاشكاليات إلى أكثر من مواجهة مسلحة بين الطرفين أشهرها حرب ماي 1628 التي انتهت بصلح، تم التوقيع عليه في جويلية من العام نفسه، اعتبرت بمقتضاه قلعة أرق (قلعة سنان) مكانا محايدا « تخرج منها النوبة ويهدم ما فيها من البناء ولا يتعاطاها جيش تونس ولا عسكر الجزائر بعمارة ولا بوجه من الوجوه وتبقى على حال خراب ». كما تم التأكيد على اعتبار وادي سراط حدا جبائيا وبشريا بين العمالتين مع تمديده في اتجاه الشمال حتى البحر(12).على أن الاتفاقية تتجاهل الحدود في المناطق التي تمتد جنوب وادي سراط وقلعة سنان، حيث بقيت وضعية القبائل والطرق والزوايا النافذة في تلك الأقاليم محددة بالولاءات أكثر منها بالمجال الترابي.
خلال نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن الموالي كانت المجموعات القبلية التخومية في هذه المناطق وخاصة منها فصائل الحنانشة وحلفائهم الشابيّة في صراع مع السلطة المركزية في تونس(13). وفضلت زاوية سيدي ناجي، منذ النشأة، الدخول في حلف مع سلطات تونس، انجرّ عنه عداوة الحنانشة والشابيّة، وتواصل الحلف بشكل أو بآخر طيلة القرنين. وكانت الخنقة خلال القرنين السابع والثامن عشر إمارة طرقية شبه مستقلة. ويمتلك شيخ الزاوية سلطة سياسية وجبائية، إلى جانب السلطة الدينية والمعنوية، تتجاوز البلدة لتشمل منطقة تكون أحيانا شاسعة من بلاد الزاب والصحراء، وهو يتصرف مثل الأمير ويمتلك قصر، يسمّى السراية، لا يقل أبهة عن القصور الملكية.
وذكر مؤرخ الخنقة أن محمد بن محمد الطيب الذي تولّى مشيخة الزاوية لمدة طويلة من النصف الأول من القرن الثامن عشر(1695-1741) كانت له علاقة متميزة مع حكام تونس، والمقصود هنا أساسا حسين بن علي (1705-1740)، وكان كثيرا ما يتدخل لحل الخلافات بينهم وبين بايات قسنطينة. وازدادت هذه الصلة متانة خلال مشيخة الابن أحمد بناصر (1741-1780). ذلك أنه أثناء سنوات تشرّد علي باي بن حسين بن علي في الشرق الجزائري استضافه شيخ الزاوية، ولقنه سيدي عبد الحفيظ، عم الشيخ، مبادئ الطريقة الناصرية وبعد تولي علي الحكم لم ينس فضل الرجلين عليه، فمنح الشيخ أحمد بناصر أرضا فلاحية بجهة ماطر تمسح 26 ماشيّة، وحبس أراضي بالخنقة على ضريح سيدي عبد الحفيظ، وهي موضوع هذه المداخلة.
ويروي مؤرخ الخنقة حادثة ذات دلالة خاصة حول العلاقة بين أحفاد سيدي مبارك وبايات الدولة الحسينية. ذكر أن الشيخ أحمد بناصر كان مغرما بالبناء والتشييد فبعد أن انتهى من تجديد القبة التي على ضريح جده سيدي مبارك ومن بناء المدرسة الناصرية التي تحمل اسمه إلى اليوم، بنى برجا في أعلى الخنقة لحمايتها من غارات البدو وبذل في ذلك ثروة هائلة تفوق عشرة آلاف ريال. لكن بعض شيوخ الشابيّة وليانة وشوا به لدى باي قسنطينة صالح القلّي (1757-1771) واتهموه ببناء قلعة وتجهيزها بالمدافع لغاية الانفصال عن بايليك قسنطينة وإعلان الولاء إلى باي تونس.فأمره الباي بهدم البرج ولم تقنعه حجج الشيخ من أن الحصن بني لحماية البلد. يروي نفس المؤرخ أن الشيخ أحمد بناصر قتل بعد ذلك بسنوات طويلة، عام 1780، قتله أبو زيان الشابي وهو في طريقه لزيارة تونس.
4. يمتلك شيخ الزاوية قصر، يسمّى السراية، لا يقل أبهة عن القصور الملكية
5. المدرسة الناصرية الملحقة بجامع سيدي المبارك شيدها أحمد بن ناصر (1171/1758)
ويؤكد
مؤرخ الخنقة أن التواصل بين بلده وحاضرة البلاد التونسية استمر حتى قدوم
الاستعمار الفرنسي. فبعد قتل الشيخ أحمد بناصر تولى مشيخة الزاوية ابنه
حسين (1780-1817)، وهو جدّ المؤرخ الذي اعتمدناه، الذي واصل استصلاح
الأراضي وأعاد بناء مئذنة الجامع عام 1789، بعد سقوطها. وكان ميالا إلى
حياة الرفاه والتحضر، لا يتوقف عن زيارة العواصم القريبة، أي قسنطينة
والجزائر وتونس. تزوج بمدينة تونس وكان يمتلك بها دارا يقيم فيها أثناء
زياراته المتكررة لها.
6. جامع سيدي المبارك، الصومعة
ونختم
هذه الورقة بالتعرض إلى بعض الشواهد المعمارية والأثرية التي تثبت بما لا
يدع مجالا للشك متانة العلاقات بين إيالة تونس والخنقة. ولعل أهمّ هذه
الشواهد النقائش التاريخية التي تحلّي معالم البلدة ونشر قوستاف مارسيي
Mercier Gustave بعضها في المقال الذي ذكرناه سابقا. وتذكرهذه الكتابات
المتنوعة أسماء الشيوخ الذين أمروا بالبناء، وأسماء معلمي البناء الذين
أقاموا المباني وكذلك أسماء الصناع الذين أنجزوا بعض العناصر المعمارية أو
الزخرفية.
أولى هذه النقائش غريبة من نوعها ولها دلالات خاصة. وهي لوحة نجدها داخل روضة سيدي مبارك ورد فيها بعد البسملة ثم التصلية : « أودع علي ابن حسين باي شهادة أن لا اله إلا الله، محمد رسول الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، ناقشها أسطى حسين سنة 1151/1738-1739 ». هذه الكتابة هي لوحة تذكارية وضعها علي باي بالزاوية لتخليد مروره بالخنقة. لا شك أن قدومه، وهو في قلب العاصفة، سنة أو سنتين قبل قتل والده ؛ كان لطلب المساعدة من حلفائه التقليديين وللتعبير عن روابط التعلق والإجلال التي يكنّها إلى المكان وأهله. ولعلّه عند وضعه لهذه اللوحة على ضريح الولي الصالح، سيدي المبارك، كان يطلب منه النجدة ومساعدة العائلة الحسينية في تلك الظروف العصيبة.
تذكر نقائش الخنقة عديد الصناع، تسميهم الأسطى، وهي كلمة تركية تعني المعلم أو الخبير الذي يتقن إحدى الصنائع أو الفنون مثل البناء، والخط، والنقش على الجبس، ونحت الحجارة ونقشها، والحدادة، والنجارة. في بعض الحالات تذكر الكتابة أصول الصناع، مثل الأسطى أحمد بن عمر التونسي الذي أنجز نقوش محراب مسجد سيدي مبارك بتاريخ أواسط صفر 1147/ 16 جويلية 1734، أو الأسطى الحاج امحمد السعد بن عمر الصفاقسي، باني المسجد، بتاريخ 8 شوال 1146/13 مارس 1734. أو الأسطى أحمد بن عمر الشريف الجبايلي النقاش الذي ركّب الباب الغربي للمسجد في التاريخ نفسه، وهو صانعه وناقشه تقول الكتابة. وقام البناؤون علي البنزرتي ومحمد البنزرتي وقاسم الصفاقسي بمعية أربعة صناع آجر، أرسلهم حمودة باشا بن علي باي (1782-1814)، بتجديد مئذنة مسجد سيدي ناجي بعد سقوطها عام 1210/1794(14).
أولى هذه النقائش غريبة من نوعها ولها دلالات خاصة. وهي لوحة نجدها داخل روضة سيدي مبارك ورد فيها بعد البسملة ثم التصلية : « أودع علي ابن حسين باي شهادة أن لا اله إلا الله، محمد رسول الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، ناقشها أسطى حسين سنة 1151/1738-1739 ». هذه الكتابة هي لوحة تذكارية وضعها علي باي بالزاوية لتخليد مروره بالخنقة. لا شك أن قدومه، وهو في قلب العاصفة، سنة أو سنتين قبل قتل والده ؛ كان لطلب المساعدة من حلفائه التقليديين وللتعبير عن روابط التعلق والإجلال التي يكنّها إلى المكان وأهله. ولعلّه عند وضعه لهذه اللوحة على ضريح الولي الصالح، سيدي المبارك، كان يطلب منه النجدة ومساعدة العائلة الحسينية في تلك الظروف العصيبة.
تذكر نقائش الخنقة عديد الصناع، تسميهم الأسطى، وهي كلمة تركية تعني المعلم أو الخبير الذي يتقن إحدى الصنائع أو الفنون مثل البناء، والخط، والنقش على الجبس، ونحت الحجارة ونقشها، والحدادة، والنجارة. في بعض الحالات تذكر الكتابة أصول الصناع، مثل الأسطى أحمد بن عمر التونسي الذي أنجز نقوش محراب مسجد سيدي مبارك بتاريخ أواسط صفر 1147/ 16 جويلية 1734، أو الأسطى الحاج امحمد السعد بن عمر الصفاقسي، باني المسجد، بتاريخ 8 شوال 1146/13 مارس 1734. أو الأسطى أحمد بن عمر الشريف الجبايلي النقاش الذي ركّب الباب الغربي للمسجد في التاريخ نفسه، وهو صانعه وناقشه تقول الكتابة. وقام البناؤون علي البنزرتي ومحمد البنزرتي وقاسم الصفاقسي بمعية أربعة صناع آجر، أرسلهم حمودة باشا بن علي باي (1782-1814)، بتجديد مئذنة مسجد سيدي ناجي بعد سقوطها عام 1210/1794(14).
7. نقيشة تعلو الباب الغربي لجامع سيدي المبارك
نص النقيشة:
1/ الحمد لله صلى الله على سيدنا محمد وسلم، ركب هذا الباب يوم الأحد ثامن شهر
2/ الله المعظم شوال سنة 46 ومائة وألف (14 مارس 1734) على يد صانعه أصطا
3/ أحمد بن عمر الشريف الجبالي النقاش، غفر الله له، آمين.
4/ وباني هذا المسجد الحاج امحمد السعد ابن عمر الصفاقصي، رحمه الله
5/ الناقش لهذه الأسطر الصديق بن المبروك بن الطيب رحمه الله
8. نقيشة تعلو باب المدرسة الناصرية
نص النقيشة:
1/ الحمد لله وحده بنيت هذه المدرسة المباركة المسمات بالناصرية على يد أفقـــــر الورا
2/ وخديم الفقراء المتمسك بسنة محمد خير الورا، أحمد بن ناصــر، شكر لله صنيعه
3/ وأهداه من الثواب جزيله، « ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم »، بتاريخ أواخـر رجب من عـام إحدى وسبعيـن ومائة وألف
(9 أفريل 1758)
نص النقيشة:
1/ الحمد لله وحده بنيت هذه المدرسة المباركة المسمات بالناصرية على يد أفقـــــر الورا
2/ وخديم الفقراء المتمسك بسنة محمد خير الورا، أحمد بن ناصــر، شكر لله صنيعه
3/ وأهداه من الثواب جزيله، « ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم »، بتاريخ أواخـر رجب من عـام إحدى وسبعيـن ومائة وألف
(9 أفريل 1758)
وتحتفظ
مدينة خنقة سيدي ناجي إلى اليوم ببعض القطع الفنية التي أنجزها صناع من
تونس أو جلبت منها إلى الخنقة خلال القرن الثامن عشر. نذكر منها باب مسجد
سيدي مبارك الغربي الذي تحلّيه زخارف منجزة على الحجارة تنتمي إلى نمط
تونسي عريق، وهي زخارف نباتية أو هندسية. كذلك الزخارف التي تؤطر محراب
مسجد سيدي مبارك تنتمي إلى الصنف نفسه، أو تلك التي نجدها حول الشباك المطل
على الضريح من الخارج، نجد نظيرها في جامع الصباغين بتونس الذي بناه حسين
بن علي عام 1727. نذكر أيضا البلاطات الخزفية التي تزين واجهة ضريح سيدي
المبارك وهي بلاطات من إنتاج مصانع القلالين تنتمي إلى صنف رفيع ظهر في
القرن الثامن عشر، يقلد فيه الحرفيون التونسيون الخزف الإزنيقي في ألوانه
وموضوعاته الزخرفية. يحمل كذلك منبر الجامع الذي يعود إلى القرن الثامن عشر
رسومات نباتية متعددة الألوان نجدها بكثرة على المنابر الخشبية التونسية
وعلى الصناديق التي تعود إلى الفترة نفسها.
9. زاوية سيدي المبارك، الباب الغربي تحلّيه زخارف منجزة على الحجارة تنتمي إلى نمط تونسي عريق
10. زاوية سيدي المبارك، زخارف منجزة على الحجارة تنتمي إلى نمط تونسي تحلي أحد الأبواب
نستنج
مما سبق أن خنقة سيدي ناجي أو خنقة أولاد سيدي ناجي كانت تسمى في بدايتها
بمورد النعام، وخلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، أي بعد مدّة طويلة
من تأسيسها، أخذت اسمها الحالي من اسم الزاوية. وكانت الخنقة خلال القرنين
السابع والثامن عشر إمارة طرقية شبه مستقلة، ويمتلك شيخ الزاوية سلطة
سياسية وجبائية، إلى جانب السلطة الدينية والمعنوية، تتجاوز البلدة لتشمل
منطقة تكون أحيانا شاسعة من بلاد الزاب والصحراء، وهو يتصرف في الأقاليم
التابعة له مثل الأمير. وكانت لهذه البلدة صلات وطيدة بمدينة تونس منذ
نشأتها وإلى فترة قريبة. ذلك أن الشيخ المؤسس كان تونسي الأصل وكانت للبلدة
وشيوخها علاقات سياسية متواصلة بحكام تونس خلال عصر الدايات وفترة حكم
البايات المراديين و الحسينيين. وكان شيوخ زاوية الخنقة يمتلكون الأراضي
والدور بتونس، ويستقبلون عند قدومهم إليها استقبال الأمراء. وما الوقف الذي
أنشأه علي باي على زاوية سيدي عبد الحفيظ إلا دليل آخر على العلاقة
الحميمية التي تجمع المدينتين.ويتجلى هذه التقارب بوضوح في مجال العمارة
والفنون، وقد أشار قوستاف مارسيي Mercier Gustave أن الخنقة تشبه في
عمارتها المدن التونسية، بل نجد بها بعض القطع الفنية التي تعتبر من أجمل
ما أنتج الفن التونسي في العصر الحديث. لذلك لا نستغرب أن تحمل البلدة من
ضمن تسمياتها اسم « تونس الصغيرة ».
ملحق عدد 1 ↑ |
نص وقفية علي باي على زاوية سيدي عبد الحفيظ بن الطيب الكائنة بخنقة أولاد سيدي ناجي(15)
[57] بسم لله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وسلم
ومن
أحباس المولى أمير المؤمنين وناصر الدين المجاهد في سبيل رب العالمين
السيد الأشهر والكوكب المنير الأنور مولانا الباشا أبي الحسن علي باي ابن
المولى الأمير المرحوم حسين باي تغمده الله بالرحمة والرضوان على زاوية
الشيخ الولي الصالح سيدي عبد الحفيظ بن الطيب الكائنة بخنقة أولاد سيدي
ناجي نفعنا الله به آمين.
الحمد
لله، هذه نسخة رسم حبس نقلت هنا للحفظ ومخافة ضياع أصله، عن إذن المحبس
الآتي ذكره بواسطة أحد كتبته، نصه بعد البسملة والحمدلة والصلاة : وبعد فقد
كان استقر على ملك مولانا أمير المؤمنين وناصر الدين، المجاهد في سبيل رب
العالمين، المحسن لعباده والله يحب المحسنين، خليفة الله في أرضه القائم
فيها بسنّته وفرضه، المعظم الأرفع الصدر الهمام الأمنع، السيد الأسمى
الملاذ الأحمى، عدّة الموالي العظام، وعمدة الأكابر الكرام، الأمير الأشهر
والعلم الأظهر والكوكب الأنور، صاحب الخيرات وفاعلها، ومعطي الصدقات
وباذلها، المتوكل على فضل مولاه الكريم الحي، مولانا أبي الحسن الباشا علي
باي، أيده الله تعالى ونصره وإلى فعل كل خير وفقه وبصره، ابن الأمير الأشهر
الشهير والسلطان الكبير، المرحوم المنعم الصائر لرحمة الله الكريم الأكرم
أبي عبد الله حسين باي، برد الله ضريحه وأسكنه من الجنان فسيحه، جميع الأرض
البيضاء السقوية المعدة للحراثة الكائنة بولجة الشيخ الولي الصالح سيدي
عبد الله بن موسى نفعنا الله تعالى ببركاته، بخنقة أولاد سيدي ناجي محاذية
للبلد تسقى بالساقية مأمونة الري حبالا، الحبل الأول منها يسمى حبل أولاد
سيدي علي الفوقاني، يحده قبلة ملك لأولاد سيدي عبد الله بن سيدي أحمد وشرقا
ساقية البلد وجوفا ملك أولاد سي بزة وغربا ساقية الحمام، والحبل الثاني
صغير رقيق يحده قبلة أرض الفقيه الإمام أبي القاسم ابن الطيب الصايغي وشرقا
ساقية البلد وجوفا سيدي السعيد بن محمد وغربا أولاد سي بزه، وحبلا الحجر
شهرتهما أغنت عن تحديدهما، بحقوق ذلك وعامة منافعه الاستقرار التام، وكان
استقرار ذلك على ملكه أيده الله تعالى في ملكه بالشراء الصحيح والثمن
المندفع الذي قدره مائتان اثنتان ريالا وخمسون ريالا من الفضة كبيرة من ضرب
الكفرة، وذلك من المكرم الأجل محمد بن عبد الرحمان اليملولي النابتي من
أولاد نابت بن عبيد ومن المكرم الأجل بلقاسم بن الطاهر [58] من أولاد سيدي
عبد الله بن موسى، بحدودها ومرافقها الداخلة فيها والخارجة عنها ومجاري
مائها، محررة من جميع ما يلزم البلد المحاذية لها، حسبما ذلك في غير هذا
بشهادة المكرمين الفقهاء الأجلين أبي العباس أحمد بن عمر الناجي، وأبي
القاسم بن أبي الطيب الصايغي وأبي عبد الله حسين ابن الشيخ المرحوم أحمد بن
الناصر وأبي عبد الله محمد بن أحمد زروق الخنقيين، مؤرخا بموفي عشرين من
شوال المنصرم عن شهر التاريخ (1187/3 جانفي 1774)، مضمنا به أن الذي ناب في
شراء ما ذكر ممن ذكر بما ذكر لسيدنا أبي الحسن علي باي المذكور بماله
وإذنه وكيله المكرم الأجل الشيخ الأفضل العابد أبو عبد الله محمد بن ناجي
بن الطيب الناجي الخنقي ثابتة شهادتهم وخطوطهم لدى من يجب قاضيا بباردو
المعمور بوثيقة استرعاء مرقومة بمحول رسم الشراء المذكور، بشهادة المكرمين
الفقيهين أحمد بن زروق بن بركات الخنقي وأحمد بن بلقاسم بن عبد الحفيظ من
القبيل مستوفاة الموجب الشرعي رفعا وطبعا وعملا وتتميما كما يجب وينبغي،
وقف على ذلك شهيداه وبعد أن كان ذلك كذلك أشهد الآن مولانا الأمير الأشهر
والعلم الأظهر والكوكب الأنور الأصعد الأمجد أبو الحسن الباشا علي باي،
المقرر على ملكه المالك المذكور تقبل الله سعيه المشكور وضاعف له الأجور
وسدد رأيه ونفذ في البرايا أمره ونهيه، وهو الواضع طابعه المبارك السعيد
هنا أدام الله له المسرة والهناء، وأعطاه ما يتمنى وبلغه من الدارين غاية
المنى، أنه حبّس ووقّف جميع العقار المحدود المذكور أعلاه بحقوقه وعامة
منافعه وما عدّ منه ونسب في القديم والحديث إليه، وسواقيه ومساقيه، على
زاوية الشيخ الولي الصالح القطب الرباني والعارف الصمداني، شيخ الطريقة
والحقيقة، سيدي عبد الحفيظ بن الطيب التي بها ضريحه، الكائنة بالمكان
المذكور أعلاه، نفعنا الله تعالى ببركاته وأعاد علينا من سحائب خيراته،
يصرف ما يتحصل من ريع العقار المذكور على الزاوية المذكورة ومسجدها من رمّ
وبناء ومرتب إمام ومؤذن وطعام من يكون قاطنا به من الغرباء المتجولين، وغير
ذلك مما يستحقه المسجد المذكور من جميع مصالحه وسائر الضروريات اللازمة
له، حبس ما ذكر على من ذكر كيف ذكر ووقفه على نحو ما سطر، حبسا مؤبدا ووقفا
حراما سرمدا لا يبدل عن [59] طريقه ولا يغير عن سبيله، ولا يباع ولا يوهب
ولا يورث، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، « فمن بدله
بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم »، مكتفيا في
انعقاد حبسه المذكور بقوله « حبست ووقفت ويد الملك رفعت »، من غير افتقار
إلى حوز ولا إلى حكم حاكم، آخذا في ذلك بقول الإمام الهمام القاضي أبي يوسف
يعقوب صاحب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، رضي الله تعالى عنهما وعن
بقية الأئمة الأعيان، القائل يكفي في انعقاد الحبس ذلك، ترغيبا للناس في
الأحباس، وجعل النظر في ذلك لنفسه مدة حياته، أدام الله تعالى له المسرة
والعافية في جميع أوقاته، ثم لمن يكون شيخا بالزاوية المذكورة وناظرا
عليها، الجعل التام، شهد على إشهاده بذلك في الحالة الجائزة وهو حفظه الله
تعالى ورعاه ومن كل سوء وقاه وحماه على أكمل حالات المشهود عليهم شرعا،
بتاريخ أواخر ذي القعدة الحرام سنة سبع وثمانين ومائة وألف، من هجرته صلّى
الله عليه وسلم (10 فيفري 1774)، والمعرفة به أعزّه الله تامة، متمّم ذلك
بشهادة الفقيه العدل أبي عبد الله محمد العش ومعه غيره من عدول تونس، وببطن
رسم التحبيس المذكور طابع السيد الأمير المحبس المذكور مرسوم على لفظة
هنا، أدام الله له العز والهناء، [فهذه نسخة ذلك على ما هو عليه(16) فمن قابلها بأصلها ألفاهما نصا سواء وشهد بذلك هنا بتاريخ أواسط شهر ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة (1187/26 فيفري 1774).
ملحق عدد2 ↑ |
المصادر و المراجع ↑ |
بن حسين كريمة، 1998، «بلدة خنقة سيدي ناجي إبّان الحكم العثماني»، المجلة التاريخية المغاربية، عدد 89-90، ص. 97-108.
بن سليمان فاطمة، 2009، الأرض والهوية، نشوء الدولة الترابية في تونس (1574-1881)، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس.
بن عبد العزيز حمودة، 1970، الكتاب الباشي، تحقيق محمد ماضور، الدار التونسية للنشر، تونس.
بن المبارك محمد بن محمد الطيب بن أحمد (الخنقي بلدا ومنشأ)، (ت. 1154ه)، 2007، مسائل في الأحكام الشرعية على المذهب المالكي أو عمدة الحكام وخلاصة الأحكام في فصل الخصام، تنظيم وتقديم وتعليق محمد موهوب بن أحمد بن حسين، دار الهدى الجزائر.
عيسى لطفي، 2005، مغرب المتصوفة : الانعكاسات السياسية والحراك الاجتماعي من القرن 10م إلى القرن 17م، مركز النشر الجامعي، تونس.
الورثيلاني الحسين بن محمد الورثيلاني، 2008، الرحلة الورثيلانية الموسومة بنزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة.
بن سليمان فاطمة، 2009، الأرض والهوية، نشوء الدولة الترابية في تونس (1574-1881)، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس.
بن عبد العزيز حمودة، 1970، الكتاب الباشي، تحقيق محمد ماضور، الدار التونسية للنشر، تونس.
بن المبارك محمد بن محمد الطيب بن أحمد (الخنقي بلدا ومنشأ)، (ت. 1154ه)، 2007، مسائل في الأحكام الشرعية على المذهب المالكي أو عمدة الحكام وخلاصة الأحكام في فصل الخصام، تنظيم وتقديم وتعليق محمد موهوب بن أحمد بن حسين، دار الهدى الجزائر.
عيسى لطفي، 2005، مغرب المتصوفة : الانعكاسات السياسية والحراك الاجتماعي من القرن 10م إلى القرن 17م، مركز النشر الجامعي، تونس.
الورثيلاني الحسين بن محمد الورثيلاني، 2008، الرحلة الورثيلانية الموسومة بنزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة.
Mercier Gustave, 1915, « Khanguet Sidi Nadji, quelques inscriptions arabes inédites », in Notices et Mémoires de la Société Archéologique du Département de Constantine, Vol. 49, p. 135-165.
Revault Jacques, 1978, L’habitation tunisoise : pierre, marbre et fer dans la construction et le décor, CNRS,Paris.
Saadaoui Ahmed, 2001, Tunis, ville ottomane : trois siècles d’urbanisme et d’architecture, CPU, Tunis.
Revault Jacques, 1978, L’habitation tunisoise : pierre, marbre et fer dans la construction et le décor, CNRS,Paris.
Saadaoui Ahmed, 2001, Tunis, ville ottomane : trois siècles d’urbanisme et d’architecture, CPU, Tunis.
الهوامش : ↑ |
(1) الأرشيف الوطني التونسي، دفتر 2306، ص. 57-59.
(2) الورثيلاني، الرحلة، ص. 150.
(3) الرسالة كتبها محمد الأخضر بن محمد بن حسين بن محمد الطيب في نهاية القرن التاسع عشر وترجمها قوستافمارسيي ونشرها ملحقا في مقاله حول نقائش خنقة سيدي ناجي (Gustave Mercier, 1915, p. 156). دلني على وجود هذا المقال مشكورا صديقي الأستاذ فوزي مستغانمي.
(4) ننبه إلى عدم الخلط مع أحمد بناصر شيخ زاوية سيدي ناجي بالخنقة، المتوفى عام 1780، وهو ابن الشيخ محمد بن محمد الطيب بن محمد بن المبارك صاحب كتاب عمدة الحكام وخلاصة الأحكام في فصل الخصام، وهو كذلك ابن أخ سيدي عبد الحفيظ، ومن أتباع الزاوية الناصرية الدرعية. سنذكره مرارا في هذه الورقة.
(5) الورثيلاني، الرحلة، ص. 152.
(6) .Gustave Mercier, 1915, p. 15
(7) حمودة بن عبد العزيز، 1970، ص. 206.
(8) حمودة بن عبد العزيز، 1970، ص. 206-210.
(9) زاوية سيدي ناجي توجد بربض باب الجزيرة، بقسم باب منارة من مدينة تونس، عدد 18 ساحة الرحبة، أو رحبة الخيل. أنظر الأرشيف الوطني التونسي (Série D, Carton 71, Dossier 3 « 33 »). والزاوية بناية بسيطة موجودة إلى اليوم وهي عبارة عن قاعة مربعة، طول ضلعها 6 أمتار، تغطيها قبة نصف دائرية.
(10) .Gustave Mercier, 1915, p. 154
(11) ورد في مخطوط يعود نسخه إلى يوم الجمعة 28 صفر1070/13 نوفمبر1659، أن القرية كانت تسمى مورد النعام وعزم الشيخ مبارك على بنائها بعد الاستخارة خلال أدائه فريضة الحج. الوثيقة هي الورقة الأخيرة من كتاب يبدو أنه مؤلف في علم النحو، نشرها على الشبكة السيد إبراهيم الونجليأحد أهالي الخنقة. ورد فيها اسم الناسخ وتاريخ النسخ، والقرية التي تم فيها النسخ: « وكتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه مولاه الغني به عن من سواه، الراجي غفران ذنوبه وخطاياه والاقبال عليه يوم لقاه، إبراهيم بن عبد العزيز الكليبي نسبا، المالكي مذهبا، غفر الله له ولوالديه ولأشياخه ولإخوانه ولقرابته ولأحبابه ولمن له حق عليه وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، بمنّه وكرمه، إنّه جواد كريم غفور. نسخه لنفسه ثم لمن شاء الله بعده. وكان الفراغ من نسخه في شهر الله صفر يوم الجمعة بعد مضي ثمانية وعشرين [يوما] منه، يوم الجمعة في الساعة الأولى، سنة سبعين بعد الألف، عرفنا الله خيرها وخير ما بعدها، في القرية المسمية (الصحيح : المسمّاة) بمورد النعام، المبنية بعد الاستخارة في المسجد الحرام وعند سيّد الأنام للسادات الكرام الفائقين بالجود والفضل والكرم والشجاعة والمعرفة والرأفة والرحمة والسيرة الحسنة والعلم، كلّ الكرام أولاد سيدي السيّد المسيد(الصحيح : المسوّد من ساد يسود سيادة) المعظم الأجل الأفضل الأكمل سراج الإسلام ومصباح الظلام سيّدي المبارك بن قاسم بن ناجي، نجا (الصحيح : نجّى) الله جميعنا بمنّه وكرمه، ورفع الكريم الجواد نورهم فوق العباد، ونفع بهم كل البلاد بحق أنبيائه وملائكته وكتبه ورسله ». اطلعت على الوثيقة الهامة في صفحة التواصل الاجتماعي للسيد ابراهيم الونجلي (KhangaOuendjli) بتاريخ 13-8-2015، له منّا جزيل الشكر لوضعه مثل هذه الوثيقة على ذمّة المؤرخين وكل من يهتم بتاريخه الخنقة.
(12) عالجت صديقتنا الأستاذة فاطمة بن سليمان هذه الاشكالية بكثير من الدقة والاسهاب في كتابها الأرض والهوية، نشوء الدولة الترابية في تونس (1574-1881)، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس 2009، ص.124.
(13) لطفي عيسى، مغرب المتصوفة : الانعكاسات السياسية والحراك الاجتماعي من القرن 10م إلى القرن 17م، تونس، 2005، ص. 352-353.
(14) كريمة بن حسين، 1998، ص. 105.
(15) اعتمدنا نسخة الدفتر 2306 بالأرشيف الوطني التونسي (ص. 57-59) وهي الوحيدة المتوفرة لدينا، وقد سجلت في الدفتر أسبوعين فقط بعد كتابة الوثيقة الأصلية، وهي تحمل ختم علي باي.
(16) إضافة في الحاشية.
(2) الورثيلاني، الرحلة، ص. 150.
(3) الرسالة كتبها محمد الأخضر بن محمد بن حسين بن محمد الطيب في نهاية القرن التاسع عشر وترجمها قوستافمارسيي ونشرها ملحقا في مقاله حول نقائش خنقة سيدي ناجي (Gustave Mercier, 1915, p. 156). دلني على وجود هذا المقال مشكورا صديقي الأستاذ فوزي مستغانمي.
(4) ننبه إلى عدم الخلط مع أحمد بناصر شيخ زاوية سيدي ناجي بالخنقة، المتوفى عام 1780، وهو ابن الشيخ محمد بن محمد الطيب بن محمد بن المبارك صاحب كتاب عمدة الحكام وخلاصة الأحكام في فصل الخصام، وهو كذلك ابن أخ سيدي عبد الحفيظ، ومن أتباع الزاوية الناصرية الدرعية. سنذكره مرارا في هذه الورقة.
(5) الورثيلاني، الرحلة، ص. 152.
(6) .Gustave Mercier, 1915, p. 15
(7) حمودة بن عبد العزيز، 1970، ص. 206.
(8) حمودة بن عبد العزيز، 1970، ص. 206-210.
(9) زاوية سيدي ناجي توجد بربض باب الجزيرة، بقسم باب منارة من مدينة تونس، عدد 18 ساحة الرحبة، أو رحبة الخيل. أنظر الأرشيف الوطني التونسي (Série D, Carton 71, Dossier 3 « 33 »). والزاوية بناية بسيطة موجودة إلى اليوم وهي عبارة عن قاعة مربعة، طول ضلعها 6 أمتار، تغطيها قبة نصف دائرية.
(10) .Gustave Mercier, 1915, p. 154
(11) ورد في مخطوط يعود نسخه إلى يوم الجمعة 28 صفر1070/13 نوفمبر1659، أن القرية كانت تسمى مورد النعام وعزم الشيخ مبارك على بنائها بعد الاستخارة خلال أدائه فريضة الحج. الوثيقة هي الورقة الأخيرة من كتاب يبدو أنه مؤلف في علم النحو، نشرها على الشبكة السيد إبراهيم الونجليأحد أهالي الخنقة. ورد فيها اسم الناسخ وتاريخ النسخ، والقرية التي تم فيها النسخ: « وكتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه مولاه الغني به عن من سواه، الراجي غفران ذنوبه وخطاياه والاقبال عليه يوم لقاه، إبراهيم بن عبد العزيز الكليبي نسبا، المالكي مذهبا، غفر الله له ولوالديه ولأشياخه ولإخوانه ولقرابته ولأحبابه ولمن له حق عليه وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، بمنّه وكرمه، إنّه جواد كريم غفور. نسخه لنفسه ثم لمن شاء الله بعده. وكان الفراغ من نسخه في شهر الله صفر يوم الجمعة بعد مضي ثمانية وعشرين [يوما] منه، يوم الجمعة في الساعة الأولى، سنة سبعين بعد الألف، عرفنا الله خيرها وخير ما بعدها، في القرية المسمية (الصحيح : المسمّاة) بمورد النعام، المبنية بعد الاستخارة في المسجد الحرام وعند سيّد الأنام للسادات الكرام الفائقين بالجود والفضل والكرم والشجاعة والمعرفة والرأفة والرحمة والسيرة الحسنة والعلم، كلّ الكرام أولاد سيدي السيّد المسيد(الصحيح : المسوّد من ساد يسود سيادة) المعظم الأجل الأفضل الأكمل سراج الإسلام ومصباح الظلام سيّدي المبارك بن قاسم بن ناجي، نجا (الصحيح : نجّى) الله جميعنا بمنّه وكرمه، ورفع الكريم الجواد نورهم فوق العباد، ونفع بهم كل البلاد بحق أنبيائه وملائكته وكتبه ورسله ». اطلعت على الوثيقة الهامة في صفحة التواصل الاجتماعي للسيد ابراهيم الونجلي (KhangaOuendjli) بتاريخ 13-8-2015، له منّا جزيل الشكر لوضعه مثل هذه الوثيقة على ذمّة المؤرخين وكل من يهتم بتاريخه الخنقة.
(12) عالجت صديقتنا الأستاذة فاطمة بن سليمان هذه الاشكالية بكثير من الدقة والاسهاب في كتابها الأرض والهوية، نشوء الدولة الترابية في تونس (1574-1881)، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس 2009، ص.124.
(13) لطفي عيسى، مغرب المتصوفة : الانعكاسات السياسية والحراك الاجتماعي من القرن 10م إلى القرن 17م، تونس، 2005، ص. 352-353.
(14) كريمة بن حسين، 1998، ص. 105.
(15) اعتمدنا نسخة الدفتر 2306 بالأرشيف الوطني التونسي (ص. 57-59) وهي الوحيدة المتوفرة لدينا، وقد سجلت في الدفتر أسبوعين فقط بعد كتابة الوثيقة الأصلية، وهي تحمل ختم علي باي.
(16) إضافة في الحاشية.
المرجع لذكر المقال : ↑ |
أحمد السعداوي، «التواصل بين إيالتي تونس والجزائر:وقف علي باي الحسيني على زاوية سيدي عبد الحفيظ بخنقة سيدي ناجي (1774)»، السبيل : مجلة التّاريخ والآثاروالعمارة المغاربية [نسخة الكترونية]، عدد 1، سنة 2016.
الرابط : http://www.al-sabil.tn/?p=2063
الرابط : http://www.al-sabil.tn/?p=2063
الكاتب : ↑ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق