بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
شهر شعبان شهر يأتي قبل رمضان ، وشعبان ورمضان اخوان كريمان وشهران
مباركان ، حبيبان إلى المؤمنين والمؤمنات ، تستروح فيهما القلوب بشاثر
الرحمة التي لايعلم مقدار قدرها إلا الله تعالى القائل في الحديث القدسي :
(كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به )، ورسول الله صلى
الله عليه وسلم الذي علم الأمة بقوله :"ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله
إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ." ولقد كان شعبان ذا خصوصية ومكانة عالية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
يخصه بما لم يخص غيره من من الشهور .
فطوبى لمن بادر عمره القصير، فعمر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير.
قال عليه الصلاة والسلام: “بادروا
بالأعمال سبعا، هل تنتظرون إلا فقرا منسيا؟ أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا،
أو موتا مجهزا، أو هرما مفندا، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة،
فالساعة أدهى وأمر” .
كان الحسن البصري يقول: عجبت لأقوام أمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون.
عن أبي سلمة أن “عائشة” رضي الله عنها حدثته قالت: “لم
يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم
شعبان كله وكان يقول: “خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى
تملوا”” وفي رواية: “لم يكن صلى الله عليه وسلم يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصل به رمضان”. ولفظ ابن ماجة: “كان يصوم شعبان ورمضان”.
والمراد بصوم التمام
والكل الأكثر، كما نقل ذلك الإمام الترمذي عن ابن المبارك قوله: وجائز في
كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله.
وعن “عائشة” قالت “لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصومه كله” وفي لفظ زاد ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عند مسلم: “ما كان يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان، كان يصومه إلا قليلا” وفي لفظ: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته قي شهر أكثر منه صياما في شعبان” .
وعن أبي سلمة عن “عائشة” رضي الله عنها قالت: “كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا
يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهرا قط إلا رمضان،
وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان” .
والحكمة من تخصيص شعبان بأكثر الصيام هو تعظيم رمضان. كما أخرج الترمذي من حديث أنس، أنه سئل صلى الله عليه وسلم: “أي الصوم أفضل؟ فقال: شعبان تعظيما لرمضان”
وقيل: كان يصومه لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان كما أخرجه
النسائي وأبو داود وابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله لم
أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان. قال صلى الله عليه وسلم: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”. ونحوه من حديث “عائشة” عنه أبي يعلى قال فيه صلى الله عليه وسلم: “إن الله يكتب كل نفس ميتة تلك السنة وأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم”.
وفي الخبر مرسلا عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: “رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي”.
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه من زيد بن أبي أسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم رجب فقال: “أين أنتم عن شعبان”.
فكن أخي المؤمن سباقا
لفعل الخير، واغتنام الفسح الإيمانية التي جعلها المولى عز وجل في أيامه
المباركة غنما لكل سالك ومكسبا لكل طالب قرب ربه.
فهذه بعض المختارات من هديه صلى الله عليه وسلم في صوم شعبان وردت والمؤمنون على مشارف شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن للنصف من
شعبان فضائل عظيمة أوردتها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك
قوله عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه وحسنه
الألباني في صحيح الجامع عن معاذ بن جبل: “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ليلة النصف إلا لمشرك أو مشاحن”.
ولقد أجمع المسلمون
في كافة العصور وفي سائر الأزمان من عهد الصحابة رضوان الله عليهم، إلى
وقتنا هذا على أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة طيبة كريمة فاضلة. لها
منزلتها عند الله تبارك وتعالى وأنه سبحانه وتعالى قد اختصها بنوع من
الكرامة والتفضيل.
وعموما فهو شهر تفتح
فيه الخيرات، تنزل فيه البركات، وتترك فيه الخطيئات، وتكفر فيه السيئات،
وتكثر فيه الصلوات على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير البريات “إن الله وملائكته يصلون على النبي”
فينبغي لكل مؤمن لبيب أن لا يغفل في هذا الشهر، بل يتأهب فيه لاستقبال شهر
رمضان بالتطهر من الذنوب و التوبة عما فات وسلف فيما مضى من الأيام،
فيتضرع إلى الله تعالى ويقبل عليه في شهر شعبان، ولا يسوف ويؤخر ذلك إلى
غده، لأن الأيام ثلاثة: أمس وهو أجل، واليوم وهو عمل، وغدا وهو أمل فلا
تدري هل تبلغه أم لا؟ فأمس موعظة، واليوم غنيمة، وغدا مخاطرة. وكذلك الشهور
ثلاثة: رجب فقد مضى وذهب فلا يعود، ورمضان وهو منتظر لا ندري هل نعيش إلى
إدراكه أم لا؟ وشعبان وهو واسطة بين شهرين فليغتنم الطاعة فيه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه، قيل هو عبد الله بن عمر بن الخطـاب رضي الله عنهما: “اغتنم خمسا قبل خمـس: شبابك قبل هرمك، وصحتـك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك .
وتضاف إلى فضائل هذا الشهر الكريم أحداث وذكريات حافلة في حياة المسلمين
ارتبطت به، فهو الشهر الذي انتصر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
بني المصطلق في السنة السادسة من الهجرة، وفيه تزوج رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في السنة
الثالثة من الهجرة، وفي السنة الثانية من الهجرة فرض الله فيه صيام شهر
رمضان، وشرعت زكاة الفطر فيه، وكذا فرضت زكاة المال.
ومن الفضائل التي تضاف إلى شهر شعبان تحويل القبلة، من المسجد الاقصى الى الى الكعبة بالمسجد الحرام وهو حدث عظيم في
تاريخ الأمة الإسلامية؛: العمل على تقوية إيمان المؤمنين، وتنقية
النفوس من شوائب الجاهلية؛ قال تعالى:﴿وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا
لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه﴾ .والله اعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق