أشهر رحلات الحج
:
ولا يتسع المجال لأكثر من ذكر أهم رحلات
الحج ، التي في ميسور كل باحث
الاطلاع عليها ـ مما يعدّ مكملا لهذا البحث
ـ وكثير من تلك الرحلات نشرت خلاصة ما يتعلق بالحج في مجلة «العرب».
١ ـ رحلة ابن جبير :
محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي
(٥٢٨ / ٦٠٧ ه ـ ١١١٣ م).
كتب بعض مشاهداته في إحدي رحلاته إلى الشرق
فيما بين سنتي (٥٧٨ / ٥٨١ ه ـ ١١٨٢ / ١١٨٥ م) فتولى أحد تلاميذه ـ فيما يقال ـ الرحلة
المعروفة باسمه وقد طبعت مرارا ونالت جانبا من الدراسة من بعض الباحثين. ومنهم الأستاذ
الشيخ عبد القدوس الأنصاري ، حيث ألف عنها «مع ابن جبير في رحلته».
٢ ـ رحلة اپن رشيد :
هو محمد بن عمر بن رشيد ـ بضم الراء ـ الفهري
السبتي الأندلسي (٦٥٧ / ٧٢١ ه ـ ١٢٥٨ ـ ١٣٢١ م).
زار مصر والشام والحجاز ، بحيث وصل المدينة
المنورة بطريق الحج الشامي في ٢٣ ذي القعدة سنة (٦٨٤ ه ـ ١٢٨٥ م) وعاد منها بعد أن
حج ـ عاد في ٢٨ ذي الحجة سنة (٦٨٤ ه ـ ١٢٨٥ م) وعاد منها بعد أن حج ـ عاد في ٢٨ ذي
الحجة سنة (٦٨٤ ه ـ ١٢٨٥ م). بطريق الساحل مارا بالعقبة في ٢٥ محرم سنة (٦٨٥ ه
(١) ـ ١٢٨٦ م).
ومع عناية العلماء المتقدمين برحلة ابن
رشيد ، التي دعاها «ملء العيبة ، فيما جمع بطول الغيبة ، في الوجهتين الكريمتين إلى
مكة وطيبة» ـ إلا أنها لم تصل إلينا كاملة ، وهي من أحفل الرحلات ، وأشملها ، والأجزاء
الباقية منها على ما يظهر ـ مسودة المؤلف بخطه.
ويقوم الصديق الأستاذ الشيخ محمد الحبيب
بن الخوجة مفتى البلاد التونسية بتحقيق تلك الرحلة ، وقد أخبرني في ١٤ شهر ربيع الأول
سنة (١٤٠٢ ه ـ ١٩٨١ م) أنه تم طبع جزأين منها.
__________________
(١) وقع تطبيع فى مجلة «العرب» س (٣) ـ
ص (٧٨٥).
٣ ـ رحلة العبدري :
هو محمد بن محمد بن علي العبدري الحيحى
نسبة إلى حاجة ـ على غير قياس ـ قبيلة من البربر ، في المغرب الأقصى وهو من أهل القرن
السابع.
حج سنة (٦٨٩ ه ـ ١٢٩٠ م) مارا بمصر ، سالكا
طريق الحج الساحلي ، فوصف ذلك الطريق منزلة منزلة ، وقد استفاد من رحلة ابن جبير ،
وأتى بأشياء لم يذكرها ابن جبير في رحلته.
وقد طبعت رحلته في مدينة الرباط ، بتحقيق
الشيخ محمد الفاسي سنة (١٣٨٨ ه ـ ١٩٦٨ م).
٤ ـ رحلة التجيبي :
القاسم بن يوسف بن علي السبتي التجيبي
(٦٧٠ / ٧٣٠ ه ـ ١٢٧١ / ١٣٢٩ م).
وقد حج سنة (٦٩٦ ه ـ ١٢٩٦ م) بطريق البحر
من عيذاب ، إلى مرسى أبحر ـ من موانى جدة ، فوصل في ٨ رمضان من تلك السنة بعد أن أمضى
في البحر ٢٤ يوما.
ولا تعرف نسخة كاملة من رحلته ، والموجود
قطعة يبدأ الحديث فيها عن مدينة القاهرة ، وينتهى بالكلام على المبيت بمنى.
وقد حقق هذا الجزء الأستاذ الصديق عبد الحفيظ
منصور ، فجاء في مجلد بلغت صفحاته ٥٥٧ مطبوعا في تونس.
٥ ـ رحلة ابن بطوطة :
وهو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتى الطنجي
(٧٠٣ / ٧٧٩ ه ـ ١٣٠٣ / ١٣٧٧ م) وبطوطة بتشديد الطاء الأولى المضمومة
ورحلته شاملة فقد زار الأقطار الاسلامية
وبلاد الشرق في عهده ، واستغرق في رحلته سبعا وعشرين سنة ـ من سنة ٧٢٥ ه ـ ١٣٢٤ م).
ونقلها عنه محمد بن جزي الكلبي في مدينة
فاس سنة ٧٥٦ ه ـ ١٣٥٥ م) وسماها : «تحفة النظار ، في غرائب الأمصار ، وعجائب الأسفار».
وفى تلك الرحلة بعض أوهام منها ما ذكر عن
شيخ الاسلام ابن تيمية ، فقد تحدث عنه حديث من حضر مجلسه ، مع أنه أدخل السجن قبل وصول
ابن بطوطة إلى دمشق بأيام ، ولم يخرج من السجن.
وتعتبر رحلة ابن بطوطة أشهر الرحلات لشمولها.
وقد وجدت عناية كبيرة من الباحثين ، وترجمت
إلى عدد من اللغات ، وطبعت مرات.
٦ ـ رحلة البلوي :
هو خالد بن عيسى بن أحمد البلوي الأندلسى
من أهل القرن الثامن.
حج سنة (٧٣٨ ه ـ ١٣٣٧ م) مارا بمصر ثم
بالشام ، فقد ركب مع الركب الكركي بطريق الحج الشامي فوصل المدينة في ١٩ ذى القعدة
سنة (٨٣٧ ه ـ ١٤٣٣ م) وحج ، ثم عاد من المدينة في ٢٤ المحرم سنة (٧٣٨ ه ـ ١٣٣٧ م)
مارا بالعقبة فالقاهرة حيث وصلها في ١٤ صفر سنة (٧٣٨ ه ـ ١٣٣٧ م).
واسم رحلته «تاج المفرق ، في تحلية أهل
المشرق» وقد وصفها صاحب «نفح الطيب» بأنها رحلة كبيرة ، كثيرة الفوائد.
وقد طالعت نسخا مخطوطة منها ، ولخصت ما
يتعلق بالحج فيها ، ولا حظت اضطرابا في ترتيب منازل الحج ، أشرت إلى ذلك في مجلة «العرب»
ـ س ١١ ص ٧٣١ ـ.
وقد علمت منذ عهد قريب بأن تلك الرحلة قد
طبعت.
٧ ـ رحلة الصفدي ؛
خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة (٧٦٤ ه
ـ ١٣٦٢ م) واسمها «حقيقة المجاز إلى الحجاز» كانت منها نسخة مخطوطة في زاوية درعة في
المغرب ، بخط المؤلف ـ
على ما ذكر ابن عبد السلام في رحلته ـ ونقل
عنها ، كما نقل عنها صاحب «درر الفوائد المنظمة».
وبلغني بأن في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمة
نسخة منها.
٨ ـ رحلة القلصادي ؛
أبو الحسن على القلصادى الأندلسي المتوفي
سنة (٨٩١ ه ـ ١٤٨٦ م).
بلغ جده بطريق البحر في شعبان سنة (٨٥١
ه ـ ١٤٤٧ م) وعاد بحرا ـ بعد أداء الحج ـ من رابغ إلى العقبة فمصر ـ في المحرم سنة
٨٥٢ ه ـ ١٤٤٨ م).
وقد حقق رحلته صديقنا الأستاذ محمد أبو
الأجفان ، الأستاذ بجامعة الزيتونة فى تونس ونشرت سنة ١٣٩٩ (١٩٧٨ م) في ٢٥٦ صفحة ـ
في تونس ـ.
٩ ـ درر الفوائد المنظمة ؛
هذا كتاب شامل كاسمه في أخبار الحج ، وطريق
مكة المعظمة ـ للشيخ محمد بن عبد القادر الجزيري المصري الحنبلي المتوفي سنة ٩٤٤ ه
ـ ١٥٣٧ م).
وقد تضمن وصفا لرحلاته من القاهرة إلى الحج
ـ بطريق الساحل ، فهو من هذه الناحية يدخل في نطاق رحلات الحج ـ.
وقد طبع الكتاب عن نسخة ناقصة ، مع وجود
مخطوطتين كاملتين إحداهما في (دار الكتب) في القاهرة ، والأخرى في مكتبة القرويين في
فاس ـ انظر مجلة «العرب» س ١٢ ص ٣٣١.
١٠ ـ رحلة البكري ؛
البكريون العلماء كثيرون ، ولبعضهم رحلات
، ومما ينسب إلى أحدهم رحلة ذات أسلوب أدبي ممتع ، تضمنت وصف منازل الحج من البركة
ـ المنزل الأول من القاهرة ـ إلى مكة المكرمة ـ بطريق سيناء ، فساحل البحر إلى ينبع
فبدر ، فرابغ ـ.
يصف الكاتب المنزل نثرا وشعرا ـ بدون تكلف
ـ.
وقد وصف العياشي تلك الرحلة بقوله : قد
ظفرت بمصر رسالة للشيخ محمد
البكري ـ وأظنه محمد بن الشيخ زين العابدين
، ذكر فيها الحج ودياره وذهابا وإيابا ، وحقق قدر ما في كل مرحلة من الساعات والدرج
والدقايق ، وصعوبتها وسهولتها ، بنثر بليغ وعبارات رائقة.
وذكر في كل منزلة شعرا يتعلق بأحوالها.
والبكري الذى ظنه العياشي صاحب تلك الرحلة
هو زين الدين محمد بن زين العابدين محمد بن محمد البكري الصديقي المصري ، له مؤلفان
فى تاريخ الدولة التركية ذكرهما الخير الزركلي في «الأعلام» وأرخ سنة وفاته (١٠٢٨ ه
ـ ١٦١٨ م).
ولم أطلع على رحلته مفردة ، ولكنني وجدت
وصف المراحل تامة في رحلات العياشي وابن ناصر وابن عبد السلام وابي مدين ، فنشرتها
في «العرب».
١١ ـ رحلة البكري ؛
من أهل القرن الحادي عشر ، لخصها الدكتور
أحمد سامح الخالدي ، ونشر الملخص فى مجلة «الرسالة» التي كانت تصدر في القاهرة ، واسم
الرحلة «الحقيقة والمجاز» ومخطوطتها في دار الكتب المصرية.
١٢ ـ رحلة القيسي ؛
محمد بن أحمد القيسي ـ من أهل القرن الحادى
عشر ويعرف بابن مليح ـ.
١٣ ـ الرحلة العياشية ؛
أبو سالم عبد الله بن محمد العياشي ـ نسبة
إلى قبيلة آية عيّاش ـ الفاسي (١٠٣٧ / ١٠٩٠ ه ـ ١٦٢٧ / ١٦٧٩ م) واسمها : «ماء الموائد»
من أوفى رحلات الحج ، بل هي أوفى رحلة اطلعت عليها ، وقد ورد فيها : (وقصدى إن شاء
الله ـ من كتابة هذه الرحلة أن تكون ديوان علم ، لا كتاب سمر وفكاهة ، وإن وجد الأمران
فذلك ادعى لنشاط الناظر فيها ، سيّما إن كل صاحب تلوين ، وأما صاحب التمكين فلكل شيء
عنده موقع ونفع ، لا يوجد عند غيره) انتهى.
والواقع أنها كما ذكر ، فهي ديوان علم لما
حوته من المباحث العلمية المتنوعة ، ومن الكلام على منازل الحج ومشاعره المقدسة ، ومن
وصف شامل للحجاز في القرن الحادي عشر الهجري في مختلف حالاته الاجتماعية والثقافية
والاقتصادية والإدارية. ثم هي كتاب سمر ومحاضرة لما تخللها من مباحث أدبية وقصص وأخبار
ومقطوعات شعرية.
وتعتبر رحلة العياشي مصدرا لكثير ممن جاء
بعده من الرحالين المغاربة كابن ناصر وابن عبد السلام والزبادي وغيرهم ولهذا وصفه ابن
ناصر في رحلته بأنه (إمام المرتحلين في زماننا) ولخص كثيرا مما جاء في رحلته. حينا
يصرح بالنقل منها وأحيانا يفوته ذلك.
وقد حج سنة (١٠٥٩ ، ١٠٦٤ ، ١٠٧٢ ه ـ
١٦٤٩ ، ١٦٥٣ ، ١٦٦١ م).
وجاور في الحرمين وفي القدس وفي الخليل.
وله مؤلفات منها رحلته التى سماها «ماء
الموائد».
وقد طبعت طبعة حجرية بالخط المغربي في مدينة
فاس ، (١٣١٦ ه ـ ١٨٩٨ م) في جزئين صفحاتهما ٥٦٦+ ٤٢٢ ـ ٨٧٨+ ٢٤ فهارس وتقاريظ وإصلاح
تطبيع.
ثم أعيد نشرها ـ بطريقة التصوير سنة
(١٣٩٧ ه ـ ١٩٧٧ م) ووضع الأستاذ محمد حجي أستاذ التاريخ في كلية الآداب في مدينة الرباط
لها فهارس مفصلة عن أسماء الأعلام والمواضع والكتب ، طبعت ملحقة بالجزء الثاني من تلك
الرحلة في خمسين صفحة.
١٤ ـ رحلة القيسي ؛
محمد بن أحمد القيسي ، من أهل القرن الحادى
عشر ـ ويعرف بابن مليح ـ.
واسم رحلته «أنس الساري السارب ، من أقطار
المغارب ، إلى منتهى الآمال والمآرب سيد الأعاجم والأعارب».
وقد طبعت في الرباط سنة (١٣٨٨ ه ـ
١٩٦٨ م) بتحقيق الشيخ محمد الفاسي.
١٥ ـ رحلة الهشتوكي :
وهو أحمد بن محمد بن داود بن يعزى الجرولي
نسبا الهشتوكي شهرة المتوفي سنة (١٠٩٦ ـ ١٦٨٤ م).
يوجد فى الخزانة العامة رحلة مخطوطة يري
الصديق محمد بن إبراهيم الكتاني انها للهشتوكى المذكور ولكنني رأيت في أحد المواضع
منها ذكر تاريخ سنة (١٠٩٩ ه ـ ١٦٨٧ م) وأن مؤلفها معاصر للسلطان اسماعيل سلطان المغرب
الذي تولى الحكم من سنة (١٠٨٢ ه ـ ١٦٧١ م) إلى (١١٣٩ ه ـ ١٧٢٦) لأنه يدعو له بالنصر
وأنه اجتمع بالشيخ عبد الله بن سالم البصرى المتوفى سنة (١١٣٤ ـ ١٧٢١ م).
وعلى كل حال فالمؤلف من أهل القرن الحادي
عشرة الهجري ، ويصف الشيخ العياشي بأنه شيخه وأسلوب الرحلة يدل على عدم تمكن صاحبها
من العلم وإن كانت لا تخلو من الفوائد.
وزيادة فى الفائدة ؛ فعلى الرغم من أن هذه
الرحلات التالية قد تمت بعد رحلة آوليا چلبي للحجاز (١٠٨١ ه ـ ١٦٧٠ م) إلا أننا أوردناها
تسهيلا على الباحثين ، وحتى تعم فوائدها فى إلقاء الضوء على الحجاز حتى العصر الحديث.
ومن أهم هذه الرحلات التى تمت بعد رحلة آوليا چلبي ما يلى :
١ ـ الرحلة الناصرية :
مؤلفها الشيخ أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي
(١٠٥٧ ـ ١١٢٩ ه ـ ١٦٤٧ ـ ١٧١٦ م).
تعتبر هذه الرحلة من أوفى الرحلات إلى الحج
وامتعها. وقد اعتمد فيها مؤلفها على رحلة شيخه أبي سالم العياشي الذى وصفه بأنه شيخ
الرحّالين ، وقد رحل ابن ناصر هذا أربع رحلات إلي الحج إحداها سنة (١١٢١ ه ـ ١٧٠٩
م).
والرحلة مطبوعة طبعة حجرية بحروف مغربية
في مدينة فاس سنة (١٣٢٠ ه ـ ١٩٠٢ م) وتقع في حزئين صفحاتها ٤٤٢.
٢ ـ رحلة النابلسي :
هو الشيخ عبد الغني بن اسماعيل النابلسي
الدمشقي (١٠٥٠ / ١١٤٣ ه ـ ١٦٤٠ / ١٧٣٠ م).
ذو المؤلفات الكثيرة في مختلف علوم عصره
، والذي يعنينا منها ما يتعلق بالرحلات وله ثلاث مؤلفات فيها ، أهمها واغزرها فائدة
: «الحقيقة والمجاز ، فى رحلة الشام ومصر والحجاز» في ثلاثة أجزاء ثالثها عن الحجاز
ـ في وصف طريق الحج من مصر برا إلى المدينة ثم مكة ، ثم عاد من المدينة إلى دمشق برا.
وقد ألف رحلته هذه على طريقة كتابة المذكرات
يوما فيوما ، منذ أن بدأ فى الرحلة فى بلاد الشام ـ من مدينة دمشق حتى عاد إليها ،
وقد سجل مشاهداته عن الحجاز من اليوم الثالث والثمانين بعد المئة إلي يوم عودته إلي
دمشق في اليوم الثامن والثمانين والثلاث مئة ـ أى فى خلال مئتين وخمسة أيام ـ ابتداء
من خروجه من مصر في سابع رجب سنة (١١٠٤ ه ـ ١٦٩٢ م) إلى يوم عودته إلى دمشق خامس صفر
سنة (١١٠٥ ه ـ ١٦٩٣ م) ـ على ما جاء فى تلك الرحلة.
وتعتبر رحلته ـ أو رحلاته ـ هذه من أمتع
الرحلات ، وأحفلها بالمعلومات ـ مع ما فيها من آراء لا تتفق مع روح عصرنا ـ.
ولم تطبع هذه الرحلة بعد.
٣ ـ رحلة المنالي الزّبّادي :
هو عبد المجيد بن علي الحسني الإدريسي الفاسي
المتوفى سنة (١١٦٣ ه ـ ١٧٤٩ م) ، واسم رحلته «بلوغ المرام بالرحلة إلى البيت الحرام»
، وكان حج سنة (١١٤٨ ه ـ ١٧٣٥ م) وضمن رحلته هذه قصيدة سماها «اتحاف المسكين الناسك
لبيان المراحل والمناسك» وله شعره من نمط شعر العلماء منه قصيدة مطلعها» :
سلام على نجد ومن حل في نجد
سلام محب زائد الشوق والوجد
يتشوق فيها إلى مغاني الحجاز.
ورحلته هذه لا تزال مخطوطة ومنها نسخة في
الخزانة العامة في مدينة الرباط ،
وقد عول كثيرا على رحلة العياشي وتعتبر
رحلته متممة لرحلتي العياشي ابن ناصر ، وكذا رحلة الدرعي.
٤ ـ رحلة السويدي :
أبو بكر عبد الله بن حسين السويدي البغدادى
(١١٠٤ / ١١٧٤ ه ـ ١٦٩٢ / ١٧٦٠ م).
واسمها : «النفحة المسكية في الرحلة المكية»
ومن نسخها المخطوطة نسخة فى مكتبة حكمة شيخ الإسلام فى المدينة.
٥ ـ رحلة ابن عبد السلام :
هو محمد بن عبد السلام بن عبد الله الناصري
الدرعي المتوفي سنة (١٢٣٩ ه ـ ١٨٢٣ م) من بيت علم مشهور. وقد حج مرتين إحداهما سنة
(١١٩٦ ه ـ ١٧٨١ م) والثانية (١٢١١ ه ـ ١٧٩٦ م).
وعن الحجة الأولى ألف رحلته الكبرى وهي
من أوسع الرحلات وأولها وقد رجع فيها إلي كثير من الرحلات المؤلفة قبل عهده كرحلة العياشي
ورحلة العبدرى ورحلة الصفدي ورحلة التجيبي ورحلة البكري والرحلة الناصرية.
أما عن حجته الثانية فقد ألف عنها الرحلة
الصغرى.
ولكن الرحلة الكبرى الأولى أوفي وأغزر فائدة
من كثير من الرحلات ولا تزال مخطوطة ومنها نسخة فى الخزانة العامة فى الرباط مكتوبة
فى عهد المؤلف وقد تكون مسودة تأليفه.
وسيأتى تفصيل ما أجمل عن هذه الرحلة.
٦ ـ رحلة التامراوي :
هو محمد بن محمد المزواري التامراوي من
المغرب الأقصى حج سنة (١٢٤٢ ه ـ ١٨٢٦ م).
وقد أورد رحلته كاملة صاحب كتاب «المعسول»
ـ ج ٨ ص ١٩٧. وهي موجزة جدا ولكنها لا تخلو من فائدة مع وقوع تحريف في أسماء المواضع.
٧ ـ رحلة إدريس العلوي :
هو إدريس بن عبد الهادي العلوي الحسني الفاسي
المتوفى فى المدينة سنة (١٣٣١ ـ ١٩١٢ م).
وصف رحلته إلى الحج سنة (١٢٨٨ ه ـ
١٨٧١ م).
وقد أبحر من السويس إلى ينبع.
وهي رحلة مختصرة جدا ومخطوطتها في خزانة
الرباط.
٨ ـ رحلة ابن كيران :
هو محمد بن الطيب بن كيران الفاسي المتوفي
سنة (١٣١٤ ه ـ ١٨٩٦ م) واسم رحلته : «الرحلة الفاسية الممزوجة بالمناسك المالكية»
وصف فيها رحلته إلى الحج سنة (١٢٩٣ ـ ١٨٧٦ م) وقدم بطريق البحر فى الباخرة.
وهذه الرحلة مطبوعة فى مدينة فاس ولكننى
اطلعت على مخطوطة فى خزانة الرباط. وهى لا تخلو من فوائد وخاصة فى وصف الطريق بين مكة
والمدينة.
٩ ـ الرحلة الحميدية :
مؤلفها اسماعيل الحميدي المالكي. وقد يكون
مصريا ، وهو من أهل القرن الثالث عشر حج سنة (١٢٩٧ ه ـ ١٨٧٩ م) عن طريق السويس إلى
جده.
ومخطوطة هذه الرحلة التي أطلعت عليها موجودة
في خزانة الرباط ، وهي ممزوجة بالمناسك ، ومع اختصارها ففيها فوائد.
١٠ ـ رحلة التونسي :
هو محمد بن عثمان السنوسي التونسي
(١٢٦٦ ـ ١٣١٨ ه ـ ١٨٤٩ م ـ ١٩٠٠ م) وقد حج سنة (١٢٩٩ ه ـ ١٨٨١ م).
والتونسى من مشاهير علماء تونس ، وقد بدئ
فى نشر رحلته فى تونس فصدر منها جزء فى التراجم.
ورحلته وافية المباحث وهو يعني بتواريخ
العلماء وتراجمهم ، مع تسجيل واف لمشاهداته فى مكة وفى المدينة ، ووصف لمنازل الحج
إلى الشام ، حيث عاد مع الحاج الشامى.
ومن رحلات أهل القرن الرابع عشر ـ العشرين
الميلادي وهي كثيرة :
١ ـ دليل الحج ، للوارد إلى مكة والمدينة
من كل فج ، تأليف محمد صادق.
كتاب يشمل ثلاث رحلات للمؤلف :
(١) من الوجه إلى المدينة المنورة ومنها
إلى ينبع في سنة (١٢٧٧ ه ـ ١٨٦٠ م).
(٢) للحج سنة (١٢٨٧ ه ـ ١٨٧٠ م) أمينا
للصرة وهذه الرحلة وصفها في كتاب سماه «مشعل المحمل».
(٣) للحج سنة (١٣٠٢ ه ـ ١٨٨٤ م) وصفها
بكتاب سماه «كوكب الحج» جمع هذه الرحلات الثلاث في هذا الكتاب الذي طبع سنة ١٣١٣
(١٨٩٦ م) في ١٥٢ صفحة وفيه صور.
٢ ـ مشعل المحمل ، تأليف محمد صادق يصف
فى هذه الرحلة سير الحاج من مصر برا في الذهاب والإياب ـ في سنة (١٢٩٧ ه ـ ١٨٩٧ م)
ـ مطبوع سنة (١٢٩٨ ه ـ ١٨٨٠ م) في ٦٠ صفحة (وقد ضمنه كتابه «دليل الحج» المتقدم ذكره).
٣ ـ التحفة اليمنية في الأخبار الحجازية
: لمحمد اليمني بن علي بن عرعار محار العنابي الجزائري. مطبوعة فى القاهرة سنة
(١٣١١ ه ـ ١٨٩٣ م) في ٣٩ ص.
٤ ـ الرحلة الوهبية إلى الأقطار الحجازية
ـ تأليف أحمد علي الشاذلي ـ صاحب جريدة الإسلام : وصف موجز لرحلة المؤلف لأداء الحج
سنة (١٣٢١ ه ـ ١٩٠٣ م) في ٨٦ ص صغيرة وهي على إيجازها تحوى وصفا مجملا عما يسود الحجاز
في ذلك العهد من الفوضى واختلال الأمن.
٥ ـ مرشد الحجاج إلى الأماكن المقدسة ،
تأليف محمد حسن غالي ، مطبوع في الرحمانية في القاهرة سنة (١٩٢٣ م) في ٢٠٠ ص.
٦ ـ مرآة الحرمين ، تأليف اللواء ابراهيم
رفعت باشا (١٢٧٣ / ١٣٥٣ ه ـ ١٨٥٦ / ١٩٣٤ م) أمير الحج المصري في سنة (١٣٢٠ ، ١٣٢١
، ١٣٢٥ ه ـ
١٩٠٢ ، ١٩٠٣ ، ١٩٠٧ م) ـ كتاب من أمتع كتب
الرحلات وأوسعها يقع في مجلدين صفحاتها ٥٢٨+ ٤٠٧ ـ ٩٣٥ يزدان بالصور والخرائط المتقنة
، بطباعة أنيقة حقا ـ مطبعة دار الكتب المصرية ـ سنة (١٣٤٤ ه ـ ١٩٢٥ م) (١).
٧ ـ الرحلة الحجازية ، تأليف محمد لبيب
البتنوني ، وصف فيها حج الخديوى عباس حلمي سنة (١٣٢٧ ه ـ ١٩٠٩ م) وهي من أوفي الرحلات
تفضيلا عن أحوال الحجاز العامة في ذلك العهد ـ على ما فيها من أخطاء ـ وقد طبعت طباعة
جيدة مصورة في سنة (١٣٢٩ ه ـ ١٩١١ م) في ٣٣٤ ص عدا الصور والخرائط.
٨ ـ سياحتي إلى الحجاز ، منسوبة إلى غريب
بن عجيب الهاشمي مطبوعة في القاهرة سنة ١٩١٥ م في ٤٥٧ ص مصورة.
٩ ـ تذكار الحجاز ، رحلة موجزة لعبد العزيز
صبرى من مصر فى آخر عهد الشريف الحسين ، وهي على إيجازها ذات فوائد ، مطبوعة سنة
(١٣٤٢ ه ـ ١٩٢٣ م) المطبعة السلفية وتقع في ٢٢٨ ص وفيها صور.
١٠ ـ في قلب نجد والحجاز ، لمحمد شفيق مصطفى
، صحفي مصرى قام برحلة من القاهرة ـ بطريق فلسطين ـ إلى قريات الملح فالجوف فالقصيم
فالرياض فمكة ، في سنة (١٣٤٦ ه ـ ١٩٢٧ م) ونشر وصف ما شاهده في جريدة السياسة ، ثم
قامت دار المنار بطبع تلك المقالات في كتيب بلغت صفحاته ٦٧ ، وفيه معلومات طريفة على
إيحازها.
١١ ـ مرشد الحاج ، تأليف عبد الوهاب مظهر
سنة (١٣٤٧ ه ـ ١٩٢٨ م) مطبوع في ١٠٣ ص.
١٢ ـ الارتسامات اللطاف ، في خواطر الحاج
إلي أقدس مطاف ، للأمير شكيب أرسلان (١٢٨٦ / ١٣٦٦ ه ـ ١٨٦٩ / ١٩٤٦ م) يصف رحلته للحج
سنة (١٣٤٨ ه ـ ١٩٢٩ م) في ٣٠٤ ص ويتطرق إلى وصف مكة والطائف وعمران الجزيرة ومختلف
جوانب الحياة بتفصيل ، بحيث تعتبر هذه الرحلة من أمتع الرحلات وأوفارها.
__________________
(١) وهى تختلف عن مرآة الحرمين لأيوب صبرى
باشا ، فهذا الكتاب فى تاريخ الحرمين والمدينين ووصف لجزيرة العرب (المترجم).
١٣ ـ رحلة الحجاز لابراهيم عبد القادر المازني
(١٣٠٨ / ١٣٦٨ ه ـ ١٨٩٠ / ١٩٤٨ م) في سنة (١٣٤٩ ه ـ ١٩٣٠ م) في وصف الاحتفال بجلوس
الملك عبد العزيز ـ رحمة الله ـ مطبوعة سنة (١٩٣٠ م) في ١٦٦ صفحة مصورة.
١٤ ـ مشاهداتي في بلاد الحجاز ، تأليف عبد
الوهاب خضير ، كتيب يقع في ٤٣ صفحة يصف أول احتفال بجلوس الملك عبد العزيز ـ رحمهالله
ـ في سنة (١٣٤٩ ه ـ ١٩٣٠ م) وهو مقدم بقلم أحمد زكي باشا ومصور ومطبوع.
١٥ ـ في المملكة الروحية للعالم الإسلامي
(رحلة إلي الحجاز سنة ١٣٤٩ ه ـ ١٩٣١ م) تأليف مصطفى محمد ، في ٢٣٠ ص مصورة ، مطبوعة
بمطبعة المدينة المنورة)!.
وهكذا نرى أن نفوس كثير من المسلمين كانت
تهفو إلى ديار الحجاز طوال التاريخ .. ومما لا شك فيه أن كل رحلة تحمل بين صفحاتها
الكثير من المعلومات عن الحالة السياسية ، والإدارية ، والثقافية ، والإجتماعية لمنطقة
الحجاز.
وحتى نستطيع أن نستفيد من الرحلة التى نحن
بصددها ؛ فلابد من القاء بعض الضوء على : ـ
أ ـ الحجاز فى العصر العثمانى ، أو لنقل
العثمانيون والحجاز.
ب ـ الرحّالة آوليا چلبي الذي قام بالرحلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق