بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
***الزاوية العثمانية الرحمانية بطولقة ولاية بسكرة ***
الزاوية العثمانية الرحمانية
زاوية سيدي علي بن عمر طولقة
الشيخ عبد القادر عثماني الإدريسي الحسني الطولقي
***1348 هـ/1929 م -1444 هـ/2023 م ***
هو الأستاذ الإمام الشيخ سيدي عبد القادر عثماني ، بن الحاج بن علي بن عثمان بن علي بن عمر الإدريسي الحسني الطولقي عالم فقيه مفت مدرس مؤلف كاتب مفسر مناضل صوفي رحماني الطريقة.
ولد ببلدة طولقة قاعدة الزاب الظهراوي و إحدى أهم دوائر ولاية بسكرة سنة 1348 هـ/1929 م
نشأ في أسرة شريفة شهيرة عريقة في العلم و الصلاح، حيث كان والده الشيخ الحاج يدير زاوية جده سيدي علي بن عمر و يلقي دروس التفسير فيها إلى جانب علماء مدرسين آخرين
تلقى الأستاذ عبد القادر دراسته كلها في الزاوية المذكورة ؛ أتم حفظ القرآن الكريم كاملا و هو في سن الحادية عشرة على الشيخ المقرئ مليكي ناجي بن عزوز
و درس علوم الفقه و النحو و التفسير و البلاغة و العروض على العالم المتفنن ابراهيم بن الحسن البوزياني ضيف الله الذي كان من كبار شيوخ الزاوية المدرسين كما تلقى الفقه كذلك و المنطق و الفرائض على أخيه الشيخ عبد الرحمان عثماني صاحب كتاب الدر المكنوز
و أخذ أيضا النحو و البيان على الشيخ المفتي العباس عثماني كما تتلمذ أيضا لأساتذة أكفاء آخرين مثل الشيخ المدرس محمد الدراجي و الشيخ الشاعر عبد الله بن المبروك عثماني الطولقي دفين المدينة المنورة
كانت زاوية سيدي علي بن عمر في الخمسينيات من القرن العشرين تساهم مساهمة فعالة في التعليم العربي الاسلامي، و في الوقت ذاته تعمل سرا مع المجاهدين الجزائريين ضد المحتلين و الفرنسيين
كان الأستاذ في الفترة من سنة 1949 إلى سنة 1957 إماما خطيبا في جامع الزاوية و مدرسا ممتازا حيث كان أول من أدخل الوسائل العصرية في التدريس في الزاوية
و في سنة 1957 اكتشفت سلطات الاحتلال دور الزاوية في النضال فاعتقلت عبد الرحمان عثماني شيخ الزاوية آنذاك و نكلت به تنكيلا
أما الأستاذ عبد القادر فقد هاجر إلى المغرب الأقصى خوفا من الاعتقال و التعذيب الذي تعرض له أخوه و التحق من إخوته اثنان بجيش التحرير الوطني و هما عبد الحميد عثماني و الأزهري عثماني
و هناك ء في المغرب ء عمل مسؤولا في جبهة التحرير الوطني، و تولى الإدارة و التدريس في المدرسة الحسنية ببلدة تادلة من شهر نوفمبر 1957 إلى غاية جانفي 1961
في أول فيفري 1961 عين محررا باللغة العربية في وزارة التربية بالرباط
و عندما بزغ فجر الاستقلال في الجزائر الحبيبة سنة 1962 عرضت عليه بالمغرب وظائف أخرى لكنه رفضها و فضل الرجوع إلى الوطن عاد الأستاذ عبد القادر إلى ربوع الوطن و استقر بالتحديد في العاصمة و عمل عاما واحدا بوزارة الأوقاف ثم التحق سنة 1963 بديوان وزارة التربية و التعليم لمدة أربع سنوات ثم درّس بعدها في ثانوية الادريسي بالعاصمة قرابة نفس المدة السابقة ثم انتقل إلى المعهد الوطني التربوي لتأليف الكتب المدرسية حتى غاية 1974 و في أثناء هذه الفترة كان يتردد على الزاوية آخر كل أسبوع لمعاينة أشغال البناء
عندما توفي شيخ الزاوية عبد الرحمان عثماني سنة 1966 وقع التعيين و الاختيار على الأستاذ عبد القادر خلفا لأخيه، و قد قام بواجبه نحو الزاوية أحسن قيام حيث أعاد بناءها على الطراز الحديث و وسع في مرافقها حتى أصبحت تسر الناظرين
و عمل فيها بجد نادر تم من خلاله مواصلة إقامة الصلوات فيها و تحفيظ القرآن للطلبة و تدريس العلوم الشرعية لهم و استقبال الضيوف و الباحثين من شيوخ و أساتذة و محققين و طلبة جامعيين و غيرهم و يبقون في ضيافة الزاوية حتى يتم لكل واحد منهم هدفه المنشود في مكتبة العائلة العثمانية الزاخرة بأنواع الكتب المطبوعة المفيدة و مختلف المؤلفات المخطوطة المهمة حيث أن الكتب لا تعار و لا تخرج من المكتبة
و في سنة 1993 تولى الأستاذ عبد القادر رئاسة المجلس العلمي بنظارة الشؤون الدينية بسكرة
و في سنة 1998 عين عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى و مازال في هاتين المهمتين إلى يومنا هذا
ساهم الأستاذ عبد القادر في الحركة العلمية و الدينية و الثقافية برصيد ثري متنوع و هذه حسب علمي
ـ بعض آثاره
الكتب المدرسية في مادتي اللغة العربية و التربية الإسلامية لمرحلتي المتوسط و الثانوي ساهم في تحرير فصولها
محاضرات دينية و اجتماعية و ثقافية ألقاها في مناسبات مختلفة و جهات متعددة من الوطن، أغلبها موجود في هذا الكتاب
فتاوي شرعية كثيرة مخطوطة محررة تحريرا جيدا على المذهب المالكي مع ذكر المراجع المعتمد عليها و هي موجودة في هذا الكتاب أيضا
إلقاء خطب الجمعة في جامع الزاوية بطولقة في فترة الخمسينيات كما أسلفنا و من السبعينيات إلى وقتنا هذا
تفسير القرآن الكريم قبل خطبة الجمعة ابتداء من سنة 1981 و قد ختم تفسير القرآن كله يوم الجمعة 19 صفر 1425 هـ الموافق لـ 09 أفريل 2004 إلا أن الشيء المؤسف هو عدم وجود أي تسجيل لهذا التفسير، لأن طريقة الإلقاء كانت شفوية
و مازال الأستاذ عبد القادر يؤدي دوره العلمي و التربوي على أحسن وجه، فبارك الله فيه و في أولاده
- توفي الشيخ سيدي عبد القادر عثماني شيخ الزاوية العثمانية الرحمانية بطولقة ولاية بسكرة صبيحة يوم الثلاثاء02رجب1444 الموافق24جانفي2023 عن عمر ناهز 94 سنة. ودفن يوم الأربعاء 03رجب1444 الموافق25جانفي2023.
في جو جنائزي مهيب ودعت مدينة طولقة من ولاية بسكرة 25 جانفي 2023 العلامة الفقيه الشيخ عبد القادر عثماني – شيخ الزاوية العثمانية الرحمانية – الذي توفي بالمنزل العائلي عن عمر ناهز 94 سنة . حضر مراسيم الجنازة العديد من الوفود القادمة من مختلف مناطق الوطن و ممثلي الزوايا و الأئمة ،مع الجماهير الغفيرة من المواطنين و أهالي الفقيد و عائلته و طلبته ،و بحضور السلطات الولائية المدنية و العسكرية و الأمنية على رأسهم ولاة بسكرة – باتنة – أولاد جلال – تقرت ،و رئيس المجلس الشعبي الولائي ،حتى اعتبر هذا اليوم الحزين يوما مشهودا في تاريخ طولقة سيبقى منقوشا في ذاكرة سكانها.
و قد صلى صلاة الجنازة على الفقيد العلامة الدكتور التواتي بن التواتي الأغواطي ،ليوارى الثرى جثمانه الطاهر بروضة العائلة بجوار قبر الشيخ علي بن عمر مؤسس الزاوية ، و أبنه في مسجد الزاوية الشيخ المأمون القاسمي – عميد مسجد الجزائر الأعظم – بكلمة تطرق فيها بتأثر عميق إلى المحطات البارزة في حياة الفقيد ،و منوها بمناقبه و خصاله و سمو أخلاقه العالية و تواضعه مع العلماء و علاقاته الاجتماعية مع الناس و الطلبة و جهوده المشهودة في تجديد الزاوية و إعادة إعمارها،مشيرا إلى أنه من علماء الجزائر الذين أفنوا أعمارهم في خدمة القرآن و أهله، سائرا في ذلك على خطى أسلافه في أحضان هذه الزاوية العامرة بتحصيل العلم و تدريس العلم ، مقتفيا أثرهم، متواضعا، خدوما لطلبة العلم و أهله ،و قد وهب ماله و وقته للعلم ،و كان من الرجال الأحرار خلال الثورة المباركة لقي من العذاب ما لقي مع إخوانه ،و كان ركنا في هذا الوطن لا يتردد في قول كلمة الحق .
وهنأ الشيخ المأمون القاسمي في ختام كلمته نجل الفقيد سعد عثماني بتولي المشيخة خلفا لوالده ،متمنيا له العون و التوفيق و السداد ،و أن يكون وجه سعد و خير على هذه الزاوية العريقة و طلبتها من أجل مواصلة مسيرة آبائه و أجداده في خدمة الدين و الوطن، محافظا على المبادىء التي التحمت فيها القيم الروحية و الوطنية الممثلة لمقومات الشخصية الجزائرية بمرجعيتها الجامعة .
إنّا لله وإنا إليه راجعون.
**************************************************************
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
https://youtu.be/CHlqYopjvqo?t=103
* كلمة السيد وزير_الشؤون_الدينية_والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي
يعزي فيها عائلة فضيلة الإمام عبد القادر عثماني شيخ الزاوية العثمانية رحمه الله وطيب ثراه.
حل وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي مساء اليوم الخميس 26 جانفي 2023 بالزاوية العثمانية بطولقة ولاية بسكرة، حاملا رسالة تعزية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لعائلة فقيد الجزائر، ومؤديا واجب العزاء في وفاة الشيخ العالم المفسر "سيدي عبد القادر عثماني" رحمه الله وطيب ثراه. وقد تأثرت أسرة الفقيد برسالة رئيس الجمهورية وعبروا عن شكرهم وثنائهم على هذه الالتفاتة التي واستهم في آلامهم.. ولملمت جراحهم.. وكفكفت دموعهم. وأكبرت العائلة صنيع رئيس الجمهورية، والذي يدل على تقديره واحترامه للعلم والعلماء ودعمه للشيوخ وخدمة القرآن وبيوت الله. وفي السياق ذاته قدم السيد الوزير رسالة تعزية أخرى من الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمن. وكان اللقاء خاشعا مجللا بالدعاء والتضرع إلى المولى سبحانه رحمة للفقيد وحفظا للبلاد والعباد.
لقاء مع شيخ الزاوية العثمانية
عبدالقادر بن علي بن عمر -رحمه الله
21-05-2014
كلمة الشيخ سي عبد القادر عثماني رحمه الله - بزاوية عين اقلال- 21-03-2016 -
الزاوية العثمانية طولقة14-01-2015
الزاوية العثمانية طولقة 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق