واجهة مدونة الاحسان

***الأسماء الحسنى***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم***"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات ...وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) ***سورة الاعراف*** الله *** الرحمن*** الرحيم *** الملك*** القدوس*** السلام *** المؤمن*** المهيمن *** العزيز*** الجبار *** المتكبر*** الخالق**** البارئ*** المصور *** الغفار *** القهار*** الوهاب *** الرزاق *** الفتاح *** العليم *** القابض *** الباسط *** الخافض*** الرافع *** المعز*** المذل *** السميع*** البصير*** الحكم *** العدل*** اللطيف *** الخبير*** الحليم *** العظيم *** الغفور*** الشكور *** العلى*** الكبير*** الحفيظ*** المقيت*** الحسيب*** الجليل*** الكريم *** الرقيب*** المجيب *** الواسع *** الحكيم*** الودود*** المجيد*** الباعث *** الشهيد *** الحق*** الوكيل*** القوى*** المتين *** الولي*** الحميد*** المحصى *** المبدئ *** المعيد*** المحيي*** المميت*** الحي*** القيوم*** الواجد *** الماجد*** الواحد*** الصمد*** القادر*** المقتدر*** المقدم*** المؤخر*** الأول*** الأخر *** الظاهر*** الباطن*** الوالي*** المتعالي*** البر*** التواب*** المنتقم*** الغفور *** الرؤوف *** مالك الملك ذو الجلال و الإكرام *** المقسط *** الجامع *** الغنى*** المغنى *** المانع*** الضار*** النافع*** النور *** الهادي *** البديع *** الباقي*** الوارث *** الرشيد*** الصبور*** " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)سورة الشورى"*** "الله لااله الا هو العزيز الحكيم"**** " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) سورة الحشر الاسماء السبعة*** لاإله الاالله*** الله***هو***حق*** حي***قيوم***قهار***
***أذكار الطريقة الرحمانية/خنقة سيدي ناجي/ ولاية بسكرة/الجزائر***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم *** زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه *** خنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة الجزائر ......الطريقة الرحمانية بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات...المعقبات بعد الصلوات الخمس ...استغفر الله العظيم الذي لااله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه ونسأله التوبةوالمغفرة...اللهم صل وسلم على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم عليه(03 مرات)ثم تقرأ آية الكرسي ... ثم تذكر سبحان الله ( 33 مرة)والحمد لله( 33 مرة ) والله أكبر (33 مرة)...لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ...اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم(09 مرات*** وفي العاشرة تقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك وصل وسلم على جميع الا نبياء والمرسلين وارضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين.)ثم تختم بقراءة سورة الفاتحة *** -الميثاق اليومي - *** بعد صلاة الصبح والعصر...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..... بسم الله الرحمن الرحيم...قراءة الفاتحة وسورة الاخلاص 03مرات وسورة الفلق وسورة الناس ...الصلاةوالسلام عليك يانبي الله...الصلاةوالسلام عليك يارسول الله...الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ...فأعلم أنه لااله الا الله ...ثم تذكر...لااله الاالله(300مرة-100بالمدالطويل100بالمد المتوسط100بالمدالسريع)...الله(66 مرة)...ثم تقول ...أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله 03مرات وفي تمام الثالثة تقول إلها واحدا وربا شاهدا ونحن له مسلمون... بعد صلاة الصبح والعصر ثم تقرأ الدعاء...ثبتنا يارب بقولها... وانفعنا يارب بفضلها ...واجعلنا من اخيار اهلها، ...يامن لا مثل له... في الذات والصفاة...إغفر لنا ما مضي... وأصلح لنا ما ياتي،...بجاه محمد... صاحب الشفاعة ...يامن له هذا الملك ...وله الملك الباقي ،...لاتجعل فينا محروما... يارب ولا شقي...بجاه محمد... السابق اللاحق ...مولانا مولانا... يا سامع دعانا ...بجاه محمد ...لاتـقطـع رجـا نــا...رب أحينا سعداء...وأمتنا شهداء ،...ولا تخالف بنا... عن طريقة الهدى... بفظلك يالله... والنبيء محمدا...آمين آمين آمين يارب العالمين(03 مرات)......ثم تقرأ- دعاء غنية الفقير - للشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه ...الصلاةوالسلام عليك يانبي الله...الصلاة والسلام عليك يارسول الله...الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله... ثم الصلاة الكاملة...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صـلاة أهل السموات والارضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين ( 03 مرات ) ثم تختم بقراءة الفاتحة*** نبغي للشخص ان يصلى على سيدنا محمد ﷺ عقب الصلوات الخمس وفي سائر الاوقات ان اراد الفتح والقربات لرؤيته عليه الصلا ة والسلا م من 1000 فمافوق وأن تكون بأكمل الحالات، متطهرا متوضئا مستقبل القبلة، متفكرا في ذاته السنية، لأجل بلوغ النوال والأمنية، وأن يرتل الحروف، وأن لا يعجل في الكلمات، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: إذا صليتم علي فأحسنوا الصلاة علي، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض علي.***وفي الطريق الرحمانية *** تقرأ كتاب دلائل الخيرات ومن صلاة عصر يوم الخميس تكثر من الصلا ة على سيدنا محمد ﷺ( اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه)الى غاية عصر يوم الجمعة*** صلاة الأمية - 80 مرة - *** بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب... الصلاة والسلام عليك يانبي الله... الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله... اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما وتصلي على سيدنا محمد 80مرة - صلاة الامية - ... اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم... وعند تمام 80 تقول ...اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماوصل وسلم وبارك على جميع الا نبياء والمرسلين وارضى عن الصحابة اجمعين وعن التابعين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين *** اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرحمة.اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون. "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)" سورة الصافات..... ***دعاء غنية الفقير للشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه***
*** أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم***"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات... دعاء غنية الفقير للشيخ سيدي عبد الحـفـيـظ بن محمـد بن احمـــد الخنقي رضـي الله عـنـه ***** بإسمك يا الله رب ابتديـــت *** عـلى النبي محـمـد صلـيــــت*** ثم السـلام مستمرا دائمـــــــــا *** على الحبيب المصطفى مـعظــــمــــا*** الله يارحــــمان يــــــا رؤوف *** ألطـف بعبدك المسئ الـضعـيـف*** وجد عليه ثـــــم تب تكرمــا *** وأرحمه إنــــــك رحـــــيم الرحـمــــا*** يــاربنا ياسامــــــع الأصـوات *** أسبل علينا الستـر فيمـــا يـأتـي*** وأحجب علينا صولة الظـلام *** وأكفنا شر الحــــــــاسد المـــثـــــام*** وأجعل مكائدهم في نحورهـم *** وأكفنا يامولانا مــن شـــــرورهـم*** وأدخلنا فـــي حصنك المنـيع *** وأكـنـفـنا بكـنـفـك المــــــريـــــــــع*** اللـه يا اللـه يـا مـــجـيـــــب *** أجب دعاء المظطر يـــــا قـريـــب*** وأحـفـظ صدورنـا من الخـنـاس*** و ولــــــــي أمرنا على الأنفــاس*** ولا تكلنا قــط لأ نفوســــنـــــا *** طرفــــــــــة عين أو أقل مــولانــا*** لأننا نحن عبيد ضعـــــفـــــــاء *** وأنت ارحــم الـــــراحمين رؤوفـــــا*** ياربنا يـا واسـع الغـفــــــــــران *** أنت الـــــــــكريم مالك الإحسـان*** أعل بنا على أمــــــرالمعـــا نــــد *** مــــــــــن هو لإخواننــا ذوحســد*** ولا تولي أمــــــــــــره عليـــنــــا *** بـــــــــل رده عليه لا إليــــــــــنــــا*** ياحي يا قيوم يا جبــــــــــــار *** أقهــــــــر أعداء نـا أيـا قــــهــــــار*** وأجعل عنادهم عليهم حـــسرة *** وزد نـــــا به في الإيــمان قــــــــوة*** وول أمــرهم عليهم ندمـــــــــا *** حـتى يكـــــــاد يـبرز لهم عـــــمـــا*** وأسجن شيطــــانهم ولا تــولــه *** على الإخوان وأكفنا من غـلـه*** وأقهر علينا كــل جبار عـــنيد *** مهمـــــا أراد نـــــــا بـشــــر قـيــــد*** ثقف لسانـــــه عند المقـــــال *** وكــــف يــــــده عند التعــــــــا لي*** يــا بر يــــا رحـيم يـــا وهـــاب *** هب لعـبيدك دعـــــــاء يـجـــــاب*** وهب لــــنا علما وحكمة مـــــعـــا *** يكن لـنا في الحال معا مـســرعـــــا*** ولا تحجب علينا سـر الحـكـــــم *** وأجعـله صـحـــوا لأبصـــارنــا يــم*** وأفجي سحاب مشـكـــلات بصــري*** حتى نشاهد شمــــوس حـاضـــري*** وأعـطنـــــــا مــــن فضلك العميم *** وأسقنا من سرك الـــــــــعـظـــــيم*** الله يــــــا فـــــتاح يــــــــا رزاق *** أرزق عبيدك رزقـا يســـــــاق*** وأفتح لــــه في الرزق ما يشـــــاء *** رزق الأشـباح عـنده ســـــــــواء*** مدارنا عـــــــــلى رزق الأرواح *** به الـتـنـعـم والعــيـش الصــــــاحـــي*** يا فوز مـــــــــن عاش به تمتعــــا *** دام سروره في الــــداريـــن مـــعـــــا*** يارب بالمختــــــــــار سيد البشر *** أدم حضورنا معك يـــــاقـــــديـــر*** وألزم وقوفنا ببــــــــــابك العــلي *** ولا تخـيب الرجــــــاء يا أزلــــــــي*** وأكتبنا في جمـــــلة أوليـــــــائــــك *** الداخـلـيـن تحت كـبـريــــــائـــــك*** بالإسم الأرفع المرفع الـــمجــــيـــــر *** أصلح أمورنا ياعالــم يا خــبـــيـــــر*** ياربنا يــــا ربنا أنت الكـــــــــريـــم *** أعـف علينا يا جواد ياحـليــــــــم*** وأسبل علينا ســــــترك المجـــملا *** ولا ترد كـفي صفـــــــرا مـحــــولا*** وأغفر لـــــنا وأرحمنا يا تــــواب *** نحن و الحاضرين و الغــيـــــابــــــوا*** وأمـــــنـــن بمغفرتك للمسلمــــين *** واغفر يا رب هـفوات الوالديــــــن*** وأقبل تنصل نــــاظــــم الأبيــــات *** عـبيدك المــــقـر بالســــيئـــــــــــات*** أوصيكم إخـــــــواننا عــــليكــــم *** بحفظ هذا النظـــــم به تسـلــمـــــوا*** ومـــــــــن قرأه صباحا ومسـايا *** أمـن من كــــــل داء وبلايــــــــــــا*** سـميـتــــه بغــنـيــــة الـــفــــقــيـــر *** ومن تـــــلاه لا يخشى من فـــــقــــر*** قائله عبد الحـفـيـظ المـذنـب *** ابــــــــــــــــن محمد لله أيــــــــب*** ختمت النظم بالصلاة والســـلام*** على الحبيب المصطفى خيرالأنــــام*** وآله وصحبه والتـابــــعــيـــــن*** مارنت الاطـيــــار بالتـــــلاحــيـــــن*** الصلاة والسلام عليك يانبي الله ***الصلاة والسلا م عليك يا رسول الله*** الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله ***اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا مـــــحــــمد وعلى آله وصــحـــــبه صلاة أهل السموات والأرضـيـن عليه ،إجـــري يارب لطـــفك الخـــفي فى أمـورنـا والمسلميـــن.(03 مرات)***دعـاء انـس الصــد يـق للشيـخ سيدي مـحمـدالمـكـي بـن الصـديــق الخنقي رضي الله عنه بــــاسم الإلــه عـــظــيــم الجـــلا ل*** نـحمـده جـــل فـي كـل حــــــال*** ثــم الصــلاة بــعـدو والســــــــــلام *** عـلى نـبي بــعثــه خـــتـــــــام*** محـمـد وصـحبـه الأخـــيــــــــــــــار *** وأصـــفيـــاء امــة المــخــــتـار*** فــجد علــيـنا وأغـــفر الذنـــــــــوب *** وكــن إليــنا واســتـر العــيـوب*** وألطـف بنا في مجـال الأقـــــــــدار *** واحـفــظ قلـوبـنـا من الأغـيـــار*** وأســلـــك بنا طريـقة الـــرشـــــاد *** أنـت الكريم مجـيـب المـنــــادي*** واســبـل عليـنا رداء الأسـتـــــــــا ر *** وعــافــنا مـن سبـل الأوعــــار*** وأجـعـل مألـنـا الـى رضـــــــــــــاك *** حــل بـيـنــناوبـيـن مـا ســواك*** وهــب لنــامــواهــب الـتـقـــــريب *** وأدخـلـنـا في كنف الـتــغـيـيـب*** واشهدنــا من جمـال الجـمــــــــال *** وحـلــنا بــحـلـل الـــكـــمـــــــال*** يا بـــر يافــتــاح يا مــنـــــــــــــــان *** ويــا عظــيـــم الجـود ياحــنـــان*** انـت الـرؤوف الـرحيم الرحمــــــان *** الـمؤمـن المهيـمـن الـديـــــــان*** ذو الطـول ولاحـسان والانـعـــــام * ** والفــضـل والـمـنـة والاكــــــرام*** افـتـح لنا خـزائـــن الــــعــلـــــوم *** ونــافـــع الإلهام والفــــــــــهوم*** ورقـــنا فـي درج الأحـبـــــــــــاب *** واســقــنا مـن خـالص الشـراب*** وأمنـن علـيـناواجـب الوجـــــــود *** بكشـف حــجـب بـصــر الشــهود*** وأغـنـنا عـن السـوى يا أحـــــــــد *** و عـــافـنا مـن البـــلا يــــا صــمد*** وأردد شــــــــرور جـمـيع الحسـاد *** عليهم وأهــدهم يا هـــــــــــــاد*** نعـم المولى أنت نعم النصيـــــــر *** مطــلـــع على الخفا بصــــــــير*** دعـونـاك بـحـال الإضـطــــــــــرار *** أقــبـل علـينــا جــد بالإنــتـصــار*** على الشيطان وهـوى النفـــوس *** وقـدسنــا باســمـــك القـــدوس*** أنت العــزيز الجـبــار الكبـيـــــــر *** ذو قـــوة وسلـــطـان قـــــديـــر*** أقــهـرعليـنا جمـيـع الأعــــــــداء *** وقـــــنا عـــقـــوبـة الإيــــــــذاء*** الله يـــا رحـــــمـــان يــــــاودود *** رحـــمـاك ربـنـا وعـــد مـوعــــود*** أدخل قلوبنا شمس الهدايــــــة *** وحـــلـل بـنـا دائــرة الولايــــــــة*** ومثـواناإجـعـل حضـرة الجــــليـل *** غـــــــد ونـا بــها وبالأ صيـــــــــل*** أشـرح صـدورنـا بالوحــــدانيـــة *** وجـمـلـنا بـالأخــــــلاق السنـــية*** وأسـلـك بنا في لجـج التوحـيــد *** ونجـنـا مـن شــــرك التـقــيــيـــد*** حتى نغيب عن سواك والأثـــــــر *** ونستــريـح مـما غـــاب وحـضــــر*** يا ربـــنـا ياصــادق المــيـعــــــاد *** ياحــاضرا مســتــمــع المنـــادي*** إختم لنا بسابـق العــــــنايــــــة *** وأحــطــط عـنا تــبـعـة الجـنـايــة*** وأغفر ذنــوب جـمـيـع الابـــــــــاء *** والمسلمــيـــن بخـــيــر الـــــوراء*** قائـلـه مسـتـغـفـرا حـــــقـيــــرا *** إغــفـر لـه يـا عـالـمـا خــــبــيـــرا*** محمد المكي نــجــــل الصـديـــق *** وتابـعــوه مــن أهــدى فـريــــق*** وصـل يــارب على الرســـــــــــول *** مـحـمــد وصـحـبـه العــــــــدول*** وآلــه وســـــــلــمــن جـمـيـــــعا *** علــيهـــم وزدهــــم تـــرفـــيــعـا*** ( طبع بالمطبعة الرسمية التونسية في ربيع الانور عام 1314 هـ) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ر ب العالمين)
***اهمية الذكر ومقام الاحسان***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم*** اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه ،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين *** الصلاة والسلام عليك يانبي الله*** الصلاة والسلام عليك يا رسول الله*** ***الصلاة والسلام عليك يا رحمة للعالمين***الصلاة والسلام عليك يا شفيع المؤمنين***الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله*** اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان ووفقنا لما تحبه وترضاه من صالح القول والعمل واجعلنا ممن يقول خيراأو ليصمت مخلصين لك الدين والحمد لله رب العالمين***السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ***اهلا وسهلا بالإخوان في مدونة الاحسان خنقة سيدي ناجي *** فضل المداومه على الأذكار*** بسم الله الرحمن الرحيم*** الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه*** *** ذِكر الله من أجلِّ العبادات وأحبّها إلى الله سبحانه وتعالى، فلم يزل يأمر بها عباده ويحثُّهم عليها تزكيةً لنفوسهم وتقويةً لإيمانهم وزيادةً في يقينهم، فإنَّ المُلازم لذِكر الله في كافة أحواله، لا تراه إلاَّ سبَّاقًا إلى طاعة الله، وقَّافًا عند حدوده، قائمًا بأمره، توَّاقًا إلى لقائه، مُدبِرًا عن الدنيا، مُقبِلاً على الآخرة. وقد علَّق الله جلَّ وعلا فلاح المؤمنين بإقامتهم لذكر الله، فقال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [الجمعة:10]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا( [الأحزاب: 41] ولقد نهى الله جلَّ وعلا عن الغفلة عن ذكره، فقال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ( [الأعراف: 205] لأنَّ الغفلة عن ذكر الله تُمكِّن الشيطان من إحداث الوساوس والخواطر، وتُضعِف إيمان المرء وتجعله أسير الشهوة والنفس الأمَّارة بالسوء ومغريات الدنيا الفانية؛ فلا تراه إلاَّ متثاقلاً عن أداء الفرائض، سبَّاقًا إلى الشبهات وانتهاك الحرمات، وتلك علامة الموت والغفلة. فعن أبي موسى عن النبي قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» . وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة». فذِكر الله حياة القلوب وبهجة النفوس، وشفاءٌ للصدور والأرواح، وقوَّةٌ في الأبدان، ونور في الوجه والعقل والبصر، لذلك قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ( [العنكبوت: 45]. وعن عبد الله بن بسر أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة ولا أستطيع القيام بكلِّها، فأخبرني بما شئت أتشبَّث به، ولا تُكثر علي فأنسى. قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى».*** وللذِّكر فضائل وفوائد لا عدَّ لها ولا حصر، ويكفي أنه من أجلِّ العبادات وأحبّها إلى الله، ومن أسهل الطرُق وأيسرها وأقربها إلى رضوانه وجنته. فلو تأمَّلت أخي الكريم في بعض الأذكار المأثورة، وعاينت كلماتها لوجدتها سهلة على اللسان لا تحتاج إلى كبير جهدٍ أو عناء، ثم لو طالعت ما أعدَّ الله جلَّ وعلا للمُشتغلين بها من عباده لعلمت أنَّ ذكر الله من أجلِّ العبادات وأصلحها لشئون الدنيا والآخرة. وفيما يلي أعرض عليك أخي الكريم هذاالحديث الشريف : فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «لقيت ليلة أُسرِي بي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر». فمن منا يعجز عن قول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»؛ إنها جملة سهلة المبنى بيَّنة المعنى، يقولها الضعيف والقوي والصحيح والسقيم، ومع هذا فإنَّ أجرها عند الله عظيم؛ فهي غراس الجنة .. وما أدراك ما غراس الجنة؟ فشجرة من أشجار الجنة يسير فيها الراكب مائة عام ما يقطعها! فالعاجز، من حرم نفسه هذا الأجر وزهد في غراسٍ دائم باق، واشتغل بغراس الدنيا الزائف ***قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من قال بعد صلاة الصبح أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك إلهاً واحداً صمداً.. لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له كفواً أحد .. كتب الله له أربعين ألف حسنة ) حديث حسن ذكره ابن السني في عمل اليوم والليله رقم 162 ***علم التصوف علم ليس يعرفه *** الا اخو فطنة بالحق معروف وليس يعرفه من ليس يشهده *** وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف ***ليس التصوف لبس الصوف ترقيعه*** ولابــكاؤك إذاغنى المغنونا*** ولاصـياح ولا رقـص ولا طرب** **ولاإختباط كأن صرت مجنونا** بل التصوف أن تصــفو بلا كدر*** وتتبع الحق والقــرآن والدينا*** وأن تـرى نادماعلى ذنوبك*** طـــــــول الدهر محــــــزونا*** إذا لم يكن للنفس شيخ له هدى*** يؤدبهابالروح زاغت عن السـير*** يا من تروم ســعادةأبدية** والفوز بالمرغوب والرضوان*** فاسلك سبيل الذاكرين ولذ بهم*** فســبيلهم فيه رضاالرحمن*** واتبع طريقتهم فإن عمادها *** فقه وتوحيدمع الإحســـان ومقام الاولياء عظيم لمن يعرف قدرة******* إلزم الأولياء صدقا وسلم*** لحالهم واعتقد كمال الصفاء*** واستقم عاشقا إن رمت وصلا*** بحماهم في شدة أو رخاء**** وتمتع بحبهم وافنى فيه*** هم أجل الصحاب والرفقاء*** هم ملوك الحمى أسود البرايا*** أهل حلم ونجدة ووفاء****** قال الشيخ الجليل ولي الله أبو سالم سيدي إبراهيم التازي***** دفين وهران رضي الله عنه***** زيارة أرباب التقى مرهم يبري **** و مفتاح أبواب الهداية و الخــيــــــــر*** و تحدث في القلب الخلــي إرادة *** و تشرح صدرا ضاق من سعة الـــوزرى*** و تنصر مظلوما و ترفع خاملا ***** و تكسب معدوما و تجبر ذا كســـــــــرى*** وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا ***** و ترفع بالبر الجزيــل و بالأجـــرى*** عليك بها فالقوم باحوا بسـرها **** وأوصوا بها يا صاح في السر والجهرى*** فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا***** فألقته فـي بحر الإنابة و الســرى*** و كم مــن بعيد قربته بجذبة**** ففاجأه الفتح المبين مــن البــرى*** و كم من مريد ظفرته بمرشد ******* حكيم خبير بالبلاء و مـــا يـبــري*** فألقت عليه حلة يمنية مطـرزة ********** باليمن و الفتـــح و النصــرى *** فزر و تأدب بعد تصحيح توبة ***** تأدب مملوك مع الملـــك الحــــرى*** ولا فرق في أحكامها بين سالك *** مرب ومجــذوب و حـــي و ذي قـبـرى*** و ذي الزهد والعباد فالكل منعم*** عليه و لكن ليست الشمس كالبدرى*** اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه ،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين *** الصلاة والسلام عليك يانبي الله*** الصلاة والسلام عليك يا رسول الله*** ***الصلاة والسلام عليك يا رحمة للعالمين***الصلاة والسلام عليك يا شفيع المؤمنين***الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله*** *صلاة الذاتية لسيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه وأرضاه*** اللهم صلى على الذات المحمدية اللطيفة الاحدية شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار ،ومركز مدار الجلال ، وقطب فلك الجمال ، اللهم بسره لديك وبسيره إليك امن خوفي واقل عثرتي واذهب حزني وحرصي وكن لي وخذني إليك منى وارزقني الفناء عنى ولا تجعلني مفتونا بنفسي محجوبا بحسي واكشف لي عن كل سر مكتوم ياحى ياقيوم. ***والحمد لله رب العالمين***

الجمعة، 12 فبراير 2010

كتاب سلوك العارفين

كتاب سلوك العارفين
الإمام أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله

عن دار الجنيد على الشبكة الدولية


قال الشيخ الإمام العالم أبو عبد الرحمن السّلمي رحمة الله عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أكرمنا بطاعتك
الحمد لله رب العالمين، وصلى على سيدنا محمد وآله أجمعين.
سألتني أسعدك عن سلوك المحققين ومراتب مقاماتهم.
فاعلم: أن أخبر عن الموحدين، الذين وحَّدوه وشهدوا له بالربوبية بقوله تبارك وتعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكةُ وأولوا العلم قائماً بالقسط [آل عمران:18]:
فحقيقة الشهادة بالتوحيد: ما شهد الحق لنفسه بكمال علمه وتمام قدرته بالاستحقاق، ثم وحَّده سائر خلقه.
وإنما شهدوا له رسماً لا حقيقة؛ فكل على مقدار علمه وحاله، وبعده ودنوّه.
وشهد هو لنفسه وهو مشاهد ذاته.
واستشهد من استشهد من خلقه قبل خلقه لهم: تنبيهاً أنه عالم بما يكون.
وشهادة الحق لنفسه بما شهد به: شهادة صدق، أعلَم بذلك: أنه لا يقبل الشهادة إلا من الصادقين.
وشهادة الملائكة له بذلك: شهادة اضطرار؛ لِما يشهدون من آثار الغيب، ولِما جبلوا على ذلك.
ثم قال: وأولوا العلم أربع طبقات:
اثنان منهم: أهل الظاهر، وهم: أصحاب الأحاديث والفقهاء.
واثنان: أرباب الباطن، وهم: أهل المعاملات، وأرباب الحقائق.
وأصحاب الحديث: نقلة الأخبار وحافظوه، المشتغلون بحفظه وجمعه، وصحيحه وسقيمه.
والفقهاء: هم العاملون بأحكامه وبيانه وناسخه ومنسوخه ومجمله ومبينه ومفصله.
وأهل المعاملات: هم السالكون مسلك التزهد وتصحيح الأفعال والمجاهدات.
وأرباب الحقائق: هم المجردون في حقائق التوحيد والمشيرون إلى التفريد من غير التجرد، والمعبرون عن معاني الأحوال، وهم الذين سُمُّوا: الصوفية.
وطبقة أخرى من العلماء: هم علماء النِّسبة، وهم: الذين تفرّدوا عن الكل بالفرد، وتجردوا عن الأكوان، وتوحدوا بالأحد الصّمد: عرفوا معاني أسامي الحق وحقائق صفاته، وعاينوا الغيوب، وسلِموا من أشغال الكون، ورجعوا إلى حقائق الحقّ، فتحققوا فيه، وانقطعت أسبابهم عن الخلق، أجمعوا وانتسبوا إلى الحق، وصححوا معه النسبة بالكلية.
وهم سادة الأمة، فالإخبار للغير عن أحوالهم صعب وإخبارهم عن أنفسهم على حدود الإشكال؛ صح لهم مقامهم بتصحيح نسبتهم مع الحق، وأشكل عن الخلق مواردهم ومصادرهم.
وهم حجة في البلاد، وإليهم مفزع العباد؛ علت مرتبتهم المراتب؛ لأنهم حطّوا رحالهم في الحضرة، فلا يرجعون منها إلى الرّسوم إلا لإقامة فرضه أو ليتأدب بهم مريد، ولدلالة مريد على سلوكه.
وهم أهل التمكين في التصوف، وأهل الاستقامة فيه.
إليهم النهاية، وبهم القدوة في أحوال القِدَم عن الحدث وترك ما علم وجهل أن يكون تعالى مكان الجميع، وهذا قول الجنيد رحمه .
والمُوحد عندهم: من يتوحد ثم يُوَحَّد.
والتوحيد: إثباتٌ لا نفي فيه، ونفي لا إثبات معه، وفناء فيما بين الحالين، ثم فناء عن ذلك الفناء، حتى لا يكون له حينٌ ولا عنه إخبار.
وطريقة الخراسانيين في التوحيد: إثبات الموحد بنفي ما يضادّ عنه.
وأيضاً: أن يكون العبد قائماً بسرّه وقلبه وحاله بين يدي ربّه، لا يلاحظ غيره، ولا يشاهد سواه.
وأيضاً: هو بقاء الحق وفناء ما دونه.
ثم المعرفة: وهو أن تعالى يعرف إلى خواصه بذاته، ويسقط عنهم بذلك آثار المعرفة والرسوم، فلم يعرفوا غير معروفهم، ولم يعاينوا سواه.
وأيضاً: فإن العارف: من تُجْمع له المتفرقات، وتستوي عنده الأحوال، ويسقد عنه رؤية الأغيار.
وأيضاً: إن العارف: أن يكون بلا حد، كما أن المعروف بلا حدّ.
وطريقة الخراسانيين: أن المعرفة: آثار أنوار العناية على قلوب الأولياء، فيزينهم بأنواع الكرامات: من القربة والمحبة والشوق والأنس وغير ذلك.
وطريقة أخرى لهم: وجود تعظيم تعالى في القلب وتأثير ذلك التعظيم خشية على الجوارح وخشوعاً عليها.
ثم يرجع إلى بيان مبادئ المقامات والأحوال:
فأول مقام فيها: التوبة:
وهو: أن يرجع من الكل إليه؛ لأن له الكل.
وقيل: أن يكون لله تعالى وجهاً بلا قفا، كما كان له قفاً بلا وجه.
وطريقة الخراسانيين: الرجوع من كل ما ذمه العلم إلى ما مدحه العلم.
وقيل: إن التوبة أن لا تنسى ذنبك.
وقيل: أن لا تذكر ذنبك.
ثم الانتباه في التوبة: أن يعرف مِنَّة عليه فيما أهّله له من الرجوع إليه.
وقيل: الإقبال عليه.
وقيل: إن الانتباه تيقظ القلب للواردات.
وطريقة الخراسانيين: هو طرد الغفلة، ولزوم المراعاة ثم الحذر.
قال العراقيون: الحذر من : مراقبة السر عن الالتفات إلى الأغيار.
وطريقة الخراسانيين: أن يكون على حذر، وهو: أن يصحح توبته في مجانبة ما يضادها.
وقيل: تصحيح توبة المريدين: من مفارقة المخالفات وتصحيح توبة العارفين: في مجانبة الغفلات.
وطريقة الخراسانيين: تصحيح التوبة: إتهام النفس على جميع الأحوال، وترك الركون إليها في وقت من الأوقات؛ لأنها أمارة بالسوء.
ثم أول ما يلزمه ويجب عليه بعد تصحيح توبته وسلامتها: أن يجتهد في إتمام فرائض تعالى عليه وأوامره في الأوقات المؤقتة:
فيبدأ من ذلك: بطهارته، التي [ هي ] فرض في نفسها، ومتعلق بها أجَلّ الفرائض بعد التوحيد، وهي الصلاة.
والطهارة طهارتان:
طهارة في الظاهر: هو على الأعضاء المرتبة.
وطهارة في الباطن: على القلب بمداومة الإخلاص.
فيسبغ طهارة ظاهره بماء طاهر مطهر مع كمال: اغسل أعضاءَ طهارتك في الحر والبرد، مقروناً: بالنية، والعلم بأنك مأمور به من جهة الحق؛ لأن تعالى يقول: وما أمروا إلا ليعبدوا مخلصين له الدين [البينة:5].
ويعلم أنه إذا أخلص العمل لله تعالى كفاه منه القليلُ، وإذا لم يخلص لم يكفه الكثير.
ثم يبدأ في صلاته، ويعلم أنه اتصالٌ، وهي في الحقيقة انفصال؛ وذلك أن العبد لا يتصل بربه إلا بعد انفصاله من الأكوان وما فيها.
ويعلم أنه في صلاته يناجي ربّه تعالى، والمناجاة لا يكون إلا عن دنوٍّ، فيحقق في ذلك، ويلزم نفسه أدبَ ذلك الموقف: فلا يشهد غير من يناجي سراً وإعلاناً، ويشتغل بحاله في ذلك الوقت حتى لا يؤثر عليه شيء، ولا يختلج في سرّه.
يبدو عليه في ذلك المقام حال لم يكن يبدو عليه قبل ذلك، كما روي أن النبي كان يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء.
ويحفظ على نفسه في تلك الحال أوامر الشرع وفرائضه وسننه وآدابه؛ فإن الظاهر عنوان الباطن.
ثم إذا فرغ من صلاته لا يهمّه شيء إلا النظر في تقصيرٍ في صلاته، وقلّةِ حضوره فيها، وكثرة هواجسه.
ثم يطالب نفسه بزيادة ما أثم عليه من مناجاة ربّه، أو فقدها، فيشكر للزيادة ويحزن لفقدها.
ثم إذا صحت له صلاته، نظر في أفعاله كلها على هذا السبيل، فيطالب نفسه بتصحيح جميعها، ويرى تقصيره ونقصانه فيها.
ويعلم: أن ما مِنْه مرضيٌّ: فهو من لا منه، وما منه: فهو في محل الآفة والسَّخط.
ثم الورع: وهو أن يتورع عما سوى تعالى.
قال الخراسانيون: الورع: ترك الشهوات والشبهات.
ثم الزُّهد: والزهد: أن يزهد في الزهد؛ لعلمه أن ما يزهد فيه لا خير له.
لذلك قال الشبلي:" الزهد خشية ".
وحقيقة الزهد: أن يزهد فيما سوى تعالى.
وقال الخراسانيون: الزهد: خلو الأنفس والأيدي عن الدنيا، وخلو القلب مما خلت منه النفس واليد، وترك حظوظ النفس أجمع.
ثم الخوف: وهو أن يخاف تعالى فيه، وبعده ومنه.
وأيضاً: يخاف أن يبدو منه خلاف الحق، فيسقط بذلك من عين الحق.
وطريقة الخراسانيين: ما سئل أبو حفص رحمه تعالى عن الخوف؟ فقال:" سَلْ عنها الخائف؛ فإني لم أر خائفاً إلا لنفسه أو على نفسه؛ فأين حقيقة الخوف من تعالى".
ثم الرجاء: لتطمئن النفس وتهدى ولا تقلق على الخوف؛ فإن الخوف يتأجج عن صاحبه إذا لم يمد بالرجاء، ومتى غلب الرجاء تعطل العبد، وإذا غلب عليه الخوف قنط، فينبغي أن يعتدلا.
وقال الخراسانيون: الرجاء: هو المداومة على الطاعة مع ترك النظر إليها والاشتغال بها.
ثم الصبر: وهو الالتذاذ بأنواع البلاء، وحمل مؤنته حتى تنقضي أيامه.
وقيل: الصبر له وبه عمَّن سواه ودونه.
وعند الخراسانيين: أن الذي يعرفه الناس صبراً وهو التصبّر، والصبر: التهدّف لسهام البلاء، وكلما يستلذ به الصابر ويكون فيه محفوظاً، وهذا هو التصبر؛ لأنه يتجرّع مرارته ويكابد عليه.
ثم الرضا: وهو فناؤه عن رضاه بمشاهدة رضا تعالى عنه.
ومنهم من شغله إرادة الحق ومحبته عن مطالعة رضائه عنه لإرضائه بحال.
وعند الخراسانيين: أنه الطمأنينة عند كل وارد يرد عليه شاء أم أبى.
وقال بعضهم: الراضي لا تغيّر تصاريف الأحوال به وعليه.
وقال الفضيل بن عياض:" الراضي لا يتمنى فوق منزلته ".
ثم التوكل: وهو أن يكون لله تعالى كما لم يكن، ويكون الحق له كما لم يزل.
وعند الخراسانيين: أن يصدق فيما وعد، ويثق به فيما ضمن، ويسقط عن نفسه التدبير.
واختلفت هاهنا الأقوال:
فقال العراقيون: التوكل يقتضي الرضا.
وقال الخراسانيون: الرضا يقتضي التوكل.
ولكلِّ وجةٌ.
وإذا صح التوكل، صح له التفويض والتسليم والمجاهدة:
فالتفويض: هو اتِّهامُ النفس فيما تشير به عليه ومخالفتُها والاعتماد على تعالى؛ لعلمه بشفقته على عباده.
ويصح له ذلك إذا التجا إلى تعالى في جميع أحواله ولا يكون علاقةٌ سواه ولا متعلق.
والتسـليم: هو ترك التدبير، وقبول الموارد بالسمع والطاعة والرّحب والدّعة.
والمجاهدة: هي اتباع الأوامر بحسب الطاقة، وإتعاب البدن فيها إلى أن يبلغ روح التلذذ بالعبادة، فيصير في عبادته مستروحاً.
ثم الحياء: وإنما يتولد الحياء من مطالعة الهيبة والعظمة، فيستحي من توحيده ومعرفته وخدمته وحسناته؛ لما يعلم فيها من النقص والعيب، وأنها لا تصحّ لمقابلة الأمر.
وعند الخراسانيان: الحياء: هو الانكسار بجميع القلب وملازمة الخدمة بنهاية الطّاقة، والندم على ما سلف من الطاعة؛ لشوبها بالرياء والدّعاوى الصّادقة، فكيف الكذِبَة؟!
ثم الإرادة: وهو اعتقاد القلب طلب مرضاة تعالى وإرادة موافقته.
وإذا صح له حال الإرادة: استغنى بصحّة إرادته عن علم العلماء وحِكمة الحُكماء.
وعلامته: أن يكون نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة.
ثم يصير مُراداً، والمُرَاد: من يُحْمَل عنه الأثقال، ويسير في الراحات والعوافي؛ يكون محمولاً لا حاملاً، وما من يَمْشِي برجليه كمن يُمْشَى إليه، ولا مَن نودي عليه.
وقال بعضهم في الفرق بين المُراد والمُريد: أن المُريد تتولاه سياسة العلم، والمُراد يتولاه رعاية الحقّ.
ثم إذا صحت له الطّرق سلوكاً لا خَبَراً وعلماً، يلزم بعد ذلك آداب الفقر وسياسته:
ومن آداب الفقر ومواجبه:
أن يخاف الفقير على فقره أكثر مما يخاف الغني على غناه.
وأن يغار عليه ولا يُظهِرَه، وإذا ظهر عليه ذلك اجتهد في ستره.
ولا يجالس الفقراء مجالسةً يظهر بذلك فقره، ولا يباين الأغنياء مباينةً تبدو بمباينتهم عليه آثاره.
ويصحب الخَلقَ على شرط السلامة، ولا يبدي غناً ولا فقراً.
ويكون من زلل، له أحوال يخلو بنفسه، يطالبها بصدق ما يبديه ويظهره.
نفسه منه في تعب، والناس منه في راحة.
يبيح للخلق ظاهره، ويضنّ عليهم باطنه.
ولا يسكن إلى معلوم، ولا يوحشه معدوم.
وإن ظهر له من القدرة رِفقٌ قَبِلَه، وعلِمَ أن الحقَّ أظهره له، وإن ظهر له ذلك بسببٍ ميّزه ولم يخالف شرطَ العلم.
ولا يطلب غائباً، ولا يتبع نفسه مراداً، ولا يتكلف في الطلب.
ولا يلزم موضعاً يُعرف به، ولا لباساً يتميز به عن أبناء جنسه.
يكسب ظاهراً، ويتوكل باطناً.
إن نطق فبعلم، وإن سكت فبوقار وحِلم.
وإن أكل فبإيثار.
وإن نظر فبعبرة، وإن سكت فبفكرةٍ، وإن سمع فبوَجدٍ.
وإن أمر فبمعروف، وإن نهى فعن منكر.
يشغله وقته عن مراقبة أوقات إخوانه.
يرى فضل الخلق بمشاهدة نقصانه.
يستعمل الأخلاق مع الأجانب، فكيف مع الموافقين؟
يحترم المشايخ، ويكرم الأصحاب، ويرحم المريد.
لا يأخذ الرفق بسبب، إلا في وقت الحاجة من موضعٍ يسكن إليه قلبه.
ولا يستبد في رفقه بأحد دون أصحابه: يحتمل أذى أصحابه ولا يؤذيهم، ويحفظ لهم أحكامهم ولا يحكم عليهم وإن جاراهم العلم فعلى سبيل النصح، وإن كلمهم فعلى طريق الأنس، يطلب لعثراتهم معاذير، وإن ظهر عذر لم يقبله قلبُه علِمَ أن العيب منه لا منهم، يستر عليهم القبايح بل لا يرى منهم قبيحاً إلا في خرق الشرع وما يؤدي إليه فقط، ولا يرى نفسه أهلاً لمجالستهم إلا على حد التَّبع.
يأخذ نفسه باستعمال الشريعة ومحاسن آدابها.
يراقب قلبه في أداء الفرائض.
ولا يرى نفسه أهلاً لرفع حاجة إلى مولاه، ويكون من حاجاته إلى مولاه سؤال التوبة والمغفرة والغفران.
ينشر إرفاقه في كل الأوقات.
ولا يزدري الفقراء، ولا يتهاون بالأغنياء، ولا يخضع لهم بسبب رفق.
ويتيقن أن المعطي والمانع هو وحده تعالى؛ يكون فقره عن الأكوان، وغناؤه بمكوّنها.
يرحم أهلَ البلاء، ويسأل ربه العافية.
ولا يعيِّر أحداً، ولا يحقد على مسلم، ولا يحسد إخوانه ولا يشمت بهم.
ولا ينقض عهداً، ولا يخالف عقداً.
ولا يسكن إلى شيء، ويسكن إليه كل شيء.
ولا يألف أحداً، ويألفه كل أحد.
ولا يستأنس بأحد، ويستأنس به كل أحد.
ظاهره: إمام آداب المريدين، وباطنه: مرآة أنوار العارفين.
لا يعرفه في فقره ومقامه إلا أشكاله.
لا يسافر على المراد، بل يكون سفره: حجاً، أو جهاداً أو قصد شيخ، أو رياضة نفس، أو صحبة رفيق، أو طلب علم، أو زيارة أخ.
ويتعلم ما لا يستغني عنه في أداء فرائضه، ويداوم درس القرآن في خلواته، ويشتغل بالذّكر في أكثر أوقاته.
ولا يتماوت في فقره، ولا يشكو؛ فإن شكاية الفقير لا نهاية لها.
ويعمل في دوام المجاهدة ظاهراً وباطناً.
أعز شيءٍ عليه وقته، لا يشغله إلا بأعزّ الأشياء: وهو دوام المراقبة، واتباع الأوامر، وطلب مرضاة ربّه.
أرجا أوقاته عنده: وقت يقوم بخدمة إخوانه.
يؤثر إخوانه بالأرفاق، ويتحمل عنهم المشاق.
ولا يرى لنفسه فضلاً على أحد من إخوانه.
يُلزم نفسه الأدبَ ليتأدب به من يجالسه.
ويتوب عن أصحابه إذا أخطأوا، ويعتذر لهم إذا أذنبوا وينعشهم إذا أعثروا، ويصفح عنهم إذا زلوا.
يتكبَّرُ على مَن يتكبّر على الفقراء، ويميل إلى من يحترمهم ويميل إليهم.
يوسع على إخوانه بالأحكام، ويضيق على نفسه فيها.
يترك ما لا يعنيه، ويشتغل بما يعنيه.
يتأدب بالمشايخ، ويؤدّب الأصحاب.
ولا يصحب الأحداث، ولا يأخذ أرفاق النساء.
يسكن سرّه عند العَدَم، ولا يعتمد على الكفاية إذا وجد؛ بل يعتمد على الكافي .
يعادي الهوى، ويُعانق الصبر، ويفارق الشهوات.
كلامه نصيحة، وصمته فكرة.
لا يجالس إلا إخوانه، ولا يرافق إلا أقرانه.
ولا يصحب مخالفاً لطمع، ولا ينبسط لصاحب دنيا بسبب رفق؛ يصون فقره عن مخالطتهم ومجالستهم.
لا يلين جانبه للعوام فيتطرقوا بذلك إلى مجالسته.
ويتأدب بإمام.
ويلازم السنة، ويصحب من تبعها، ويجتنب البدعة وأهلها.
ولا يلبس المرَقَّعة إلا مضطراً.
ولا يتزوج إلا إذا خاف على نفسه هتك حرمةٍ.
ولا يتصدر في المجالس، ولا يتكلم على الناس، ولا يعتاد مجالس السماع.
ولا يدّخر.
ولا يرجع إلى معلوم.
ولا يكون له بفقره وجهاً إلى الأغنياء.
ويعلم بعد هذا كله: أن سالك الأحوال لا بد له من علم سلوكه وعلم الأحوال.
ويعلم أن العلم به غير المعرفة، وأن المعرفة غير الوصول إليه، وأن الوصول إليه غير التحقق فيه، وأن التحقق فيه غير الصدق.
وطلب الصدق في التحقيق: من أجلّ المقامات، ولا يعرف مقام الصدق من نفسه إلا الأنبياء وخواص الأولياء، الذين بلغوا محل القُرب والدنو والمكاشفة والمجاهدة.
هذا وأشباهه: صفة أهل الصُّفَّة ، الذين تولوا على حكمَ رسول ، فكانوا في حكمه، وتحت رفقه؛ قال تعالى: لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ، لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً .. الآية: [البقرة:273].
وصيانة الفقراء في ثلاثة أشياء: الكونُ بحكم الوقت وملازمة الأوامر على حدود السنن، وترك التشريف للأرفاق.
وإذا صحت له هذه المقامات، طالب نفسه بالصدق فيها:
والصدق: ترك المداهنة مع النفس في حالٍ من أحوالها ومطالبتها بتصحيح أفعالها وأحوالها.
ومِن لم يحكم فيما بينه وبين ربّه طريقةَ الصدق؛ فإنه لا يصل إلى شيء من سبيل.
ثم يراعي ظاهره بحسن آداب الشرع، والوقوف مع الأوامر بالمبالغة والجدّ، والتباعد عن المناهي.
ويراقب باطنه وما يرد عليه من الأحوال ساعةً بعد ساعة، ويسوس باطنه بالمراقبة كما يسوس ظاهره بالمراعاة، ويرجع في طرد الغفلة والالتجاء والتضرع إلى ربه.
ويشاهد في ذلك كله: مراقبة الحق عليه في كل الأحوال؛ فإن يقول: إن كان عليكم رقيباً .
وإذا صح له مراعاة ظاهره ومراقبة باطنه، يبدو له بعد ذلك حال المكاشفة:
[ والمكاشفة ] في طريق العراقيين: أن يُكشَف له عن المغيبات فيحكم فيها وعليها، ويكشف له عن أحوال الخلق ولا يغيب عنه منهم شيء.
وطريقة الخراسانيين: أن يكشف له عن عيوب النفس وخيانة السر، فلا يدخل عليه حالٌ إلا وهو يعرف صحَّته وسقمه، ولا يغفل عن ظاهره وباطنه.
وأما أحوال الحقائق في المكاشفة:
فمنهم من يُكشف له عن حاله.
ومنهم من يُكشف له عن مُراده.
ومنهم من يُكشف له عن عموم الأحوال، ولا يؤذن له في الإخبار عنها.
ومنهم من يُكشف له عن مراد الحق فيهم.
ومنهم من يكون مكشوفاً، مأذوناً له في الإخبار عما كُشِف له من المَراقب التي خُصَّ هو بها، وخص بها سائر الأولياء.
وهذا دخل في محل الأمانة، والأمناء من الأولياء: هم النهاية في الولاية.
ثم يصح بعد ذلك حال المشاهدة:
والمشاهدة: أن يشهد الغيوب وما يجري فيها، ويشاهد فعل تعالى به، وفعلَه في الخلق، وما يرد ويصدر.
وأهل المشاهدة متباينون في مقاماتهم على حسب تباين أهل المكاشفة.
ثم يدخل في مقام الفناء والبقاء:
وهو عند الخراسانيين: أن يفنى عن كل شيء، ويفنى عن مراداته، ويقوم على مراد الحق فيه.
وعند العراقيين: فناء حظ العبد عن كل شيء سوى تعالى، ببقاء حظّه من تعالى، ثم يفنى حظوظه ويبقى عليه حظُّه بعلم فنائه.
وقال ابن ظاهر: هو فناء رؤية العبد عن جميع الأشياء فتبقى مشاهدته بموجدها ومُظهرها.
وقيل: إن الفناء إخلاص العبوديّة، والبقاء بآدابها.
ثم يدخل في مقام التمكين:
والتمكين عند العراقيين: قومٌ جازوا درجات الأوصاف والحظوظ والإرادات، فوصفهم بما يُوصفون به، وأراد بهم ما يراد به، وحكمهم حكم الحقِّ فتقهره، فلا يكون له رجوعٌ إلى شيء من أحواله، ولا التِذاذٌ بما يطرى عليه؛ لما غلبه من أنوار الحق.
وعند الخراسانيين: التمكين حالٌ يرد على العبد، يسهل عليه حمل موارد الحق حتى لا يعجزه بعد التمكين وارد؛ لكمال ما أيّد به من عناية الحق.
ثم يدخل في حال الجمع والتفرقة:
وهو عند الخراسانيين: أن يجمع بهمَّةٍ ولا يشتّت عليه، فيكون مجموع السرّ، واقفاً مع الحق على حدِّ الاتفاق.
وهذه اللفظة كرهها مقدمو مشايخ خراسان، وأنكروها ولم يطلقوها، ومن أطلقها منهم أطلقها مقيّدة على ما تقدَّم من البيان.
وعند العراقييـن: أن يجمعه إليه بعد افتراقه؛ فقالوا: التفرقة لسان العلم، والجمع لسان الحقيقة.
وأجمعوا: أنه لا يحل لأحد أن يخبر عن لسان الجمع إلا بعد فنائه عن كل حظ، وفناء كل حظ عنه، وبلوغهم إلى محل الأمن ومواقف الأمناء.
و[ الأمَنَاء ]: هم في الأولية بمنزلة الرّسل في الأنبياء.
وهم أهل الإشراف المأذون لهم في الإخبار عن أسرار الحق بأمانتهم، وأنهم لا يخبرون به إلا من كان أهلاً له على قدر أحوالهم وأوقاتهم.
وهم أهل الفراسات الصادقة، والمُحَدَّثون، والمكَلَّمون من جهة الحقِّ: إما إلهاماً، أو بياناً، أو بينةً، أو شهادة؛ قال تعالى : أفَمَن كان على بيِّنة من ربِّـه ويتلوه شاهدٌ منه .. الآية.
وهم خواصّ الأعيان، ومساعدة القضاء في قول تعالى: كن : فيكون القضاء له مساعداً؛ وذلك أن الحق لا يُنطقه إلا في وقتٍ يقضي في ذلك الوقت تمام مراده، ويطلق لسانه بالدعاء إذا قضى إجابته، وإذا دعا وافق دعاؤه الإجابة، وإذا سأل ساعَدَ سؤاله الكون.
وأعلى حالاً منهم: ما سمعت أبا عثمان سعيد بن سلام المغربي رحمة عليه يقول:
" إذا تحقّقت في العبد الولاية، وجاوز حدود حقائق الإيمان: يبلغ إلى رتبةٍ في حالةِ:
أنه يمر بمجالس المطيعين فيراهم على الطاعات، فيفرح قلبه بهم فيدخلون بسروره وبركة نظره في الأولياء ومحل السُّعَداء، من غير أن يسأل لهم ذلك، لكن ببركة نظره.
وكذلك إذا مرّ بمجالس العصاة فيراهم على معصيةٍ من المعاصي، فيقع بصره عليهم فيستوحش منهم، فتوقعهم وحشته في الطرد والهوان، ويدخلون بذلك محل الأشقياء من غير أن يدعو عليهم.
ويكون هو في هذه الحال: أرحم بالخلق منهم بأنفسهم يحزن لهم بما يجري عليهم من المخالفات، ويفرح بما يشاهد عليهم من آثار الموافقات ".
و يختص برحمته من يشاء.

ونحن نسأل أن لا يحرمنا بركاتهم وأن يجعلنا من أتباعهم، والمقتدين بهم
ولا يحرمنا ما رزقهم ويسهل علينا سبيل الخيرات برحمته إنه على كل شيء قدير
وبالإجابة جدير وصلى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات: