بسم الله الرحمن الرحيم
الذي جاوره مدة طويلة.
وبعد الحاج عمار تولى الشيخ محمد الجعدي والذي لم تطل مدة ولايته، إذ انتخب الأعيان والسادة والشيوخ الشيخ محمد أمزيان الحداد شيخا للطريقة مع الاستقرار بصدوق، وفي عهده اشتهرت زاوية صدوق بالعلم، وعادت للطريقة حركيتها ومكانتها السابقة، ورغم سمعته الطيبة ومكانته السامية لم يستطع الشيخ الحداد توحيد فروع الطريقة الرحمانية، حتى في زواوة نفسها، فكانت قسنطينة، خنقة سيدي ناجي، طولقة، الهامل، أولاد جلال، نفطة. وفي عهده أيضا قامت ثورة 1871 ـ التي كان من نتائجها سجن الشيخ الحداد وإغلاق الزاويةوتهديدها. وأوصى الشيخ الحداد قبل وفاته بالخلافة للشيخ الحاج الحملاوي شيخ الزاوية الحملاوية بتلاغمة بنواحي قسنطينة.
مصطفى
بن محمد بن عزوز البرجي، ولد رضي الله عنه بزاوية والده الشيخ سيدي محمد
بن عزوز البرجي بالبرج القريبة من طولقة بالجنوب الجزائري، وذلك سنة 1220هـ
= 1803م.
أخذ العلم عن شيوخ بلده، كما أخذ عن محمد الأمير أحد شيوخ الأزهر الشريف، وإبراهيم الباجوري المصري ومحمد بن علي السنوسي، وأخذ الطريقة الرحمانية عن الشيخ علي بن عمر الطولقي.
تولى مشيخة زاوية والده الشيخ محمد بن عزوز البرجي بعد وفاته سنة 1233هـ= 1813م، وذلك تحت إشراف ورعاية شيخه علي بن عمر الطولقي إلى أن آنس منه القدرة على تسيير شؤونها. وعند احتلال بسكرة سنة 1843، هاجر إلى نفطة وأسس بها زاوية رحمانية، أصبحت ذات شهرة واسعة في العلم والتصوف، وملجأ للهاربين من ظلم الاستعمار الفرنسي، وقاعدة خلفية لمقاومة الاحتلال، سيما قبل احتلال تونس سنة 1881.
وأنشأ في زاويته مدرسة هامة لتعليم القرآن الكريم وحفظه، وتدريس كافة فنون العلم، وجهز بيوتا لسكنى المتفرغين لطلب العلم، وأحضر لها كبار العلماء من مختلف الجهات،
أسس عدة زوايا أخرى في تونس كان لها أثر بعيد في تعليم القرآن الكريم وحفظ العقيدة الإسلامية منها: زاوية توزر، القصرين، جرجيس، جندوبة، غدامس، النوبة.... له من المؤلفات: رسالة في مناقب الشيخ علي بن عمر الطولقي، بهجة الشائقين، حزب التوسل بأسماء الله الحسنى، عرف شهرة واسعة لدى الأوساط الصوفية.
توفي آخر ليلة من ذي الحجة سنة 1282هـ= 10 ماي 1865 ودفن بزاويته بنفطة
**************منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
08/ الشيخ أحمد الأمين بن عزوز رضي الله عنه
و لعل من أبرز هذه الزوايا التي مازال عطاؤها العلمي و الثقافي و التربوي و الاجتماعي متواصلا إلى اليوم ، بالرغم من التحولات الكبرى التي عرفها المجتمع ( الزاوية العثمانية بطولقة) و الشهيرة أيضا بـاسم ( زاوية الشيخ علي بن عمر ) العَزّوزية الخَلْوَتية الرحمانية.
لمحة عن مدينة طولقة
هي إحدى المدن الجزائرية العريقة التي تتبع حاليا ولاية بسكرة و تبعد عن مقر الولاية بـ 35 كم، و قد سبقت عهد القرطاجيين، حيث سكنتها قبائل أمازيغية كانت لها علاقات تجارية مع قرطاجة ، و بعد الاحتلال الروماني لبلاد المغرب سنة 146 ق.م ، و بالرغم من ثورات سكان طولقة إلا أن الغزاة الجدد تمكنوا من دخولها و بناء عدة مراكز للحراسة حولها ضمن خط الليمس الروماني ، الذي كان عبارة عن مراكز و قلاع صغيرة للحراسة أقيمت لمنع قبائل الجيتول الصحراوية من التسلل نحو شمال الجزائر.
وبعد اعتناق الرومان للمسيحية بصفة رسمية في عهد الامبراطور ثيودوس ( القرن 4 م ) تم إدخالها إلى طولقة ، و تم بناء كنيسة بها مازالت آثارها إلى اليوم تمثل أساسا للمسجد العتيق، الذي شُيّد بُعيد الفتح الإسلامي، و قيل أن الفاتح عقبة بن نافع الفهري هو الذي وضع أسسه و صلىّ فيه جمعتين أو ثلاث.
كما ذكرها الكثير من الرّحالة و الكتّاب العرب و الأوربيين واستهوت ألبابهم ، و جذبتهم تمورها ذات الجودة العالمية ، لا سيما الشهيرة باسم ( دقلة نور ).
تأسيس الزّاوية
في حدود عام 1780م قام الشيخ علي بن عمر و بإيعاز من شيخه محمد بن عَزّوز البرجي بإنشاء هذه الزاوية ، و كان عمره آنذاك نحو ( 28 عاما )(1) وتحتل اليوم موقعا هاما ، حيث تقع في الطريق إلى بلدية برج بن عزوز التى تبعد عن طولقة بحوالي 05 كلم .
كما قام زملاؤه تلامذة العلامة محمد بن عزوز بتأسيس زوايا مماثلة في عديد مناطق الزيبان ( بسكرة و ما جاورها من بلدات و مداشر ) و في غيرها ، كالزاوية المختارية بأولاد جلال وزاوية الشيخ عبد الحفيظ الخنقي بخنقة سيدي ناجي و زاوية الشيخ الصادق بن الحاج بسيدي مصمودي ( ببلدية مزيرعة حاليا )...
و قد شُيّدت هذه الزّوايا على تقوى من الله و على أساس ديني لتنهض بالمجتمع ثقافيا و تربويا و اجتماعيا ، خاصة بعد انشغال العثمانيين آنذاك بالجهاد البحري ضد القراصنة الأوربيين و الذّود عن سواحل البلاد و تثبيت معالم الدولة الجزائرية المستقلة.
شيوخ الزاوية:
1ـ الشيخ علي بن عمر:
أول هؤلاء كان مؤسّسها الشيخ علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن الموفق بن عمر بن أحمد و ينتهي نسبه إلى إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن محمد الحسن المثنّى بن الحسن السِّبط بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما جاء في كتاب ( الدّر المكنوز ) للشيخ عبد الرحمن بن الحاج.(2)
و قد ولد بطولقة عام 1166 هـ و بها نشأ على الزهد و الورع ، حتى أنه كان يخلو بنفسه في أحد الجبال نواحي طولقة يطلق عليه ( جبل الشّهب ) الذي يبعد عنها بحوالي 15 كلم لينقطع للعبادة و التأمل.
و قد أخذ سلوك الطريقة الرحمانية عن الشيخ محمد بن عزوز الذي توطدت علاقته به و حجّ معه عام 1232 هـ . و لثقته فيه عمد الشيخ بن عزوز إلى تزويج ابنته دخّة ـ جدّة العلامة محمد الخضر حسين شيخ الأزهرالشريف بين عامي ( 1952 ـ 1954 ) ـ بالشيخ علي بن عمر . و أكثر من ذلك أن الشيخ بن عزوز و قبيل وفاته كان قد أوصى الشيخ علي بن عمر بكفالة أبنائه ، وقد أوفى بما عاهد عليه ، ومن هؤلاء ابنه الشيخ محمد بن محمد بن عزوز دفين طولقة ، والشيخ مصطفى بن محمد بن عزوز الذي تأثر بشيخه علي بن عمر والذي تولى زمام الزاوية من بعده حينا من الزمن.
ولم يترك الشيخ علي بن عمر مؤلفات باستثناء بعض الأقوال والحكم المنشورة في ( الدّر المكنوز في حياة سيدي علي بن اعمر وسيدي بن عزوز ) و من ذلك أنه سئل يوما عن المريد الصادق فقال : « علامته خمسة أشياء أولها جسم طاهر من معاصي الله ولسان رطب بذكر الله والثالث فكر دائم في ملك الله وروح هائم في جلال الله والخامس قلب ساطع بأنوار الله » وقال أيضا : « الذكر محتاج إلى القلب و القلب محتاج إلى الذكر لا يستغني أحدهما عن الآخر فإذا اجتمع الذكر مع القلب تمت الحكمة ولا يصفو الذكر إلا بعد صفاء القلب و لا يصفو القلب إلا بعد المعرفة و لا تصفو المعرفة إلا بعد صفاء التوحيد و لا يصفو التوحيد إلا بعد الخروج من التقليد »(3) وقد تكون هناك بعض الرسائل و الحكم المخطوطة التي تركها .
استشهد ـ رحمه الله ـ عام 1258 هـ ــ 1842 م قبيل الاجتياح الفرنسي لبسكرة بداية من 4 مارس 1844 في ظروف مأساوية وعن طريق الخطأ ، في عملية صلح بين فريقين من المسلمين ، أثناء حصار الشيخ محمد الصغير بن الحاج خليفة الأمير عبد القادر على الزيبان لمدينة طولقة.
وقد وصفه الشيخ أبو القاسم الحفناوي في كتابه ( تعريف الخلف برجال السلف ) بـ « القطب سيدي علي بن عمر صاحب زاوية طولقة »(4)
وأثنى عليه في موضع آخر وعلى ولايته في قوله: « شيخ الطريقة وطود الحقيقة الغوث سيدي علي بن عمر، صاحب زاوية طولقة »(5)
كما وصفه في ذات الكتاب بأنه " شيخ الزّهاد وفخر العُبّاد سراج الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة ، سيدي علي بن عمر الطولقي الشريف ذي الشرف العلي والمقام المنيف "(6)
2 - الشيخ مصطفى بن عزوز :
ولد ببلدة البرج في زاوية والده الشيخ محمد بن عزوز عام 1220 هـ ـ 1803م ، و تربّى في أحضان زاوية طولقة ، وبأمر من شيخه شرع في تشييد زاوية بنفطة بالجنوب الغربي التونسي ، وأثناء زيارته إلى طولقة و البرج توفي شيخه علي بن عمر ، فتولى شؤون الزاوية وتحمّل أعباء تسييرها في هذه الظروف الاستثنائية طيلة ستة أشهر ، ثم سلم الأمانة إلى الشيخ علي بن عثمان بن علي بن عمر.
بعد ذلك استقر بنفطة بالجريد التونسي إلى غاية وفاته عام 1283 هـ الموافق 1866م(7) وضريحه هناك إلى اليوم وحوله أطلال المسجد القديم والمسجد الذي أقيم حديثا ، و قد كان لنا شرف زيارته والصلاة فيه يوم 16 جانفي 2009 (8) وكانت للشيخ مكانة دينية واجتماعية مرموقة وأتباع في أغلب التراب التونسي ، ولزاويته نضال وطني خلال فترة الحماية الفرنسية على تونس و نشاط اجتماعي و ثقافي وتربوي واسع ، كما حوّلها إلى ملاذ آمن للجزائريين الفارين من بطش الاحتلال الفرنسي و للمقاومين الشرفاء.
3 -الشيخ علي بن عثمان بن علي بن عمر:
ولد بطولقة عام 1240هـ كما جاء في ( الدّرّ المكنوز )(09) بينما يرى الأستاذ سليمان الصيد أنه ولد عام 1230هـ الموافق 1814(10)وقد قدّم هذا الشيخ أعمالا جليلة ، لاسيما في مجال الدفع بالزاوية لتواكب الأحداث التي شهدتها منطقة الزيبان آنذاك ، خاصة عمليات التوسع الفرنسي بالمنطقة و بالجنوب الشرقي للجزائر، و ما أعقبها من جرائم ضد الإنسانية أثناء تصدّيها للمقاومات الشعبية المسلحة التي كانت منطقة الزيبان ساحة لها.
ولدوره الثقافي والعلمي والتربوي كتب عنه أخوه الشيخ إبراهيم بن علي رسالة سمّاها ( رسالة لكافة الإخوان في مناقب الشيخ علي بن عثمان ) كما جعل له الشيخ المكي بن عزوز منظومة بعنوان ( وسيلة الأمان في مناقب الشيخ سيدي علي بن عثمان ) اهتدى المؤرّخ سليمان الصيد إلى ( 121 بيتا ) منها ، نشرها في كتابه ( تاريخ الشيخ علي بن عمر )(11) مطلعها :
حمداً لباسط الأمان في الــــورى
ما دامت الأشراف في الدنيا تُرى
لا سيما من حاز مع ذاك الشرفْ
ولايةً كبرى و بالعلــــــم اتّصفْ
فيا لها من رتبـــــــة لا تُلحـــــقُ
أنوارها في الملكــوت تُشـــــــرَقُ
صاحبها يمسي رئيسَ الـــدائــرهْ
و حوله شمُّ الرّجـــــال دائــــرهْ
كشيخِنَــــــا طــودِ الأساتيذ علي
و هو ابن عثمــــان زكي العمــل
وقد ترك الشيخ علي بن عثمان عدة رسائل منها:
- تكملة رسالة خطاب لبعض المعترضين
- رسالة في أن ( حب الدنيا قاطع للسائر )
- النبذة اللطيفة فيما يلزم السائر في الطريقة المنيفة
ـ الردّ على من اكتفى بالعهد ولم يواظب على الورد
ـ رسالةٌ لبعض المحبين في ترغيبه للزيارة(12)
ويذكر الأستاذ سليمان الصيد أنه توفي عام 1316 هـ الموافق 1898 م ودفن بالزَّاوية بطولقة.
4 - الشيخ عمر بن علي بن عثمان:
وهو أكبر أولاد الشيخ علي بن عثمان ، ولد عام 1274 هـ الموافق 1857 م ، ولما توفي والده وكان عمره ( 42عاما ) فتولى مشيخة الزاوية ، فأحسن إليها وإلى طلابها ومريديها وسار على نهج والده وجدّه ، بمواساة الفقراء والتكرّم على الجيران وبث الطريقة ، كما شارك في انتفاضة عين التوتة (13) ( بولاية باتنة حاليا ) الشهيرة بثورة الأوراس في 1916 إبّان الحرب العالمية الأولى ... إلى غير ذلك من الإنجازات و الأعمال الحسنة ، فأقبل الناس على الطريقة إقبالا عظيما وانتشرت في عهده انتشارا هائلا و في أغلب المدن ، وكان ـ رحمه الله ـ مهابا في أعين الخلق ، ولبث شيخا للزاوية (24 عاما ) ، وقد توفي بعد مرض ألزمه الفراش عام 1340 هـ الموافق 1921 م.
5 - الشيخ الحاج بن علي بن عثمان:
بعد وفاة الشيخ عمر بن علي تولى مشيخة الزاوية أخوه الشيخ الحاج بن علي بن عثمان الذي ولد عام 1285هـ الموافق 1868 م ، وقد وصفه صاحب ( الدر المكنوز ) بقوله :« علاّمة الزمان العالم المحقق و الفاضل الكامل المدقق الجامع بين المعقول والمنقول أستاذنا سيدي الحاج »(14)
وقد اجتهد في تعمير الزاوية وتجديد بنائها والتدريس فيها دون كلل أو ملل ، إلا أنّ ما يميز الشيخ الحاج بن علي اعتناؤه الكبير بجمع المخطوطات النادرة والكتب النفيسة ، ويعود إليه الفضل في تكوين مكتبة الزاوية ، حيث يُروى عنه أنه كان كلما دخل مكتبة إلا واشترى كتابا أو أكثر ، وكان يهرع إلى أصحاب الكتب ويقتني منها ، وقد روى لي الشيخ عبد القادر عثماني ـ حفظه الله ـ في إحدى جلساتي إليه(15) أنه باع بستانا له ليتمكن من شراء مكتبة كانت قد عُرضت للبيع.
وقد ترك العديد من الرسائل والقصائد ، ومن ذلك منظومة مخطوطة في التصوّف وفي الطريقة الرحمانية تضم ( 800 بيتا ) ، أشار إليها الأستاذ المرحوم سليمان الصيد في كتابه (تاريخ الشيخ علي بن عمر شيخ زاوية طولقة الرحمانية ) ونشر ستة من أبياتها وهي :
يقــــول داع المنهــــج العــزوز
الحــاجُ بـنُ علي غـدَا للفـــــوز
الحمــــد لله رفيـــع الدرجـــــات
للزاهديـن و مقيـــل العثـــرات
ثم الصلاةُ على طــــه المختــار
بلا نـــهايــــة و لا حـــصــــار
محمد من هــو أتانــا بالتلقيــــنْ
في ذا الطريقــة رحمةً للدّاخلينْ
يا رايم اتباع المصطفى ادخـلْ
في طريق الوفـا بالقول و الفعلْ
ادخل طريق الخلوتية يا صديقْ
إن كنت رايمْ من الله التوفيق(16)
توفي عام 1368 هـ الموافق 1948 م.
6- الشيخ عبد الرحمن بن الحاج:
والذي اشتهر بكتابه ( الدّرّ المكنوز في حياة سيدي علي بن اعمر وسيدي بن عزوز) وقد ولد عام 1909 م ونشأ ودرس في رحاب زاوية أجداده ، وقد تولى مشيختها بعد وفاة والده واضطلع بإدارتها على أحسن وجه، ومن أبرز إنجازاته :
- ترقية الزاوية وتطوير أدائها التربوي والتعليمي.
- المحافظة على مكانتها في منطقة الزيبان والأوراس و الجزائر عموما.
- تدريسه بنفسه للطلبة بالرغم من تشعّب انشغالاته و تعدّد مسؤولياته في الزاوية.
كما أنه فتح الزاوية لمجاهدي ثورة التحرير المظفرة ، ومن ذلك استقباله للقائد سي الحواس وإيواؤه له و من معه ثلاثة ليال سويّا خلال عام 1955، علما أن هذا البطل هو أحد تلامذة الزاوية العثمانية بطولقة.
ونتيجة لذلك تعرّض الشيخ للاعتقال والإهانة و التنكيل ، ولم ترحم إدارة الاحتلال بطولقة ضعفه الصحي و لم تنظر إلى مكانته بين قومه.
من آثاره كتاب ( الدّر المكنوز ) المشار إليه آنفا الذي طبع عام 1350هـ ـ1931م في ( 36 صفحة ) بمطبعة النجاح بقسنطينة لقريبه الصحفي و صاحب جريدة ( النجاح ) الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي ، توفي عام 1966 م و دفن بطولقة .
7- الشيخ عبد القادر عثماني بن الحاج :
وهو أخ الشيخ عبد الرحمن صاحب ( الدر المكنوز ) والذي تحمّل أعباء الزاوية منذ عام 1966 إلى اليوم ، و إضافة إلى مشيخته للزاوية فهو عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى و رئيس المجلس العلمي لولاية بسكرة و رئيس ملتقى الفاتح عقبة بن نافع الفهري ببسكرة الذي اعتمدته وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف عام 2011. وأحد علماء الجزائر و مجاهديها ومصلحيها ومن مراجعها العلمية لا سيما في مجال الإفتاء .
ولد عام 1929 بطولقة ونشأ في أحضان هذه الزاوية ، حيث حفظ القرآن الكريم ودرس اللغة العربية والفقه والعقيدة والتفسير والمنطق. خلال الثورة هاجر مُكرها إلى المغرب الأقصى وقد رَوَى لي بالتفصيل ظروف استقباله بها ، وقد احتضنته جبهة التحرير الوطني هناك حيث التحق بسلك التعليم مدرّسا ثم موظفاً بوزارة التربية بالمغرب. بعد الاستقلال عاد إلى بلاده وعمل بوزارة الأوقاف ثم بوزارة التربية والتعليم على التوالي ، حيث أسهم في إعداد الكثير من الكتب المدرسية في اللغة العربية و التربية الإسلامية.
كما عمل على تجديد بناء الزاوية من خلال تشييد المكتبة الحالية و بناء سكنات عصرية للطلبة وتحديث طرائقها التعليمية و تجديد أداء وظيفتها التربوية وتفعيل مكانتها الاجتماعية ، من خلال الخطابة والدروس والإصلاح بين الناس ...
من مؤلفاته:
ـ كتاب مجموع محاضرات ومقالات وفتاوى ، قام بجمعها الأستاذ عبد الحليم صيد ، طبع بمطابع عمار قرفي بباتنة في ( 256 صفحة ) عام 1426 هـ ـ 2005 م.
ـ تفسير القرآن الكريم ، الذي ألقاه مشافهة بمسجد الزاوية بداية من عام 1981 و أتمّه عام 2004 دون أن يقوم تلامذته بتوثيقه و تدوينه أو تسجيله !! بالرغم من توفر مختلف وسائل التسجيل العصرية .
ـ محاضرات وخطب الجمعة و دروس و فتاوى ...
الدور العلمي للزاوية العثمانية بطولقة :
إن الأساس الذي أنشئت لأجله الزاوية هو أن تكون منارة علمية ومؤسسة دينية ، تستقطب العلماء والطلبة من كل حدب وصوب ، وتتصدى للجهل وعمليات محو الشخصية الوطنية.
ولذلك فقد وضعت من أولوياتها تحفيظ القرآن الكريم للناشئة ، ومازال هذا الدور قائما إلى اليوم ودون مقابل ، حتى أنها ترفع شعار « الزاوية لا تقبل إعانة مالية من أحد » إضافة إلى نشر تعاليم الإسلام والقرآن الكريم والسّنّة النبوية الشريفة والعقيدة والفقه والتفسير واللغة العربية ، من نحو وصرف وبلاغة ، إلى جانب علم الفلك والرياضيات ...
وفي هذا المجال فقد تعاقب على التدريس بالزاوية الكثير من العلماء الأجلاء الذين لا يمكن أن تستوعب هذه المحاضرة أسماءهم ، سواء من العائلة العثمانية أو من خارجها ، أو من قبل العلماء و المصلحين الذين زاروها ويزورونها إلى اليوم.
مع محاربتها الصريحة للزوايا البدعية ، وضمن هذا المضمار فإنها تصنّف الزوايا إلى ثلاثة أصناف ـ حسب الشيخ عبد القادر عثماني(17) ـ و تتمثل في :
أ ـ زوايا فاسدة منهاجها الموبقات والانحراف عن ثوابت الزوايا ، المتمثلة في تعليم القرآن والشريعة والتربية الخلقية والعمل النافع الشريف ، وينبغي على الدولة محاربتها.
ب ـ أما الصنف الثاني فهي الزوايا الصالحة التي تؤدي رسالتها التي أوكلت إليها في الأصل وهي زوايا لا تحتاج من الدولة شيئا.
ج ـ وفيما يخص الصنف الثالث فهي زوايا تمزج بين الفاسد والمفيد ( السلبي و الإيجابي ) ويجب على الدولة أن تحارب فيها ما هو فاسد وتشجّعها على ما هو صالح.كما يعيب على الكثير منها انغماسها في السياسة و التحزّب.
وحاليا تضم الزاوية ( 30 طالبا ) قدموا من عدة ولايات. وبالإضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم فهي تدرّس اليوم ـحسب الشيخ سعد عثماني أحد أساتذة الزاوية ونجل الشيخ عبد القادر ـ تدرّس الفقه المالكي من خلال شرح رسالة أبي زيد القيرواني وتبرمج للطلبة حفظ متن ابن عاشر.
أما النحو فتعتمد على دراسة ملحة الإعراب للحريري مع إلزام الطلبة بحفظ الأجرومية ، فيما يدرسون التجويد عن رواية ورش عن طريق الأزرق مع حفظ متن الجزرية.
أمـا التفسيـر فيضطلـع به إلى اليـوم الشيخ عبد القادر عثماني و قـد سبق له أن أتمّـه بين ( 1981 ـ 2004) ، مع شرحه للجامع الصغير للسيوطي يوميا.
كما أن الشهادة التي تُمنح إلى الطلبة بعد تخرّجهم معترف بها لدى مصالح الدولة الجزائرية ، و تمكنهم من المشاركة في مختلف مسابقات التوظيف التي تنظمها مديريات الشؤون الدينية و الأوقاف عبر جميع الولايات. كما تضطلع بدور اجتماعي متميّز يتمثل أساسا في إصلاح ذات البين ، بين الأفراد و الجماعات و الأعراش ...
مكتبة الزاوية :
ما يميّز الزاوية و دورها الثقافي والاجتماعي و يعزّز رصيدها العلمي ،مكتبتُها العامرة التي هي ملك للعائلة. و التي قلّ نظيرها لغناها بـ (1509 مخطوط ) ،وهذا رقم دقيق أعلمني به الشيخ سعد عثماني(18)و الذي يقوم حاليا بإنجاز فهرسة علمية شاملة للمكتبة ، يوشك على إنهائها(19) ، إضافة إلى كم هائل من أمّهات الكتب المطبوعة و المجلات. وتتوزع على كتب : التفسير ، علوم القرآن ، الحديث ، الفقه ، السيرة ، العقيدة ، الفلسفة ، الطب ، الفلك ، اللغة ، الأدب ، الدواوين الشعرية و عدد معتبر من الكتب المطبوعة طباعة حجرية و بولاقية و أخرى طباعة عصرية مجموعة من المجلات... و هي مفتوحة أمام المؤرخين و الباحثين و الأساتذة ، مع التزام إدارة الزاوية بتوفير الإيواء و الإطعام لهم مجّانا.
و من أسباب المحافظة على هذه المكتبة العامرة من الاندثار و عوادي الزمن و الظروف الطبيعية و أيادي الاحتلال، لاسيما العسكريين و المستشرقين من الفرنسيين على الخصوص ، هو سهر العائلة العثمانية على حمايتها و منع إعارة كتبها حتى للمؤرخين و الباحثين الجادّين ، فإذا سألت الشيخ عبد القادر عثماني مثلا عن مخطوط" هل يمكن لي تصويره ؟ " يجيبك : أي نعم ، لكن عليك إحضار آلة ناسخة صحيّة حتى لا يتأثر المخطوط !
الزاوية إبّان الثورة الجزائرية:
لـم تتخلّف الزاويـة العثمانيـة بطولقـة عن ملحمـة الشعب الخالـدة ثـورة أول نوفمبر (1954ـ 1962 ) في حدود إمكاناتها و ظروفها المحيطة، حيث آوت الكثير من المجاهدين ، ولعل أشهرهم القائد أحمد بن عبد الرزاق حمودة الشهير بـ سي الحواس ( 1923 ـ 1959 ) و الذي سبق له أن درس بهذه الزاوية يوم كان طالبا ، و الذي سيتولى بعد ذلك قيادة الولاية السادسة التاريخية برتبة عقيد ، حيث لبث فيها ثلاثة أيام خلال عام 1955 بعد أن أوكلت إليه مهمة اللقاء مع بعض الأعيان وشيوخ الأعراش للتقريب بينهم و لتوسيع نطاق الثورة بالزاب الغربي ( بتراب ولاية بسكرة حاليا) فوجد في الزاوية الملاذ الآمن و في شيخها و في أفراد العائلة كل الرّعاية ، بالرغم من ظروفها الحرجة آنذاك(20) و لم يغادرها إلا بعد أن أنهى مهمته.
و لمّـا تفطن العـدو للـدور المشبـوه الذي تقـوم به الزاوية ، أمر زبانيتـه باعتقـال شيخـها عبد الرحمن عثماني عام 1957 فتعرّض للاستنطاق و المعاملة اللإنسانية التي يُعدّ الفرنسيون المحتلون أساتذة لها ، مما أدى إلى تدهور صحته ، فيما هاجر أخوه الشيخ عبد القادر عثماني إلى المغرب الأقصى لتوكل إليه مهمة هناك(21)، وتمّ تعطيل عمل الزاوية ونشاطها التربوي و التهذيبي .
و لم تكتف الزاوية العثمانية بطولقة بذلك بل قدّمت إلى ساحات الوغى الكثير من أبنائها ، على غرار ابنها المجاهد عبد الحميد عثماني و المجاهد الأزهري عثماني(22) ، وغيرهما من طلبتها ومريديها.
الهوامش:
1 ـ سليمان الصيد : تاريخ الشيخ علي بن عمر شيخ زاوية طولقة الرحمانية ، دار هومة ، الجزائر، 1998 ، ص 14
2 ـ عبد الرحمن بن الحاج ، الدّر المكنوز في حياة سيدي علي بن اعمر و سيدي بن عزوز ، مطبعة النجاح ، قسنطينة ، الجزائر ، 1350 هـ ، ص ص14 ـ 15
3 ـ عبد الرحمن بن الحاج ، مرجع سابق ، ص ص17 ـ 18
4 ـ أبــو القاسـم محمد الحــفنـاوي ، تعــريف الخلف برجـال السلـف ،ج1، موفـم للنشــر ، الجزائر ،1991 ، ص 263
5 ـ أبو القاسم الحفناوي ، تعريف الخلف برجال السلف ،ج1، مرجع سابق ،ص457
6 ـ أبو القاسم الحفناوي ،تعريف الخلف برجال السلف ،ج2 ، مرجع سابق ، ص 231
7 ـ علي الرضا الحسيني، زاوية علي بن عمر ( طولقة ، الجزائر ) الدار الحسينية للكتاب، دمشق ، سوريا ، 1423 هـ ، 2002م ، ص 21.
8 ـ زُرنا بلدة نفطة رفقة الدكتور محمد العربي الزبيري والأستاذ محمد قويدري و السيد علي الأخضري بن عباس أيام 16 ، 17 ، 18جانفي 2009 بدعوة من وزارة الثقافة و المحافظة على التراث بتونس و الجمعية التونسية للدراسات و البحوث حول التراث الفكري التونسي ، بمناسبة ذكرى خمسينية العلامة محمد الخضر حسين بنفطة بولاية توزر حيث ألقيتُ بالمناسبة كلمة باسم الوفد الجزائري أثناء الافتتاح الرسمي للملتقى ، ومحاضرة حول الجانب الصحفي والإعلامي في مسيرة الشيخ محمد الخضر حسين ، نشرها بعد ذلك الأستاذ علي الرضا الحسيني في كتاب مستقل حول هذه الفعاليات مع الكلمة المشار إليها، وقد كتبنا حول هذه الرحلة مقالة بعنوان ( ثلاثة أيام بالجريد التونسي ) نشرت في ثلاث حلقات بيومية ( صوت الأحرار ) في أعدادها التالية : الحلقة الأولى ، ع 3763 ، الإثنين15 رجب 1431 هـ 28 جوان 2010 ، الحلقة الثانية ، ع 3768 ، الأحد 21 رجب 1431هــ 4 جويلية 2010 ، الحلقة الثالثة ، ع 3771 ، الأحد 24 رجب 1431 هـ - 7 جويلية 2010 .
كما قامت بتغطيتها التلفزة الوطنية التونسية السابعة التي أجرت معي حوارا بالمناسبة و بُث في نشرتها الرئيسة ، إضافة الى تغطية بجريدة الشروق التونسية في عددها الصادر يوم 16 جانفي 2009 و جريدة ( الخبر ) الجزائرية في عددها الصادر يوم الأربعاء 28 جانفي 2009 .
9 - عبد الرحمن بن الحاج ، مرجع سابق ، ص 30
10 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، ص 24
11 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، صص26-27
12 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، ص 43
13 – ذكر لي ذلك الشيخ سعد عثماني نجل الشيخ عبد القادر .
14 - عبد الرحمن بن الحاج ، مرجع سابق ، ص 31
15- جلسـات عديدة كانت و مازالت لي مع فضيلة الشيخ عبد القادر عثماني ( شيخ الزاوية العثمانية ) حيث تشرّفت بلقائه والنهل منه و الاستنارة بنصائحه و توجيهاته و الاستلهام من تجربته في الحياة.
16 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، ص ص50- 51.
17- وهيبة منداس ، يومية صوت الأحرار، الجزائر ،ع 3162 ، الثلاثاء 15جويلية 2008 .
18- في حوار سابق بإذاعة بسكرة الجهوية كنتُ قد أجريته مع الشيخ سعد عثماني خلال عام 2011 بمناسبة الذكرى ألـ ( 231 ) لتأسيس الزاوية ، وقد حدّثني عن شيوخها ومسارها التاريخي و العلمي و مكتبتها الزاخرة ... وهذا ضمن برنامجي الأسبوعي الأسبق ( شاهد على الحقيقة ).
19- تجدر الإشارة في هذا الإطار إلى الفهرسة التي أنجزها الدكتور يوسف حسين وشملت ( 500 مخطوط ) و صدرت في كتاب عن دار التنوير بالجزائر في ( 281 صفحة ) ، ولأهميتها أعددتُ قراءة حولها نُشرت بيومية ( صوت الأحرار ) في عددها رقم 2750 الصادر بتاريخ 22 صفر 1428 هـ الموافق 12 مارس 2007 .
20- حسبما رواه لي الشيخ عبد القادر عثماني.
21- حسب رواية الشيخ عبد القادر عثماني.
22- خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى الوطني الأول عقبة بن نافع الفهري شخصيته و آثاره ، المنعقد بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة أيام 16 ، 17 ، 18 جوان 2012و الذي يرأسُهُ الشيخ عبد القادر عثماني ، و في كلمته الافتتاحية أكد السيد السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أنّ أسرة الشيخ عبد القادر عثماني أسرة مجاهدة ، و شهد أن الشيخ كان مجاهداً و كاتباً للقائد سي الحوّاس ، وأنّ أخاه الشيخ عبد الرحمن ( شيخ الزاوية أثناء الثورة ) كان مسؤولاً لأول لجنة مدنية بطولقة.
الصلاة
والسلام عليك يانبي الله
الصلاة
والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة
والسلام عليك يا خير خلق الله
اللهم
صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة
أهل السموات والأرضين عليه
إجري
يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
مشايخ الطريقة الرحمانية-الخلوتية-في الجزائر
الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري رضي الله عنه (1133-1208هـ/1715-1793م)
الشيخ سيّدي عبد الرحمن بن أحمـد باش تارزيّ (ت 1222هـ = 1807م)
الشيخ سيّدي محمّد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (1170-1233هـ= 1757-1818م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن محمّد بن سيدي عيسى (1168-1236هـ= 1750-1820م)
الشيخ سيّدي محمّد الصالح بن سليمان العيسويّ الزواويّ (1152 - 1242 هـ = 1739-1826م)
الشيخ سيّدي عليّ بن عيسى المغربيّ (ت 1252هـ = 1836م)
الشيخ سيّدي السعيد بن عبد الرحمن بن أبي داود (1176-1256هـ= 1762-1840م)
الشيخ سيّدي علي بن عمر الطولقيّ (1166-1258هـ= 1754-1842م)
الشيخ سيّدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمدالخنقيّ (1203-1266هـ= 1789-1850م)
الشيخ سيّدي الصادق بن مصطفى بن محمد بن رمضان البسكريّ (1194-1283هـ= 1779-1867م)
الشيخ سيّدي المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الجلاليّ (1201-1277هـ= 1783-1859م)
الشيخ سيّدي الصادق بن الحاج الأوراسيّ (1205-1277هـ= 1790-1860م)
الشيخ سيّدي المهديّ السكلاويّ الزواويّ (1200-1278هـ= 1786-1862م)
الشيخ سيّدي الشريف بن الأحرش النايليّ (1218-1281هـ= 1803-1864م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن محمد بن عزوز البرجيّ (1220-1282هـ= 1803-1865م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن عبد الرحمن باش تارزي (ت بعد 1287هـ= 1870م)
الشيخ سيّدي أبو العبّاس بن محمّد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1287 هـ = بعد 1870 م)
الشيخ سيّدي محمّد وعلي السحنونيّ (ق 14هـ= 19م)
الشيخ سيّدي الحاج محمّد باشا آغه بن أحمد (ت 1289 هـ = 1872 م)
الشيخ سيّدي محمّد أمزيان بن عليّ الحدّاد (1205 - 1290 هـ = 1790 - 1873 م)
الشيخ سيّدي أحمـد بن محمد العماليّ (1227-1290هـ= 1812-1873م)
الشيخ سيّدي محمّد بن أبي القاسم البوجليليّ (ت بعد 1300هـ= 1882م)
الشيخ سيّدي أبو القاسم بن أحمد ابن أبي داود (ت 1308 هـ = 1891 م)
الشيخ سيّدي محمّد بن محمّد بن عزوز البرجيّ (1229-1309هـ= 1813-1891م)
الشيخ سيّدي الحسين بن عليّ بن عمر الطولقيّ (1246 - 1309 هـ = 1830 - 1891 م)
الشيخ سيّدي محمّد السعيد بن أحمد بن عبد الرحمن باش تارزي (ت بعد 1309 هـ = 1891 م )
الشيخ سيّدي محمّد التارزي بن محمد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (1227-1310هـ= 1812-1892م)
الشيخ سيّدي محمّد المكي بن الصديق الونجليّ الخنقيّ (ت 1311هـ= 1894م)
الشيخ سيّدي محمّد بن أبي القاسم الهامليّ (1240-1315هـ = 1824-1897م)
الشيخ سيّدي المبروك بن محمّد بن أحمد بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1315 هـ = 1897 م)
الشيخ سيّدي علي بنعثمان بن علي الطولقيّ (1232-1316هـ = 1824-1898م)
الشيخ سيّدي محمّد العربيّ بن أحمد ابن أبي داود (ت بعد 1315 هـ = 1898 م)
الشيخ سيّدي محمّد الطيّب بن أحمد ابن أبي داود (ت بعد 1315 هـ / 1898 م)
الشيخ سيّدي الهاشميّ بن عليّ دردور الأوراسيّ (1230- 1317هـ =1815- 1899م)
الشيخ سيّدي سالم بن محمد العايب السوفيّ (ق 13هـ= 18م)
الشيخ سيّدي محمّد أمزيان ابن أبي داود (ق 13 هـ = ق 19 م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الجلاليّ (ق 13 هـ / ق 19 م)
الشيخ سيّدي محمّد بن المختار بن عبد الرحمن بن خليفة الجلاليّ (ق 13 هـ / ق 19 م)
الشيخ سيّدي علي بن الحملاوي بن خليفة (ق 14هـ= 19م)
الشيخ سيّدي محمّد بن محمّد بن أبي القاسم الحسنيّ الهامليّ (1277-1331هـ= 1862-1913م)
الشيخ سيّدي محمد بن السعيد السحنوني (1255-1332هـ= 1839-1914م)
الشيخ سيّدي المختار بن محمّد الهامليّ (1284-1333هـ= 1867-1914م)
الشيخ سيّدي المكي بن مصطفى بن عزوز البرجيّ (1270-1334هـ= 1854-1915م)
الشيخ سيّدي محمّد الصغير بن المختار بن عبد الرحمن الجلاليّ (ت 1335 هـ = 1917 م)
الشيخ سيّدي محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن الديسيّ (1270 - 1340 هـ = 1845 - 1922م)
الشيخ سيّدي عبد الكريم بن التارزيّ بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1343 هـ = 1925 م)
الشيخ سيّدي محمّد العربيّ بن محمّد بن عزوز البرجيّ (ت بعد 1343 هـ = 1925 م)
الشيخ سيّدي عاشور بن محمّد بن عبيد الخنقيّ (1264 ¬ 1346 هـ=1848 ¬ 1927 م)
الشيخ سيّدي أحمد الأمين بن المدنيّ بن المبروك ابن عزوز البرجيّ (ت بعد 1353 هـ = 1934 م)
الشيخ سيّدي محمّد أبو القاسم الحفناويّ بن أبي القاسم الديسيّ (1269 - 1361 هـ = 1852 - 1941 م)
الشيخ سيّدي الونوغي بن أحمد بن مرزاق المقرانيّ (ت بعد 1363 هـ = 1943 م)
الشيخ سيّدي عبد الحميد بن محمّد الصغير بن المختار الجلاليّ (ت بعد 1369 هـ = بعد 1950 م)
الشيخ سيّدي محمّد العربي خليفة البسكريّ (ت بعد 1373هـ = 1953م)
الشيخ سيّدي عبّاس الهاشميّ بن عليّ بن عمر الطولقيّ (ت بعد 1372 هـ = 1953 م )
الشيخ سيّدي عبد القادر بن أبي القاسم القاسمي الحسنيّ (ت 1374 هـ = 1954 م)
الشيخ سيّدي عبد القادر بن إبراهيم بن الشيخ المسعديّ النائليّ (1302 - 1376 هـ = 1884 - 1956 م)
الشيخ سيّدي محمّد الخضر بن الحسين بن عليّ بن عمر الطولقيّ (1293 ¬ 1377 هـ = 1876 ¬ 1958 م)
الشيخ سيّدي الطاهر بن عليّ بن أبي القاسم بن العبيديّ (1304 - 1387 هـ = 1885 - 1968 م)
الشيخ سيّدي محمّد المكيّ بن المختار القاسمي الحسنيّ (1320 - 1388 هـ = 1902 - 1967)
الشيخ سيّدي أحمد بن عليّ بن أبي القاسم بن العبيديّ (ت 1388 هـ = 1969 م)
الشيخ سيّدي مصطفى بن محمّد بن أبي القاسم القاسميّ الحسنيّ (1315 - 1390 هـ = 1897 - 1970م)
********************************************
1/سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
رضي الله عنه
(1133-1208هـ/1715-1793م)
هو
الشيخ القطب العالم العلامة البحر الفهامة صاحب الكرامات سيدي محمد بن عبد
الرحمن الأزهري رضي الله عنه الذي ينتهي نسبه إلى فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وآله وصحبه وسلم أي من آل البيت عليهم السلام ولد حوالي سنة
1133هـ= 1715م, بقرية بوعلاوة، التي تقع ببلاد جرجرة، وإلى هذه الأرض ينسب،
كما لقب بالأزهري نسبة إلى الأزهر الشريفالذي جاوره مدة طويلة.
نشأ
ببلاد زواوة، تتلمذ في بداية أمره على يد الشيخ الصديق بن آعراب، ثم ذهب
إلى الحج في حوالي التاسعة عشر من عمره أي حوالي سنة 1152هـ= 1734م، وفي
طريق عودته أعجب بالأوضاع العلمية بمصر فاستقر هناك مجاورا للأزهر الشريف،
وتلقى العلوم على أيدي علماء أجلاء منهم: أحمد بن محمد بن أبي حامد العدوي
المعروف بـ" الدردير" (ت1201 هـ), علي بن أحمد الصعيدي (ت 1189هـ)، الشيخ
علي العمروسي المتوفي سنة 1173هـ، وعلى يد "المنور التلمساني"(ت 1173هـ).
وبعد
تحصيل العلوم الفقهية من هؤلاء الأعلام، اتجه إلى الشيخ محمد بن سالم
الحفناوي الخلوتي، وسلك على يديه، الذي كلفه بنشر الطريقة والدعوة في بلاد
السودان والهند، فأقام ست سنوات في دار فور يقرئ السلطان ويدعو إلى سبيل
ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى صار له أتباع كثيرون، وحصل له الإقتداء
في هذه المنطقة، ثم أمره شيخه بالعودة إلى القاهرة وألبسه الخرقة وكلفه
بالتوجه إلى الجزائر لنشر الطريقة هناك, وكان ذلك سنة 1177هـ= 1758م.
استقر
الشيخ بن عبد الرحمن فترة بمسقط رأسه، ثم انتقل إلى قرية "الحامـة" قرب
مدينة الجزائر, واستقر هناك وتصدى للتعليم ولنشر الطريقة الخلوتية، والتف
حوله عدد كبير من الطلاب، فعلا صيته وذاعت شهرته، وبنى زاويته التي اتخذها
مركزا لنشر الطريقة وملتقى للإخوان والمريدين ولم تمض فترة طويلة على
استقراره بـ"الحامـة" حتى بدأت المشاكل والمتاعب تترى من طرف علماء الظاهر،
فبدأوا بشن الحملات عليه وإثارة الـداي محمد عثمان عليه، مما جعله ينصب له
مجلسا للحكم في أمره وللنظر في الاتهامات الموجهة إليه، وظهرت حججه على
آرائهم الباطلة وبرئ من تهمة الزندقة التي وجهت إليه. وبالرغم من موقف
الداي إلا أن الشيخ رأى وجوب مغادرة الجزائر والعودة إلى مسقط رأسه آيت
إسماعيل بجرجرة وأسس هناك زاوية جديدة وتفرغ للتعليم والطريقة. توفي سنة
1208هـ = 1793م. ودفن بزاويته.
ترك
الشيخ بن عبد الرحمن الأزهري مجموعة كبيرة من التلامذة كانوا بدورهم من
شيوخ الطريقة ونشروها في مختلف البقاع، ومـن أشهـر تلامـذته: علي بن عيسى
المغربي، عبد الرحمن باش تارزي، محمد بن عزوز البرجي، محمد العمـَّالي والد حميدة العمالي...
أما
عن مؤلفاتـه، فيذكر الشيخ الحفناوي في تعريف الخلف برجال السلف: " أن
للأزهـري رسائل كثيرة في تعليم الخلق وإرشادهم إلى طريق الخير، اعتنى
بجمعها أكابر رجـال طريقته، ولو طبعت لكانت مجلدا كبير الحجم كثير العلم ".
ومن أشهر مؤلفاته: رسالة فتح الباب، رسالة طي الأنفاس، دفتر الدفاتر، شرح على الريفاوي وهو شرح لقصيدة ( قوته قولي) لصاحبها عبد الله الريفاوي، شرح لامية الزقاق وهي في الأقضية، قال عنه أنه ألفه بإذن شيخه الحفناوي، زلزلة النفوس وكان لا يفارقه لعزته عليه, وغيرها من المؤلفات والرسائل.
ومن أشهر مؤلفاته: رسالة فتح الباب، رسالة طي الأنفاس، دفتر الدفاتر، شرح على الريفاوي وهو شرح لقصيدة ( قوته قولي) لصاحبها عبد الله الريفاوي، شرح لامية الزقاق وهي في الأقضية، قال عنه أنه ألفه بإذن شيخه الحفناوي، زلزلة النفوس وكان لا يفارقه لعزته عليه, وغيرها من المؤلفات والرسائل.
توفي
الشيخ بن عبد الرحمن وكان قد أوصى بالخلافة بعده إلى تلميذه الشيخ علي بن
عيسى المغربي، وترك له جميع كتبه وأوقافه وأشهد على ذلك أهل آيت إسماعيل،
وظل الشيخ علي بن عيسى يدير شؤون الزاوية إلى وفاته 1251هـ= 1836م. تولى
بعده سي بلقاسم بن محمد الحفيد من المعاتقة- وفي عهده بدأ ظهور النزعة
الاستقلالية لدى بعض الزوايا الرحمانية والانفصال
عن الزاوية الأم بآيت إسماعيل، ولم يدم عهده إلا سنة.تولى بعده سي الحاج
البشير وهو أيضا من المغرب (1836- 1841). تولى بعده محمد بن بلقاسم نايت
عنان لمدة سنة واحدة أيضا (43-1844) ولم يكن يتمتع بسمعة طيبة ولا قدرة على
القيادة وفي عهده تم الانفصال بين الزاوية الأم وزوايا الجنوب الرحمانية.تولى
بعده الحاج عمار سنة 1844, وأدى دورا هاما في مقاومة زواوة 1857، وقد هدمت
الزاوية في عهده على يد الجنرال "ديفو" واضطر الحاج عمار إلى الهجرة إلى
الحجاز. وكانت الرحمانية في هذه الفترة هي زعيمة الطرق في زواوة.
وهذا
التضييق والهدم أدى إلى انتشار سريع للطريقة، عكس ما كانت تتوقعه السلطات
الاستعمارية، وافتتحت زوايا أخرى كزاوية الكاف مثلا وزاوية نفطة.
وبعد الحاج عمار تولى الشيخ محمد الجعدي والذي لم تطل مدة ولايته، إذ انتخب الأعيان والسادة والشيوخ الشيخ محمد أمزيان الحداد شيخا للطريقة مع الاستقرار بصدوق، وفي عهده اشتهرت زاوية صدوق بالعلم، وعادت للطريقة حركيتها ومكانتها السابقة، ورغم سمعته الطيبة ومكانته السامية لم يستطع الشيخ الحداد توحيد فروع الطريقة الرحمانية، حتى في زواوة نفسها، فكانت قسنطينة، الخنقة، طولقة، الهامل، أولاد جلال، نفطة. وفي عهده أيضا قامت ثورة 1871 ـ التي كان من نتائجها سجن الشيخ الحداد وإغلاق الزاوية وتهديدها. وأوصى الشيخ الحداد قبل وفاته بالخلافة للشيخ الحاج الحملاوي شيخ الزاوية الحملاوية بتلاغمة بنواحي قسنطينة.
وبعد الحاج عمار تولى الشيخ محمد الجعدي والذي لم تطل مدة ولايته، إذ انتخب الأعيان والسادة والشيوخ الشيخ محمد أمزيان الحداد شيخا للطريقة مع الاستقرار بصدوق، وفي عهده اشتهرت زاوية صدوق بالعلم، وعادت للطريقة حركيتها ومكانتها السابقة، ورغم سمعته الطيبة ومكانته السامية لم يستطع الشيخ الحداد توحيد فروع الطريقة الرحمانية، حتى في زواوة نفسها، فكانت قسنطينة، الخنقة، طولقة، الهامل، أولاد جلال، نفطة. وفي عهده أيضا قامت ثورة 1871 ـ التي كان من نتائجها سجن الشيخ الحداد وإغلاق الزاوية وتهديدها. وأوصى الشيخ الحداد قبل وفاته بالخلافة للشيخ الحاج الحملاوي شيخ الزاوية الحملاوية بتلاغمة بنواحي قسنطينة.
**************منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
1/ الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
الطريقة الخلوتية الرحمانية طريقة قرآن و علم
و جهاد .
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله و على بركة الله ، و أصلي و أسلم
على خاتم أنبياء الله ، محمد بن عبد الله و
على آله و أصحابه الطاهرين ، و رضي الله على العلماء العاملين .
أيها المشايخ العظام ، أيها العلماء الأعلام
، أيها الحاضرون الكرام ، أيها المحبون في الله ، أيها المجتمعون في هذه القلعة الحصينة
بتقوى الله و رضوانه … السلام عليكم و رحمة
الله و بركاته .
في هذا الحصن المنيع المنور بما يتلى فيه من
كتاب الله ، و بما يدرس فيه من علوم شرع الله ، و بما يردد فيه من ذكر الله و حلقاته
التي أمر الرسول صلى الله عليه و سلم أن يرتع فيها من وجدها .
في هذه الزاوية العامرة التي يتنور الداخل
إليها بما فيها من أسرار و أنوار السلف الصالح ، الذي على قدوتهم و طريقتهم و ثمرة
من ثمرات شجرتهم الطيبة سيدي عبد المجيد حملاوي حامل لواء الطريقةالخلوتية الرحمانية
، الذي جمعنا لنتذاكر و نتدارس و نبحث في صفحات
التاريخ الخلوتي و نذكر بماضيها المجيد لنغرس حبها في نفوس الجيل الجديد ، و إني لسعيد
أن سهل الله لي حضور هذا الملتقى ، و كلفت بالتكلم في حياة و طريقة شيخ الخلوتية في ربوع هذا الوطن شيخنا و
شيخ مشايخنا سيديمحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف بن أبي القاسـم بن علي بن إبراهيم
بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن طلحة بن جعفر بن محمد العسكري بن عيسى الرضى بن
موسى المرتضى بن جعفر الصادق بن محمد الناطق عبد الله بن حمزة بن إدريس بن إدريس بن
عبد الله بن محمد بن الحسن بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الأزهري
مجاورة ، الاسماعيلي عرشا ، القشطولي قبيلة ، الزواوي إقليما . هكذا يعرف نفسه في رسائله
و إجازاته
ولد حوالي 1130 هـ ، و بدأ دراستـه بزاويـة
الشيـخ الصديـق و أعراب نايث اراثن ، ثم انتقل إلى الجزائر ، و منها إلى الأزهر الشريف
بالقاهرة ، حيث أقام بها أكثر من ربع قرن طالبـا علمـي الشريعـة و الحقيقـة على يد
علمـاء عصـره ، فيقـول – قدس الله سره – عن نفسه مبينا سنده في علم الشريعـة :
" أخـذت الفقه و علومه عن شيخنا العلامة صاحب التصانيف النافعة الشيخ علي بن أحمد
الصادق العدوي و هو عن جماعة منهم السيد محمد السلموني و الشيخ عبد الله المغربي كلاهما
عن سيدي محمد الخرشي وسيدي عبد الباقي الزرقاني و هما عن نور الدين سيدي علي الأجهوري
و برهان الدين سيدي إبراهيم اللقاني و هما عن شيخ المالكية الشيخ سالم السنهوري عن
الشيخ علي السنهوري و أبي الحسن الشاذلي عن العلامة الباسطي عن تاج الدين بهرام الدميري
عن شيخه العلامة خليل بن إسحاق عن شيخه سيدي عبد الله المنوفي و قد أخذ الشيخ علي السنهوري
المذكور عن الشيخ طاهر بن علي بن علي بن محمد النوري عن الشيخ حسن بن علي عن أبي العباس
أحمد بن عمر بن هلال الربعي عن فخر الدين بن المخلصة عن أبي حفص عمر بن فراج الكندي
عن أبي محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري عن أبي بكر محمد بن الوليد خلف الطرطوشي
عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي عن الإمام مكي القيسي الأندلسي عن الإمام أبي محمد
عبد الله بن أبي زيد القيرواني عن الإمام أبي بكر محمد بن اللباد الإفريقي عن الإمام
يحي الكناني عن الإمام سحنون و الإمام عبد الملك عن الإمام عبدالرحمن بن القاسم العتقي
المصري و الإمام أشهب بن عبد الله العامري القيسي و هما عن الإمام مالك بن أنس إمام
الأئمة عن ربيعة و نافع مولى ابن عمر و تفقه ربيعة عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى
الله عليه و سلم و تفقه نافع عن مولاه عبد الله بن عمر كلاهما أي : أنس و عبد الله
عن سيد أهل الدنيا و الآخرة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب و هو قد حمل الوحي عن رب
العالمين بواسطة الأمين جبريل عليه السلام .
أما سنده في علوم الحقيقة و هي سلسلة الطريقة
الخلوتية فقد أخذها عن محمد بن سالم الحفناوي عن مصطفى البكري بن كمال الدين الصديقي
عن عبد اللطيف الخلوتي الحلبي عن مصطفى الأنداوي عن أفندي قارا باشا عن الشيخ إسماعيل
الجرمي عن محي الدين القسطوني عن شعبان القسطوني عن خير الدين التوقادي عن جمال سلطان
الشهير بجمال الدين الخلوتي عن محمد بهاء الدين الشيرازي و يقال الإرنجاتي عن يحي الباكوبي
عن صدر الدين الجياني عن الحاكم عز الدين عن محمد امبرام الخلوتي عن عمر الخلوتي عن
محمد الخلوتي عن إبراهيم الزاهد الكيلاني عن جمال الدين التبريزي عن شهاب الدين محمد
الشيرازي عن محمد النّجاشي عن قطب الدين الأبهري عن أبي النجيب السهروردي عن وجيه الدين
القاضي عن محمد البكري عن ممشاد الدينوري عن أبي القاسم الجنيد سيد الطائفة البغدادية
عن السري بن المغلس السقطي عن معروف بن فيروز الكرخي عن داود بن نصير الطائي عن حبيب
العجمي عن الحسن و الحسين و الحسن البصري وكميل الذين لقّنهم علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه عن سيد أهل الدنيا و الآخرة محمد بن عبد الله عن جبريل عليه السلام عن رب العزة
. هذه سلسلة الطريقة الخلوتية الرحمانية .
فلما رأى الشيخ الحفناوي من تلميذه الأزهري
محمد بن عبد الرحمن تمكنه من العلم و اقتداره
على التربية و التوجيه و لمس فيه الصلاح للدعوة إلى الله كلفه بالذهاب إلى السودان للقيام بالدعوة إلى الله
و تربية العباد تربية يعتمد فيها على الكتاب و السنة النبوية ، فنجحت دعوته نجاحا كبيرا
و انتشرت أفكاره و تعاليمه انتشارا واسعا ، إلى أن دعاه شيخه للعودة إلى مصـر ، حيث
أجـازه و دعا له دعوات ظهرت أسرارها و سطعـت
أنوارهـا ، و في سنة 1183هـ /1769 م أمره شيخه بالرجوع إلى وطنه الجزائر ، فقصد مسقط
رأسه آيت اسماعيل الذي أسس فيها زاوية لتعليم القرآن ، و نشر العلم ، و تلقين الطريقةالخلوتية
، فذاع صيته و قصده المريدون و المتعلمون لما بلغ عنه من سعة في العلم و طيبة خلق و
حسن معاملة ، ثم أرتأى أن الإقامة في المدينة أوسع لنشر العلم و بث الطريقة ، انتقل
إلى الجزائر العاصمة و أقام زاوية بضاحية " الحامـة " امتد إشعاعها و قصدها
الطلاب و المريدون و الزوار من كل الأنحاء ابتغاء ما كان يدعو إليه الشيخ ، و يقوم
به من معالجة النفوس و تطهير للقلوب ، و إبداء النصائح لتصفيتها من الكبر ، و العجب
، و الحسد ، و المكر ، و الابتعاد عن البدع و الخرافات ، يقول في وصيـتـه : "
عليـك باتبـاع السنـة و الكتـاب فإنـهما الطـريق الموصـل إلى الله تـعـالى "
و قد كان يحث أتباعـه و مريديه على طلب العلم
، و يراه الطريق الصحيح للعبادة ، و العبادة
بدون علم لا عبرة بها كما جاء هذا في رسالة بعث بها الشيخ بن عزوز البرجي أحد تلاميذه
في أثنائها قال : " عليكم بمراتب الطريقة إلى الله تعالى و هي ثلاثة : شرعية،
و طريقة ، و حقيقة " .
فالشرعية العلم الذي يجب على كل مكلف معرفته
، و الطريقة هي القصد إلى الله تعالى بذلك العلم و هو السير إليه تعالى و هو العمل
لأن علما بلا عمل لا يسمى علما كما أن عملا بلا علم لا عبرة به فهما متلازمان ، و أما
الحقيقة فهي الثمرة و هي الوصول إلى المطلب و منها مشاهدة النور المطلوب و منها قول
أبو بكر رضي الله عنه : " ما رأيت شيئا إلا رأيت الله تعالى فيه " ، فالوصول
وصول عظمة و افتقار لا وصول مسافة و انتظار .
و مما اختص به رضي الله عنه أنه كان يقدم العلم
و الوصايا لتلاميذه و رواده كل حسب فهمه و طاقته العلمية و العقلية ، يخاطب الناس بما
يفهمون ، فرغب الناس في الاستماع إليه فعم النفع بإرشاده الخواص و العوام ، فأرشد الله
على يده و بعلمه و طريقته الضالين ، و هدي
الحائرين ، لأنه من أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث
الذي رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما : " خيـاركـم من تذكـر بالله رؤيـتـه
، و زاد في عملـكـم منطـقـه ،و رغبكـم في الآخـرة عـمـلـه " . و إذا كان الشيخ
رحمه الله لم يرزق بأبناء صلبه فإن الله عوضه بما تخرج عليه من مشايخ ، يذكر صاحب كتاب
" تعريف الخلف برجال السلف " أن الذين تخرجوا على يده أربعة و عشرون وليا
، و قد قام تلاميذ الشيخ ابن عبد الرحمن بنشر الطريقة و العلم ، في ربوع الوطن و خارجه
بما كونوا من مراكز إشعاع و زوايا لتلقين مبادئ الطريقة الرحمانية و تعليم القرآن و
العلوم الشرعية ، و مما امتاز به هؤلاء الشيوخ من العلم و العبادة و الزهد في الدنيا
و حب الخير للجميع ، جعل قلوب العباد تطمئن لمعاملتهم ، و النفوس تهدأ لهم ، فكسبوا
بذلك محبة و احترام الجميع ، فصاروا المرجع في العبادات ، و أصحاب الرأي و المشورة
في المعاملات ، و أولي الكلمة المسموعة في فك الخصومات الكل يرضى بحكمهم ، و يخضع لرأيهم
و ينقاد لأمرهم ، و مع هذا فقد كان شيخهم ابن عبد الرحمن لا يغفل عن مراسلتهم ، يوجه
لهم النصائح و الإرشادات ، و يذكرهم بتقوى الله في كل معاملاتهم و كل حركاتهم و سكناتهم
، نلمس هذا في رسالة وجهها للشيخ محمد بن عزوز البرجي ، فبعد الحمدلة و التحيات قال
:" اعلم أيها الحبيب على الله تعالى أن الأعمار مراحل ، و الأعمال منازل ، و التقوى
دليل ، و الصدق سبيل ، و التوحيد مقصود ، و السوى مفقـود ، و دوام الذكر استغراق في
المعبود ، و عدم الوقوف مع الواردات وسيلة الشهود ، و إن الله تعالى غيور و العبد عثـور
" ، و لم يفارق الدنيا حتى رأى ثمرة عمله و توجيهه في نجاح تلاميذه الذين عوضه
الله بهم عن أولاد الصلب .
فكانت وفاته رضي الله عنه عام 1208 هـ / سنة
1793 م رحمه الله رحمة واسعة ، فلم يفارق الدنيا حتى رأى انتشارا واسعا للطريقة ، التي
اتبعها الخواص قبل العوام نظرا لما اتسمت به الطريقة الخلوتيةالرحمانية من تطبيق للدين
الصحيح ، و اقتفائها للسنّة النبوية الشريفة ، و انتسب إليها و دخل فيها و قام بنشرها
علماء و فقهاء أجلاء ، ففيهم من اشتهر بالانتساب إليها أمثال الشيخ محمد بن عبد الرحمنالديسي
صاحــب التآليف و التصانيف المختلفة العلوم
و الفنون ، و الشيخ عاشور الخنقي ، و الشيخ محمد أبي القاسم الحفناوي صاحب كتاب
" تعريف الخلف برجال السلف "و غيرهم كثيرون مما لا يمكن حصرهم ، و منهم من
لم يشتهر بالانتساب للطريقة و لم يذكر اسمه بين الأتباع و المريدين ، و لم يطلع عليه
إلا القليل كالشيخ المكي بن عزوز البرجي صاحب التآليف الكثيرة و الرسائل و القصائد
، تولى القضاء بنفطة بالبلاد التونسيــة و
درّس في جامع الزيتونة بتونس ، و تولى الإفتاء بالأستانة ، أي : كان مفتيا للديار الإسلامية
، كما أن لهذا الشيخ كتابا سماه " السيف الرباني في عنق المعترض على الشيـخ الجيـلالي
"، و له منظومة سماها " وسيلة الأمان في مناقب الشيخ علي بن عثمان
" .
مطلعها :
حمدا لباسط الأنام في الورى ** ما دامت الأشراف في الدنيا ترى
إلى أن يقول :
كشيخنا طود الأسانيد علي ** هو ابن عثمان زكي العمل
محي طريق: جـده التهامي ** صلى عليه خالـق الأنـام
كما قام الشيخ المكي بالرد على الشيخ رشيد
رضا لما أنكر كرامات الأولياء فمما جاء في الرد : " أنتم تعلمون أن الكرامة ثابتة
عند أهل السنة قاطبة حتى الإسفرايني و القشيري المروي عنهما البحث في شأن الكرامة ما
أنكراها ، و إنما قالا أنها لا تبلغ مبلغ المعجـزة ، و بعضهم اشترط أن لا تتوالى و
لا تترادف ترادفا يجعلها عادة و فيه نظر ، و كلاهما الآن في جواز وقوعها إمكانا و سنة
لا في عوارضها ، و إرشاداتكم على طريقة السلف الصالحين في الاعتقاد ، و هل نطـق بذلك
أحد من أهل القرون الثلاثة ؟ فتأملوا المسألة فإن خطرها كبير ، و الماديون و الطبيعيون
بالمرصاد ، فإذا سمعوا علماء الملة يقولون بعدم خرق العادة ، فيا بشراهم يبنون على
هذا الأساس الموهوم ما شاءوا لأن مذاهبهم انعزال الخالق جل جلاله عن التصرف في العالم
استغناء بالطبيعة ، أعاذنا الله و إياكم من الضلالة و بالله التوفيق.
و لما توفي الشيخ المكي رحمه الله رثاه الشيخ
الطيب العقبي بقصيدة تشمل على خمسين بيتا قدم لها بقوله : " و هذه قصيدة قلتها
بالمدينة المنورة أرثي بها العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز دفين دار السعادة لما
بلغني خبر وفاته ، و كان مما يعز علي كثيرا لما بيني و بينه من المؤانسة و عظيم الوداد
، و لم أرث أحدا قبله فهي أول مرثية لي .
قال في مطلعها :
هي الدار في أحداثها تتجرم * سرور فأحزان فعـرس فمأتم
إلى أن يقول :
بكت سنة من بعده و تألمت * فقد كان إن مست لها يتألم
و يختمها :
عليك سلام الله حيا و ميتا * فآخر عهدي أنني بك مغرم " .
و مثله الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله
– فقلّ من يعرف انتسابه للطريقة الخلوتية الرحمانيـة و تفانيه في خدمتها و محبتها ،
و محبة مشايخها أحياء و أمواتا ، و الاعتقاد
في بركتهم ، و الدليل على هذا إشرافه على تصحيح الطبعة الثانية لـ " المنظومة
الرحمانية في الأسباب الشرعية المتعلقة بالطريقةالخلوتية " نظم الشيخ عبد الرحمن
باش تارزي يقول الشيخ عبد الحميد في آخر الكتاب : " ندبني الشيخ المذكور مصطفى
باش تارزي إلى إعانته على نشر المنظومة الرحمانية بالوقوف على تصحيحها فلبيت طلبه راجيا
من وراء ذلك أن يتذكر الإخوان ما عليهم في هذا الطريق الشرعي من الأدب العملي و العلمي
، و يعلموا أنهم لا يكفيهم في ترقية نفوسهم مجرد الانتساب الإسمي ، فيدعوهم ذلك إلى
العلـم و التعلم اللذين لا سعادة في الدارين بدونهما و لا تقدم ، فيفقهوا حينئذ حقيقة
الدين و ينتفعوا بنصائح المرشدين ، و يكونوا يوم ذلك إن شاء الله تعالى من المهتدين
، و الله المسؤول أن يهب التوفيق و النفع و الثواب لكل ساع في خير المسلمين آمين ،
و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
و تحت عنوان خاتمة الطبع بقلم المصحح :
" الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام
على سيدنا محمد و على جميع الأنبياء و المرسلين و الآل و الصحابة أجمعين و جميع التابعين
بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : فقد تم طبع المنظومة الرحمانية ذات
الأسرار الربانية الجامعة لأصول الطريقة الخلوتية ، و آداب التربية الشرعية الدالة
على علم ناظمها و بركته بما نفع الله بها من أتباعه و تلامذته ، حتى نفدت طبعتها الأولى
مع شرحها ، فكثرت الرغبات ، و توالت
الطلبات في إعادة طبعها لتعميم نفعها ، فقام بذلك على نفقته العالم البركة الخير الثقة
شيخ شيوخ الطريقة الخلوتية بقسنطينة اليوم المتحلى من أخلاق أسلافه بالنفائس الغالية
السوم الشيخ سيدي مصطفى ابن الشيخ سيدي محمود ابن الشيخ سيديالحاج محمد ابن الشيخ سيدي
محمود ابن الشيخ الأكبر سيدي الحاج عبد الرحمن باش تارزي زاده الله من بره و توفيقه
و سدده في سلوك طريقه بمنه آمين .
و لنحل هذه الخاتمة بكلمات وجيزة في ترجمته
فنقول : لا زال هذا الرجل معروفا من شبابه بجمال العفة ، و حسن السمت ، و مكارم الأخلاق
، و الحياء التام ، و التواضع الفطري مع جميع
الناس .
اعتنى بتربيته أبوه الشيخ سيدي محمود ، ثم
ابن عم جده الشيخ سيدي الحاج السعيد ، فحفظ القرآن الكريم ، و قرأ العلم و تأدب بآداب
الطريق و شبّ على الأخلاق الكريمة اللائقة بمثله ، في كرم مجده و شريف تربيته ، و ما
هو مترشح له من الجلوس على سجادة الطريق ، و تهذيب الإخوان حتى نال بذلك المنزلة الرفيعة
من قلوب عارفيه عموما ، و أهل الطريقة خصوصا .
و في رجـب عام 1329 هـ ولي خطـة الخطابة و
الإمامة بالجامع الأخضر الحنفي ، بعد وفاة الشيخ سيديالسعيد الذي كان إماما خطيبا بالجامع
الكتاني الحنفي .
و في شوال 1335 هـ جلس على سجادة الطريقة الخلوتية
بعد وفاة عمه الشيخ البركة سيدي الحاج أحمد عليه الرحمة و الرضوان ، و له في الإذن
بتلقين ذكر الطريقة الخلوتية إجازتان تتصلان بالقطب الأكبر و الغوث الأشهر الشيخ سيدي
محمد بن عبد الرحمن القشطولي الأزهري دفين الجزائر ، الذي أتى بالطريقة الخلوتية إلى
وطن الجزائر من ديار مصر " .
نقلت حرفيا من آخر المنظومة الرحمانية مطبعة
النجاح .
أما كتاب "دراسات في الأدب العربي القديم"
للدكتور عبد الله حمادي أثبت فيه رسائل من الشيخ عبدالحميد بن باديس إلى الشيخ الطاهر
العبيدي أحد كبار علماء الجزائر و سيد من سادات الطريقةالرحمانية له رسالة منظومة في
الدعوة إلى الطريقة العزوزية الرحمانية المعروفة بالنصيحة العزوزية .
يقول في مطلعها : إن ترد عزة و فضل مزيه * فتلق الطريقة العزوزي
جاء في الرسالة التي بعث بها الشيخ عبد الحميد
إلى صديقه الشيخ الطاهر العبيدي هذا نصها : " بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله
على سيدنا محمد و آله و سلم ، إلى حضرة علم العلم و الفضل ، و معلم الكرم و النبل ، التقي الطاهر ، الأثواب السري البارع
للأدب ، مستحق الشكر منا بما له علينا من سابق الأيدي العلامة الشيخ سيدي أبي الطيب
الطاهر العبيدي ، أدامه الله بدرا طالعا في هالة درسه ، و غيثا هامعا في ربع العلم
، من بعد طمسه حتى وحشة قطره بأنسه ، و يحقق من بساتين تلاميذه ثمرات غرسه آمين .
وبعد : سلام كما تفتحت الأزهار في نسمات الأسحار
، و تحية تحيي قديم التذكار و إن شطت الديار
، فإني كتبته إليكم من حضرة قسنطينة ، يوم قدومي من رحلة كنت أعملتها من ناحية الجزائر
و تلمسان ، لزيارة الأحياء و الأموات من العلماء و الصلحاء و أعيان الزمان ، فتشرفت
بسادات كثيرين منهم العلماء و الصالحين ، و من أعظم الجميع قدرا و أشهرهم ذكرا ، سيدي
أبي مدين الغوث ، و سيدي محمد السنوسي بتلمسان ، و سيدي محمد بن عبد الرحمن ، و سيدي
عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر ، و دعونا للمومنين عامة و إخواننا أمثالكم خاصة ، بما
نرجو من الله تعالى فيه القبول و بلوغ المأمول ، و ذكرت لكم هذا لما أعلمه فيكم من
محبة الصالحين ، و إن أمكنت لي الفرصة إن شاء الله تعالى كاتبتكم عن هذه الرحلة بمزيد
تفصيل ، و وافى كتابكم في غيابي في هذه الرحلة ،، فلما قدمت و قبلته كرمته على غيره
و قبلته ، و كان ما داخلني من السرور ، لكون خطابه مخففا لما غشيني من الخجل لمرّ عتابه
، و لك العتبى يا سيدي فيما ذكرته و منك الفضل فيما به ابتدأت و تفضلت فقد باغتتني
القصيدة الغراء التي راقت و رقت و استوجبت الحمد ، و استحسنته ، فنظرت إلى أوصافك الكريمة
، فحليتني بها و نسبتني إليها ، ببركة محبتك الخالصة ما ظننت ، و يجازيك بالخـير الجزيـل على ما فعلـت ، هذا و
إني ما أخرت الجواب متهاونـا – أستغفر الله – و لا متكاسلا ، و لكن حسبت أني أجبتكم
فيمن أجبت ، حتى جاء كتابكم فعلمـت أنني غالط فيما ظننت ، فبادرت بها متحاملا على حلمك
، معتمدا على فضلـك ، و العفو يا سيدي من شيم أمثالكم لا أعدمني الله من أفضالكم ،
و أقول :
إن كنت قد قصرت في الكتابة ** و الله
ما ملت عن ودادي
و إنما كـأن ذلـك منــي **** عن غفلة
ليس عن مرادي
فسامحوا طاهـري بفضــل ***** و حسبكم مسكنا فؤادي
و
يعود من العبد و جماعته السلام عليكم و على
جماعتكم ، و أحبائكم كلهم لديكم، و كثير الدعاء لكم بالخير ، طالبا منكم مثله ، أخوكم
و شاكر فضلكم ومملوك إحسانكم
و يقول الدكتور عبد الله حمادي : " و
مما تمكنت من استخلاصه من المراسلة الوحيـدة التي عثرت عليها ، و التي وجههـا ابن بـاديس
للشيـخ الطاهر العبيدي عام 1337 هـ / 1916 م أو 1917 م تقريبا ، أنعبد الحميد بن باديس
كان في شبابه كثير التردد على أضرحة الأولياء و الصالحين ، و ذلك للتبرك بهم
" .
و قد ثبت أن عبد الحميد بن باديس قد زار طولقة
و برجها ، للتبرك بضريح الشيخين ابن عزوز و علي بن عمر ، و ربما كان ذلك في حدود
1925 م أو 1926 م و التي نقتطف منها هذه الأبيات ، التي تعبر عن مستوى عبد الحميد الشعري
،
و كذا عن مدى تعلقه بالأولياء الصالحين :
عوجوا نحيي منازل الأمجاد ** و نـؤدي حـق زيارة
الأسياد
و نحط أرجلنا بدار كرامة **** مبذولـة الروضـات
للـرواد
الطريقة الرحمانية
طريقة
علم و تربية و جهاد :
لم تقتصر الطريقة الرحمانية على تعليم القرآن
و العلوم الشرعية و التربية الروحية ، بل كانت إلى جانب تعليمها و تربيتها طريقة جهاد
، فأتباع الطريقة لم يتقاعسوا عن محاربة المستعمر طيلة وجوده في الجزائر ، إلى أن خرج
منها مذموما مدحورا ، تحدث الدكتور يحي بوعزيز عن دور عائلتي المقراني و الحداد في
مقال له بمجلة الثقافة جاء فيه : " غير أن دور جماهير الإخوان الرحمانيين سنة1871
م سيبقى بارزا و رئيسيا و فعالا في كل المناطق التي امتدت إليها الثورة ، بالبابور
و البيبان و جرجرة و التيطري ، بل و في الأوراس نفسها ، إذ كانوا أداتها الرئيسية في
الدعاية و المراسلة و الاتصالات و المعارك ، و حصار المدن و القلاع و المراكز العسكرية
الفرنسية ، و من هنا فإن ثورتي المقراني و الحداد 1871 م هي ثورة الإخوان الرحمانيين
، الذين كانوا في نظر الفرنسيين أهم خطر واجهوه في الثورة ، و كاد أن يعصف بهم نظرا
لعددهم الضخم ، و الدور الفعال و الواسع الذي قاموا به خلال الثـورة ، و الأهداف الواضحة
التي كانوا يسعون لتحقيقها ، و المتمثلة في تحقيق الاستقلال الوطني لبلادهم .
و جاء في كتاب الطرق الدينية المسلمة للكاتب
ب.ج أندري من أكاديمية العلوم الاستعمارية ، مقدمة الكتاب لجاك سوستـال الحاكـم العام
للجزائر تحت عنوان " الطريقة الرحمانية
" قال : " في سنة1871 م ، تزعم سي محمد أمزيان الحداد شيخ الرحمانية في القبائل
و التل ، تزعم و قاد الانتفاضة المناوئة للوجود الفرنسي " إلى أن يـقـول :
" أغلقت زاوية جرجرة لأسباب سياسية ، و سجن شيخها و صودرت ممتلكاتها " .
و يقول نفس المصدر : " قد ظهرت في مدرونة
بالأوراس سنة 1876 منظمة سرية بعد أحداث الشمال القسنطيني ، و سميت بالطريقة الدردورية
، نسبة لمؤسسها سي الهاشمي بن سي على دردور و هو تلميذ من منطقة سيدي ناجي متشبع بالمبادئ
الحقيقية للطريقة الرحمانية بعد اضطراب الأوراس نال هو و أسرته و إخوانه حوالي
1500 جزائهم و جزاء تطرفهم ، غير أن أتباعه
لم يقض عليهم بالكلية ، و في سنة1896 م ، بقي قادة الرحمانية النشيطين يسيرون حوالي
160000 منخرطا ، و رغم التطورات و العصرنة بقي الرحمانيون متشبثين بمبادئ الخلوتية
الأصلية " إلى أن يقول : " كان للطريقة الرحمانية دور فعال في أحداث 8 ماي
1945 م و في الحملة التونسية 1943 م إلى 1944 م كانت الزواياالرحمانية في قسنطينة و
بسكرة ، محطات المبعوثين المتوجهين إلى بسكرة
و الأوراس للمشاركة في اجتماعات سرية ، و كان للرحمانيين دور في أحداث
1954-1955 م " .
إن بقاء الزوايا و استمرارها في تأدية رسالتها
التي أنشئت و أسست من أجلها و هي تعليم القرآن
، و العلوم الشرعية ، و نشر كلمة التوحيد و ترسيخها في العقول و الأفكار ، لأكبر دليل
على صحة طريقة القوم ، و سلامة منهجهم ، و إخلاص عملهم ، و صدق نواياهم ، و هجرتهم
لخالقهم الذي عرفوه فأخلصوا له دون انتظار شكر ، فحمى بحماه أعمالهم و جعلها متواصلة
غير منقطعة ، و حفظ بلحظ عنايته زواياهم ، التي هي منذ مئات السنين تؤدي رسالتها العلمية
والروحية ، رغم الحواجز و العراقيل التي تعترض سبيلها ، إلا أن الله دائم النصر و التأييد
، لعباده الصالحين و بيوتهم الطاهرة،"وماالنّصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" (سورة آل عمران 126)
صدق
الله العظيم .
*****شكرا*****منقول******* الشيخ عبد القادر عثماني
التعريف بالطريقة الرحمانية(الخلوتية):
الطريقة الرحمانية هي طريقة دينية صوفية، نشأت
في الجزائر في أواخر القرن الثاني عشر الهجري = الثامن عشر الميلادي، على يد مؤسسها
الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري (ومنه أخذت اسمها)، ففي سنة 1183هـ أسس الشيخ زاويته
بقرية آيت إسماعيل ومنها انطلقت الطريقة الرحمانية التي كانت تسمى في البداية الطريقة
الخلوتية.
وهي تمثل أحد المعالم الرئيسية البارزة وظاهرة
دينية روحية اجتماعية وسياسية هامة في تاريخ الجزائر المعاصرة، فمن أي زاوية تناولها
وجدنا الكثير من الفوائد والفرائد التي تساعدنا على فهم الكثير من الحقائق
في الناحية الدينية، الناحية السياسية، الناحية
الاجتماعية.
وهذه الطريقة التي كما صرح الشيخ مصطفى القاسمي
شيخ زاوية الهامل:"تدعو إلى احترام مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتدعو مريديها
إلى العمل على نشر الخير والفضيلة، وتدريس العلوم الشرعية، وتربية الأبناء على الأخلاق
الحميدة، وتقاليد الآباء والأجداد، وغرس الإيمان في قلوب الناس، وتعليم الناس أمور
دينهم، وواجباتهم تجاه الله والرسول والناس أجمعين".
وهي طريقة تدعو إلى الصفاء والعودة إلى المنابع
الأولى للإسلام ـ كما نجد ذلك في مصادرها ومراجعها الأساسية ـ، وهذا لا يمكن الوصول
إليه إلا عن طريق تطهير النفس وتخليصها من الشوائب والرعونات التي تمنعها من الوصول
إلى جناب الحق، ويجب عليها قطع سبع مراحل أو أنفس بواسطة سبعة أسماء، شرح هذه الطريقة
وفصلها الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري في رسائله الكثيرة والمتعددة التي كان يرسلها
إلى أتباعه ومريديه، والذين كان يطلب منهم ألا يبقوها بأيديهم بل يبعثوا بها إلى غيرهم
لكي يستفيدوا منها، ثم تعود إليه في آخر المطاف، وهي طريقة عرفت نجاحا كبيرا، وطبقها
أتباعه بالحرف، مما أدى إلى سرعة انتشار الطريقة الرحمانية في القطر الجزائري، وقد
عرفت هذا الانتشار الواسع في حياة مؤسسها نفسه.
والشكل العام في التنظيم في الطريقة الرحمانية
متشابه مع بقية الطرق الأخرى، فهناك الشيخ أو المعلم الذي يكن له المريدون كل الطاعة،
وهناك المقدم وهو الذي ينوب عن الشيخ في بعض المهام والوظائف، وهناك المريد وهو محور
العلمية التربوية في الطريقة.
وتهدف الطريقة الرحمانية ـ على ما يذكره أتباعها
ـ إلى الجمع بين المنهجين المعروفين في الفكر الإسلامي:
1.
منهج العلماء الذين يرون ضرورة التمسك بأحكام الشريعة الإسلامية.
2.
منهج الصوفية الذين يرون ضرورة التمسك بالتجربة الدينية.
وتعتبر أوسع الطرق انتشارا في الجزائر في ق19م،
فإذا رجعنا إلى الإحصائيات فإننا نجد أن عدد أتباعها قد بلغ سنة 1851م حوالي
225299 مريد من بين 718691 إخوان ينتمون إلى الطريق الصوفي، وهذا في مقاطعة الجزائر
فقط، وهو ما يعادل نسبة 32 بالمائة. وفي إحصاء كوبولاني وديبون الذي قاما به في سنة
1897 نجد أن عدد الزوايا بالجزائر بلغ 349 زاوية، منها 177 زاوية خاصة تابعة للطريقة
الرحمانية وحدها أي ما يفوق نسبة 50 بالمائة.
مؤسس الطريقة الرحمانية:
أما مؤسس الطريقة الرحمانية فهو الشيخ المؤسس
سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري: فهو محمد بن عبد الرحمن…بن فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ولد حوالي سنة 1133هـ= 1715م، بقرية بوعلاوة، التي تقع ببلاد جرجرة،
وإلى هذه الأرض ينسب، كما لقب بالأزهري نسبة إلى الأزهر الشريف الذي جاوره مدة طويلة.
نشأ ببلاد زواوة، تتلمذ في بداية أمره على
يد الشيخ الصديق بن آعراب، ثم ذهب إلى الحج في حوالي التاسعة عشر من عمره أي حوالي
سنة 1152هـ= 1734م، وفي طريق عودته أعجب بالأوضاع العلمية بمصر فاستقر هناك مجاورا
للأزهر الشريف، وتلقى العلوم على أيدي علماء أجلاء منهم: أحمد بن محمد بن أبي حامد
العدوي المعروف بـ" الدردير" (ت1201 هـ)، علي بن أحمد الصعيدي (ت 1189هـ)،
الشيخ علي العمروسي المتوفي سنة 1173هـ، وعلى يد "المنور التلمساني"(ت
1173هـ).
وبعد تحصيل العلوم الفقهية من هؤلاء الأعلام،
اتجه إلى الشيخ محمد بن سالم الحفناوي الخلوتي، وسلك على يديه، الذي كلفه بنشر الطريقة
والدعوة في بلاد السودان والهند، فأقام ست سنوات في دار فور يقرئ السلطان ويدعو إلى
سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى صار له أتباع كثيرون، وحصل له الإقتداء في هذه
المنطقة، ثم أمره شيخه بالعودة إلى القاهرة وألبسه الخرقة وكلفه بالتوجه إلى الجزائر
لنشر الطريقة هناك، وكان ذلك سنة 1177هـ= 1758م.
استقر
الشيخ بن عبد الرحمن فترة بمسقط رأسه، ثم انتقل إلى قرية "الحامـة" قرب مدينة
الجزائر، واستقر هناك وتصدى للتعليم ولنشر الطريقة الخلوتية، والتف حوله عدد كبير من
الطلاب، فعلا صيته وذاعت شهرته، وبنى زاويته التي اتخذها مركزا لنشر الطريقة وملتقى
للإخوان والمريدين.
ولم تمض فترة طويلة على استقراره بـ"الحامـة"
حتى بدأت المشاكل والمتاعب تترى من طرف علماء الظاهر، فبدأوا بشن الحملات عليه وإثارة
الـداي محمد عثمان عليه، مما جعله ينصب له مجلسا للحكم في أمره وللنظر في الاتهامات
الموجهة إليه، وظهرت حججه على آرائهم الباطلة وبرئ من تهمة الزندقة التي وجهت إليه.
وبالرغم من موقف الداي إلا أن الشيخ رأى وجوب مغادرة الجزائر والعودة إلى مسقط رأسه
آيت إسماعيل بجرجرة وأسس هناك زاوية جديدة وتفرغ للتعليم والطريقة. توفي سنة 1208هـ
= 1793م. ودفن بزاويته.
ترك الشيخ بن عبد الرحمن الأزهري مجموعة كبيرة
من التلامذة كانوا بدورهم من شيوخ الطريقة ونشروها في مختلف البقاع، ومـن أشهـر تلامـذته:
علي بن عيسى المغربي، عبد الرحمن باش تارزي، محمد بن عزوز البرجي، محمد العمـَّالي
والد حميدة العمالي…
ومن أشهر مؤلفاته: رسالة فتح الباب، رسالة
طي الأنفاس، دفتر الدفاتر، شرح على الريفاوي وهو شرح لقصيدة ( قوته قولي) لصاحبها عبد
الله الريفاوي، شرح لامية الزقاق وهي في الأقضية، قال عنه أنه ألفه بإذن شيخه الحفناوي،
زلزلة النفوس وكان لا يفارقه لعزته عليه، وغيرها من المؤلفات والرسائل.
توفي الشيخ بن عبد الرحمن وكان قد أوصى بالخلافة
بعده إلى تلميذه الشيخ علي بن عيسى المغربي، وترك له جميع كتبه وأوقافه وأشهد على ذلك
أهل آيت إسماعيل، وظل الشيخ علي بن عيسى يدير شؤون الزاوية إلى وفاته 1251هـ= 1836م.
تولى بعده سي بلقاسم بن محمد الحفيد من المعاتقة- وفي عهده بدأ ظهور النزعة الاستقلالية
لدى بعض الزوايا الرحمانية والانفصال عن الزاوية الأم بآيت إسماعيل، ولم يدم عهده إلا
سنة.تولى بعده سي الحاج البشير وهو أيضا من المغرب (1836- 1841). تولى بعده محمد بن
بلقاسم نايت عنان لمدة سنة واحدة أيضا (43-1844) ولم يكن يتمتع بسمعة طيبة ولا قدرة
على القيادة وفي عهده تم الانفصال بين الزاوية الأم وزوايا الجنوب الرحمانية.تولى بعده
الحاج عمار سنة 1844، وأدى دورا هاما في مقاومة زواوة 1857، وقد هدمت الزاوية في عهده
على يد الجنرال "ديفو" واضطر الحاج عمار إلى الهجرة إلى الحجاز. وكانت الرحمانية
في هذه الفترة هي زعيمة الطرق في زواوة.
وبعد الحاج عمار تولى الشيخ محمد الجعدي والذي لم تطل مدة ولايته، إذ انتخب الأعيان والسادة والشيوخ الشيخ محمد أمزيان الحداد شيخا للطريقة مع الاستقرار بصدوق، وفي عهده اشتهرت زاوية صدوق بالعلم، وعادت للطريقة حركيتها ومكانتها السابقة، ورغم سمعته الطيبة ومكانته السامية لم يستطع الشيخ الحداد توحيد فروع الطريقة الرحمانية، حتى في زواوة نفسها، فكانت قسنطينة، خنقة سيدي ناجي، طولقة، الهامل، أولاد جلال، نفطة. وفي عهده أيضا قامت ثورة 1871 ـ التي كان من نتائجها سجن الشيخ الحداد وإغلاق الزاويةوتهديدها. وأوصى الشيخ الحداد قبل وفاته بالخلافة للشيخ الحاج الحملاوي شيخ الزاوية الحملاوية بتلاغمة بنواحي قسنطينة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعالى.
الأستاذ عبد المنعم القاسمي الحسني.******شكرا***منقول********
العلامة
الفهامة الوليُّ الهمام الشيخ سيدي الحاج عبد الرّحمن بن أحمد بن حمودة بن
مامش باش تارزي الجزائري منشأ القسنطيني دارا، ناشر الطريقة الرّحمانية في
قسنطينة.
كان
وحيد دهره علماً وحكمة واتقاناً وصلاحاً، ومن مؤلّفاته "عمدة المريد" في
بيان الطريقة، لم ينسج ناسج على منوالها، و"المنظومة الرّحمانية" التي
شرحها ابنه الشيخ سيدي مصطفى، وله بعض القصائد وموشحات غريبة، و"غنية
المريد" في شرح نظم مسائل كلمتيّ التوحيد، وهي 45 مسألة، وفي شرحها من
التحقيق ما يدل على أن الشيخ يتكلّم عن بصيرة وعلم لدني، وأحسن ما علق
بذهني منه أن للهيللة ذكرين شرعي واصطلاحي، والشرعي له شروط عربية ولغوية
ونحويّة وتجويدية، والاصطلاحي ليس له إلا شرط واحد قلبي، وهو استحضار
المعنى عند ذكر الكلمة المشرّفة، سواء حصل الشرط العربي أو لم يحصل، وبهذا
التقرير يرجع اللوم على من أبطل ذكر العوام أو الأمة.
وفي
"الرّوض الباسم": صاحب الكرامات الظاهرة والأحوال الفاخرة، والحقائق
الباهرة، والعلوم اللّدنية والمعاني النوراية، والفتح الموثق والكشف
المشرق، والباع الطويل، والإيضاح عن حقائق الآيات، والنظر الخارق لعرائس
المغيبات، والمجلس العالي في حضرة القدس، والمقر السامي في أرائك الأنس،
والمنهاج الموطوء على متن
الملكوت
إلى ملك الجبروت، وله اليد البيضاء في معاني المشاهدات وعلوم المنازلات،
وهو أحد من أظهره الله إلى الوجود وصرّفه في الكون، وخرق له العادات، وأجرى
على لسانه الحكم، ومكنه من الأحوال في النهاية، وملكه أسرار الولاية،
ونصبه حجة وقدوة، وهو أحد أركان هذا الشأن علما وعملاً وزهداً وتحقيقاً
ورئاسة وجلالة اهـ.
وللشيخ
الابن سيدي مصطفى باش تارزي الذي تولى القضاء و التدريس والإفتاء وغير ذلك
بمدينة قسنطينة , عدة رسوم تثبت أسلوبه القوي الواضح في معالجة المسائل
وتبين بوضوح مقدرته الفائقة في تحرير الرسوم الشرعية كما أن له عدة رسائل
منه وإليه يسأله الناس فيها عن أمور الشرعية الإسلامية لأن مركزه بعد وفات
أبيه كشيخ للزاوية الرحمانية بقسنطينة جعله أهل لذلك خصوصا لسمعة الذائعة
لهذه الزاوية في الجزائر , لأنها تنسب إلى الطريقة الرحمانية , والطريقة
الرحمانة في ذلك الوقت تعتبر كوزارة تعليم وشؤون دينية وبالتالي لها قوتها
النافدة في توجيه الشعب الجزائري , والطريقة الرحمانية في الجزائر سواء في
قسنطينة أو غيرها من مدن الجزائر وقراها قد لعبت أدوارا مهمة في إشعال نار
الثورات بالجزائر ضد المستعمر والمشاركة فيها.
توفي
الشيخ سدي عبد الرحمان باش تارزي رحمه الله في حدود عام 1221هـ الموافق
لعام 1806م ودفن بزاويته بمدينة قسنطينة، وضريحه المبارك يزار إلى اليوم.
وتوفي
ابنه الشيخ سيدي مصطفى رحمه الله بقسنطينة سنة 1252 هـ الموافق لـ: 1836 م
ودفن في الزاوية العليا أسكنهما الله فسيح جناته
آميـــــــــــــن.**********منقول عن موقع الزاوية الرحمانية القسنطينية
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و على أله و صحبه و سلم
و من كلام الشيخ سيدي عبد الرحمان باش تارزي رضي الله عنه يمدح شيخه سيدي محمد بن عبد الرحمن الازهري رحمه الله
لا الــــه إلا الله *** سـيـف الذاكـريـن
محـلا ذكــر الله *** يروي العـاطشـيــن
الأزهــاري الأواه *** حبـوا ما نـنســاه
يا سعد الــي جاه *** في الشدة يرجاه
نطلب عالي الجاه *** رب الـعـالمـــين
نــدخل في حـماه *** بـين الذاكـرين
ندخـل في الزمـرا *** نجلـس في الحضرة
و أنزوروا جرجرة *** الأزهاري المبرور
يـرقيـني نبـرا *** كيف الواصلـين
نشرب من خمرة *** بكاس العاشقيـن
ندخـل في الأوراد *** و اطريق الأسياد
يا رب العباد *** الـه المعبــود
كمــل لي المراد *** بحـب الصالحين
الأزهاري الـوكاد *** امام العـارفـين
يا باغـي الطريـق *** و سلوك التحقيق
شيخك بحر اغميق *** الأزهاري المعشوق
يسقيك الرحيق *** خمر الشـاربــين
تدخـل بالتحقـيق *** بين الذاكـرين
ياعاشـق الأذكار *** و الطريق الأبرار
شيخك بو الأنوار *** الأزهاري المبرور
ينجيك من النار *** او شر الحاسدين
نفسك و الغرار *** ذوك الظـالمين
رب يا وهاب *** يا فاتح الأبواب
يسرلي الأسباب *** و العلم الموهوب
عن قطب الأقطاب *** راوي العاطشين
الأزهـاري الأواب *** تاج الناسكيـن
شيخي يا سلطان *** يا قرة الأعيان
حـب يا لاخوان *** في قلبي مكنون
خلاني ولهان *** من الشـائقين
الأزهاري الفطان** * امام العابدين
ابن عبد الرحمان *** شيخ الانس و الجان
ورد يا لاخوان *** من حمظ مضمون
من صهد النيران *** ذوك السامرين
في جنة رضوان *** من السـاكنين
يا محـي القلوب *** علام الغيـوب
كمل لي المرغوب *** عبيدك مريب
ستار العـيـوب *** منجي المؤمنين
غفـار الذنوب *** عن العـاصـين
نختم ذا النظام *** بأزكـي السلام
عن خـير الأنـام *** بالحـلم المـوسوم
سـراج الأحكام *** سـر العـالمـين
مـصباح الضـلام *** نور العـارفيـن
نبغي يا رحمان *** تعفو عن الاخوان
و نـاظـم الأوزان *** باللفـظ الملحـون
هـو عبد الرحـمان *** مـن المـريـدين
يمدح في السلـطان *** قـطب الصـالحين
تمت و بالخير عمت و الحمد لله رب العالمين.
- قام
الشيخ سيدي عبد الحـفـيظ في زاويته على تعـليم اخـوانــه علوم الدين
الاسلامي والطريقه الرحمـانية العزوزية الخلوتـيــة القائمة على ذكر الله
تعالى وطاعة الله ورسوله مما جعل اتبـــاع الشيخ يتــأ ثـــرون بتـربيته
الروحـــانـية وصـار له مـريـــدون فـي الجـزائـر وفي تـونـس. - قاد الشيخ
سيدي عبد الحفيظ الجها د ضد الاحـتلال الفرنسـي بجـــيش قوامه 5000
مجـاهـــد من خـنـقـة سيدي ناجـــي وششــار والاوراس والتحق به الشيخ
الصـادق بالـحـاج والشيـخ مــحمـــد الصغــيـرلـفـــك الحصار على مدينة
بسكرة ودعم مقاومة الزعاطشة ودارت معركة واد براز قرب سريانة في مكان
مكشوف على ضفة واد براز شمـــال سيدي عـقـبة التي قتل فيها قائد القوات
الفرنسية سان جارمان وكانت المعركة غير متكافـئة في 29 اوت 1849م ، ويروي
بعـض الشيوخ بان الشيخ سيدي عبد الحـفـيـظ جـرح في المعــركة وعاد الى
خنقة سيدي ناجــــي ليــجمع ويــــوحــد صفــوف الاخـوان من جديد لكن الوقـت لم يكـــن في صالحه فوصلت قـوات الاحـتلا ل الي خـنـقـة سـيدي نـــاجـي
وارادو الامـساك بــــه فصلي لله وطـلب لقاءه فـكان
له ما اراد وعـــاد الفرنسيــون خـائبـيـن عــــــام 1266 هـ / 1850م
ودفــن خـلف زاويته ولا يـزال ضريحه الطـاهـرمزارا تـشــع منه
الانـواروالبركــات لكـل العارفين بالله والاخــوان من كــل مكـان للـدعـاء
والتـبـــــــرك ودفـن معه في الضريح: شاعـره ابن الطاهر، وسيــدي
الطـيـب بن الحفناوي بن عبدالحفـيــــظ رحمهم الله ورضي الله عنهم وقــــد س
اســــرارهــــم.
اولاده:1/ سيدي محمد الازهاري بن عبدالحفيظ
|
(ولد
في عام 1237هـ وتوفي في04 ذوالحجة 1313 هـ الموافـق لـ 1837م / 1896م
وبني له ضريح بجوار زاويته الرحمانـية من قبـل الصديـق بن احمد الشاوش عام
1314 هـ/1897 م
في بلدية خـيـران التابعة لولاية خنشلة حاليا
2/ سيدي الحفـناوي:ضريحه في زاوية توزر بتونس.
3/سيـدي مـحـمـود: ضريحه في تونس العاصمة.
4/سـيدتي صـفـية .
وممن اخذوالطريقة الرحـمانية عن الشيخ سـيـدي عـبد الحفيـظ
الشيخ الولي سيدي الصادق بن رمضان في بسكرة .
اثاره: ترك عدة مؤلفات وقصائد في سلوك الطريقة الرحمانيةأهمها :
كتاب الجواهر المكنونة في العلوم المصونة طبع في تونس 1315 هـ
- كتاب "غاية البداية في حكم النهاية" طبع في تونس 1314 هـ
- كتاب "الحكم " عام 1257 هـ /1830م
- دعاء غنية الفقير الذي كتبه عام 1245 هـ/1830 م
ويقرؤه الإخوان عقب الإنتهاء من حلقة الذكر بعد صلاتي: الصبح و العصر .
****مدونة الاحسان(خنقة سيدي ناجي)****
ضريح سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن احمد الخنقي رضي الله عنه
**************************** 5/ سيدي الطيب بن سيدي الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ
بن محمد بن احمد الخنقي رضي الله عنهم
ولد سيدي الطيب بن الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ عام1878 في خنقة سيدي ناجي
تعلم القران وعلوم الدين والتصوف على يد والده الشيخ سيدي الحفناوي رضي الله عنه أسس الولي الصالح سيدي الطيب بن سيدي الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن احمد الخنقي رضي الله عنهم، الزاوية الرحمانية الموجودة في زوي (اولاد ارشاش)الان وتحمل زاوية سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه مع نهاية القرن 19 م و كانت في البداية عبارة عن زاوية رحمانية صغيرة
يقيم
فيها الصلاة واوراد الطريقة الرحمانية لمن يقصده من الاخوان، و كان يدرس
فيها القران والدعوة للاسلام ،ومساعدة الفقراء وكان صاحب تقوي و حكمة
وبرهان وارتقى مقاما كبيرا في الطريقة الرحمانية فهو من نسل شريف من
اولياء الله الصالحين ، وكانت دعوته مستجابة في طلب الغيث والدعاء للمرضي
وشفائهم باذن الله ، فاحبه الناس بالمنطقة على قلتهم في ذ لك الوقت ،وكان
يقيم بها
في
فترة الصيف، وفي الشتاء يرتحل نحو خنقة سيدي ناجي،وبسبب ظروف الاحتلال
الفرنسي وتفرق المريد ين اختار الاستقراربمـدينةبسكرة، وله مريدون ،أخذوا
عنه الطريقة الرحمانية، وأوصى قبل
وفاته
ان يدفن في مدخل ضريح جده سيدي عبد الخفيظ بخنقة سيدي ناجي ليكون عتبة
للاخوان،وكان له ما أراد وكان ذلك في أربعينيات القرن العشرين فرحمه الله
وقدس الله سره .
((اما ابوه سيدي الحفناوي بن سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنهما فضريحه في توزر التونسية )).
ولمواصلة رسالة سيدي الطيب المباركة في زوي( اولاد ارشاش) قام الاخ حفيظي الحفناوي وهو من احفاده بالتفرغ لاحياء هذ ه الزاوية من جديد وشرع في تجديدها وتوسيعها بمساعدة السكان المحبين للطريقة الرحمانية ،واستطاع بنشاطه الواسع ان يتمكن من استقبال رئيس الجمهورية عام 2004م بهذه الزاوية التي أصبحت تحمل اسم جده : زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ رضي الله عنه.
(( ضريحه في خنقة سيدي ناجي.)) وقد تلقت هذه الزاوية دعما كبيرا من الدولة لبناء كل المرا فق الضرورية التي تحتاجها لتصبح زاوية كبيرة بالمنطقة بولاية خنشلة.
تؤدي
فيها الصلاة والاذكارالرحمانية وتعليم القران وعلوم الدين للطلاب
والمريدين من كل مكان. والحمد لله رب
العالمين.
بـسم الله الرحمـن الرحيـم
6/ نبذة عن الشيخ سيدي محمد الصادق بن رمضان رضي الله عنه
(1194هـ-1283هـ / 1780 - 1867م)
نسبه ونشأته:
هو الولي الصالح و العالم الرباني السالك المسلك المؤلف الصوفي
سيدي محمد الصادق بن الفقيه مصطفي بن محمد بن رمضان بن عصمان (عثمان) البسكري، ولد سنة 1194هـ الموافق لـ1779م. نشأ في أسرة عريقة معروفة بالعلم والثراءو الكرم والصلاح شأنها تعليم القرآن و تدريس العلم الشرعي. فقد كان ابوه الشيخ مصطفي (1138/1218)هـ. عالما بارزا يدرس علوم الفقه في مسجد أنشأه بجوار داره الموجود بحي سيدي بركات فحفظ القرآن الكريم وتعلم على يد والده المعلوم من ضروريات الدين .
شيوخه:
اشتاقت نفسه لعلم السلوك و التزكية ، فيمم وجهه شطر شيخ المشايخ العلماء
والمجاهدين نور الصحراء سيدي محمد بن عزوز البرجي الشريف (1170/1233) هـ ، عنه الطريقة الرحمانية والعلوم الشرعية... وأدخله الخلوة حتى أتم سلوكه على يديه، وذلك ما بين (1218/1233) هـ ، مع المشايخ الأجلاء سيدي علي بن عمرالطولقي وسيدي على جروني وسيدي المختار الجلالي وسيدي الصادق بلحاج تبرمسين وسيدي عبد الحفيظ الخنقي وسيدي المبارك بن خويدم ...
بعد رحيل سيدي محمد بن عزوز توقف الشيخ محمد الصادق فى حيرة
حتى حانت له اشارة ربانية فتوجه تلقاء الشيخ العالم الرباني سيدي عبد الحفيظ بن محمد الخنقي الهجرسي الشريف (1204/1266) هـ فأخذ بحظ وافر من العلوم اللدنية والشرعية وكان يصحب معه جمعا من الاخوان من بسكرة وضواحيها. ورغم تعرضه لقطاع الطريق الواصل مابين بسكرة وخنقة سيدي ناجي لعدة مرات الا أنه ظل مستمرا في زيارة أخيه و شيخه حتى اذا جاء الخنقة في المرة الثالثة وجد عند مدخلها سيدي عبد الحفيظ وقال له:
" أبشر يا محمد الصادق فان الله قد جردك من الدنيا وهذه هي التجريدة الأخيرة".
أهم أعماله:
لما كملت تربيته وتأهل للمشيخة وغدا خير خلف لخير سلف حيث خلف أباه في التدريس
وزاد في بناية الزاوية (1234/1240)هـ، مرافق أخرى ليتفرغ فيها الطلبة لحفظ القرآن وكان ينفق عليها من نفقاته الخاصة و كذا المحسنين بالاضافة الى ايواء واطعام الفقراء والأيتام وعابري السبيل،وكذا نشر الطريقة الرحمانية ومن أشهر تلاميذه ابن أخيه الشيخ مصطفى بن رمضان دفين البرانيس وخليفته الشيخ موسي بن العابد دفين غسيرة وسيدي محمد الصالح بن خنوش الشتمي وسيدي العباسي المدفون بجواره .
وعند دخول المستدمر الفرنسي بلدة بسكرة سنة (1260هـ/ 1844م)
كان الشيخ من الرافضين له،الساعين بكل عزم من أجل رد العدو ودحره.فنجده بعد دخول فرنسا الى المنطقة انضم الى اخوانه الشيخين عبد الحفيظ الخنقي والصادق بلحاج اللذين قادامعركة "واد براز" قرب "سريانة" ببسكرة (1265هـ/ 1849م) .وبعدها ألقي القبض عليه ونفي الى بلدة البرانيس من ضواحي بسكرة فأسس بها مسكنا و مسجدا (مسجد سيدي مصطفى بن رمضان حاليا) وواصل نشاطه الدعوي والجهادي وتعرض لمضايقات العدو الفرنسي حيث أعيد نفيه الى بلدة جمورة فأسس بها كذلك مسكنا ومسجدا (زاوية سيدي الصادق" صويدق" حاليا)وأشتغل بالتأليف والارشاد.
وفاته:
وافته المنية بمنفاه بجمورة سنة1283 هـ /1867م. وحمل إلى بلدة بسكرة ودفن بزاويته،
وكان يوما مشهودا. وخلف سبعة أبناء:
ولدان ماتا صغيرين من بعده ونجله سيدي محمد، وسيدي الحفناوي، وسيدي عبد الحفيظ وبنتان.
من آثاره:
1- قام بنسخ كتاب شرح المنظومة الرحمانية للشيخ مصطفى باش تارزي في 26 رجب1255هـ.
2- ونسخ كتاب وسيلة المتوسلين في فضل الصلاة على سيد المرسلين
للشيخ بركات بن أحمد العروسي جمادى الأول 1273هـ.
3- ألف كتاب تبصرة الذاكرين في طريق السالكين في 27 رمضان 1273هـ.
4- ألف كتاب تحفة السلوك لمقام الملوك في شعبان 1275هـ.
5- ألف كتاب رسالة دائرة الأولياء في ذي القعدة 1280 هـ.
6- ألف كتاب لطائف الحكم الشافي من الأمراض والسقم 3 ذو الحجة 1280هـ.
7- ألف كتاب درر الأرزاق في سر الحرف وتعمير الأوفاق .
بعض حكمه :
(ليس الشأن في لبس الرقاع وانما الشأن في خلع الأغيار والبدع. ليس الشأن في اطعام الطعام
وانما الشأن أن تصلي وتذكروالناس نيام).
(من أراد المقصود فعليه ببذل المجهود. ومن أراد الذوق فعليه بالشوق ومن أراد الوجد فعليه بالجد
ومن أراد الإجابة فعليه بالاضطرار والإنابة ومن أراد الكرامة فعليه بالاستقامة...).
من إعداد:
عبد الهادي بن عبد الحفيظ رماضنة
في الفاتح من محرم 1429هـ
|
7/سيدي مصطفى بن محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:
(1220/ 1282هـ= 1803/ 1865م)
أخذ العلم عن شيوخ بلده، كما أخذ عن محمد الأمير أحد شيوخ الأزهر الشريف، وإبراهيم الباجوري المصري ومحمد بن علي السنوسي، وأخذ الطريقة الرحمانية عن الشيخ علي بن عمر الطولقي.
تولى مشيخة زاوية والده الشيخ محمد بن عزوز البرجي بعد وفاته سنة 1233هـ= 1813م، وذلك تحت إشراف ورعاية شيخه علي بن عمر الطولقي إلى أن آنس منه القدرة على تسيير شؤونها. وعند احتلال بسكرة سنة 1843، هاجر إلى نفطة وأسس بها زاوية رحمانية، أصبحت ذات شهرة واسعة في العلم والتصوف، وملجأ للهاربين من ظلم الاستعمار الفرنسي، وقاعدة خلفية لمقاومة الاحتلال، سيما قبل احتلال تونس سنة 1881.
وأنشأ في زاويته مدرسة هامة لتعليم القرآن الكريم وحفظه، وتدريس كافة فنون العلم، وجهز بيوتا لسكنى المتفرغين لطلب العلم، وأحضر لها كبار العلماء من مختلف الجهات،
أسس عدة زوايا أخرى في تونس كان لها أثر بعيد في تعليم القرآن الكريم وحفظ العقيدة الإسلامية منها: زاوية توزر، القصرين، جرجيس، جندوبة، غدامس، النوبة.... له من المؤلفات: رسالة في مناقب الشيخ علي بن عمر الطولقي، بهجة الشائقين، حزب التوسل بأسماء الله الحسنى، عرف شهرة واسعة لدى الأوساط الصوفية.
توفي آخر ليلة من ذي الحجة سنة 1282هـ= 10 ماي 1865 ودفن بزاويته بنفطة
**************منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
(1277 ـ 1354 هـ= 1860 ـ 1935م)
هو أحمد الأمين بن محمد المدني بن المبروك بن أحمد بن إبراهيم بن عزوز الجزائري، البرجي الخلوتي، عالم صالح مسند جوال، سليل أسرة بن عزوز من الجنوب الجزائري، وتلميذ الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي في التصوف والطريقة.
هو أحمد الأمين بن محمد المدني بن المبروك بن أحمد بن إبراهيم بن عزوز الجزائري، البرجي الخلوتي، عالم صالح مسند جوال، سليل أسرة بن عزوز من الجنوب الجزائري، وتلميذ الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي في التصوف والطريقة.
ولد
في مدينة نفطة عام 1277هـ = 1860م. نشأ في رعاية والده الشيخ محمد المدني
بن عزوز شيخ شيوخ عصره. كما أخذ عن شيوخ زاوية نفطة، انتقل بعد ذلك إلى
جامع الزيتونة وأخذ عن علمائه منهم الشيخ محمد الطيب النيفر ومن في طبقته
من الأعلام.
عمل
بالتدريس في زاوية نفطة وأقام بها مدة من الزمن، وانتقل إلى الجزائر فأخذ
الطريقة الرحمانية عن الشيخ محمد بن أبي القاسم بالهامل وسلك على يديه،
جاور بالمدينة المنورة سنين عديدة، وأخذ عن شيوخ أجلة بها: حسب الله المكي،
علي بن ظاهر الوتري، عثمان الداغستاني...
تولى
التدريس بالحرم النبوي والإشراف على أوقاف زاوية الهامل بالمدينة المنورة،
التي خصصتها للحرمين الشريفين. كان كثير التردد على زاوية الهامل ويقيم
بها المدد الطويلة مدرسا ومربيا. فمعرفته قديمة بالزاوية القاسمية، ثم أنه
ينتمي إلى الأسرة العزوزية التي تربطها بالزاوية علاقات وطيدة علمية وروحية
وجهادية.
أخذ عنه شيوخ الهامل منهم: الشيخ أبي القاسم، الشيخ أحمد، الشيخ مصطفى، الشيخ محمد المكي، الشيخ محمد بن عزوز...
له: قصيدة في أهل بدر، عدة قصائد في التوسل بآل البيت، وديوان شعر. توفي بالمدينة المنورة سنة 1354هـ = 1935م ودفن بالبقيع.
نقلاعن: مركز القاسمي للدراسات والأبحاث الصوفية
***منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر***
له: قصيدة في أهل بدر، عدة قصائد في التوسل بآل البيت، وديوان شعر. توفي بالمدينة المنورة سنة 1354هـ = 1935م ودفن بالبقيع.
نقلاعن: مركز القاسمي للدراسات والأبحاث الصوفية
***منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر***
9/الولي الصالح سيدي سالم بن محمد رضي الله عنه
(
ت 1227هـ= 1861م):
تسمى
هذه الزاوية زاوية سيدي سالم، نسبة إلى مؤسسها الولي الصالح سيدي سالم بن محمد (ت
1227هـ= 1861م)، الذي يصعد نسبه إلى الولي الصالح سيدي المحجوب دفين القيروان، وسليل
عبد السلام بن مشيش.
أخذ
في بداية أمره على الشيخ محمد بن عزوز، وبعد وفاته واصل سلوكه على يد الشيخ علي بن
عمر، أمره شيخه علي بن عمر بتأسيس زاوية بوادي سوف ولم تكن بها من قبلزاوية رحمانية.
وذلك في حدود سنة 1820.
ولما
توفي شيخه علي بن عمر، تصدر للمشيخة، ودعوة الخلق إلى الله، فكان نسخة من شيخه في التواضع
والكرم وخدمة المسلمين عامة وطلبة العلم خاصة.
تخرج
من زاوية سيدي سالم المئات من الطلبة وحفظة القرآن الكريم. من أشهرهم: الشيخ الطاهر
العبيدي وأخوه الشيخ أحمد.
أقامت
زاوية سيدي سالم علاقات جيدة مع بقية فروع الطريقة الرحمانية، فكانت بين الشيخ سيدي
سالم والشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي مكاتبات ومراسلات، كما كانت له زيارات إلى ابن
شيخه
في زاوية نفطة الشيخ مصطفى بن عزوز.
بعد
وفاته سنة 1277هـ=1861م، خلفه على رأس الزاوية ابنه الشيخ مصباح بن سيدي سالم
(1255 ـ 1237هـ)، وتولى بعده أخوه الشيخ محمد الصالح إلى وفاته سنة 1335هـ، وتولى بعده
ابن أخيه محمد العربي بن مصباح، واصل مسيرة أسلافه مدة 28 سنة، إذ توفي سنة 1363هـ،
وانتشرت الطريقة السالمية الرحمانية بكثرة في وادي سوف ونواحيها، وامتدت إلى الجنوب
الجزائري والجنوب التونسي.
الأستاذ
عبد المنعم القاسمي الحسني.******شكرا***منقول********
10/ الشيخ العلامة سيدي محمد الطيب
بن
مبروك بن عمار باشا رضي الله عنه
هو
الشيخ العلامة سيدي (محمد الطيب بن مبروك بن عمار باشا) الجزائري الصوفي على الطريقة
الرحمانية.
مولده
ونشأته:
ولد
سنة 1873م بمرسط ولاية تبسة من عائلة فقيرة.تعلم القرآن الكريم وحفظه
وهو ابن السادسة عشرة من عمره على يد الشيخ سيدي علي باشا. ونظرا لتقواه وورعه فقد
قدمه شيخه للصلاة بالناس في صلاة التراويح لمدة أربع سنوات. وقد عرف بقوة الحافظة والذكاء.
رفض الدخول إلى المدرسة الفرنسية بمرسط التي أنشأتها الإدارة المستعمرة في إطار مشروع
تدجين الأجيال الجزائرية.
طلبه
للعلم وأعماله:
زاوية
مرسط
عينه
الشيخ المكي بن عزوز بن العلامة مصطفى بن عزوز سنة 1893 في العوينات فأسس بها المسجد
العتيق ومدرسة قرآنية ومكث هناك ممثلا عن الزاوية الرحمانيةوقائما بالشؤون الدينية
من وعظ وإرشادوتحفيظ للقرآن الكريم إلى غاية 1913. رحل إلى تونس طالبا للعلم حيث درس
علوم العربية والتفسير وعلوم الحديث والفقه وأصوله وعلم الفلك. أصبح مدرسا بجامع الزيتونة
(1917-1919). تتلمذ على يديه في هذه الفترة كل من الشيخين مبارك الميلي والعربي التبسي.
عينه صاحب الجلالة (محمد الناصر باشا باي) صاحب المملكة التونسية قاضيا في الحاضرة
التونسية بموجب القرار الصادر عن الوزارة الكبرى يوم 25 ربيع الثاني 1337 هـ /28 جانفي
1919. ثم عين قاضيا في سوسة إلى غاية 1923م حيث ترك تونس وعاد إلى الجزائر وذلك بعد
ضغوطات من أعيان تونس لتسخيره في تحويل أملاك المستضعفين بموجب أوامر قضائية.
جهوده
بعد العودة من تونس:
درس
في مساجد سيدي بن سعيد والجامع العتيق بتبسة وكافح البعثات التنصيرية بمساعدة عمر بن
نبي والد المفكر مالك بن نبي ثم انتقل سنة 1924 إلى عنابة حيث مكث هناك ينشر العلم
بالجمع الكبير (جامع الباي) إلى غاية 1952.
د.
أ.عيساوي.
**************منقول
عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
11/
سيدي علي بن عمر الطولقي رضي الله عنه :
(1166/
158هـ= 1754 / 1842م
هو
الشيخ ولي الله الصالح التقي العابد الزاهد: علي بن عمر بن أحمـد بن الموفق، يرجع أصله
إلى الأشراف. ولد ببلدة طولقة حوالي سنة 1166 هـ = 1754م.
نشأ
بمسقط رأسه وتلقى علومه هناك، أخذ أوراد الطريقة الرحمانية على يد الشيخ محمد بن عزوز
البرجي عن الشيخ عبد الرحمن باش تارزي عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري.
حج
مع شيخه محمد بن عزوز البرجي، وذلك سنة 1232هـ = 1816م، لما بلغ من العمر حوالي 28
سنة أمره شيخه البرجي بإقامة زاوية خاصة به فأسس زاويته المعروفة الآن بمدينة طولقة
التي طبقت شهرتها الآفاق، وكان مكانها يسمى حارة الهبرة، وذلك سنة 1194 هـ= 1780م.
فتح
الشيخ زاويته للتعليم والإرشاد والتوجيه وتلقين الأوراد الرحمانية وإيواء الفقراء والمساكين
وإطعام الطعام للمحتاجين وعابري السبيل، واهتم بجمع الكتب ونشر العلم والمعرفة في تلك
الديار، والمناطق المجاورة لها.
وأثناء
الصلح بين قبيلتين متحاربتين، قتل خطأ برصاصة طائشة وذلك يوم الخميس 3 ربيع الأول من
سنة 1258 هـ= 1842م
**************منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
**************منقول عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
نبذة تعريفيّة عن الزاوية العثمانيّة
شهد
العهد العثماني بالجزائر ( 1518م – 1830م ) تطوّرا ملحوظا للحركات الصوفية
بمختلف طرقها السلوكية و مدارسها الفكرية ، و زواياها التي كانت تجمع بين
التربية و التعليم و إصلاح ذات البين و النشاط الاجتماعي و إيواء الخائفين ،
كما كانت منطلقا للجهاد ضد المعتدين و الغزاة .و لعل من أبرز هذه الزوايا التي مازال عطاؤها العلمي و الثقافي و التربوي و الاجتماعي متواصلا إلى اليوم ، بالرغم من التحولات الكبرى التي عرفها المجتمع ( الزاوية العثمانية بطولقة) و الشهيرة أيضا بـاسم ( زاوية الشيخ علي بن عمر ) العَزّوزية الخَلْوَتية الرحمانية.
لمحة عن مدينة طولقة
هي إحدى المدن الجزائرية العريقة التي تتبع حاليا ولاية بسكرة و تبعد عن مقر الولاية بـ 35 كم، و قد سبقت عهد القرطاجيين، حيث سكنتها قبائل أمازيغية كانت لها علاقات تجارية مع قرطاجة ، و بعد الاحتلال الروماني لبلاد المغرب سنة 146 ق.م ، و بالرغم من ثورات سكان طولقة إلا أن الغزاة الجدد تمكنوا من دخولها و بناء عدة مراكز للحراسة حولها ضمن خط الليمس الروماني ، الذي كان عبارة عن مراكز و قلاع صغيرة للحراسة أقيمت لمنع قبائل الجيتول الصحراوية من التسلل نحو شمال الجزائر.
وبعد اعتناق الرومان للمسيحية بصفة رسمية في عهد الامبراطور ثيودوس ( القرن 4 م ) تم إدخالها إلى طولقة ، و تم بناء كنيسة بها مازالت آثارها إلى اليوم تمثل أساسا للمسجد العتيق، الذي شُيّد بُعيد الفتح الإسلامي، و قيل أن الفاتح عقبة بن نافع الفهري هو الذي وضع أسسه و صلىّ فيه جمعتين أو ثلاث.
كما ذكرها الكثير من الرّحالة و الكتّاب العرب و الأوربيين واستهوت ألبابهم ، و جذبتهم تمورها ذات الجودة العالمية ، لا سيما الشهيرة باسم ( دقلة نور ).
تأسيس الزّاوية
في حدود عام 1780م قام الشيخ علي بن عمر و بإيعاز من شيخه محمد بن عَزّوز البرجي بإنشاء هذه الزاوية ، و كان عمره آنذاك نحو ( 28 عاما )(1) وتحتل اليوم موقعا هاما ، حيث تقع في الطريق إلى بلدية برج بن عزوز التى تبعد عن طولقة بحوالي 05 كلم .
كما قام زملاؤه تلامذة العلامة محمد بن عزوز بتأسيس زوايا مماثلة في عديد مناطق الزيبان ( بسكرة و ما جاورها من بلدات و مداشر ) و في غيرها ، كالزاوية المختارية بأولاد جلال وزاوية الشيخ عبد الحفيظ الخنقي بخنقة سيدي ناجي و زاوية الشيخ الصادق بن الحاج بسيدي مصمودي ( ببلدية مزيرعة حاليا )...
و قد شُيّدت هذه الزّوايا على تقوى من الله و على أساس ديني لتنهض بالمجتمع ثقافيا و تربويا و اجتماعيا ، خاصة بعد انشغال العثمانيين آنذاك بالجهاد البحري ضد القراصنة الأوربيين و الذّود عن سواحل البلاد و تثبيت معالم الدولة الجزائرية المستقلة.
شيوخ الزاوية:
1ـ الشيخ علي بن عمر:
أول هؤلاء كان مؤسّسها الشيخ علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن الموفق بن عمر بن أحمد و ينتهي نسبه إلى إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن محمد الحسن المثنّى بن الحسن السِّبط بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما جاء في كتاب ( الدّر المكنوز ) للشيخ عبد الرحمن بن الحاج.(2)
و قد ولد بطولقة عام 1166 هـ و بها نشأ على الزهد و الورع ، حتى أنه كان يخلو بنفسه في أحد الجبال نواحي طولقة يطلق عليه ( جبل الشّهب ) الذي يبعد عنها بحوالي 15 كلم لينقطع للعبادة و التأمل.
و قد أخذ سلوك الطريقة الرحمانية عن الشيخ محمد بن عزوز الذي توطدت علاقته به و حجّ معه عام 1232 هـ . و لثقته فيه عمد الشيخ بن عزوز إلى تزويج ابنته دخّة ـ جدّة العلامة محمد الخضر حسين شيخ الأزهرالشريف بين عامي ( 1952 ـ 1954 ) ـ بالشيخ علي بن عمر . و أكثر من ذلك أن الشيخ بن عزوز و قبيل وفاته كان قد أوصى الشيخ علي بن عمر بكفالة أبنائه ، وقد أوفى بما عاهد عليه ، ومن هؤلاء ابنه الشيخ محمد بن محمد بن عزوز دفين طولقة ، والشيخ مصطفى بن محمد بن عزوز الذي تأثر بشيخه علي بن عمر والذي تولى زمام الزاوية من بعده حينا من الزمن.
ولم يترك الشيخ علي بن عمر مؤلفات باستثناء بعض الأقوال والحكم المنشورة في ( الدّر المكنوز في حياة سيدي علي بن اعمر وسيدي بن عزوز ) و من ذلك أنه سئل يوما عن المريد الصادق فقال : « علامته خمسة أشياء أولها جسم طاهر من معاصي الله ولسان رطب بذكر الله والثالث فكر دائم في ملك الله وروح هائم في جلال الله والخامس قلب ساطع بأنوار الله » وقال أيضا : « الذكر محتاج إلى القلب و القلب محتاج إلى الذكر لا يستغني أحدهما عن الآخر فإذا اجتمع الذكر مع القلب تمت الحكمة ولا يصفو الذكر إلا بعد صفاء القلب و لا يصفو القلب إلا بعد المعرفة و لا تصفو المعرفة إلا بعد صفاء التوحيد و لا يصفو التوحيد إلا بعد الخروج من التقليد »(3) وقد تكون هناك بعض الرسائل و الحكم المخطوطة التي تركها .
استشهد ـ رحمه الله ـ عام 1258 هـ ــ 1842 م قبيل الاجتياح الفرنسي لبسكرة بداية من 4 مارس 1844 في ظروف مأساوية وعن طريق الخطأ ، في عملية صلح بين فريقين من المسلمين ، أثناء حصار الشيخ محمد الصغير بن الحاج خليفة الأمير عبد القادر على الزيبان لمدينة طولقة.
وقد وصفه الشيخ أبو القاسم الحفناوي في كتابه ( تعريف الخلف برجال السلف ) بـ « القطب سيدي علي بن عمر صاحب زاوية طولقة »(4)
وأثنى عليه في موضع آخر وعلى ولايته في قوله: « شيخ الطريقة وطود الحقيقة الغوث سيدي علي بن عمر، صاحب زاوية طولقة »(5)
كما وصفه في ذات الكتاب بأنه " شيخ الزّهاد وفخر العُبّاد سراج الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة ، سيدي علي بن عمر الطولقي الشريف ذي الشرف العلي والمقام المنيف "(6)
2 - الشيخ مصطفى بن عزوز :
ولد ببلدة البرج في زاوية والده الشيخ محمد بن عزوز عام 1220 هـ ـ 1803م ، و تربّى في أحضان زاوية طولقة ، وبأمر من شيخه شرع في تشييد زاوية بنفطة بالجنوب الغربي التونسي ، وأثناء زيارته إلى طولقة و البرج توفي شيخه علي بن عمر ، فتولى شؤون الزاوية وتحمّل أعباء تسييرها في هذه الظروف الاستثنائية طيلة ستة أشهر ، ثم سلم الأمانة إلى الشيخ علي بن عثمان بن علي بن عمر.
بعد ذلك استقر بنفطة بالجريد التونسي إلى غاية وفاته عام 1283 هـ الموافق 1866م(7) وضريحه هناك إلى اليوم وحوله أطلال المسجد القديم والمسجد الذي أقيم حديثا ، و قد كان لنا شرف زيارته والصلاة فيه يوم 16 جانفي 2009 (8) وكانت للشيخ مكانة دينية واجتماعية مرموقة وأتباع في أغلب التراب التونسي ، ولزاويته نضال وطني خلال فترة الحماية الفرنسية على تونس و نشاط اجتماعي و ثقافي وتربوي واسع ، كما حوّلها إلى ملاذ آمن للجزائريين الفارين من بطش الاحتلال الفرنسي و للمقاومين الشرفاء.
3 -الشيخ علي بن عثمان بن علي بن عمر:
ولد بطولقة عام 1240هـ كما جاء في ( الدّرّ المكنوز )(09) بينما يرى الأستاذ سليمان الصيد أنه ولد عام 1230هـ الموافق 1814(10)وقد قدّم هذا الشيخ أعمالا جليلة ، لاسيما في مجال الدفع بالزاوية لتواكب الأحداث التي شهدتها منطقة الزيبان آنذاك ، خاصة عمليات التوسع الفرنسي بالمنطقة و بالجنوب الشرقي للجزائر، و ما أعقبها من جرائم ضد الإنسانية أثناء تصدّيها للمقاومات الشعبية المسلحة التي كانت منطقة الزيبان ساحة لها.
ولدوره الثقافي والعلمي والتربوي كتب عنه أخوه الشيخ إبراهيم بن علي رسالة سمّاها ( رسالة لكافة الإخوان في مناقب الشيخ علي بن عثمان ) كما جعل له الشيخ المكي بن عزوز منظومة بعنوان ( وسيلة الأمان في مناقب الشيخ سيدي علي بن عثمان ) اهتدى المؤرّخ سليمان الصيد إلى ( 121 بيتا ) منها ، نشرها في كتابه ( تاريخ الشيخ علي بن عمر )(11) مطلعها :
حمداً لباسط الأمان في الــــورى
ما دامت الأشراف في الدنيا تُرى
لا سيما من حاز مع ذاك الشرفْ
ولايةً كبرى و بالعلــــــم اتّصفْ
فيا لها من رتبـــــــة لا تُلحـــــقُ
أنوارها في الملكــوت تُشـــــــرَقُ
صاحبها يمسي رئيسَ الـــدائــرهْ
و حوله شمُّ الرّجـــــال دائــــرهْ
كشيخِنَــــــا طــودِ الأساتيذ علي
و هو ابن عثمــــان زكي العمــل
وقد ترك الشيخ علي بن عثمان عدة رسائل منها:
- تكملة رسالة خطاب لبعض المعترضين
- رسالة في أن ( حب الدنيا قاطع للسائر )
- النبذة اللطيفة فيما يلزم السائر في الطريقة المنيفة
ـ الردّ على من اكتفى بالعهد ولم يواظب على الورد
ـ رسالةٌ لبعض المحبين في ترغيبه للزيارة(12)
ويذكر الأستاذ سليمان الصيد أنه توفي عام 1316 هـ الموافق 1898 م ودفن بالزَّاوية بطولقة.
4 - الشيخ عمر بن علي بن عثمان:
وهو أكبر أولاد الشيخ علي بن عثمان ، ولد عام 1274 هـ الموافق 1857 م ، ولما توفي والده وكان عمره ( 42عاما ) فتولى مشيخة الزاوية ، فأحسن إليها وإلى طلابها ومريديها وسار على نهج والده وجدّه ، بمواساة الفقراء والتكرّم على الجيران وبث الطريقة ، كما شارك في انتفاضة عين التوتة (13) ( بولاية باتنة حاليا ) الشهيرة بثورة الأوراس في 1916 إبّان الحرب العالمية الأولى ... إلى غير ذلك من الإنجازات و الأعمال الحسنة ، فأقبل الناس على الطريقة إقبالا عظيما وانتشرت في عهده انتشارا هائلا و في أغلب المدن ، وكان ـ رحمه الله ـ مهابا في أعين الخلق ، ولبث شيخا للزاوية (24 عاما ) ، وقد توفي بعد مرض ألزمه الفراش عام 1340 هـ الموافق 1921 م.
5 - الشيخ الحاج بن علي بن عثمان:
بعد وفاة الشيخ عمر بن علي تولى مشيخة الزاوية أخوه الشيخ الحاج بن علي بن عثمان الذي ولد عام 1285هـ الموافق 1868 م ، وقد وصفه صاحب ( الدر المكنوز ) بقوله :« علاّمة الزمان العالم المحقق و الفاضل الكامل المدقق الجامع بين المعقول والمنقول أستاذنا سيدي الحاج »(14)
وقد اجتهد في تعمير الزاوية وتجديد بنائها والتدريس فيها دون كلل أو ملل ، إلا أنّ ما يميز الشيخ الحاج بن علي اعتناؤه الكبير بجمع المخطوطات النادرة والكتب النفيسة ، ويعود إليه الفضل في تكوين مكتبة الزاوية ، حيث يُروى عنه أنه كان كلما دخل مكتبة إلا واشترى كتابا أو أكثر ، وكان يهرع إلى أصحاب الكتب ويقتني منها ، وقد روى لي الشيخ عبد القادر عثماني ـ حفظه الله ـ في إحدى جلساتي إليه(15) أنه باع بستانا له ليتمكن من شراء مكتبة كانت قد عُرضت للبيع.
وقد ترك العديد من الرسائل والقصائد ، ومن ذلك منظومة مخطوطة في التصوّف وفي الطريقة الرحمانية تضم ( 800 بيتا ) ، أشار إليها الأستاذ المرحوم سليمان الصيد في كتابه (تاريخ الشيخ علي بن عمر شيخ زاوية طولقة الرحمانية ) ونشر ستة من أبياتها وهي :
يقــــول داع المنهــــج العــزوز
الحــاجُ بـنُ علي غـدَا للفـــــوز
الحمــــد لله رفيـــع الدرجـــــات
للزاهديـن و مقيـــل العثـــرات
ثم الصلاةُ على طــــه المختــار
بلا نـــهايــــة و لا حـــصــــار
محمد من هــو أتانــا بالتلقيــــنْ
في ذا الطريقــة رحمةً للدّاخلينْ
يا رايم اتباع المصطفى ادخـلْ
في طريق الوفـا بالقول و الفعلْ
ادخل طريق الخلوتية يا صديقْ
إن كنت رايمْ من الله التوفيق(16)
توفي عام 1368 هـ الموافق 1948 م.
6- الشيخ عبد الرحمن بن الحاج:
والذي اشتهر بكتابه ( الدّرّ المكنوز في حياة سيدي علي بن اعمر وسيدي بن عزوز) وقد ولد عام 1909 م ونشأ ودرس في رحاب زاوية أجداده ، وقد تولى مشيختها بعد وفاة والده واضطلع بإدارتها على أحسن وجه، ومن أبرز إنجازاته :
- ترقية الزاوية وتطوير أدائها التربوي والتعليمي.
- المحافظة على مكانتها في منطقة الزيبان والأوراس و الجزائر عموما.
- تدريسه بنفسه للطلبة بالرغم من تشعّب انشغالاته و تعدّد مسؤولياته في الزاوية.
كما أنه فتح الزاوية لمجاهدي ثورة التحرير المظفرة ، ومن ذلك استقباله للقائد سي الحواس وإيواؤه له و من معه ثلاثة ليال سويّا خلال عام 1955، علما أن هذا البطل هو أحد تلامذة الزاوية العثمانية بطولقة.
ونتيجة لذلك تعرّض الشيخ للاعتقال والإهانة و التنكيل ، ولم ترحم إدارة الاحتلال بطولقة ضعفه الصحي و لم تنظر إلى مكانته بين قومه.
من آثاره كتاب ( الدّر المكنوز ) المشار إليه آنفا الذي طبع عام 1350هـ ـ1931م في ( 36 صفحة ) بمطبعة النجاح بقسنطينة لقريبه الصحفي و صاحب جريدة ( النجاح ) الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي ، توفي عام 1966 م و دفن بطولقة .
7- الشيخ عبد القادر عثماني بن الحاج :
وهو أخ الشيخ عبد الرحمن صاحب ( الدر المكنوز ) والذي تحمّل أعباء الزاوية منذ عام 1966 إلى اليوم ، و إضافة إلى مشيخته للزاوية فهو عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى و رئيس المجلس العلمي لولاية بسكرة و رئيس ملتقى الفاتح عقبة بن نافع الفهري ببسكرة الذي اعتمدته وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف عام 2011. وأحد علماء الجزائر و مجاهديها ومصلحيها ومن مراجعها العلمية لا سيما في مجال الإفتاء .
ولد عام 1929 بطولقة ونشأ في أحضان هذه الزاوية ، حيث حفظ القرآن الكريم ودرس اللغة العربية والفقه والعقيدة والتفسير والمنطق. خلال الثورة هاجر مُكرها إلى المغرب الأقصى وقد رَوَى لي بالتفصيل ظروف استقباله بها ، وقد احتضنته جبهة التحرير الوطني هناك حيث التحق بسلك التعليم مدرّسا ثم موظفاً بوزارة التربية بالمغرب. بعد الاستقلال عاد إلى بلاده وعمل بوزارة الأوقاف ثم بوزارة التربية والتعليم على التوالي ، حيث أسهم في إعداد الكثير من الكتب المدرسية في اللغة العربية و التربية الإسلامية.
كما عمل على تجديد بناء الزاوية من خلال تشييد المكتبة الحالية و بناء سكنات عصرية للطلبة وتحديث طرائقها التعليمية و تجديد أداء وظيفتها التربوية وتفعيل مكانتها الاجتماعية ، من خلال الخطابة والدروس والإصلاح بين الناس ...
من مؤلفاته:
ـ كتاب مجموع محاضرات ومقالات وفتاوى ، قام بجمعها الأستاذ عبد الحليم صيد ، طبع بمطابع عمار قرفي بباتنة في ( 256 صفحة ) عام 1426 هـ ـ 2005 م.
ـ تفسير القرآن الكريم ، الذي ألقاه مشافهة بمسجد الزاوية بداية من عام 1981 و أتمّه عام 2004 دون أن يقوم تلامذته بتوثيقه و تدوينه أو تسجيله !! بالرغم من توفر مختلف وسائل التسجيل العصرية .
ـ محاضرات وخطب الجمعة و دروس و فتاوى ...
الدور العلمي للزاوية العثمانية بطولقة :
إن الأساس الذي أنشئت لأجله الزاوية هو أن تكون منارة علمية ومؤسسة دينية ، تستقطب العلماء والطلبة من كل حدب وصوب ، وتتصدى للجهل وعمليات محو الشخصية الوطنية.
ولذلك فقد وضعت من أولوياتها تحفيظ القرآن الكريم للناشئة ، ومازال هذا الدور قائما إلى اليوم ودون مقابل ، حتى أنها ترفع شعار « الزاوية لا تقبل إعانة مالية من أحد » إضافة إلى نشر تعاليم الإسلام والقرآن الكريم والسّنّة النبوية الشريفة والعقيدة والفقه والتفسير واللغة العربية ، من نحو وصرف وبلاغة ، إلى جانب علم الفلك والرياضيات ...
وفي هذا المجال فقد تعاقب على التدريس بالزاوية الكثير من العلماء الأجلاء الذين لا يمكن أن تستوعب هذه المحاضرة أسماءهم ، سواء من العائلة العثمانية أو من خارجها ، أو من قبل العلماء و المصلحين الذين زاروها ويزورونها إلى اليوم.
مع محاربتها الصريحة للزوايا البدعية ، وضمن هذا المضمار فإنها تصنّف الزوايا إلى ثلاثة أصناف ـ حسب الشيخ عبد القادر عثماني(17) ـ و تتمثل في :
أ ـ زوايا فاسدة منهاجها الموبقات والانحراف عن ثوابت الزوايا ، المتمثلة في تعليم القرآن والشريعة والتربية الخلقية والعمل النافع الشريف ، وينبغي على الدولة محاربتها.
ب ـ أما الصنف الثاني فهي الزوايا الصالحة التي تؤدي رسالتها التي أوكلت إليها في الأصل وهي زوايا لا تحتاج من الدولة شيئا.
ج ـ وفيما يخص الصنف الثالث فهي زوايا تمزج بين الفاسد والمفيد ( السلبي و الإيجابي ) ويجب على الدولة أن تحارب فيها ما هو فاسد وتشجّعها على ما هو صالح.كما يعيب على الكثير منها انغماسها في السياسة و التحزّب.
وحاليا تضم الزاوية ( 30 طالبا ) قدموا من عدة ولايات. وبالإضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم فهي تدرّس اليوم ـحسب الشيخ سعد عثماني أحد أساتذة الزاوية ونجل الشيخ عبد القادر ـ تدرّس الفقه المالكي من خلال شرح رسالة أبي زيد القيرواني وتبرمج للطلبة حفظ متن ابن عاشر.
أما النحو فتعتمد على دراسة ملحة الإعراب للحريري مع إلزام الطلبة بحفظ الأجرومية ، فيما يدرسون التجويد عن رواية ورش عن طريق الأزرق مع حفظ متن الجزرية.
أمـا التفسيـر فيضطلـع به إلى اليـوم الشيخ عبد القادر عثماني و قـد سبق له أن أتمّـه بين ( 1981 ـ 2004) ، مع شرحه للجامع الصغير للسيوطي يوميا.
كما أن الشهادة التي تُمنح إلى الطلبة بعد تخرّجهم معترف بها لدى مصالح الدولة الجزائرية ، و تمكنهم من المشاركة في مختلف مسابقات التوظيف التي تنظمها مديريات الشؤون الدينية و الأوقاف عبر جميع الولايات. كما تضطلع بدور اجتماعي متميّز يتمثل أساسا في إصلاح ذات البين ، بين الأفراد و الجماعات و الأعراش ...
مكتبة الزاوية :
ما يميّز الزاوية و دورها الثقافي والاجتماعي و يعزّز رصيدها العلمي ،مكتبتُها العامرة التي هي ملك للعائلة. و التي قلّ نظيرها لغناها بـ (1509 مخطوط ) ،وهذا رقم دقيق أعلمني به الشيخ سعد عثماني(18)و الذي يقوم حاليا بإنجاز فهرسة علمية شاملة للمكتبة ، يوشك على إنهائها(19) ، إضافة إلى كم هائل من أمّهات الكتب المطبوعة و المجلات. وتتوزع على كتب : التفسير ، علوم القرآن ، الحديث ، الفقه ، السيرة ، العقيدة ، الفلسفة ، الطب ، الفلك ، اللغة ، الأدب ، الدواوين الشعرية و عدد معتبر من الكتب المطبوعة طباعة حجرية و بولاقية و أخرى طباعة عصرية مجموعة من المجلات... و هي مفتوحة أمام المؤرخين و الباحثين و الأساتذة ، مع التزام إدارة الزاوية بتوفير الإيواء و الإطعام لهم مجّانا.
و من أسباب المحافظة على هذه المكتبة العامرة من الاندثار و عوادي الزمن و الظروف الطبيعية و أيادي الاحتلال، لاسيما العسكريين و المستشرقين من الفرنسيين على الخصوص ، هو سهر العائلة العثمانية على حمايتها و منع إعارة كتبها حتى للمؤرخين و الباحثين الجادّين ، فإذا سألت الشيخ عبد القادر عثماني مثلا عن مخطوط" هل يمكن لي تصويره ؟ " يجيبك : أي نعم ، لكن عليك إحضار آلة ناسخة صحيّة حتى لا يتأثر المخطوط !
الزاوية إبّان الثورة الجزائرية:
لـم تتخلّف الزاويـة العثمانيـة بطولقـة عن ملحمـة الشعب الخالـدة ثـورة أول نوفمبر (1954ـ 1962 ) في حدود إمكاناتها و ظروفها المحيطة، حيث آوت الكثير من المجاهدين ، ولعل أشهرهم القائد أحمد بن عبد الرزاق حمودة الشهير بـ سي الحواس ( 1923 ـ 1959 ) و الذي سبق له أن درس بهذه الزاوية يوم كان طالبا ، و الذي سيتولى بعد ذلك قيادة الولاية السادسة التاريخية برتبة عقيد ، حيث لبث فيها ثلاثة أيام خلال عام 1955 بعد أن أوكلت إليه مهمة اللقاء مع بعض الأعيان وشيوخ الأعراش للتقريب بينهم و لتوسيع نطاق الثورة بالزاب الغربي ( بتراب ولاية بسكرة حاليا) فوجد في الزاوية الملاذ الآمن و في شيخها و في أفراد العائلة كل الرّعاية ، بالرغم من ظروفها الحرجة آنذاك(20) و لم يغادرها إلا بعد أن أنهى مهمته.
و لمّـا تفطن العـدو للـدور المشبـوه الذي تقـوم به الزاوية ، أمر زبانيتـه باعتقـال شيخـها عبد الرحمن عثماني عام 1957 فتعرّض للاستنطاق و المعاملة اللإنسانية التي يُعدّ الفرنسيون المحتلون أساتذة لها ، مما أدى إلى تدهور صحته ، فيما هاجر أخوه الشيخ عبد القادر عثماني إلى المغرب الأقصى لتوكل إليه مهمة هناك(21)، وتمّ تعطيل عمل الزاوية ونشاطها التربوي و التهذيبي .
و لم تكتف الزاوية العثمانية بطولقة بذلك بل قدّمت إلى ساحات الوغى الكثير من أبنائها ، على غرار ابنها المجاهد عبد الحميد عثماني و المجاهد الأزهري عثماني(22) ، وغيرهما من طلبتها ومريديها.
الهوامش:
1 ـ سليمان الصيد : تاريخ الشيخ علي بن عمر شيخ زاوية طولقة الرحمانية ، دار هومة ، الجزائر، 1998 ، ص 14
2 ـ عبد الرحمن بن الحاج ، الدّر المكنوز في حياة سيدي علي بن اعمر و سيدي بن عزوز ، مطبعة النجاح ، قسنطينة ، الجزائر ، 1350 هـ ، ص ص14 ـ 15
3 ـ عبد الرحمن بن الحاج ، مرجع سابق ، ص ص17 ـ 18
4 ـ أبــو القاسـم محمد الحــفنـاوي ، تعــريف الخلف برجـال السلـف ،ج1، موفـم للنشــر ، الجزائر ،1991 ، ص 263
5 ـ أبو القاسم الحفناوي ، تعريف الخلف برجال السلف ،ج1، مرجع سابق ،ص457
6 ـ أبو القاسم الحفناوي ،تعريف الخلف برجال السلف ،ج2 ، مرجع سابق ، ص 231
7 ـ علي الرضا الحسيني، زاوية علي بن عمر ( طولقة ، الجزائر ) الدار الحسينية للكتاب، دمشق ، سوريا ، 1423 هـ ، 2002م ، ص 21.
8 ـ زُرنا بلدة نفطة رفقة الدكتور محمد العربي الزبيري والأستاذ محمد قويدري و السيد علي الأخضري بن عباس أيام 16 ، 17 ، 18جانفي 2009 بدعوة من وزارة الثقافة و المحافظة على التراث بتونس و الجمعية التونسية للدراسات و البحوث حول التراث الفكري التونسي ، بمناسبة ذكرى خمسينية العلامة محمد الخضر حسين بنفطة بولاية توزر حيث ألقيتُ بالمناسبة كلمة باسم الوفد الجزائري أثناء الافتتاح الرسمي للملتقى ، ومحاضرة حول الجانب الصحفي والإعلامي في مسيرة الشيخ محمد الخضر حسين ، نشرها بعد ذلك الأستاذ علي الرضا الحسيني في كتاب مستقل حول هذه الفعاليات مع الكلمة المشار إليها، وقد كتبنا حول هذه الرحلة مقالة بعنوان ( ثلاثة أيام بالجريد التونسي ) نشرت في ثلاث حلقات بيومية ( صوت الأحرار ) في أعدادها التالية : الحلقة الأولى ، ع 3763 ، الإثنين15 رجب 1431 هـ 28 جوان 2010 ، الحلقة الثانية ، ع 3768 ، الأحد 21 رجب 1431هــ 4 جويلية 2010 ، الحلقة الثالثة ، ع 3771 ، الأحد 24 رجب 1431 هـ - 7 جويلية 2010 .
كما قامت بتغطيتها التلفزة الوطنية التونسية السابعة التي أجرت معي حوارا بالمناسبة و بُث في نشرتها الرئيسة ، إضافة الى تغطية بجريدة الشروق التونسية في عددها الصادر يوم 16 جانفي 2009 و جريدة ( الخبر ) الجزائرية في عددها الصادر يوم الأربعاء 28 جانفي 2009 .
9 - عبد الرحمن بن الحاج ، مرجع سابق ، ص 30
10 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، ص 24
11 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، صص26-27
12 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، ص 43
13 – ذكر لي ذلك الشيخ سعد عثماني نجل الشيخ عبد القادر .
14 - عبد الرحمن بن الحاج ، مرجع سابق ، ص 31
15- جلسـات عديدة كانت و مازالت لي مع فضيلة الشيخ عبد القادر عثماني ( شيخ الزاوية العثمانية ) حيث تشرّفت بلقائه والنهل منه و الاستنارة بنصائحه و توجيهاته و الاستلهام من تجربته في الحياة.
16 - سليمان الصيد ، مرجع سابق ، ص ص50- 51.
17- وهيبة منداس ، يومية صوت الأحرار، الجزائر ،ع 3162 ، الثلاثاء 15جويلية 2008 .
18- في حوار سابق بإذاعة بسكرة الجهوية كنتُ قد أجريته مع الشيخ سعد عثماني خلال عام 2011 بمناسبة الذكرى ألـ ( 231 ) لتأسيس الزاوية ، وقد حدّثني عن شيوخها ومسارها التاريخي و العلمي و مكتبتها الزاخرة ... وهذا ضمن برنامجي الأسبوعي الأسبق ( شاهد على الحقيقة ).
19- تجدر الإشارة في هذا الإطار إلى الفهرسة التي أنجزها الدكتور يوسف حسين وشملت ( 500 مخطوط ) و صدرت في كتاب عن دار التنوير بالجزائر في ( 281 صفحة ) ، ولأهميتها أعددتُ قراءة حولها نُشرت بيومية ( صوت الأحرار ) في عددها رقم 2750 الصادر بتاريخ 22 صفر 1428 هـ الموافق 12 مارس 2007 .
20- حسبما رواه لي الشيخ عبد القادر عثماني.
21- حسب رواية الشيخ عبد القادر عثماني.
22- خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى الوطني الأول عقبة بن نافع الفهري شخصيته و آثاره ، المنعقد بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة أيام 16 ، 17 ، 18 جوان 2012و الذي يرأسُهُ الشيخ عبد القادر عثماني ، و في كلمته الافتتاحية أكد السيد السعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أنّ أسرة الشيخ عبد القادر عثماني أسرة مجاهدة ، و شهد أن الشيخ كان مجاهداً و كاتباً للقائد سي الحوّاس ، وأنّ أخاه الشيخ عبد الرحمن ( شيخ الزاوية أثناء الثورة ) كان مسؤولاً لأول لجنة مدنية بطولقة.
منقول عن:
الزاويـة
العثمانية بطولقة
أسست
من طرف الشيخ علي بن عمر, وتسمى بالزاوية العثمانية نسبة إلى جد الشيخ علي بن عمر سيدي
عثمان، تم تأسيسها سنة 1191هـ, بمدينة طولقة بالقرب من مدينة بسكرة.
ولما
توفي الشيخ علي بن عمر سنة 1258هـ= 1842م، تولى شؤونها الشيخ مصطفى بن عزوز لمدة سنتين،
ولما آنس من علي بن عثمان القدرة على تسييرها، أمره برئاسة الزاوية, وعاد إلى زاويته.
سيرها الشيخ علي بن عثمان بكثير من الحكمة والحذر, خدم العلم بكل إخلاص كما خدم الزاوية
والإخوان, توفي 1316هـ= 1898م.
تولى
المشيخة بعده أكبر أبنائه "عمر بن علي بن عثمان", الذي قام على شئون الزاوية
مدة 42 سنة, شارك في انتفاضة
عين
التوتة سنة 1916م, توفي سنة 1921م.
تولى
بعده أخوه الشيخ " الحاج بن علي بن عثمان" وله الفضل الأكبر في تزويد مكتبة
الزاوية بالمخطوطات النادرة والمطبوعات النفيسة, وأصبحت لها شهرة واسعة, توفي سنة
1948.
يمتد
تأثيرها على مناطق واسعة, وينضم تحت لوائها الآلاف من المريدين بكل من: بسكرة, بوسعادة,
عين التوتة, عين السلطان, باتنة, بريكة, أولاد جلال, خنشلة, أم البواقي, تقرت, الوادي.
بلغ
عدد أتباعها سنة (1871) حوالي 17 ألف مريد. وعدد زواياها 17 زاوية.
أشهر
من تخرج منها: الشيخ علي بن عثمان، الشيخ محمد الحفناوي بن علي بن عمر، الشيخ سالم
الأعرج السوفي.
مكتبة
الزاوية: تعد من أغنى المكتبات الخاصة في القطر الجزائري, وتحتفظ بمخطوطات في شتى فنون
المعرفة الإنسانية, وقد حرص شيوخها على الحفاظ عليها وتمكين الباحثين والدارسين من
الوقوف عليها, فهي تشمل مخطوطات في علوم القرآن, الفقه, اللغة, الأدب, التصوف, السيرة
......
***منقول
عن مدونة سيدي بن عزوز رضي الله عنه***شكري الخالص لصاحبها ***
12/
سيدي المختار بن عبد الرحمن الجلالي رضي الله عنه:
(1201
/ 1277 هـ= 1784 / 1862م
ضريح سيدي المختار بن عبد الرحمن الجلالي رضي الله
عنه
المختار
بن عبد الرحمن بن خليفة الإدريسي الخالدي، مؤسس زاوية أولاد جلال، من شيوخ الطريقة
الرحمانية بالزاب.
ولد
بقرية سيدي خالد سنة 1201هـ= 1784م، من أبوين شريفين ربياه تربية دينية خالصة، حفظ
القرآن في سن مبكرة وتفقه على جلة من العلماء وبرز في العقائد وعلم الكلام.
ثم
ارتحل في طلب شيخ مربي، والتقى بالشيخ محمد بن عزوز البرجي فأخذ عنه العهد والتلقين
وبعض سلوكه في تدرج بعض الأسماء، ولما قربت وفاته أوصاه بملازمة خدمة الشيخ علي بن
عمر الطولقي، وبعد وفاة الشيخ محمد بن عزوز
سنة
1233 هـ= 1818م، لازم خدمة علي بن عمر ثلاثة عشر سنة، مواظبا فيها على الصيام والقيام
والعبادة حتى فتح الله عليه الفتح الأكبر على يد الشيخ علي بن عمر.
أسس
زاويته بأولاد جلال التي عرفت شهرة واسعة في ظرف وجيز، وأمها الطلبة من كل حدب وصوب،
وكان لها دور كبير في تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس العلوم الشرعية ونشر الطريقة الرحمانية،
وإطعام الطعام، وإيواء الفقراء.
وتخرج
على يديه الكثير من العلماء الأجلاء لعل أبرزهم: الشيخ محمد الشريف بن الأحرش والشيخ
محمد بن أبي القاسم الهاملي والشيخ عطية النايلي.
توفي
في 19 ذي الحجة من سنة 1277هـ = أكتوبر 1862م، ترجم له ابنه محمد الصغير في كتابه
"تعطير
الأكوان بنشر شذا نفحات أهل العرفان
حمل
حمل
***منقول
عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر***
13/
سيدي التارزي بن محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه :
(1227/
1310 هـ= 1812/ 1892م
من
العلماء الصالحين والأتقياء العارفين، من أبناء الولي الصالح الشيخ محمد بن عزوز البرجي.
وجاء
في مقدمة كتابه الهواتف: " كان يقطع غالب الليل تهجدا بالقرآن العظيم وتفهما في
معانيه وغوصا في غامض أسراره, لا يدع التهجد ولو في السفر والمرض, مستغرقا في الأذكار
ممتلئا بالأسرار..."
ولد
ببلدة البرج سنة 1227هـ= 1812م، تربى في حضن والده, وتلقى العلم على كبار مشائخ القرية
والزاوية، ثم أخذ الطريقة الرحمانية على يـد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي ـ تلميذ والده ـ وكانت له
معه مراسلات عديدة. وقد التزم بسلوك هذه الطريقة حتى غدا من شيوخها الكبار.
وبعد
احتلال مدينة بسكرة هاجر رفقة عائلته إلى مدينة نفطة التي سبقه إليها أخوه الشيخ مصطفى
بن عزوز البرجي، وذلك
سنة
1262 هـ.
قضى
معظم عمره في التدريس والإرشاد بزاوية الشيخ مصطفى بن عزوز البرجي بنفطة، وانتفع به
الخلق، منهم العالم الفقيه علي بن الحاج نصر النفطي والشيخ محمد المكي بن عزوز.....
انتقل
سنة 1310 هـ= 1892م بأغلب عائلته الطاهرة إلى بلاد الحجاز، وذلك بسبب رؤيا رآها، حيث
رأى الرسول في المنام يأمره بالقدوم إلى المدينة والمجاورة هناك، وأخبره أن وفاته
ستكون بها، فباع كل ما يملك، وذهب إلى الحجاز، وجاور بالمدينة المنورة إلى وفاته.
كان
شاعرا مطبوعا وأديبا ماهرا، نظم قصائد في مواضيع كثيرة، معظمها في تربية النفس وتهذيب
الأخلاق، وله رسائل عدة في هذا الشأن منها: الهواتف، رسالة في مسألة إلهام الأولياء،
قصائد عديدة في التصوف، متداولة بين أتباع الطريقة الرحمانية...
توفي
يوم السبت 07 ربيع الثاني سنة 1310هـ = 1892م، بالمدينة المنورة, ودفن بالبقيع تحت
جدار قبة سيدنا عثمان بن عفان
**************منقول
عن مدونة سيدي بن عزوز البرجي لصاحبها التحية والشكر********
كتب عن الاولياء
الكتاب: الأولياء (ابن أبي الدنيا)
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى:
الكتاب: طبقات الأولياء ومناقب الأصفياء
ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (723 - 804 هـ = 1323 - 1401 م)
http://shamela.ws/index.php/book/1347
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7452
كتب عن الاولياء
الكتاب: الأولياء (ابن أبي الدنيا)
المؤلف: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (المتوفى:
281 هـ)
المحقق: محمد السعيد زغلول
نبذة عن الكتاب: * هذا الكتاب ضمن موسوعة رسائل ابن أبي الدنيا (المجلد الرابع)
http://www.waqfeya.com/books/11/1004/1004.rar
http://shamela.ws/index.php/book/13003
الكتاب: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=920
http://shamela.ws/index.php/book/10495
الكتاب: البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان
للشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الملقب بابن مريم الشريف المليتي المديوني التلمساني.(توفي مابين سنتي 1025 و 1028 هجرية)
كتاب « البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان »، للشيخ الإمام الفقيه الصالح المؤرخ « أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الملقب بابن مريم الشريف المليتي نسبا، المديوني نِجاراً، التلمساني منشأ ومولداً وداراً (توفي مابين سنتي 1025 و 1028 هجرية) »، من كتب التراجم النفيسة، سمح لنا مؤلفه - رحمه الله - بمعرفة عدد كبير من العلماء والأولياء الذين عاشوا في تلمسان وأحوازها. كما زودنا هذا الكتاب بمعلومات في غاية الأهمية عن الحركة العلمية بتلمسان وأحوازها بصفة خاصة، وبلاد الغرب الإسلامي بصفة عامة، بالإضافة إلى الجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية للمنطقة.
* ترجم "ابن مريم" في كتابه « البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان » لاثنين وثمانين ومائة عالم وولي ولدوا بتلمسان أو عاشوا بها ، وأشار المؤلف في أول الكتاب الى هدف تاليفه، فقال انه يقصد ((جمع أولياء تلمسان و فقهائها الاحياء منهم والاموات، وجمع من كان بها وبحوزها وبعمالتها)). وفي الحقيقة لم يحصر "إبن مريم" سبب الخوض في الترجمة للاولياء والعلماء في الافادة الدينية وفي التقرب الى الله، بل ذكر في خاتمة الكتاب هدفا علميا للكتابة في مثل هذا الموضوع، فقال : (( اعلم ان معرفة الكتب واسماء المؤلفين من الكمال ومعرفة الفقهاء من مهمات الطالب، وكذلك ما ألّفوه في حصر المسائل)).
* رتب ابن مريم تراجمه حسب حروف الهجاء ، مبتديا بمن اسمه احمد ومنهيا تراجمه بمن إسمه يحي، وقد تفاوتت تراجمه في الطول تفاوتا كبيرا، فبعضها لا يزيد على سطر واحد بينما خصص ابن مريم لبعض العلماء عدة صفحات من كتابه، ومما يجب التنبه إليه ان إبن مريم ترجم لبعض الاعلام من فقهاء المالكية ممن لم تكن لهم علاقة مباشرة بتلمسان كخليل ابن إسحاق والامام ابن عرفة و البرزلي.
* وللتّعرف أكثر على كتاب « البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان » ومؤلفه، حمّل البحث الذي قام به الدكتور عبد القادر بوباية من جامعة وهران عن الكتاب وصاحبه.
حمل :
كتاب البستان في ذكر الاولياء و العلماء بتلمسان - لابن مريم الشريف المليتي المديوني التلمساني
الكتاب: تذكرة الأولياء
تأليف: فريد الدين العطار النيابورى (المتوفى: 627 هـ)
ترجمة، تحقيق: منال اليمنى عبد العزيز
abjad
https://ia601503.us.archive.org/21/i...ud/tazkira.pdf
صفة الصفوة
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (تاريخ الوفاة 597 هـ)
حققه وعلق عليه محمود فاخوري وخرج احاديثه محمد رواس قلعجي
طبعة دار المعرفة بيروت
رابط التحميل
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa0.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa1.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa2.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa3.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa4.pdf
المحقق: محمد السعيد زغلول
نبذة عن الكتاب: * هذا الكتاب ضمن موسوعة رسائل ابن أبي الدنيا (المجلد الرابع)
http://www.waqfeya.com/books/11/1004/1004.rar
http://shamela.ws/index.php/book/13003
الكتاب: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=920
http://shamela.ws/index.php/book/10495
الكتاب: البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان
للشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الملقب بابن مريم الشريف المليتي المديوني التلمساني.(توفي مابين سنتي 1025 و 1028 هجرية)
كتاب « البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان »، للشيخ الإمام الفقيه الصالح المؤرخ « أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الملقب بابن مريم الشريف المليتي نسبا، المديوني نِجاراً، التلمساني منشأ ومولداً وداراً (توفي مابين سنتي 1025 و 1028 هجرية) »، من كتب التراجم النفيسة، سمح لنا مؤلفه - رحمه الله - بمعرفة عدد كبير من العلماء والأولياء الذين عاشوا في تلمسان وأحوازها. كما زودنا هذا الكتاب بمعلومات في غاية الأهمية عن الحركة العلمية بتلمسان وأحوازها بصفة خاصة، وبلاد الغرب الإسلامي بصفة عامة، بالإضافة إلى الجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية للمنطقة.
* ترجم "ابن مريم" في كتابه « البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان » لاثنين وثمانين ومائة عالم وولي ولدوا بتلمسان أو عاشوا بها ، وأشار المؤلف في أول الكتاب الى هدف تاليفه، فقال انه يقصد ((جمع أولياء تلمسان و فقهائها الاحياء منهم والاموات، وجمع من كان بها وبحوزها وبعمالتها)). وفي الحقيقة لم يحصر "إبن مريم" سبب الخوض في الترجمة للاولياء والعلماء في الافادة الدينية وفي التقرب الى الله، بل ذكر في خاتمة الكتاب هدفا علميا للكتابة في مثل هذا الموضوع، فقال : (( اعلم ان معرفة الكتب واسماء المؤلفين من الكمال ومعرفة الفقهاء من مهمات الطالب، وكذلك ما ألّفوه في حصر المسائل)).
* رتب ابن مريم تراجمه حسب حروف الهجاء ، مبتديا بمن اسمه احمد ومنهيا تراجمه بمن إسمه يحي، وقد تفاوتت تراجمه في الطول تفاوتا كبيرا، فبعضها لا يزيد على سطر واحد بينما خصص ابن مريم لبعض العلماء عدة صفحات من كتابه، ومما يجب التنبه إليه ان إبن مريم ترجم لبعض الاعلام من فقهاء المالكية ممن لم تكن لهم علاقة مباشرة بتلمسان كخليل ابن إسحاق والامام ابن عرفة و البرزلي.
* وللتّعرف أكثر على كتاب « البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان » ومؤلفه، حمّل البحث الذي قام به الدكتور عبد القادر بوباية من جامعة وهران عن الكتاب وصاحبه.
حمل :
كتاب البستان في ذكر الاولياء و العلماء بتلمسان - لابن مريم الشريف المليتي المديوني التلمساني
الكتاب: تذكرة الأولياء
تأليف: فريد الدين العطار النيابورى (المتوفى: 627 هـ)
ترجمة، تحقيق: منال اليمنى عبد العزيز
abjad
https://ia601503.us.archive.org/21/i...ud/tazkira.pdf
صفة الصفوة
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (تاريخ الوفاة 597 هـ)
حققه وعلق عليه محمود فاخوري وخرج احاديثه محمد رواس قلعجي
طبعة دار المعرفة بيروت
رابط التحميل
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa0.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa1.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa2.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa3.pdf
http://www.archive.org/download/safwajawzi/sftsfwa4.pdf
الكتاب: طبقات الأولياء ومناقب الأصفياء
ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (723 - 804 هـ = 1323 - 1401 م)
http://shamela.ws/index.php/book/1347
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7452
صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله |
كتاب صب الخمول على من وصل أذاه إلى
الصالحين من أولياء الله
تأليف الإمام يوسف بن بن حسن بن عبد الهادي المعروف بابن المبرد / ت 909 هـ
دار النوادر دمشق الطبعة الاولى 1432 هـ, بعناية نور الدين طالب
رابط التحميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق