قال الشيخ الجليل ولي الله أبو سالم سيدي إبراهيم التازي دفين وهران
رضي الله عنه
زيارة أرباب التقى مرهم يبري ***و مفتاح أبواب الهداية و الخيـــــــــــــر
و تحدث في القلب الخلــي إرادة*** و تشرح صدرا ضاق من سعة الوزر
و تنصر مظلوما و ترفع خاملا*** و تكسب معدوما و تجبر ذا كســـــــــر
وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا*** و ترفع بالبر الجزيل و بالأجـــــــــــر
عليك بها فالقوم باحوا بسـرها ***وأوصوا بها يا صاح في السر والجهر
فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا ***فألقته فــــي بحر الإنابة و الســــــــر
و كم مـــــــن بعيد قربته بجذبة ***ففاجأه الفتح المبين مـــــــــــــن البـــــر
و كم من مريد ظفرته بمرشد *** حكيم خبير بالبلاء و مــــــــــا يبــــري
فألقت عليه حلة يمنية مطـرزة ***باليمن و الفتـــــــــــــــــــح و النصـــــــر
فزر و تأدب بعد تصحيح توبة ***تأدب مملوك مع الملك الحـــــــــــــــــــر
ولا فرق في أحكامها بين سالك ***مرب ومجذوب و حـــي و ذي قـــــــــبر
و ذي الزهد والعباد فالكل منعم ***علــيه و لكن ليســـت الشمس كالبدر
**************و تحدث في القلب الخلــي إرادة*** و تشرح صدرا ضاق من سعة الوزر
و تنصر مظلوما و ترفع خاملا*** و تكسب معدوما و تجبر ذا كســـــــــر
وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا*** و ترفع بالبر الجزيل و بالأجـــــــــــر
عليك بها فالقوم باحوا بسـرها ***وأوصوا بها يا صاح في السر والجهر
فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا ***فألقته فــــي بحر الإنابة و الســــــــر
و كم مـــــــن بعيد قربته بجذبة ***ففاجأه الفتح المبين مـــــــــــــن البـــــر
و كم من مريد ظفرته بمرشد *** حكيم خبير بالبلاء و مــــــــــا يبــــري
فألقت عليه حلة يمنية مطـرزة ***باليمن و الفتـــــــــــــــــــح و النصـــــــر
فزر و تأدب بعد تصحيح توبة ***تأدب مملوك مع الملك الحـــــــــــــــــــر
ولا فرق في أحكامها بين سالك ***مرب ومجذوب و حـــي و ذي قـــــــــبر
و ذي الزهد والعباد فالكل منعم ***علــيه و لكن ليســـت الشمس كالبدر
1/ سيدي عبد السلام بن مشيش(بشيش)
رضي الله عنه وقدس سره
رضي الله عنه وقدس سره
مقام سيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه
نسبه وولادته
سيدي عبد السلام بن سليمان المعروف بمشيش (559 هـ - 626 هـ / 1163 - 1228 م). بن أبي بكر.بن علي العلمي الإدريسي. بن بو حرمة بن عيسى بن سلام العروس. بن أحمد مزوار الإدريسي بن علي حيدرة. بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله
حياته
وُلد سيدي عبد السلام بن سليمان ببني عروس قرب العرائش بمسافة 71 كلم، تعلم في الكتّاب فحفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر ثم أخذ في طلب العلم.كان سيدي ابن مشيش يعمل في فلاحة الأرض كباقي سكان المنطقة، ولم يكن متكلا على غيره في تدبير شؤون معاشه. تزوّج من ابنة عمه يونس وأنجب منها أربعة ذكور هم: محمد وأحمد وعلي وعبد الصمد وبنتا هي فاطمة. وكان في العلم في الغاية، وفي الزهد في النهاية، جمع الله له الشرفين الطيني والديني، وأحرز الفضل المحقق اليقيني. وكان علاوة على علو همته وحاله، عالماَ فاضلاَ جليل القدر، لاينحرف عن جادة الشريعة قيد شعرة، متحمساَ للدين، عاملاَ على نشر فضائله.شيوخه
كان ذا جد واجتهاد ومحافظة على الأوراد قطع المقامات والمنازلات حتى نفذ إلى طريق المعرفة بالله، فكان من العلم في الغاية ومن الزهد في النهاية. من مشايخه في الدراسة العلمية العلامة سيدنا أحمد الملقب (أقطران) وهو دفين قرية أبرج قرب باب تازة، ومن مشايخه شيخه في التربية والسلوك، سيدنا عبد الرحمن بن حسن العطّار الشهير بالزيات، الذي أخذ عنه علوم القوم التي مدارها على التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فنال من ذلك الحظ الأوفر.مآثره العلمية
لعل قلة المآثر عن سيدنا عبد السلام بن مشيش، مع عظم قدره الذي رأيناه في تلميذه أبي الحسن الشاذلي، هو أنه كان شديد الخفاء، فمن أدعيته " اللهم إني أسألك اعوجاج الخلق عليّ حتى لا يكون ملجئي إلا إليك " وقد استجاب الله للشيخ مراده فبلغه من الخفاء حتى لم يعرفه إلا الشيخ أبو الحسن الشاذلي، الذي صارت الطريقة تنسب له، أما مآثره العلمية التي وصلتنا عن طريق تلميذه سيدي أبو الحسن، فهي مجموعة من المرويات التي تتميز بنقاء العبارة وصفائها وتوافقها مع الكتاب والسنة منها:قال الشيخ أبو الحسن: أوصاني شيخي فقال: لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالباً من معصية الله، ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.وقال مخاطبا تلميذه أبا الحسن: التزم الطهارة من الشكوك، كلما أحدثت تطهرت، ومن دنس الدنيا كلما مِلت إلى الشهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى أو كدت، وعليك بصحبة الله على التوقير والنزاهة.ومن أهم ماوصلنا من النصوص لسيدي عبد السلام بن مشيش هو نص الصلاة المشيشية، وهو نص فريد ما إن تخالط كلماته الروح حتى تحلق بصاحبها في أجواء من السمو وملكوت الجمال، وقد كانت محط أنظار الشرّاح
الصَّـلاة المشـيشـيّة:اللهمَّ صلِّ على مَنْ منهُ انشقَّت الأسرار, وانفلقَتِ الأنوارُ، وفيهِ ارتقَتِ الحقائقُ، وتنـزَّلتْ عُلومُ آدمَ فأعجزَ الخلائقَ، ولهُ تضاءَلتِ الفُهومُ فَلمْ يُدْرِكْهُ منّا سابقٌ ولا لاحِقٌ، فرياضُ الملكوتِ بزهرِ جماله مونِقةٌ، وحياضُ الجبروتِ بِفيضٍ أنوارِهِ مُتدفّقةٌ، ولا شيءَ إلا وهوَ به منوطٌ، إذ لولا الواسِطةُ لذهَبَ كما قيلَ الموسوطُ، صلاةً تليقُ بكَ مِنكَ إليهِ كما هو أهلهُ، اللهمَّ إنّه سرُّكَ الجامعُ الدَّالُّ عليكَ، وحِجابُكَ الأعظمُ القائمُ لكَ بينَ يديكَ، اللهمَّ ألحقْنِي بنسبِهِ، وحقِّقْنِي بحسَبِهِ وعرِّفني إِيَّاهُ مَعرفةً أسْلمُ بها مِن مواردِ الجهلِ، وأكرعُ بِها مِنْ مَوارِدِ الفَضل. واحملني على سَبيلِهِ إلى حَضْرتِكَ حَمْلاً محفوفاً بِنُصْرَتِكَ، واقذفْ بي على الباطل فأدمغَهُ، وزُجَّ بي في بحار الأَحَدِيَّة، وانشُلني من أَوْحالِ التَّوحيدِ، وأغرقني في عين بحْرِ الوَحدةِ، حتى لا أرى ولا اسمَعَ ولا أَجِدَ ولا أُحِسَّ إلا بها، واجعلْ الحِجابَ الأعظمَ حياةَ رُوحي، ورُوحَهُ سِرَّ حقيقتي، وحقيقَتَهُ جامعَ عَوالمي، بتحقيقِ الحقِّ الأوّلِ، يا أَوّلُ يا آَخِرُ يا ظاهِرُ يا باطنُ، اسمع ندائي بما سمعْتَ به نداءَ عبدِكَ زكريا، وانصُرني بكَ لكَ، وأيّدني بكَ لكَ، واجمعْ بيني وبينَك وحُلْ بيني وبينَ غَيرِك، اللهُ، اللهُ، اللهُ ((إنَّ الذي فرضَ عليْكَ القُرآنَ لرادُّكَ إلى معادٍ))، ((ربَّنا آتِنَا مِنْ لدُنْكَ رحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)) (ثلاثاً)
مشاهير الاشراف العَلَميين الموسويين:
* الشقوريين، وهم من الادارسة العَلَميين الموسويين من بني موسى بن مشيش بن ابي بكر الجد الجامع لهم، وهم كثيرون.. ويبدو ان التسمية آتية من أن لهم سلفاً أشقر... على نحو ما يقال في المنتسبين لبيت شقرون.ومن مشاهير الاشراف العَلَميين الموسويين:
* أولاد كرمون من بني جبارة.
* أولاد الحراق من قبيلة سريف.
* أولاد العشارى
* البكوري
* التملالي.
* أولاد ابن عبد الله بو منديل.
* أولاد السيد الحسن المقيمون بالسلاليم.
* أولاد الحوات، لقب جدهم بذلك لانه كان يصطاد الحوت بثغر ترغة من بلاد غمارة... ومنهم الشيخ *الشهير سليمان الحوات...ومن الشرفاء المشهورين المدعوون ب:
* الوزانيين وهم من الأدارسة العَلَميين من بني سيدي يملح أخي المولى عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر، ثم من بني القطب ابي محمد المولى عبد الله الشريف نزيل مدينة وزان من قبيلة مصمودة المتوفى سنة 1809.
* اليَملَحيين المعروفين بغير فاس،
* أولاد ابن الصغير
* أولاد المؤذن،
* أولاد اللحياني (لأنه عظيم اللحية
* أولاد الأشهب،
* أولاد حماد
* أولاد الشاعر
* أولاد الجبّاري...والوزانيون المستقرون بفاس يوزعون إلى خمسة فروع :
* الأول بنو السيد ابي العباس أحمد الشاهد...
* الثاني بنو السيد ابي الحسن علي...
* الفرع الثالث بنو السيد ابي عبد الله محمد الطاهر...
* الفرع الرابع بنو السيد الحسني، ومن ذرية هؤلاء شيخنا المَدَني بن الحسني بمدينة الرباط...
* الفرع الخامس بنو السيد محمد بن الطيب... ولهم اصرة مع اليملحيين سالفي الذكر.ومن الشرفاء
* أولاد المجيّح... وهم الأدارسة العَلَمِيين من بني سيدي علال ابن المولى عبد السلام بن مشيش... ودعي بالمجيّح لجيحانه في الأرض بين السوَّى والإقبال على المولى، على حد تعبيرالشيخ الطالب بن الحاج في مخطوطته الاشراف موضوع الحديث.وقد توزع قِسم من هذه الطائفة علمختلف جهات المغرب وعرف تحت أسماء مختلفة... ومن الاشراف الادارسة:
* أولاد بن حليمة،
* أولاد العافية
* أولاد الهراح،
* أولاد السرغيني،
* أولاد الطالب،
* أولاد الحويك،
* أولاد ابن الطريبق،
* أولاد افيلال،
* أولاد الشنتوف
* القموريون المدعوون بفاس بالقصريين، والقموريون جمع قمور: طائر معروف لقب بهم جدهم...ومن الشرفاء
* أولاد اخريف
* أولاد معلى وهم كذلك من الادارسة العلميين من بني ابي الحسن علي بن ابي بكر أحد اعمام المولى عبد السلام بن مشيش...ومنهم أولاد
* ابن ريسون نسبة إلى والدة جدهم السيدة ريسون التي نشأ في احضانها الحفيد وأولاد بن رحمون، واصله عبد الرجمن الذي تكرر في عمود نسبهم مراراً، وقد غيرته العامة على عادتها إلى رحمون
أبناء بنو السيد الامام أحمد بن عبد السلام بن مشيش في فلسطين-الدوايمه وهم يمثلون الاشراف الادارسه في الدوايمه وقلقيليه
* أولاد ال نزال
* أولاد ال شريم
* أولاد ال داود
* أولاد إعمر ومنهم يتفرع ال العيسة وال هديب وال أبو رحمة وال حجي
* أولاد خليل
* اسبيتان
* أولاد منصور
* أولاد عبد الله وهم الخضور (أمهم من بيت أولا - الخليل)وفي خلاصة :اعقاب القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه أولاد ابن عبد الوهاب الوهابيون أولاد سيدي احمد التيدي أولاد المودن بادياز أولاد ابن القاسم بن مبخوث أولاد السيد علي الشريف أولاد موسى بن مسعود بمراكش أولاد الشعل وهم أولاد موسى أولاد عيسى بتكزارت أولاد العربي الدرقاوي أولاد الفقيه السيد عبد السلام المرابط لقباأولاد المجيبح أولاد الشنتوف أولاد حمو أولاد بن حليمة أولاد الخراز أولاد الفرنيوي أولاد مرون أولاد الطريبق أولاد افيلال أولاد البغوري أولاد الردام أولاد ابن الطالب أولاد ابن الفضيل بن عيسى أولاد بن عبد الله أولادمحمد البحار لقبا أولاد العافية أولاد ابن الطيب أولاد العربي بن احمد أولاد الجبيلي أولاد الصيد أولاد اللهيوي الشرفاء المنوفيون بالحجاز أولاد الحوييك أولادمحمد بن عمر الوهابي أولاد الحاج بركة اهل حومة السوق بشفشاون الشرفاء الشفشاونيون بفاس الوالي الصالح سيدي عيسى دفين افرنو أولاد المقدم العلميون أولاد اياو الشرفاء الركيبيون الصحراويون الشرفاء الترغيون الشرفاء الصمديون أولاد اعبيدو الشرفاء المعروفون بالعلاقيين أولاد الفاسي العلميون أولاد بحرمة العبدسلاميون....وفاته
لعل سبب خروج سيدي عبد السلام من خلوته تصديه لابن أبي الطواجن الكتامي الذي ادعى النبوة وقد أثر في بعض الناس من أبناء عصره، فحمل عليه وعلى أتباعه بالمنطق والأدلة الدينية قولاً وعملاً حملات شعواء، حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله، فبعث بجماعة للشيخ كمنوا له حتى نزل من خلوته للوضوء والاستعداد لصلاة الصبح فقتلوه سنة 622 للهجرة. رحمة واسعة، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر
سيدي عبد السلام بن سليمان المعروف بمشيش (559 هـ - 626 هـ / 1163 - 1228 م). بن أبي بكر.بن علي العلمي الإدريسي. بن بو حرمة بن عيسى بن سلام العروس. بن أحمد مزوار الإدريسي بن علي حيدرة. بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله
حياته
وُلد سيدي عبد السلام بن سليمان ببني عروس قرب العرائش بمسافة 71 كلم، تعلم في الكتّاب فحفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر ثم أخذ في طلب العلم.كان سيدي ابن مشيش يعمل في فلاحة الأرض كباقي سكان المنطقة، ولم يكن متكلا على غيره في تدبير شؤون معاشه. تزوّج من ابنة عمه يونس وأنجب منها أربعة ذكور هم: محمد وأحمد وعلي وعبد الصمد وبنتا هي فاطمة. وكان في العلم في الغاية، وفي الزهد في النهاية، جمع الله له الشرفين الطيني والديني، وأحرز الفضل المحقق اليقيني. وكان علاوة على علو همته وحاله، عالماَ فاضلاَ جليل القدر، لاينحرف عن جادة الشريعة قيد شعرة، متحمساَ للدين، عاملاَ على نشر فضائله.شيوخه
كان ذا جد واجتهاد ومحافظة على الأوراد قطع المقامات والمنازلات حتى نفذ إلى طريق المعرفة بالله، فكان من العلم في الغاية ومن الزهد في النهاية. من مشايخه في الدراسة العلمية العلامة سيدنا أحمد الملقب (أقطران) وهو دفين قرية أبرج قرب باب تازة، ومن مشايخه شيخه في التربية والسلوك، سيدنا عبد الرحمن بن حسن العطّار الشهير بالزيات، الذي أخذ عنه علوم القوم التي مدارها على التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فنال من ذلك الحظ الأوفر.مآثره العلمية
لعل قلة المآثر عن سيدنا عبد السلام بن مشيش، مع عظم قدره الذي رأيناه في تلميذه أبي الحسن الشاذلي، هو أنه كان شديد الخفاء، فمن أدعيته " اللهم إني أسألك اعوجاج الخلق عليّ حتى لا يكون ملجئي إلا إليك " وقد استجاب الله للشيخ مراده فبلغه من الخفاء حتى لم يعرفه إلا الشيخ أبو الحسن الشاذلي، الذي صارت الطريقة تنسب له، أما مآثره العلمية التي وصلتنا عن طريق تلميذه سيدي أبو الحسن، فهي مجموعة من المرويات التي تتميز بنقاء العبارة وصفائها وتوافقها مع الكتاب والسنة منها:قال الشيخ أبو الحسن: أوصاني شيخي فقال: لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالباً من معصية الله، ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.وقال مخاطبا تلميذه أبا الحسن: التزم الطهارة من الشكوك، كلما أحدثت تطهرت، ومن دنس الدنيا كلما مِلت إلى الشهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى أو كدت، وعليك بصحبة الله على التوقير والنزاهة.ومن أهم ماوصلنا من النصوص لسيدي عبد السلام بن مشيش هو نص الصلاة المشيشية، وهو نص فريد ما إن تخالط كلماته الروح حتى تحلق بصاحبها في أجواء من السمو وملكوت الجمال، وقد كانت محط أنظار الشرّاح
الصَّـلاة المشـيشـيّة:اللهمَّ صلِّ على مَنْ منهُ انشقَّت الأسرار, وانفلقَتِ الأنوارُ، وفيهِ ارتقَتِ الحقائقُ، وتنـزَّلتْ عُلومُ آدمَ فأعجزَ الخلائقَ، ولهُ تضاءَلتِ الفُهومُ فَلمْ يُدْرِكْهُ منّا سابقٌ ولا لاحِقٌ، فرياضُ الملكوتِ بزهرِ جماله مونِقةٌ، وحياضُ الجبروتِ بِفيضٍ أنوارِهِ مُتدفّقةٌ، ولا شيءَ إلا وهوَ به منوطٌ، إذ لولا الواسِطةُ لذهَبَ كما قيلَ الموسوطُ، صلاةً تليقُ بكَ مِنكَ إليهِ كما هو أهلهُ، اللهمَّ إنّه سرُّكَ الجامعُ الدَّالُّ عليكَ، وحِجابُكَ الأعظمُ القائمُ لكَ بينَ يديكَ، اللهمَّ ألحقْنِي بنسبِهِ، وحقِّقْنِي بحسَبِهِ وعرِّفني إِيَّاهُ مَعرفةً أسْلمُ بها مِن مواردِ الجهلِ، وأكرعُ بِها مِنْ مَوارِدِ الفَضل. واحملني على سَبيلِهِ إلى حَضْرتِكَ حَمْلاً محفوفاً بِنُصْرَتِكَ، واقذفْ بي على الباطل فأدمغَهُ، وزُجَّ بي في بحار الأَحَدِيَّة، وانشُلني من أَوْحالِ التَّوحيدِ، وأغرقني في عين بحْرِ الوَحدةِ، حتى لا أرى ولا اسمَعَ ولا أَجِدَ ولا أُحِسَّ إلا بها، واجعلْ الحِجابَ الأعظمَ حياةَ رُوحي، ورُوحَهُ سِرَّ حقيقتي، وحقيقَتَهُ جامعَ عَوالمي، بتحقيقِ الحقِّ الأوّلِ، يا أَوّلُ يا آَخِرُ يا ظاهِرُ يا باطنُ، اسمع ندائي بما سمعْتَ به نداءَ عبدِكَ زكريا، وانصُرني بكَ لكَ، وأيّدني بكَ لكَ، واجمعْ بيني وبينَك وحُلْ بيني وبينَ غَيرِك، اللهُ، اللهُ، اللهُ ((إنَّ الذي فرضَ عليْكَ القُرآنَ لرادُّكَ إلى معادٍ))، ((ربَّنا آتِنَا مِنْ لدُنْكَ رحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)) (ثلاثاً)
مشاهير الاشراف العَلَميين الموسويين:
* الشقوريين، وهم من الادارسة العَلَميين الموسويين من بني موسى بن مشيش بن ابي بكر الجد الجامع لهم، وهم كثيرون.. ويبدو ان التسمية آتية من أن لهم سلفاً أشقر... على نحو ما يقال في المنتسبين لبيت شقرون.ومن مشاهير الاشراف العَلَميين الموسويين:
* أولاد كرمون من بني جبارة.
* أولاد الحراق من قبيلة سريف.
* أولاد العشارى
* البكوري
* التملالي.
* أولاد ابن عبد الله بو منديل.
* أولاد السيد الحسن المقيمون بالسلاليم.
* أولاد الحوات، لقب جدهم بذلك لانه كان يصطاد الحوت بثغر ترغة من بلاد غمارة... ومنهم الشيخ *الشهير سليمان الحوات...ومن الشرفاء المشهورين المدعوون ب:
* الوزانيين وهم من الأدارسة العَلَميين من بني سيدي يملح أخي المولى عبد السلام بن مشيش بن ابي بكر، ثم من بني القطب ابي محمد المولى عبد الله الشريف نزيل مدينة وزان من قبيلة مصمودة المتوفى سنة 1809.
* اليَملَحيين المعروفين بغير فاس،
* أولاد ابن الصغير
* أولاد المؤذن،
* أولاد اللحياني (لأنه عظيم اللحية
* أولاد الأشهب،
* أولاد حماد
* أولاد الشاعر
* أولاد الجبّاري...والوزانيون المستقرون بفاس يوزعون إلى خمسة فروع :
* الأول بنو السيد ابي العباس أحمد الشاهد...
* الثاني بنو السيد ابي الحسن علي...
* الفرع الثالث بنو السيد ابي عبد الله محمد الطاهر...
* الفرع الرابع بنو السيد الحسني، ومن ذرية هؤلاء شيخنا المَدَني بن الحسني بمدينة الرباط...
* الفرع الخامس بنو السيد محمد بن الطيب... ولهم اصرة مع اليملحيين سالفي الذكر.ومن الشرفاء
* أولاد المجيّح... وهم الأدارسة العَلَمِيين من بني سيدي علال ابن المولى عبد السلام بن مشيش... ودعي بالمجيّح لجيحانه في الأرض بين السوَّى والإقبال على المولى، على حد تعبيرالشيخ الطالب بن الحاج في مخطوطته الاشراف موضوع الحديث.وقد توزع قِسم من هذه الطائفة علمختلف جهات المغرب وعرف تحت أسماء مختلفة... ومن الاشراف الادارسة:
* أولاد بن حليمة،
* أولاد العافية
* أولاد الهراح،
* أولاد السرغيني،
* أولاد الطالب،
* أولاد الحويك،
* أولاد ابن الطريبق،
* أولاد افيلال،
* أولاد الشنتوف
* القموريون المدعوون بفاس بالقصريين، والقموريون جمع قمور: طائر معروف لقب بهم جدهم...ومن الشرفاء
* أولاد اخريف
* أولاد معلى وهم كذلك من الادارسة العلميين من بني ابي الحسن علي بن ابي بكر أحد اعمام المولى عبد السلام بن مشيش...ومنهم أولاد
* ابن ريسون نسبة إلى والدة جدهم السيدة ريسون التي نشأ في احضانها الحفيد وأولاد بن رحمون، واصله عبد الرجمن الذي تكرر في عمود نسبهم مراراً، وقد غيرته العامة على عادتها إلى رحمون
أبناء بنو السيد الامام أحمد بن عبد السلام بن مشيش في فلسطين-الدوايمه وهم يمثلون الاشراف الادارسه في الدوايمه وقلقيليه
* أولاد ال نزال
* أولاد ال شريم
* أولاد ال داود
* أولاد إعمر ومنهم يتفرع ال العيسة وال هديب وال أبو رحمة وال حجي
* أولاد خليل
* اسبيتان
* أولاد منصور
* أولاد عبد الله وهم الخضور (أمهم من بيت أولا - الخليل)وفي خلاصة :اعقاب القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه أولاد ابن عبد الوهاب الوهابيون أولاد سيدي احمد التيدي أولاد المودن بادياز أولاد ابن القاسم بن مبخوث أولاد السيد علي الشريف أولاد موسى بن مسعود بمراكش أولاد الشعل وهم أولاد موسى أولاد عيسى بتكزارت أولاد العربي الدرقاوي أولاد الفقيه السيد عبد السلام المرابط لقباأولاد المجيبح أولاد الشنتوف أولاد حمو أولاد بن حليمة أولاد الخراز أولاد الفرنيوي أولاد مرون أولاد الطريبق أولاد افيلال أولاد البغوري أولاد الردام أولاد ابن الطالب أولاد ابن الفضيل بن عيسى أولاد بن عبد الله أولادمحمد البحار لقبا أولاد العافية أولاد ابن الطيب أولاد العربي بن احمد أولاد الجبيلي أولاد الصيد أولاد اللهيوي الشرفاء المنوفيون بالحجاز أولاد الحوييك أولادمحمد بن عمر الوهابي أولاد الحاج بركة اهل حومة السوق بشفشاون الشرفاء الشفشاونيون بفاس الوالي الصالح سيدي عيسى دفين افرنو أولاد المقدم العلميون أولاد اياو الشرفاء الركيبيون الصحراويون الشرفاء الترغيون الشرفاء الصمديون أولاد اعبيدو الشرفاء المعروفون بالعلاقيين أولاد الفاسي العلميون أولاد بحرمة العبدسلاميون....وفاته
لعل سبب خروج سيدي عبد السلام من خلوته تصديه لابن أبي الطواجن الكتامي الذي ادعى النبوة وقد أثر في بعض الناس من أبناء عصره، فحمل عليه وعلى أتباعه بالمنطق والأدلة الدينية قولاً وعملاً حملات شعواء، حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله، فبعث بجماعة للشيخ كمنوا له حتى نزل من خلوته للوضوء والاستعداد لصلاة الصبح فقتلوه سنة 622 للهجرة. رحمة واسعة، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر
سيِّدى عبد السلام بن بشيش رضي الله تعالى عنه
سيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه
نبذة من حياة الجد الأكبر والطود الأظهر سيدنا
ومولانا القطب الأشهر عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه المولود سنّة 559 هـ المتوفى شهيدا مقتولا سنّة 622 هـ بقلم الفقير الشريف:يونس حديبي العامري
بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على سيّدنا ومولانا محمّد وآله وسلّم الحمد لله رب العالين الذي أكرمنا بالصالحين وجعلهم محلا مباركا طيبا فمن توجه لهم ووقف عند بابهم وجد الله عندهم (إنّ الله لمع المحسنين) والصلاة والسلام على برزخ البرازخ وموضح المعالم وقائد الأنبياء وواسطة الخلائق للخلاّق ومنبع الأسرار والحكم الواضح منها والمبهم إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط وعلى آله المقتبسين من النوار الذاتية لسيّد الوجود وارض اللهم عن أصحابه وأتباعهم ومن تسمك بهداهم إلى يوم الدّين....وبعد: قبل الكلام في الجد الأكبر رضي الله عنه لابد أن تعلموا بأنّ هذه الأسطر مجرّد تقريب وتوضيح لسيرة الغوث سيدي بن مشيش قدس الله سرّه وإلا فالمصنفات كثيرة في هذا الباب ممن ترجم للشيخ قدس الله سره وسأذكر بعضها وأنقلها للفائدة ،ومما ينبغي أن يعلم أيضا أن الفقير ليس مؤهلا للكلام عن أمثال هؤلاء الأولياء إنّما هو التطاول منّي ولما أن تذكرت القاعدة القائلة ما لا يدرك كله لا يترك جله وحيث أنه لم يوجد ممن ذكر ذلك هنا أردت أن أعرفكم قليلا بأحد أجدادنا وصدق من قال
هؤلاء أجدادي فأتني إذا جمعتنا يا جرير بك المجامع
نسب الفقير من جهة الأب:يونس بن المداني بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن لخضر بن عبد الله بن ثامر بن عامر بن سي لكحل بن بلقاسم بن أكحيز بن أمحمد بن عامر بن سالم بن مليك بن سيدي محمد(سيدي نائل) بن عبد الله بن علال بن موسى بن عبد السلام بن أحمد بن علال بن سيدنا ومولانا عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سلام بن مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبطي بن علي زوج السيّدة فاطمة عليها السلام بنت سيد الأمّة صلى الله عليه وآله وسلّم.نسب الفقير من جهة الأم:يونس بن فريحة بن الحاج بن مزوز بن ابن يطو بن عبد السلام بن بتقى بن سيدي شايب الذراع سليخ بن أمحمد بن أمجدل بن أمحمد بن عامر...وهكذا إلى سيدي القطب عبد السلام بن مشيش والمترجم له هنا هو:الولي الكبير والقطب الشهير صاحب التصرف ظاهرا وباطنا سيدنا عبد السلام بن مشيش أو بشيش لغتين مشهورتين وكليهما صحيح...وصفه الأستاذ الأكبر ناقلا مقرّا سيدي عبد الحليم محمود مفتي الأزهر سابقا في ترجمته للشيخ قدس الله سره:
))هو البدر الطالع الواضح البرهان الغني عن التعريف والبيان المشتهر في الدنيا قدره
والذي لا يتخلف في غوثيّته إثنان وطريق تريّاق شاف لأدواء العبادة وذكره رحمةنازلة في كل ناد..(( ))وكان رضي الله عنه في العلم في الغاية وفي الزهد في النهاية جمع الله له شرفين الطيني والديني وأحرز الفضل المحقق اليقيني..(( وقال عنه الشيخ العلامة العارف بالله ابن عياد قدس الله سره صاحب شرح الحكم العطائية ومن كبار علماء المغرب ((مقام ابن مشيش في المغرب كمقام الشافعي بمصر ((وجدنا المعظم المفخم كان منذ صغره مشغولا إلا بذكر ربه متوجها له بكله وجزئه لا يعرف عنه شيء إلا عبادة ربه وإتقان عبادته حتى قال فيه الغوث سيدي أبو الحسن الشاذلي أنه دخل الطريق وهو في السبع سنين فهو كما يقول الأستاذ الأكبر شاب نشأ في عبادة الله متحقق في عبادته وعرف عن جدنا السفر والخروج والسياحة للذكر والتذكير مدّة ستة عشرة سنة وهو مغترب لا نقول مغترب بل كان عند ربه((إنّي مهاجر إلى رب سيهدين)) فكان حقا هاديا مهديا شيخه:ومما وقع له أثناء توجله وسفره في نسكه وعبادته أن بات يوما في مغارة وبينما هو في عبادته إذ دخل عليه شيخ ترى عليه الهيبة والوقار فقال له جدنا الأفخم من أنت ؟؟:قال أنا شيخك منذ كنت في عمرك سبع سنوات وكل ما كان يصلك منّ نازلات فهو مني وحدثه بكل ما كان يخطر بباله والشيخ العارف بالله هو سيدي عبد الرحمن بن الحسين المدني الشريف المعروف بالزّيات فهذاهو الذي كان شيخا له في التربية والتسليك على طريقة سادتنا الصوفية أرباب الحقائق العلية ..:فكان الشيخ العارف بالله سيد عبد الرحمان المدائني شيخا لجدنا المعظم بن مشيش والغوث ابن مشيش شيخا للعارف بالله الغوث سيدي أبو الحسن الشاذلي والشيخ الشاذلي شيخا للغوث أبو العباس المرسي وأبو العباس المرسي شيخا للعارف ابن عطاء الله السكندري ..وهكذايقول عنه احد المؤرخين ))تورى عن الأعين وابتعد عن الظهور وتجرد للعبادة وفرّ بنفسه عما الناس فيه من الفتن وغاب عن الخلق بجلال مشاهدة الحق ..((وكان دعاؤه رضي الله عنه كما نقل ذلك عنه الشيخ العارف بالله سيدي أبوالحسن الشاذلي اللهم إنّ أقواما سألوك إقبال الخلق عليهم وتسخيرهم لهم فسخرت لهم خلقك فرضوا منك بذلك اللهم إني أسألك إعراضهم عني واعوجاجهم علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك من وصايا جدنا المعظّم ..:هذه وصيّة وجهها لتلميذه السيد الغوث الشاذلي ))...يا علي الله الله ،والنّاس الناس، نزه لسانك عن ذكرهم وقلبك عن التماثيل من قبلهم وعليك بحفظ الجوارح وأداء الفرائض وقد تمت ولاية الله عندك ولا تذكرهم إلا بواجب هو لله عليك وقد تم ورعك وقل: اللهم أرحني عن ذكرهم ومن العوارض قبلهم ونجني من شرّهم وأغنني بخير عن خيرهم وتولني بالخصوصية عن سيئهم إنّك على كل شيء قدير. كرامات الشيخ قدّس الله سرّه: من أوّل الكرامات ذكرا التزامه وتحققه وورعه وزهده وتمسكه بالشريعة الطهارة وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وكان وسدا منيعا من ابن الطواجن الذي ادّعى النبوة في زمانهم فحاربه حتى أرسل الأخير لجدنا الأعظم من يتلقه فقتل شهيدا قدس الله سره ومن كراماته أنّ ذهب الشيخ أبو الحسن لطلب القطب فلما قدم إلى العراق قال له أحد الأولياء هنالك أتطلب القطب وقد تركته في بلادك ارجع تجده فلما أن رجع وذهب للجبل الذي قال له عنه ذلك الشيخ العراق فصعد فرأى شيخا عليه الوقار فقال له سيدي ومولاي جدي الأعظم: كيف حالك يا علي ؟؟ فعرفه قبل أن ينطق ......وكلام طويل .....وقد كان عنده الشيخ أبو الحسن يوما فقال وقع في قلبي أن أسأل الشيخ عن الاسم الأعظم وكان الشيخ جدنا الأعظم يحمل ولدا في حجره فقال له الولد قبل أن يقول أبو الحسن سؤاله ياشيخ ليس الشأن أن تعرف الاسم الأعظم بل الشأن أن تكون أنت هو ذلك الاسم فسكن قلب أبو الحسن مما قال له الولد فتبسم الشيخ جدنا الأعظم مما قاله ولده قدس الله سرّه .. طريقته كان صوفيا قحا مربيا مسلكا عالما زاهدا وإليه تنسب الطريقة الشاذلية المعروفة الآن في أنحاء العالم بهذا الاسم والفقير أحد المريدين في الطريقة الشاذلية والحمد لله وسندي فيه إليه قدس الله سرّه يقول الفقير يونس حديبي عن شيخي العارف بالله سيدي عبد الحميد بن شيكو عن الشيخ الوارث السرّ سيدي الهادي عن الشيخ سيدي محمد بلقائد عن سيدي محمد الهبري عن والده سيدي الحاج الهبري أبن سيدي أحمد العزوي الإدريسي الحسني عن سيدي أبي عزة المهاجي عن القطب الأكبر سيدي مولاي العربي الدرقاوي ، و أخذ أيضاً سيدي محمد الهبري عن سيدي محمد قدور الواكيلاني الكركري عن سيدي مولاي العربي الدرقاوي عن سيدي علي الجمل بن سيدي عبد الرحمن العمراني عن كعبة السرّ سيدي العربي بن عبدالله عن سيدي أحمد بن عبدالله عن سيدي قاسم الخصاصي عن بحر الجود سيدي محمد بن عبدالله عن سيدي عبدالرحمن الفاسي عن سيدي يوسف الفاسي عن سيدي عبدالرحمن المجذوب عن سيدي علي الصنهاجي عن سيدي إبراهيم أفحام الزرهوني عن سيدي أحمد زروق عن سيدي أحمد بن عقبة الخضرمي عن سيدي يحيى القادري عن سيدي علي وفا عن والده سيدي محمد بحر الصفا عن سيدي داود الباخلي عن تاج العارفين سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري عن سيدي أحمد أبي العباس المرسي عن القطب الأشهر سيدي ومولاي علي أبي الحسن الشاذلي عن القطب الكبير سيدي عبد السلام ابن مشيش عن سيدي عبد الرحمن المدني عن سيدي تقي الدين الفقير عن سيدي فخر الدين عن سيدي نور الدين أبو الحسن عن سيدي تاج الدين عن سيدي شمس الدين القزويني عن سيدي إبراهيم البصري عن سيدي أحمد المرواني عن سيدي سعيد عن سيدي سعد عن سيدي فتح السعود عن سيدي سعيد الغزواني عن سيدي أبو محمد جابر عن سيدي أبي الحارث المحاسبي عن سيدي مفلس السقطي عن أبي القاسم الجنيد البغدادي عن سيدي السري السقطي عن سيدي معروف الكرخي عن سيدي داوود الطائي أبن محفوظ المعروف بابن فيروز الكرخي عن سيدي حبيب العجمي عن سيدي الحسن البصري عن سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه عن عين الرحمة و مظهر العلوم و الحكمة سيدنا و مولانا محـــمد صلى الله عليه و آله وسلم عن رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه وصفاته صلاة المشيشية المشهورة:وهي صلاة عجيبة ولها أحوال لمن حافظ عليها جليلة وهي كما وصفها شيخي العارف بالله سيدي عبد الحميد بن شيكو حفظه الله ورعاه ناقلا عن شيخه القطب الغوث سيدي العارف بالله محمد بلقايد التلمساني هذه الصلاة هي وصف لتجليات الاسم الأعظم وكفى بهذا فخرا كما أنّ كثيرا من العلماء من تناولها بالشرح والتشطير والإيجازوالتطويل وبيان أسرارها ومفاخرها منهم ليس على سبيل الحصر بل ما وقفت عليه فقط:شرح سيدي العارف بالله الصاوي المالكي شرح العارف بالله ابن عجيبة قدس سره وله عليها شرح كبير طيب شرح العارف بالله السيد إسماعيل حقي صاحب روح البيان شرح العارف بالله الولي أحمّد زروق قدس الله روحه شرح سيدي المحدّث الشيخ عبد الله الغماري رضي الله عنه وشروح أخر لا تحصر كل على مشربه وذوقه وفهمه ...نسأل الله أن يحققنا بما فيها من أسرار ومعارف وعلوم وفهوم...نصّ الصلاة المباركة: (( للهمَّ صلِّ على مَنْ منهُ انشقَّت الأسرارُ ، وانفلقَتِ الأنوارُ ، وفيهِ ارتقَتِ الحقائقُ ، وتنـزَّلتْ عُلومُ آدمَ فأعجزَ الخلائقَ ، ولهُ تضاءَلتِ الفُهومُ فَلمْ يُدْرِكْهُ منّا سابقٌ ولا لاحِقٌ ، فرياضُ الملكوتِ بزهرِ جماله مونِقةٌ ، وحياضُ الجبروتِ بِفيضٍ أنوارِهِ مُتدفّقةٌ ، ولا شيءَ إلا وهوَ به منوطٌ ، إذ لولا الواسِطةُ لذهَبَ كما قيلَ الموسوطُ ، صلاةً تليقُ بكَ مِنكَ إليهِ كما هو أهلهُ ، اللهمَّ إنّه سرُّكَ الجامعُ الدَّالُّ عليكَ ، وحِجابُكَ الأعظمُ القائمُ لكَ بينَ يديكَ ، اللهمَّ ألحقْنِي بنسبِهِ ، وحقِّقْنِي بحسَبِهِ وعرِّفني إِيَّاهُ مَعرفةً أسْلمُ بها مِن مواردِ الجهلِ ، وأكرعُ بِها مِنْ مَوارِدِ الفَضل .واحملني على سَبيلِهِ إلى حَضْرتِكَ حَمْلاً محفوفاً بِنُصْرَتِكَ ، واقذفْ بي على الباطل فأدمغَهُ ، وزُجَّ بي في بحار الأَحَدِيَّة ، وانشُلني من أَوْحالِ التَّوحيدِ ، وأغرقني في عين بحْرِ الوَحدةِ ، حتى لا أرى ولا أسمَعَ ولا أَجِدَ ولا أُحِسَّ إلا بها ، واجعلْ الحِجابَ الأعظمَ حياةَ رُوحي ، ورُوحَهُ سِرَّ حقيقتي ، وحقيقَتَهُ جامعَ عَوالمي ، بتحقيقِ الحقِّ الأوّلِ ، يا أَوّلُ يا آَخِرُ يا ظاهِرُ يا باطنُ ، اسمع ندائي بما سمعْتَ به نداءَ عبدِكَ زكريا ، وانصُرني بكَ لكَ ، وأيّدني بكَ لكَ ، واجمعْ بيني وبينَك وحُلْ بيني وبينَ غَيرِك ،
اللهُ، اللهُ ، اللهُ (( إنَّ الذي فرضَ عليْكَ القُرآنَ لرادُّكَ إلى معادٍ )) ،
(( ربَّنا آتِنَا مِنْ لدُنْكَ رحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَارَشَداً))
اللهم صلّ على سيدنا محمّد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلّم.((
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد الفاتح لما أغلق الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم....وآخردعونا أن الحمد لله رب العالمين. هذا هو جدنا وولي نعمتنا سيدي القطب الأزهر والغوث الأشهر عبد السلام بن مشيش قدس الله سره ونفعني الله بسره وجاهه
يقوله ولده
المذنب العاصي الفقير إليه يونس بن المداني بن محمد بن عبد الوّهاب نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكرمنا رؤيته ويمتعني بصحبته ..آمين يونس حديبي بسيدي عامر المحروسة يوم 18/جوان/2009 |
*****منقول*******
الصلاة المشيشية
لسيدي عبد الله ابن مشيش رضي الله عنه
{ اللهم صلِّ على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار ، وفيه ارتقت الحقائق
، وتنـزَّلت علومُ آدم فأعجز الخلائق ، وله تضاءلت الفهومُ فلم يدركه منَّا سابقٌ ولا
لاحق ، فرياضُ الملكوت بزهرِ جمالِهِ مونقة ، وحياضُ الجبروت بفيضِ أنوارِهِ متدفقة
، ولا شيء إلا وهو به منوط ، إذ لولا الواسطةُ لذهبَ ( كما قيل ) الموسوط ، صلاةً تليقُ
بك منك إليه كما هو أهله ، اللهم إنَّه سركَ الجامعُ الدَّالُ عليك ، وحجابُكَ الأعظمُ
القائمُ لك بين يديك ، اللهم ألحقني بنسبهِ ، وحققني بحسبه ، وعرفني إياهُ معرفةً أسلمُ
بها من موارد الجهل ، وأكرعُ بها من موارد الفضل ، واحملني على سبيله إلى حضرتِكَ حملاً
محفوفاً بنصرتك ، واقذِف بي على الباطل فأدمغه ، وزجَّ بي في بحار الأحدية ، وانشلني
من أوحال التوحيد ، وأغرقني في عين بحر الوحدة ، حتى لا أرى ولا أسمعَ ولا أجد ولا
أحس إلا بها ، واجعلِ الحجابَ الأعظمَ حياةَ روحي ، وروحَهُ سِرُّ حقيقتي ، وحقيقته
جامع عوالمي بتحقيق الحق الأول ، يا أولُ يا آخرُ يا ظاهرُ يا باطن اسمع ندائي بما
سمعتَ به نداء عبدك زكريا ، وانصرني بك لك ، وأيدني بك لك ، واجمع بيني وبينك ،
وحل بيني وبين غيرك ، الله ، الله الله ، ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادُّكَ
إلى معاد ) ، ( ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيئ لنا من أمرنا رشداً ) } .
******* شرح الصلاة
المشيشية*******
لسيدي عبد السلام ابن مشيش
رضي الله عنه
بسم
الله الرحمن الرحيم
اللهم : أي يا الله ، واسم الجلالة هذا علم على الذات الأقدس الواجب الوجود
، المستحق لكل كمال وجمال ، الدال علية تعالى دلالةً جامعةً لمعاني أسمائه الحسنى كلها
ما علم منها وما لم يعلم .
صلِّ: أي ارحم رحمةً مقرونةً بالتعظيم والثناء والمغفرة والبركة والتشريف والتكريم
.
وتعظيمه في الدنيا يكون : بإعلاء ذكره ، وإظهار دينه ، وإبقاء شريعته .
وفي الآخرة يكون : بجزيل مثوبته ، وتشفعه في أمته ، وإبداء فضله بالمقام المحمود
وغيره .
على من منه انشقت الأسرار : أي على من انفتح واتضح وظهر بنوره صلى الله عليه
وسلم ما كان خفياً من العلوم والمعارف المستفادة منه عليه الصلاة والسلام ، ومنها اطلع
العارفون على أسرار الذات والصفات والأفعال
وانفلقت الأنوار : أي انفتح بأصل خلقه باب الأنوار الحسية والمعنوية من الإيمان
واليقين والمعرفة .
وفيه ارتقت الحقائق : أي بظهوره عليه الصلاة والسلام ظهرت وارتفعت حقائق الأشياء
وعرف الحق من الباطل ."
وتنـزلت علوم آدم فأعجز الخلائق : أي جميع العلوم التي نزلت على آدم عليه السلام
، نزلت على المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وزاد عليه علم حقائق المسميات وغيرها ، فأعجز
جميع المخلوقات من الأولين والآخرين ملائكةً وغيرهم .
وله تضاءلت الفهوم : أي تصاغرت وكلت وعجزت ووقفت عقول وأفهام الخلائق جميعاً
عن التطاول لنيل معارفه وأسراره وما منحه الله سبحانه وتعالى له صلى الله عليه وسلم
من العلوم ، فلم يدركوا كمالها ، وكذلك تصاغرت أفهام الخلائق عن إدراك حقيقته عليه
الصلاة والسلام .
فلم يدركه منا سابق ولا لاحق : أي جميع البشر السابقين له في الوجود كآدم عليه
السلام والآتين بعده كالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن بعدهم إلى قيام الساعة لم
ولن ندرك حقيقة مقامه أو مكانته أو علومه ، ولا يُدرَكُ ذلك إلا في الآخرة لكشف الحجاب
عن الخلائق آنذاك .
فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة : أي أن نور جمال المصطفى صلى الله عليه وسلم
زَيّن ونضّر وزركش عالم الملكوت
وهو : ( ما غاب عنا من المحسوسات كالجنة والعرش والكرسي ) .
وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفقة : أي أن إمداد بحر علمه الممتلئ صلى الله
عليه وسلم من عالم الأسرار والعلوم والمعارف لا ينقطع عن قلوب العارفين والعلماء الربانيين
والفقهاء النجباء المخلصين .
ولا شيء إلا وهو به منوط : أي لا يوجد شيء من الأشياء من إنسٍ وجن وملك وجماد
ومحسوس ومعقول وعالم سفلي وعالم علوي إلا وهو مرتبط بالنبي صلى الله عليه وسلم ومتعلق
به من جملة الوجود والإمداد ."
إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل الموسوط : أي أنه صلى الله عليه وسلم هو سبب النعمتين
اللتين ما خلا كل موجود عنهما ، ولا بد لكل مُكوَّن منهما : 1- نعمة الإيجاد . 2- ونعمة
الإمداد . إذ لولا أسبقية وجوده ما وجد موجود ، ولولا سريان نوره في الكون (الشريعة
والقرآن) لهدمت دعائمه .
فقد روى البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال
الله : يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ، ونفخت
فيَّ من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا اله إلا الله محمد رسول
الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا
آدم إنه لأحب الخلق إليَّ ، وإذ سألتني بحقه قد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك ) قال
في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم ، ورواه الحاكم
وصححه والطبراني وزاد فيه ( وهو آخر الأنبياء من ذريتك ) .
وذكر العلامة القسطلاني في المواهب اللدنية ( 1/ 69ـ70 ) أنه لما خلق الله تعالى
آدم ألهمه أن قال : يا رب لمَ كنيتني أبا محمد ؟ قال الله تعالى : يا آدم ارفع رأسك
، فرفع رأسه فرأى نور محمد صلى الله عليه وسلم في سرادق العرش . فقال يا رب ما هذا
النور ؟ قال : هذا نور نبي من ذريتك اسمه في السماء أحمد وفي الأرض محمد لولاه ما خلقتك
ولا خلقت سماءً ولا أرضاً . وعند ابن عساكر من حديث سلمان كما ذكر العلامة القسطلاني
في المواهب اللدنية ( 1/83 ) قال : هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال : إن ربك يقول : إن كنتُ اتخذت إبراهيم خليلاً فقد اتخذتك حبيباً ، وما خلقت
خلقاً أكرم عليَّ منك ، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنـزلتك عندي ولولاك
ما خلقت الدنيا .
صلاةً تليق بك منك إليه كما هو أهله : أي يا الله صل بجنابك وإحسانك على سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم صلاةً كاملةً مخصوصةً موصولةً منك إليه بدون واسطة تناسب عظيم
قدره ومقداره لديك إذ لا يعرف حق قدره ومقداره إلا أنت . فقد أخرج الطبراني وأبو نُعيم
وابن النجار والخطيب بالسند عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ( من قال جزى الله عنا محمداً ما هو أهله أتعب سبعين كاتباً ألف صباح )
وفي رواية ( ألفي صباح ) .
اللهم إنه سرك الجامع : أي يا الله إن هذا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
معدن سرك الجامع لما تفرق في غيره ، إذ ما أّعطيه غيره من الأنبياء صلوات الله تعالى
وسلاماته عليهم من الكمالات والمعارف والعلوم والبركات والمعجزات مجموع فيه صلى الله
عليه وسلم و زاد عليهم بالمنح الإلهية والعطايا الربانية ما لا يعلمه إلا صاحب المن
والعطاء اللطيف الخبير ."
"الدال عليك : لكونه صلى الله عليه وسلم هادياً للخلائق جميعاً ، ومرشداً
لهم ، ومعرفاً لهم الطريق الموصلة إلى الله تعالى بأقواله وأفعاله ، وكل دال على الله
تعالى إنما يدل عليه بدلالته صلى الله عليه وسلم ، فنبوته صلى الله عليه وسلم جمعت
سائر النبوات ، ونوره صلى الله عليه وسلم جمع سائر الأنوار ، وكتابه صلى الله عليه
وسلم جامع لجميع الكتب المنـزلة .
وحجابك الأعظم : أي المانع الأعظم للعقول حيث عقلها بعقال شرعه عن النظر في
حقيقة الذات الإلهية ، لما رواه أبو الشيخ عن أبي ذر رضي الله عنه قوله عليه الصلاة
والسلام ( تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فتهلكوا ) وهو المانع الأعظم للمؤمنين
من العذاب بإرشادهم ودعائهم إلى الإيمان ، وهو حجاب رحمة بين العبد وهيبة ربه ، وبواسطته
تلقَّى المؤمنون شرع ربهم ، وهو مانع المضار الدنيوية والأخروية عن أمته ( وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ، وبما أن الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام حجب لأممهم فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمهم ، فلا يمكن لأحد الوصول
إلى الله تعالى إلا عن طريق شرعه واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم .
القائم لك بين يديك : أي القائم أتم قيام بتكاليف الرسالة وتوفية حقوقها لأجلك
يا الله تعظيماً وإجلالاً ، قيام الخادم بين يدي المخدوم إذ شرعه الشريف صلى الله عليه
وسلم زاجر عن انتهاك حرماتك ، ومانع عظيم عن إساءة الأدب معك سبحانك ، فهو داعي الخلق
إليك بك من غير واسطة بينك وبينه ، قائم بحضرة القرب المعنوي منهمك في طاعتك .
اللهم ألحقني بنسبه : أي أدم عليَّ يا الله نعمة الثبات على دينه صلى الله عليه
وسلم علماً وعملاً قولاً وحالاً ، واختم لي بالحسنى على ذلك حتى أكون من رفقائه صلى
الله عليه وسلم في دار نعيم الوصال .
وحققني بحسبه : أي وفقني يا الله للتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم ، واجعلني
من المهتدين بهديه ، المقتفين للتقوى بكتابه وسنته في أقواله وأفعاله وأحواله ، إذ
متابعته صلى الله عليه وسلم موجبة للرحمة في الدنيا وموجبة للفلاح في الآخرة ، وموجبة
للرفع إلى أعلى الجنان ، وموجبة للمحبة من الله تعالى ."
"وعرفني إياه معرفةً أسلم بها من موارد الجهل ، وأكرع بها من موارد الفضل
: أي يا الله عرفني على مصطفيك معرفةً تامةً حتى لا أقع بالجهل المفسد للأديان ، لأنه
صلى الله عليه وسلم المرآة الكبرى والواسطة العظمى ، فمعرفته موصلة إلى معرفة الله
تعالى ، وعلى حسب معرفته صلى الله عليه وسلم تكون معرفة الله تعالى ، إذ هو باب الله
الأعظم ، ومعرفته تثمر مقام المحبوبية عند الله تعالى ، فان محبة الله تعالى لعبده
على حسب محبة العبد للنبي صلى الله عليه وسلم ومتابعته ، ومحبة العبد له على قدر معرفته
واطلاعه على جماله ونواله وشرعه ، فان العلم فيه كالماء الزلال النافع لحياة القلوب
والأرواح والأجساد والأشباح .
واحملني على سبيله إلى حضرتك حملاً محفوفاً بنصرتك : أي يا الله اسلك بي طريقته
، واجعلني عاملاً بشريعته وسنته لأنها سبيل الوصول إلى الحضرة العلية ، محفوظاً من
كل عائق حتى أصل إليك بعنايتك ( وهذا مقام السائرين إلى الله تعالى المستدلين بالصنعة
على الصانع ) .
واقذف بي على الباطل فأدمغه : أي اجعل الحق يا الله معي ، ليخمد ويذهب الباطل
، واجعلني حجةً بالغةً ظاهرةً ليتم لي الاهتداء ويصح بيَ الاقتداء حتى ينـزاح بيَ الباطل
ويظهر بيَ الحق .
وزجَّ بي في بحار الأحدية : أي يا الله ارم بي في أنوار لا إله إلا الله ، وأدخلني
في طائفة المتحققين بالتوحيد الخالص ، حتى تفنى عندي الرسوم ولا يبقى إلا الحي القيوم
، وهذا مقام أهل الفناء المحض الذين غرقوا في توحيد الأحدية فلم يشهدوا سوى ذات الله
تعالى العلية ( ويسمى هذا المقام عين الجمع المعبر عنه بتجريد التوحيد ) .
وانشلني من أوحال التوحيد : أي خلصني يا الله سريعاً من مخاوف ومزالق الاعتقادات
الرديئة الباطلة ومن متشابهات الأحكام التي زلت فيها أقدام الكثيرين إلا من رحم الله
تعالى ومما يعرض للسالكين المستدلين بالأشياء على الله تعالى من الشبهات ، فلا تسلك
بي مسلك من شطح في كلامه واصطلم ، أو ممن لُبِّسَ عليه الأمر فقال بالحلول والاتحاد
ووحدة الوجود ، أو ممن غلبت عليه الحقيقة فادعى الجبر ونفى الحكمة والأحكام ، لأن صاحب
الفناء إن لم تدركه العناية الإلهية أنكر ثبوت الآثار ومنها الرسل وما جاءوا به بل
والعالم برمته ، وتخليصه من تلك الأوحال نقله من مقام الفناء إلى مقام البقاء .
وأغرقني في عين بحر الوحدة : أي ردَّني إلى البقاء بعد الفناء لأصلح للخلافة
في الأرض وأكمل غيري ، وهو المعبر عنه بجمع الجمع ، إذ يكون الجمع في باطنه موجوداً
والفرق على ظاهره مشهوداً ، ولذلك كان مقصوده الزج في بحار الأحدية الدفع لا على سبيل
الإغراق بل على سبيل الركوب والمرور ليعلم ما فيها من الذخائر ، وهو مقام الفناء ثم
الاستغراق في عين بحر الوحدة ( وهي مدد البحر ) حتى يكون ممداً لمن خاض لججه ، ولا
يكون ذلك إلا في مقام البقاء ، إذ التوحيد الخالص الكامل هو شهود الذات متّصفةً بالصفات
، فيستدل على الصنعة بالصانع لكونه لا يشهد إلا الله تعالى وصفاته ، والصنعة آثار صفاته
( وهذا مقام العارفين ) "
"حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها : هذا غاية الاستغراق المذكور
وهو الغيبة عن الأكوان بشهود المكوِّن ، أي لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس أي أثر
من آثار خلق الله تعالى إلا بعد شهوده ، فلا يوجد شيء إلا وهو قائم به سبحانه ، وبقاؤه
مستمد بتقدير بقاء الله تعالى له . ولما كان كمال العبودية وكمال التوحيد والمعرفة
لا يتم لصاحبه إلا بالاستقاء من يد المصطفى صلى الله عليه وسلم قال :
واجعل الحجاب الأعظم حياة روحي : أي يا الله مد روحي من النبي صلى الله عليه
وسلم كما تمد العود الأخضر بالماء ، لأنه صلى الله عليه وسلم حياتها ، فالأرواح التي
لا تشاهده ولا تستقي منه كأنها أموات ، وهذه إشارة إلى أن العارف بالله تعالى لا غنى
له عن واسطة النبي عليه الصلاة والسلام وإن وصل إلى حضرة القدس ، وفني عن وجوده وفنائه
وعن كل شيء في هيبة شهوده ، واجعله يا الله حاجباً لروحي عما فيه هلاكها فتكون حيةً
متمتعةً في معرفتك يا الله بسببه ، فانَّ من لم يحتجب بالنبي صلى الله عليه وسلم وقع
في المهالك وابتدع وضل وماتت روحه .
وروحه سر حقيقتي : أي يا الله اجعل شهود روحه عليه الصلاة والسلام تنقل سر حقيقتي
بأن تصير حقيقتي سراً بواسطة ذلك الشهود ، لأن حقيقة الإنسان هي اللطيفة الربانية التي
كان بها الإنسان إنساناً ، فتسمى نفساً في مقام الإسلام ، وقلباً في مقام الإيمان ،
وروحاً في أول مرتَبَتَي الإحسان وهي المراقبة في أولاها ، والسر في ثانيها وهي المشاهدة
.
وحقيقته جامع عوالمي بتحقيق الحق الأول : أي أسألك يا الله بوجودك الحق السابق
على كل شيء أن تجعل حقيقتي متوجهةً إلى شهود حقيقته صلى الله عليه وسلم مع عدم الغفلة
عن شهود الربوبية والاستغراق فيها ، حتى لا أقع كمن غلط في شهود الواسطة فجعلها مقصداً
، إذ لولا تعريف الله تعالى عباده به ما عرفوه ( وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
) وأسألك يا الله أن تكون عوالمي كلها ( النفس والقلب والروح والسر ) منصرفةً ومتوجهةً
إلى شهود النبي عليه الصلاة والسلام الصادقة بعوالمه الشريفة ، واجعل كل أجزائي مشغولةً
به ظاهراً وباطناً ، تابعةً له في كل ما أمر به ونهى عنه ، وأعني يا الله على شهوده
الآن في عالم الأجساد بعد أن شهد قلبي التوحيد في عالم الأرواح يوم ( ألست بربكم )
إذ هو أول من أجاب بـقوله ( بلى ) ودعا إليه فاستجب لي ما دعوتك به يا الله .ثم استغاث
في سؤال شهوده صلى الله عليه وسلم بهذه الأسماء الحسنى لما فيها من الدلالة على الإحاطة
والقيومية والتنـزيه ،
وأدخلَ حرف النداء في أولها تأدباً بإظهار نفسه :
يا أول : وهو السابق على كل شيء لقدمه ، كان الله تعالى ولا شيء معه وهو الآن
على ما عليه كان سبحانه .
يا آخر : وهو الباقي الذي يستحيل عدمه ( كل شيء هالك إلا وجهه ) .
يا ظاهر : وهو الواضح الربوبية بالدلائل ، والذي ليس فوقه شيء وظهر بصنعه وأفعاله
سبحانه .
يا باطن : وهو الذي ليس دونه شيء ، والذي تحجب عنا بجلاله ، المحتجب عن الأفهام
الذي لا يحيط به تكييف ، فلا يحيط به عقل فيدركه ، جل المهيمن عن الإدراك إذ تاهت عقول
ذوي الألباب فيه ، وكلَّت وضلَّت بحار العقل والفكر في ذاته سبحانه ، وإذا كان الإنسان
لا يحيط بصفات ذاته فكيف بباريه تعالى ؟ فلا يعرف ذات الله تعالى إلا هو سبحانه وتعالى
. ولهذه الأسماء الأربعة خواص عظيمة إذ قالوا : من قال بعد صلاة ركعتين خمساً وأربعين
مرةً ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) حصل له مطلوبه أيَّاً كان
.
اسمع ندائي : أي يا الله اسمع دعائي ومناجاتي سماع قبول وإجابة بطلبي الوارث
لسري حتى ينتفع به المؤمنون ويكونوا في ميزانه ، والمرء في ميزانه من اتبعه .
بما سمعت به نداء عبدك زكريا : أي أقسم عليك يا الله بالاسم الذي سمعت به نداء
عبدك زكريا عليه السلام وهو ( المجيب الرحيم ) بطلبه أمراً عظيماً وهو يحيى عليه السلام
ليرثه في النبوة والعلوم والمعارف ( رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ) ( فهب لي
من لدنك ولياً يرثني ) ( يا زكريا إنَّا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) ، فأعطاه الله تعالى
القطب الكبير سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه فورثه في الطريق والعلوم والمعارف
وكان على يديه الفتح والانتشار ."
"وانصرني بك لك : أي باسمك المعين النصير قوني بحولك وقوتك لا بالأسباب
والوسائط من أجل أن أقوم بأداء ما كلفتني به من الأمور الدينية والوظائف الشرعية مخلصاً
لوجهك الكريم لا لأغراض نفسي حتى أكون عبداً على الحقيقة لك فهو منك وإليك .
وأيدني بك لك : أي باسمك القوي المتين قوني من أجل أن أقوم بقهر أعدائك وردهم
إلى القيام بحقك ، وأعطني سراً من عندك لأزداد قوة إيمان ويقين وصبر على البلاء بحيث
تصير البلايا عطايا ، فأصبر شاكراً على السراء حامداً على الضراء وكل ذلك لمرضاتك
.
واجمع بيني وبينك : أي يا الله أزل حجاب الغفلة عن قلبي وكل شاغل يشغلني عنك
، ولا تحجبني عن نور مشاهدتك طرفة عين ( وهذه تحلية ) .
وحل بيني وبين غيرك : أي أدم يا الله الحيلولة بيني وبين كل قاطع يقطعني أو
يحجبني أو يبعدني عنك ، وصن قلبي من الأغيار واحرسه بدوام الأنوار ( وهذه تخلية )
.
الله ، الله ، الله : أتى بالاسم الجامع الأعظم مجرداً عن حرف النداء لئلا يُشعر
بالبعد استغراقا في الله تعالى وفناءً فيه ، وجعل ذكره ثلاثاً تبركاً واستلذاذاً ،
وإشارةً إلى الخروج عن العوالم الثلاثة : عالم الأفعال ، وعالم الصفات ، وعالم الذوات
، فان مراتب الفناء ثلاثة :
1- فناء في الأفعال : بدوام رؤية أن لا معز ولا مذل ولا مانع ولا معطي إلا الله
تعالى .
2- وفناء في الصفات : بدوام رؤية أن لا عالِم ولا قادر ولا مريد ولا حي إلا
الله تعالى .
3- وفناء في الذات : بدوام رؤية أن لا موجود إلا الله تعالى .
فأتى بهذا الاسم العظيم إيقاظاً للأرواح ، وتنبيها لها على التعلق به والتخلي
عما سواه ، وتكراره تثبيت معناه في الباطن وتأكيده في القلوب ، وقد قيل : الحكمة في
ذلك التكرار أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يلقن أصحابه الذكر ثلاثاً ، وأن الله
وتر ، وأن منبره صلى الله عليه وسلم ثلاثُ درجات كلما صعد على واحدة قال : الله ، ـ
فاقتدى به ـ ، وأن النفوس ثلاثة : أمارة ولوامة ومطمئنة . فإذا قال الاسم الجليل أولاً
خرج من الأمارة ، وخرج ثانياً من اللوامة ، ووصل ثالثاً إلى المطمئنة ."
"{ إن الذي فرض عليك القرآن لرادَّك إلى معاد } : الحكمة من ذكره هذه الآية
الكريمة والتي قيلت للنبي عليه الصلاة والسلام في تأكيد مراده عليه الصلاة والسلام
مما يريد ويتمنى ومما أراده الله تعالى له من المقامات والعطيات ومما لا يعلمه إلا
الله سبحانه وتعالى ، فالحكمة هي مناجاته تعالى بقوله : صدقت يا الله وعد حبيبك فاصدق
وعدي بكل ما سبق ذكره ، وأنلني ما طلبته . وأراد الشيخ رحمه الله تعالى تنبيه المريد
إلى أنه سبحانه هو المعاد الذي ترجع إليه الأمور دنيا وأخرى ، فكن أيها المريد مستغرقاً
فيه سبحانه وتعالى ، ولِهاً به ، لتأمن جميع المخاوف وتنهال عليك من جنابه سبحانه جميل
اللطائف ، فهو الموجود الخالق المعبود ، والكل يرجع إليه خلقاً وافتقاراً .
{ ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً } : الحكمة من إيثار هذا
الدعاء القرآني لأصحاب الكهف على غيره ليناسب ما تقدم ، فان من أوى إلى كهف الفردانية
، ولجأ إلى معاد حرم الصمدانية ، يصير متناسياً كل القواطع والأغيار ، فيسأل من فضل
ربه العلي الكبير الذي شاهده ما يريد ، ويستمد منه المساعدة والتيسير ، وفي هذا تنبيه
للذاكر والمصلي على الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم على أن المقصود الأعظم من
ذكره تعالى هو القيام بحق العبودية ، والوقوف تحت أكناف الربوبية ، وأن يكون دائماً
متوجهاً بوجه قلبه لحضرة ربه مستمداً منه جميع مطالبه ، سائلاً من نواله سبحانه ما
ينفعه في جميع شؤونه وأحواله ليحصل له الأنس به سبحانه ، وبحصول الأنس به تعالى يُقبل
على خطابه والتوجه إليه ، ويطلب زيادة الهداية والثبات عليها ، ونبذ جميع الأغيار ،
ويطرح كل ما سوى الواحد القهار ، طالباً أن تهبَّ عليه نفحات الرحمة من ربه ، وأن يكون
أمره كله رشداً وخيراً وأن يكون له حظ من حال أهل الكهف في الخفاء عن الأضداد والأغيار
لكون ذلك اعتناءً من الحق بهم وإعزازاً لهم .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وقلل نسياننا وزدنا علماً وفقهنا
في الدين وأصلحنا والمسلمين لما تحبه وترضاه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين"
اهـ.
********انتهى الشرح للعارف الحموي (من موقع رباط الفقراء)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق