واجهة مدونة الاحسان

***الأسماء الحسنى***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم***"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات ...وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) ***سورة الاعراف*** الله *** الرحمن*** الرحيم *** الملك*** القدوس*** السلام *** المؤمن*** المهيمن *** العزيز*** الجبار *** المتكبر*** الخالق**** البارئ*** المصور *** الغفار *** القهار*** الوهاب *** الرزاق *** الفتاح *** العليم *** القابض *** الباسط *** الخافض*** الرافع *** المعز*** المذل *** السميع*** البصير*** الحكم *** العدل*** اللطيف *** الخبير*** الحليم *** العظيم *** الغفور*** الشكور *** العلى*** الكبير*** الحفيظ*** المقيت*** الحسيب*** الجليل*** الكريم *** الرقيب*** المجيب *** الواسع *** الحكيم*** الودود*** المجيد*** الباعث *** الشهيد *** الحق*** الوكيل*** القوى*** المتين *** الولي*** الحميد*** المحصى *** المبدئ *** المعيد*** المحيي*** المميت*** الحي*** القيوم*** الواجد *** الماجد*** الواحد*** الصمد*** القادر*** المقتدر*** المقدم*** المؤخر*** الأول*** الأخر *** الظاهر*** الباطن*** الوالي*** المتعالي*** البر*** التواب*** المنتقم*** الغفور *** الرؤوف *** مالك الملك ذو الجلال و الإكرام *** المقسط *** الجامع *** الغنى*** المغنى *** المانع*** الضار*** النافع*** النور *** الهادي *** البديع *** الباقي*** الوارث *** الرشيد*** الصبور*** " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)سورة الشورى"*** "الله لااله الا هو العزيز الحكيم"**** " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) سورة الحشر الاسماء السبعة*** لاإله الاالله*** الله***هو***حق*** حي***قيوم***قهار***
***أذكار الطريقة الرحمانية/خنقة سيدي ناجي/ ولاية بسكرة/الجزائر***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم *** زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه *** خنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة الجزائر ......الطريقة الرحمانية بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات...المعقبات بعد الصلوات الخمس ...استغفر الله العظيم الذي لااله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه ونسأله التوبةوالمغفرة...اللهم صل وسلم على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم عليه(03 مرات)ثم تقرأ آية الكرسي ... ثم تذكر سبحان الله ( 33 مرة)والحمد لله( 33 مرة ) والله أكبر (33 مرة)...لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ...اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم(09 مرات*** وفي العاشرة تقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك وصل وسلم على جميع الا نبياء والمرسلين وارضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين.)ثم تختم بقراءة سورة الفاتحة *** -الميثاق اليومي - *** بعد صلاة الصبح والعصر...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..... بسم الله الرحمن الرحيم...قراءة الفاتحة وسورة الاخلاص 03مرات وسورة الفلق وسورة الناس ...الصلاةوالسلام عليك يانبي الله...الصلاةوالسلام عليك يارسول الله...الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ...فأعلم أنه لااله الا الله ...ثم تذكر...لااله الاالله(300مرة-100بالمدالطويل100بالمد المتوسط100بالمدالسريع)...الله(66 مرة)...ثم تقول ...أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله 03مرات وفي تمام الثالثة تقول إلها واحدا وربا شاهدا ونحن له مسلمون... بعد صلاة الصبح والعصر ثم تقرأ الدعاء...ثبتنا يارب بقولها... وانفعنا يارب بفضلها ...واجعلنا من اخيار اهلها، ...يامن لا مثل له... في الذات والصفاة...إغفر لنا ما مضي... وأصلح لنا ما ياتي،...بجاه محمد... صاحب الشفاعة ...يامن له هذا الملك ...وله الملك الباقي ،...لاتجعل فينا محروما... يارب ولا شقي...بجاه محمد... السابق اللاحق ...مولانا مولانا... يا سامع دعانا ...بجاه محمد ...لاتـقطـع رجـا نــا...رب أحينا سعداء...وأمتنا شهداء ،...ولا تخالف بنا... عن طريقة الهدى... بفظلك يالله... والنبيء محمدا...آمين آمين آمين يارب العالمين(03 مرات)......ثم تقرأ- دعاء غنية الفقير - للشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه ...الصلاةوالسلام عليك يانبي الله...الصلاة والسلام عليك يارسول الله...الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله... ثم الصلاة الكاملة...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صـلاة أهل السموات والارضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين ( 03 مرات ) ثم تختم بقراءة الفاتحة*** نبغي للشخص ان يصلى على سيدنا محمد ﷺ عقب الصلوات الخمس وفي سائر الاوقات ان اراد الفتح والقربات لرؤيته عليه الصلا ة والسلا م من 1000 فمافوق وأن تكون بأكمل الحالات، متطهرا متوضئا مستقبل القبلة، متفكرا في ذاته السنية، لأجل بلوغ النوال والأمنية، وأن يرتل الحروف، وأن لا يعجل في الكلمات، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: إذا صليتم علي فأحسنوا الصلاة علي، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض علي.***وفي الطريق الرحمانية *** تقرأ كتاب دلائل الخيرات ومن صلاة عصر يوم الخميس تكثر من الصلا ة على سيدنا محمد ﷺ( اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه)الى غاية عصر يوم الجمعة*** صلاة الأمية - 80 مرة - *** بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب... الصلاة والسلام عليك يانبي الله... الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله... اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما وتصلي على سيدنا محمد 80مرة - صلاة الامية - ... اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم... وعند تمام 80 تقول ...اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماوصل وسلم وبارك على جميع الا نبياء والمرسلين وارضى عن الصحابة اجمعين وعن التابعين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين *** اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرحمة.اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون. "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)" سورة الصافات..... ***دعاء غنية الفقير للشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه***
*** أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم***"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات... دعاء غنية الفقير للشيخ سيدي عبد الحـفـيـظ بن محمـد بن احمـــد الخنقي رضـي الله عـنـه ***** بإسمك يا الله رب ابتديـــت *** عـلى النبي محـمـد صلـيــــت*** ثم السـلام مستمرا دائمـــــــــا *** على الحبيب المصطفى مـعظــــمــــا*** الله يارحــــمان يــــــا رؤوف *** ألطـف بعبدك المسئ الـضعـيـف*** وجد عليه ثـــــم تب تكرمــا *** وأرحمه إنــــــك رحـــــيم الرحـمــــا*** يــاربنا ياسامــــــع الأصـوات *** أسبل علينا الستـر فيمـــا يـأتـي*** وأحجب علينا صولة الظـلام *** وأكفنا شر الحــــــــاسد المـــثـــــام*** وأجعل مكائدهم في نحورهـم *** وأكفنا يامولانا مــن شـــــرورهـم*** وأدخلنا فـــي حصنك المنـيع *** وأكـنـفـنا بكـنـفـك المــــــريـــــــــع*** اللـه يا اللـه يـا مـــجـيـــــب *** أجب دعاء المظطر يـــــا قـريـــب*** وأحـفـظ صدورنـا من الخـنـاس*** و ولــــــــي أمرنا على الأنفــاس*** ولا تكلنا قــط لأ نفوســــنـــــا *** طرفــــــــــة عين أو أقل مــولانــا*** لأننا نحن عبيد ضعـــــفـــــــاء *** وأنت ارحــم الـــــراحمين رؤوفـــــا*** ياربنا يـا واسـع الغـفــــــــــران *** أنت الـــــــــكريم مالك الإحسـان*** أعل بنا على أمــــــرالمعـــا نــــد *** مــــــــــن هو لإخواننــا ذوحســد*** ولا تولي أمــــــــــــره عليـــنــــا *** بـــــــــل رده عليه لا إليــــــــــنــــا*** ياحي يا قيوم يا جبــــــــــــار *** أقهــــــــر أعداء نـا أيـا قــــهــــــار*** وأجعل عنادهم عليهم حـــسرة *** وزد نـــــا به في الإيــمان قــــــــوة*** وول أمــرهم عليهم ندمـــــــــا *** حـتى يكـــــــاد يـبرز لهم عـــــمـــا*** وأسجن شيطــــانهم ولا تــولــه *** على الإخوان وأكفنا من غـلـه*** وأقهر علينا كــل جبار عـــنيد *** مهمـــــا أراد نـــــــا بـشــــر قـيــــد*** ثقف لسانـــــه عند المقـــــال *** وكــــف يــــــده عند التعــــــــا لي*** يــا بر يــــا رحـيم يـــا وهـــاب *** هب لعـبيدك دعـــــــاء يـجـــــاب*** وهب لــــنا علما وحكمة مـــــعـــا *** يكن لـنا في الحال معا مـســرعـــــا*** ولا تحجب علينا سـر الحـكـــــم *** وأجعـله صـحـــوا لأبصـــارنــا يــم*** وأفجي سحاب مشـكـــلات بصــري*** حتى نشاهد شمــــوس حـاضـــري*** وأعـطنـــــــا مــــن فضلك العميم *** وأسقنا من سرك الـــــــــعـظـــــيم*** الله يــــــا فـــــتاح يــــــــا رزاق *** أرزق عبيدك رزقـا يســـــــاق*** وأفتح لــــه في الرزق ما يشـــــاء *** رزق الأشـباح عـنده ســـــــــواء*** مدارنا عـــــــــلى رزق الأرواح *** به الـتـنـعـم والعــيـش الصــــــاحـــي*** يا فوز مـــــــــن عاش به تمتعــــا *** دام سروره في الــــداريـــن مـــعـــــا*** يارب بالمختــــــــــار سيد البشر *** أدم حضورنا معك يـــــاقـــــديـــر*** وألزم وقوفنا ببــــــــــابك العــلي *** ولا تخـيب الرجــــــاء يا أزلــــــــي*** وأكتبنا في جمـــــلة أوليـــــــائــــك *** الداخـلـيـن تحت كـبـريــــــائـــــك*** بالإسم الأرفع المرفع الـــمجــــيـــــر *** أصلح أمورنا ياعالــم يا خــبـــيـــــر*** ياربنا يــــا ربنا أنت الكـــــــــريـــم *** أعـف علينا يا جواد ياحـليــــــــم*** وأسبل علينا ســــــترك المجـــملا *** ولا ترد كـفي صفـــــــرا مـحــــولا*** وأغفر لـــــنا وأرحمنا يا تــــواب *** نحن و الحاضرين و الغــيـــــابــــــوا*** وأمـــــنـــن بمغفرتك للمسلمــــين *** واغفر يا رب هـفوات الوالديــــــن*** وأقبل تنصل نــــاظــــم الأبيــــات *** عـبيدك المــــقـر بالســــيئـــــــــــات*** أوصيكم إخـــــــواننا عــــليكــــم *** بحفظ هذا النظـــــم به تسـلــمـــــوا*** ومـــــــــن قرأه صباحا ومسـايا *** أمـن من كــــــل داء وبلايــــــــــــا*** سـميـتــــه بغــنـيــــة الـــفــــقــيـــر *** ومن تـــــلاه لا يخشى من فـــــقــــر*** قائله عبد الحـفـيـظ المـذنـب *** ابــــــــــــــــن محمد لله أيــــــــب*** ختمت النظم بالصلاة والســـلام*** على الحبيب المصطفى خيرالأنــــام*** وآله وصحبه والتـابــــعــيـــــن*** مارنت الاطـيــــار بالتـــــلاحــيـــــن*** الصلاة والسلام عليك يانبي الله ***الصلاة والسلا م عليك يا رسول الله*** الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله ***اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا مـــــحــــمد وعلى آله وصــحـــــبه صلاة أهل السموات والأرضـيـن عليه ،إجـــري يارب لطـــفك الخـــفي فى أمـورنـا والمسلميـــن.(03 مرات)***دعـاء انـس الصــد يـق للشيـخ سيدي مـحمـدالمـكـي بـن الصـديــق الخنقي رضي الله عنه بــــاسم الإلــه عـــظــيــم الجـــلا ل*** نـحمـده جـــل فـي كـل حــــــال*** ثــم الصــلاة بــعـدو والســــــــــلام *** عـلى نـبي بــعثــه خـــتـــــــام*** محـمـد وصـحبـه الأخـــيــــــــــــــار *** وأصـــفيـــاء امــة المــخــــتـار*** فــجد علــيـنا وأغـــفر الذنـــــــــوب *** وكــن إليــنا واســتـر العــيـوب*** وألطـف بنا في مجـال الأقـــــــــدار *** واحـفــظ قلـوبـنـا من الأغـيـــار*** وأســلـــك بنا طريـقة الـــرشـــــاد *** أنـت الكريم مجـيـب المـنــــادي*** واســبـل عليـنا رداء الأسـتـــــــــا ر *** وعــافــنا مـن سبـل الأوعــــار*** وأجـعـل مألـنـا الـى رضـــــــــــــاك *** حــل بـيـنــناوبـيـن مـا ســواك*** وهــب لنــامــواهــب الـتـقـــــريب *** وأدخـلـنـا في كنف الـتــغـيـيـب*** واشهدنــا من جمـال الجـمــــــــال *** وحـلــنا بــحـلـل الـــكـــمـــــــال*** يا بـــر يافــتــاح يا مــنـــــــــــــــان *** ويــا عظــيـــم الجـود ياحــنـــان*** انـت الـرؤوف الـرحيم الرحمــــــان *** الـمؤمـن المهيـمـن الـديـــــــان*** ذو الطـول ولاحـسان والانـعـــــام * ** والفــضـل والـمـنـة والاكــــــرام*** افـتـح لنا خـزائـــن الــــعــلـــــوم *** ونــافـــع الإلهام والفــــــــــهوم*** ورقـــنا فـي درج الأحـبـــــــــــاب *** واســقــنا مـن خـالص الشـراب*** وأمنـن علـيـناواجـب الوجـــــــود *** بكشـف حــجـب بـصــر الشــهود*** وأغـنـنا عـن السـوى يا أحـــــــــد *** و عـــافـنا مـن البـــلا يــــا صــمد*** وأردد شــــــــرور جـمـيع الحسـاد *** عليهم وأهــدهم يا هـــــــــــــاد*** نعـم المولى أنت نعم النصيـــــــر *** مطــلـــع على الخفا بصــــــــير*** دعـونـاك بـحـال الإضـطــــــــــرار *** أقــبـل علـينــا جــد بالإنــتـصــار*** على الشيطان وهـوى النفـــوس *** وقـدسنــا باســمـــك القـــدوس*** أنت العــزيز الجـبــار الكبـيـــــــر *** ذو قـــوة وسلـــطـان قـــــديـــر*** أقــهـرعليـنا جمـيـع الأعــــــــداء *** وقـــــنا عـــقـــوبـة الإيــــــــذاء*** الله يـــا رحـــــمـــان يــــــاودود *** رحـــمـاك ربـنـا وعـــد مـوعــــود*** أدخل قلوبنا شمس الهدايــــــة *** وحـــلـل بـنـا دائــرة الولايــــــــة*** ومثـواناإجـعـل حضـرة الجــــليـل *** غـــــــد ونـا بــها وبالأ صيـــــــــل*** أشـرح صـدورنـا بالوحــــدانيـــة *** وجـمـلـنا بـالأخــــــلاق السنـــية*** وأسـلـك بنا في لجـج التوحـيــد *** ونجـنـا مـن شــــرك التـقــيــيـــد*** حتى نغيب عن سواك والأثـــــــر *** ونستــريـح مـما غـــاب وحـضــــر*** يا ربـــنـا ياصــادق المــيـعــــــاد *** ياحــاضرا مســتــمــع المنـــادي*** إختم لنا بسابـق العــــــنايــــــة *** وأحــطــط عـنا تــبـعـة الجـنـايــة*** وأغفر ذنــوب جـمـيـع الابـــــــــاء *** والمسلمــيـــن بخـــيــر الـــــوراء*** قائـلـه مسـتـغـفـرا حـــــقـيــــرا *** إغــفـر لـه يـا عـالـمـا خــــبــيـــرا*** محمد المكي نــجــــل الصـديـــق *** وتابـعــوه مــن أهــدى فـريــــق*** وصـل يــارب على الرســـــــــــول *** مـحـمــد وصـحـبـه العــــــــدول*** وآلــه وســـــــلــمــن جـمـيـــــعا *** علــيهـــم وزدهــــم تـــرفـــيــعـا*** ( طبع بالمطبعة الرسمية التونسية في ربيع الانور عام 1314 هـ) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ر ب العالمين)
***اهمية الذكر ومقام الاحسان***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم*** اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه ،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين *** الصلاة والسلام عليك يانبي الله*** الصلاة والسلام عليك يا رسول الله*** ***الصلاة والسلام عليك يا رحمة للعالمين***الصلاة والسلام عليك يا شفيع المؤمنين***الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله*** اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان ووفقنا لما تحبه وترضاه من صالح القول والعمل واجعلنا ممن يقول خيراأو ليصمت مخلصين لك الدين والحمد لله رب العالمين***السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ***اهلا وسهلا بالإخوان في مدونة الاحسان خنقة سيدي ناجي *** فضل المداومه على الأذكار*** بسم الله الرحمن الرحيم*** الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه*** *** ذِكر الله من أجلِّ العبادات وأحبّها إلى الله سبحانه وتعالى، فلم يزل يأمر بها عباده ويحثُّهم عليها تزكيةً لنفوسهم وتقويةً لإيمانهم وزيادةً في يقينهم، فإنَّ المُلازم لذِكر الله في كافة أحواله، لا تراه إلاَّ سبَّاقًا إلى طاعة الله، وقَّافًا عند حدوده، قائمًا بأمره، توَّاقًا إلى لقائه، مُدبِرًا عن الدنيا، مُقبِلاً على الآخرة. وقد علَّق الله جلَّ وعلا فلاح المؤمنين بإقامتهم لذكر الله، فقال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [الجمعة:10]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا( [الأحزاب: 41] ولقد نهى الله جلَّ وعلا عن الغفلة عن ذكره، فقال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ( [الأعراف: 205] لأنَّ الغفلة عن ذكر الله تُمكِّن الشيطان من إحداث الوساوس والخواطر، وتُضعِف إيمان المرء وتجعله أسير الشهوة والنفس الأمَّارة بالسوء ومغريات الدنيا الفانية؛ فلا تراه إلاَّ متثاقلاً عن أداء الفرائض، سبَّاقًا إلى الشبهات وانتهاك الحرمات، وتلك علامة الموت والغفلة. فعن أبي موسى عن النبي قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» . وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة». فذِكر الله حياة القلوب وبهجة النفوس، وشفاءٌ للصدور والأرواح، وقوَّةٌ في الأبدان، ونور في الوجه والعقل والبصر، لذلك قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ( [العنكبوت: 45]. وعن عبد الله بن بسر أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة ولا أستطيع القيام بكلِّها، فأخبرني بما شئت أتشبَّث به، ولا تُكثر علي فأنسى. قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى».*** وللذِّكر فضائل وفوائد لا عدَّ لها ولا حصر، ويكفي أنه من أجلِّ العبادات وأحبّها إلى الله، ومن أسهل الطرُق وأيسرها وأقربها إلى رضوانه وجنته. فلو تأمَّلت أخي الكريم في بعض الأذكار المأثورة، وعاينت كلماتها لوجدتها سهلة على اللسان لا تحتاج إلى كبير جهدٍ أو عناء، ثم لو طالعت ما أعدَّ الله جلَّ وعلا للمُشتغلين بها من عباده لعلمت أنَّ ذكر الله من أجلِّ العبادات وأصلحها لشئون الدنيا والآخرة. وفيما يلي أعرض عليك أخي الكريم هذاالحديث الشريف : فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «لقيت ليلة أُسرِي بي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر». فمن منا يعجز عن قول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»؛ إنها جملة سهلة المبنى بيَّنة المعنى، يقولها الضعيف والقوي والصحيح والسقيم، ومع هذا فإنَّ أجرها عند الله عظيم؛ فهي غراس الجنة .. وما أدراك ما غراس الجنة؟ فشجرة من أشجار الجنة يسير فيها الراكب مائة عام ما يقطعها! فالعاجز، من حرم نفسه هذا الأجر وزهد في غراسٍ دائم باق، واشتغل بغراس الدنيا الزائف ***قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من قال بعد صلاة الصبح أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك إلهاً واحداً صمداً.. لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له كفواً أحد .. كتب الله له أربعين ألف حسنة ) حديث حسن ذكره ابن السني في عمل اليوم والليله رقم 162 ***علم التصوف علم ليس يعرفه *** الا اخو فطنة بالحق معروف وليس يعرفه من ليس يشهده *** وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف ***ليس التصوف لبس الصوف ترقيعه*** ولابــكاؤك إذاغنى المغنونا*** ولاصـياح ولا رقـص ولا طرب** **ولاإختباط كأن صرت مجنونا** بل التصوف أن تصــفو بلا كدر*** وتتبع الحق والقــرآن والدينا*** وأن تـرى نادماعلى ذنوبك*** طـــــــول الدهر محــــــزونا*** إذا لم يكن للنفس شيخ له هدى*** يؤدبهابالروح زاغت عن السـير*** يا من تروم ســعادةأبدية** والفوز بالمرغوب والرضوان*** فاسلك سبيل الذاكرين ولذ بهم*** فســبيلهم فيه رضاالرحمن*** واتبع طريقتهم فإن عمادها *** فقه وتوحيدمع الإحســـان ومقام الاولياء عظيم لمن يعرف قدرة******* إلزم الأولياء صدقا وسلم*** لحالهم واعتقد كمال الصفاء*** واستقم عاشقا إن رمت وصلا*** بحماهم في شدة أو رخاء**** وتمتع بحبهم وافنى فيه*** هم أجل الصحاب والرفقاء*** هم ملوك الحمى أسود البرايا*** أهل حلم ونجدة ووفاء****** قال الشيخ الجليل ولي الله أبو سالم سيدي إبراهيم التازي***** دفين وهران رضي الله عنه***** زيارة أرباب التقى مرهم يبري **** و مفتاح أبواب الهداية و الخــيــــــــر*** و تحدث في القلب الخلــي إرادة *** و تشرح صدرا ضاق من سعة الـــوزرى*** و تنصر مظلوما و ترفع خاملا ***** و تكسب معدوما و تجبر ذا كســـــــــرى*** وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا ***** و ترفع بالبر الجزيــل و بالأجـــرى*** عليك بها فالقوم باحوا بسـرها **** وأوصوا بها يا صاح في السر والجهرى*** فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا***** فألقته فـي بحر الإنابة و الســرى*** و كم مــن بعيد قربته بجذبة**** ففاجأه الفتح المبين مــن البــرى*** و كم من مريد ظفرته بمرشد ******* حكيم خبير بالبلاء و مـــا يـبــري*** فألقت عليه حلة يمنية مطـرزة ********** باليمن و الفتـــح و النصــرى *** فزر و تأدب بعد تصحيح توبة ***** تأدب مملوك مع الملـــك الحــــرى*** ولا فرق في أحكامها بين سالك *** مرب ومجــذوب و حـــي و ذي قـبـرى*** و ذي الزهد والعباد فالكل منعم*** عليه و لكن ليست الشمس كالبدرى*** اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه ،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين *** الصلاة والسلام عليك يانبي الله*** الصلاة والسلام عليك يا رسول الله*** ***الصلاة والسلام عليك يا رحمة للعالمين***الصلاة والسلام عليك يا شفيع المؤمنين***الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله*** *صلاة الذاتية لسيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه وأرضاه*** اللهم صلى على الذات المحمدية اللطيفة الاحدية شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار ،ومركز مدار الجلال ، وقطب فلك الجمال ، اللهم بسره لديك وبسيره إليك امن خوفي واقل عثرتي واذهب حزني وحرصي وكن لي وخذني إليك منى وارزقني الفناء عنى ولا تجعلني مفتونا بنفسي محجوبا بحسي واكشف لي عن كل سر مكتوم ياحى ياقيوم. ***والحمد لله رب العالمين***

السبت، 21 مايو 2016

أفضل الأيام والشهور ليلة النصف من شعبان

تعرف على فضائل ليلة النصف من شعبان

فضائل ليلة النصف من شعبان

ليلة نصف شعبان وهى المناسبة التى ينتظرها كل المسلمين فى بقاع الارض لما لها من فضائل كثيرة فهى ليلة يعيش فى رحابها المسلمون لحظات التقرب الى المولى عز وجل طالبين العفو والغفران. 

وهي الليلة التي تسبق يوم 15 شعبان،ومن بين المسميات التى ارتبطت بها ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القِسمة، ليلة الإجابة، الليلة المباركة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران والعتق من النيران.
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق، من الله سبحانه في هذا الشهر المبارك علي الأمة فجعل فيه ليلة مباركة الا وهي ليلة النصف من شهر شعبان، وقد ورد في هذه الليلة أحاديث كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، وللأسف تمسك بعض الناس بالضعيف وتركوا الصحيح والحسن أو كأنهم لم يصل إليهم الا ما هو ضعيف.
ويضيف، من أجل ذلك أردنا تصحيح بعض المفاهيم وبيان ما ورد في فضل الليلة حتي يعرف الناس الحق فمن الأحاديث الصحيحة الثابتة ما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( يطلع الله علي عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه, الا لمشرك أو مشاحن)
وعن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( ان الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلي سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، ومعني النزول هو نزول أمره ورحمته فالله منزه عن الجسمية والحلول، فالمعني علي ما ذكره أهل الحق نور رحمته، ومزيد لطفه علي العباد وإجابة دعوتهم وقبول معذرتهم: فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وخص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.
وللدعاء في هذه الليلة فضله, عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أتاني جبريل ـ عليه السلام ـ فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان, ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب, لا ينظر الله فيها إلي مشرك ولا إلي مشاحن, ولا إلي قاطع رحم ولا إلي مسبل, ولا إلي عاق لوالديه, ولا إلي مدمن خمر قالت: فسجد ليلا طويلا وسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك, وأعوذ بك منك, جل وجهك, لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك قالت: فلما أصبح ذكرتهن له, فقال: يا عائشة تعلمتهن؟ فقلت: نعم فقال: تعلميهن وعلميهن, فان جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد صلي الركعتين الأوليين من الظهر فاتجه في الركعتين الآخريين إلي المسجد الحرام, وهكذا نري ان لهذه الليلة المباركة وهي ليلة النصف من شهر شعبان منزلة كريمة فهي ليلة من ليالي التجلي وقبول الدعاء, وهي التي حولت فيها القبلة إلي الكعبة المشرفة علي أرجح الآراء, فجمعت هذه الليلة خصائص التكريم والتعظيم, فالاحتفاء بها والتقرب إلي الله تعالي فيها والدعاء أرجي للقبول لما ورد فيها من فضل عظيم وأجر كريم.
وذكر عدد من المؤرخين ورواة السيرة النبوية أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في الخامس عشر من شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م
***الدعاء***
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم صن وجوهنا باليسار ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شر خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى ، وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء .
اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، واصرف عنا شر الأعمال لا يصرفها عنا إلا أنت . 
 إحياء ليلة النصف من شعبان
المتأخرون فكالمتقدمين، قائلون باستحباب إحياء ليلة النصف من شعبان، وقائمون بأنفسهم على إحيائها، ولم يقل ببدعيته إلا طائفة من الظاهرية الذي حبسوا عقولهم في ظواهر ألفاظ النصوص، وأصّلوا مذهبهم على مخالفة الجماعة وما اتفقت عليه الأمة، وقالوا بتبديع ما لم ترْقَ معارفُهم إلى تذوق اندراجه تحت أصول الشريعة العامة، واستلذوا الطعن في فهم الكبراء واستروحوا بتضعيف ما اختاره الفضلاء، ويكفي لإبطال معتقدهم وإنكار مذهبهم ثبوتُ مخالفتهم للجم الغفير وعدم اعتدادهم بالمتفق عليه بين أمة الإسلام.
وعليه فالعبرة بما حققه أهل العلم المعتبرون في مثل إحياء الليالي المعظمة كليلة النصف من شعبان التي ورد في شأنها أحاديث كثيرة وهي وإن كانت في أفرادها ضعيفة سندا إلى أن مجموعها يدل على أن لها أصلا في الدين، ويرجح كونه من كلام النبوة، فإنه تقرر في علم المصطلح أن الحديث إذا تعددت طرقه قوى بعضها بعضا فصيرته إلى درجة الاعتبار إما بارتقائه إلى درجة الحسن لغيره إن كانت الأحاديث المقوي بعضها بعضا شديدة الضعف وإما إلى الصحيح لغيره إن كان فيها الحسن لذاته والضعيف المنجبر.
وهذا هو الواقع في أخبار ليلة النصف من شعبان، ولذلك صنف في فضلها عدد من المحدثين والفقهاء، كالحافظ ابن دحية الكلبي الأندلسي الذي ألف كتاب "ما جاء في شهر شعبان"، وكشيخ الإسلام ابن حجر الهيتمي الذي صنف "الإيضاح والبيان لما جاء في ليلة النصف من شعبان"، وكالعلامة الأجهوري الذي كتب أيضا في فضلها، وكالعلامة المحدث عبد الله ابن الصديق الغماري الذي جمع فيها رسالة نفيسة سماها "حسن البيان في ليلة النصف من شعبان" وهي أجمعها وأوعبها. وكلهم انتصروا إلى استحباب إحيائها للأدلة الآتية:
أولا: ما ورد في فضلها عموما: فعن أبي ثعلبة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، و يدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه"، رواه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وابن أبي شيبة في المصنف، والطبراني في الكبير والأوسط، وبنحوه في شعب الإيمان للبيهقي، قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.
وفي رواية وفي رواية عن أبي موسى:"إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن"، وقد ورد من طرق أخرى صحيحة أيضا.
وهذا يعني أن لها خصوصية دون غيرها من الليالي وميزة على سائر الأوقات، من حيث اطلاع الله تعالى على عباده كما يليق ليلتها بقدسه وذاته، مما يلزم المسلمين ويحفزهم على الاجتهاد في الطاعات والعبادات والاجتماع على مكارم الخيرات والصالحات، كما ثبت أنه ينزل في الثلث الأخير من الليل، فما أخبر عنه الشارع بذلك صلى الله عليه وآله وسلم إلا لأجل تحفيز أمته لتعر ض لنفحة القرب كما يليق تصورها بجلاله وعظمته. سواء فرادى أو مجتمعين.
ثانيا: ما ورد في إحيائها من أحاديث وإن كانت ضعيفة إلا أنها محمولة على القبول عند الأمة لورودها في فضائل الأعمال ولكثرة طرقها:
-منها ما رواه ابن ماجه في "سننه" عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".
-ومنها ما رواه البيهقي في "شعب الإيمان3 عن عائشة، قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع رأسه من السجود، وفرغ من صلاته قال: «يا عائشة أو يا حميراء ظننت أن النبي خاس بك؟» قلت: لا والله يا رسول الله ولكني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: «أتدرين أي ليلة هذه؟»، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم». قال الأزهري: «قوله قد خاس بك يقال للرجل إذا غدر بصاحبه فلم يؤته حقه قد خاس به،» قلت: هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلاء بن الحارث أخذه من مكحول والله أعلم.اهـ
وغير ذلك كثير، يثبت استحباب القيام فيها ولها بالنص الشرعي والهدي النبوي، وهو ما فعله الشيوخ واجتمعوا عليه مع مريديهم، وشاع وذاع بين المسلمين قرونا طويلة، حتى ظهرت نابتة الإنكار، وإنما أنكرت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وصحابته أجارنا الله.

ليلة النصف من شعبان
يتقرب المسلمون في كافة بقاع الأرض إلى الله سبحانه وتعالى في جميع الأوقات، لكن تعتبر المناسبات الدينية فرصة ثمينة يعيش خلال المسلمون في جميع أنحاء العالم اللحظات الروحانية المليئة بذكر الله سبحانه وتعالى، متذكرين فضائل هذه المناسبات في التقرب إلى الله تعالى، كما أنها تعتبر باباً يفتح خلاله الله لعباده فرصة لطاعته وطلب المغفرة منه.
ليله النصف من شعبان، أحد أهم الليالي العظيمة التي يحتفل بها المسلمين ويتقربون خلالها إلى الله سبحانه وتعالى، متذكرين فضلها العظيم، فما مناسبة ليلة النصف من شعبان، وما هي أحب الأدعية والعبادات فيها، وما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، كل ذلك ورد بالسنة النبوية الشريفة، بالأحاديث الصحيحة.
>> موعد ليلة النصف من شعبان:
ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي تسبق لليوم الـ15 من شعبان في كل عام هجري، وثبتت مناسبة ليلة النصف من شعبان بالأحاديث النبوية التي تحدثت عن أهميتها وفضائلها وطرق إحيائها.
تحمل ليلة النصف من شعبان عدداً من الأسماء التي أُخذت من فضلها وأهميتها، وأبرز الأسماء المتعارَف عليها لليلة النصف من شعبان: (ليلة البراءة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران، ليلة العتق من النيران، الليلة المباركة).
>> مناسبة ليلة النصف من شعبان:
ارتبطت مناسبة ليلة النصف من شعبان بتحويل القبلة، حيث فيها تم تغيير قبلة المسلمين من “بيت المقدس” الأقصى الشريف، إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وتم ذلك في ليلة النصف من شعبان، وحسبما ذكر عدد من المؤرخين كان ذلك في 623 نوفمبر.
حيث استجاب الله سبحانه وتعالى دعاء نبيه الكريم، بتحويل قبلة الصلاة من الأقصى إلى الحرم المكي، فأنزل سبحانه على محمد “صلَّ الله عليه وسلم” يبشره:
قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.. البقرة 144
>> فضائل ليلة النصف من شعبان:
جاء في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث نبوية عديدة، منها ما هو صحيحاً ومنها ما هو حسن، ومنها ضعيف، إلاّ أن كافة الأحاديث أجمعت على فضائل ليلة النصف من شعبان، بأنها ليلة استجابة الدعاء والغفران.
حيث ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم:
يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن
كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن الرسول صلَّ الله عيله وسلم قال:
إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب”.. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
هذا ومعنى نزول الله سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا، هو نزول رحمته ونوره على عباده في هذه الليله لاستجابة دعواتهم، وغفران ذلاتهم وأخطائهم، وقد ذُكِر شعر الكلب” في الحديث لأنه لم يكن عند العرب آنذاك أكثر منهم، ويدل ذلك على كثرة المغفرة.
>> أحب الأدعية والعبادات في ليلة النصف من شعبان وطرق إحيائها:
ورد عن فضل الدعاء في ليلة النصف من شعبان أحاديث كثيرة، فعن عائشة رضي الله عنها، بأن الرسول صلَّ الله عليه وسلم قال:
وللدعاء في هذه الليلة فضله، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
أتاني جبريل -عليه السلام- فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم بني كلب، لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن، ولا إلى قاطع رحم، ولا إلى مسبل، ولا إلى عاق لوالديه، ولا إلى مدمن خمر قالت: فسجد ليلاً طويلاً وسمعته يقول في سجوده: أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل وجهك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. قالت: فلما أصبح ذكرتهن له، فقال: يا عائشة تعلمتهن؟ فقلت: نعم فقال: تعلميهن وعلميهن، فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجودرواه البيهقي في شعب الإيمان..
ومن الأعمال المحببة إلى الله سبحانه وتعالى التي يتقرب خلالها المسلمين إلى الله، الصلاة وقيام الليل، وكثرة الدعاء، والعفو عن الناس.
>> حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان:
ورد عن دار الإفتاء المصرية بأن الأحاديث الواردة عن النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم، تشير إلى الترغيب بإحياء هذه الليلة، مستندة بقوله عليه الصلاة والسلام:
«إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلاَ مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلاَ كَذَا أَلاَ كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»، أخرجه ابن ماجه.
فضائل شهر رمضان الكريم:
خطبة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في استقبال شهر رمضان المبارك 
عن الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أ نّه قال أن رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خطبنا ذات يوم فقال :
" أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب.
فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فانَّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلُّ الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم. وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فانّها أفضل السّاعات ينظر الله عزَّوجلَّ فيها بالرَّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيّهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيّها النّاس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أنَّ الله تعالى ذكره أقسم بعزَّته أن لا يعذِّب المصلّين والسّاجدين، وأن لا يروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين.
أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه، قيل يا رسول الله! وليس كلّنا يقدر على ذلك، فقال عليه السّلام اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.
أيُّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه، خفّف الله عليه حسابه، وكفَّ فيه شرَّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رَحِمَه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رَحِمَه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوَّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النّار، ومن أدَّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور، ومن أكثر فيه من الصّلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور.
أيُّها الناس إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة، فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلّقة فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام فقمت فقلت يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزَّوجلَّ. ثمَّ بكى فقلت يا رسول الله! ما يبكيك ؟ فقال يا عليُّ أبكي لما يستحلُّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوَّلين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضّب منها لحيتك.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت يا رسول الله! وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال صلى الله عليه وآله في سلامة من دينك. ثمَّ قال يا عليُّ! من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنَّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك واصطفاني وإيّاك، واختارني للنبوَّة، واختارك للإمامة، ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.
يا عليُّ أنت وصيّي، وأبو ولدي، وزوج ابنتي، وخليفتي على اُمتي في حياتي وبعد موتي؛ أمرك أمري، ونهيك نهيي، اُقسم بالّذي بعثني بالنبوَّة، وجعلني خير البريّة، إنّك لحجّة الله على خلقه، وأمينه على سرّه، وخليفته على عباده.

بيان بعض مميزات الشهر من خلال الخطبة :-
· أفضل الشهور: ففيه أُنزِل القرآن، و فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
· دعيتم فيه لضيافة الله: إذا زار أحدنا شخصاً كريماً فإنه يكرمه، وها هو الله يستضيفنا على مائدته فكيف لايكرمنا؟! و المقصود بالمائدة هنا ليست المائدة المادية بل المادة الروحية أي من غفران الذنوب و إستجابت الدعاء. 
· أنفاسكم فيه تسبيح: أي أن الإنسان إذا كان يتنفس فتنفسه يعتبر تسبيح إن لم يكن يفعل معصيه، بينما في بقية الشهور فإذا كان الإنسان يتنفس بلا معصيه فلا يحسب له الأجر و الثواب.
· نومكم فيه عباده: الإنسان أثناء نومه و هو يكف أذاه عن الآخرين ولا يعمل معصيه يعتبر ذلك ثواب له و هو عبادة في هذا الشهر.
· دعاؤكم فيه مستجاب: ولا نعني بذلك بأن دعاؤكم في غيره غير مستجاب لكن في شهر رمضان تخفيف فيه القيود التي تحول دون استجابة الدعاء، ومن مصاديق ذلك في دعاء كميل بن زياد (اللهم إغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء).
· أبواب الجنان مفتوحه: و هذه بشارة، و يعتبر من يموت في هذه الشهر من الناس الذين وفقوا في وفاتهم.
· أبواب النيران مغلقه: ولا يعني ذلك أن نكثر من المعاصي، لكن يجب علينا تجنبها.
· الشياطين مغلوله: أي أن عقبات الشياطين الخارجيه تخف و تكاد تنعدم، فيجب على الإنسان أن لا يحفز شيطانه الخاص، والمعنى العام للشياطين مغلوله هو أن الإنسان يميل في هذا الشهر للعباداة و قراءة القرآن.

بيان بعض الأعمال الواردة في الخطبة :-
· تذكر جوع و عطش يوم القيامة: فالإنسان إذا جاع و عطش، و تذكر بأن في يوم القيامة يوم تجمع الخلائق و بكونون عطاشى و جواعا، ليس هناك مفر إلا إلى الكوثر، ولا يشرب من الكوثر إلا من كان مؤمناً.
· التصدق: يندب في هذا الشهر الإكثار من الصدقات على الفقراء و المساكين.
· توقير الكبار و رحمة الصغار.
· صلة الأرحام: من وصل في هذا الشهر رحمه، وصله الله برجمته يوم يلقاه.
· حفظ اللسان: فعلى الإنسان أن يفكر في ما سيقول قبل أن يقول.
· غض البصر و السمع: و هذا مورد إبتلاء لغالبية الناس، فتحول شهر العبادة والطاعات وشهر الصيام إلى شهر المسلسلات والأفلام والسهرات والطرب، فعلى الإنسان أن يستثمر هذا الشهر و يغض بصره عما لا يجب أن يراه، و لا يسمع ما يجب أن لا يُسمع.
· التحنن على اليتيم.
· التوبة: يجب أن يتوب الإنسان إلى الله من ذنوبه.
· رفع اليدين بالدعاء: في وقت الصلاة و غيرها من الأوقات.
· الإستغفار: أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها بالإستغفار.
· طول السجود: وظهوركم مثقله من أوزاركم فخففوها بطول سجودكم.
· تفطير الصائم: فمن أفطر منكم صائماً مؤمناً كان له بذلك عند الله عتق رقبه و مغفره لما مضى من ذنوبه.
· تحسين الخلق: و من حسن في هذا الشهرخلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل الأقدام.
· التخفيف على من هم في اليمين: فمن خفف عن من في يمينه خفف الله عليه حسابه، فصحيح قد لا يملك الناس في وقتنا الحاضر العبيد و الرقيق و كل من هم في اليمين، لكن هناك من هم بمنزلتهم أي الخدم و السائقين و الطباخين، فعلينا أن نخفف عنهم الإزر أو حتى مساعدتهم على أقل التقادير، لا زيادة العبئ عليهم.
· التطوع بالصلاة: و من تطوع بصلاة كتب الله له براءة من النار
· الإكثار من الصلاة على النبي و آله: و من أكثر فيه من الصلاة علي أثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين.
 
· تلاوة القرآن: من تلا فيه آيه من القرآن كن له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
· الورع عن محارم الله: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل، ثم بكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: يا علي مما يُستحلُ منك في هذا الشهر كأني بك و أنت تصلي لربك، وقد إنبعث أشقى الأولين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود، فيضربك ضربةً على قرنك تخضب بها لحيتك.


فضائل شهر رمضان
أحمد فريد

قال الله عز وجل:  شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون  [البقرة:185].
يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة.
يا من دامت خسارته، قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.
من لم يربح في هذا الشهر، ففي أي وقت يربح.
من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح.
عباد الله هبت على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب، سعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح، وصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، والمستوجبين النار بالعتق .
لما سلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام، انعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل ،فلم يبق للعاصي عذر، يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، ويا عيون المجتهدين لا تهجعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس اقلعي، يا خواطر العارفين ارتعي، يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي، قد مدت في هذه الأيام، موائد الإنعام للصوام، فما منكم إلا من دعى:  يا قومنا أجيبوا داعي الله  [الأحقاف:31].
فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب وما دعى.
قال المعلّى بن الفضل: كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم.
وقال يحي بن أبي كثير: كان من دعائهم اللهم سلمني إلى رمضان، وتسلمه مني متقبلا .
وروى البخاري عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: ((إذا جاء رمضان فتّحت أبواب الجنة ))([1]).
وله عنه قال: قال رسول الله : ((إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين ))([2]) وفي رواية عند مسلم ((فتحت أبواب الرحمة)).
قال عياض: يحتمل أنه على ظاهره، وحقيقته أن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر، وتعظيم حرمته، ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين.
قال: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار، وتصفيد الشياطين عبارة عن إعجازهم عن الإغواء وتزيين الشهوات.
وهذا الشهر عباد الله مدرسة ربانية رحمانية تفتح أبوابها كل سنة شهرا كاملا يتدرب فيه العباد على طاعة الله عز وجل والإمساك عن معاصيه، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقة والعمرة وسائر الطاعات .
روى البخاري وغيره عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : قال الله: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ))([3]).
والصيام في اللغة هو الإمساك، وفي الشرع إمساك مخصوص في زمن مخصوص بشرائط مخصوصة، فهو إمساك المكلف بالنية عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر إلى المغرب.
وفي التقرب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد:
منها كسر النفس، فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة.
ومنها تخلي القلب للفكر والذكر، فإن تناول هذه الشهوات قد يقسي القلب ويعميه، وخلو البطن من الطعام والشراب، ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته ويخليه للفكر والذكر.
ومنها أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بامتناعه عن هذه الشهوات في وقت مخصوص، وحصول المشقة له بذلك بتذكر من منع من ذلك على الإطلاق فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى، ويدعوه إلى رحمة أخيه المحتاج ومواساته بما يمكن من ذلك.
ومنها أن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر سورة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي  الصوم وجاءً؛ لقطعه عن شهوة النكاح.
ولا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك الشهوات المباحة في غير حالة الصيام، إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال، من الكذب والظلم والاعتداء على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبي : ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ))([4]).
قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام.
وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
وكان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا.
والصائمون على طبقتين: أحدهما من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح، فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ونساء، قال الله تعالى:  كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية  [الحاقة:24].
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين .
وفي الصحيحين عن النبي  قال: ((إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم))([5]). وفي رواية: ((فإذا دخلوا أغلق)) وفي رواية: ((من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا)).
والطبقة الثانية من الصائمين من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته .
أهل الخصوص من الصوام صومهم               صون اللسان عن البهتان والكذب 
والعارفون وأهل الأنس صومهــــــم               صون القلوب عن الأغيار والحجب
العارفون لا يسليهم عن رؤية مولاهم قصر، ولا يرويهم دون مشاهدته نهر هممهم أجلّ من ذلك .
من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة، ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه  من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت  [العنكبوت:5].
وقوله عز وجل في الحديث القدسي: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)) معناه أن الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافا كثيرة، بغير حصر عدد فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى:  إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب  [الزمر:10].
وقيل الحكمة في إضافة الصيام إلى الله عز وجل، أن الصيام هو ترك حظوظ النفوس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها، من الطعام والشراب والنكاح، ولا يوجد ذلك في غيره من العبادات.
قال بعض السلف: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، وقيل: لأن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره، لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله، وترك لتناول الشهوات التي يستخفي بتناولها دائما، ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة، والله عز وجل يحب من عباده أن يعاملوه سرا.
وشهر رمضان له خصوصية بالقران كما قال الله تعالى:  شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن [البقرة:185].
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما أنه أنزل جملة واحدة من اللوح الحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر ويشهد لذلك قوله تعالى:  إنا أنزلناه في ليلة القدر  [القدر:1].
كان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام، قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
والشهر عباد الله مجاهدة بالليل والنهار، فكما أن العبد يجاهد نفسه بالصيام ويلزمها بأخلاق الصائمين، يجاهد نفسه كذلك بالقيام تشبها بالصالحين. قال رسول الله : ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))([6]).
وكان عمر  قد أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يؤما بالناس في شهر رمضان، فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة، حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وما كانوا ينصرفون إلا قرب الفجر.
والشهر كذلك عباد الله تدريب على الإنفاق وكثرة الجود، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي  أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله  حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ([7]).
فقد كان النبي  أجود الناس وكان جوده لله وفي ابتغاء مرضاته، وكان جوده  يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضا، فإن الله جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة، وكان على ذلك من قبل البعثة.
ثم كان بعد الرسالة جوده في رمضان أضعاف ما كان قبل ذلك، فإنه كان يلتقي هو وجبريل عليه السلام، ويدارسه الكتاب الذي جاء به إليه، وهو أشرف الكتب وأفضلها، وهو يحث على الإحسان ومكارم الأخلاق، فلهذا كان يتضاعف جوده وإفضاله في هذا الشهر لقرب عهده بمخالطة جبريل عليه السلام وكثرة مدارسته له هذا الكتاب الكريم الذي يحث على المكارم والجود.
وفي تضاعف جوده  في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:
منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، فإن العمل يشرف ويزداد ثوابه لشرف الزمان، أو المكان، أو لشرف العامل وكثرة تقواه.
ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا.
ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء.
كما قال : ((إنما يرحم الله من عباده الرحماء)) ([8]).
فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل والجزاء من جنس العمل.
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة  عن النبي أنه قال: ((من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم الجنازة ؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تصدق بصدقة ؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عاد منكم مريضا ؟ قال أبو بكر: أنا، قال: ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة ))([9]).
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا، واتقاء جهنم والمباعدة عنها، وقد قال :((الصيام جنة))([10]). وقال : ((الصدقة تطفئ الخطيئة))([11]).
قال أبو الدرداء: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير.
ومنها: أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
ومنها: ما قاله الشافعي رحمه الله: أَحِبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان، اقتداء برسول الله ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم عن مكاسبهم، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا.
اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وحاضرنا وغائبنا.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

([1])البخاري (4/112) الصوم : هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومسلم (7/87) أول كتاب الصوم رقم     (1898).
([2])البخاري (4/112) الصوم ، رقم 1899.
([3])البخاري (4/103) الصوم : باب فضل الصوم ومسلم (8/32) في الصيام : باب فضل الصيام.
([4])رواه البخاري (4/16) في الصوم : باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم وفي الأدب باب قول الله تعالى: واجتنبوا قول الزور  ورواه أبو داود (6/488) في الصوم ك باب الغيبة والترمذي (3/226) باب ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم .
([5])البخاري (4/111) في الصوم : باب الريان للصائمين ومسلم (8/32) في الصيام : باب فضل الصيام.
([6])رواه البخاري (4/250) التراويح : باب فضل من قام رمضان.
([7])رواه البخاري (4/116) الصوم : باب أجود ما كان النبي  يكون في رمضان ، ومسلم (15/68،69) الفضائل : جوده .
([8])رواه الطبراني في الكبير عن جرير. وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 317، (2/293).
([9])أخرجه مسلم في صحيحه (3/92) ، (7/110) والبخاري في الأدب المفرد (75)  أحكام الجنائز 69.
([10])رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة وتقدم تخريجه .
([11])لم أقف على لفظه وقد روى الترمذي عنه e ((إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء)) وحسنه الترمذي ولكن ضعفه الألباني في الإرواء حديث 885 (3/390) وذكره الألباني في الصحيحة رقم 1908(4/535) لفظ ((صدقة السر تطفئ غضب الرب)) وقال حفظه الله بعد أن ذكر طرق الحديث : وجملة القول أن الحديث بجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب بل يلحق بالمتواتر عند بعض المحدثين المتأخرين.

أفضل الأيام والشهور عند الله:
ومن هذا تفضيله بعض الأيام والشهور على بعض ، فخير الأيام عند الله يوم النحر ، وهو يوم الحج الأكبر ، كما في " السنن " عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أفضل [ ص: 55 ] الأيام عند الله يوم النحر ، ) . وقيل : يوم عرفة أفضل منه ، وهذا هو المعروف عند أصحابالشافعي ، قالوا : لأنه يوم الحج الأكبر ، وصيامه يكفر سنتين ، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة ؛ ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده ، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف . والصواب القول الأول ؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء يقاومه ، والصواب أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر ؛ لقوله تعالى : ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) [ التوبة : 3 ] ، وثبت في " الصحيحين " أنأبا بكر وعليا رضي الله عنهما أذنا بذلك يوم النحر ، لا يوم عرفة . وفي " سنن أبي داود " بأصح إسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يوم [ ص: 56 ] الحج الأكبر يوم النحر ) ، وكذلك قال أبو هريرة ، وجماعة من الصحابة ، ويوم عرفة مقدمة ليوم النحر بين يديه ، فإن فيه يكون الوقوف والتضرع والتوبة والابتهال والاستقالة ، ثم يوم النحر تكون الوفادة والزيارة ، ولهذا سمي طوافه طواف الزيارة ؛ لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة ، ثم أذن لهم ربهم يوم النحر في زيارته ، والدخول عليه إلى بيته ، ولهذا كان فيه ذبح القرابين ، وحلق الرءوس ، ورمي الجمار ، ومعظم أفعال الحج ، وعمل يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم . وكذلك تفضيل عشر ذي الحجة على غيره من الأيام ، فإن أيامه أفضل الأيام عند الله ، وقد ثبت في " صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) ، وهي الأيام العشر التي أقسم الله بها في كتابه بقوله :
 ( والفجر وليال عشر ) [ الفجر : 1 - 2 ] ولهذا يستحب فيها الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فأكثروا فيهن من [ ص: 57 ] التكبير والتهليل والتحميد ) ، ونسبتها إلى الأيام كنسبة مواضع المناسك في سائر البقاع . 
ومن ذلك 
تفضيل شهر رمضان على سائر الشهور ، وتفضيل عشره الأخير على سائر الليالي ، وتفضيل ليلة القدر على ألف شهر . 
فإن قلت : أي العشرين أفضل ؟ عشر ذي الحجة ، أو العشر الأخير من رمضان ؟ 

وأي الليلتين أفضل ؟ ليلة القدر ، أو ليلة الإسراء ؟ 
قلت : أما السؤال الأول فالصواب فيه أن يقال : 
ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان ، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر ، وهي من الليالي ، وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه ، إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية .
وأما السؤال الثاني ، فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل قال : 
ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر ، وقال آخر : بل ليلة القدر أفضل فأيهما المصيب ؟ .
فأجاب : الحمد لله ، أما القائل بأن ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر ، فإن أراد به أن تكون الليلة التي أسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ونظائرها من كل عام أفضل لأمة 
محمد صلى الله عليه وسلم من ليلة القدر بحيث يكون قيامها والدعاء فيها أفضل [ ص: 58 ] منه في ليلة القدر ، فهذا باطل لم يقله أحد من المسلمين ، وهو معلوم الفساد بالاطراد من دين الإسلام . هذا إذا كانت ليلة الإسراء تعرف عينها ، فكيف ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها ، بل نقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به ، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره ، بخلاف ليلة القدر ، فإنه قد ثبت في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) وفي " الصحيحين " عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقد أخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر ، وأنه أنزل فيها القرآن .
وإن أراد أن الليلة المعينة التي أسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم وحصل له فيها ما لم يحصل له في غيرها من غير أن يشرع تخصيصها بقيام ولا عبادة ، فهذا صحيح ، وليس إذا أعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فضيلة في مكان أو زمان يجب أن يكون ذلك الزمان والمكان أفضل من جميع الأمكنة والأزمنة . هذا إذا قدر أنه قام دليل على أن إنعام الله تعالى على نبيه ليلة الإسراء كان أعظم من إنعامه عليه بإنزال القرآن ليلة القدر وغير ذلك من النعم التي أنعم عليه بها .
والكلام في مثل هذا يحتاج إلى علم بحقائق الأمور ، ومقادير النعم التي لا تعرف إلا بوحي ، ولا يجوز لأحد أن يتكلم فيها بلا علم ، ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها ، لا سيما 
[ ص: 59 ] على ليلة القدر ، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولايذكرونها ، ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت ، وإن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك الزمان ولا ذلك المكان بعبادة شرعية ، بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصده هو ولا أحد من أصحابه بعد النبوة مدة مقامه بمكة ، ولا خص اليوم الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرها ، ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا الزمان بشيء ، ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات ، كيوم الميلاد ، ويوم التعميد ، وغير ذلك من أحواله . وقد ( رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعة يتبادرون مكانا يصلون فيه ، فقال : ما هذا ؟ ، قالوا : مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد ؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، فمن أدركته فيه الصلاة فليصل ، وإلا فليمض ) .
وقد قال بعض الناس : إن ليلة الإسراء في حق النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من ليلة القدر ، وليلة القدر بالنسبة إلى الأمة أفضل من ليلة الإسراء ، فهذه الليلة في حق الأمة أفضل لهم ، وليلة الإسراء في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل له .
فإن قيل : فأيهما أفضل : 
يوم الجمعة ، أو يوم عرفة ؟ فقد روى ابن حبان في " صحيحه " من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة ) وفيه أيضا حديث أوس بن أوس
 ( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ) . 
                                         *************منقول*************
 أفضل الايام:
إن رحمة الله بالمؤمنين وحكمته اقتضت تفضيل بعض الأيام والليالي والشهور على بعض ومن حكمته تعالى أن جعل لنا مواسم للخيرات، ننهض فيها إلى الطاعات ونتسابق فيها إلى الجنان، فالفائز هو من ينتهز هذه الفرص ويغتنمها للفوز بالجنان ولقد كرم الله هذه الأمة بيوم الجمعة بعد أن أضل عنه اليهود والنصارى، قال عليه الصلاة والسلام : { أضلَّ الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم لنا تبعُ يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق } [ رواه مسلم ].
ويوم الجمعة هو اليوم الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة } [ رواه مسلم ]. قال ابن القيم في زاد المعاد : ( وكان من هديه تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختصُ بها عن غيره )
وقد عد ابن القيم أكثر من ثلاثين مزية وفضل لهذا اليوم، ومن تلك الخصائص والفضائل :-
1. أنه يوم عيد متكرر : فيحرم صومه منفرداً، مخالفة لليهود والنصارى، وليتقوى العبد على الطاعات الخاصة به من صلاة ودعاء وغيرها .
2. أنه يوم المزيد، يتجلى الله فيه للمؤمنين في الجنة، قال تعالى
: ( وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) [ ق : 35 ] قال أنس رضي الله عنه : ( يتجلى لهم في كل جمعة ).
3. أنه خير الأيام قال عليه الصلاة والسلام : { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة } [ رواه مسلم ].
4. فيه ساعة الإجابة : قال عليه الصلاة والسلام : { فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يُصلي يسأل الله – تعالى – شيئاً إلا أعطاه إياه } وأشار بيده يُقلِّلها . [ رواه البخاري ومسلم ].
5. فضل الأعمال الصالحة فيه : قال عليه الصلاة والسلام : { خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة : من عاد مريضاً، وشهد جنازة، وصام يوماً، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة } [ صححة الألباني في السلسلة الصحيحة رقم : 1033 ]، والمراد : أن صيامه وافق يوم الجمعة بدون قصد .
6. أنه يوم تقوم فيه الساعة : لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : { ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة } [ رواه مسلم ].
7. أنه يوم تُكفر فيه السيئات : فعن سلمان قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : { لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طُهر، ويَدّهِنُ من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى } [ رواه البخاري ].
8. أن للماشي إلى الجمعة أجر عظيم : قال عليه الصلاة والسلام : { من غسَّل يوم الجمعة واغتسل ثم بكّر وابتكر ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها } [ رواه أبو داود ].
9. الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما وزيادة ثلاثة أيام : قال عليه الصلاة والسلام : { من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام } [ رواه مسلم ].
10. أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة لقوله صلى الله عليه وسلم : { من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِيَ فتنة القبر } [ رواه أحمد ].
11. أن الصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام، قال ابن القيم : والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور ثم قال : وشاهدتُ شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سراً .
أما بالنسبة لأفضلية يوم الجمعة مع أيام العام الأخرى فلا خلاف بين العلماء أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وأنه خير يوم طلعت فيه الشمس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال : ” خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق أدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة “.
وحكى ابن القيم خلاف العلماء في المفاضلة بين يوم الجمعة ويوم عرفة، حيث قال : فإن قيل : فأيهما أفضل : يوم الجمعة أو يوم عرفة ؟ فقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة “، وفيه أيضاً حديث أوس بن أوس : ” خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة “. قيل : ذهب بعض العلماء إلى تفضيل يوم الجمعة على يوم عرفة، محتجاً بهذا الحديث، وحكى القاضي أبو يعلى رواية أحمد أن ليلة الجمعة أفضل من ليلة القدر .
والصواب أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم عرفة ويوم النحر أفضل أيام العام، وكذلك ليلة القدر وليلة الجمعة، ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزية علي سائر الأيام من وجوه متعددة “.
وفي المسند من حديث أبي لبابة بن عبدالمنذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” سيد الأيام يوم الجمعة، وأعظمها عند الله، وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خصال : خلق فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله عز وجل آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلا آتاه الله إياه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا أرض ولا رياح ولا بًحْر ولا جبال ولا شجر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة “.
لذا، ادخَّر الله هذا اليوم لهذه الأمة وخصها به، وأضل عنه اليهود والنصارى، فعن عائشة رضى الله عنها قالت : بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال : السَّام عَليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك قالت : فهممت أن أتكلم قالت : ثم دخل الثانية، فقال مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك، قالت : فهمت أن أتكلم، ثم دخل الثالثة، فقال : السَّام عليكم قالت : فقلت : بل السام عليكم، وغضب الله، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله بما لم يُحيَّه به الله عز و جل ؟ !!! قالت : فنظر إليَّ فقال : مَهْ !!! إن الله لا يُحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولاً فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيئاً، ولزمهم إلي يوم القيامة، إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على الجمعة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها “.
هذا فضل الجمعة التي غفل عنها الكثير منا فاستغل اخي المسلم وأختي المسلمة ما أمامك من أيام جُمع قادمة قبل أن تندم على ما ضيعت وفرطت . 
 يوم الجمعة فضائله واّدابه واّحكامه  :-
فضل قراءة سورة الكهف في يم الجمعة لحديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين } ( الحاكم والبيهقي وصححه الألباني )
الجمعة أحكام وآداب :-
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على أبواب المسجد، فيكتبون الأول فالأول، فمثل المهجر إلى الجمعة كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي كبشاً، ثم كالذي يهدي دجاجة، ثم كالذي يهدي بيضة، فإذا خرج الإمام وقعد على المنبر، طووا صحفهم وجلسوا يسمعون الذكر } [ متفق عليه ].
في يوم الجمعة ساعة استجابة :-
إن فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه – وقال بيده يقللها } { متفق عليه }
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي بينهم قبل الخلائق } [ مسلم ].
من فضائل يوم الجمعة :-
1- أنه خير الأيام فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة } [ مسلم ].
2- تضمنه لصلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الاسلام ومن أعظم مجامع المسلمين .
3- أن فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء .
4- أن الصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام .
5- أنه يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة .
6- أنه يوم عيد متكرر كل أسبوع .
7- أنه يوم تكفر فيه السيئات .
8- أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها .
9- أن جهنم تسجر – أي تحمى – كل يوم من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة، وذلك تشريفاً لهذا اليوم العظيم .
10- أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفى فيها من فتنة القبر .
الجمعة أحكام وآداب :-
أخي المسلم : يجب على كل مسلم أن يعظم هذا اليوم ويغتنم فضائله وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات والعبادات، فإن للجمعة أحكاماً وآداباً ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم قال ابن القيم 
: ( وكان من هديه تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء 

هل هو أفضل أم يوم عرفة ) [ زاد المعاد : 1/375 ].
1- يستحب أن يقرأ الأمام في فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان كاملتين .
2- ويستحب أن يكثر الإنسان في هذا اليوم من الصلاة على النبي .
3- صلاة الجمعة فرض على كل ذكر حر مكلف مسلم مستوطن ببناء .
4- الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
5- التطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب من آداب المسلم في يوم الجمعة .
6- ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة .
7- ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام .
8- ويجب الانصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها .
9- ويستحب قرآءة سورة الكهف في يوم الجمعة لحديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : { من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين } [ الحاكم والبيهقي وصححه الألباني ].
10- ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام لحديث أبي هريرة رضي الله عنه .
11- أما سنة الجمعة فقد ورد أن النبي كان يصلي بعد الجمعة ركعتين .
12- وإذا دخل المسلم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس .
13- ويستحب أن يقرأ الامام في صلاة الجمعة بسورتي : الجمعة والمنافقون .
أخطاء المصلين :-

1- ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها .
2- عدم استحضار بعض الناس للنية في اتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة .
3- السهر ليلة الجمعة إلى ساعات متأخرة من الليل مما يؤدي إلى النوم عن صلاة الفجر .
4- التهاون في حضور خطبة الجمعة .
5- ترك غسل الجمعة والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب .
6- البيع والشراء بعد آذان الجمعة .
7- جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية .
8- تخطي الرقاب والتفريق بين اثنين وايذاء الجالسين .
9- الإنشغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب .
10- الخروج من المسجد بعد الآذان لغير عذر .
11- كثرة الحركة أثناء الصلاة وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والمرور بين يدي المصلين والتدافع على الأبواب دون الأتيان بالأذكار المشروعة بعد الصلاة .

*************منقول*************




ليست هناك تعليقات: