واجهة مدونة الاحسان

***الأسماء الحسنى***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم***"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات ...وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) ***سورة الاعراف*** الله *** الرحمن*** الرحيم *** الملك*** القدوس*** السلام *** المؤمن*** المهيمن *** العزيز*** الجبار *** المتكبر*** الخالق**** البارئ*** المصور *** الغفار *** القهار*** الوهاب *** الرزاق *** الفتاح *** العليم *** القابض *** الباسط *** الخافض*** الرافع *** المعز*** المذل *** السميع*** البصير*** الحكم *** العدل*** اللطيف *** الخبير*** الحليم *** العظيم *** الغفور*** الشكور *** العلى*** الكبير*** الحفيظ*** المقيت*** الحسيب*** الجليل*** الكريم *** الرقيب*** المجيب *** الواسع *** الحكيم*** الودود*** المجيد*** الباعث *** الشهيد *** الحق*** الوكيل*** القوى*** المتين *** الولي*** الحميد*** المحصى *** المبدئ *** المعيد*** المحيي*** المميت*** الحي*** القيوم*** الواجد *** الماجد*** الواحد*** الصمد*** القادر*** المقتدر*** المقدم*** المؤخر*** الأول*** الأخر *** الظاهر*** الباطن*** الوالي*** المتعالي*** البر*** التواب*** المنتقم*** الغفور *** الرؤوف *** مالك الملك ذو الجلال و الإكرام *** المقسط *** الجامع *** الغنى*** المغنى *** المانع*** الضار*** النافع*** النور *** الهادي *** البديع *** الباقي*** الوارث *** الرشيد*** الصبور*** " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)سورة الشورى"*** "الله لااله الا هو العزيز الحكيم"**** " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) سورة الحشر الاسماء السبعة*** لاإله الاالله*** الله***هو***حق*** حي***قيوم***قهار***
***أذكار الطريقة الرحمانية/خنقة سيدي ناجي/ ولاية بسكرة/الجزائر***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم *** زاوية الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه *** خنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة الجزائر ......الطريقة الرحمانية بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات...المعقبات بعد الصلوات الخمس ...استغفر الله العظيم الذي لااله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه ونسأله التوبةوالمغفرة...اللهم صل وسلم على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم عليه(03 مرات)ثم تقرأ آية الكرسي ... ثم تذكر سبحان الله ( 33 مرة)والحمد لله( 33 مرة ) والله أكبر (33 مرة)...لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ...اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم(09 مرات*** وفي العاشرة تقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك وصل وسلم على جميع الا نبياء والمرسلين وارضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين.)ثم تختم بقراءة سورة الفاتحة *** -الميثاق اليومي - *** بعد صلاة الصبح والعصر...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..... بسم الله الرحمن الرحيم...قراءة الفاتحة وسورة الاخلاص 03مرات وسورة الفلق وسورة الناس ...الصلاةوالسلام عليك يانبي الله...الصلاةوالسلام عليك يارسول الله...الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ...فأعلم أنه لااله الا الله ...ثم تذكر...لااله الاالله(300مرة-100بالمدالطويل100بالمد المتوسط100بالمدالسريع)...الله(66 مرة)...ثم تقول ...أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله 03مرات وفي تمام الثالثة تقول إلها واحدا وربا شاهدا ونحن له مسلمون... بعد صلاة الصبح والعصر ثم تقرأ الدعاء...ثبتنا يارب بقولها... وانفعنا يارب بفضلها ...واجعلنا من اخيار اهلها، ...يامن لا مثل له... في الذات والصفاة...إغفر لنا ما مضي... وأصلح لنا ما ياتي،...بجاه محمد... صاحب الشفاعة ...يامن له هذا الملك ...وله الملك الباقي ،...لاتجعل فينا محروما... يارب ولا شقي...بجاه محمد... السابق اللاحق ...مولانا مولانا... يا سامع دعانا ...بجاه محمد ...لاتـقطـع رجـا نــا...رب أحينا سعداء...وأمتنا شهداء ،...ولا تخالف بنا... عن طريقة الهدى... بفظلك يالله... والنبيء محمدا...آمين آمين آمين يارب العالمين(03 مرات)......ثم تقرأ- دعاء غنية الفقير - للشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه ...الصلاةوالسلام عليك يانبي الله...الصلاة والسلام عليك يارسول الله...الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله... ثم الصلاة الكاملة...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صـلاة أهل السموات والارضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين ( 03 مرات ) ثم تختم بقراءة الفاتحة*** نبغي للشخص ان يصلى على سيدنا محمد ﷺ عقب الصلوات الخمس وفي سائر الاوقات ان اراد الفتح والقربات لرؤيته عليه الصلا ة والسلا م من 1000 فمافوق وأن تكون بأكمل الحالات، متطهرا متوضئا مستقبل القبلة، متفكرا في ذاته السنية، لأجل بلوغ النوال والأمنية، وأن يرتل الحروف، وأن لا يعجل في الكلمات، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: إذا صليتم علي فأحسنوا الصلاة علي، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض علي.***وفي الطريق الرحمانية *** تقرأ كتاب دلائل الخيرات ومن صلاة عصر يوم الخميس تكثر من الصلا ة على سيدنا محمد ﷺ( اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه)الى غاية عصر يوم الجمعة*** صلاة الأمية - 80 مرة - *** بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب... الصلاة والسلام عليك يانبي الله... الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله... اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما وتصلي على سيدنا محمد 80مرة - صلاة الامية - ... اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم... وعند تمام 80 تقول ...اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماوصل وسلم وبارك على جميع الا نبياء والمرسلين وارضى عن الصحابة اجمعين وعن التابعين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين *** اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرحمة.اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون. "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)" سورة الصافات..... ***دعاء غنية الفقير للشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه***
*** أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم***"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب الصلاة والسلام عليك يانبي الله الصلاة والسلام عليك يا رسول الله الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين. الحمدلله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات... دعاء غنية الفقير للشيخ سيدي عبد الحـفـيـظ بن محمـد بن احمـــد الخنقي رضـي الله عـنـه ***** بإسمك يا الله رب ابتديـــت *** عـلى النبي محـمـد صلـيــــت*** ثم السـلام مستمرا دائمـــــــــا *** على الحبيب المصطفى مـعظــــمــــا*** الله يارحــــمان يــــــا رؤوف *** ألطـف بعبدك المسئ الـضعـيـف*** وجد عليه ثـــــم تب تكرمــا *** وأرحمه إنــــــك رحـــــيم الرحـمــــا*** يــاربنا ياسامــــــع الأصـوات *** أسبل علينا الستـر فيمـــا يـأتـي*** وأحجب علينا صولة الظـلام *** وأكفنا شر الحــــــــاسد المـــثـــــام*** وأجعل مكائدهم في نحورهـم *** وأكفنا يامولانا مــن شـــــرورهـم*** وأدخلنا فـــي حصنك المنـيع *** وأكـنـفـنا بكـنـفـك المــــــريـــــــــع*** اللـه يا اللـه يـا مـــجـيـــــب *** أجب دعاء المظطر يـــــا قـريـــب*** وأحـفـظ صدورنـا من الخـنـاس*** و ولــــــــي أمرنا على الأنفــاس*** ولا تكلنا قــط لأ نفوســــنـــــا *** طرفــــــــــة عين أو أقل مــولانــا*** لأننا نحن عبيد ضعـــــفـــــــاء *** وأنت ارحــم الـــــراحمين رؤوفـــــا*** ياربنا يـا واسـع الغـفــــــــــران *** أنت الـــــــــكريم مالك الإحسـان*** أعل بنا على أمــــــرالمعـــا نــــد *** مــــــــــن هو لإخواننــا ذوحســد*** ولا تولي أمــــــــــــره عليـــنــــا *** بـــــــــل رده عليه لا إليــــــــــنــــا*** ياحي يا قيوم يا جبــــــــــــار *** أقهــــــــر أعداء نـا أيـا قــــهــــــار*** وأجعل عنادهم عليهم حـــسرة *** وزد نـــــا به في الإيــمان قــــــــوة*** وول أمــرهم عليهم ندمـــــــــا *** حـتى يكـــــــاد يـبرز لهم عـــــمـــا*** وأسجن شيطــــانهم ولا تــولــه *** على الإخوان وأكفنا من غـلـه*** وأقهر علينا كــل جبار عـــنيد *** مهمـــــا أراد نـــــــا بـشــــر قـيــــد*** ثقف لسانـــــه عند المقـــــال *** وكــــف يــــــده عند التعــــــــا لي*** يــا بر يــــا رحـيم يـــا وهـــاب *** هب لعـبيدك دعـــــــاء يـجـــــاب*** وهب لــــنا علما وحكمة مـــــعـــا *** يكن لـنا في الحال معا مـســرعـــــا*** ولا تحجب علينا سـر الحـكـــــم *** وأجعـله صـحـــوا لأبصـــارنــا يــم*** وأفجي سحاب مشـكـــلات بصــري*** حتى نشاهد شمــــوس حـاضـــري*** وأعـطنـــــــا مــــن فضلك العميم *** وأسقنا من سرك الـــــــــعـظـــــيم*** الله يــــــا فـــــتاح يــــــــا رزاق *** أرزق عبيدك رزقـا يســـــــاق*** وأفتح لــــه في الرزق ما يشـــــاء *** رزق الأشـباح عـنده ســـــــــواء*** مدارنا عـــــــــلى رزق الأرواح *** به الـتـنـعـم والعــيـش الصــــــاحـــي*** يا فوز مـــــــــن عاش به تمتعــــا *** دام سروره في الــــداريـــن مـــعـــــا*** يارب بالمختــــــــــار سيد البشر *** أدم حضورنا معك يـــــاقـــــديـــر*** وألزم وقوفنا ببــــــــــابك العــلي *** ولا تخـيب الرجــــــاء يا أزلــــــــي*** وأكتبنا في جمـــــلة أوليـــــــائــــك *** الداخـلـيـن تحت كـبـريــــــائـــــك*** بالإسم الأرفع المرفع الـــمجــــيـــــر *** أصلح أمورنا ياعالــم يا خــبـــيـــــر*** ياربنا يــــا ربنا أنت الكـــــــــريـــم *** أعـف علينا يا جواد ياحـليــــــــم*** وأسبل علينا ســــــترك المجـــملا *** ولا ترد كـفي صفـــــــرا مـحــــولا*** وأغفر لـــــنا وأرحمنا يا تــــواب *** نحن و الحاضرين و الغــيـــــابــــــوا*** وأمـــــنـــن بمغفرتك للمسلمــــين *** واغفر يا رب هـفوات الوالديــــــن*** وأقبل تنصل نــــاظــــم الأبيــــات *** عـبيدك المــــقـر بالســــيئـــــــــــات*** أوصيكم إخـــــــواننا عــــليكــــم *** بحفظ هذا النظـــــم به تسـلــمـــــوا*** ومـــــــــن قرأه صباحا ومسـايا *** أمـن من كــــــل داء وبلايــــــــــــا*** سـميـتــــه بغــنـيــــة الـــفــــقــيـــر *** ومن تـــــلاه لا يخشى من فـــــقــــر*** قائله عبد الحـفـيـظ المـذنـب *** ابــــــــــــــــن محمد لله أيــــــــب*** ختمت النظم بالصلاة والســـلام*** على الحبيب المصطفى خيرالأنــــام*** وآله وصحبه والتـابــــعــيـــــن*** مارنت الاطـيــــار بالتـــــلاحــيـــــن*** الصلاة والسلام عليك يانبي الله ***الصلاة والسلا م عليك يا رسول الله*** الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله ***اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا مـــــحــــمد وعلى آله وصــحـــــبه صلاة أهل السموات والأرضـيـن عليه ،إجـــري يارب لطـــفك الخـــفي فى أمـورنـا والمسلميـــن.(03 مرات)***دعـاء انـس الصــد يـق للشيـخ سيدي مـحمـدالمـكـي بـن الصـديــق الخنقي رضي الله عنه بــــاسم الإلــه عـــظــيــم الجـــلا ل*** نـحمـده جـــل فـي كـل حــــــال*** ثــم الصــلاة بــعـدو والســــــــــلام *** عـلى نـبي بــعثــه خـــتـــــــام*** محـمـد وصـحبـه الأخـــيــــــــــــــار *** وأصـــفيـــاء امــة المــخــــتـار*** فــجد علــيـنا وأغـــفر الذنـــــــــوب *** وكــن إليــنا واســتـر العــيـوب*** وألطـف بنا في مجـال الأقـــــــــدار *** واحـفــظ قلـوبـنـا من الأغـيـــار*** وأســلـــك بنا طريـقة الـــرشـــــاد *** أنـت الكريم مجـيـب المـنــــادي*** واســبـل عليـنا رداء الأسـتـــــــــا ر *** وعــافــنا مـن سبـل الأوعــــار*** وأجـعـل مألـنـا الـى رضـــــــــــــاك *** حــل بـيـنــناوبـيـن مـا ســواك*** وهــب لنــامــواهــب الـتـقـــــريب *** وأدخـلـنـا في كنف الـتــغـيـيـب*** واشهدنــا من جمـال الجـمــــــــال *** وحـلــنا بــحـلـل الـــكـــمـــــــال*** يا بـــر يافــتــاح يا مــنـــــــــــــــان *** ويــا عظــيـــم الجـود ياحــنـــان*** انـت الـرؤوف الـرحيم الرحمــــــان *** الـمؤمـن المهيـمـن الـديـــــــان*** ذو الطـول ولاحـسان والانـعـــــام * ** والفــضـل والـمـنـة والاكــــــرام*** افـتـح لنا خـزائـــن الــــعــلـــــوم *** ونــافـــع الإلهام والفــــــــــهوم*** ورقـــنا فـي درج الأحـبـــــــــــاب *** واســقــنا مـن خـالص الشـراب*** وأمنـن علـيـناواجـب الوجـــــــود *** بكشـف حــجـب بـصــر الشــهود*** وأغـنـنا عـن السـوى يا أحـــــــــد *** و عـــافـنا مـن البـــلا يــــا صــمد*** وأردد شــــــــرور جـمـيع الحسـاد *** عليهم وأهــدهم يا هـــــــــــــاد*** نعـم المولى أنت نعم النصيـــــــر *** مطــلـــع على الخفا بصــــــــير*** دعـونـاك بـحـال الإضـطــــــــــرار *** أقــبـل علـينــا جــد بالإنــتـصــار*** على الشيطان وهـوى النفـــوس *** وقـدسنــا باســمـــك القـــدوس*** أنت العــزيز الجـبــار الكبـيـــــــر *** ذو قـــوة وسلـــطـان قـــــديـــر*** أقــهـرعليـنا جمـيـع الأعــــــــداء *** وقـــــنا عـــقـــوبـة الإيــــــــذاء*** الله يـــا رحـــــمـــان يــــــاودود *** رحـــمـاك ربـنـا وعـــد مـوعــــود*** أدخل قلوبنا شمس الهدايــــــة *** وحـــلـل بـنـا دائــرة الولايــــــــة*** ومثـواناإجـعـل حضـرة الجــــليـل *** غـــــــد ونـا بــها وبالأ صيـــــــــل*** أشـرح صـدورنـا بالوحــــدانيـــة *** وجـمـلـنا بـالأخــــــلاق السنـــية*** وأسـلـك بنا في لجـج التوحـيــد *** ونجـنـا مـن شــــرك التـقــيــيـــد*** حتى نغيب عن سواك والأثـــــــر *** ونستــريـح مـما غـــاب وحـضــــر*** يا ربـــنـا ياصــادق المــيـعــــــاد *** ياحــاضرا مســتــمــع المنـــادي*** إختم لنا بسابـق العــــــنايــــــة *** وأحــطــط عـنا تــبـعـة الجـنـايــة*** وأغفر ذنــوب جـمـيـع الابـــــــــاء *** والمسلمــيـــن بخـــيــر الـــــوراء*** قائـلـه مسـتـغـفـرا حـــــقـيــــرا *** إغــفـر لـه يـا عـالـمـا خــــبــيـــرا*** محمد المكي نــجــــل الصـديـــق *** وتابـعــوه مــن أهــدى فـريــــق*** وصـل يــارب على الرســـــــــــول *** مـحـمــد وصـحـبـه العــــــــدول*** وآلــه وســـــــلــمــن جـمـيـــــعا *** علــيهـــم وزدهــــم تـــرفـــيــعـا*** ( طبع بالمطبعة الرسمية التونسية في ربيع الانور عام 1314 هـ) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ر ب العالمين)
***اهمية الذكر ومقام الاحسان***
***أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ***بسم الله الرحمن الرحيم*** اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه ،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين *** الصلاة والسلام عليك يانبي الله*** الصلاة والسلام عليك يا رسول الله*** ***الصلاة والسلام عليك يا رحمة للعالمين***الصلاة والسلام عليك يا شفيع المؤمنين***الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله*** اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان ووفقنا لما تحبه وترضاه من صالح القول والعمل واجعلنا ممن يقول خيراأو ليصمت مخلصين لك الدين والحمد لله رب العالمين***السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ***اهلا وسهلا بالإخوان في مدونة الاحسان خنقة سيدي ناجي *** فضل المداومه على الأذكار*** بسم الله الرحمن الرحيم*** الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه*** *** ذِكر الله من أجلِّ العبادات وأحبّها إلى الله سبحانه وتعالى، فلم يزل يأمر بها عباده ويحثُّهم عليها تزكيةً لنفوسهم وتقويةً لإيمانهم وزيادةً في يقينهم، فإنَّ المُلازم لذِكر الله في كافة أحواله، لا تراه إلاَّ سبَّاقًا إلى طاعة الله، وقَّافًا عند حدوده، قائمًا بأمره، توَّاقًا إلى لقائه، مُدبِرًا عن الدنيا، مُقبِلاً على الآخرة. وقد علَّق الله جلَّ وعلا فلاح المؤمنين بإقامتهم لذكر الله، فقال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [الجمعة:10]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا( [الأحزاب: 41] ولقد نهى الله جلَّ وعلا عن الغفلة عن ذكره، فقال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ( [الأعراف: 205] لأنَّ الغفلة عن ذكر الله تُمكِّن الشيطان من إحداث الوساوس والخواطر، وتُضعِف إيمان المرء وتجعله أسير الشهوة والنفس الأمَّارة بالسوء ومغريات الدنيا الفانية؛ فلا تراه إلاَّ متثاقلاً عن أداء الفرائض، سبَّاقًا إلى الشبهات وانتهاك الحرمات، وتلك علامة الموت والغفلة. فعن أبي موسى عن النبي قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» . وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة». فذِكر الله حياة القلوب وبهجة النفوس، وشفاءٌ للصدور والأرواح، وقوَّةٌ في الأبدان، ونور في الوجه والعقل والبصر، لذلك قال تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ( [العنكبوت: 45]. وعن عبد الله بن بسر أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة ولا أستطيع القيام بكلِّها، فأخبرني بما شئت أتشبَّث به، ولا تُكثر علي فأنسى. قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى».*** وللذِّكر فضائل وفوائد لا عدَّ لها ولا حصر، ويكفي أنه من أجلِّ العبادات وأحبّها إلى الله، ومن أسهل الطرُق وأيسرها وأقربها إلى رضوانه وجنته. فلو تأمَّلت أخي الكريم في بعض الأذكار المأثورة، وعاينت كلماتها لوجدتها سهلة على اللسان لا تحتاج إلى كبير جهدٍ أو عناء، ثم لو طالعت ما أعدَّ الله جلَّ وعلا للمُشتغلين بها من عباده لعلمت أنَّ ذكر الله من أجلِّ العبادات وأصلحها لشئون الدنيا والآخرة. وفيما يلي أعرض عليك أخي الكريم هذاالحديث الشريف : فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «لقيت ليلة أُسرِي بي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر». فمن منا يعجز عن قول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»؛ إنها جملة سهلة المبنى بيَّنة المعنى، يقولها الضعيف والقوي والصحيح والسقيم، ومع هذا فإنَّ أجرها عند الله عظيم؛ فهي غراس الجنة .. وما أدراك ما غراس الجنة؟ فشجرة من أشجار الجنة يسير فيها الراكب مائة عام ما يقطعها! فالعاجز، من حرم نفسه هذا الأجر وزهد في غراسٍ دائم باق، واشتغل بغراس الدنيا الزائف ***قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من قال بعد صلاة الصبح أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك إلهاً واحداً صمداً.. لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولم يكن له كفواً أحد .. كتب الله له أربعين ألف حسنة ) حديث حسن ذكره ابن السني في عمل اليوم والليله رقم 162 ***علم التصوف علم ليس يعرفه *** الا اخو فطنة بالحق معروف وليس يعرفه من ليس يشهده *** وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف ***ليس التصوف لبس الصوف ترقيعه*** ولابــكاؤك إذاغنى المغنونا*** ولاصـياح ولا رقـص ولا طرب** **ولاإختباط كأن صرت مجنونا** بل التصوف أن تصــفو بلا كدر*** وتتبع الحق والقــرآن والدينا*** وأن تـرى نادماعلى ذنوبك*** طـــــــول الدهر محــــــزونا*** إذا لم يكن للنفس شيخ له هدى*** يؤدبهابالروح زاغت عن السـير*** يا من تروم ســعادةأبدية** والفوز بالمرغوب والرضوان*** فاسلك سبيل الذاكرين ولذ بهم*** فســبيلهم فيه رضاالرحمن*** واتبع طريقتهم فإن عمادها *** فقه وتوحيدمع الإحســـان ومقام الاولياء عظيم لمن يعرف قدرة******* إلزم الأولياء صدقا وسلم*** لحالهم واعتقد كمال الصفاء*** واستقم عاشقا إن رمت وصلا*** بحماهم في شدة أو رخاء**** وتمتع بحبهم وافنى فيه*** هم أجل الصحاب والرفقاء*** هم ملوك الحمى أسود البرايا*** أهل حلم ونجدة ووفاء****** قال الشيخ الجليل ولي الله أبو سالم سيدي إبراهيم التازي***** دفين وهران رضي الله عنه***** زيارة أرباب التقى مرهم يبري **** و مفتاح أبواب الهداية و الخــيــــــــر*** و تحدث في القلب الخلــي إرادة *** و تشرح صدرا ضاق من سعة الـــوزرى*** و تنصر مظلوما و ترفع خاملا ***** و تكسب معدوما و تجبر ذا كســـــــــرى*** وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا ***** و ترفع بالبر الجزيــل و بالأجـــرى*** عليك بها فالقوم باحوا بسـرها **** وأوصوا بها يا صاح في السر والجهرى*** فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا***** فألقته فـي بحر الإنابة و الســرى*** و كم مــن بعيد قربته بجذبة**** ففاجأه الفتح المبين مــن البــرى*** و كم من مريد ظفرته بمرشد ******* حكيم خبير بالبلاء و مـــا يـبــري*** فألقت عليه حلة يمنية مطـرزة ********** باليمن و الفتـــح و النصــرى *** فزر و تأدب بعد تصحيح توبة ***** تأدب مملوك مع الملـــك الحــــرى*** ولا فرق في أحكامها بين سالك *** مرب ومجــذوب و حـــي و ذي قـبـرى*** و ذي الزهد والعباد فالكل منعم*** عليه و لكن ليست الشمس كالبدرى*** اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه ،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين *** الصلاة والسلام عليك يانبي الله*** الصلاة والسلام عليك يا رسول الله*** ***الصلاة والسلام عليك يا رحمة للعالمين***الصلاة والسلام عليك يا شفيع المؤمنين***الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله*** *صلاة الذاتية لسيدي إبراهيم القرشي الدسوقي رضي الله عنه وأرضاه*** اللهم صلى على الذات المحمدية اللطيفة الاحدية شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار ،ومركز مدار الجلال ، وقطب فلك الجمال ، اللهم بسره لديك وبسيره إليك امن خوفي واقل عثرتي واذهب حزني وحرصي وكن لي وخذني إليك منى وارزقني الفناء عنى ولا تجعلني مفتونا بنفسي محجوبا بحسي واكشف لي عن كل سر مكتوم ياحى ياقيوم. ***والحمد لله رب العالمين***

الاثنين، 8 أغسطس 2016

زيارة القبور ومقامات أولياء الله الصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه 
صلاة أهل السموات والأرضين عليه 
،إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.

قال الشيخ الجليل ولي الله أبو سالم سيدي إبراهيم التازي دفين وهران 
                                 رضي الله عنه

زيارة أرباب التقى مرهم يبري *****و مفتاح أبواب الهداية و الخيــــــــــر
و تحدث في القلب الخلــي إرادة*****  و تشرح صدرا ضاق من سعة الوزر
و تنصر مظلوما و ترفع خاملا**** ** و تكسب معدوما و تجبر ذا كســــــر
وتبسط مقبوضا و تضحك باكيا*** ***  و ترفع بالبر الجزيل و بالأجــــــــر
عليك بها فالقوم باحوا بسـرها *** وأوصوا بها يا صاح في السر والجهـــــر
فكم خلصت من لجة الإثم فاتكا **** *  فألقته فــــي بحر الإنابة و الســــــر
و كم مـــــــن بعيد قربته بجذبة ****ففاجأه الفتح المبين مـــــــــــن البـــــــر
و كم من مريد ظفرته بمرشد *****   حكيم خبير بالبلاء و مـــــــا يبـــــري
فألقت عليه حلة يمنية مطـرزة **** باليمن و الفتـــــــــــــــــح و النصـــــــر
فزر و تأدب بعد تصحيح توبة ******تأدب مملوك مع الملك الحــــــــــــــر
ولا فرق في أحكامها بين سالك ******مرب ومجذوب و حـــي و ذي قــــبر
و ذي الزهد والعباد فالكل منعم ****** علــيه و لكن ليسـت الشمس كالبدر

  نتيجة بحث الصور عن زيارة القبور ومقامات  أولياء الله الصالحين

فشمر ولذ بالأولياء لأنهم * *** ********** لهم من كتاب الله تلك الوقائع

هم الذخر للملهوف والكنز للرجا * **** ** ومنهم ينال الصب ما هو طامع

بهم يهتدى للعين من ضل في الهوى * * * بهم تجذب العشاق والربع شاسع
زيارة القبور ومقامات  أولياء الله الصالحين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ما هو السر في الزيارة؟
يقول القائل الجاهل: إن زيارة القبور تشبّه بالشرك، وإن التمسح بها شرك. ولذلك ترى أن من يحاول تقبيل ضريح النبي
صلى الله عليه وسلم  ينهره أولئك العتاة الذين يسمون أنفسهم الآمرين بالمعروف وهم في الواقع آمرين بالمنكر ناهين عن المعروف وهذه هي أفكار الفئة الضالة التي تدعي أن زيارة القبور بدعة. وتمادى أولئك الضالون المارقون حتى سموا خصومهم بالـ(القبوريين) وهم يسمون أنفسهم بـ(السلفيين).
والقبوري بنظرهم هو من يزور القبور، ونحن حين نزور القبور نزور من في القبر لا التراب أو الحجر أو الطين، لعلمنا أن من في القبر حي يرزق. فإذا كان الإنسان مؤمناً بالغيب وليس جاهلياً بنظرته يعلم أن من يموت في سبيل الله حي يرزق. فقد قال الله تعالى وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" وقال أيضاً بأسلوب النهر: " وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ" إذن، من يتصوره الناس ميتاً، هو حي عند ربه يرزق.
ونحن نقول لهؤلاء الضالين المنحرفين المارقين عن الهدى والإيمان، إذا كان النبي صلى الله تعالى عليه و سلم  الآن في قبره ـ فزيارته راجحة، وإن كان ميتاً كما تزعمون فزيارته عبث. إلا أننا نزعم ونقول ونثبت أنه ليس بميت والأدلة على ذلك كثيرة منها الصلاة التي يصليها أي مسلم مؤمناً كان أم منافقاً إذ لابدّ له فيها من أن يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
فإذا كان النبي ميتاً فلماذا تسلم عليه بقولك هذا.. أتسلم على إنسان ميت؟
فسلامك عليه في صلاتك أينما صليت ـ وقد أمرنا الله أن نصلي ونسلم عليه في كل صلاة ـ دليل على أنه حي وأنه يسمع بإذن الله كل من يسلم عليه ويصلي عليه.
وهو
صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسلمين بتغيير صلاتهم بعد انتقاله إلى ربه بل قال (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهذا دليل ناصع وواضح على أنه  حي وأنه يسمع الكلام ويرد الجواب، وهكذا أهل البيت  بل كل من سار على هديهم فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
والأحاديث تأمرنا بالزيارة لأنها ـ في حقيقتها ـ بيعة يبايعها الزائر للمزور، فأنت حين تزور النبي
صلى الله عليه وسلم طائعاً مؤمناً بأنه رسول الله، فهذه بيعة منك وطاعة لله ورسوله وتجديد للعهد وتثبيت للإيمان، وهكذا هي زيارة أي إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بل كل صالح من المؤمنين وليس من صالح إلا في خط أهل البيت  .
الكل يزور القبور و زيارة القبور تعيد الناس للواقع و التبصر أن كل مولود ميت و أن الكفن لا جيوب له و الباقيات هن خير الأعمال و الذكر الطيب لخير الأقوال و أكرم الأفعال.
و لكن عندما تصل الزيارة لطائفة علوية يبدأ التهجم من صغار الهقول كبار الأجسام المجبولين حقداص و كراهية على كل افسلام عموماً و على محبي آل البيت خصوصاً نزور القبور ، قبور الشهداء و الصالحين، لنحي في قلوب أطفالنا و عقولهم محبة الأوطان و الأديان و التفاني في الدفاع عنها و لا نطلب الرحمة و الخير إلا من الله و لا نعبد إلا الواحد الأحد الفرد الصمد رب سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و آله الكرام و رب الإمام علي و كل الأئمة الأطهار لنكون بذلك نحن و كل فئات المسلمين في خندق التفاني في محبة و نصرة الإسلام و المسلمين المؤمنين الملتزمين غير المتزمتين أو المتخاذلين و الأمناء على الدين و ليس المتآمرين.
وختاما قال النبي وهو على فراش الموت يستعد للقاء الرفيق الأعلى عز و جل
قال : لست الشرك أخاف عليكم ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم..

الحمد لله إذن أمة محمد أمة مبرأة من الشرك ومسبباته..فياأحبابي في الله زوروا  أولياء الله  الصالحين بأدب وإحترام واسألوا الله العظيم لقضاء حاجاتكم ولا تنسوني من صالح دعائكم والحمد لله رب العالمين .
  زيارة مقامات أولياء الله الصالحين 
فالزائر للأولياء الله الصالحين إما أن يدعوا الله لحاجته أو يتوسل بسر هذا الولي فى إنجاح بغيته ، كفعل عمر فى الاستسقاء أو يستمد المزور الشفاعة له وإمداده بالدعاء(1) ، كما فى قول اويس القرني : أن الأولياء و العلماء كالشهداء أحياء فى قبورهم ، إنما انتقلوا من دار الفناء إلي دار البقاء . (2)

1- ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( 11/260 ) :-

” وقال الحاكم سمعت أبا على النيسبورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم - فى المنام كأنه يقول لي سر إلى قبر يحي بن يحي واستغفر وسل نقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك فقضيت حاجتي ” . أهـ.

2- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي ( 10 / 107 ) :-

” قال فى حديثه عن السيدة نفيسة : ( وكان أخوها القاسم رجلاً صالحاً زاهداً ، خيراً ، سكن نيسابور و له بها عقب منهم السيد العلوي الذي يروى عنه الحافظ البيهقى ، وقيل كانت من الصالحات العوابد و الدعاء المستجاب عند قبرها بل و عند قبور الأنبياء و الصالحين وفى المساجد و عرفه و مزدلفة وفى السفر المباح ) . أهـ .

3- وفى سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي : -

حديث أبو الحسن – رحمه الله تعالى – من أصول صحيحه ، سمعته يقول : رأيت النبي  – صلى الله عليه وسلم – فى المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحي بن يحي و تقدم وصف خلفه جماعه من الصحابة ، وصلى عليه ثم التفت فقال : هذا القبر امانه لأهل هذه المدينة . أهـ .

4- الحافظ ابن حبان : كان إذا همه أمر قصد قبر الإمام على الرضا ، فينكشف همه ، قال : وقد جربته مراراً وقد تم الاشاره إليه من قبل الثقات ( 8 / 457 ).

5- الحافظ البيهقى : روى عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( 11 / 211 ) ، من مناقب احمد بن حرب استجابة الدعاء إذا توسل الداعي بقبرة .

6- الإمام أبو حنيفة – ولا يمكن أن يتهم بالشرك أو بالبدعة – قال فى نصيحته لأبى يوسف ” واكثر من زيارة القبور و المشايخ و المواضع المباركة ، واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي  – صلى الله عليه وسلم – فى المساجد و المقابر ” . ( الطبقات السنية فى تراجم الحنفية ) .

7- الإمام الشافعي قال : إني لاتبرك بأبي حنيفة ، وإذا عرضت لي حاجه صليت ركعتين و جئت إلى قبره و سالت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عنى حتى تقضى ( تاريخ بغداد – 1 / 123 )

8- قال الحافظ الذهبي فى ترجمته الحافظ الرعينى فى سير أعلام النبلاء ( 21 / 251 – 253 ) ما نصه :

” الحجري الشيخ الإمام العلامة المعمر المقرئ المجدد المحدث الحافظ الحجة شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن محمد الرعينى الحجري الأندلسي المربى المالكي ، سمعت أبا الربيع بن سالم يقول : صادف وقت وفاته قحط ، فلما وضعت جنازته توسلوا به إلى الله تعالى فسقوا ، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا فى الوحل . قال : وهو راس الصالحين ورئيس الإثبات الصادقين ” أهـ . – كلام الحافظ الذهبي باختصار ، و أوردها أيضا السيوطى فى تذكرة الحفاظ ( 4 / 1371 ) .

(1) أي يدعوا الله عز و جل ، وحيث انه ولى من أولياء الله تعالى فدعائه أرجى بالاجابه لقربه من الله تبارك و تعالى ، وحيثما ثبتت لهم الحياة البرزخيه الكريمة ، كان دعائهم لنا خير و بركه .

(2) كلمة الشيخ عمر بن المفتى العلامة فخر المذهب المالكي أبى الفضيل قاسم المحجوب فى الرد على رسالة محمد بن عبد الوهاب بعدما شاعت هذه الرسالة .

9- ابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 232 ) وابن العماد الحنبلي فى شذرات الذهب ( 1 / 360 ) فى ترجمه معروف الكرخى ما نصه :

” كان مشهور بإجابة الدعوة ، و اهل بغداد يستسقون بقبره و يقولون : قبر معروف ترياق مجرب  ” ، و الحافظ إبراهيم الحربي توسل بقبره ( قبر معروف الكرخى هو الترياق المجرب ) . تاريخ بغداد ( 1 / 122 ) .

وهى بقاع مباركه يشغل الإنسان فيها نفسه بقراءة القرآن و التذكر و الدعاء ، وتذكر سير هؤلاء الصالحون و السير على نهجهم و التبرك بهم و التوسل إلى الله بمحبتهم و التوسل إلى الله بهم لحب الله لهم ، و الإستشفاع و القول لصاحب القبر الصالح أن يدعوا لك فان الانتفاع بدعاء الصالحين عظيم ، والإله كثيرة من فعل سلف ألائمه           و فقهائها الذين حملوا لنا الشريعة و علوم  الدين ، وكانوا من أولياء الله الصالحين ، و العلماء العاملين لإكرام المتفلسفين المحتجين بالأحاديث الضعيفة و الشارحون للأحاديث الصحيحة شروح على غير مجملها .

من فوائد زيارة أولياء الله الصالحين:

هو تقوية المحبة فى الله عز و جل ، ولو بعد وفاتهم ، قال  – صلى الله عليه و سلم – : ” وجبت محبتي للمتحابين فى و المتآخين فى و المتباذلين فى ” .

وفى الصحيح : ( سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ….. ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه ) ، وحتى ولو بعد وفاة أحد الصالحين فالمحبة فى الله عز و جل لم تنقطع و الصلة لم تنتهي ، ففي الحديث : ” ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن ، كان يعرفه فى الدنيا ، فيسلم عليه ، إلا عرفه ورد عليه السلام . (1)

(1)     أفاد الحافظ العراقي أن ابن عبد البر أخرجه فى التمهيد و الاستذكار بإسناد صحيح من حديث ابن عباس و ممن صححه عبد الحق و اللفظ له .
كشف النور عن أصحاب القبور

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

 يقول الحقير عبد الغني ابن إسماعيل النابلسي الحنفي:

هذه رسالة كتبتها في ظهور كرامات الأولياء بعد موتهم وحكم رفع البناء عليهم وتعليق الستور إلى غير ذلك وسميتها كشف النور عن أصحاب القبور . وأسأل الله تعالى أن يلهمني ما هو الحق والصواب وأن يوفق إخواني المسلمين إلى الإنصاف عند ظهور الحق والاعتراف، والله على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
- اعلموا إخواني في رضاعة ثدي الإسلام أن الكرامات التي أكرم الله تعالى بها أولياءه المقربين إلى حضرته أمور خارقة لعادة الله في خلقه، خلقها الله تعالى بمحض قدرته وإرادته لا مدخل لقدرة الولي المخلوقة فيه ولا لإرادته المخلوقة فيه أيضا على التأثير فيها البتة وإنما قدرة الولي وإرادته المخلوقتان فيه سبب لخلق الله تعالى تلك الكرامات على يديه ونسبتها إليه، وكل من اعتقد أن الولي له تأثير في شيء من ذلك فهو كافر بالله تعالى على ما عرف في علم التوحيد. وحقيقة أمر الولي في خلق الله تعالى الكرامات على يديه أنه متحقق بوحدانية الله تعالى في التأثير. وأنه لا تأثير له عند نفسه البتة حتى أن حركات نفسه التي هي القوى الروحانية المتشعبة في البدن وهي القوة الباصرة والقوة السامعة والقوة الذائقة والقوة اللامسة والقوة الشامة والقوة العقلية الباطنية المتفكرة والمتخيلة والحافظة. وكذلك الحركات الظاهرة في جميع الأعضاء والأعصاب ونحو ذلك، فإنها مخلوقة فيه لله تعالى. وهو مشاهد لجميع ذلك في نفسه ومتحقق به في كل وقت إلا إذا سلط الله عليه الغفلة في بعض الأحيان فيكون في ذلك الوقت ليس بولي الله تعالى إلا بحسب ما مضى كالمؤمن النائم فإنه مؤمن بسبب

حكم ما مضى في اليقظة من الإيمان وهذه الحالة هي أدنى أحوال الأولياء وأدنى شهود من شهوداتهم. وربما سموا شيئا من ذلك في طريقهم موتا اختياريا أخذا من إشارة قوله تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون) ومعنى إشارة الآية على عدم الفرق بين ميت بالسكون والتشديد كما ذكره الجوهري في الصحاح: إنك يا محمد وإن ظهر التأثير منك ومنهم في الباطن والظاهر بحسب الإدراك والأفعال ميت وهم ميتون لأن حياتك مخلوقة كحياتهم وهي عرض يخلق الله تعالى الإدراك باطنا والأفعال والأقوال ظاهرا عندها لا بها، فهي سبب لخلق ذلك من الله تعالى فهي موت في حقيقة الأمر فيك وفيهم جميعا. وهذا الموت الاختياري شرط في مقام الولاية حتى إذا لم يتحقق به الولي في نفسه فليس بولي وإليه الإشارة بقوله عليه السلام: من عرف نفسه فقد عرف ربه يعني من عرف نفسه، أنها كناية عن قوى باطنية وظاهرية منبعثة من العدم بسطوة قدرة غيره عرف ربه. والرب هو المالك يعني عرف مالك أمره الباطن والظاهر وهو الله تعالى فيعرفه من حيث إنه الخالق لتلك القوى والمصرف لها فيما يشاءه تعالى ويختاره ويعلم أن نفسه في يد الله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء كما كان يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: والذي نفسي بيده أي وحق الذي جميع قواي الباطنية والظاهرية في تصرفه وحده لا مدخل لي في ذلك البتة. ومن هنا يفهم قول النبي عليه السلام في حديث التقرب بالنوافل: كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... إلى آخره فيظهر لذلك المتقرب بالنوافل الفاعل المتصرف في قواه كلها وتبقى القوى عنده أعراضا زائلة كما هي في حقيقة الأمر فيكون الحق كناية عنها بعد زوالها من نظر ذلك المتقرب. وليس هذا كله إلا بعد حصول الموت الاختياري له. وإذا كان كذلك فالولاية مشروطة عند العارفين بإدراك الموت والتحقق به، والكرامات للأولياء مشروطة حينئذ عندهم بوجود الموت لا بفقده فكيف يزعم عاقل أن الموت ينافي الكرامات؟ والكرامات مشروطة به. وإذا لم يتحقق من الإنسان في نفسه فليس بعارف ولا ولي. وإنما هو عامي من عوام المؤمنين غافل محجوب. وذلك لأن الولي هو الإنسان الذي يتولى الله تعالى جميع أموره الباطنية والظاهرية كما ذكرنا. وأمر غيره فنفسه هي التي تتولى أمرها بسبب الغفلة والحجاب عن المتولي في الحقيقة لجميع الأمور وهو الله تعالى لأنه تعالى متولي أمر المؤمن والكافر والغافل والمستيقظ، ولكن قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب). أي إنما يعلم ذلك، وهو عدم الفرق بينهما أصحاب البصائر. ومما يدل على ثبوت الكرامة بعد الموت من أقوال الفقهاء قولهم بكراهة الوطئ على القبور. قال في مختصر محيط السرخسي للإمام الخبازي: وكره أبو حنيفة رحمه الله تعالى أن يطأ على قبر أو يجلس أو ينام عليه أو يبول أو يتغوط لما فيه من الاهانة. وفي جامع الفتاوى لقارئي الهداية: وسئل بعض الفضلاء عن وطئ القبور فقال: يكره. قيل: هل يكره على أنه تارك للأولى. فقال: لا بل يأثم لأنه عليه السلام قال: لأن أضع قدمي على جمر أحب إلي من وطئ القبر. قيل: التابوت والتراب الذي فوقه بمنزلة السقف. فقال: وإن كان له بمنزلة السقف لكن حق الميت باق فلا يجوز. أن يوطأ. وسئل الخجندي عن رجل لو كان قبر والديه بين القبور هل يجوز له أن يمر بين قبور المسلمين بالدعاء والتسبيح وقراءة القرآن ويزور قبرهما؟ فقال: له ذلك إن أمكنه من غير وطئ القبور انتهى. وفي فتح القدير: ويكره الجلوس على القبر ووطئه. وحينئذ فما يصنعه الناس ممن دفنت أقاربه ثم دفنت حواليهم خلق، من وطئ تلك القبور إلى أن يصل إلى قبر أبيه مكروه ويكره النوم عند القبر وقضاء الحاجة بل أولى وكل ما لم يعهد من السنة، والمعهود منها ليس إلا زيارتها والدعاء عندها قائما كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى البقيع ويقول: السلام عليك م دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لي ولكم العافية . انتهى كلامه. وحيث صح هذا وثبت في كتب الفقه فنقول: لم يكره الوطئ على القبر والجلوس عليه إلا لكرامة الموتى بعد موتهم. وهذه الكرامة ثابتة في الشرع. وهي أمر خارق للعادة في الخلق، فإن العادة جارية أن الإنسان يباح له أن يمشي على الأرض وأن يجلس عليها وأن يطئ برجله أبعاض الحيوانات كلها إلا موتى أهل الإيمان، فقد خولفت العادة في حقهم فكره ذلك كله كراهة تحريم،لأنها المحمل عند الإطلاق. وإنما كان ذلك تكريما لهم بعد موتهم، وهم من عوام المؤمنين. فكيف الحال مع خواصهم وهم أهل الولاية المقربون إلى الله تعالى. فقد ثبتت الكرامة بعد الموت على لسان الشرع. وأيضا ثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور القبور في البقيع ويدعو عندها قائما دليل على ثبوت الكرامات بعد الموت لأن النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يكن يعلم أن الدعاء عند قبور المؤمنين مستجاب لخصوصية في المكان بسبب الموتى المدفونين فيه لما دعا عند قبورهم بقوله عليه السلام: أسأل الله لي ولكم العافية واستجابة الدعاء ببركة قبور المؤمنين التي تنزل عليها الرحمة من جملة الكرامات للمؤمنين بعد الموت. وذلك في حق قبور عوام المؤمنين فكيف قبور خواصهم من أهل التوحيد الكامل اليقين من المقربين إلى الله تعالى. وفي ذلك ثبوت الكرامة بعد الموت أيضا. ومن ليل على ثبوتها بعد الموت أيضا حكم الشرع بوجوب تغسيل الميت المسلم ووجوب تكفينه ودفنه تكريما له. وهي كرامة أثبتها الشرع للمؤمنين بعد الموت خارقة للعادة في حق موتى سائر بني آدم من الكافرين وجميع الحيوانات التي جرت العادة الشرعية بعدم تغسيلها. ومن الدليل على ذلك أيضا ما قاله صاحب النهاية في شرح الهداية: أن الميت ينجس بالموت وأن التغسيل واجب لإزالة نجاسة تثبت بالموت كرامة للآدمي بخلاف سائر الحيوانات. وفي جامع الفتاوى: يغسل لتنجسه بالموت كسائر الحيوانات الدموية إلا أنه يطهر بالغسل كرامة له. وقيل: لا ينجس لأنه مؤمن بل الغسل لأجل أنه على غير وضوء انتهى. وهذا يدل على ثبوت الكرامة للمؤمن بعد موته أيضا. وذكر في جامع الفتاوى: أن البناء على القبر لا يكره إذا كان الميت من المشايخ والعلماء والسادات. وذكر فيه أيضا أنه ينبغي أن يكون غاسل الميت على طهارة ويكره أن يكون حائضا أو جنبا انتهى. وهذا مما هو صريح في ثبوت الكرامة للمؤمن بعد الموت أيضا بل الكرامات كلها لا تكون للمؤمن إلا بعد الموت. أ. وفي عمدة الاعتقاد للإمام النسفي رحمه الله تعالى: وكل مؤمن بعد موته مؤمن حقيقة كما في حال نومه وكذا الرسل والأنبياء عليهم السلام بعد وفاتهم رسل وأنبياء حقيقة لأن المتصف بالنبوة والإيمان الروح وهو لا يتغير بالموت انتهى. وربما نقول: مراده بالمؤمن الكامل وهو الولي، والإيمان وهو الإيمان الكامل وهو الولاية وهي باقية بعد الموت لأن المتصف بها الروح والروح لا يتغير بالموت. أو المراد مطلق المؤمن ومطلق الإيمان فيكون المؤمن الكامل والإيمان الكامل مفهوما بالطريق الأولى بحسب ما ذكرنا لا سيما وقد قال تعالى في حق أهل الجنة: (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) ونحن نتكلم على إشارة هذه الآية ولا نمتع؟؟؟ عبارتها كما هو دأب أهل الله تعالى فنقول فيما نحن بصدده العارفون بربهم لهم موتتان موتة في نفوسهم وموتة في أبدانهم. والمعتبر عندهم النفوس دون الأبدان لأن الأبدان مساكن النفوس والعبرة بالساكن لا بالدار والسر في السكان لا في الديار. فإذا جاهدوا أنفسهم المجاهدة الشرعية باطنا وظاهرا وسلكوا طريق الاستقامة ماتت نفوسهم فتحققوا بالحق لما ذاقوا الموت وبقيت أرواحهم مدبرة لأجسامهم في الدنيا بغير واسطة النفوس فكانوا ملائكة في صورة البشر، لأن الملائكة أرواح مجردة وهم بعد موت نفوسهم أرواح مجردة أيضا، كما كان ينزل جبريل عليه السلام إلى صورة دحية الكلبي رضي الله تعالى عنه ويأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعند ذلك إذا انقطعت علاقة أرواحهم من تدبير أبدانهم كانوا بمنزلة جبريل عليه السلام إذا عاد إلى عالم تجرده وفارق الصورة البشرية. ولا يسمى هذا موتا حقيقيا في حقهم بل يسمى انتقالا من عالم إلى عالم آخر وتقلبا في الأطوار. ولهذا قال تعالى عنهم (لا يذوقون الموت إلا الموتة الأولى). وهذه إشارة الآية الكريمة التي لا تنحصر معانيها وعباراتها ولا تنفد حكمها وأسرارها وإشاراتها. وإذا كان الأمر كذلك فكيف يتوهم عاقل أن الله تعالى يقطع تكريمه عن هذا الولي الذي كملت ولايته بموته الطبيعي والتحاقه بعالم المجردات حتى صار مع الملائكة في فضاء الأزل والملكوت كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند موته: اللهم الرفيق الأعلى .

هذا وقد ورد في كتاب المحققين من أهل الله تعالى كثير من الحكايات والأخبار المفصحة عن وقوع الكرامات للأولياء بعد الموت وتداولته الثقات مما لا يسعنا إنكاره. فمن ذلك ما ذكره قدوتنا إلى الله تعالى المجتهد الكامل والعالم العامل الشيخ محي الدين ابن العربي قدس الله سره في كتابه روح القدس في مناصحة النفس في ترجمة أبي عبد الله ابن زين اليابري بالياء المثناة التحتانية وضم الباء الموحدة التحتانية الإشبيلي. كان من أهل الله تعالى أنه قرأ ليلة تأليف أبي القاسم ابن حمدين في الرد على أبي حامد الغزالي فعمي فسجد لله تعالى من حينه وتضرع وأقسم أنه لا يقرأه دا أب ويذهبه، فرد الله تعالى عليه بصره انتهى. وهي كرامة صدرت لأبي حامد الغزالي رضي الله عنه بعد موته على يد هذا الإنسان. وذكر الجلال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه له في ذكر الموت سماه بشرى الكئيب بلقاء الحبيب قال: أخرج الحافظ أبو القاسم اللالكائي في السنة بسند عن محمد بن نصر الصائغ قال: كان أبي مولعا بالصلاة على الجنائز. فقال: يا بني حضرت يوما جنازة. فلما دفنوها نزل إلى القبر نفسان ثم خرج واحد وبقي الآخر وحشى الناس التراب. فقلت: يا قوم يدفن حي مع ميت؟ فقالوا ما ثم أحد فقلت: لعله شبه لي. ثم رجعت فقلت: ما رأيت إلا اثنين خرج واحد وبقي الآخر لا أبرح حتى يكشفه الله ما رأيت فقرأت عشر مرات يس وتبارك وبكيت وقلت: يا رب اكشف لي عما رأيت فإني خائف على عقلي وديني. فانشق القبر فخرج منه شخص فولى مبادرا. فقلت: يا هذا بمعبودك إلا وقفت حتى أسألك فما التفت. فقلت الثانية والثالثة فالتفت وقال: أنت نصر الصائغ. فقلت: نعم. قال: ما تعرفني؟ قلت: لا. قال: نحن ملكان من ملائكة الرحمان موكلان بأهل السنة إذا وضعوا في قبورهم، نزلنا حتى نلقنهم الحجة. وغاب عني. وحكى اليافعي في روض الرياحين عن بعض الأولياء. قال: سألت الله تعالى أن يريني مقامات أهل القبور. فرأيت ليلة من الليالي القبور قد انشقت وإذا منهم النائم على السرير ومنهم النائم على الحرير والديباج ومنهم النائم على الريحان ومنهم النائم على السرر ومنهم الباكي ومنهم الضاحك فقلت: يا رب لو شئت ساويت بينهم في الكرامة. فنادى مناد من أهل القبور: يا فلان هذه أمثال الأعمال.

أما أصحاب السندس فهم أصحاب الخلق الحسن، وأما أصحاب الحرير والديباج فهم الشهداء، وأما أصحاب الريحان فهم الصائمون، وأما أصحاب السرر فهم المتحابون في الله، وأما أصحاب البكاء فهم المذنبون، وأما أصحاب الضحك فهم أهل التوبة. قال اليافعي: رؤية الميت في خير أو شر نوع من الكشف يظهر الله تبشيرا وموعظة أو مصلحة للميت أو إسداء خير أو قضاء دين أو غير ذلك. ثم هذه الرؤية قد تكون في النوم وهو الغالب وقد تكون في اليقظة وذلك من الكرامات للأولياء أصحاب الأحوال. وقال في كفاية المعتقد: أخبرنا بعض الأخيار عن بعض الصالحين أنه كان يأتي قبر والده في بعض الأوقات ويتحدث معه. وأخرج اللالكائي في السنة عن يحيى بن معين قال قال لي حفار أعجب ما رأينا من هذه المقابر أني سمعت من قبر والمؤذن يؤذن وهو يجيبه من القبر. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال: أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابت البناني في لحده ومعي حميد الطويل. فلما ساوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره. وكان يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها فما كان الله ليرد دعائه. وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر. قال أبو القاسم السعدي في كتاب الافصاح: هذا تصديق من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الميت يقرأ في قبره. فإن عبد الله أخبره بذلك وصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن مندة عن طلحة عن عبيد الله قال أردت ما لي بالغابة فأدركني الليل فآويت إلى قبر عبد الله بن عمرو بن حزام فسمعت قراءة من القبر فما سمعت أحسن منها فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له. فقال: ذلك عبد الله ألم تعلم أن الله قبض

أرواحهم فجعلها في قناديل من زبرجد وياقوت ثم علقها وسط الجنة. فإذا كان الليل ردت إليهم أرواحهم فلا تزال كذلك حتى إذا طلع الفجر ردت أرواحهم إلى مكانها الذي كانت فيه. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن إبراهيم أن المهلبي قال حدثني الذين كانوا يمرون بالمصر في في الأسحار قالوا: كنا إذا مررنا بجنبات قبر ثابت البناني سمعنا قراءة القرآن. وأخرج ابن مندة عن سلمة بن شبيب. قال سمعت أبا حماد الحفار. وكان ثقة ورعا. قال: دخلت يوم الجمعة المقبرة نصف النهار، فما مررت بقبر إلا سمعت منه قراءة القرآن. وأخرج ابن مندة عن عاصم السقطي قال: حفرنا قبرا ببلخ فنفذ في قبر فنظرت فإذا بشيخ في القبر متوجه إلى القبلة وعليه إزار أخضر واخضر ما حوله وفي حجره مصحف يقرأ فيه. وأخرج ابن مندة عن أبي ا لنصر النيسابوري الحفار. وكان صالحا ورعا قال: حفرت قبرا فانفتح في القبر قبر آخر، فنظرت، فإذا أنا بشاب حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح جالسا متربعا وفي حجره كتاب مكتوب بخضرة أحسن ما رأيت من الخطوط وهو يقرأ القرآن فنظر الشاب إلي وقال: أقامت القيامة؟ قلت: لا. فقال: أعد المدرة إلى موضعها فأعدتها إلى موضعها. ونقل السهيلي في دلائل النبوة عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه حفر في مكان فانفتحت طاقة. فإذا شخص على سرير وبين يديه مصحف يقرأ فيه وأمامه روضة خضراء وذلك بأحد، وعلم أنه من الشهداء لأنه رأى في صفحة وجهه جرحا. وأورد ذلك أيضا أبو حيان في تفسيره. وحكى اليافعي في روض الرياحين عن بعض الصالحين قال: حفرت لرجل من العباد قبرا وألحدته فيه فبينما أنا أسوى اللحد إذ سقطت لبنة من لحد بلية فنظرت فإذا شيخ جالس في القبر عليه ثياب بيض تقعقع وفي حجره مصحف من ذهب مكتوب بالذهب وهو يقرأ فيه فرفع رأسه إلي وقال: أقامت القيامة؟ رحمك الله. قلت: لا. فقال رد اللبنة إلى موضعها رعاك الله. فرددتها. وقال اليافعي أيضا: روينا عمن حفر القبور من الثقاة أنه حفر قبرا فأشرف فيه على إنسان جالس على سرير وبيده مصحف يقرأ فيه وتحته نهر يجري فغشي عليه وأخرج من القبر ولم يدروا ما أصابه فلم يفق إلا في اليوم الثالث. وأخرج سعيد بن منصور عن عدية بنت أهبان بن صفي الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أوصانا أبي أن نكفنه في قميص قالت: فلما أصبحنا من الغد من يوم دفنا. إذا نحن بالقميص الذي دفناه فيه عندنا. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات بسند لا بأس به من مرسل راشد بن سعد أن رجلا توفيت امرأته، فرأى نساء في المنام ولم ير امرأته معهن. فسألهن عنها. فقلن: إنكم قصرتم في كفنها فهي تستحي تخرج معنا. فأتى الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر هل إلى بقية من سبيل. فأتى رجلا من الأنصار قد حضرته الوفاة فأخبره فقال الأنصاري: إن كان أحد يبلغ الموتى بلغته. فتوفي الأنصاري فجاء بثوبين مشردين بالزعفران. فجعلهما في كفن الأنصاري. فلما كان الليل أتى النسوة ومعهن امرأته، وعليها الثوبان الأصفران انتهى. وذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى في كتابه طبقات الأخيار في ترجمة الشيخ أحمد البدوي أن سيدي عبد العزيز الديريني رضي الله عنه كان إذا سئل عن سيدي أحمد البدوي قال: هو بحر لا يدرك له قرار وإخباره ومجيئه بالأسرى من بلاد الفرنج وإغاثة الناس في قطاع الطريق وحيلولته بينهم وبين من استنجد به لا تحويها الدفاتر رضي الله تعالى عنه. قلت: وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس وأربعين وتسعمائة أسيرا على منارة سيدي عبد العال مقديا مغلولا وهو مخبط العقل. فسألته عن ذلك. فقال: بينما أنا في بلاد الفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به فأخذني وطار بي في الهواء فوضعني هنا. فمكث يومين ورأسه. دائرة عليه شدة من الخطفة انتهى. وهذا كله، صريح بثبوت الكرامات بعد الموت وهو أمر حق في نفسه لا يشك فيه إلا كل ناقص الإيمان منطمس البصيرة مطرود عن باب فضل الله تعالى متعصب على أهل الله تعالى أوقعه الله تعالى في ورطة الإنكار على أوليائه تعالى وقد أهانه الله تعالى وغضب عليه وألقاه

إلى الشيطان يتلاعب به ليبغض من يحبهم الله تعالى فيعرضه للاستخفاف بهم وبكراماتهم وإهانة قبورهم واحتقارها مع أن المعلوم عند من قرأ في علم العقائد والتوحيد أن الأرواح لها اتصال بالأجساد بعد الموت كاتصال شعاع الشمس بالأرض والروح في مقرها فيجب احترام قبور المؤمنين البتة لهذا المعنى حتى قال الجلال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه بشرى الكئيب بلقاء الحبيب . قال اليافعي: مذهب أهل السنة أن أرواح الموتى ترد في بعض الأوقات من عليين أو من سجين إلى أجسادهم في قبورهم عند إرادة الله وخصوصا ليلة الجمة ويجلسون ويتحدثون وتتنعم أهل النعيم وتعذب أهل العذاب. قال: ويختص الأرواح دون الأجسام بالنعيم والعذاب ما دام في عليين أو سجين وفي القبر يشترك الروح والجسد انتهى. ومما يدل على اتصال الأرواح بالأجسام في القبور بعد الموت ما نقله في بحر الكلام للإمام النسفي رحمه الله تعالى من قوله في عذاب القبر. فإن قيل: كيف يوجع اللحم في القبر ولم يكن فيه الروح؟ فالجواب: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أن قيل له: كيف يوجع اللحم في القبر ولم يكن فيه الروح: فقال عليه الصلاة والسلام: كما يوجع سنك وإن لم يكن فيه الروح؟ ألا ترى إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن السن يتوجع لما أنه متصل باللحم، وإن لم يكن فيه الروح. فكذلك بعد الموت لما كان روحه متصلا بجسده فيتوجع انتهى وهذا صريح في أن روحانيات الموتى متصلة بأجسامهم التي في قبورهم وإن بليت أجسامهم وصارت ترابا. ولهذا جاء الشرع باحترام قبورهم كما ذكرناه فيما تقدم. فكيف لا ينبغي للمؤمنين احترام قبورهم وتعظيمها وزيارتها والتبرك بها وهم يعلمون أن الروحانيات الكاملة الفاضلة متصلة بتلك الأجساد الطيبة الطاهرة كما هو مقتضى الأخبار النبوية وأن صارت ترابا. ولا أرى المنكر لذلك إلا جاهلا يعتقد من جهله أن الأرواح أغراض تزول بالموت كما تزول الحركة عن الميت، طبق ما هو مذهب بعض الفرق الضالة، حتى أنهم يزعمون أن الأولياء إذا ماتوا صاروا ترابا والتحقوا بتراب الأرض وذهبت روحانياتهم، فلا حرمة لقبورهم. ولهذا يهينونها ويحتقرونها وينكرون على من زارها وتبرك بها حتى إني سمعت بأذني رجلا يقول يوما وأنا أسمع وكنت

ذاهبا إلى زيارة قبر الشيخ أرسلان الدمشقي رضي الله عنه: كيف تزورون ترابا؟ ما هذا إلا قلة عقل! فتعجبت من ذلك غاية العجب، وقلت في نفسي: ما هذا قول من يدعي الإسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقد ورد في الحديث أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ولا معنى لذلك إلا أن روحانيات الموتى إما تنعم في قبورهم أو تعذب فيها. وذلك باتصال الروحانيات بالأجساد البالية التي خرجت من الدنيا وهي طاهرة بالإيمان والطاعات أو قذرة بالكفر والمخالفات. فحينئذ قبور المؤمنين محترمة متبجلة معظمة كما كانوا قبل ذلك، وهم أحياء محترمون متبجلون. فإن من احتقر عالما أو بغضه خيف عليه الكفر، كما صرح بذلك الفقهاء. ولا فرق بين الأحياء في ذلك والأموات. أرايت أن الأحياء والأموات كلهم مخلوقات الله تعالى لا تأثير لأحد منهم في شيء من الأشياء البتة. وإنما المؤثر هو الله تعالى وحده على كل حال والأحياء والأموات سواء في عدم التأثير قطعا من غير شبهة ولكن الاحترام واجب في حق الجميع. قال تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وشعائر الله هي الأشياء التي تشعر أي تعلم به تعالى كالعلماء والصالحين أحياء وأمواتا ونحوهم. ومن تعظيمهم بناء القباب على قبورهم وعمل التوابيت لهم ومن الخشب حتى لا تحتقرهم العامة من الناس وإن كان ذلك بدعة فهي بدعة حسنة، كما قال الفقهاء في تكبير العمائم وتوسيع الثياب للعلماء، أنه جائز حتى لا تستخف بهم العامة ويحترمونهم. وإن كان ذلك بدعة لم يكن عليها السلف حتى قال في جامع الفتاوى في البناء على القبر: وقيل لا يكره إذا كان الميت من المشايخ والعلماء والسادات. وفي المضمرات: وكان الشيخ أبو بكر محمد بن الفضل يقول: لا بأس باستعمال الأجر في ديارنا وكان يجوز استعمال رفرف الخشب. وذكر الإمام التمرتاشى: هذا إذا كان حول الميت وأما إذا كان فوقه فلا يكره لأنه عصمة منن السباع وهذا كما اعتادوا التسنيم باللبن صيانة عن النبش. ورأوا ذلك حسنا. وفي تنوير الأبصار: ولا يرفع عليه بناء. وقيل: لا بأس به. وهو المختار وفي شرح الكنزللزيلعي. وقيل: لا بأس بالكتابة ووضع الحجر ليكون علامة لما روى أنه عليه السلام وضع حجرا على قبر عثمان بن مظعون انتهى. وأما وضع الستور والعمائم والثياب على قبور الصالحين والأولياء فقد كرهه الفقهاء حتى قال في فتاوى الحجة: وتكره الستور على القبور انتهى. ولكن نحن الآن نقول إن كان القصد بذلك التعظيم في أعن العامة حتى لا يحتقروا صاحب هذا القبر الذي وضعت عليه الثياب والعمائم ولجلب الخشوع والأدب لقلوب الغافلين الزائرين لأن قلوبهم نافرة عن الحضور والتأدب بين يدي أولياء الله تعالى المدفونين في تلك القبور، كما ذكرنا من حضور روحانياتهم المباركة عند قبورهم. فهو أمر جائز لا ينبغي النهي عنه لأن الأعمال بالنيات، ولكل إمرئ ما نوى. فإنه، وإن كان بدعة على خلاف ما كان عليه السلف ولكن من قبيل قول الفقهاء في كتاب الحج: إنه بعد طواف الوداع يرجع القهقري حتى يخرج من المسجد لأن في ذلك إجلال البيت وتعظيمه، حتى قال في منهج السالك: وما يفعله الناس من الرجوع القهقري بعد الوداع فليس فيه سنة مروية ولا أثر محكي وقد فعل أصحابنا انتهى. وهذا تعظيم للبيت الحرام مع أنه جماد والأولياء أفضل منه من غير شبهة لأنهم مكلفون بخدمة الله تعالى دون الكعبة لأن عبادتها بلا تكليف. وإن كانوا أمواتا فالميت كالجماد والاحترام لازم في حق الجميع. وكسوة الكعبة أمر مشروع حتى ذكروا أنه يجوز ستر الكعبة بالحرير وقبور الصالحين والأولياء وإن لم تكن كعبة ولا كالكعبة من جهة الأحكام ولكنها محترمة لأن الكعبة إنما أمرنا بالتوجه إليها والطواف بها وتعظيمها واحترامها مع أنها جماد ابتلاء من الله تعالى تكليفا لنا وإلا فهي أحجار. وكل من كان سجوده لها نفسها كان عابد أصنام فيكفر بالله تعالى ولهذا ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حين قبل الحجر في طوافه: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ما فعلته. قالوا سبب ذلك إنه تذكر وضع الجاهلية الأصنام حول البيت وسجودهم لها فخشى أن يظن أحد أن تقبيل الحجر يشبه نوعا من الجاهلية فقال ما قال رضي الله عنه: وما سمعنا أحدا من العامة ولاغيرهم يعتقد أن قبور الصالحين كعبة يصح الطواف بها أو تصح الصلاة إليها حتى نخاف عليهم من ذلك. وإنما العامة جميعهم يعلمون أن القبلة هي الكعبة وحدها. وأنها في مكة ولكنهم يبالغون في التعظيم والاحترام لتلك القبور لأنها قبور أولياء الله تعالى وقبور أحبائه تعالى وأهل صفوته. هذا مقدار ما نعلم من أحوالهم والمؤمن لا يظن بالمؤمنين إلا خيرا. وقد ورد في الحديث كما أخرجه الأسيوطى رحمه الله تعالى في الجامع الصغير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسن الظن من حسن العبادة. وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن أثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا) الآية. ويجب الحمل على الكمال في حق عامة المؤمنين كما كان يعاملهم النبي صلى الله عليه وسلم مع علمه باطلاع الله تعالى له إن منهم المنافقين الذين كانوا يبطنون الكفر والجحود ويظهرون الإيمان. ومع ذلك كان يعامل الجميع معاملة أهل الإيمان لأنه جاء يحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال عليه الصلاة والسلام. أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله. ولا ينبغي لمسلم أن ينكر كل ما يراه حدث ولم يكن في العصر الأول ما لم يطلع على قباحته وأن فاعله فعله على وجه يخالف ما هو مقصود الدين المحمدي. أرايت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سن سنة حسنة كان له، ثوابها وثواب من عمل بها إلى يوم القيامة. فقد سمى ما تحدثه الأمة بعده مما هو غير مخالف لمقصود شرعه سنة مع أنه لم يكن له وجود في زمنه صلى الله عليه وسلم. فالبدعة الحسنة الموافقة لمقصود الشرع تسمى سنة على هذا، تسمية وردت على لسان الشارع صلى الله عليه وسلم. ومن هذا القبيل ما ذكره الفقهاء في مبحث زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من قولهم وما يفعله بعض الناس من النزول بالقرب من المدينة والمشي إلى أن يدخلها حسن. وكل ما كان أدخل في الأدب والاجلال كان حسنا كما ذكره والدي رحمه الله تعالى في حاشيته على شرح الدرر في كتاب الحج.

ويقاس على هذا إيقاد القناديل والشمع عند قبور الأولياء والصالحين وهو أيضا من باب التعظيم والاجلال للأولياء. فالمقصد فيها مقصد حسن لا سيما إن كان لذلك الولي فقراء يخدمونه، يحتاجون إلى إيقاد المصباح ليلا لقراءة قرآن أو تسبيح أو تهجد وإن كره الفقهاء الصلاة عند القبور ولكن محله في غير الموضع المعد لذلك، المتباعد عن القبر. وقد قال والدي رحمه الله تعالى في حاشيته على شرح الدرر: وتكره الصلاة في المقبرة لأنه يشبه اليهود. فإن كان فيها موضع أعد للصلاة ليس فيه قبر ولا نجاسة. فلا بأس به كما في الخانية وفي الحاوي. فإن كانت القبور وراء المصلي لا يكره وإن كان بينه وبين القبر مقدار ما لو كان في الصلاة ومر إنسان لا يكره فههنا أيضا لا يكره انتهى. وأما وضع اليدين على القبور والتماس البركة من مواضع روحانيات الأولياء فهو أمر لا بأس به أيضا. قال في جامع الفتاوى. وقيل: لا يعرف وضع اليد على المقابر سنة ولا مستحبا ولا نرى به بأسا انتهى. والأعمال بالنيات فإن كان مقصده خيرا كان خيرا. والله يتولى السرائر. وأما نذر الزيت والشمع للأولياء يوقد عند قبورهم تعظيما لهم ومحبة فيهم فهو جائز في الجملة. أرأيت أن الفقهاء قالوا في وقف الذمي الزيت على سراج بيت المقدس: إنه صحيح لكونه قربة عندنا وعندهم. وفي كتاب أوقاف الخصاف من بحث وقف الذمي فإن قال أرضي صدقة موقوفة تكون غلتها في ثمن زيت للإسراج في بيت المقدس. قال: هذا جائز لأنه قربة عندنا وعندهم انتهى وبيت المقدس مسجد شريف فالإسراج فيه من جملة تعظيمه وكذلك قبور الصالحين والأولياء المقربين. وكذلك نذر الدراهم والدنانير للأولياء بأن تصرف على فقرائهم المجاورين عند قبورهم أمر جائز في نفسه لأن النذر فيه مجاز عن العطية كما قالوا في الهبة للفقراء إنه صدقة فليس له الرجوع بها وفي الصدقة على الأغنياء. أنها هبة فيثبت له الرجوع فيها. فالعبرة لمقاصد الشرع دون الألفاظ. فإن النذر إنما هو مخصوص بالله تعالى فإذا استعمل في غيره كمن قال لرجل: لك على عشرة دراهم إن شفا الله مريضي ونحوه. ثم قال: نذرت لفلان كذا كان وعدا منه بذلك وهو مجاز عن الهبة إن كان ذلك الرجل غنيا وعن الصدقة إن كان فقيرا. ورب إنسان يقول لآخر من أهل الذمة الكافرين بالله تعالى إن شفا الله تعالى مريضي فلك عندي مائة درهم مثلا. ولا يأثم في قوله ذلك. ويكون صدقة لأن الصدقة على فقراء أهل الذمة جائزة ما عدا الزكوات، كما قرره الفقهاء في كتبهم. فكيف يقول عاقل بحرمة قول الإنسان لولي من الأولياء بعد الموت إن شفى الله مريضي فلك عندي مائة درهم ونحوه. مع أن أهل الولاية أولى في هذا المعنى من غيرهم. وإن كانوا أمواتا فإن القائل يعلم أن ذلك يصرف في مصالح الخادم لذلك الولي وللفقراء المجاورين عنده فيجعل ذلك وعدا وعطية وإباحة من ذلك القائل لكل من يأخذه، تصحيحا لقول المؤمنين ما أمكن والله ولي التوفيق. وأما احتجاج بعض الناس على تحريم هذه الأمور بغير دليل قطعي فموجبه عدم الحياء من الله تعالى وعدم الخوف منه فإن الحرام في النهي في مقابلة الفرض في الأمر. وكل منهما يحتاج في ثبوته إلى دليل قطعي إما آية من كتاب الله تعالى أو سنة متواترة أو إجماع معتد به أو قياس يورده المجتهد لا غيره من المقلدين لأنه لا عبرة بقياس المقلدين الذين لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد كما هو مسطر في كتب الأصول. وأما قول بعض المغرورين: بأننا نخاف على العوام إذا اعتقدوا وليا من الأولياء وعظموا قبره والتمسوا البركة والمعونة منه أن يدركهم اعتقاد أن الأولياء نؤثر في الوجود مع الله تعالى فيكفرون ويشركون بالله تعالى، فننهاهم عن ذلك نهدم قبور الأولياء ونرفع البنيانات الموضوعة عليها، ونزيل الستور عنها، وتجعل الاهانة للأولياء ظاهرا حتى تعلم العوام الجاهلون أن هؤلاء الأولياء لو كانوا مؤثرين في الوجود مع الله تعالى لدفعوا عن أنفسهم هذه الاهانة التي نفعلها معهم. فاعلم أن هذا الصنيع كفر صريح مأخوذ من قول فرعون على ما حكاه الله تعالى لنا في كتابه القديم بقوله تعالى: (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يحدث في الأرض الفساد). وكذلك هؤلاء المغرورون لم يكمل إيمانهم بعد بأن الله تعالى يحب أولياءه وأنه يخلق على أيديهم في حياتهم جميع ما قدر أن يريدوه مما لم يخالف الشرع وجميع ما تريده روحانياتهم بعد موتهم بأمره تعالى الذي روحانياتهم منه من الأمور الخارقة للعادة وكأنهم لم يعلموا بعد أن الإيمان حق وأنه منج عند الله تعالى فقلوبهم مملؤة من ظنون وشكوك وأوهام وتحيرات وزيغ. وقد عموا وصموا وختم الله تعالى على قلوبهم حتى لم يقدروا على الفرق بين الحق والباطل. ومن يضلل الله فما له من هاد ولو أنهم صدقوا في خوفهم ذلك على عامة المسلمين لقرروا لهم أحكام العقائد والتوحيد وعلموهم البراهين والحجج القطعية من غير منازعة ولا جدال وحملوهم على الفهم في العقائد والنظر في الفضائل. وشدوا عليهم في ذلك غاية التشديد، فإن العامة متى تحققوا في نفوسهم أن الفاعل واحد على كل حال. ولا تأثير لشيء البتة تحولت خواطرهم عن اعتقاد التأثير في غيره تعالى وعلموا أن كل ما سواه تعالى بيده تعالى، فتن وتحيرات تسمى أسبابا يضل الله بها من يشاء ويهدي من يشاء. قال تعالى: (والله من وراثهم محيط) يعني من وراء جميع الأشياء المحسوسات والأشياء المعقولات على معنى أنه لا يشبهها ولا تشبهه البتة. وعلى فرض أن يكون غرضهم ذلك المذكور فكيف يجوز انتهاك حرمات الله تعالى في حق أوليائه وأهل خاصته بهدم قبابهم وتحقير قبورهم في عيون العامة وهتك ستورهم الموضوعة احتراما لهم من أجل هذا الأمر الموهوم وهو خوف الضلال على العامة. وكيف يجوز الظن السوء في حق العامة ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يفعلون ذلك لا الظن السوء بالمسلمين حرام محقق كما قدمناه. وأما اعتقاد شيخ بعينه والانتماء إليه والسلوك على طريقته الخاصة فهو أمر مطلوب. فإن العمل بالجوارح كما يحتاج المقلد فيه إلى سلوك مذهب مخصوص إن لم يكن مجتهدا كالحنفي يقلد أبا حنيفة والشافعي يقلد الشافعي ونحو ذلك، كذاك سلوك الطريق إلى الله تعالى يحتاج إلى تقليد شيخ مخصوص في البداية لتتصل البركة والإمداد بواسطة محبة ذلك الشيخ واعتقاده من الله تعالى إلى ذلك الإنسان، كما أن الشيخ إذا كان حيا تتصل بركته بخادمه ومعتقده والمستمد منه. فكذلك الشيخ إذا كان ميتا مدفوفا في قبره فإن المؤثر في الحقيقة هو الله تعالى ولا فرق في الاستمداد بين الشيخ الحي والميت بعد معرفة أنهما لا يؤثران في شيء من الأشياء مع الله تعالى قطعا، فإن المريد الصادق إذا صدق في طلب المدد من الله تعالى على يد شيخ حي أو ميت مما هو سبب من جملة الأسباب، فالله تعالى لا يخيبه البتة. فإن المرشد الكامل إذا كان حيا ليس في وسعه إيصال المريد إلى الله تعالى بتأثيره. وإنما الموصل هو الله تعالى وحده ولكن المرشد سبب كما قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم. الذي هو أعظم مرشد للأمة: (إنك لا تهدي من أجبت ولكن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم). وقال له: (ليس لك من الأمر شيء). ونقل قدوتنا الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي قدس الله سره: أن من جملة مشايخه الذين انتفع بهم في طريق الله تعالى ميزاب رآه في مدينة فاس في حائط ينزل منه ماء السطح فانتفع به ومن مشايخه ظله الممتد من شخصه وذكر نحو ذلك في كتابه روح القدس. وهذه الأولياء الذين في قبورهم أليس أتهم أعلى من الميزاب والظل اللذين كان يستمد منهما الشيخ الأكبر رضي الله عنه بسبب صدقه في طلبه. فكيف ينكر عاقل استمداد إنسان من ولي ميت من أولياء الله تعالى وهو يعلم أن روحانيات الأولياء متصلة بأجساهم في قبورهم كما سبق بيانه. وكيف يستبعد إنسان مسلم هذا الاستمداد من الأموات الذين هم أفضل من هؤلاء الأحياء الغافلين عن معرفة رب العالمين بيقين. ومع ذلك تراه إذا عرضت له حاجة إلى ظالم أو فاسق أو كافر جاء إليه متذللا خاضعا ويداهنه، ويطلب منه قضاء حاجته ويستمد منه ثم يقول: فلان قضى حاجتي ونفعني. بل إذا جاع استمد الشبع من المأكل، وإذا عطش استمد الري من الماء، وإذا عرى استمد ستر العورة من الثوب، ونحو ذلك استمدادا طبيعيا مع علمه أن المأكل والماء والثوب جمادات لا روح فيها. ولو صرح بهذا الاستمداد وقال: أنا أطلب الشبع من المأكل ونحوه على المعنى المجازي مع اعتقاده أن الله تعالى هو الممد الحقيقي فلا خطأ عليه ولا إثم ولا عار. وكذلك يقول هذا الغافل الدواء الفلاني مسهل والشئ الفلاني قابض والمعجون الفلاني نافع من كذا، ولا يبالي في هذا القول ولا يظهر منه الانتقاد والاحتراز إلا في حق نسبة التأثير والاستمداد إلى أولياء الله تعالى الذين هم أفضل عند الله تعالى من كل دواء وكل معجون وما ذلك إلا من انطماس البصيرة والعماء عن الصواب.

ومما يحث المريد على اتخاذ الشيخ الحي مسترشدا منه أو الميت مستمدا منه ما نقله الشيخ عبد الوهاب الشعراوي رحمه الله تعالى في كتابه العهود المحدية:
 أن معروف الكرخي كان يقول لأصحابه: إذا كان لكم إلى الله تعالى حاجة فأقسموا عليه بي ولا تقسموا عليه به تعالى. فقيل له في ذلك فقال: هؤلاء لا يعرفون الله تعالى فلم يجبهم، ولو أنهم عرفوه لأجابهم. وكذلك وقع لسيدي محمد الحنفي الشاذلي أنه كان يعدي من مصر إلى الروضة ماشيا على الماء هو وجماعته فكان يقول لهم: قولوا يا حنفي، وامشوا خلفي وإياكم أن تقولوا يا الله! تغرقوا، فخالف شخص منهم وقال: يا الله فزلقت رجله فنزل إلى لحيته في الماء فالتفت إليه الشيخ وقال: يا ولدي إنك لا تعرف الله تعالى حتى تمشي باسمه على الماء، فاصبر حتى أعرفك بعظمة الله تعالى. ثم اسقط الوسائط انتهى. وفي الجملة فاتخاذ الشيخ الحي أن وجد، وإلا فالميت أولى. 
الكل أموات لما قدمناه من إشارة قوله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) فافهم ترشد إن شاء الله تعالى ولا تعترض تكن من الهالكين. فإن الله تعالى يغار لأوليائه إذا انتهكت حرماتهم أشد غيرة ولا إله غيره إنه لقول فصل وما هو بالهزل إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا. وأما هذه الطبول والنايات وهذه الأعلام والرايات التي تنقيد بها الفقراء اليوم وهذه الأوقات التي اخترعتها مشايخ هذا الزمان فإن جميعها جهل ولهو وبطالة لا ينبغي للشيخ المرشد أن يعملها ولا أن يقر عليها لما يترتب عليها من مفسدة الغرور بغير الله تعالى والإعراض عن طلب العلم النافع والاجتهاد في سنن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وإن كنا نحن لا ننكرها على الكاملين العارفين إذا صدرت منهم (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب). وأما الاجتماع وذكر الله تعالى الصحيح الخالي من اللحن مع الأدب والخشوع بعد معرفة الواجب من الاعتقاد الموافق، والواجب من كيفية الأعمال الصالة في العبادات والمعاملات فهو أمر جائز مندوب إليه ولا التفات لمن رده من تعصبه وجهله. فقد نقل الشيخ المناوي رحمه الله تعالى في الشرح الكبير على الجامع الصغير عن الشيخ الاسيوطى رحمه الله تعالى أنه أخذ من قوله عليه الصلاة والسلام: أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون. ونحو هذا الحديث: إن ما اعتاده الصوفية من عقد حلق الذكر والجهر به في المساجد ورفع الصوت بالتهليل لا كراهة فيه. ذكره في فتاواه الحديثية، قال: وقد وردت أخبار تقتضي ندب الجهر بالذكر وأخبار تقتضي الإسرار به والجمع بنيهما. إن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص كما جمع النووي رضي الله عنه به بين الأحاديث الواردة بندب الجهر بالقراءة والواردة بندب الأسرار بها انتهى كلامه. وأما خصوص هذا الصعق والزعق والصياح والاضطراب والتواجد عند سماع أقوال المغنين واحتباك أصوات الذاكرين جهرا فلا نطلق القول فيه. وإنما نفصل. فإن كان بحق بأن قام للتواجد قومة المضطر الذي استغرته المعاني الإلهية الواردة على قلبه وخاطره في ذلك الوقت، فإنا لا ننكر ذلك ولكن نسلمه لفاعله على أنه ليس كما لا له. والكمال في السكون كما قال الشيخ أرسلان رضي الله عنه في رسالته في علم التوحيد: إذا عرفته سكنت وإذا جهلته تحركت. وأما إذا كان قيامه وتواجده مجرد شهوة نفسية بعثته فحركته عمدا وهيمته وأطربته وحملته على فعل ذلك الصياح والاضطراب، فهو شيطان مريد يجب منعه وطرده وإخراجه من بين الجماعة حتى لا يفسد بقية الذاكرين ويشتت قلوبهم ويزيل خشوعهم وأدبهم. فإن قال قائل: من أين يعرف المريد المحق من المبطل؟ نقول له: من شرب الخمرة لا بد أن يتقاياها أو تنفح رائحتها من فمه وبيان ذلك إنا نسأله ما الذي حملك حتى صحت وزعقت واضطربت؟ فإن بين معنى اللهيا يحمل ذلك وشرح لنا شيئا من المعاني الواردة على قلبه عند السماع بحيث نستدل بالثمرة على الأغصان وبالزهرة على البستان سلمنا له ذلك واعتقدنا فيه الصلاح. وأما إذا سألناه فوجدناه من جملة الثيران لا يزيد على قوله همت في محبة ربي وأهاجني ذكرى حقائق الوجود وهو متعر من كل فضيلة فهو شيطان عنيد يجب طرده وإخراجه وتأديبه.

وأما إنشاد الأشعار التي تكلم بها العارفون كأشعار الشيخ شرف الدين ابن الفارض والشيخ الأكبر ابن العربي وعفيف الدين التلمساني والشيخ عبد الهادي السودى ونحوهم من السادة الصوفية رضي الله عنهم فهي جملة المهيجة القلبية إلى الحضرة الإلهية. فكل من كان يفهم الحقائق يجوز له سماعها وإنشادها. وكل من ألهته وأوقعته في الطرب النفساني ولم ينتفع منها بوارد يرد على قلبه فلا يجوز له سماعها، لأن سماعه حينئذ مجرد لهو وبطالة، كما قال الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ويجب علينا أن لا نسيئ الظنون في أحد من العالمين إلا لمجاهر بكفره ومتهتك بفسقه إذا أخبر من نفسه أو اطلعنا عليه من فلتات كلامه وتحققنا عدم فهمه وعدم تحققه بربه، والجميع عندنا محمولون على الكمال. ولكن هذا مقدار الواجب علينا في البيان ويجب على كل مسلم أن لا يخون نفسه ويغالطها. فإن وجد لها قوة على المعرفة والانتفاع بحضور حلق الذكر المشتمل على السماع والوجد والإتشاد فليحضر، وإلا فاشتغاله بطلب العلوم النافعة أولى كما قال القائل شعرا: إذا لم تستطع شيئا فدعه وجا وزه إلى ما تستطيع وليحذر كل الحذر أن يكون منافقا في الطريق فإن الناقد بصير (والله بما تعلمون خبير). وأما هذا الزي المخصوص الذي اتخذه كل فريق من الصوفية كلبس المرقعات وميازر الصوف والميلويات فهو أمر قصدوا به التبرك بمشايخهم الماضين، فلا ينهون عنه ولا يؤمرون به فإن غالب ملابس هذا الزمان من هذا القبيل كالعمائم التي اتخذها الفقهاء والمحدثون. والعمائم التي اتخذها العساكر والجنود والملابس التي تتخذها عوام الناس وخواصهم فإنها جميعها مباحة، وليس فيها شيء يوافق السنة إلا القليل. ولا نقول إنها بدع أيضا لأن البدعة هي الفعلة المخترعة في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عليه الصحابة والتابعون رضي الله عنهم وهذه الهيئات والملابس والعمائم ليست مبتدعة في الدين بل هي مبتدعة في العادة ولا هي مخالفة للسنة أيضا على حسب ما عرف الفقهاء السنة بأنها كل فعلة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على وجه العبادة لا العادة. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يلبس العمامة على سبيل العبادة ولا لبس الثياب المخصوصة على طريق العبادة. وإنما القصد بذلك ستر العورة ودفع أذية الحر والبرد. ولهذا ورد عنه لبس الصوف والقطن وغير ذلك من الثياب العالية والسافلة. فليس مخالفته في ذلك مخالفة سنة وإن كان الاتباع في جميع ذلك أفضل لأنه مستحب والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين. آمين.

 وكان الفراغ من تصنيفها نهار الأربعاء السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وثمانين بعد الألف 1084 من الهجرة النبوية.


 وكان الفراغ من كتابتها على يد الفقير محمد عمر الدويكي الشافعي عفا عنهما منتصف صفر المبارك سنة تسع وثمانين وألف (1089).

ترجمة المؤلف

النابلسي - عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل ابن أحمد بن إبراهيم النابلسي الدمشقي العارف بالله الحنفي الصوفي النقشبندي القادري ولد بدمشق سنة 1050 وتوفي بها سنة 1143. من تصانيفه: إبانة النص في مسألة القص أي اللحية. الابتهاج في مناسك الحاج. الأبيات النورانية في ملوك الدولة العثمانية. إتحاف الساري في زيارة الشيخ مدرك الفزاري. إتحاف من بادر إلى حكم النوشادر. الأجوبة الأنسية عن الأسئلة القدسية. الأجوبة البتة عن الأسئلة الستة. الأجوبة المنظومة عن الأسئلة المعلومة. احترام الخبز وشكر النعمة عليه وعدم إهانته بنحو دوسه بقدميه. إرشاد المتملي في تبليغ غير المصلي. إزالة الخفا عن حلية المصطفى صلعم. إسباغ المنة في أنهار الجنة. اشتباك الأسنة في الجواب عن الفرض والسنة. إشراق المعالم في أحكام المظالم. إطلاق القيود شرح مرآة الوجود. أنس الحافر في معنى من قال أنا مؤمن فهو كافر. الأنوار الإلهية شرح مقدمة السنوسية. أنوار السلوك في أسرار الملوك. أنوار الشموس في خطب الدروس. إيضاح الدلالات في سماع الآلات. إيضاح المقصود من معنى وحدة الوجود. بداية المريد ونهاية السعيد. بذل الإحسان في تحقيق معنى الإنسان. بذل الصلات في بيان الصلاة. برهان الثبوت في تبرئة هاروت وماروت. بسط الذراعين بالوصيد في بيان الحقيقة وإنجاز في التوحيد. بقية الله خير بعد الفناء في السير. بغية المكتفي في جواز الخف الحنفي. بواطن القرآن ومواطن

العرفان. تثبت القدمين في سؤال الملكين. تحرير الحاوي بشرح تفسير البيضاوي. تحرير عين الاثبات في تقرير عين الاثبات. تحريك الاقليد في فتح باب التوحيد. تحريك سلسلة الوداد في مسألة خلق العباد. تحصيل الأجر في أذان الفجر. تحفة الراكع الساجد في جواز الاعتكاف في فناء المساجد. تحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية. تحفة الناسك في بيان المناسك. تحقيق الانتصار في اتفاق الأشعري والماتريدية على الاختيار. تحفة الذوق والرشف في معنى المخالفة الواقعة بين أهل الكشف. تحقيق القضية في الفرق بين الرشوة والهدية. تحقيق معنى المعبود في صورة كل معبود. تحقيق النظر في تحقيق النظر. تخبير العباد في سكن البلاد. تشحيذ الأذهان في تطهير الأدهان. تشريف التقريب في تنزله القرآن عن التعريب. تطبيب النفوس في حكم المقادم والرؤس. تعطير الأنام في تعبير المنام مطبوع. تفوه الصور شرح عقد الدرر فيما يفتى به على قول زفر. تقريب الكلام على الأفهام في معنى وحدة الوجود. تكميل النعوت في لزوم الثبوت. تنبيه الأفهام على عدة الحكام شرح منظومة الحموي. تنبيه من النوم في مواجيد القوم. تنبيه من يلهو عن صحة الذكر بالاسم هو. توريث المواريث في الدلالة على موضع الأحاديث في أطراف الكتب السبعة. المتوفيق الحلي بين الأشعري والحنبلي. توفيق الرتبة في تحقيق الخطبة. ثواب المدرك لزيارة الست زينب والشيخ مدرك. جمع الأسرار ومنع الأشرار عن الطعن لصوفية الأخيار. جمع

الأشكال ومنع الإشكال عن عبارة تفسير البغوي. الجواب التام عن حقيقة الكلام. الجواب الشريف للحضرة الشريفة أن مذهب أبي يوسف ومحمد هو مذهب أبي حنيفة. الجواب العلي عن حال الولي. الجواب عن الأسئلة المائة وإحدى وستين. الجواب المعتمد عن سؤالات أهل صفد. الجواب المنثور والمنظوم عن سؤال المفهوم. جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص. الجوهر الكلي في شرح عمدة المصلي. الحاصل في الملك والمحمول في الفلك في أخلاق النبوة والرسالة والخلافة والملك. الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية. حق اليقين وهداية المتقين الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز. حلاوة الآلا في التعبير إجمالا. حلة الذهب الاريز في رحلة بعلبك وبقاع العزيز حلية العاري في صفات الباري. الحوض المورود في زيارة الشيخ يوسف والشيخ محمود. الخضرة الأنسية في الرحلة القدسية. خلاصة التحقيق في حكم التقليد والتلفيق حمرة بابل وغنية بلابل في الغزليات. خمرة الحان وزنة الألحان شرح رسالة الشيخ رسلان. دفع الاختلاف من كلام القاضي والكشاف. دفع الايمام ورفع الإيهام جواب سؤال. ديوان الحقائق وميدان الرقائق ديوان الإلهيات. ديوان المدائح المطلقة في المراسلات والألغاز. ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث. رائحة الجنة شرح إضاءة الدجنة. ربع الإفادات في ربع العبادات. رد التعنيف على المعنف وإثبات جهل المصنف. رد الجاهل إلى الصواب في جواز إضافة التأثير إلى

الأسباب. رد الحجج الداحضة على عصبة الغي الرافضة، رد المتين على المنقص [1] العارف محيي الدين. رد المفترى على الطعن للششترى. الرد الوفي على جواب الحصكفي في الخف. الرسوخ في مقام الشيوخ رشحات الأقلام شرح كفاية الغلام. رفع الاشتباه عن علمية اسم الله. رفع الريب عن حضرة الغيب. رفع الستور عن متعلق الحار والمجرور. رفع الضرورة عن حج الصيرورة رفع العناد عن حكم التعويض والإسناد. رفع الكسا عن عبارة البيضاوي في سورة النساء. ركوب التقييد بالاذعان في وجوب التقليد في الإيمان. رنة النسيم وغنة الرخيم. روض الأنام في بيان الإجازة في المنام. روض العطار بروائق الأشعار. زبدة الفائدة في الجواب عن الأسئلة الواردة. زهر الحديقة في ترجمة رجال الطريقة. زيادة البسطة في بيان العلم نقطة. السائحات النابلسية والسارحات الأنسية. السر المختبى في ضريح ابن العربي. صرعة الانتباه لمسألة الاشتباه. سلوى النديم وتذكرة العديم. الشمس على جناح الطائر في مقام الواقف السائر. صدح الحمامة في شروط الإمامة. الصراط السوي شرح ديباجة المثنوي. صرف الأعنة إلى عقائد أهل السنة. صرف العنان إلى قراءة حفص بن سليمان. صفوة الأصفياء في بيان الفضيلة بين الأنبياء. صفوة الضمير في نصرة الوزير. الصلح بين الإخوان في حكم إباحة الدخان الطلعة البدرية في شرح القصيدة المضرية. طلوع الصباح على خطبة المصباح * الظل الممدود في معنى وحدة


(هامش)


[1] لعله (منقص) (*)

الوجود. العبير في التعبير. عذر الأئمة في نصح الأمة. العقد النظيم في القدر العظيم. شرح بيت من بردة المديح. العقود اللؤلؤية في طريق المولوية. علم الملاحة في علم الفلاحة. عيون الأمثال لعديم الأمثال. غاية الإجازة في تكرار الصلاة على الجنازة. غاية المطلوب في محبة المحبوب. غيث القبول هما في معنى جعلا له شركاء فيما آتاهما. الغيث المنبجس في حكم المصبوغ بالنجس. فتح الاغلاق في مسألة على الطلاق. الفتح الرباني والفيض الرحماني. فتح العين عن الفرق بين التسميتين أعني المسلمين والنصارى. فتح الكبير بفتح راء التكبير. فتح المعيد المبدى شرح منظومة سعدي أفندي. الفتح المكي واللمح الملكي. فتح الكريم الوهاب في العلوم المستفادة من الناي والشاب. الفتوحات المدنية في الحضرات المحمدية. قطرة السماء الوجود ونظرة العلماء الشهود. قلائد الفرائد في موائد الفوائد في الفروع. قلائد المرجان في عقائد الإيمان. القول الأبين في شرح عقيدة أبي مدين. القول السديد في جواز خلف الوعيد والرد على الرجل العنيد القول القاصم في قراءة حفص عن عاصم. القول المختار في الرد على الجاهل المحتار. القول المعتبر في بيان النظر. الكتابة العلية على الرسالة الحنبلاطية. كتاب الوجود الحق والخطاب والصدق. كشف الستر عن فريضة الوتر. كشف السر الغامض شرح ديوان ابن الفارض. كشف النور عن أصحاب القبور. الكشف عن الأغلاط التسعة من بيت الساعة. الكشف والتبيان عما يتعلق بالنسيان. كفاية الغلام في أركان الإسلام.

كفاية المستفيد في علم التجويد. الكشف والبيان عن أسرار الأديان. كنز الحق المبين في أحاديث سيد المرسلين. الكوكب الساري في حقيقة الجزء الاختياري. الكواكب المشرقة في حكم استعمال المنطقة من الفضة. كوكب الصبح في إزالة القبح. كوكب المباني وموكب المعاني شرح صلوات سيدي عبد القادر الكيلاني. كوكب المتلألئ شرح قصيدة الغزالي. الكوكب الوقاد في حسن الاعتقاد. لطائف الأنسية على عقيدة السنوسية. لمعات الأنوار في المقطوع لهم بالجنة والمقطوع لهم بالنار. لمعات البرق النجدي شرح تجليات محمود أفندي. لمعة النور المضية شرح الأبيات السبعة الزائدة من الخمرية الفارضية. اللؤلؤ المكنون في حكم الأخبار إنما سيكون. المجالس الشامية في مواعظ أهل البلاد الرومية. مخرج المتقي ومنهج المرتقى. المطالب الوفية شرح الفوائد السنية. المعارف الغيبية شرح عينية الجيلية. مفاتيح القلوب في علم الحضور والغيوب. مفتاح الفتوح في مشكاة الجسم وزجاجة النفس ومصباح الروح. مفتاح المعية شرح الرسالة النقشبندية. المقاصد الممحصة في بيان كي الحمصة المقامات الأسمى في امتزاج الأسما. مليح البديع في مديح الشفيع بديعية. مناعاة القديم ومناجاة الحكيم. نتيجة العلوم ونصيحة علماء الرسوم. نخبة المسألة شرح التحفة المرسلة. نبزة القدمين في سؤال الملكين. نزهة الواجد في الصلاة على الجنازة في المساجد. نسمات الأسحار في مدح النبي المختار. نسيم
الربيعي في التجاذب البديعي. النظر المشرف في معنى قول الشيخ عمر بن الفارض عرفت أم لم تعرف. النعم السوابغ في إحرام المدني من رابغ. نفحات الأزهار على نسمات الأسحار. النفحات المنتشرة في الجواب عن الأسئلة العشرة. نفحة القبول في مدحة الرسول. نفخة الصور ونفحة الزهور في شرح قبضة النور. نقود الصرر شرح عقود الدرر فيما يفتى به من أقوال الإمام زفر للسيد أحمد الحموي. النوافح الفائحة بروائح الرؤيا الصالحة. نور الأفئدة في شرح المرشدة لأبي الليث. نهاية السول في حلية الرسول صلعم. نهاية المراد شرح هدية ابن العماد في الفروع. وسائل التحقيق في رسائل التدقيق في مكاتبات العلمية. هدية الفقير وتحية الوزير. يوانع الرطب في بدايع الخطب. شرح منظومة القاضي محب الدين. رسالة في تعبير رؤيا سئل عنها رسالة في جواب - سؤال - ورد من بيت المقدس. رسالة في جواب سؤال ورد من مكة المشرفة. رسالة في جواب سؤال ورد من بطريق النصارى في التوحيد. رسالة في سؤال عن حديث نبوي. رسالة في الحث على الجهاد. رسالة في حكم المستعير من الحكام. رسالة في حل نكاح المتعة على الشريعة. رسالة في قوله صلعم من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا. رسالة في كي الحمصة. (214) رسالة في معنى بيتين رأت قمر السماء وذكرتني. وغير ذلك. 

تحقيق القول في جواز الزيارة الشرعية لأضرحة الأولياء والصالحين

الجمعة 11 حزيران (يونيو) 2010 الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي 

زيارة أضرحة ومقامات الأولياء الصالحين من القضايا التي يكثر السؤال عنها لا سيما في المجتمعات والبلدان التي توجد فيها مثل هذه المعالم والزوايا والتي منها منطقة الشمال الإفريقي (مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وما وراء هذه البلدان في إفريقيا ما وراء الصحراء)
ولأن القضية (زيارة أضرحة ومقامات الأولياء) دقيقة وذات صلة بالعقيدة وهي قضية حساسة فإن العلماء المحققين لم يتسرعوا في الإدلاء بحكم الشرع فيمن يرتادون هذه الأماكن وإنما آثروا التروي والتثبت حتى لا يخرجوا بجرة قلم من دائرة الإسلام من تنطق ألسنتهم بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ذلك أن الزيارة للقبور والمقابر في حد ذاتها لا اختلاف بين العلماء في جوازها ومشروعيتها فقد أذن بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمأن على رسوخ عقيدة التوحيد في قلوب أصحابه حيث قال (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزورها).
* والعلماء الذين نهوا عن زيارة الأضرحة والمقامات كان مستندهم القاعدة المعروفة (بسدّ الذرائع) وذلك خشية أن تؤول هذه الزيارات إلى الشرك بالله والاعتقاد أن غير الله سبحانه وتعالى يقدر على شيء من نفع وضر ودفع وجلب إذ كل ذلك لله وحده وإشراك غيره فيه ظلم عظيم (إن الشرك لظلم عظيم) وما دون الشرك بالله قابل للغفران أما الشرك فإن الله يقول في حقه (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك).
* ولا شك أن الزائر لأضرحة الصالحين ومقاماتهم إذا كان مستصحبا لعقيدة التوحيد وكل مقتضياتها لا تثريب عليه إن هو زار هذه الأماكن وتقرب فيها إلى الله بالمشروع من الطاعات والقربات من الأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله ومنعه من ذلك ورميه بالشرك والكفر وإخراجه من دائرة الإيمان لا حجة ولا برهان عليه من نقل (نصوص شرعية من قرآن وسنة) أو عقل بل في ذلك تألٍّ على الله (ومن تألى على الله كذبه) وهو محاكمة للنوايا التي محلها القلب الذي لا يعلم ما فيه إلا الله ثم المعني بالأمر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حكم بكفر من نطق بالشهادتين هل شققت صدره؟ فالنوايا لا يعلمها إلا الله.
* والمقدم على زيارة هذه الأماكن أعلم بما يفعل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استفت قلبك وان أفتوك) كل ما في الأمر وما ينبغي القيام به نحو هؤلاء الزائرين والمرتادين لهذه الأماكن هو توجيههم بالمشروع وغير المشروع في الزيارة وإرشادهم من طرف أهل الذكر من العلماء وليس من العوام أمثالهم بالحكمة والموعظة الحسنة (ادع إلى سبيل ربيك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقد قال الله لرسوله وهو الرؤوف الرحيم بالمؤمنين والرفيق بهم (ولو كنت فضًّا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر).
فإذا ما زار الزائر لهذه المقامات بعلم وأدب فإن زيارته شرعية ولا يجوز لنا منعه من ذلك والحكم على ما قام به بالمخالفة للشرع.
ويدخل في الإباحة والجواز التقرب إلى الله في هذه الأماكن بما يرضيه سبحانه وتعالى من الطاعات من صلاة وتلاوة للقرآن وذكر لله ودعاء وصدقة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) وهذه الأماكن (الأضرحة والمقامات) من الأرض بل من الأرض العامرة بما يرضى الله من الطاعات ولا يمكن أن نستبعد أن تكون من مواطن استجابة الدعاء والذي يساعد عليه ما يجده الزائر من سكينة وطمأنينة وراحة نفسية وتفاعل روحي مع ذلك الولي صاحب الضريح، إذ من المسلّم به شرعا أن الأرواح تحوم حول قبورها وتسر وتفرح لمن يزورها، فما يموت من الإنسان هو الجسد أما الروح فهي باقية، وهي من أمر الله، والتواصل بين الأرواح والتفاعل بينها وارد وممكن. وقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحاب القبور وخاطبهم خطاب الأحياء، ومن عباد الله من غير الأنبياء والمرسلين عليهم السلام من هم (أحياء عند ربهم يرزقون)(الشهداء).
* والتوسل إلى الله عند الدعاء بالأنبياء والمرسلين وصالح المؤمنين جوزه وأباحه وقال بشرعيته جمهور العلماء قديما وحديثا والخلاف بينهم هو في من انتقل منهم إلى دار البقاء، والجمهور على جواز ذلك إذ لا موجب للتقييد والقاعدة الأصولية تقول (إذا استوى التقييد وعدم التقييد فعدم التقييد أولى).
* ولقد مضى أمر الزيارة للأضرحة والمقامات حيثما وجدت بدون نكير ولا وعيد، فلم ينكر من لا يزور على من يزور ولم يلزم الزائر غيره على تقليده وإتباعه، وحفظ كل طرف للآخر حقه في الاختلاف في تسليم من كل منهما للآخر بالبقاء في حضيرة الإيمان والذي علامته عدم النطق بما يخالف الكلمة التي يصبح بها قائلها في عداد المسلمين وهي (لا إله إلا الله).
* ومن يزورون هذه الأماكن على ما نعلم ونرى ونسمع موحدون وهم بالخصوص في هذا الجناح من ديار الإسلام (الغرب الإسلامي) بمئات الآلاف بدون مبالغة وأحوال الكثير منهم في صلتهم بربهم مما يتوق إلى بلوغها كل مسلم صادق: خشية لله، وشفافية روحية عالية حيث يعود الكثير منهم من هذه الزيارات بزاد كبير من التقوى ينعكس ايجابيا على تصرفاتهم: إتيانا وانتهاء والعبرة بالنتيجة (ومن رزق من باب لزمه).
* إن مقامات وأضرحة الأولياء تتوفر على روحانية لا ينكرها إلا جحود ومعاند ولا يمكن اتهام هذا العدد الكبير من المترددين على هذه المقامات على امتداد الزمان والمكان بالتصنع والتزيد والاختلاق والادعاء وهو تسلط تبلغنا مع الأسف أصداؤه حيث يقدم البعض منهم (كما وقع أخيرا في الصومال) على تهديم هذه الأضرحة في تحدّ صارخ للمشاعر وتعدّ واضح على حرمة أموات صالحين شهدت لهم الأمة بهذا الفضل، و(لا تُجمع الأمة على ضلالة).
* وهل يمكن أن يتواطأ العلماء على مخالف للشرع مناف للعقيدة القويمة؟ خصوصا في ربوع مثل هذه الربوع التونسية التي تلقى أهلها هذا الدين الحنيف منذ منتصف القرن الأول للهجرة على أيدي الصحابة الكرام وقامت فيها قلاعٌ علميةٌ في القيروان وتونس وفي ما وراءهما من حواضر الغرب الإسلامي (بجاية وتلمسان وفاس ومكناس ومراكش وغيرها) وتخرّج من جوامعها وجامعاتها: الزيتونة والقرويين العلماء الأعلام الذين الكثير منهم من الشيوخ القائمين على هذه الزوايا والأضرحة كما ارتاد هذه الزوايا والأضرحة وتقرب فيها إلى الله الكثير منهم ولو كان في ذلك مخالفة للشرع لما أتوه أو اقروا الناس عليه.
-----------------------
                                      *********منقول************** 
كرامــات أوليـــاء اللـه
3 سبتمبر 2014
تحقيق - مروة البشير:
مفتى الجمهورية ووزير اوقاف فلسطين فى اثناء زيارة ضريح السيد البدوى
في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من هدم وتدمير للأضرحة ومقامات الأولياء ونبش لقبور الأنبياء كما يحدث في ليبيا والعراق لا تتوقف فتاوي المتشددين والتكفيريين في مصر عن اتهام زوار المقامات والأولياء بالشرك والابتداع في أمور الدين.

وعلي الرغم من تلك الفتاوي والأصوات الشاذة يتوافد أحباب آل البيت هنا إلي ضريح السيد البدوي طلبا للمدد من شيخ العرب. وكان آخره زيارة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وبرفقته وزير الأوقاف الفلسطيني الجديد، يوسف إدعيس والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية إلي مقام «شيخ العرب» بالمسجد الأحمدي في مدينة طنطا، لتأدية صلاة الجمعة وزيارة الضريح .
هنا في رحاب المسجد الأحمدي تستشعر المكانة الخاصة للسيد أحمد البدوي في نفوس المصريين، حيث يتوافد ملايين الزوار علي مدار العام إلي المسجد الأحمدي بمدينة طنطا طلبا للمدد وطمعا في قضاء الحاجات، وتقيم المشيخة العامة للطرق الصوفية كل عام مولدا للسيد البدوي يحضره الآلاف من كل بلاد العالم ليشاركوا في الاحتفال .
وهنا في رحاب المسجد يتحدث الصوفيون عن كرامات زيارة ضريح السيد البدوي الذي يعد من أشهر أولياء آل البيت، وأحد أقطاب التصوف الأربعة، وترك طريقة ومريدين بالملايين من كل بقاع الأرض، يتزايدون عاما بعد عام، يأتون لزيارته في مسجده بطنطا، حيث يتميز بروحانيات عالية يشعر بها الزائرون، فتجد المسجد وقد إمتلأ عن آخره فيفترش الناس ساحته الكبيرة، حبا وطمعا في كراماته التي إشتهر بها.
ويقام له مولد سنوي يحرص الكثير علي اختلاف أعمارهم، ومستوياتهم التعليمية والاجتماعية والمادية، وعن بداية إحياء مولده، يذكر بعض المؤرخين أنه في العام الذي توفي فيه السيد البدوي، حضر إلي طنطا عدد كبير من أتباعه وتلامذته ومحبيه لزيارته والتزود من علمه كعادتهم، فلما وصلوا وعلموا بوفاته مكثوا بالمدينة سبعة أيام، ولكثرة عددهم وضيق المكان، نصبوا خياماً خارج المدينة، وبعد انتهاء الأيام السبعة سافروا علي أن يعودوا مجتمعين في نفس الموعد من العام التالي، ثم صارت عادة سنوية يقام فيها المولد. وداخل مسجده توجد حجرة صغيرة بها مقتنياته وهي صندوق به سبحتة « 999» حبة، وأسفله صندوق به بعض الأحجبة وبجواره عمامته الشريفة، وبجوارها بردتان من اللون الأحمر كانت له إحداهما للشتاء والأخري للصيف.
نسبه
أجمع علماء الأنساب والمؤرخون كافة علي اتصال نسب القطب البدوي بسيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد بمدينة فاس بالمغرب سنة ( 596 هـ / 1199 م ) وهاجرت أسرته من المغرب إلي مكة حيث نشأ سيدي البدوي هناك وحفظ القرآن وتفقه علي مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وتعلم هناك الفروسية حتي سار أشجع فرسان مكة علي الإطلاق وقد سمع أن جده الإمام علي بن أبي طالب كان يبارز بسيفين فظل يتعلم المبارزة بالسيفين حتي أتقنها ولقب هناك بالبدوي من كثرة ما كان يتلثم مثل البدو. وسافر السيد البدوي للعراق وزار أولياء العراق مثل سيدي أحمد الرفاعي وسيدي عبد القادر الجيلاني وغيرهم، ثم انتهي به المطاف إلي الإقامة بمصر حيث نزل بمدينة طنطا وكان أسمها حينئذ ( طنتدتا )، وتوفي في مدينة طنطا بمصر يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الأول سنة (675 هـ / 1276 م ) وكان له دور فعال هو ومريديه في معركة المنصورة التي انتهت بهزيمة الصليبيين وذهابهم بلا رجعة ،عاصر من الحكام الملك الكامل والعادل والصالح أيوب وشجرة الدر والمعز أيبك والمنصور وقطز والظاهر بيبرس. وكان الظاهر بيبرس يحبه ويزوره ويعتقد في ولايته وبركته.
فضل الزيارة
وردا علي فتاوي المتشددين حول حرمة زيارة الأضرحة والتوسل بالأولياء وبطلان الصلاة في المساجد التي بها أضرحة، تؤكد دار الإفتاء أن ما يثار مِن أن زيارة الأولياء والصالحين والصلاة بمساجدهم باطلة، هو قولٌ مبتدَع لا سَنَد له، بل الصلاة في هذه المساجد صحيحة ومشروعة، وتصل إلي درجة الاستحباب، وذلك بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسُّنَّة وفعل المسلمين سلفًا وخلفًا، والقول بتحريمها أو بطلانها قولٌ باطل لا يُلتَفَتُ إليه ولا يُعَوَّلُ عليه.فمن أدلة القرآن الكريم: قوله تعالي: فقالوا ابنُوا عليهم بُنيانًا رَبُّهم أَعلَمُ بهم قال الذين غَلَبُوا علي أَمرِهم لَنَتَّخِذَنَّ عليهم مَسجِدًا [الكهف: 21]. وهذه دليل علي اتخاذ المساجد علي قبور الصالحين،.وقد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها قد دُفِنا في الحِجر من البيت الحرام، وأقر النبي صلي الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بنبش هذه القبور وإخراجها من مسجد الخيف أو من المسجد الحرام.
وناشدت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وبالأئمة والعلماء والوزارات المسئولة عن الأوقاف والشئون الدينية في الدول الإسلامية إلي التنبه والتفطن إلي هذه الممارسات الشيطانية والتصدي بكل قوة لهذه الدعوات الهدامة التي تدعي أن زيارة الأولياء هي من شعائر الشرك وأعمال المشركين، وأن المسلمين إذ فعلوا ذلك فقد صاروا مشركين بربهم سبحانه، ويجعلون التوسل بالأنبياء والصالحين وتعظيم أماكنهم وزيارة أضرحتهم، وذلك كله يأتى جريًا منهم وراء فهم سقيم لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت في المشركين الذين يعبدون غير الله، لا في المسلمين الموحدين الذين يحبون الله ورسوله صلَّي الله عليه وآله وسلَّم وأولياء الله الصالحين ويكرمونهم أحياءً وأمواتًا، وهذه كلها دعاوي الخوارج، يعمدون إلي الآيات التي نزلت في المشركين فيجعلونها في المسلمين.
ويقول الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلي للطرق الصوفية، أن مثل هذه الفتاوي المتطرفة تفجر مزيدا من الحب لدي المسلمين ولن تتأثر بتلك المحاولات الخسيسة التي لا تعبر إلا عن أفكار همجية ليست لها علاقة بالإسلام أو التدين، كما وجه الدعوة للتمسك بالقيم المحمدية التي دعا إليها الصالحون والأولياء والالتزام بالوسطية والاعتدال. وان محاولات هدم الأضرحة لن تنال من الأولياء والصالحين لأن مقامهم في قلوب المسلمين لن يستطيع أحد النيل منهم مصداقا لقول الله تعالي: » أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَي فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ».
صحبة الصالحين
وفي سياق متصل يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء إن أولياء الله الصالحين ذكرهم القرآن الكريم وبين أنهم لا خوف عليهم في الدنيا والآخرة, لأنهم جمعوا بين الإيمان وتقوي الله, وقد بشرهم رب العزة سبحانه وتعالي, فقال الله سبحانه: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون, الذين آمنوا وكانوا يتقون, لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة, لا تبديل لكلمات الله). وقد أعلن رب العزة سبحانه وتعالي الحرب علي من يعادي أولياءه, وكما أعلن الحرب علي أكلة الربا في قوله تعالي:( فأذنوا بحرب من الله).ولقد ذكر القرآن الكريم بعض نماذج الأولياء الصالحين, وهم أهل الكهف, وكيف أن الكلب لما صحبهم ذكر في القرآن لصحبته الصالحين, حيث قال الله تعالي:( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم, ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب, ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم, قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل). فيلاحظ أن الكلب ذكر في القرآن لأنه صحب أهل التقوي والإيمان من أولياء الله الصالحين, أي أن صحبة الصالحين, والأولياء المقربين تعلي شأن من يصحبهم, فإذا كان الكلب سعد بصحبة الصالحين, فما بالنا حين يصحب الإنسان المؤمن أولياء الله تعالي؟ قيل تشقي بحب آل النبي.. قلت: هذا كلام غاو شقي, فاز كلب بحب أصحاب كهف, أفأشقي بحب آل النبي؟! ومن الكرامات التي ذكرها القرآن الكريم, كرامة للسيدة مريم, حيث كانت تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء, وفاكهة الشتاء في الصيف, وكلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا, قال يا مريم أني لك هذا, قالت: هو من عند الله, إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. وعندما قال لها: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا), نزل لها الرطب في غير وقته كرامة لها. وكان لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كرامته مع سارية عندما كان يخطب في المدينة, وكان سارية يقود الجيش, وكاد جيش الأعداء يتغلب علي جيش المسلمين, فسمع سارية نداء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقول له: يا سارية الجبل الجبل, فسمع سارية نداء عمر, رغم ما كان بينهما من مسافة شاسعة, لكن الله تعالي أوصل صوت عمر إلي سارية فلاذ بالجبل, ونجا من العدو, وتحقق النصر بإذن الله سبحانه وتعالي.
وأضاف: إن الله تبارك وتعالي أكرم أرض الكنانة, بكوكبة مباركة من الأولياء الصالحين, ومن آل بيت النبي الكريم, عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, وكما اختص الرسل بالمعجزات أكرم أولياءه الصالحين بالكرامات عونا لهم, وإكراما لما قدموه من صالح الأعمال، ولا شك أن وطنا كهذا لا يرتاب إنسان ومعه عقله أن الله تعالي حافظه, ومحقق له الأمن إن شاء الله مهما مر به من فتن, ومهما هبت عليه رياح الشر والابتلاء, فإن الله سبحانه وتعالي وعد بالأمن أرض الكنانة, وسجل القرآن الكريم الخالد الأمن لمصر, حيث قال الله سبحانه وتعالي: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
سئل شمس الزمان سيف الله الصقيل الشيخ طارق السعدي حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد رداً شرعياً فقهياً وصريحاً لموضوع أضرحة الأولياء وأئمة أهل البيت، وحكم الصلاة في المساجد المرتبطة بها؟
أرجو الرد بالدليل من الكتاب والسنة وما أثر عن أي صحابي حول هذه الأمور، مع الرد على الدليل المقابل: كحديث علي:" ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله، ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته "، وحديث: { لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .. } (الحديث).
وجزاكم الله خيرا.
فأجاب شمس الزمان سيف الله الصقيل الشيخ طارق السعدي حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الحمد المجيد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير العبيد، ثم على المُبَشِّرين به وآله وصَحْبِه وخُلفائه وورثته إلى يوم المَزيد.
عزيزي ..، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وطيباته.
قال الله تعالى: { ولو ردّوه إلى الرسولِ وإلى أولي الأمر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم }[النساء:83].
وبعد: فاعلم أن سبب الخلاف في حكم بناء الأضرحة واتخاذ المساجد على القبور: الاختلاف في فهم النصوص الواردة في المسألة؛ إذ وردت على ضربين:
أحدهما: الجواز، ومنه:
1/ قول الله تعالى في قصَّة أصحاب الكهف: { قال الذين غلبوا على أمرهم لنتَّخذن عليهم مسجداً }[الكهف:21].
وهو ظاهر في تقرير اتخاذ المساجد على قبور الصالحين، ومِنَّة الله تعالى على أصحاب الكهف بذلك.
قال الإمام السيوطي في كتاب ( الدر المنثور ):" أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: دعا الملك شيوخا من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا: كان ملك يدعى دقيوس، وإن فتية فقدوا في زمانه، وأنه كتب أسماءهم في الصخرة التي كانت عند باب بالمدينة. فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها أسماءهم، ففرح الملك فرحاً شديداً وقال: هؤلاء قوم كانوا قد ماتوا فبعثوا، ففشا فيهم أن الله يبعث الموتى. فذلك قوله: { وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها } فقال الملك: لأتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجداً، فلأعبدن الله فيه حتى أموت. فذلك قوله: { قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا }. "اهـ
فائدة: واتخاذ المسجد على القبر يندرج في قول الله تعالى: { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ لوجدوا الله تواباً رحيما }[النساء:64]؛ لأن المقصود به: التوسل إلى الله تعالى بعباده الصالحين تقرباً وتبركاً.
وهذا يُعتبر دليلاً صريحاً في تساوي التوسل بالصالحين أحياء وأمواتاً، خلافاً لمن فرّق بين الحالتين بلا دليل أصلاً.
2/ تقرير سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم صاحبه أبا جندل رضي الله تعالى عنه على بناء مسجد على قبر أبي بصير رضي الله تعالى عنه، فيما يرويه عبد الرزَّاق وغيره عن الحديبية.
وهو ظاهر في بيان جواز اتخاذ المساجد على القبور، وأن صدر أمَّتنا الأول رصي الله تعالى عنهم فعلوه وأقِرُّوا عليه.
3/ صلاة سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم على قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعاً: { لما أسري بي إلى بيت المقدس مرَّ بي جبرائيل إلى قبر إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فقال: انزل صلِّ هاهنا ركعتين، فإن هاهنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام. ثم مرَّ بي إلى بيت لحم فقال: انزل صلِّ هاهنا ركعتين فإن هاهنا ولد أخوك عيسى عليه السلام }[ابن حبان].
وهو ظاهر في بيان جواز اتخاذ المساجد على القبور؛ فإن الأرض قد جُعلت لنا مسجداً، ثم إن سيدنا رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم صلى على قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام.
فائدة: وفي هذا الخبر زيادة: تدل على تشريف المقامات وتشريع التبرك بها؛ لطلب الصلاة على مهد سيدنا عيسى عليه السلام في بيت لحم.
4/ عدم هدم سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم المساجد والقِباب التي بنيت على القبور المُشَرَّفة، ولا أمر بهدمها؛ فقد روي أن جماعة من المرسلين والأنبياء عليهم السلام مدفونون في المسجد الحرام، ما بين زمزم والمقام، منهم أسيادنا نوح وهود وصالح وشعيب وإسماعيل عليهم السلام:
قال الإمام القرطبي رضي الله تعالى عنه في الجامع لأحكام القرآن:" روى محمد بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق مكة فتعبد بها هو ومن آمن معه حتى يموتوا، فمات بها نوح وهود وصالح، وقبورهم بين زمزم والحجر }، وقال ابن عباس:" في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما: قبر إسماعيل، وقبر شعيب عليهما السلام، فقبر إسماعيل في الحجر، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود "، وقال عبد الله بن ضمرة السلولي:" ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبور تسعة وتسعين نبياً جاءوا حجاجاً فقبروا هنالك، صلوات الله عليهم أجمعين ". "اهـ
وروى الحاكم بإسناده عن أمنا السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعاً: { إن قبر إسماعيل في الحِجر }، قال الإمامِ المناوي في ‏فيض القدير:" ( الحِجر ) بالكسر: هو المحوط عند الكعبة بقدر نصف دائرة، فهو مدفون في ذلك الموضع بخصوصه، ولم يثبت أنه نقل منه لغيره "اهـ
كما ثبت أن قبور أسيادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام كانت موجودة في بيت المقدس، وقد ضربت عليها المساجد والقِباب، ثم إن سيدنا رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمر أصحابه رضي الله تعالى عنهم بهدمها رغم أنه بشرهم بفتح ذلك البلد.
وكذلك فإن الصحابة رضي الله تعالى عنهم قد فتحوا بلاد الشام والعراق وغيرهما ولم يهدموا الأبنية المقامة على قبور من دفن فيها من الأنبياء عليهم السلام.
وهذا ظاهر في بيان الحكم السابق أيضاً.
فائدة: وفيه زيادة تبين مشروعية اتخاذ المقامات وما في معناها، وقد تقدم نحوه.
5/ اتخاذ المسجد على قبر سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بعلمه وندبه إليه؛ فقد ثبت في الصحاح قوله: { ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنَّة }، وفي رواية: { ما بين بيتي ومنبري }، في الوقت الذي صرّح فيه بأن الأنبياء يُدفنون في الموضع الذي يموتون فيه؛ ما يفيد سبق معرفته بصفة قبره الشريف، ومن ثم أجمع التابعون رضي الله تعالى عنهم _ وهم خير القرون بعده _ على ضمّ القبر إلى المسجد بعد أن كان محاذياً له.
وهذا ظاهر أيضاً في بيان جواز بناء الأضرحة واتخاذ المساجد على القبور، بل لو لم يكن ثمة دليل سواه لكفى.
6/ دفن سيِّدَيْنَا أبي بكر الصّديق وعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما مع سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا ظاهر في بيان الحكم السابق أيضاً، لاسيما أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم ينكروا ذلك.
7/ وضع سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم صخرة عظيمة على قبر عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه، وقد ثبت في البخاري قول خارجة بن زيد:" رأيتني ونحن شبان في زمن عثمان _ رضي الله عنه _ أن أشدنا وثبة: الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يُجاوزه ".
وهو ظاهر في بيان جواز رفع قبور الصالحين؛ فإن الشارع لم ينه عن الزيادة على الصخرة، ولا خصصها.
الضرب الثاني: التحريم، وهو يرجع إلى وجهين:
الوجه الأول: الذم لفعل المغضوب عليهم والضالين من الأمم السابقة، والنهي عن التشبه بهم، نحو خبر:" لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "[متفق عليه].
والجواب عليه: أن المقصود: " اتخذوا قبور أنبيائهم قِبلة يسجدون إليها "، وهو محظور باتفاق.
وهذا التأويل لازم؛ جمعاً بين هذا الخبر وما تقدم من تقرير الشارع وفعله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
يؤكد ذلك: تعقيب أمّنـا السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها على هـذا الخبر بقولها:" فلولا ذلك أبْرِز قبرُه، غير أنه خُشِيَ أن يُتَّخذ مسجداً "، وفيه فوائد أخرى، أهمها:
*/ تأكيد أن الشارع لم ينص على حرمة ذلك مطلقاً، وهو ما فهمه الصحابة رضي الله تعالى عنهم من خطابه، وبيّنته أمّنا السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بقولها هذا.
*/ أن صفة نفس القبر كانت اجتهاداً للصحابة رضي الله تعالى عنهم، وذلك لا يفيد الوجوب، لاسيما مع تصريح أمّنا السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، كما أنه لا يُغيّر أصل الحكم.
الوجه الثاني: النهي عن رفع القبور، نحو خبر:" لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته "[مسلم وغيره].
والجواب عليه: أن المقصود:" لا تدع قبراً مشرفاً من قبور المشركين ومن في معناهم إلا سويته "؛ وهو ما يفيده سياق الحديث، ويوافق نصوص الجواز المتقدمة.
فائدة: والذي ينبغي اعتباره في هذه المسألة: أن الشارع راعا " سد الذرائع عند تيقّن الضرر "، فكان يفعل الشيء أو يتوقف فيه أو ينهى عنه حفظاً لدين الناس عند تيقن الضرر من العكس، كما في العطايا وبناء الكعبة المشرّفة.
ومن ثم، يصلح تعليل النهي بقرب عهد الأولين بالكفر، وهو ما يؤيده أدلة الجواز المتقدمة.
فالخلاصة: أن بناء أضرحة خواص الأولياء رضي الله تعالى عنهم واتخاذ المساجد عليها مندوب أصلاً.
وأما العامة: فيجوز رفع قبورهم، لكن السنة أن تسوى، ولا تُتّخذ عليها المساجد.
وما ورد من ( النهي عن اتخاذ القبور مساجد ) وما في معنى ذلك: فإنما يُراد به النهي عن عبادة صاحب القبر.
ثم نلفت عنايتك إلى مراجعتنا فيما ضاق فهمك عنه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
- التبرك بأضرحة آل البيت وأولياء الله الصالحين

مقامات صوفية

ليست هناك تعليقات: