بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
إذاً: " فليستجيبوا لي " حينما تحرر رزقك من الحرام، وتجعله حلالاً، حينما تضبط أعضاءك وجوارحك، حينما تقيم الإسلام في بيتك، حينما تقيمه في عملك، حينما تجعل كل نشاطاتك وفق منهج الله عز وجل " فليستجيبوا لي "، لكنه في الأعم الأغلب لن تستطيع أن تستجيب لله عز وجل ما لم تعرفه، تستجيب لمن؟ تصلي لمن؟ تخاف مِمَنْ؟ الآمر قبل الأمر، فهذا من باب عطف السبب على المسبب، " فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي "، أي فليؤمنوا بي كي يستجيبوا لي، فإذا آمنا بالله عز وجل، واستجبنا له كنا مستجابي الدعوة، أما قبل قليل " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني " حقاً، مخلصاً، علق الأمان على الله، ويئس ممن سوى الله.
الإيمان بالله، والاستجابة لأمره، والإخلاص له، يجعلك مستجاب الدعوة، وأنت بالدعاء أقوى الناس، وأغنى الناس، وأعلم الناس.
أما التضرع فهو التذلل، الدعاء أساسه التضرع، أساسه التذلل، أساسه الخضوع، " تضرعا وخفية "، وخفض الصوت بالدعاء أقرب إلى الإخلاص، ورفع الصوت، و تشقيق الدعاء، أقرب إلى الرياء، فلذلك الدعاء المقبول أيضاً هو الدعاء الذي يلابسه أي يرافقه الخضوع، والتذلل، وخفض الصوت.
العلماء فسروا هذه الكلمة أربعة تفسيرات، قد يعتدي الإنسان فيدعو وهو مستكبر، فقد اعتدى على شرط التضرع، وقد يدعو بصوت عال في تشقيق، و تفاصح، و تقعر في الكلام، اعتدى على خفية، وقد يطيل الدعاء إلى درجة أن الناس يملون منه، هذا عدوان، لكن أدق معنى لهذه الكلمة أن يا عبادي إذا اعتديتم على بعضكم بعضاً، إذا أكلتم أموال بعضكم بالباطل، إذا اعتديتم على أعراض بعضكم، إذا أخذتم ما في أيدي بعضكم، لن أستجيب لكم، لأنني إذاً لا أحبكم:
وما دام لا يحب المعتدين لا يستجيب لهم، فلذلك صار الدعاء يحتاج إلى تذلل، ويحتاج إلى إخلاص، ويحتاج إلى استقامة.
الآية الأولى: يحتاج إلى إيمان، وإلى تطبيق، وإلى إخلاص.
الآية الثانية: يحتاج إلى تذلل، ويحتاج إلى البعد عن الرياء أي يحتاج إلى إخلاص، ويحتاج إلى استقامة.
إذا طبقنا الآية الأولى والثانية كنا مستجابي الدعوة، وقد سئل أحد العارفين بالله: مالنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ فذكر أسباباً كثيرة: " ضيعتم أمره، ذكرتم أنكم تخافون النار ولم تتقوها، ذكرتم أنكم تطلبون الجنة ولم تعملوا لها، خفتم من بعضكم ولم تخافوا خالقكم "، كلام طويل قاله ابن الأدهم حول الدعاء.
الأذلة معناها هنا الخاضعون لله، المفتقرون إليه.
أي إذا كان هناك إنسان مرض ابنه وقال: سلمته لله، ويحسب نفسه مسلماً، هذه عين المعصية، إذا الابن مرض تأخذه إلى الطبيب، يفحصه، يصف له الدواء، تعطيه الدواء بعناية، هذه الأخذ بالأسباب، لكن ثقتك أن الله هو الشافي، وأن الله إذا أراد شفاء ابنك ألهم الطبيب التشخيص الصحيح والدواء الصحيح، وسمح للدواء أن يفعل فعله، موقف دقيق جداً، إذا قلت: سلمته لله عصيت، إذا قلت: هذا الطبيب لم يعالج طفلاً إلا شفاه أشركت، مثل بسيط ابنك مرض وأخذته إلى الطبيب، إذا ما أخذته عصيت، وإن أخذته إلى الطبيب وقلت: ما شاء الله هذا الطبيب ممتاز، معه بورد أشركت، يجب أن تأخذه إلى الطبيب تنفيذاً للأسباب، وأن تعتقد أن الله إذا أراد شفاءه يلهم الطبيب صحة التشخيص، والدواء المناسب، ثم يسمح للدواء أن يفعل فعله، إذا قدرت بكل حركاتك وسكناتك أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، فقد سرت بالطريق الصحيح، هكذا فعل النبي في الهجرة، أخذ بكل الأسباب، سار مساحلاً، دخل إلى غار ثور، عين من يمحو الآثار، من يتتبع الأخبار، من يأتيه بالزاد، استأجر خبيراً في الطريق، فعل كل الأسباب فلما وصلوا إلى الغار ما اضطرب، لأنه كان متوكلاً على رب الأرباب.
تستسلم للمشكلة، لا أقدر أن أفعل شيئاً، نحن ضعاف، نحن مستضعفون، هذا كله كلام لا يرضي الله عز وجل، قال:
طالب بحقك، قدم اعتراضاً، قابل المسؤول، تحرك، قال :
لا ينبغي لك أن تقول: حسبي الله ونعم الوكيل إلا إذا أخذت بالأسباب ولم تفلح، ساعتئذٍ هذه مشيئة الله.
هذا الموضوع دقيق جداً، يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ويجب أن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، يجب أن تأخذ بالأسباب دون أن تعتمد عليها، يجب أن تعتمد على الله.
لذلك الدعاء هو العبادة، والدعاء مخ العبادة، ولكي تكون مستجاب الدعوة عليك أن تؤمن، وأن تستجيب لأمر الله، وأن تخلص له، وأن تدعُو له بتضرع وخفية، وأن تستقيم على أمر الله حتى تكون مستجاب الدعوة، وإذا كنت مستجاب الدعوة فأنت أقوى الناس، وأغنى الناس، وأعلم الناس.
إذا أردت أن تكون أقوى الناس، فتوكل على الله، وإذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله، وإذا أردت أن تكون أغنى فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له، ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة.
********منقول موسوعة النابلسي***********
كتاب مخ العبادة لأهل السلوك والإرادة
اللهم صل وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
الدعاء:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [ سورة البقرة: 186 ]
في هذه الآية الوحيدة أغفلت كلمة " قل " وفهم
بعض المفسرين أنه ليس هناك حجاب بين العبد وربه، وأن ليس هناك وسيط بين
العبد وربه، " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني
".
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [ سورة البقرة: 186 ]
الإيمان بالله والاستجابة لأمره والإخلاص له يجعل الإنسان مستجاب الدعوة :
لكن هذه الآية دقيقة جداً، " فليستجيبوا لي
وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ". الإنسان بالدعاء أقوى إنسان، الإنسان بالدعاء
أغنى إنسان، الإنسان بالدعاء أعلم إنسان، أنت بالدعاء تكون أعلم إنسان، أنت
بالدعاء تكون أعلم الناس، وبالدعاء تكون أغنى الناس، وبالدعاء تكون أقوى
الناس، لكن للدعاء شروطاً، " فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "،
للدعاء المستجاب، الاستجابة إلى الله عز وجل في تطبيق أمره، أحد العارفين
بالله يقول: " ليس الولي الذي يطير في الهواء، ولا الذي يمشي على وجه
الماء، ولكن الولي كل الولي هو الذي تجده عند الحلال والحرام "، أن يجدك
حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك. إذاً: " فليستجيبوا لي " حينما تحرر رزقك من الحرام، وتجعله حلالاً، حينما تضبط أعضاءك وجوارحك، حينما تقيم الإسلام في بيتك، حينما تقيمه في عملك، حينما تجعل كل نشاطاتك وفق منهج الله عز وجل " فليستجيبوا لي "، لكنه في الأعم الأغلب لن تستطيع أن تستجيب لله عز وجل ما لم تعرفه، تستجيب لمن؟ تصلي لمن؟ تخاف مِمَنْ؟ الآمر قبل الأمر، فهذا من باب عطف السبب على المسبب، " فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي "، أي فليؤمنوا بي كي يستجيبوا لي، فإذا آمنا بالله عز وجل، واستجبنا له كنا مستجابي الدعوة، أما قبل قليل " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني " حقاً، مخلصاً، علق الأمان على الله، ويئس ممن سوى الله.
الإيمان بالله، والاستجابة لأمره، والإخلاص له، يجعلك مستجاب الدعوة، وأنت بالدعاء أقوى الناس، وأغنى الناس، وأعلم الناس.
الدعاء أساسه التضرع و التذلل و الخضوع :
لكن هناك آية أخرى تقول:
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
أما التضرع فهو التذلل، الدعاء أساسه التضرع، أساسه التذلل، أساسه الخضوع، " تضرعا وخفية "، وخفض الصوت بالدعاء أقرب إلى الإخلاص، ورفع الصوت، و تشقيق الدعاء، أقرب إلى الرياء، فلذلك الدعاء المقبول أيضاً هو الدعاء الذي يلابسه أي يرافقه الخضوع، والتذلل، وخفض الصوت.
تفسير كلمة المعتدين :
﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
العلماء فسروا هذه الكلمة أربعة تفسيرات، قد يعتدي الإنسان فيدعو وهو مستكبر، فقد اعتدى على شرط التضرع، وقد يدعو بصوت عال في تشقيق، و تفاصح، و تقعر في الكلام، اعتدى على خفية، وقد يطيل الدعاء إلى درجة أن الناس يملون منه، هذا عدوان، لكن أدق معنى لهذه الكلمة أن يا عبادي إذا اعتديتم على بعضكم بعضاً، إذا أكلتم أموال بعضكم بالباطل، إذا اعتديتم على أعراض بعضكم، إذا أخذتم ما في أيدي بعضكم، لن أستجيب لكم، لأنني إذاً لا أحبكم:
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
وما دام لا يحب المعتدين لا يستجيب لهم، فلذلك صار الدعاء يحتاج إلى تذلل، ويحتاج إلى إخلاص، ويحتاج إلى استقامة.
الآية الأولى: يحتاج إلى إيمان، وإلى تطبيق، وإلى إخلاص.
الآية الثانية: يحتاج إلى تذلل، ويحتاج إلى البعد عن الرياء أي يحتاج إلى إخلاص، ويحتاج إلى استقامة.
إذا طبقنا الآية الأولى والثانية كنا مستجابي الدعوة، وقد سئل أحد العارفين بالله: مالنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ فذكر أسباباً كثيرة: " ضيعتم أمره، ذكرتم أنكم تخافون النار ولم تتقوها، ذكرتم أنكم تطلبون الجنة ولم تعملوا لها، خفتم من بعضكم ولم تخافوا خالقكم "، كلام طويل قاله ابن الأدهم حول الدعاء.
الدعاء مخ العبادة :
الدعاء كما قال النبي في الحديث الصحيح هو
العبادة، وفي حديثٍ آخر هو مخ العبادة، أحياناً المسلم يقع في ضيق، أحياناً
ييئس، أحياناً يشعر أنه ضائع، لكن بالدعاء، الدعاء سلاح المؤمن، فإذا
أردنا أن نكون مستجابي الدعوة فعلينا بالإيمان بالله أولاً، وطاعته ثانياً،
والإخلاص له ثالثاً، وعلينا أن ندعو ونحن أذلة، دقق في الآيتين:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾
الأذلة معناها هنا الخاضعون لله، المفتقرون إليه.
﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ
عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ
وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾
التولي و التخلي :
في حياة كل واحد منا أيها الأخوة الكرام
يومان يتكرران كل يوم؛ يوم بدرٍ، ويوم حنين، فإذا قلت: أنا، تخلى الله عنك،
وإذا قلت: الله، تولاك، فأنت بين التخلية والتولية، يتولاك إذا افتقرت
إليه، ويتخلى عنك إذا اعتمدت على نفسك، من اتكل على نفسه أوكله الله إياها،
والحل الدقيق الدقيق أن تأخذ بالأسباب، وأن تتوكل على رب الأرباب، لأنه من
أخذ بالأسباب واعتمد عليها فقد أشرك، ومن لم يأخذ بها فقد عصى، وكأن
الطريق الصحيح طريق عن يمينه وادٍ، وعلى يساره وادٍ، فأنت إن لم تأخذ
بالأسباب فقد استخففت بنظام الكون، ورجوت أن تخرق لك الأسباب بلا مبرر،
استخفاف بنظام الله عز وجل بهذه السنن حينما تأخذ بالأسباب. أي إذا كان هناك إنسان مرض ابنه وقال: سلمته لله، ويحسب نفسه مسلماً، هذه عين المعصية، إذا الابن مرض تأخذه إلى الطبيب، يفحصه، يصف له الدواء، تعطيه الدواء بعناية، هذه الأخذ بالأسباب، لكن ثقتك أن الله هو الشافي، وأن الله إذا أراد شفاء ابنك ألهم الطبيب التشخيص الصحيح والدواء الصحيح، وسمح للدواء أن يفعل فعله، موقف دقيق جداً، إذا قلت: سلمته لله عصيت، إذا قلت: هذا الطبيب لم يعالج طفلاً إلا شفاه أشركت، مثل بسيط ابنك مرض وأخذته إلى الطبيب، إذا ما أخذته عصيت، وإن أخذته إلى الطبيب وقلت: ما شاء الله هذا الطبيب ممتاز، معه بورد أشركت، يجب أن تأخذه إلى الطبيب تنفيذاً للأسباب، وأن تعتقد أن الله إذا أراد شفاءه يلهم الطبيب صحة التشخيص، والدواء المناسب، ثم يسمح للدواء أن يفعل فعله، إذا قدرت بكل حركاتك وسكناتك أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، فقد سرت بالطريق الصحيح، هكذا فعل النبي في الهجرة، أخذ بكل الأسباب، سار مساحلاً، دخل إلى غار ثور، عين من يمحو الآثار، من يتتبع الأخبار، من يأتيه بالزاد، استأجر خبيراً في الطريق، فعل كل الأسباب فلما وصلوا إلى الغار ما اضطرب، لأنه كان متوكلاً على رب الأرباب.
الأخذ بالأسباب و التوكل على الله :
إذاً قضية دقيقة جداً، أحد أسباب تأخر
المسلمين أنهم تركوا الأسباب، يقولون: نحن لنا الله، هذه حماقة، حماقة
وزعبرة، الله أمرك بالأخذ بالأسباب، الحديث الصحيح يقول:
(( إن الله يلوم على العجز ))
تستسلم للمشكلة، لا أقدر أن أفعل شيئاً، نحن ضعاف، نحن مستضعفون، هذا كله كلام لا يرضي الله عز وجل، قال:
(( إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس))
طالب بحقك، قدم اعتراضاً، قابل المسؤول، تحرك، قال :
(( فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل ))
لا ينبغي لك أن تقول: حسبي الله ونعم الوكيل إلا إذا أخذت بالأسباب ولم تفلح، ساعتئذٍ هذه مشيئة الله.
هذا الموضوع دقيق جداً، يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ويجب أن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، يجب أن تأخذ بالأسباب دون أن تعتمد عليها، يجب أن تعتمد على الله.
لذلك الدعاء هو العبادة، والدعاء مخ العبادة، ولكي تكون مستجاب الدعوة عليك أن تؤمن، وأن تستجيب لأمر الله، وأن تخلص له، وأن تدعُو له بتضرع وخفية، وأن تستقيم على أمر الله حتى تكون مستجاب الدعوة، وإذا كنت مستجاب الدعوة فأنت أقوى الناس، وأغنى الناس، وأعلم الناس.
إذا أردت أن تكون أقوى الناس، فتوكل على الله، وإذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله، وإذا أردت أن تكون أغنى فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له، ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة.
********منقول موسوعة النابلسي***********
كتاب مخ العبادة لأهل السلوك والإرادة
مجموعة مختارة من السور القرآنية والأذكار والأدعية النبوية
وأدعية وأوراد الصالحين حمل:
قال الشاعر:
لا تسـألن بـني آدم حـاجة
وسل الذي أبوابه
لا تحجب
فالله يغضب إن تركت سـؤاله
وبني آدم حين يسأل
يغضب
الدعاء هو العبادة:
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُّعَاءُ ****** خَوْفٌ تَوَكُّلٌ
كَذَا الرَّجَاءُ
وَرَغْبَةٌ وَرَهْبَةٌ خُشُوعُ ****** **** وَخَشْيَةٌ إِنَابَةٌ
خُضُوعُ
وَالِاسْتِعَاذَةُ وَالِاسْتِعَانَهْ ******** كَذَا اسْتِغَاثَةٌ
بِهِ سُبْحَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ *** فَافْهَمْ هُدِيتَ
أَوْضَحَ الْمَسَالِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ **** شِرْكٌ وَذَاكَ
أَقْبَحُ الْمَنَاهِي
(وَ) ثَبَتَ (فِي الْحَدِيثِ) الَّذِي فِي السُّنَنِ كَمَا
سَنَذْكُرُهُ (مُخُّهَا) أَيْ: مُخُّ الْعِبَادَةِ وَلُبُّهَا (الدُّعَاءُ) قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غَافِرٍ: 60].
وَقَالَ تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
[الْأَعْرَافِ: 55، 56].
وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا
بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [الْبَقَرَةِ: 186]، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ.
وَفِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنَ
الدُّعَاءِ»، وَفِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ» وَقَالَ:
غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ،
وَمَعْنَى «مُخُّ الْعِبَادَةِ» أَيْ: خَالِصُهَا. وَفِيهِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ
بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غَافِرٍ: 60]»، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
وَفِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ
اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ».
وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «إِذَا
سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ» وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
.من أنواع العبادة الخوف من الله:
(خَوْفٌ) أَيْ: وَمِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الْخَوْفُ
مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آلِ عِمْرَانَ: 175]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَلِمَنْ
خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرَّحْمَنِ: 46]، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ
رَاجِعُونَ} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}
[الْإِسْرَاءِ: 57]، وَقَالَ تبارك اسمه: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا
وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزُّمَرِ: 9]، الْآيَةَ
وَغَيْرَهَا مِنَ الْآيَاتِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا
وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ
إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ
الْأَنْصَارِيَّةِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَا أَدْرِي، وَاللَّهِ لَا أَدْرِي وَأَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ»
وَفِي التِّرْمِذِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، وَلَا مِثْلَ
الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا» وَفِيهِ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ
بَلَغَ الْمَنْزِلَ. أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ
اللَّهِ الْجَنَّةُ».
وَلَهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: أَخْرِجُوا
مَنْ ذَكَرَنِي يَوْمًا أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامِي» وَلَهُ هُوَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ
عَائِشِةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ
وَجِلَةٌ} [الْمُؤْمِنُونَ: 60]، هُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟
قال: «لا يابنة الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ
وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}
[الْمُؤْمِنُونَ: 61]».
وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا»، وَمِنْ
حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ
وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ»، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ.
.مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ:
(تَوَكُّلٌ) أَيْ: وَمِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ التَّوَكُّلُ
عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ عَلَيْهِ وَثِقَتُهُ بِهِ
وَإِنَّهُ كَافِيهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الْمَائِدَةِ: 23]، فَجَعَلَهُ تَعَالَى شَرْطًا فِي الْإِيمَانِ
كَمَا وَصَفَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ أَهْلُهُ، إِذْ قَالَ تَعَالَى: {وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وَقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ
بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا} [يُونُسَ: 84]، الْآيَاتِ.
وَقَالَ تَعَالَى عَنْ رُسُلِهِ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ:
{وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى
اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ
وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إِبْرَاهِيمَ: 11، 12]، وَقَالَ تَعَالَى عَنْ
نَبِيِّهِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ
مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هُودٍ: 56]، الْآيَةَ. وَكَذَلِكَ
عَنْ نَبِيِّهِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ قال لقومه: {يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ
كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ
فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً}
[يُونُسَ: 71]، الْآيَةَ.
وَقَالَ تَعَالَى عَنْ شُعَيْبٍ: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا
بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هُودٍ: 88].
وَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ}
[النَّمْلِ: 79].
وَقَالَ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هُودٍ:
123].
وَقَالَ تَعَالَى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [الْمُزَّمِّلِ: 9].
وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
[التَّوْبَةِ: 129].
وَقَالَ تَعَالَى فِي مَدْحِ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آلِ عِمْرَانَ:
173].
وَقَالَ تَعَالَى فِيهِمْ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ
إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الْأَنْفَالِ: 2].
وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ
وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الشُّورَى: 36].
وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ} [الطَّلَاقِ: 3]، أَيْ: كَافِيهِ.
وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}
[الزُّمَرِ: 36]، الْجَوَابُ: بَلَى، وَالْآيَاتُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فِي هَذِهِ
الْآيَةِ: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آلِ عِمْرَانَ: 173]: قَالَهَا
إِبْرَاهِيمُ-عَلَيْهِ السَّلَامُ- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حِينَ: {قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا
اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آلِ عِمْرَانَ: 173]. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِلَا حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ
لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ».
وَفِي السُّنَنِ: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ.
وَفِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «لو أنكم تتوكلون عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ
الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا»، وَفِي حَدِيثِ الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ:
«وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ
لِيُصِيبَكَ» وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ وَسُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيِّ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَةً فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ
أَخَذَ النَّاسُ بِهَا لَكَفَتْهُمْ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطَّلَاقِ: 2]»، وَلِابْنِ مَاجَهْ عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ قَلْبَ ابْنِ آدَمَ لِكُلِّ وَادٍ شُعْبَةٌ، فَمَنْ
أَتْبَعَ قَلَبَهُ الشُّعَبَ كُلَّهَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ،
وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ كَفَاهُ الشُّعَبَ»، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ
وَالْأَحَادِيثِ.
.مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الرَّجَاءُ:
(كَذَا الرَّجَاءُ) أَيْ: وَمِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ
الرَّجَاءُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الْكَهْفِ: 110]، وَقَالَ
تَعَالَى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الْعَنْكَبُوتِ: 5]، وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا
يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ
هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
[يُونُسَ: 7]، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ، وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ
عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ». وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا
مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِي
خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي
عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ
بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنِ النَّارَ»، وَقَالَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دُعَاءِ الْمَكْرُوبِ: «اللِّهُمَّ رَحْمَتَكَ
أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ طَرْفَةَ
عَيْنٍ» الْحَدِيثُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
الدعاءهو العبادة
آداب الدعاء
1- الإخلاص لله.
2- أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة
والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3- حضور القلب في الدعاء.
4- الدعاء في الرخاء والشدة.
5- لا يسأل إِلا الله وحده.
6- الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف
بالنعمة وشكر الله عليها.
7- عدم تكلف السجع في الدعاء.
8- الدعاء ثلاثاً.
9- استقبال القبلة.
10- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
11- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
12- رفع الأيدي في الدعاء.
13- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
14- ردُّ المظالم مع التوبة.
15- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد،
والنفس.
16- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.
17- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
18- الابتعاد عن جميع المعاصي.
19- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من
حلالٍ.
20- لا يدعو بإِثمٍ أو قطيعة رحمٍ.
21- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.
(قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بدأ بنفسه بالدعاء وثبت أيضاً أنه لم يبدأ
بنفسه ،كدعائه لأنس، وابن عباس، وأم إسماعيل، وغيرهم).
22- بأن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى
وصفاته العُلى،أو بعملٍ صالحٍ قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجلٍ صالحٍ حيٍّ حاضر له.
23- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
24- أن لا يعتدي في الدعاء.
أخطاء
تقع في الدعاء
1.
أن يشتمل الدعاء علي شيء من التوسلات الشركية البدعية.
2.
تمني الموت وسؤال الله ذلك.
3.
الدعاء بتعجيل العقوبه.
4.
الدعاء بما هو مستحيل أو بما هو ممتنع عقلا أو عادة أو شرعا.
5.
الدعاء بأمر قد تم وحصل وفرغ منه.
6.
أن يدعو بشيء دل الشرع على عدم وقوعه.
7.
الدعاء على الأهل والأموال والنفس.
8.
الدعاء بالإثم كأن يدعو علي شخص أن يبتلى بشيء من المعاصي.
9.
الدعاء بقطيعة الرحم.
10.
الدعاء بأنتشار المعاصي.
11.
تحجير الرحمة كأن يقول: اللهم اشفني وحدي فقط أو ارزقني وحدي فقط.
12.
أن يخص الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين إذا كان يؤمنون وراءه.
13.
ترك الأدب في الدعاء
14.
الدعاء على وجه التجربه والإختبار لله عز وجل كأن يقول: سأدعو الله فإن نفع وإلا لم
يضر.
15.
أن يكون غرض الداعي فاسداً.
16.
أن يعتمد العبد على غيره في الدعاء دائما ولا يحرص على الدعاء بنفسه.
17.
كثرة اللحن أثناء الدعاء أما الجاهل بالمعني وليس له معرفة باللغة فهو معذور.
18.
عدم الاهتمام بأختيار أسماء الله أو صفاته المناسبة عند الدعاء
19.
اليأس أو قلة اليقين من إجابة الدعاء.
20.
التفصيل في الدعاء تفصيلا لا لزوم له.
21.
دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب ولا السنة.
22.
المبالغة في رفع الصوت.
23.
قول بعضهم عند الدعاء: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
24.
تعليق الدعاء على المشيئة كأن يقول: اللهم اغفر لى إن شئت والواجب الجزم في الدعاء.
25.
تصنع البكاء ورفع الصوت بذلك.
26.
ترك الإمام رفع يديه إذا استسقى في خطبة الجمعة.
27.
الإطالة بالدعاء حال القنوت، والدعاء بما لا يناسب المقصود فيه.
هؤلاء دعوتهم مجابة
1. دعوة الوالد.
2. دعوة المسافر.
3. دعوة المظلوم.
4. دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب.
5. دعاء الصائم حتى يفطر.
6. دعاء الصائم عند فطره.
7. دعاء الإمام العادل.
8. دعاء الإمام الولد البار بوالديه.
أخطاء تقع في الدعاء
أوقات وأماكن يستجاب فيها الدعاء
1. ليلة القدر.
2. جوف الليل الآخر.
3. بعدالصلوات المكتوبات.
4. عند النداء للصلوات المكتوبة.
5. عند نزول الغيث.
6. عند زحف الصفوف في سبيل الله.
7. عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
8. إذا نام على طهارةٍ ثم استيقظ من الليل ودعا.
9. بين الأذان والإقامة.
10. ساعةٌ من كلِّ ليلةٍ.
11. عند الدعاء بـ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
12. ساعةٌ من يوم الجمعة.. وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعةٍ من ساعات
العصر يوم الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة.
13. دعاء الناس عقب وفاة الميت.
14. الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في التشهد الأخير.
15. عند دعاء الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
16. الدعاء في شهر رمضان.
17. عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
18. في السجود.
19. عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور في ذلك.
20. الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك.
21. عند الدعاء في المصيبة بـ :"إِنا لله وإِنا إِليه راجعون اللهم
أجُرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها".
22. الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
23. الدعاء على الصفا.
24. الدعاء على المروة.
25. الدعاء عند المشعر الحرام.
26. دعاء الوالد لولده وعلى ولده.
27. دعاء المسافر.
28. دعاء المضطرِّ.
29. الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.
30. الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.
31. الدعاء داخل الكعبة ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.
32. دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
33. دعاء يوم عرفة في عرفة.
لماذا الدعاء
1. لطلب النعم
2. لدفع النقم
وفي هدين السببين يقول ابن القيم في كتابه الفوائد:" قد فكرت في هذا
الأمر فإذا أصله أن تعلم أن النعم كلها من الله وحده نعم الطاعات ونعم اللذات فترغب
إليه أن يلهمك ويوزعك شكرها قال تعالى:{ وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر
فإليه تجأرون} النحل 53, وقال:{ فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون} الأعراف 69, وقال:{
واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون} النحل 114, وكما أن تلك النعم منه ومن ومجرد
فضله فذكرها وشكرها لا ينال إلا بتوفيقه والذنوب من خذلانه وتخليه عن عبده وتخليته
بينه وبين نفسه وإن لم يكشف ذلك عن عبده فلا سبيل له الى كشفه عن نفسه فإذا هو مضطر
إلى التضرع والابتهال إليه أن تدفع عنه أسبابها حتى لا تصدر منه وإذا وقعت بحكم المقادير
ومقتضى البشرية فهو مضطر إلى التضرع والدعاء أن يدفع عنه موجباتها وعقوباتها فلا ينفك
عن العبد عن ضرورته إلى هذه الأصول الثلاثة ولا فلاح له إلا بها الشكر وطلب العافية
والتوبة النصوح." [140](قاعدة جليلة)
3. للاستغفار
4. مواساة للمؤمنين والاستغفار لهم كما يقول ابن القيم في كتابه الفوائد.
5. الدعاء دواء القلوب: قال إبراهيم الخواص : دواء القلوب خمسة أشياء:
قراءة القرآن بتدبر و خلاء البطن و قيام الليل و التضرع عند السحر و مجالسة الصالحين.
6. وقاية من الهموم قبل ان يقع فيها الانسان:لدعاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم: :( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ
وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ)
7. الدعاء سلاح المؤمن, وعماد الدين, ونور السموات والأرض:قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:"الدعاء سلاح المؤمن, وعماد الدين, ونور السموات والأرض"
8. الدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء, يدفعه ويعالجه,ويمنع نزوله,
ويرفعه,أو يخففه إذا نزل.(ابن القيم-الداء والدواء)
9. وفي دعاء الأحياء منفعة للأموات
10. علاج لما وقع فيه الإنسان من الهموم: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ
إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ
حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ
نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ
أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ
قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ
هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَلا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا
رواه الإمام أحمد في المسند 1/391 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 198
أنواع الدعاء
الدعاء نوعان:
1. دعاء المسألة
2. ودعاء العبادة
أما دعاء المسألة فهو: طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره ودفعه -
وأما دعاء العبادة فهو: التقرب إلى الله بجميع أنواع العبادة، الظاهرة
والباطنة، من الأقوال والأعمال، والنيات والتروك، التي تملأ القلوب بعظمة الله وجلاله
- انظر: تصحيح الدعاء (ص17).
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: "كل ما ورد في القرآن من الأمر
بالدعاء, والنهي عن دعاء غير الله, والثناء على الداعين، يتناول دعاء المسألة ودعاء
العبادة, وهذه قاعدة نافعة؛ فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة
دعاءُ المسألة فقط, ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء, وهذا خطأ جرهم إلى ما
هو شر منه" - القواعد الحسان (ص154- 155).
العلاقة بين النوعين:
الأول: من جهة الداعي : فإن دعاءه بنوعيه مبني على الخوف والرجاء.
قال ابن تيمية: "وكل سائل راغب وراهب، فهو عابد للمسؤول، وكل عابد
له فهو أيضا راغب وراهب، يرجو رحمته ويخاف عذابه، فكل عابد سائل، وكل سائل عابد، فأحد
الاسمين يتناول الآخر عند تجرده عنه، ولكن إذا جمع بينهما فإنه يراد بالسائل الذي يطلب
جلب المنفعة ودفع المضرة بصيغ السؤال والطلب، ويراد بالعابد من يطلب ذلك بامتثال الأمر،
وإن لم يكن في ذلك صيغ سؤال. والعابد الذي يريد وجه الله والنظر إليه، هو أيضا راج
خائف راغب راهب، يرغب في حصول مراده، ويرهب من فواته، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُواْ
يُسَارِعُونَ فِى الخيرات وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَبا} [الأنبياء:90]، وقال تعالى:
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً}
[السجدة:16]، ولا يتصور أن يخلو داع لله ـ دعاء عبادة أو دعاء مسألة ـ من الرغب والرهب،
من الخوف والطمع"
والثاني: من جهة المدعو: فإنه لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر.
قال ابن القيم: "كل من يملك الضر والنفع، فإنه هو المعبود حقا، والمعبود
لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر، ولهذا أنكر الله تعالى على من عبد من دونه ما لا
يملك ضرا ولا نفعا، وذلك كثير في القرآن، كقوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ} [يونس:18]، وقوله تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن
دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ} [يونس:106]، وقوله تعالى: {قُلْ
أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللَّهُ
هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة:76]، وقوله تعالى: {أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ
مِن دُونِ اللَّهِ} [الأنبياء:66]، وقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ
* إِذْ قَالَ لأِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً
فَنَظَلُّ لَهَا عَـاكِفِين * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ
أَوْ يَضُرُّونَ} [الشعراء:69-73]، وقوله تعالى: {وَاتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ ءالِهَةً
لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأنفُسِهِمْ ضَرّاً
وَلاَ نَفْعاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَـواةً وَلاَ نُشُوراً} [الفرقان:3]،
وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ
وَكَانَ الْكَـافِرُ عَلَى رَبّهِ ظَهِيراً} [الفرقان:55]، فنفى سبحانه عن هؤلاء المعبودين
من دونه النفع والضر، القاصر والمتعدي، فلا يملكونه لأنفسهم ولا لعابديهم، وهذا في
القرآن كثير، بيد أن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر، فهو يدعى للنفع والضر
دعاء المسألة، ويدعى خوفا ورجاء دعاء العبادة، فعلم أن النوعين متلازمان، فكل دعاء
عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة" - بدائع الفوائد
(3/2-3).
مراتب الدعاء
فإذا أخلص الإنسان الدعاء والتزم بآدابه وأداه كما ينبغي فإن للدعاء مراتب
ثلاث:
1. إما أن يعجل الله للعبد ما يطلب.
2. وإما أن يدخر له أفضل منه.
3. إما أن يدفع الله عن العبد من السوء مثله.
1 / الدعاء الناصري
لسيدي محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن ناصر الدرعي
رضي الله عنه المتوفي1085هـ
لسيدي محمد بن محمد بن احمد بن الحسين بن ناصر الدرعي
رضي الله عنه المتوفي1085هـ
*************************
يا من إلى رحمته المفر ** ومن إليه يلجأ المضطر
ويا قريب العفو يا مولاه ** ويا مغيث كل من دعاه
بك استغثنا يا مغيث الضعفا ** فحسبنا يا رب أنت وكفى
فلا أجل من عظيم قدرتك ** و لا أعز من عزيز سطوتك
لعز ملكك الملوك تخضع ** تخفض قدر من تشا وترفع
والأمر كله إليك رده ** وبيديك حله وعقده
وقد رفعنا أمرنا إليك ** وقد شكونا ضعفنا عليك
فارحمنا يا من لا يزال عالما ** بضعفنا ولا يزال راحما
انظر إلى ما مسنا من الورى** فحالنا من بينهم كما ترى
قد قل جمعنا وقل وفرنا ** وانحط ما بين الجموع قدرنا
واستضعفونا شوكة وشدة ** واستنقصونا عدة وعدة
فنحن يا من ملكه لا يسلب ** لذنا بجاهك الذي لا يغلب
إليك يا غوث الفقير نستند ** عليك يا كهف الضعيف نعتمد
أنت الذي ندعو لكشف الغمرات ** أنت الذي نرجو لدفع الحسرات
أنت العناية التي لا نرتجي ** حماية من غير بابها تجي
أنت الذي نسعى بباب فضله ** أكرم من أغنى بفيض نيله
أنت الذي تهدي إذا ضللنا ** أنت الذي تعفو إذا زللنا
وسعت كل ما خلقت علما ** ورأفة ورحمة وحلما
وليس منا في الوجود أحقر ** ولا لما عندك منا أفقر
يا واسع الإحسان يا من خيره ** عم الورى ولا ينادي غيره
يا منقذ الغرقى ويا حنان ** يا منجي الهلكى ويا منان
ضاق النطاق يا سميع يا مجيب ** عز الدواء يا سريع يا قريب
وقد مددنا ربنا الأكف ** ومنك ربنا رجونا اللطف
فألطف بنا فيما به قضيت ** ورضنا بما به رضيت
وأبدل اللهم حال العسر ** باليسر وامددنا بريح النصر
واجعل لنا على البغاة الغلبة ** واقصر أذى الشر على من طلبه
واقهر عدانا يا عزيز قهرا ** يفصم حبلهم ويصمي الظهرا
واعكس مرادهم وخيب سعيهم ** واهزم جيوشهم وافسد رأيهم
وعجل اللهم فيهم نقمتك ** فإنهم لا يعجزون قدرتك
يا رب يارب بحبل عصمتك ** قد اعتصمنا وبعز نصرتك
فكن لنا ولا تكن علينا ** ولا تكلنا طرفة إلينا
فما أطلقنا قوة للدفع ** ولا استطعنا حيلة للنفع
وما قصدنا غيرك بابك الكريم ** وما رجونا غير فضلك العميم
فما رجت من خيرك الظنون ** بنفس ما تقول كن فيكون
يا رب يا رب بك التوسل ** لما لديك وبك التوصل
يا رب أنت ركننا الرفيع ** يا رب أنت حصننا المنيع
يا رب يا رب أنلنا الأمنا ** إذا ارتحلنا وإذا أقمنا
يا رب واحفظ زرعنا وضرعنا ** واحفظ تجارنا ووفر جمعنا
واجعل بلادنا بلاد دين ** وراحة المحتاج والمسكين
واجعل لها بين البلاد صولة ** وحرمة ومنعة ودولة
واجعل من السر المصون عزها ** وجعل من الستر الجميل حرزها
واجعل بصاد وبقاف وبنون ** ألف حجاب من ورائها يكون
بجاه نور وجهك الكريم ** وجاه سر ملكك العظيم
وجاه لا اله إلا الله ** وجاه خير الخلق يا رباه
وجاه ما به دعاك الأنبياء ** وجاه ما به دعاك الأولياء
وجاه قدر القطب والأوتاد ** وجاه حال الجرس والأفراد
وجاه الأخيار وجاه النجبا ** وجاه الأبدال وجاه النقبا
وجاه كل عابد وذاكر ** وجاه كل حامد وشاكر
وجاه كل من رفعت قدره ** ممن سترت أو نشرت ذكره
وجاه آيات الكتاب المحكم ** وجاه الاسم الأعظم المعظم
يا رب يا رب وقفنا فقرا ** بين يديك ضعفاء حقرا
وقد دعوناك دعاء من دعا ** ربنا كريما لا يرد من سعى
فاقبل دعاءنا بمحض الفضل ** قبول من ألغى حساب العدل
وامنن علينا منة الكريم ** واعطف علينا عطفة الحليم
وانشر علينا يا رحيم رحمتك ** وابسط علينا يا كريم نعمتك
وخر لنا في سائر الأقوال ** واختر في سائر الأفعال
يا رب واجعل دأبنا التمسكا ** بالسنة الغراء والتنسكا
واحصر لنا أغراضنا المختلفة ** فيك وعرفنا تمام المعرفة
واجمع لنا ما بين علم وعمل ** واصرف إلى دار البقا منا الأمل
وانهج بنا يا رب نهج السعدا ** واختم لنا يا رب ختم الشهدا
واجعل بيننا فضلاء صلحا ** وعلماء عاملين نصحا
وأصلح اللهم حال الأهل ** ويسر اللهم جمع الشمل
يا رب وافتح فتحك المبين ** لمن تولى واعز الدين
وانصره يا ذا الطول وانصر حزبه ** واملأ بما يرضيك عنه قلبه
يا رب وانصر ديننا المحمدي ** واجعل ختام عزه كما بدي
واحفظه يا رب بحفظ العلما ** وارفع منار نوره إلى السما
واعف وعاف واكف واغفر ذنبنا ** وذنب كل مسلم يا ربنا
وصل يا رب على المختار ** صلاتك الكاملة المقدار
صلاتك التي تفي بأمره ** كما يليق بارتفاع قدره
ثم على الآل الكرام وعلى ** أصحابه الغز ومن لهم تلا
والحمد لله الذي بحمده ** يبلغ ذو القصد تمام قصده
يا من إلى رحمته المفر ** ومن إليه يلجأ المضطر
ويا قريب العفو يا مولاه ** ويا مغيث كل من دعاه
بك استغثنا يا مغيث الضعفا ** فحسبنا يا رب أنت وكفى
فلا أجل من عظيم قدرتك ** و لا أعز من عزيز سطوتك
لعز ملكك الملوك تخضع ** تخفض قدر من تشا وترفع
والأمر كله إليك رده ** وبيديك حله وعقده
وقد رفعنا أمرنا إليك ** وقد شكونا ضعفنا عليك
فارحمنا يا من لا يزال عالما ** بضعفنا ولا يزال راحما
انظر إلى ما مسنا من الورى** فحالنا من بينهم كما ترى
قد قل جمعنا وقل وفرنا ** وانحط ما بين الجموع قدرنا
واستضعفونا شوكة وشدة ** واستنقصونا عدة وعدة
فنحن يا من ملكه لا يسلب ** لذنا بجاهك الذي لا يغلب
إليك يا غوث الفقير نستند ** عليك يا كهف الضعيف نعتمد
أنت الذي ندعو لكشف الغمرات ** أنت الذي نرجو لدفع الحسرات
أنت العناية التي لا نرتجي ** حماية من غير بابها تجي
أنت الذي نسعى بباب فضله ** أكرم من أغنى بفيض نيله
أنت الذي تهدي إذا ضللنا ** أنت الذي تعفو إذا زللنا
وسعت كل ما خلقت علما ** ورأفة ورحمة وحلما
وليس منا في الوجود أحقر ** ولا لما عندك منا أفقر
يا واسع الإحسان يا من خيره ** عم الورى ولا ينادي غيره
يا منقذ الغرقى ويا حنان ** يا منجي الهلكى ويا منان
ضاق النطاق يا سميع يا مجيب ** عز الدواء يا سريع يا قريب
وقد مددنا ربنا الأكف ** ومنك ربنا رجونا اللطف
فألطف بنا فيما به قضيت ** ورضنا بما به رضيت
وأبدل اللهم حال العسر ** باليسر وامددنا بريح النصر
واجعل لنا على البغاة الغلبة ** واقصر أذى الشر على من طلبه
واقهر عدانا يا عزيز قهرا ** يفصم حبلهم ويصمي الظهرا
واعكس مرادهم وخيب سعيهم ** واهزم جيوشهم وافسد رأيهم
وعجل اللهم فيهم نقمتك ** فإنهم لا يعجزون قدرتك
يا رب يارب بحبل عصمتك ** قد اعتصمنا وبعز نصرتك
فكن لنا ولا تكن علينا ** ولا تكلنا طرفة إلينا
فما أطلقنا قوة للدفع ** ولا استطعنا حيلة للنفع
وما قصدنا غيرك بابك الكريم ** وما رجونا غير فضلك العميم
فما رجت من خيرك الظنون ** بنفس ما تقول كن فيكون
يا رب يا رب بك التوسل ** لما لديك وبك التوصل
يا رب أنت ركننا الرفيع ** يا رب أنت حصننا المنيع
يا رب يا رب أنلنا الأمنا ** إذا ارتحلنا وإذا أقمنا
يا رب واحفظ زرعنا وضرعنا ** واحفظ تجارنا ووفر جمعنا
واجعل بلادنا بلاد دين ** وراحة المحتاج والمسكين
واجعل لها بين البلاد صولة ** وحرمة ومنعة ودولة
واجعل من السر المصون عزها ** وجعل من الستر الجميل حرزها
واجعل بصاد وبقاف وبنون ** ألف حجاب من ورائها يكون
بجاه نور وجهك الكريم ** وجاه سر ملكك العظيم
وجاه لا اله إلا الله ** وجاه خير الخلق يا رباه
وجاه ما به دعاك الأنبياء ** وجاه ما به دعاك الأولياء
وجاه قدر القطب والأوتاد ** وجاه حال الجرس والأفراد
وجاه الأخيار وجاه النجبا ** وجاه الأبدال وجاه النقبا
وجاه كل عابد وذاكر ** وجاه كل حامد وشاكر
وجاه كل من رفعت قدره ** ممن سترت أو نشرت ذكره
وجاه آيات الكتاب المحكم ** وجاه الاسم الأعظم المعظم
يا رب يا رب وقفنا فقرا ** بين يديك ضعفاء حقرا
وقد دعوناك دعاء من دعا ** ربنا كريما لا يرد من سعى
فاقبل دعاءنا بمحض الفضل ** قبول من ألغى حساب العدل
وامنن علينا منة الكريم ** واعطف علينا عطفة الحليم
وانشر علينا يا رحيم رحمتك ** وابسط علينا يا كريم نعمتك
وخر لنا في سائر الأقوال ** واختر في سائر الأفعال
يا رب واجعل دأبنا التمسكا ** بالسنة الغراء والتنسكا
واحصر لنا أغراضنا المختلفة ** فيك وعرفنا تمام المعرفة
واجمع لنا ما بين علم وعمل ** واصرف إلى دار البقا منا الأمل
وانهج بنا يا رب نهج السعدا ** واختم لنا يا رب ختم الشهدا
واجعل بيننا فضلاء صلحا ** وعلماء عاملين نصحا
وأصلح اللهم حال الأهل ** ويسر اللهم جمع الشمل
يا رب وافتح فتحك المبين ** لمن تولى واعز الدين
وانصره يا ذا الطول وانصر حزبه ** واملأ بما يرضيك عنه قلبه
يا رب وانصر ديننا المحمدي ** واجعل ختام عزه كما بدي
واحفظه يا رب بحفظ العلما ** وارفع منار نوره إلى السما
واعف وعاف واكف واغفر ذنبنا ** وذنب كل مسلم يا ربنا
وصل يا رب على المختار ** صلاتك الكاملة المقدار
صلاتك التي تفي بأمره ** كما يليق بارتفاع قدره
ثم على الآل الكرام وعلى ** أصحابه الغز ومن لهم تلا
والحمد لله الذي بحمده ** يبلغ ذو القصد تمام قصده
********************************************
2/ دعــــــــــــــــــاء غنيــــــــــــــــــــة الفقيـــــــــــــر
للشيخ سيدي عـبد الحـفـيظ بن محمد بن أحمد الخـنـقــي
رضى الله عنه
********************************************
بإسمك يا الله رب ابتديـــت ** عــــــــــلى النبي محمد صلـيت
ثم السلام مستمرا دائمــــا ** على الحبيب المصطفى معظما
الله يارحمان يــــــا رؤوف ** ألطف بعبدك المسئ الـضعـيف
وجد عليه ثـــــم تب تكرما ** وأرحمه إنك رحـيم الرحمــــــا
يـــــاربنا ياسامع الأصوات ** أسبل علينا الستـر في ما يأتـي
وأحجب علينا صولة الظلام ** وأكفنا شر الحــــــــاسد المثام
وأجعل مكائدهم في نحورهم ** وأكفنا يامولانا مــن شرورهـم
وأدخلنا فـــي حصنك المنيع ** واكـنـفـنا بكـنـفـك المريــــــــــع
اللـه يا اللـه يا مـــجـيـــــب ** اجب دعاء المظطر يا قـريـــب
وأحـفـظ صدورنـا من الخـنـاس ** و ولــــــــي أمرنا على الأنفــاس
ولا تكلنا قط إلى نفوســــنـــــــا ** طرفــــــــــة عين أو أقل مولانــا
لأننا نحن عبيد ضعـــــفـــــــاء ** أنت رحيم الـــــــراحمين رؤوفـا
ياربنا يـا واسـع الغـفــــــــــران ** أنت الـــــــــكريم مالك الإحسـان
أعل بنا على أمـــرؤ المعـــا نـد ** مــــــــــن هو لإخواننــا ذوحسد
ولا تولي أمــــــــــــره عليـــنا ** بـــــــــل رده عليه لا إليــــــــــنا
ياحي يا قيوم يا جبــــــــــــــــار ** أقهــــــــر أعدائنا يــــــا قـهـــار
وأجعل عنادهم عليهم حـــسرة ** وزدنــــــــا به في الإيمان قــوة
و ولي أمرهم عليهم ندمـــــــــا ** حـتى يكـــــــاد يـبرز لهم عـمـــا
وأسجن شيطــــانهم ولا تــولــه ** على الإخوان وأكفنا من غـلــه
وأقهر علينا كـــــل جبار عـــنيد ** مهمـــــــا أرادنـــــــا بـشر قـيــد
ثقف لسانـــــه عند المقــــــــــال ** وكـف يده عند التعــــــــــــــا لي
يــا بر يــــا رحـيم يـــا وهـــــــاب ** هب لعـبيدك دعا يـجــــــــــــاب
وهب لـــــــنا علما وحكمة معـــا ** يكن لـنا في الحال معا مـسرعــا
ولا تحجب علينا ســــــــر الحـكم ** وأجعـله صحوا لأبصارنا يـــــم
وأفجي سحاب مشكلات بصــري ** حتى نشاهد شموس حاضـــري
وأعـطنـــــــا مــــن فضلك العميم ** وأسقنا من سرك الـــــــــعـظيم
الله يــــــــــا فـــــتاح يـــــــا رزاق ** أرزق عبيدك رزقا يســــــــاق
وأفتح لــــه في الرزق ما يشـاء ** رزق الأشـباح عـنده ســـــواء
مدارنا عـــــــــلى رزق الأرواح ** به التنعم والعـيش الـــــصاحـي
يا فوز مـــــــــن عاش به تمتعا ** دام سروره في الــــدارين معا
يارب بالمختــــــــــار سيد البشر ** أدم حضورنا معك يــــــــــاقدير
وألزم وقوفنا ببــــــــــابك العلي ** ولا تخـيب الرجاء يا أزلـــــــي
وأكتبنا في جملة أوليـــــــــــائك ** الداخلين تحت كبريــــــــــــائــك
بالإسم الأرفع المرفع الـــمجير ** أصلح أمورنا ياعالم يا خــبـيــر
ياربنا يــــا ربنا أنت الكريـــــــم ** أعـف علينا يا جواد ياحـليـــــم
وأسبل علينا ســــــترك المجملا ** ولا ترد كـفي صفـــــــرا محـولا
وأغفر لـــــنا وأرحمنا يا تـواب ** نحن و الحاضرين و الغــيابــوا
وأمـــــنـــن بمغفرتك للمسلمين ** واغفر يا رب هفوات الوالديـن
وأقبل تنصل نــــــاظــــم الأبيات ** عـبيدك المقـر بالسيئـــــــــــات
أوصيكم إخـــــــواننا عــــــليكم ** بحفظ هذا النظم به تسـلمـــــوا
ومـــــــــن قرأه صباحا ومسـيا ** أمـن من كل داء وبليــــــــــــــا
سـميته بغـنيــــة الــــفـقــيـــر ** ومن تـلاه لا يخشى من فـقــــر
قائله عبد الحفيظ المــــــــذنب ** ابــــــــــــــــــــن محمد لله أيــب
ختمت النظم بالصلاة والسلام ** على الحبيب المصطفى خير الأنـام
وعلى اله وصحبه والتابعـين * * مارنت الاطيار بالتلاحيــــــــــــن
(اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
صلاة اهل السموات والارضين عليه
صلاة اهل السموات والارضين عليه
اجـــري يارب لطـــفك الخـــفي فى امورنا والمسلميـــن. )
- دعاء غنية الفقير كتبه عام 1245 هـ/1830 م
ويقرؤه الإخوان في الطريقة الرحمانية الحفوظية
عقب الإنتهاء من حلقة الذكر بعد صلاتي: الصبح و العصر
عقب الإنتهاء من حلقة الذكر بعد صلاتي: الصبح و العصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق