بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ
أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ
يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ
سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ
الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)" سورة التوبة"
"الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات"
*** دعـــــــــــــاء ســيـد
الاســـــتـــغــــفــــــار***
اللـهم
أنـت ربـي لاإله الا انـت خلــقـتـني وأنـا عبـــــدك
وأناعلى
عهـدك ووعـدك مـااسـتـطـعـت
أعــوذ
بــــك مـن شر ماصـنــعــت
أبـــوء
لك بـنـعـمـتـك عـلي
وابــوء
بــذنــبي فاغـفــر لي انه لايــغــفــــر الــذنــوب الا انــــت.
***الإستغفاروالصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم عقب الصلوات***
أستـغـفر الله العظيم الذي لااله الا هو الــحي القيـوم وأتوب اليه ونسأله التوبة والمغـفـــرة
اللهم صل وسلم وبـارك على سيدنا مـحــمـــد وعـــلــى ألـــه وصـــحـــبـه وســــلـــم عـــلـيــه - - ثلاث مر ات-
الصلاة والسلام على سيدنا محمدﷺ - الصلاة الكاملة -
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في امورنا والمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما ) الاية56 سورة الأحزاب
*** فضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم***
السامع لذكر النبي صلى الله عليه وسلم مطالب بأن يصلي عليه؛ لما في
ترك ذلك من الوعيد وعدم تعظيمه صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الترمذي أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ. ، وقال صلى الله عليه
وسلم أيضاً: رَغمَ أنفُ رجل ذكرت عنده فلم يصل عليَّ. رواه البخاري في الأدب
المفرد ورواه الترمذي أيضا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم
عليَّ صلاة" رواه الترمذي.
الصلاة الابراهيمية:
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا
إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت
على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد.
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم -الامية-:
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم.
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم-
الرحمانية الكاملة:
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنامحمدوعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه إجري ياربي لطفك الخفي في أمورنا
والمسلمين.
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- صلاة
الفاتح:
" اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ
لِمَا أُغْلِقَ والخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ والهَادِي
إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ وعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدْرِهِ ومِقْدَارِهِ العَظِيمِ"
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسيدي
عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه:
اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا ومولانا محمد الذي ما وجد قط مثله في
الوجود , اللهم صل على سيدنا ونبينا ومولانا محمد الذي ما ولد قط مثله مولود وعلى
آله وصحبه وسلم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للإمام
أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري في سائر
الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم .
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اللشيخ
ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
اللهم صل على الذات المحمدية اللطيفة الأحدية شمس سماء الأسرار ومظهر
الأنوار ومركز مدار الجلال وقطب فلك الجمال .اللهم بسره لديك وبسيره اليك آمن خوفي
وأقل عثرتي وأذهب حزني وحرصي وكن لي وخذني اليك مني وارزقني الفناء عني ولا تجعلني
مفتونا بنفسي محجوبا بحسي واكشف لي عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوم .
---------------------------------------------------------------
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات ،
وتقضي بها جميع الحاجات ، وتطهرنا بها من جميع السيئات ، وترفعنا بها عندك أعلى
الدرجات ، وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات وعلى
آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
-----------------------------------------------------------
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لا تعد ولا تحد
ولا تكيف ولا تحصر ننال بها جواره مع الرضوان الأكبر وعلى آله ذوي الجناب المطهر
والحمد لله رب العالمين.
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
اللهم صل على سيدنا محمد عين الرحمة الرحمانية منبع فيوضات الاســـرار
القدسية وإشراق الأنوار الربانية ومواهب الفتوحات الإلهية وآله وصحبه وسلــــــم .
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسيدي
ابن عربي رضي الله عنه:
اللهم صل على طلعة الذات المطلسم .والغيب المطمطم والكمال المكتَّم ,
لاهوت الجمال , وناسوت الوصال , وطلعة الحق هوية إنسان الأزل , في نشر من لم يزل
,من أَقمت به نواسيت الفرق إِلى طريق الحق , فصل اللهم به منه فيه
عليه وسلم تسليماً .
الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسيدي
احمد البدوي رضي الله عنه:
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا
مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الْأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ ، وَلَـمْعَةِ الْقَبْضَةِ
الرَّحْمَانِيَّةِ ، وَأَفْضَلِ الْـخَلِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَأَشْرَفِ
الصُّورَةِ الْـجِسْمَانِيَّةِ ، وَمَعْدَنِ الْأَسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ ،
وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الْاِصْطِفَائِيَّةِ ، صَاحِبِ الْقَبْضَةِ الْأَصْلِيَةِ،
وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ، وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ ، مَنْ انْدَرَجَتِ
النَّبِيُّونَ تَحْتَ لِوَائِهِ فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ ،
وَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ عَدَدَ مَا خَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ إِلَى يَوْمِ
تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً،وَالْـحَمْدُ للَّـهِ
رَبِّ الْعَالَـمِينَ .
----------------------------------------------------
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلاَةً
تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّهِ أَدَاءً وَأَعْطِهِ الْوَسِيلَةَوَابْعَثْهُ
المَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ وَاجْزِهِ عَنَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ
وَاجْزِهِ أَفْضَلَ مَا جَازَيْتَ نَبِيَّاً عَنْ أْمَّتِهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ
وَعَلَى جَمِيعِ إِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّالِحِينَ يَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ.
---------------------------------------------------
* اللهم صل على سيدنا محمد أفضل خلق الله عدد ما كان وعدد ما يكون
وعدد ما هو كائن في علم الله صلوات الله وسلامه وملائكته وأنبيائه ورسله وحملة
عرشه وجميع خلقه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم
ورحمة الله وبركاته .
-------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يارسول الله
الصلاة والسلام عليك ياخير خلق الله
الصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ
من الواجبات المفروضة على المسلمين وفقا للآية القرآنية:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الاية56
سورة الأحزاب
وهي عبارة عن تكريم وتشريف لنبي الإسلام سيدنا محمد ﷺ المبعوث
للناس كافة لتبليغه الرسالة وتأديته الأمانة. تكون صلاة المسلم على النبيﷺ
بتلاوته للصلاة التي لها عدة منها الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير.
معنى الصلاة
اسم سيدنا محمدﷺ ملحوقة
بالصلاة والسلام عليه.
يختلف معنى كلمة "الصلاة" عند المسلمين باختلاف أماكن
استخدامها، وكلها في النهاية راجعة في أصل اللغة لـ "الدعاء" كما ورد في
المعجم الوسيط[1]، ومن هذه الاستخدامات:
الصلاة من الله على البشر: تكون رحمة مقرونة بالتعظيم، ورفع درجاتهم،
وذكرهم بالثناء في الملأ الأعلى كما في الأية ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ
وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾«33:43».
الصلاة من الملائكة على المؤمنين: تكون استغفار ودعاء لهم عند الله.
الصلاة من المؤمنين على المؤمنين: دعاء أيضا كما في الأية ﴿خُذْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾«9:103».
الصلاة من البشر إلى الله: العبادة المخصوصة المبينة حدود أوقاتها في
الشريعة الإسلامية كما في الأية ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾«108:2».
والله أمر المؤمنين بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا، فإن عجزنا
عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة
عليه ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾«33:56»
قال العز بن عبد السلام: «ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة
منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم
علينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة
نبينا إلى الصلاة عليه؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا،
إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم، وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي
يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة، وخلوص النية، وإظهار المحبة والمداومة على
الطاعة والاحترام.»
قال أبو العالية: «صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند
ملائكته، وصلاة الملائكة عليه الدعاء».
قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم معنى الصلاة والسلام:«أن الصلاة
من الله سبحانه وتعالى هي الرحمة المقرونة بالتعظيم ومن الملائكة والآدميين سؤال
ذلك وطلبه له صلى الله عليه وسلم».
حكم الصلاة على النبيﷺ
اتفق علماء أهل السنة على استحباب الصلاة والسلام على النبي محمدﷺ، حيث
قال ابن عطية: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال واجبة وجوب السنن
المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه. واختلفوا في وجوبها على
عدة أقوال أشهرها[2]:
واجبة في العمر مرة واحدة، قال المفسر القرطبي: لا خلاف في وجوبها في
العمر مرة، وأَنها واجبة في كل حين وجوب السنن المؤكدة.
واجبة في الصلاة في التشهد الأخير: وهو قول الشافعية و المالكية.
واجب الإكثار منها من غير تحديد.
واجبة عند سماع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من غيره أو ذكره بنفسه،
نقل ذلك عن الطحاوي.
آيات وأحاديث في الصلاة على النبيﷺ
آية: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾«33:56»
حديث: أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة[3].
حديث: من ذُكرتُ عنده فخطيء الصلاة عليّ خطيء طريق الجنّة[4].
حديث: البخيل من ذُكرتُ عندَه ثم لم يصلّ عليّ[5].
حديث: من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم وفيه قُبض وفيه النفخة
وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ، قالوا: يا رسول
الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت - أي وقد بليت - ؟ قال: إن الله حرم على
الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء[6].
حديث عن أبي بن كعب أنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك
فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. فقلت: الربع. قال: ما شئت فإن زدت فهو خير
لك. قلت: النصف. قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: فالثلثين. قال: ما شئت فإن
زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها. قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك[7].
حديث: من ذكرت عنده فليصلّ عليّ، ومن صلى عليّ مرة صلى الله عليه بها
عشرا. وفي رواية: من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر
سيئات ورفعه بها عشر درجات[8].
حديث: من صلى عليّ صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه ما صلى عليّ فليقلّ
عبد من ذلك أو ليكثر[9].
حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد على المنبر فقال آمين آمين
آمين. قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين؟ فقال: إن جبريل
أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل آمين،
فقلت: آمين. ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل
آمين. فقلت: آمين. ومن ذكرتَ عنده فلم يصل عليك فأبعده الله، قل آمين. فقلت:
آمين[8].
حديث: من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم
القيامة[10].
حديث: ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا
كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم[7].
فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
نقل الإمام الشعراني في كتاب حدائق الأنوار في الصلاة والسلام على
النبي المختار، في الثمرات التي يجتنيها العبد بالصلاة على رسول الإسلام محمد
والفوائد التي يكتسبها ويقتنيها[11]:
امتثال أمر الله بالصلاة عليه.
موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه.
موافقة الملائكة في الصلاة عليه.
حصول عشر صلوات من الله تعالى.
أن يرفع له عشر درجات.
يكتب له عشر حسنات.
يمحى عنه عشر سيئات.
ترجى إجابة دعوته.
أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم.
أنها سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.
أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه.
أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم.
أنها تقوم مقام الصدقة.
أنها سبب لقضاء الحوائج.
أنها سبب لصلاة الله وملائكته على المصلي.
أنها سبب زكاة المصلي والطهارة له.
أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.
أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
أنها سبب لردّه صلى الله عليه وسلم على المصلى عليه.
أنها سبب لتذكر ما نسيه المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود على أهله حسرة يوم القيامة.
أنها سبب لنفي الفقر عن المصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه
وسلم.
نجاته من دعائه عليه برغم أنفه إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه
وسلم.
أنها تأتي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
أنـها تنجـي من نتن المجلس الذي لا ذكر فيه اسم الله ورسوله صلى الله
عليـه وسلم.
أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والـصلاة على رسولـه صلى
الله علـيه وسلم.
أنها سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط.
أنه يخرج العبد عن الجفاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
أنها سبب لإلقاء الله تعالى الثناء الحسن على المصلي عليه صلى الله
عليه وسلم بين السماء والأرض.
أنها سبب رحمة الله عز وجل.
أنها سبب البركة.
أنها سبب لدوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذلك من
عقود الإيمان لا يتم إلا به.
أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه صلى الله عليه
وسلم.
أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه.
أنها سبب لعرض المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده صلى الله
عليه وسلم.
أنها سبب لتثبيت القدم يعني على الصراط.
تأدية الصلاة عليه لأقل القليل من حقه صلى الله عليه وسلم وشكر نعمة
الله التي أنعم بها علينا.
أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه.
أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من العبد دعاء وسؤال من ربه عز وجل
فتارة يدعو لنبيه صلى الله عليه وسلم وتارة لنفسه ولا يخفى ما في هذا من المزية
للعبد.
من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه صلى الله عليه
وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس.
أن الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يقوم مقام الشيخ
المربي.
- كتاب: حدائق الأنوار ومطالع الأسرار
- المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن دبيغ الشيباني الشافعي وجيه الدين
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة والسلام عليه :
ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي منها:
1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.
4- أن يرفع له عشر درجات.
5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب
العالمين.
6- أنها سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.
7- أنها سبب لغفران الذنوب.
8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.
9- أنها سبب لقرب العبد منه يوم القيامة.
10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.
11- أنها سبب لرد النبي الصلاة والسلام على المصلي.
12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
13- أنها سبب لنفي الفقر.
14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره .
15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين
أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه،
والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.
16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن
المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه وذكره عنده كما تقدم قوله : { إن
صلاتكم معروضة عليّ } وقوله : { إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي
السلام } وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله .
18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن
بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه: { ورأيت رجلاً من أمتي
يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على
قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب
والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً].
19- أنها سبب لدوام محبة الرسول وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود
الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه
واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى
على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء
أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك
ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك
20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه
وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك
في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي
والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما
ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له
من الله.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة
جُمِّعت ألفاظ الصلاة على النبي هذه من كتب الأحاديث[12][13][14]:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ
عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ[15].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ[16].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد،
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ[17].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ[18].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ[19].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ[20].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبِارِكْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[21].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بِارِكْ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[22].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[23].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[24].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ[25].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ[26].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ[27].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ[28].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا
بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ[29].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى آل إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ[29].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا
صَلَّيْتَ عَلَى آل إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ[29].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ،
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ
وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ[30].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ،
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ
وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ،
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[31].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ،
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ
وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ[32].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ
وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ[33].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ[34].
صيغ أخرى وردت عن علماء السنة
دأب علماء السنة، وخصوصا الصوفية منهم على كتابة صيغ متنوعة للصلاة
والسلام على النبي محمد اجتهادا منهم أو إلهاما من الله أو تلقيا من رسول الإسلام
محمد في المنام، والتي اعترض عليها السلفية بدعوى أنها "بدع في دين الإسلام
وأنها لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة". ومن هذه الصيغ المشهورة [35]:
الصلاة الرحمانية الكاملة:
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
صلاة الفاتح، وهي عن الشيخ محمد شمس ابن أبي الحسن البكري:
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
الْفَاتِحِ لِمَا أَغْلِقَ وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالنَّاصِرِ الْحَقَّ
بِالْحَقِّ وَالْهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمِ.
صلاة النور الذاتي، وهي عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي:
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
النُّورِ الذَّاتِي وَالسِّرِّ السَّارِي فِي سَائِرِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.
الصلاة المنجية:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً
تُنْجِينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَهْوَالِ وَالآفَاتِ وَتَقْضِي لَنَا بِهَا
جَمِيعَ الْحَاجَاتِ وَتْطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئاتِ وَتَرْفَعُنَا
بِهَا عِنْدَكَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الْغَايَاتِ
مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.
صلاة نور القيامة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
بَحْرِ أَنْوَارِكَ وَمَعْدِنِ أَسْرَارِكَ وَلِسَانِ حُجَّتِكَ وَعَرُوسِ
مَمْلَكَتِكَ وَإِمَامِ حَضْرَتِكَ وَطِرَازِ مُلْكِكَ وَخَزَائِنِ رَحْمَتِكَ
وَطَرِيقِ شَرِيعَتِكَ الْمُتَلَذِّذِ بِتَوْحِيدِكَ إِنْسَانِ عَيْنِ الْوُجُودِ
وَالسَّبَبِ فِي كُلِّ مَوْجُودٍ عَيْنِ أَعْيَانِ خَلْقِكَ الْمُتَقَدِّمِ مِنْ
نُورِ ضِيَائِكَ صَلاَةً تَدُومُ بِدَوَامِكَ وَتَبْقَى بِبَقَائِكَ لاَ مُنْتَهَى
لَهَا دُونَ عِلْمِكَ صَلاَةً تُرِضِيكَ وَتُرْضِيهِ وَتَرْضَى بِهَا عَنَّا يَا
رَبَّ الْعَالَمِينَ.
الصلاة التفريجية أو الصلاة النارية:
اللَّهُمَّ صَلِّ صَلاَةً كَامِلَةً وَسَلِّمْ سَلاَماً تَامًّا
عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ تَنْحَلُّ بِهِ الْعُقَدُ وَتَنْفَرِجُ بِهِ
الْمكُرَبُ وَتُقْضَى بِهِ الْحَوَائِجُ وَتُنَالُ بِهِ الرَّغَائِبُ وَحُسْنُ
الْخَوَاتِمِ وَيُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَعَلى آلِهِ
وَصَحْبِهِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ بِعَدَدِ كُلِّ مَعْلُومٍ لَكَ.
الصلاة الكمالية: اللَّهُمَّ صَلِّ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ عَدَدَ كَمَالِ الله وَكَمَا يَلِيقُ بِكَمَالِهِ.
صلاة الرؤوف الرحيم:
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ ذِي الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ عَدَدَ كُلِّ حَادِثٍ وَقَدِيمٍ.
صلاة السعادة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَدَدَ مَا فِي عِلْمِ
الله صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ مُلْكِ الله.
صلاة أولي العزم:
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَآدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمَا بَيْنَهُمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ الله وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمْ
أَجْمَعِينَ.
صلاة الإنعام: اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِهِ عَدَدَ إِنْعَامِ الله وَأِفْضَالِهِ.
صلاة العالي القدر:
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ
النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الْحَبِيبِ الْعَالِي الْقَدْرِ الْعَظِيمِ الْجَاهِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
صلاة أحمد البدوي:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نُورِ الأَنْوَارِ. وَسِرِّ
الأَسِرَارِ. وَتِرْيَاقِ الأَغْيَارِ. وَمِفْتَاحِ بَابِ الْنَسَارِ. سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ. وَآلِهِ الأَطْهَارِ. وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ. عَدَد
نِعَمِ الله وَأِفْضَالِهِ.
صلاة أحمد البدوي: اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ
عَلَى سَيِّدُنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ
وَلَمْعَةِ الْقَبْضَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَأَفْضَلِ الْخَلِيقَةِ
الإِنْسَانِيَّةِ وَأَشْرِفِ الصُّورَةِ الْجِسْمَانِيَّةِ وَمَعْدِنِ الأَسْرَارِ
الرَّبَّانِيَّةِ وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الإِصْطِفَائِيَّةِ صَاحِبِ الْقَبْضَةِ
الأَصْلِيَّةِ وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ مَنِ
انْدَرَجِتِ النَّبِيُّون تَحْتَ لِوَائِهِ فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَصَلِّ
وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ عَدَدَ مَا خَلَقْتَ
وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ إِلَى يَوْمِ تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ وَسَلِّمْ
تَسْلِيماً كَثِيراً وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ.
صلاة الإمام أحمد البدوي: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نُورِ الأَنْوَارِ.
وَسِرِّ الأَسِرَارِ. وَتِرْيَاقِ الأَغْيَارِ. وَمِفْتَاحِ بَابِ الْنَسَارِ.
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ. وَآلِهِ الأَطْهَارِ. وَأَصْحَابِهِ
الأَخْيَارِ. عَدَد نِعَمِ الله وَأِفْضَالِهِ.
صلاة الامام الشافعي رضي الله عنه:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ
وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بِعَدَدٍ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرْتَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا
تُحِبُّ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا تَنْبَغِي
الصَّلاَةُ عَلَيْهِ.
صلاة الكرخي:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ مِلْءَ
الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ مِلْءَ
الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ وَاجْزِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ مِلْءَ
الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
مِلْءَ الدُّنْيَا وَمِلْءَ الآخِرَةِ.
صلاة عبد القادر الجيلاني:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ السَّابِقِ لِلْخَلْقِ
نُورُهُ وَرَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينَ ظُهُورُهُ عَدَدَ مَنْ مَضَى مِنْ خَلْقِكَ
وَمَنْ بَقِيَ وَمَنْ سَعِدَ مِنْهُمْ وَمَنْ شَقِيَ صَلاَةً تَسْتَغْرِقُ
الْعَدَّ وَتُحِيطُ بِالْحَدِّ صَلاَةً لاَ غَايَةَ لَهَا وَلاَ مُنْتَهَى وَلاَ
انْقِضَاءَ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِكَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ
تَسْلِيماً مِثْلَ ذِلِكَ.
صلاة الشيخ إبراهيم المتبولي:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى
سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى سَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى
آلِهِمْ وَصَحْبِهِمْ أَجْمَعِينَ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي مَا مَضَى وَتَحْفَظَنِي
فِيمَا بَقِيَ.
صلاة الشيخ أحمد بن إدريس:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيمِ الَّذِي مَلأَ
أَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيمِ وَقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ أَنْ
تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمِ وَعَلَى آلِ
نَبِيِّ الله الْعَظِيمِ بِقَدْرِ ذَاتِ الله الْعَظِيمِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ
وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِي عِلْمِ الله الْعَظِيمِ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله
الْعَظِيمِ تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَا ذَا الْخُلُقِ
الْعَظِيمِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي
وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِناً
يَقَظَةً وَمَنَاماً وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ
الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ.
كتب في الصلاة على النبي
-دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار، تأليف:
محمد بن سليمان الجزولي، المتوفى سنة 870 هـ.
-القول البديع في فضل الصلاة على الحبيب الشفيع، تأليف: شمس الدين
السخاوي، المتوفى سنة 902 هـ.
-أفضل الصلوات على سيد السادات، تأليف: يوسف النبهاني، المتوفى سنة
1350 هـ.
-صلوات الثناء على سيد الأنبياء، تأليف: يوسف النبهاني، المتوفى سنة
1350 هـ.
-سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين، تأليف: يوسف النبهاني،
المتوفى سنة 1350 هـ.
-دوحة الأسرار في معنى الصلاة على النبي المختار، تأليف أحمد العلاوي،
المتوفى سنة 1351 هـ.
-الصلاة على النبي، تأليف: عبد الله سراج الدين، المتوفى سنة 1422 هـ.
المصادر
^ المعجم الوسيط، جذر "صليت"، ص 522.
^ أفضل الصلوات على سيد السادات، تأليف: يوسف النبهاني، ص18.
^ رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني
^ رواه المنذري في الترغيب والترهيب، وقال:إسناده صحيح أو حسن أو ما
قاربهما.
^ رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وصححه أحمد شاكر.
^ رواه الدارقطني في تفسير القرآن، وهو صحيح.
^ أ ب رواه الترمذي في سننه، وقال: حسن صحيح.
^ أ ب رواه المنذري في الترغيب والترهيب، وقال: إسناده صحيح أو حسن أو
ما قاربهما.
فضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف
الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ
الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على
العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا
بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما
أسعد من وفق لذلك ولما لهذا الأمر من أهمية عظمى وأجر عظيم.
فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما تعاقب الليل والنهار.
معنى الصلاة والسلام على النبي ﷺ:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
قال ابن كثير رحمه الله: ( المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه
وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه
الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء
عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ) أ.هـ.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في جلاء الأفهام: ( والمعنى أنه
إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا
تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة ) أ.هـ.
وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو
العالية: إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلي عليه في الملأ الأعلى أي عند
الملائكة المقربين - أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً مجزوماً به - وهذا أخص منه في
الرحمة المطلقة - وهذا ترجيح سماحة الشيخ محمد بن عثيمين.
والسلام: هو السلامة من النقائص والآفات فإن ضم السلام إلى الصلاة حصل
به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب وتنتفي النقائص وبالصلاة يحصل
المطلوب وتثبت الكمالات - قاله الشيخ محمد بن عثيمين.
حكم الصلاة على النبي ﷺ:
أما في التشهد الأخير فهو ركن من أركان الصلاة - عند الحنابلة.
وقال القاضي أبو بكر بن بكير: ( افترض الله على خلقه أن يصلوا على
نبيه ويسلموا تسليماً، ولم يجعل ذلك لوقت معلوم. فالواجب أن يكثر المرء منها ولا
يغفل عنها ).
المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي ويرغب فيها:
1- قبل الدعاء:
قال فضالة بن عبيد: سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصلي على النبي
فقال النبي : { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد
الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } [رواه أبو داود
والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيح وصححه ابن حبّان والحاكم
ووافقه الذهبي].
وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي } [رواه
الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].
وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه
قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.
فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله
وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي ).
2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:
قال : { رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي عليّ } [رواه الترمذي وقال
حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال
الصحيح].
3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:
عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله : { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة
فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.. } الحديث [رواه أبو داود
بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].
4- الصلاة على النبي في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:
قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم
تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم - الدولة العباسية -
فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).
5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { إذا دخلت المسجد
فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا
أبواب فضلك } [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].
كيفية الصلاة والتسليم على النبي :
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً [الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سوياً استجابةً لله عز
وجل فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.
وعن أبي محمد بن عجرة قال: خرج علينا النبي فقلت: يا رسول الله قد
علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: { قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل
محمد، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وعن أبي حميد الساعد قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: {
قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد
وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد } [متفق عليه].
وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي .
فضيلة الصلاة على النبي والسلام عليه:
عن عمر قال سمعت رسول الله يقول: { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما
يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي
الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا
هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } [رواه مسلم].
قال : { من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي }
[أخرجه الطبراني في الكبير ].
وقال : { من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً } [رواه مسلم
وأحمد والثلاثة].
وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: {
أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً
لله } [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني:
صحيح لطرقه وشواهده].
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله : { أتاني آت من
ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً } فقام إليه رجل
فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل ثلث
دعائي!. قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: { إذن يكفيك الله هم
الدنيا والآخرة } [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي قال: { إن لله ملائكة سياحين يبلغونني
من أمتي السلام } [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده
صحيح ورجاله رجال الصحيح].
وقال : { من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر
خطيئات ورفع له عشر درجات } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم
].
وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة
} [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي : { من قال حين يسمع النداء
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه
مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة } [رواه البخاري في
صحيحه].
ذم من لم يصل على النبي ﷺ:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم
يصليّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك
أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة } قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث
وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: { أو أحدهما } [رواه الترمذي والبزار قال الألباني
في صحيح الترمذي حسن صحيح].
وعن علي بن أبي طالب عنه أنه قال: { البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده
فلم يصليّ عليّ } [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].
عن ابن عباس عن النبي : { من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة }
وعن أبي هريرة قال أبو القاسم : { أيّما قوم جلسوا مجلساً ثم تفرقوا
قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء
غفر لهم } [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].
وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على
النبي : { مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس } ).
الفوائد الجمة والمنافع المهمة التي تحصل في الدنيا والآخرة
لمن يصلى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال سيدي العارف بالله الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه لواقح
الأنوار القدسية:
وقد حبب لي أن أذكر لك يا أخي جملة من فوائد الصلاة والتسليم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم تشويقاً لكل لعل الله تعالى أن يرزقك محبته الخالصة ويصير
شغلك في أكثر أوقاتك الصلاة والتسليم عليه وتصير تهدي ثواب كل عمل عملته في صحيفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أشار إليه خبر أبيّ ابن كعب أني أجعل لك صلاتي
كلها أي اجعل لك ثواب جميع أعمالي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذاً يكفيك
الله تعالى هم دنياك وآخرتك. فمن ذلك وهو أهمها صلاة الله وسلامه وملائكته ورسله
على من صلى وسلم عليه. ومنها تكفير الخطايا وتزكية الأعمال ورفع الدرجات. ومنها
مغفرة الذنوب واستغفار الصلاة عليه لقائلها. ومنها كتابة قيراط من الأجر مثل جبل
أحج والكيل بالمكيال الأوفى. ومنها كفاية أمر الدنيا والآخرة لمن جعل صلاته كلها
عليه كما تقدم. ومنها محوا لخطايا وفضلها على عتق الرقاب. ومنها النجاة من سائر
الأهوال وشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بها يوم القيامة ووجوب الشفاعة.
ومنها رضا الله ورحمته والأمان من سخطه والدخول تحت ظل العرش. ومنها رجحان الميزان
في الآخرة وورود الحوض والأمان من العطش. ومنها العتق من النار والجواز على الصراط
كالبرق الخاطف ورؤية المقعد المقرب من الجنة قبل الموت. ومنها كثرة الأزواج في
الجنة والمقام الكريم. ومنها رجحانها على أكثر من عشرين غزوة وقيامها مقامها.
ومنها أنها زكاة وطهرة وينمو المال ببركتها. ومنها أنه تقضى له بكل صلاة مائة حاجة
بل أكثر. ومنها أنها عبادة وأحب الأعمال إلى الله تعالى. ومنها أنها علامة على أن
صاحبها من أهل السنة. ومنها أن الملائكة تصلي على صاحبها ما دام يصلي على النبي
صلى الله عليه وسلم. ومنها أنها تزين المجالس وتنفي الفقر وضيق العيش. ومنها أنها
يلتمس بها مظان الخير. ومنها أن فاعلها أولى به صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
ومنها أنه ينتفع هو وولده بها وثوابها وكذلك من أهديت في صحيفته. ومنها أنها تقرب
إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم. ومنها أنها نور لصاحبها في قبره
ويوم حشره وعلى الصراط. ومنها أنها تنصر على الأعداء وتطهر القلب من النفاق
والصدا. ومنها أنها توجب محبة المؤمنين فلا يكره صاحبها إلا منافق ظاهر النفاق.
ومنها رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأن أكثر منها ففي اليقظة. ومنها
أنها تقلل من اغتياب صاحبها وهي من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعاً في الدنيا
والآخرة وغير ذلك من الأجور التي لا تحصى وقد رغبتك بذكر بعض ثوابها فلازم يا أخي
عليها فإنها من أفضل ذخائر الأعمال وقد أمرني بها أيضاً مولانا أبو العباس الخضر
عليه السلام، وقال لازم عليها بعد الصبح كل يوم إلى طلوع الشمس ثم اذكر الله عقبها
مجلساً لطيفاً فقلت له سمعاً وطاعة وحصل لي ولأصحابي بذلك خير الدنيا والآخرة
وتيسير الرزق بحيث لو كان أهل مصر كلهم عائلتي ما حملت لهم هما فالحمد لله رب
العالمين ا.ه. وقال الفاسي في شرح الدلائل بعد قول المصنف وهي من أهم المهمات لمن
يريد القرب من رب الأرباب وجه أهمية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في حق من
يريد القرب من مولاه من وجوه منها ما فيها من التوسل إلى الله تعالى بحبيبه
ومصطفاه. وقد قال الله تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة) ولا وسيلة إليه تعالى أقرب
ولا أعظم من رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم. ومنها أن الله تعالى أمرنا بها
وحضنا عليها تشريفاً له صلى الله عليه وسلم وتكريماً. وتفضيلاً وتعظيماً. ووعد من
استعملها حسن المآب. والفوز بجزيل الثواب. فهي من أنجح الأعمال. وأرجح الأقوال.
وأزكى الأحوال. وأحظى القربات. وأعم البركات. وبها يتوصل إلى رضا الرحمن. وتنال
السعادة والرضوان. وبها تظهر البركات. وتجاب الدعوات. ويرتقي إلى أعلى الدرجات.
ويجبر صدع القلوب. ويعفى عن عظيم الذنوب. وأوحى الله تعالى إلى موسى على نبينا
وعليه الصلاة والسلام يا موسى أتريد أن أكون أقرب إليك من كلامك إلى لسانك ومن
وسواس قلبك إلى قلبك ومن روحك إلى بدنك ومن نور بصرك إلى عينك قال نعم يا رب قال
فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. ومنها أنه صلى الله عليه وسلم محبوب
الله عز وجل عظيم القدر عنده وقد صلى عليه هو وملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة
والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم فوجبت محبة المحبوب والتقرب إلى الله تعالى
بمحبته وتعظيمه والصلاة عليه والإقتداء بصلاته تعالى وصلاة ملائكته عليه. ومنها ما
ورد في فضلها والوعد عليها من جزيل الأجر وعظيم الذكر وفوز مستعملها برضا الله
تعالى وقضاء حوائج آخرته ودنياه. ومنها ما فيها من شكر الواسطة في نعم الله علينا
المأمور بشكره فما من نعمة لله علينا سابقة ولاحقة من نعمة لا يجاد والإمداد في
الدنيا والآخرة إلا وهو السبب في وصولها إلينا وإجرائها علينا فنعمه صلى الله عليه
وسلم علينا تابعة لنعم الله تعالى و نعم الله لا يحصرها عدد كما قال سبحانه وإن
تعدوا نعمة الله لا تحصوها فوجب حقه صلى الله عليه وسلم علينا ووجب علينا في شكر
نعمته أن لا نفتر عن الصلاة عليه مع دخول كل نفس وخروجه. ومنها ما فيها من القيام
برسم العبودية يعني امتثال أمره تعالى. ومنها ما جرب من تأثيرها والنفع بها في
التنوير ورفع الهمة حتى قيل أنها تكفي عن الشيخ في الطريق وتقوم مقامه. ومنها ما
فيها من سر الاعتدال الجامع لكمال العبد وتكميله ففي الصلاة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذكر الله ورسوله ولا كذلك عكسه.
وفي كتاب ابن فرحون القرطبي
واعلم أن في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشر كرامات:
إحداهن صلاة الملك الجبار.
والثاني شفاعة النبي المختار.
والثالث الإقتداء بالملائكة الأبرار.
والرابع مخالفة المنافقين والكفار.
والخامس محو الخطايا والأوزار.
والسادس العون على قضاء الحوائج والوطار.
والسابع تنوير الظواهر والأسرار.
والثامن النجاة من دار البوار.
والتاسع دخول دار القرار.
والعاشر سلام الرحيم الغفار.
ثم قال وفي كتاب حدائق الأنوار في الصلاة والسلام على النبي المختار
صلى الله عليه وسلم الحديقة الخامسة في الثمرات التي يجتنيها العبد بالصلاة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم والفوائد التي يكتسبها ويقتنيها:
الأولى امتثال أمر الله بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
الثانية موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
الثالثة موافقة الملائكة في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
الرابعة حصول عشر صلوات من الله تعالى على المصلي عليه صلى الله عليه
وسلم واحدة.
الخامسة أن يرفع له عشر درجات.
السادسة يكتب له عشر حسنات.
السابعة يمحى عنه عشر سيئات.
الثامنة ترجى إجابة دعوته.
التاسعة أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم.
العاشرة أنها سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.
الحادية عشر أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه.
الثانية عشر أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم.
الثالثة عشر أنها تقوم مقام الصدقة.
الرابعة عشر أنها سبب لقضاء الحوائج.
الخامسة عشر أنها سبب لصلاة الله وملائكته على المصلي.
السادسة عشر أنها سبب زكاة المصلي والطهارة له.
السابعة عشر أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.
الثامنة عشر أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
التاسعة عشر أنها سبب لردّه صلى الله عليه وسلم على المصلى عليه.
الموفية عشرين أنها سبب لتذكر ما نسيه المصلي عليه صلى الله عليه
وسلم.
الإحدى والعشرون أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود على أهله حسرة يوم
القيامة.
الثانية والعشرون أنها سبب لنفي الفقر عن المصلي عليه صلى الله عليه
وسلم.
الثالثة والعشرون أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره
صلى الله عليه وسلم.
الرابعة والعشرون نجاته من دعائه عليه برغم أنفه إذا تركها عند ذكره
صلى الله عليه وسلم.
الخامسة والعشرون أنها تأتي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن
طريقها.
السادسة والعشرون أنـها تنجـي من نتن المجلس الذي لا ذكر فيه اسم الله
ورسوله صلى الله عليـه وسلم.
السابعة والعشرون أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بـحمد الله
والـصلاة على رسولـه صلى الله علـيه وسلم.
الثامنة والعشرون أنها سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط.
التاسعة والعشرون أنه يخرج العبد عن الجفاء بالصلاة عليه صلى الله
عليه وسلم.
الموفية ثلاثين أنها سبب لإلقاء الله تعالى الثناء الحسن على المصلي
عليه صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض. الإحدى والثلاثون أنها سبب رحمة الله
عز وجل.
الثانية والثلاثون أنها سبب البركة.
الثالثة والثلاثون أنها سبب لدوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها
وتضاعفها وذلك من عقود الإيمان لا يتم إلا به.
الرابعة والثلاثون أنها سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي
عليه صلى الله عليه وسلم. الخامسة والثلاثون أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه.
السادسة والثلاثون أنها سبب لعرض المصلي عليه صلى الله عليه وسلم
وذكره عنده صلى الله عليه وسلم.
السابعة والثلاثون أنها سبب لتثبيت القدم يعني على الصراط.
الثامنة والثلاثون تأدية الصلاة عليه لأقل القليل من حقه صلى الله
عليه وسلم وشكر نعمة الله التي أنعم بها علينا.
التاسعة والثلاثون أنها متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه.
الموفية أربعين أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من العبد دعاء
وسؤال من ربه عز وجل فتارة يدعو لنبيه صلى الله عليه وسلم وتارة لنفسه ولا يخفى ما
في هذا من المزية للعبد.
الإحدى والأربعون من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه
صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس.
الثانية والأربعون أن الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يقوم
مقام الشيخ المربي.
قال: وسيأتي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكسب
الأزواج والقصور ويأتي في الحديث أنها تعدل عتق الرقاب.
ونقل الشيخ عن بعض العارفين:
أن من كان شأنه كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يحصل له
الشرف الأكبر بكونه صلى الله عليه وسلم يحضره عند سكرات الموت وهناك يهنأ برؤية ما
أعد الله له من الحور والقصور والولدان وكثرة الأزواج والتهنئة بالسلام عليه من
العزيز الغفار كما قال جل شأنه {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم
ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون.
فائدة
ومن خواص تكرار الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أنها
تنزيل العطش الغالب على الإنسان في وقت الحمى وغيره.
قال الشيخ الإمام الكامل الراسخ العارف بالله تعالى سيدي الشيخ عبد
الغني النابلسي رضي الله عنه ونفعنا ببركاته في شرحه المسمى بالطلعة البدرية على
القصيدة المضرية:
(ومما وقع لنا في تكرار الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
أنها تزيل العطش الغالب على الإنسان في وقت الحمى وغيرها وإني جربت ذلك وأفدته
لبعض إخواني فجربوه في طريق الحج عند فقد الماء لكن بشرط أن لا يكون في تلك الصيغة
التي يصلى بها على النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لفظ الله لأنه حار وإنما الصيغة
التي تزيل العطش هكذا الصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام الصلاة والسلام
على سيدنا محمد المبعوث إلينا بالحق المبين الصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمي
الأمين وأفضل الصلوات وأشرف التسليمات إلى النبي الصادق والرسول المؤيد بأسرار
الحقائق وأمثال ذلك.
وقال الحافظ السخاوي:
روى أن امرأة جاءت إلى الحسن البصري فقالت له يا شيخ توفيت لي بنية
وأريد أن أراها في المنام فقال لها الحسن: صلِّ أربع ركعات واقرئي في كل ركعة
فاتحة الكتاب مرة وسورة ألهاكم التكاثر مرة وذلك بعد صلاة العشاء الآخرة ثم اضطجعي
وصلي على النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنامي ففعلت ذلك فرأَتها في النوم وهي في
العقوبة والعذاب وعليها لباس القطران ويداها مغلولة ورجلاها مسلسلة بسلاسل من
النار فلما انتبهت جاءت إلى الحسن فأخبرته بالقصة فقال لها تصدقي بصدقة لعل الله
يعفو عنها ونام الحسن تلك الليلة فرأى كأنه في روضة من رياض الجنة ورأى سريراً
منصوباً وعليه جارية حسناء جميلة وعلى رأسها تاج من النور فقالت يا حسن أتعرفني
فقال لا فقالت أنا ابنة تلك المرأة التي أمرتها بالصلاة على محمد صلى الله عليه
وسلم فقال لها الحسن أن أمك وصفت لي حالك بغير هذه الرؤية فقالت له هو كما قالت
قال فبماذا بلغت هذه المرتبة فقالت كنا سبعين ألف نفس في العقوبة والعذاب كما وصفت
لك والدتي فعبر رجل من الصالحين على قبورنا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة
وجعل ثوابها لنا فقبلها الله عز وجل منه وأعتقنا كلنا من تلك العقوبة وذلك العذاب
ببركة الرجل الصالح وبلغ نصيبي ما قد رأيته وشاهدته. ذكرها القرطبي في التذكرة
بغير هذا اللفظ).
وسبب تأليف دلائل الخيرات: أن مؤلفها الإمام محمد بن سليمان الجزولي
رحمه الله حضره وقت صلاة فقام يتوضأ فلم يجد ما يخرج به الماء من البئر فبينما هو
كذلك إذ نظرت إليه صبية من مكان عال فقالت له من أنت فأخبرها فقالت أنت الرجل الذي
يثنى عليك بالخير وتتحير فيما تخرج به الماء من البئر وبصقت في البئر ففاض ماؤها
حتى ساح على وجه الأرض فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه أقسمت عليك بم نلت هذه
المرتبة فقالت بكثرة الصلاة على من كان إذا مشى في البر الأقفر تعلقت الوحوش
بأذياله فحلف يميناً أن يؤلف كتاباً في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وحكى أبو الليث عن سفيان الثوري أنه قال:
كنت أطوف فإذا أنا برجل لا يرفع قدماً ولا يضع قدماً إلا ويصلي على
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له يا هذا إنك قد تركت التسبيح والتهليل وأقبلت على
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهل عندك من هذا شيء فقال من أنت عافاك الله
فقلت أنا سفيان الثوري فقال لولا أنك غريب في أهل زمانك لما أخبرتك عن حالي ولا
أطلعتك على سري، ثم قال خرجت أنا ووالدي حاجين إلى بيت الله الحرام حتى إذا كنت في
بعض المنازل مرض والدي فقمت لأعالجه فبينما أنا ذات ليلة عند رأْسه إذ مات واسود
وجهه فقلت إنّا لله وإنّا إليه راجعون مات والدي فاسود وجهه فجذبت الإزار على وجهه
فغلبتني عيناي فنمت فإذا أنا برجل لم أرَ أجمل منه وجهاً ولا أنظف منه ثوباً ولا
أطيب منه ريحاً يرفع قدماً ويضع أخرى حتى دنا من والدي فكشف الإزار عن وجهه فمر
بيده على وجهه فعاد وجهه أبيض ثم ولى راجعاً فتعلقت بثوبه فقلت يا عبد الله من أنت
الذي منّ الله على والدي بك في ديار الغربة فقال أو ما تعرفني أنا محمد بن عبد
الله صاحب القرآن أما إن والدك كان مسرفاً على نفسه ولكن كان يكثر الصلاة عليَّ
فلما نزل به ما نزل استغاث بي وأنا غياث لمن يكثر الصلاة عليَّ فانتبهت فإذا وجهه
أبيض.
*********مـــنـــقــول**********والله اعلم****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق