بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" سورة الاحزاب
الصلاة والسلام عليك يانبي الله
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
الصلاة والسلام عليك يا خير خلق الله
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
صلاة أهل السموات والأرضين عليه
إجري يارب لطفك الخفي في أمورنا والمسلمين.
- عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْد قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ
أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ :
" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ
عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى
رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ
"
[ رواه النسائي ]
فضل شهر شعبان
فقم ليلة النصف الشريف مصليا … فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه
فقم ليلة النصف الشريف مصليا … فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه
فكم من فتى قد بات في النصف آمنا … وقد نسخت فيه
صحيفة حتفه
فبادر بفعل الخير قبل انقضائه … وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
وصم يومها لله وأحسن رجاءه …... لتظفر عند الكرب منه بلطفه
حمل:
فضائل شعبان والعمل الصالح فيه
فضل شهر شعبان
وليلة النصف من شهر شعبان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ
سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ
هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ
أَنَّ سيدنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ وَنَصَحَ
الأُمَّةَ فَجَزَاهُ اللهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَائِهِ صَلَوَاتُ
اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ
وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ الْقَائِلِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ:
﴿ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الْحَجّ/ 77].
إِخْوَةَ الإيِمَانِ وَالإِسْلاَمِ : لَقَدْ هَلَّ
عَلَيْنَا شَهْرُ شَعْبَانَ لِيُقَرِّبَنَا أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ مِنْ رَمَضَانَ شَهْرِ
الْخَيْرَاتِ فَانْظُرُوا رَحِمَكُمُ اللهُ كَيْفَ كَانَ حَالُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَعْبَانَ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ فِي شَهْرِ شَعْبَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا قَالَتْ: « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ
حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَ
رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ »، أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وعَنْ حِبِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ
أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: « ذَلِكَ
شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ
فِيهِ الأعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا
صَائِمٌ » أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِى شُعَبِ الإيِمَانِ.
وَأَمَّا حَالُ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي شَعْبَانَ
فَهُوَ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا دَخَلَ شَهْرُ شَعْبَانَ، أَقْبَلُوا عَلَى مَصَاحِفِهْمِ
فَقَرَأُوهَا، وَأَخْرَجُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ لِيُعِينُوا غَيْرَهُمْ عَلَى طَاعَةِ
اللهِ فِي رَمَضَانَ. وَتَرَكُوا الْكَثِيرَ مِنْ مَشَاغِلِ الدُّنْيَا، وَأَخَذُوا
يَسْتَعِدُّونَ فِيهِ لاِسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَكْثَرُوا فِيهِ مِنَ الصِّيَامِ
وَالذِّكْرِ وَالْقِيَامِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ عَنْ شَهْرِ شَعْبَانَ إِنَّهُ شَهْرُ
الْقُرَّاءِ.
إِخْوَةَ الإيِمَانِ وَالإِسْلاَمِ : وَفِي هَذَا
الشَّهْرِ الْكَريِمِ لَيْلَةٌ عَظِيمَةٌ بَرَكَاتُهَا، كَثِيرَةٌ خَيْرَاتُهَا هِيَ
لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَقَدْ وَرَدَتْ فِي فَضِيلَتِهَا أَحَادِيثُ نَبَوِيَّةٌ
عَدِيدَةٌ تَحُضُّ عَلَى اغْتِنَامِهَا وَالتَّعَرُّضِ لَهَا، مِنْهَا مَا رَوَاهُ
ابْنُ مَاجَهْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : «
إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا
» وَهَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا إِلاَّ أَنَّ الْعُلَمَاءَ قَدْ قَرَّرُوا
أَنَّ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ يُعْمَلُ بِهِ إِنْ كَانَ فِيهِ حَثٌ عَلَى فَضَائِلِ
الأَعْمَالِ وَانْدَرَجَ تَحْتَ أَصْلٍ صَحِيحٍ مِنْ أُصُولِ الشَّرْعِ، كَذَلِكَ فَإِنَّ
الإِمَامَ ابْنَ حِبَّانَ قَدْ صَحَّحَ بَعْضَ الأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي فَضِيلَةِ
لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَأَوْرَدَهَا فِي صَحِيحِهِ، كَحَدِيثِ « يَطَّلِعُ
اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ
خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ». وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ
وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالْمُشَاحِنُ مَعْنَاهُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُسْلِمٍ ءَاخَرَ
عَدَاوَةٌ وَحِقْدٌ وَبَغْضَاءُ، أَمَّا مَنْ سِوَى هَذَيْنِ فَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ
يُغْفَرُ لَهُمْ يُغْفَرُ لِبَعْضٍ جَمِيعُ ذُنُوبِهِمْ وَلِبَعْضٍ بَعْضُ ذُنُوبِهِمْ.
فَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ هِيَ لَيْلَةٌ
مُبَارَكَةٌ وَأَكْثَرُ مَا يَبْلُغُ الْمَرْءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَنْ يَقُومَ لَيْلَهَا
وَيَصُومَ نَهَارَهَا وَيَتَّقِي اللهَ فِيهَا، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
كَانَ التَّابِعُونَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَخَالِدِ بنِ مَعْدَانَ وَمَكْحُولٍ وَلُقْمَانَ
بنِ عَامِرٍ وَغَيْرِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَجْتَهِدُونَ فِيهَا فِي الْعِبَادَةِ.
وَقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ الأُمِّ : وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ
يُقَالُ: إِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ،
وَلَيْلَةِ الأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مَنْ رَجَب، وَلَيْلَةِ
النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ “اهـ
وَلْيُعْلَمْ أَنَّ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ
لَيْسَتِ اللَّيْلَةَ الَّتِي قَالَ اللهُ فِيهَا : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ
مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
﴾ [الدُّخَان: 3، 4] بَلْ هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ كَمَا قَالَ تَرْجُمَانُ الْقُرْءَانِ
عَبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ وَهَذَا مَا عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ.
إِخْوَةَ الإيِمَانِ وَالإِسْلاَمِ : وَمِمَّا
يَنْبَغِي الاِنْتِبَاهُ مِنْهُ دُعَاءٌ اعْتَادَ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى تَرْدَادِهِ
فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَهُوَ: “اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي
أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ
فِي الرِّزْقِ فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ
رِزْقِي …” فَهَذَا اللَّفْظُ لَمْ يَثْبُتْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابِةِ الْكِرَامِ.
وَيَجِبُ الاِعْتِقَادُ أَنَّ مَشِيئَةَ اللهِ أَزَلِيَّةٌ أَبَدِيَّةٌ لاَ يَطْرَأُ
عَلَيْهَا تَغَيُّرٌ وَلاَ تَحَوُّلٌ كَسَائِرِ صِفَاتِهِ كَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ
وَتَقْدِيرِهِ وَغَيْرِهَا، فَلاَ تَتَغَيَّرُ مَشِيئَةُ اللهِ بِدَعْوَةِ دَاعٍ أَوْ
صَدَقَةِ مُتَصَدِّقٍ أَوْ نَذْرِ نَاذِرٍ، وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ الإِنْسَانُ
أَنَّ اللهَ تَحْدُثُ لَهُ مَشِيئَةٌ جَدِيدَةٌ أَوْ عِلْمٌ جَدِيدٌ، وَمَنْ يَعْتَقِدُ
ذَلِكَ فَقَدْ فَسَدَتْ عَقِيدَتُهُ، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثًا فَأَعْطَانِي
ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً » وَفِي رِوَايَةٍ : « قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ إِنِّي
إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ »
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، وَمِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ
فِي شَهْرِ شَعْبَانَ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ صَوْمُ مَا بَعْدَ نِصْفِ شَعْبَانَ إِلاَّ
أَنْ يَصِلَهُ بِمَا قَبْلَهُ أَوْ لِقَضَاءٍ أَوْ وِرْدٍ كَمَنِ اعْتَادَ صَوْمَ الاِثْنَيْنِ
وَالْخَمِيسِ، لِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا انْتَصَفَ
شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا » رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالأَرْبَعَةُ [أَبُو
دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ]، وَحَدِيثِ : « لاَ
يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ
يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ». [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
وَمُسْلِمٌ].
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ
وَالطَّاعَاتِ وَالْحَسَنَاتِ يَا رَبَّ الْكَائِنَاتِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا
الله.
أقوال العلماء في إحياء ليلة النصف من شعبان
- سمي
بشعبان لأن العرب كانوا يتشعبون فيه ويتفرقون في كل ناحية للإغارة,وقيل نسبة لتشعبهم
فيه استعدادا للحرب بعد قعودهم عنه في رجب,وقد كان العرب يسمونه في الجاهلية ( عادل
) أي منصف.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا
لمشرك، أو مشاحن“.اهـ رواه ابن حبان وصححه. ومعناه أن الله تعالى يخصص ليلة النصف من
شعبان بهذه الميزة أنه يطَّلِعُ إلى خلقه .. أي يرحمهم فيها برحمة خاصة وإلا فالله
مُطَّلِعٌ على خلقه لا تخفى عليه منهم خافية. فيخفر لجميع خلقه إلا من استثنى أي يغفر
لبعض المسلمين بعض ذنوبهم ولبعض كل ذنوبهم وأما الكافر فلا يغفر له وكذا المشاحن الذي
بينه وبين مسلم ءاخر عداوة وحقد وبغضاء لأمر الدنيا، فليصلح كلٌّ منّا ما بينه وبين
أخيه المسلم وليعف وليصفح وليخرج ما في قلبه من غلّ قبل تلك الليلة لعلَّ اللهَ يرحمنا
ويغفر لنا ذنوبنا.
قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير
والأوسط ورجالهما ثقات.اهـ
قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: رواه
الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه والبيهقي ورواه ابن ماجه بلفظه من حديث أبي
موسى الأشعري والبزار والبيهقي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه بنحوه بإسناد لا
بأس به. اهـ
قال الشافعي في الأم: وبلغنا أنه كان يقال إن
الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب
وليلة النصف من شعبان.
قال الشافعي: وأخبرنا إبراهيم بن محمد قال: رأيت
مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العيدين
فيدعون ويذكرون الله تعالى حتى تذهب ساعة من الليل.
قال الشافعي: وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلة
النحر.
قال الشافعي: وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي
من غير أن تكون فرضا. اهـ
قال النووي في المجموع شرح المهذب بعد أن ذكر
كلام الشافعي: واستحب الشافعي والأصحاب الإحياء المذكور مع أن الحديث ضعيف[حديث: من
أحيا ليلتي العيد..إلخ]، لـما سبق في أول الكتاب أن أحاديث الفضائل يتسامح فيها ويعمل
على وفق ضعيفها.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى
عن ليلة النصف من شعبان: والحاصل أن لهذه الليلة فضلا وأنه يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة
مخصوصة ومن ثم قال الشافعي رضي الله عنه إن الدعاء يستجاب فيها. اهـ
وقال ابن نجيم من الحنفية في “البحر الرائق”:
“ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة،
وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث“. اهـ
قال أبو عبد الله المواق المالكي في التاج والإكليل
لمختصر خليل: وقد رغب في صيام شعبان وقيل فيه ترفع الأعمال ورغب في صيام يوم نصفه وقيام
تلك الليلة.اهـ
قال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: ليلة
نصف شعبان (فصل) وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر فلها فضل عظيم وخير جسيم
وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمرون لها قبل إتيانها فما تأتيهم إلا وهم متأهبون
للقائها، والقيام بحرمتها على ما قد علم من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره هذا
هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة. اهـ
قال منصور البهوتى الحنبلى في كشاف القناع عن
متن الإقناع: وفي استحباب قيامها) أي ليلة النصف من شعبان (ما في) إحياء (ليلة العيد
هذا معنى كلام) عبد الرحمن بن أحمد (بن رجب) البغدادي ثم الدمشقي (في) كتابه المسمى
(اللطائف) في الوظائف.اهـ
قال: الحافظ زين الدين ابن رجب البغدادي ثم الدمشقي
الحنبلي في لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: وأما صيام يوم النصف منه فغير
منهي عنه فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر وقد ورد الأمر
بصيامه من شعبان بخصوصه.اهـ
وذكر ابن رجب أن ليلة النصف من شعبان كان التابعون
من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها
في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، ووافقهم على تعظيمها طائفة من عباد أهل
البصرة وغيرهم. اهـ
وقال ابن رجب أيضا: فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في
تلك الليلة (ليلة النصف من شعبان) لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب
وتفريج الكروب وأن يقدم على ذلك التوبة فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب.
فقم ليلة النصف الشريف مصليا … فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه
فكم من فتى قد بات في النصف آمنا … وقد نسخت فيه
صحيفة حتفه
فبادر بفعل الخير قبل انقضائه … وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
وصم يومها لله وأحسن رجاءه …... لتظفر عند الكرب منه بلطفه
ويتعين على المسلم أن يجتنب الذنوب التي تمنع
من المغفرة وقبول الدعاء في تلك الليلة
-----------------------------
قيام ليلة النصف من شعبان وذكر أقوال العلماء
في فضلها
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
وآله وصحبه:
* التعريف : ليلة النصف من شعبان هي الليلة الخامسة
عشر من شهر شعبان الهجري
* أسماؤها : نقل القرطبي (16/126) أن لها أربعة
أسماء : الليلة المباركة، وليلة البراءة.
* فضل ليلة النصف من شعبان :
ليلة النصف من الشعبان من الليالي ذات الخصوصية
والأفضلية، فقد وصفت هذه الليلة بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات
والثواب (القرطبي 16/126). جاء في الموسوعة الفقهية (إحياء الليل ف13) ذهب جمهور الفقهاء
إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان وجاء فيها أيضاً (اختصاص ف54) اختصت ليلة النصف
من شعبان باستحباب قيامها عند الجمهور لما ورد من أحاديث صحيحة في فضلها.
ويستحب في ليلة النصف من شعبان، الإكثار من العبادة
والذكر والدعاء. ولقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث متعددة.
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "لطائف
المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف" اختلف فيها فضعفها الأكثرون، وصحح ابن
حبان بعضها، وخرّجه في "صحيحه".
ومن أمثلتها : حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت
: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع، رافعاً رأسه
إلى السماء. فقال : (أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟) فقلت : يا رسول الله ظننت
أنك أتيت بعض نسائك. فقال : (إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء
الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب) خرّجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه
. وخرّج ابن ماجه – بسند ضعيف – من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). وخرّج
الإمام أحمد من حديث عبدالله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله
ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده، إلا اثنين : مشاحن، أو قاتل نفس).
وخرّجه ابن حبان في "صحيحه" من حديث معاذ، مرفوعاً. ويروى من حديث عثمان
بن أبي العاص، مرفوعاً : (إذا كان ليلة النصف من شعبان، نادى منادٍ : هل من مستغفر
فاغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئاً إلا أعطي، إلا زانية بفرجها، أو مشرك).
---------------------------
ما يسن فعله:
الإكثار من الصيام فقد ورد عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه كان يكثر من الصيام فيه.
أحداث
شهر شعبان:
- نقل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام
( الكعبة ) 15 شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة – نوفمبر 623 م
- زواج
الرسول (ص) من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب شعبان سنة 3 هـ
- غزوة بدر الآخرة-الصغرى- شعبان 4 هـ
- مولد الإمام الحسين بن على 5 شعبان سنة 4 هـ
- 625 م
- مولد السيدة زينب بنت على شعبان 5 هـ - 626
م
- غزوة
( بنى المصطلق ) شعبان 5 هـ - ديسمبر 626 م وفيها نزلت آية التيمم
- سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل شعبان
6 هـ - نوفمبر 627 م
- سرية على بن أبى طالب إلى بنى سعد بن بكر شعبان
6 هـ - 627 م
- سرية عمر بن الخطاب إلى قبيلة هوازن شعبان سنة
7 هـ - 628 م
- سرية أبى بكر الصديق إلى بنى كلاب قبيلة بنجد
شعبان 7 هـ - 628 م
- سرية أبو قتادة إلى نجد لشن الغارة على غطفان
بأرض محارب شعبان 8 هـ
- ديسمبر 629 م - موقعة الجسر فى 23 شعبان 13
هـ - أكتوبر 634 م
- مفاوضة
المقوقس لعبادة بن الصامت أثناء حصار حصن بابليون أخر شعبان 19 هـ - أغسطس 640 م -
ولاية عبد الرحمن بن عتبة بن جحدم من قبل عبد الله بن الزبير شعبان 64 هـ
- مارس
684 م - وفاة يزيد بن عبد الملك ومبايعة هشام بن عبد الملك شعبان 105 هـ - يناير
724 م
- ولاية حفص بن الوليد باستخلاف من حنظلة ثم أقره
هشام بن عبد الملك شعبان 124 هـ - يونيو 741 م - ولاية أبو عون عبد الملك بن زيد باستخلاف
من صالح بن على فى عهد أبو العباس السفاح شعبان 133 هـ - مارس 751 م
- ولاية محمد بن زهير الأزدى من قبل هارون الرشيد
شعبان 173 هـ
- يناير 790 م - ولاية هرثمة بن أعين من قبل هارون
الرشيد شعبان 178 هـ
- نوفمبر
794 م - ولاية السرى بن الحكم مرة ثانية فى عهد المأمون 201 هـ - فبراير 817 م
- ولاية عبيد الله بن السرى 206 هـ - يناير
822 م - صرف مصر إلى أبى جعفر أشناس فأصبح له حق تولية الولاة شعبان 219 هـ - أغسطس
834 م
- وفاة المهتدى ومبايعة المعتمد بالله شعبان
256 هـ - يوليو 870 م
- وفاة الإمام النسائى 13 شعبان سنة 303 هـ
- ولاية أبو منصور تكين مرة ثانية من قبل المقتدر
307 هـ - يناير 920 م
- وفاة الراضى بالله وتولى إبراهيم بن المقتدر
وتسمى المتقى بالله شعبان 329 هـ - مايو 941 م
- دخول جوهر الصقلى الفسطاط وسقوط الدولة الإخشيدية
شعبان 358 هـ - يونيه 969 م
- دخول المعز لدين الفاطمى الإسكندرية 4 شعبان
362 هـ - 30 مايو 973 م
- وفاة الظاهر لإعزاز دين الله وتولى المستنصر
بالله خلافة مصر 15 شعبان 427 هـ - مايو 1036 م
- وفاة ابن حزم المفكر الإسلامى وصاحب المذهب
الظاهرى 28 شعبان 456 هـ
- استعادة الفاطميون إمارة بيت المقدس شعبان
491 هـ - 1098 م
-دخول الصليبين لإمارة بيت المقدس شعبان 492 هـ
- 1099 م
- انتصار الموحدين على قشتالة وليون فى معركة
الأرك 9 شعبان 591 هـ - 18 يوليو 1195 م
- مقتل
السلطان محمد الغورى سلطان دولة الغوريين حكام أفغانستان شعبان 602 هـ - 1206 م
- استيلاء الحملة الصليبية الخامسة على دمياط
616 هـ - أكتوبر 1219 م
- مولد قاضى القضاة تقى الدين محمد بن على بن
دقيق العيد شعبان 625 هـ
- استيلاء الحملة الصليبية السابعة على دمياط
شعبان 647 هـ - 1249 م
- مولد
العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى 30 شعبان 653 هـ
- دخول غازان بن أرغون سابع إيلخانات المغول الدين
الإسلامى 4 شعبان 694 هـ - 19 يونيه 1295 م وكان يدين بالبوذية وأسلم على يد قائد تركى
يسمى نوروز
- وفاة أبى الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن
منظور شعبان 711 هـ
- قيام دولة آل تغلق فى دهلى على يد غازى ملك
تغلق الذى تسمى غياث الدين تغلق شعبان 720 هـ - 1321 م
- مولد سراج الدين عمر بن أرسلان البلقينى 12
شعبان 724 هـ
- مولد الأثارى أبو سعيد زين الدين بن شعبان بن
محمد ليلة النصف من شعبان 765 هـ
- قيام سلطنة مغول الهند الإسلامية على يد ظهير
الدين محمد بابر 15 شعبان 932 هـ - 1526 م
- نجاح مراد أغا والى ليبيا فى رد غارة فرسان
القديس يوحنا من مالطة شعبان 959 هـ \ يوليو 1552 م
- تنازل السلطان مصطفى الثانى العثمانى وتولى
السلطان أحمد الثالث 23 شعبان 1115 هـ - 1703 م - مقتل السلطان عالم كير الثانى سلطان
الهند الإسلامية 11 شعبان 1167 هـ - يونيه 1754 م
- مولد أبو الثناء شهاب الدين محمود ( الألوسى
) مؤلف كتاب روح المعانى فى تفسير القرآن الكريم الجمعة 14 شعبان 1217 هـ
- مولد الإمام جمال الدين الأفغانى شعبان
1254 هـ
- إعدام الباب 28 شعبان 1266 هـ - 9 يوليه
1850 م
- تنازل السلطان سراج الدين أبو المظفر بهادر
شاه الثانى عن سلطنة دلهى المغولية وعزله 13 شعبان 1274 هـ - 30 مارس 1858 م
- بدأ سلطنة السلطان عبد الحميد الثانى 10 شعبان
1293 هـ - 1876 م
- عقد مؤتمر باندونج 24 شعبان 1374 هـ - 17 إبريل
1955 م
- إعلان
قيام الجمهورية العربية المتحدة السبت 3 شعبان 1377 هـ - 22 فبراير 1958 م
- وفاة الشاعر الفلسطينى محمود درويش السبت 8
شعبان 1429 هـ - 9 أغسطس 2008 م
**************منقول*************
فضل ليلة النصف من شعبان
الدكتور محمد راتب النابلسي
الدكتور محمد راتب النابلسي
فضل ليلة النصف من شعبان
الدكتور محمد راتب النابلسي
الأحد, 29 أبريل 2018
الدكتور محمد راتب النابلسي
- أيها
الأخوة المؤمنون رمضان شهر التقوى أطل علينا وسوف يكون الحديث في هذا
اليوم إن شاء الله تعالى عن ليلة النصف من شعبان وعن مقدمة عن هذا الشهر
الكريم وقبل هذا وذاك لابد من مقدمة .
كلكم يعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول :
_ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ _
[ سورة البقرة : 148]
الإنسان مخير يختار طريق الإيمان أو طريق الكفر طريق الإساءة أو طريق الإحسان طريق الطاعة أو طريق المعصية طريق الإقبال عن الله أو طريق الإعراض عنه قال تعالى :
_ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ_
[ سورة البقرة : 148]
الإنسان مخير هذا شيء ثابت ولولا هذا الاختيار لبطل الثواب والعقاب ولبطل الوعد والوعيد ولبطلت المسؤولية والتبعة والتغى التكليف ولأصبح حمل الأمانة عبثاً ولأصبح إرسال الرسل أيضاً لعباً ولهواً ولأصبح القرآن لا جدوى منه لو أن الله سبحانه وتعالى أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب لو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب لو تركهم هملاً لكان نقصاً بالقدرة الإنسان مخير :
_ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ_
[ سورة البقرة : 148]
وهذه كل نكرة تشمل أي إنسان على وجه الأرض منذ أن خلق الله الأرض وحتى قيام الساعة ولكل وجهة أي طريق هو موليها وهو الذي يكتسب الإثم إن كانت الطريق غير صحيحة أو يكتسب الأجر والثواب إن كانت صحيحة الله سبحانه وتعالى يقول:
_ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ_
[ سورة البقرة : 148]
معنى فاستبقوا الخيرات أنت الآن تنعم بحرية الاختيار تنعم بفرص النجاة أنت الآن تنعم بفرص السعادة أنت الآن في دار عمل أنت الآن في دار توبة أنت الآن في دار تصحيح أنت الآن في دار مغفرة أنت الآن في دار مسابقة ومادام القلب ينبض فأنت في بحبوحة باب التوبة مفتوح باب المغفرة مفتوح باب الإصلاح مفتوح باب التقرب إلى الله مفتوح ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أي هذه الوجهة التي يمكن أن توليها حيثما شئت هذه الوجهة لا تملكها دائماً تملكها بشكل مؤقت والدليل قوله تعالى :
_ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً_
[ سورة البقرة : 148]
أي أيها الإنسان سارع سابق هلم إلى طاعة الله والنبي عليه الصلاة والسلام حينما صعد المنبر وقال : آمين صعد الدرجة الثانية وقال : آمين صعد الدرجة الثالثة وقال : آمين وخطب وانتهت الخطبة وصلى بأصحابه بعض أصحابه قالوا : يا رسول الله علام أمنت ؟ أي لماذا قلت : آمين وأنت في الصعود إلى المنبر ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : رغم أنف عبد ذكرت عنه ولم يصلِّ عليّ فقلت : آمين ثم قال : رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت : آمين ثم قال : رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له إن لم يغفر له فمتى ؟
الاستعداد لرمضان بالإكثار من العبادات في شعبان :
أيها الأخوة الكرام رمضان موسم من مواسم العبادة موسم من مواسم الذكر موسم من مواسم الإقبال موسم من مواسم الأعمال الصالحة موسم من مواسم القرآن إذاً الإنسان لا ينبغي أن تكون حاله مع الله في هذا الموسم بشكل اعتيادي لابد أن يجهد نفسه ليفوز بقصب السبق هناك نقطة دقيقة تصلنا إلى شهر شعبان أو إلى ليلة النصف من شعبان وهي أنه لابد من فترة تجريبية لابد من استعداد لابد من تحمية إن صح القول فهذا الذي يبقى على ما هو عليه إلى أن يأتي أول رمضان هذا الجسم وهذه النفس لا تستطيع أن تقلع إقلاعاً مباشراً في أول يوم من أيام رمضان لذلك إذا انتبه الإنسان إلى قرب قدوم هذا الشهر الكريم في شهر شعبان وفرغ نفسه من بعض المشاغل واستعد للقاء الله عز وجل في هذا الشهر الكريم لقاء الاتصال لقاء الاستغفار لقاء المحبة لقاء الشوق ربما وصل إلى أول رمضان وهو في وضع جيد أخذ وضعه المستقل وانطلق في هذا الشهر الكريم في صيام وقيام وذكر وعبادة وتلاوة وتدبر وعمل طيب يرضي الله عز وجل .
الحقيقة موضوع ليلة النصف من شعبان ورد فيها شيء كثير لكن هذا الكثير أكثره غير صحيح ما صح من هذا الكثير هو أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْد قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ))
[ النسائي عن أسامة بن زيد ]
هذا الحديث ورد في الترغيب والترهيب عن رسول الله النبي عليه الصلاة والسلام كأنه يستعد لرمضان في الإكثار من العبادات في شعبان كأن هذه النفس تهيئ لتأخذ سرعتها القصوى في رمضان .
ما يفعله النبي و أصحابه استعداداً لشهر رمضان :
شيء آخر عن أنس رضي الله عنه قال :
(( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظروا إلى هلال شعبان أكبوا على المصاحف يقرؤونها وأخرج الأغنياء زكاة أموالهم ليتقوى بها الضعيف والمسكين على صيام رمضان ودعى الولاة أهل السجن فمن كان عليه حد أقاموه عليه وإلا فخلوا سبيله وانطلق التجار فقضوا ما عليهم وقضوا ما لهم حتى إذا نظروا هلال رمضان اغتسلوا واعتكفوا))
[ كتاب الغنية عن أنس ]
أي كأنني بهذا الشهر الكريم شهر شعبان جعله أصحاب النبي وجعله السلف الصالح استعداداً وتهيئةً لهذا الشهر الكريم من أجل أن تأخذ النفس استعدادها الأوفى للبدء بموسم من أطهر المواسم ومن أجلّ المواسم . حتى أن بعض العلماء كان يقرأ في هذه الليلة سورة ياسين على نية إطالة العمر في طاعة الله ويقرؤها ثانيةً على نية أن يحميه الله من بلاء الدنيا ويقرؤها ثالثاً على نية أن يغنيه الله عز وجل عن حاجة الناس هكذا فعل بعض العلماء ليس هذا من العبادة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤثر هذا الدعاء الشريف :
(( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))
[ الترمذي و ابن ماجه عن عائشة ]
من أكثر الأدعية التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بها ما دامت هذه الليلة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ترفع فيها الأعمال فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحيي هذه الليلة ويصوم النهار الذي يليها هذا من فعل النبي عليه الصلاة والسلام .
شيء آخر : طبعاً قبل أن نقرأ الحديث ما ورد في بعض الكتب عن صلاة مخصوصة وعن دعاء مخصوص لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا لا أصل له الإنسان يبقى في حدود السنة الصحيحة هناك صلاة ألفية كما يقولون وهناك دعاء خاص هذا لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن دائماً نتقيد بالسنة ونتمنى أن يكون العمل خالصاً وصواباً خالصاً ابتغي به وجه الله وصواباً وافق السنة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام .
***************منقول للفائدة***************************************************كلكم يعلم أن الله سبحانه وتعالى يقول :
_ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ _
[ سورة البقرة : 148]
الإنسان مخير يختار طريق الإيمان أو طريق الكفر طريق الإساءة أو طريق الإحسان طريق الطاعة أو طريق المعصية طريق الإقبال عن الله أو طريق الإعراض عنه قال تعالى :
_ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ_
[ سورة البقرة : 148]
الإنسان مخير هذا شيء ثابت ولولا هذا الاختيار لبطل الثواب والعقاب ولبطل الوعد والوعيد ولبطلت المسؤولية والتبعة والتغى التكليف ولأصبح حمل الأمانة عبثاً ولأصبح إرسال الرسل أيضاً لعباً ولهواً ولأصبح القرآن لا جدوى منه لو أن الله سبحانه وتعالى أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب لو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب لو تركهم هملاً لكان نقصاً بالقدرة الإنسان مخير :
_ وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ_
[ سورة البقرة : 148]
وهذه كل نكرة تشمل أي إنسان على وجه الأرض منذ أن خلق الله الأرض وحتى قيام الساعة ولكل وجهة أي طريق هو موليها وهو الذي يكتسب الإثم إن كانت الطريق غير صحيحة أو يكتسب الأجر والثواب إن كانت صحيحة الله سبحانه وتعالى يقول:
_ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ_
[ سورة البقرة : 148]
معنى فاستبقوا الخيرات أنت الآن تنعم بحرية الاختيار تنعم بفرص النجاة أنت الآن تنعم بفرص السعادة أنت الآن في دار عمل أنت الآن في دار توبة أنت الآن في دار تصحيح أنت الآن في دار مغفرة أنت الآن في دار مسابقة ومادام القلب ينبض فأنت في بحبوحة باب التوبة مفتوح باب المغفرة مفتوح باب الإصلاح مفتوح باب التقرب إلى الله مفتوح ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أي هذه الوجهة التي يمكن أن توليها حيثما شئت هذه الوجهة لا تملكها دائماً تملكها بشكل مؤقت والدليل قوله تعالى :
_ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً_
[ سورة البقرة : 148]
أي أيها الإنسان سارع سابق هلم إلى طاعة الله والنبي عليه الصلاة والسلام حينما صعد المنبر وقال : آمين صعد الدرجة الثانية وقال : آمين صعد الدرجة الثالثة وقال : آمين وخطب وانتهت الخطبة وصلى بأصحابه بعض أصحابه قالوا : يا رسول الله علام أمنت ؟ أي لماذا قلت : آمين وأنت في الصعود إلى المنبر ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : رغم أنف عبد ذكرت عنه ولم يصلِّ عليّ فقلت : آمين ثم قال : رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت : آمين ثم قال : رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له إن لم يغفر له فمتى ؟
الاستعداد لرمضان بالإكثار من العبادات في شعبان :
أيها الأخوة الكرام رمضان موسم من مواسم العبادة موسم من مواسم الذكر موسم من مواسم الإقبال موسم من مواسم الأعمال الصالحة موسم من مواسم القرآن إذاً الإنسان لا ينبغي أن تكون حاله مع الله في هذا الموسم بشكل اعتيادي لابد أن يجهد نفسه ليفوز بقصب السبق هناك نقطة دقيقة تصلنا إلى شهر شعبان أو إلى ليلة النصف من شعبان وهي أنه لابد من فترة تجريبية لابد من استعداد لابد من تحمية إن صح القول فهذا الذي يبقى على ما هو عليه إلى أن يأتي أول رمضان هذا الجسم وهذه النفس لا تستطيع أن تقلع إقلاعاً مباشراً في أول يوم من أيام رمضان لذلك إذا انتبه الإنسان إلى قرب قدوم هذا الشهر الكريم في شهر شعبان وفرغ نفسه من بعض المشاغل واستعد للقاء الله عز وجل في هذا الشهر الكريم لقاء الاتصال لقاء الاستغفار لقاء المحبة لقاء الشوق ربما وصل إلى أول رمضان وهو في وضع جيد أخذ وضعه المستقل وانطلق في هذا الشهر الكريم في صيام وقيام وذكر وعبادة وتلاوة وتدبر وعمل طيب يرضي الله عز وجل .
الحقيقة موضوع ليلة النصف من شعبان ورد فيها شيء كثير لكن هذا الكثير أكثره غير صحيح ما صح من هذا الكثير هو أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْد قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ))
[ النسائي عن أسامة بن زيد ]
هذا الحديث ورد في الترغيب والترهيب عن رسول الله النبي عليه الصلاة والسلام كأنه يستعد لرمضان في الإكثار من العبادات في شعبان كأن هذه النفس تهيئ لتأخذ سرعتها القصوى في رمضان .
ما يفعله النبي و أصحابه استعداداً لشهر رمضان :
شيء آخر عن أنس رضي الله عنه قال :
(( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظروا إلى هلال شعبان أكبوا على المصاحف يقرؤونها وأخرج الأغنياء زكاة أموالهم ليتقوى بها الضعيف والمسكين على صيام رمضان ودعى الولاة أهل السجن فمن كان عليه حد أقاموه عليه وإلا فخلوا سبيله وانطلق التجار فقضوا ما عليهم وقضوا ما لهم حتى إذا نظروا هلال رمضان اغتسلوا واعتكفوا))
[ كتاب الغنية عن أنس ]
أي كأنني بهذا الشهر الكريم شهر شعبان جعله أصحاب النبي وجعله السلف الصالح استعداداً وتهيئةً لهذا الشهر الكريم من أجل أن تأخذ النفس استعدادها الأوفى للبدء بموسم من أطهر المواسم ومن أجلّ المواسم . حتى أن بعض العلماء كان يقرأ في هذه الليلة سورة ياسين على نية إطالة العمر في طاعة الله ويقرؤها ثانيةً على نية أن يحميه الله من بلاء الدنيا ويقرؤها ثالثاً على نية أن يغنيه الله عز وجل عن حاجة الناس هكذا فعل بعض العلماء ليس هذا من العبادة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤثر هذا الدعاء الشريف :
(( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))
[ الترمذي و ابن ماجه عن عائشة ]
من أكثر الأدعية التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بها ما دامت هذه الليلة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ترفع فيها الأعمال فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يحيي هذه الليلة ويصوم النهار الذي يليها هذا من فعل النبي عليه الصلاة والسلام .
شيء آخر : طبعاً قبل أن نقرأ الحديث ما ورد في بعض الكتب عن صلاة مخصوصة وعن دعاء مخصوص لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا لا أصل له الإنسان يبقى في حدود السنة الصحيحة هناك صلاة ألفية كما يقولون وهناك دعاء خاص هذا لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن دائماً نتقيد بالسنة ونتمنى أن يكون العمل خالصاً وصواباً خالصاً ابتغي به وجه الله وصواباً وافق السنة التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام .
- الأحد, 29 أبريل 2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق